الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

التقرير العالمي

التقرير العالمي

التقرير العالمي

افريقيا

يحتاج الناس بصرف النظر عن خلفيتهم الثقافية والدينية الى فرصة لسماع بشارة ملكوت اللّٰه.‏ انها مشيئة اللّٰه ان «جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبِلون.‏» (‏١ تيموثاوس ٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ وشهود يهوه في افريقيا يعملون بانسجام مع هذا التعبير عن المشيئة الالهية.‏

وافقت الهيئة الحاكمة على تأسيس مكتب فرع في ملاوي،‏ ابتداء من ١ ايلول ١٩٩٥،‏ باستعمال ابنية مستأجرة.‏ وتوضع التصاميم لأبنية ملائمة من اجل مباشرة البناء.‏ وهنالك الكثير من العمل بعد لإنجازه في هذا البلد.‏ ويجري اظهار اهتمام كبير بمطبوعاتنا في المدن خصوصا حيث يوجد اشخاص كثيرون يجيدون القراءة والكتابة.‏ يحب الملاويون الكتاب المقدس وهم من حيث الاساس اشخاص متواضعون يحبون السلام.‏ وليس من الضروري حاليا تقديم عروض متقنة بسبب الاهتمام الكبير بمطبوعاتنا.‏ فالشهود بكل بساطة يعرِّفون صاحب المنزل بأنفسهم،‏ وبعد القاء التحية باحترام،‏ يُرون الشخص اية كتب او مجلات في حوزتهم.‏ وغالبا ما يتفحص صاحب المنزل كل المجلات التي يحملها الناشر حتى انه يرغب في رؤية ايّ شيء آخر في حقيبته.‏ وقد قدَّم بعض الناشرين نسخهم الشخصية المسطَّرة من المجلات الاقدم،‏ فقبلها اصحاب البيوت بسرور.‏ ورغم ان الناس عموما يعربون عن المحبة للكتاب المقدس،‏ فهذا لا يعني ان الجميع يريدون ان يتعلموا الحق.‏ توجد هنا طوائف كثيرة تدَّعي المسيحية.‏ وبعضها عدائية نحو شهود يهوه وتقول ان الشهود يستحقون الاضطهاد الذي اتى عليهم وإنها تود لو ان الشهود لا يزالون تحت الحظر.‏ لكنَّ غالبية الناس يقولون:‏ «يسرنا ان لديكم الآن حرية العبادة،‏ ونحن نرحب بكم في بيوتنا.‏»‏

يُقبَل عموما تعدد الزوجات في بينين وفي بلدان افريقية كثيرة اخرى.‏ فكيف يؤثر ذلك في طالبي الحق المخلصين؟‏ ابتدأت امرأة هي الزوجة الثانية لرجل بدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ وسرعان ما تعلمت ان يهوه اعطى آدم زوجة واحدة فقط وأن ذلك كان سيشكِّل المقياس لكل الزيجات المقبلة.‏ (‏متى ١٩:‏٤-‏٦‏)‏ فماذا كانت ستفعل لأن اللّٰه لا يمكن ان يعترف بزواجها؟‏ هل كانت ستترك زوجها الذي لديه زوجتان؟‏ وإلى اين كانت ستذهب؟‏ فلها خمسة اولاد من هذا الرجل ولا يوجد في بينين نظام خدمات اجتماعية.‏ لذلك وضعت ثقتها في يهوه وغادرت بشجاعة.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٤-‏٦‏)‏ وكان ذلك جهادا لأنه ترك لها مسؤولية الاعتناء بأولادهما الخمسة ماديا وروحيا على السواء.‏

كان لموقفها الثابت تأثير مفيد في اعضاء العائلة الآخرين.‏ ومن المفرح ان الزوج ابتدأ يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ وانضمت زوجته الاولى الى الدرس وبعد ذلك اعتمدت.‏ والزوج الآن يحضر كل الاجتماعات وقرَّر ان يساعد في الاعتناء بأولاده من زوجته الثانية.‏ ومؤخرا اعتمدت الزوجة الثانية وقالت بعد ذلك:‏ «تصميمي هو ان اخدم يهوه الى الابد.‏»‏

صادقت إلكيه،‏ مرسلة في بركينا فازو،‏ فتاةً في قاعة الملكوت عمرها عشر سنوات واسمها جارا.‏ كانت جارا تحضر كل الاجتماعات مع امها.‏ لكنَّ الام تركت الحق اخيرا،‏ وطوال اشهر عديدة،‏ لم يكن هنالك ايّ اتصال بين إلكيه وجارا.‏ ثم في المحفل الكوري كانت جارا حاضرة ووجدت إلكيه.‏ وكم كانت مفاجأة ان تراها!‏ لقد التمست هي وأخوها من والديهما ان يأذنا لهما بحضور المحفل.‏ وكان الولدان كلاهما ينتبهان كل الانتباه آخذَين الملاحظات.‏ ولكن جرى اغراؤهما ان يذهبا الى محطة اذاعية محلية ليريا «پاپا نويل» (‏سانتا كلوز)‏ في ٢٥ كانون الاول فيما يكون المحفل جاريا.‏ فسألا إلكيه رأيها.‏ فقالت لهما انه يجب ان يتخذا القرار هما بأنفسهما،‏ ولكن اذا اتيا الى المحفل،‏ فسيسران كثيرا يهوه اللّٰه الذي يستطيع ان يمنحهما الحياة الابدية في الفردوس.‏ وقد اتيا الى المحفل في ٢٥ كانون الاول.‏

جرى الابتداء بدرس مع جارا،‏ ورُتِّب امر حضورها الاجتماعات.‏ وبعد الاجتماع الثاني عبَّرت عن رغبتها في تقديم التعليقات.‏ وفي احد الاجتماعات كان في حوزتها ٥٠ فرنكا (‏١٠ سنتات اميركية)‏ كمصروف لها.‏ فاستعملت ٢٠ فرنكا (‏٤ سنتات)‏ لشراء شيء لتأكله،‏ ووضعت من تلقاء نفسها الـ‍ ٣٠ فرنكا (‏٦ سنتات)‏ الاخرى في صندوق التبرعات في قاعة الملكوت.‏ وقد تعلمت جارا ان تصلّي الى يهوه حتى من اجل امانيها القلبية الصغيرة.‏ وخلال فترة من الوقت عندما كانت العائلة تعاني الصعوبات،‏ اختبرت ايضا صحة المزمور ٢٧:‏١٠ ووجدت انه لديها الكثير من الامهات،‏ الاخوة،‏ والاخوات في الجماعة.‏

كان لانتشار الأيدز تأثير فتَّاك في سكان افريقيا الوسطى.‏ وقد اثَّر بشكل رئيسي في المثقَّفين الذين هم في اوج انتاجيتهم.‏ قبل سنوات استهزأ كثيرون بالمقياس «رجل واحد/‏زوجة واحدة» وبالامانة لرفيق الزواج.‏ والآن،‏ في محاولة لوقف الوباء،‏ فإن الرسالة التي تُنشر الآن في الراديو،‏ التلفزيون،‏ وإعلانات الطرقات وكذلك في التجمعات الاجتماعية هي المقياس الذي جرى الاستهزاء به في السابق.‏ وكثيرون ممَّن عرفوا من قبل ان شهود يهوه يعلِّمون بأمانة الكتاب المقدس لم يتقدموا؛‏ فقد شعروا بأن هنالك قيودا كثيرة.‏ ولكن كم يكون اخوتنا اليوم شاكرين ان يهوه وهيئته يصرّون على المقاييس الادبية السامية!‏ قال احد الشيوخ في جمهورية افريقيا الوسطى:‏ «بفضل الحق نجحت في تأسيس عائلة تتمتع بالبركات الالهية.‏ فقد حرَّرني الحق من أشراك الابليسية،‏ التي كان يمكن ان تجعلني مختلا عقليا.‏ وساعدني ايضا على تجنب الموت المبكر نتيجة الأيدز،‏ المأساة التي اختبرها معظم رفقائي السابقين.‏ وتقديرا لكل ما فعله يهوه لي،‏ وضعت برنامجا للاشتراك في خدمة الفتح على الرغم من مسؤولياتي العائلية.‏» —‏ مزمور ١١٦:‏١٢-‏١٤‏.‏

كوفئت عائلة في عاصمة إثيوپيا بسخاء بسبب ضيافتها.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١،‏ ٢‏)‏ فغالبا ما يكون لدى اقربائهم من الريف عمل في المدينة ويلزمهم مكان للاقامة.‏ ويختار كثيرون منهم ان يقيموا عند عائلة الشهود الودية هذه،‏ حيث يجتذبهم جوّ من التعبد التقوي النادر.‏ وقد انتهزت العائلة الفرص الملائمة للاشتراك في البشارة من كلمة اللّٰه مع الاقرباء الزائرين.‏ ونتيجة لذلك،‏ بحلول وقت محفل «الخوف التقوي،‏» صار ٢٢ من هؤلاء الاقرباء شهودا معتمدين،‏ وكان ٢٨ آخرون من الاقرباء ناشرين غير معتمدين،‏ و ٦ آخرون من الاقرباء قد ابتدأوا يدرسون.‏ وكان اكثر من ٥٠ من هذه العائلة الموسَّعة في المحفل،‏  وكانوا كلهم معا يديرون اكثر من ٥٠ درسا بيتيا في الكتاب المقدس!‏

آسيا وجزر المحيط الپاسيفيكي

وصلت البشارة الى الشرق بواسطة الصفحة المطبوعة قبل ابتداء القرن الـ‍ ٢٠.‏ ولا تزال المواد المطبوعة تُستعمل في البحث عن المستحقين.‏ ونتيجة لذلك،‏ تختبر آلاف كثيرة شخصيا ما قاله يسوع،‏ اي ان الحق يمكن ان يحرِّر المرء.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣٢‏.‏

تكتب اخت غيورة في هونڠ كونڠ:‏ «مقاطعتي للشهادة غير الرسمية هي المستشفيات،‏ الشوارع،‏ الحدائق العامة،‏ محطات السكك الحديدية،‏ محطات الباصات،‏ الاسواق،‏ مواقف السيارات،‏ والمصاعد.‏ وعندما اغادر البيت،‏ اصلّي دائما الى يهوه،‏ وأتأكد ان لديّ تنوعا من الكتب،‏ المجلات،‏ والنشرات.‏»‏

بناء على تشجيع ناظر الدائرة،‏ جعلت شاهدة في اليابان هدفها ان توزع ١٣٠ مجلة في الاسبوع،‏ وذلك في المقاطعة المخدومة تكرارا.‏ فهي تفحص النسخ الجديدة من المجلات فور وصولها لكي تجد مقالات او عبارات يمكن ان تروق مختلف انواع الناس.‏ وتعلَّمت ايضا ان تحفظ سجلا دقيقا بالذين تشملهم جولة مجلاتها.‏ والنتيجة؟‏ لديها ٢٢٠ زيارة في جولتها.‏ ولكن،‏ عندما بدا ان امرأة في جولتها لم تكن تقرأ المجلات،‏ صلَّت الى يهوه ان يبيِّن لها ما اذا كانت صاحبة البيت تقرأ المجلات،‏ لأن المجلات ثمينة،‏ تكلِّف مالا لإنتاجها،‏ ويطبعها اخوة في البتل يعملون نهارا وليلا.‏ وطلبت:‏ ‹اذا كانت لا تقرأها،‏ فلترفضها.‏› ثم ذهبت لزيارتها.‏ فخرج هذه المرة زوج المرأة وأخذ المجلات قائلا:‏ «شكرا لكِ على توزيع هذه المجلات قانونيا.‏ انا اقرأها وأتمتع بها حقا.‏» ان اكثر من ٠٠٠‏,٢٠٦ من الذين يستفيدون من هذه المجلات في اليابان يشتركون الآن بغيرة في حقائق الكتاب المقدس الثمينة مع الآخرين.‏

تقول اخت في مدينة كايزون،‏ الفيليپين،‏ انها تمكنت من الابتداء بسبعة دروس جديدة في الكتاب المقدس باستعمال النشرات.‏ وكتبت موضحة كيف انجزت ذلك:‏ «صباح احد الايام عند الساعة ١١ التقيتُ أُمًّا مشغولة تهيئ الغداء لعائلتها.‏ فقلت انني افهم وضعها ولذلك سأختصر.‏ اخبرتها ان هدفنا الرئيسي هو تقديم تعزية حقيقية لكل العائلات التي تشعر بالكآبة،‏ ان هذه التعزية تأتي من كلمة اللّٰه،‏ وأن ذلك موضح في هذه النشرة المجانية المؤسسة على الكتاب المقدس تعزية للمكتئبين.‏‏» وبعد هذا التوضيح البسيط دُعيت اختنا الى البيت وتمكنت من الابتداء بدرس.‏

تضاعف عدد الناشرين في اوستراليا في السنوات الـ‍ ١٦ الماضية.‏ وقد ساعدت المطبوعات التي زوَّدتها هيئة يهوه على فتح قلوب كثيرين من الناس.‏ فعندما قُتل ابن احد اخوتنا في حادث،‏ قرَّرت العائلة ان تهدي لكل شخص يحضر المأتم كراسة عندما يموت شخص تحبونه.‏ فوزَّعوا ١٨٩ كراسة بهذه الطريقة،‏ ثم أُرسلت ٤٦ نسخة اخرى الى الاقرباء غير المؤمنين.‏ ونتيجة لذلك،‏ فإن كثيرين منهم لان موقفهم من الشهود.‏ وبين الذين حصلوا على الكراسة في المأتم كان رئيس جمعية المدارس الكاثوليكية.‏ وقيل انه كان احد افضل جامعي الاموال لها.‏ فدرس هو وزوجته معا كامل الكراسة،‏ باحثَين عن الآيات في كتابهما المقدس الكاثوليكي.‏ وسرعان ما ادركا ان ما يقرأانه هو الحق،‏ ولذلك استقال الرجل فورا من جمعية المدارس الكاثوليكية ورفض القيام بأي جمع اضافي للاموال.‏ وظل ثابتا رغم الجهود لجعله يغيِّر رأيه.‏ وأخذ ايضا اثنتي عشرة كراسة ليوزعها على اعضاء آخرين في الكنيسة الكاثوليكية.‏

سمع شاب في تايلند مرسلة تشهد لأخته الاكبر لكنه لم يُبدِ ايّ اهتمام.‏ وكان متورِّطا في الارواحية.‏ ثم في احد الايام تناول كتابا مقدسا،‏ فتحه عشوائيا،‏ وقرأ ١ بطرس ٢:‏٩‏،‏ التي تقول ان اللّٰه دعا شعبه «من الظلمة الى نوره العجيب.‏» فحيَّرته هذه الآية،‏ وابتدأ يفكر في المرسلة.‏ في اليوم التالي كانت المرسلة عند بابه.‏ وعندما اخبرها انه كان يريد ان تزوره،‏ اجابت ان الملائكة هم الذين وجَّهوها على الارجح.‏ ثم لشدة دهشته،‏ وقبل ان يتفوه بشيء عن الآية التي قرأها،‏ فتحت كتابها المقدس وقرأت الآية نفسها.‏ كان مندهشا جدا حتى انه بكى.‏ ووافق على درس في الكتاب المقدس،‏ فسلَّمت الاخت الدرس لاحد الشيوخ.‏

لكنَّ تورط الشاب مع الابالسة صعَّب الامر عليه.‏ فبسبب معاناته مشاكل مالية ومشاكل اخرى،‏ كان قد عقد «اتفاقا» مع احد الارواح وهو انه اذا سمح للروح بأن يسكن فيه،‏ فسيساعده ويعيله.‏ ونتيجة لذلك،‏ كان قد تمكن من انشاء عمل دون جهد كبير وصار صاحب مصنع استخدم فيه عمالا كثيرين.‏ وسرعان ما ادرك ان هنالك ارواحا شريرة وأن هذه الارواح قوية،‏ لكنه شعر بالاقرار بالجميل للروح الذي كان يعتبره «روحا خيِّرا.‏» وحضر بعض الاجتماعات،‏ لكنَّ الابالسة منعته من فهم وتذكُّر ما سمعه هناك.‏ ثم في الليلة التي سبقت احد المحافل،‏ اختبر ما وصفه بصراع الحياة والموت مع الروح الذي كان هو وسيطا له.‏ وكانت الغلبة للشاب،‏ لكنه تدريجيا بعد ذلك خسر بشكل نهائي كل الفوائد المادية التي كان قد نالها من الروح.‏ ولكن اذ وثق بيهوه،‏ زوَّده اللّٰه حاجاته —‏ لا الثروة الكبيرة التي كانت لديه قبلا،‏ بل كل ما يحتاج اليه حقا.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٨،‏ ٩‏)‏ وهو الآن يخدم بفرح كفاتح اضافي.‏

في جزر سليمان قاومت بعض المجتمعات جهودنا للكرازة بالبشارة،‏ لذلك قرَّر الفرع ارسال اربعة فاتحين الى احدى المناطق المكتظة بالسكان في جزيرة سانتا ايزابيل لعدة اسابيع لكي يوزِّعوا اخبار الملكوت رقم ٣٤.‏ وبدا انه من المؤسف ان يتوقف محرك زورقهم بعد يوم واحد فقط،‏ مما اضطر الفاتحين الى العودة الى هونيارا.‏ لكن مؤخرا صار من السهل الوصول الى جزيرة اخرى،‏ إنڠيلا،‏ بواسطة عبَّارة من هونيارا،‏ ولذلك أرسل الفاتحون الى هناك ليشهدوا.‏ فهل كان هذا الترتيب الخيار الافضل الثاني ام ان الروح الآتي بواسطة رأس الجماعة السماوي كان يوجِّه الامور؟‏ (‏قارنوا اعمال ١٦:‏٦-‏٨‏.‏)‏ بعد عدة ايام اتى خبر بواسطة الهاتف اللاسلكي:‏ «نرجو ان ترسلوا المزيد من المطبوعات.‏ كان عدد الحاضرين ١٧ في اجتماعنا الاول يوم الجمعة.‏» وبعد ايام قليلة،‏ جرى طلب مطبوعات اضافية،‏ وأخبر الفاتحون ان ٣٠ شخصا حضروا اجتماع الاحد.‏ وعندما تمكن الفاتحون من العودة الى جزيرة سانتا ايزابيل،‏ وجدوا انه لو حاولوا ان يشهدوا في هذه المنطقة خلال الاسابيع السابقة،‏ لوجدوا ذلك صعبا جدا لأن الحاكم العام كان في زيارة للاحتفال بمناسبة مئوية،‏ وفعليا كانت المنطقة بكاملها منهمكة في الاحتفالات.‏ ولكن بين المهتمين الذين وجدوهم الآن هنالك زعيم محلي،‏ وبسبب خيبة امله الكبيرة من جراء الرياء الموجود في الكنيسة الانڠليكانية طلب درسا في الكتاب المقدس.‏ وبعد ذلك حضر محفلا دائريا ودعا شهود يهوه الى المجيء الى منطقته ليعلِّموا الناس.‏

اوروپا

تُطبَع في اوروپا كميات هائلة من المطبوعات المستعملة في نشر البشارة.‏ ويا لها من سنة بالنسبة الى عائلات البتل التي اشتركت في هذا العمل!‏

لم يسبق ان أُنتجت كتب،‏ كراسات،‏ ومجلات الى هذا الحد في المانيا في سنة واحدة كما في سنة الخدمة ١٩٩٥.‏ ومثالا لذلك،‏ انتجت المطبعة هناك في شهر حزيران فقط ٢٠٠‏,٨٣٥‏,١٠ مجلة و ٣٥٩‏,٩٨٤‏,٧ كراسة،‏ وينتج معمل التجليد كل يوم نحو ٠٠٠‏,١٠٠ كتاب.‏ ويعدُّ فرع المانيا حاليا للشحن المجلات،‏ المطبوعات الاخرى،‏ والنماذج من اجل ٦٠٠‏,٧ جماعة في ٣٠ بلدا،‏ بمجموع يبلغ نحو ٠٠٠‏,٦٢٥ ناشر.‏ ويجري انتاج قسم كبير من المطبوعات الآن للبلدان الشرقية،‏ حيث لم يكن من السهل الحصول على مطبوعات الكتاب المقدس لسنوات كثيرة.‏ وتساهم ايضا بريطانيا،‏ ايطاليا،‏ فرنسا،‏ اسپانيا،‏ فنلندا،‏ والسويد في تلبية الطلبات الاممية لمطبوعات الكتاب المقدس.‏

يُرسَل الى البلدان حيث الحاجة ملحّة اكثر من مجرد المطبوعات.‏ فقد دُعي ايضا شهود مؤهلون من بلدان اخرى لينتقلوا الى هذه المناطق من اجل المساعدة في عمل التلمذة.‏ ومثالا لذلك،‏ انتقل ١٤ فاتحا خصوصيا من پولندا الى ڤيلنيوس،‏ عاصمة ليثوانيا،‏ من اجل المساعدة في العمل.‏ وفي غضون شهرين كانوا يديرون اكثر من ١٠٠ درس في الكتاب المقدس.‏

كانت هنالك في عشرة اشهر من سنة الخدمة الماضية ذرى جديدة في عدد الناشرين في روسيا (‏بالاضافة الى ٩ من الجمهوريات السوڤياتية السابقة الاخرى الـ‍ ١٤)‏.‏ وبلغت الزيادة ٥٠ في المئة!‏ وأُخبر عن ذروة بلغت ٩٨٥‏,٧٧ ناشرا.‏ وكان معدل الناشرين في ايار ٦‏,١٧ ساعة في خدمة الحقل،‏ مما يدل على غيرة بارزة.‏ وفي ايار وحزيران كليهما وزَّعوا اكثر من مليون مجلة وقاموا بأكثر من مليون زيارة مكررة.‏ (‏وكان هنالك توسع مماثل ايضا في استونيا،‏ اوكرانيا،‏ لاتڤيا،‏ ليثوانيا،‏ ومولداڤيا.‏)‏

قبل ست سنوات كانت هنالك جماعة واحدة فقط في موسكو.‏ أما الآن فهنالك ٤٠ تقريبا،‏ ويمكن ان تُقسم كلٌّ منها تقريبا الى جماعتين او ثلاث جماعات لو كان عدد اكبر من الشيوخ متوافرين.‏ في مورْمَنْسْك،‏ في شمال روسيا،‏ هنالك حاليا جماعة واحدة فقط.‏ ويوجد خدام مساعدون رائعون عديدون احداث،‏ ولكن لا يمكن ان تُقسَم الجماعة لأن هنالك شيخا واحدا فقط.‏ ولدى هذه الجماعة نحو ٨٠٠ ناشر.‏ رايزان وأوليانوڤسْك هما مدينتان يبلغ عدد السكان في كلٍّ منهما اكثر من ٠٠٠‏,٥٠٠ ولكن لا توجد اية جماعة فيهما.‏ إلا ان ثمانية فاتحين خصوصيين ابتدأوا بعمل الكرازة هناك في ايار،‏ وقد باشروا في ذلك الشهر ٥١ درسا في الكتاب المقدس في مقاطعتهم الجديدة.‏ وكم مفرحة هي مساعدة هؤلاء الناس الجياع للحق!‏

هنالك اختبار في مجلة استيقظ!‏ جعل زوجة ناظر جائل في النمسا تفكر في امكانية بلوغ الاشخاص في المراكز الحكومية.‏ تقول:‏ «بحثت في دليل الهاتف ومراجع اخرى عن عناوين الخدمات الاجتماعية.‏ ثم بحثت عن مقالات مناسبة في استيقظ!‏ للذين يعملون في حقول كهذه.‏ ابتدأت وأنا ارتعش وقلبي يخفق خوفا،‏ وكنت اصلّي.‏ وبعد سماح السكرتيرة لنا بالدخول،‏ كنا نكتشف ان الرجال في مراكز المسؤولية هم عموما ودّيون جدا.‏ وعند التعبير عن تقديرنا للخدمات التي يقدِّمونها —‏ لأن شهود يهوه ايضا يستفيدون منها —‏ كان ردّ فعلهم عادة هو التعجب.‏ ثم كنت اذكر سبب زيارتي:‏ ‹لقد بحثت عن مقالات في مجلاتنا تتعلَّق بالعمل الذي تقومون به.‏ من فضلكم اصرفوا الوقت لتتأملوا فيها عندما ترون ذلك مناسبا.‏› وبهذه الطريقة تمكنت من توزيع نحو ٨٠٠‏,١ مجلة خلال الاشهر الستة الاولى.‏» وتقول اختنا الآن انها تجد فرحا كبيرا في هذا النشاط الخصوصي.‏ وهي تزور مديري المدارس،‏ مفوَّضي المنطقة،‏ رجال الشرطة،‏ مؤسسات الخدمات الاجتماعية،‏ والسلطات القضائية.‏

كان شاب في كرواتيا مولودا بخلل في قلبه،‏ مما حدَّ كثيرا من نشاطاته.‏ وقد سمع البشارة عندما كان عمره ١٧ سنة من احد جيرانه فابتدأ بحضور كل الاجتماعات.‏ ورغم ان والديه لم يشجِّعاه على ذلك،‏ صار مقتنعا بأنه وجد الحق.‏ وكان قد درس جزءا فقط من كتاب ان تحيوا عندما ساءت حالته الجسدية،‏ وصار من الواضح انه مشرف على الموت.‏ وبينما كانت امه جالسة عند سريره تبكي لأنها كانت تعرف انه سيموت قريبا،‏ تكلم اليها جديا عن رجاء القيامة.‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ وعبَّر عن اقتناعه بأنه سيُقام ليحيا ثانية لكنه اضاف ان رؤية احدهم الآخر في النظام الجديد تتوقف عليها وعلى ابيه.‏ فتأثرت امه بعمق.‏ وبعد موته بأسبوعين طلب والداه درسا بيتيا في الكتاب المقدس،‏ ولا يزالان يحرزان تقدُّما جيدا.‏

في ايسلندا وجدت اثنتان من اخواتنا المسيحيات طرائق لمساعدة زملاء عملهما على التعرف بشكل افضل بشهود يهوه وبشارة الملكوت.‏ ورغم ان زملاء عملهما كانوا يحتفلون بأيام الميلاد وعيد الميلاد،‏ لم تكن اختانا تشتركان.‏ لكنَّ الاختين جلبتا ذات يوم قالب حلوى لذيذا وخبزا مصنوعا في البيت لتشتركا فيه مع زملاء عملهما خلال استراحة شرب القهوة.‏ فأراد الزملاء ان يعرفوا ما هي المناسبة.‏ فأوضحت الاختان انهما تريدان الآن ان تقدِّما لزملاء عملهما شيئا لذيذا للأكل مع القهوة لأنهم اظهروا الاعتبار لهما ولمعتقداتهما.‏ وفتح ذلك المجال لمناقشة رائعة،‏ جرت الاجابة عن اسئلة عديدة،‏ وكان الجميع يصغون باهتمام شديد.‏ وفي ما بعد قدَّمتا لكلٍّ من زملاء عملهما كهدية عددا خصوصيا من استيقظ!‏،‏ وكان على كل نسخة اسم الشخص.‏ وجرى طرح الاسئلة مجددا فقُدِّمت شهادة حسنة.‏ وعندما وقفت الاختان لتغادرا،‏ حدَّقت اليهما احدى النساء وقالت:‏ «رغم انكما من هذا الدين،‏ فأنتما تبدوان طبيعيتَين.‏» نعم،‏ حصل زملاء العمل هؤلاء على نظرة اكثر ايجابية الى شهود يهوه والرسالة التي يعلنونها.‏

في احدى الجماعات في الدنمارك بذل فاتح جهدا خصوصيا لمساعدة رفقاء الزواج غير المؤمنين.‏ فابتدأ بدرس في الكتاب المقدس مع كلوس،‏ الذي حضر بعض الاجتماعات مع زوجته الشاهدة.‏ وقد قدَّر كلوس الدرس وأحرز تقدُّما جيدا.‏ وأراد الفاتح ايضا ان يساعد رفيق زواج غير مؤمن آخر،‏ لذلك دعا كلوس وزوجته مع هذين الزوجين الى وجبة طعام.‏ وكان في نية الاخ ان يبتدئ بدرس في الكتاب المقدس مع هذا الرجل.‏ وخلال نزهة بعد العشاء حاول ان يتكلم الى الرجل وحده،‏ لكنَّ ذلك كان مستحيلا لأن كلوس كان يكرز للرجل كل الوقت.‏ وعندما تسنَّت للأخ اخيرا فرصة التحدث اليه،‏ كان كلوس قد ابتدأ بالدرس.‏ وفي الزيارة الاخيرة لناظر الدائرة حضر كلوس،‏ الذي هو الآن ناشر غير معتمد،‏ اجتماعات خدمة الحقل —‏ العشرة كلها.‏ ودرسه مع الزوج الذي ليس شاهدا يتقدَّم ايضا جيدا.‏

ان الذين يعيشون بالتعبد التقوي في اقتران بالمسيح يسوع يُضطهَدون.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ وقد يأتي هذا الاضطهاد من اعضاء العائلة،‏ حتى انه قد يأتي على الاحداث.‏ عندما كانت مونيكا،‏ التي هي الآن في جماعة مييِهوف في پولندا،‏ بعمر ١٢ سنة،‏ تعلمت الحياكة من واحدة من شهود يهوه.‏ وغرست هذه الشاهدة ايضا فيها رغبة في درس الكتاب المقدس.‏ لكنَّ جدة مونيكا قاومتها.‏ ولتثبيط مونيكا،‏ لم تعُد تطبخ لها وتشتري لها اية ملابس.‏ وكانت تضرب مونيكا عندما تتحدث عن الكتاب المقدس وكانت تلاحقها باستمرار لتمنعها من الدرس مع الشهود.‏ لكنَّ مونيكا كانت تدرس على انفراد في مخزن الحبوب وفي طريقها الى المدرسة.‏

وعندما تخرجت من المدرسة الثانوية،‏ خططت ان تصير فاتحة وعبَّرت عن رغبتها في الخدمة حيث الحاجة اعظم.‏ وكانت تريد ان تبتعد عن بلدتها وعن جدتها المقاوِمة اكثر ما يمكن.‏ وكم احست بالكآبة عندما اخبرها ناظر الدائرة ان مقاطعتها ستكون على الارجح بلدتها!‏ وهي تتذكر:‏ «حاولت ألا ادعه يعرف كيف كنت اشعر،‏ لكنني ابتعدت منحنية الرأس لكي افكر في الوضع مرة اخرى.‏ وقلت لرفيقتي المقبلة في الخدمة:‏ ‹أتعرفين،‏ اعتقد انني اتصرف كيونان.‏ لكنَّ يونان ذهب اخيرا الى نينوى.‏ لذلك سأذهب انا ايضا حيث عُيِّنت،‏ اذا كانت هذه مشيئة يهوه.‏›» لقد انقضت اربع سنوات،‏ وهي تقول الآن:‏ «بإمكاني ان ادرك ان القرار الحكيم كان ان اتبع توجيه يهوه.‏ فالمشكلة الرئيسية كانت موقفي السلبي.‏ والآن انا اختبر فرحا عظيما لأنني في شهر واحد تمكنت من ادارة ٢٤ درسا في الكتاب المقدس.‏ حتى انني،‏ بفضل يهوه،‏ رتَّبت درسا مع جدتي التي كانت مقاوِمة ذات مرة.‏»‏

الاميركتان

في المكسيك يخرج عدد كبير من بابل العظيمة.‏ وآلاف كثيرة من الناس من كل مسالك الحياة يتجاوبون مع حث الكتاب المقدس:‏ «اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها.‏» (‏رؤيا ١٨:‏٤‏)‏ ومعظم هؤلاء الناس انما يهجرون الكنيسة الكاثوليكية.‏ وفي سنة ١٩٩٥ كانت ذروة من ٦٤٠‏,٤٤٣ ناشرا يخدمون يهوه بنشاط في المكسيك.‏ والمزيد يتوقون الى الانضمام اليهم،‏ كما تدل على ذلك الدروس البيتية في الكتاب المقدس الـ‍ ٨٤٢‏,٥٦٩ التي أديرت والـ‍ ٠٧٧‏,٣٣ الذين اعتمدوا بالتغطيس في الماء خلال سنة الخدمة.‏

وبعض الذين لا يريدون بعدُ ان يقترنوا ببابل العظيمة هم احداث.‏ ذهب شاهدان في تشيلي الى رِكينووا،‏ جزء منعزل من مقاطعتهما لا يمكن الوصول اليه إلا بعد السير الطويل في طريق مغبَّر.‏ وعندما اقتربا من بيت،‏ كانت امرأة عجوز خارجة للقائهما.‏ فقال لها الشاهدان:‏ «كم هو لطيف ان تخرجي لترحِّبي بنا!‏» فأجابت:‏ «ذلك لأفي بالوعد الذي قطعته لحفيدي الذي مات منذ وقت قصير.‏» فكلما كان حفيدها البالغ من العمر ١٢ سنة فقط يرى الشهود آتين،‏ كان يركض اليها ويقول:‏ «جدتي،‏ اتى لوس دي لا بيبليا [جماعة الكتاب المقدس].‏» وكان يطلب مالا ليحصل على المجلات.‏ تذكَّرت قائلة:‏ «كان يقرأها دائما.‏» وأضافت:‏ «لكنَّ اكثر ما احبَّه هو الكتاب الاحمر الذي يظهر الفردوس [‏يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض‏].‏ كان يقرأ عليّ ويعلّمني لأنني لا اعرف القراءة.‏ ومنذ ثلاثة اسابيع مرض لسبب غير معروف.‏ وصُنع كل ما هو ممكن لمساعدته،‏ لكنَّ الاطباء ارسلوه الى البيت ليقضي ساعاته الاخيرة معنا.‏ فقد كان يُحتضَر.‏»‏

وفيما العائلة ملتفة حوله،‏ اغمض عينيه.‏ وتابعت قائلة:‏ «ظننا انه مات وبكينا حزنا،‏ وفجأة فتح عينيه وقال لنا:‏ ‹امي،‏ جدتي،‏ قولا لي انني لست كاثوليكيا.‏ ألعلني كاثوليكي؟‏› فأجبنا:‏ ‹لا،‏ انت لست كاثوليكيا.‏› وتابع:‏ ‹انا لست كاثوليكيا لأنني واحد من الذين يأتون في الطريق،‏ لوس دي لا بيبليا،‏ وسأحيا في الفردوس.‏› ثم اخرج كتابه الاحمر وأرانا الصور.‏ والتفت اليّ قائلا:‏ ‹جدتي،‏ عديني بأنك ستخرجين لاستقبال لوس دي لا بيبليا بدلا مني كلما رأيتِهم قادمين في الطريق.‏› فقلت له انني سأفعل ذلك.‏ ثم قال:‏ ‹انا لست كاثوليكيا،‏ انا واحد من لوس دي لا بيبليا،‏ وسأحيا في الفردوس،‏› وبعد هذه الكلمات مات.‏ لذلك خرجت لملاقاتكما عندما رأيتكما قادمَين في الطريق.‏» فقدَّم الاخ التعزية لها بآيات عن القيامة.‏ ونأمل ان تتجاوب هذه العائلة مع المساعدة على تنمية ايمان راسخ لكي تتمكن من العيش مع حفيدها في الفردوس اذا سمح يهوه.‏

تماما كما يجب ان يبرهن الكبار عن ولائهم ليهوه،‏ كثيرا ما يكون الاصغر سنا ايضا مدعوين الى البرهان عن ايمانهم في وجه المقاومة.‏ كان مايكل البالغ من العمر اربع عشرة سنة،‏ في كوستاريكا،‏ قد درس الكتاب المقدس اشهرا قليلة فقط عندما طُلب منه في مدرسته الثانوية ان يشترك في احتفالات شعر بأنها تتعارض مع ما تعلَّمه من الكتاب المقدس.‏ ومع انه لم يكن معتمدا بعد،‏ اتَّخذ موقفا ثابتا فطُرد من المدرسة هو وستة من رفقاء صفه الشهود.‏ لكنَّ المزيد من المحن كان ينتظر مايكل.‏ فقد انذره ابوه:‏ «انكر هذا الدين،‏ وإلا فإنني سأتبرأ منك كابن لي.‏» وفي مناسبة اخرى،‏ اخذه ابوه بالسيارة الى المدينة،‏ اوقف السيارة،‏ وأراه محفظة جلدية،‏ وقال:‏ «انظر يا بني،‏ يوجد في هذه المحفظة ٥٠٠‏,٨ دولار اميركي.‏ انها كلها لك اذا رجعت الى ديننا وهجرت ايمانهم.‏» وعندما رفض مايكل،‏ صفعه ابوه على خده.‏ ثم اخذه الى كنيسة كاثوليكية وصرخ آمرا اياه ان يجثو ويرسم اشارة الصليب امام مريم العذراء وإلا فسيواجه عقابا قاسيا على رفضه ذلك.‏ فأجاب الفتى ان تعبده المطلق هو ليهوه مع انه ملزم باحترام والديه.‏ فأجاب ابوه انه لا يعرف يهوه،‏ حتى ان يهوه لا يهمه.‏ وبعد ذلك رفض ابو مايكل ان يراه طوال سنتين!‏ ولكنَّ الاب بعد سنوات،‏ قبل مدة من موته،‏ بحث عن مايكل وطلب منه ان يقرأ عليه الكتاب المقدس.‏ وطلب من مايكل ان يسامحه،‏ وشجَّعه على الاستمرار في خدمة يهوه،‏ وطلب درسا في الكتاب المقدس.‏

ثمة امرأة في پاناما سيتي،‏ پاناما،‏ اصغت عندما زارها الشهود في بيتها.‏ وحصلت على مجلة ودعتهم الى العودة.‏ لماذا؟‏ لأنها لم تنسَ قط انها عندما كانت تعلِّم في منطقة جبلية من البلد،‏ كان في صفها بعض الاولاد الشهود.‏ فعلى الرغم من ضغطها عليهم،‏ لم يشاركوا قط في الاحتفالات الوطنية.‏ وذات يوم عندما قُدِّم للاولاد معكرونة مع مرق يحتوي على دجاج مخنوق،‏ رفض هؤلاء الاولاد ان يأكلوا،‏ رغم انها حثَّتهم على انتقاء المعكرونة فقط وترك المرق.‏ فأوضحوا ان الكتاب المقدس يحرِّم اكل الدم.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ولم يسعها إلا ان تتأثر،‏ مع انها لم توافقهم على رأيهم.‏ فلم تكن تعرف احدا من قبل اعرب عن استقامة كهذه من اجل المعتقدات الدينية.‏ لذلك عندما زارها الشهود بعد سنوات،‏ دعتهم الى العودة لكي تتمكن من معرفة المزيد عن اساس معتقداتهم.‏ فجرى الابتداء بدرس في الكتاب المقدس،‏ وابتدأت تحضر كل الاجتماعات.‏ والآن تخدم مع زوجها وأولادها الثلاثة يهوه بسبب المثال الرائع للشهود الاحداث في مدرستها.‏

طلبت امرأة معجبة بشهود يهوه في السلڤادور من عُمَر ان يدرس مع ابنها البالغ من العمر ست سنوات.‏ فوافق عُمَر.‏ وعندما ذهب الى الدرس،‏ اندهش.‏ فكان الصبي الصغير ماريو قد استيقظ في الصباح الباكر واستحم.‏ وكان لابسا وينتظر وصول الاخ.‏ وجرى الابتداء بالدرس في كتابي لقصص الكتاب المقدس.‏ كانت امّ الصبي تصغي وهي تخيط.‏ وقالت انها مهتمة بأن يتعلم ابنها كأولاد شهود يهوه تماما.‏ وطلب الاخ منها اذنا بأن يأخذ ماريو الصغير الى الاجتماعات وأخيرا الى المحافل.‏ وأحرز الصبي تقدُّما،‏ وساعده عُمَر على وضع الخدمة كامل الوقت كهدف له طويل الامد.‏ وبعد مدة قبلت الام ايضا درسا واعتمدت،‏ وصار اخو ماريو الاصغر ناشرا،‏ ويحضر ابوه الآن بعض الاجتماعات.‏ وماذا عن ماريو؟‏ انه فاتح قانوني.‏ وكم كان عُمَر سعيدا بموافقته على الدرس مع الصبي البالغ من العمر ست سنوات!‏

ان استعمال الكتاب المقدس بمهارة يمكن ان يحظى بتجاوب رائع من المستقيمي القلب،‏ كما يظهر الاختبار التالي من جامايكا:‏ «ثمة شابة تعرَّفتُ بها قالت ان لديها اسئلة كثيرة تريد الاجابة عنها.‏ فصُنعت الترتيبات من اجل مناقشة.‏ وأول مرة التقيناها قالت انها لا ترغب في الدرس في اية من مطبوعاتنا،‏ ولا ترغب في ان ندعوها الى ايّ اجتماع.‏ وأرادت ان تكون الاجوبة عن اسئلتها من الكتاب المقدس.‏ ومعظم اسئلتها كانت عن السبت ومعتقدات شهود يهوه.‏ واستُعمل فقط الكتاب المقدس —‏ ترجمة الملك جيمس.‏ وكلما كانت تقرأ آيات تجيب عن اسئلتها،‏ كانت تتعجب من كون الاجوبة المؤسسة على الاسفار المقدسة واضحة ومعقولة.‏ ودام ذلك ثلاثة اسابيع.‏ وفي الزيارة التالية لم تكن لديها اسئلة،‏ ولذلك سألتها،‏ ‹والآن؟‏› فقالت انها تريد ان ‹تبتدئ بدرس الكتاب الاحمر،‏› اي كتاب ان تحيوا الى الابد.‏ جرى اختيار الفصل ٢٢،‏ ‹اثبات هوية الدين الحقيقي.‏› وبعد مناقشة الفصل،‏ ابتدأنا من الفصل ١.‏ ثم سألت عن اوقات اجتماعاتنا.‏ وابتدأت تحضر كل الاجتماعات؛‏ وعندما تعارض عملها مع اوقات الاجتماعات،‏ استقالت.‏ وبعد مجرد اشهر قليلة من الدرس،‏ سجَّلت اسمها في مدرسة الخدمة الثيوقراطية وصارت ناشرة غير معتمدة.‏»‏

كان لدى ناظر دائرة في بوليڤيا يوم فراغ بين الزيارات للفرق المنعزلة الصغيرة،‏ ولذلك استغله ليذهب في خدمة الحقل مع الجماعة التي لديه في مقاطعتها تسهيلات للمنامة.‏ وتساءل عمن سيهتم بإدارة الفريق.‏ فوصل مدير الفريق مع اخ آخر.‏ وكان الاخ مدير الفريق يحمل ساعة منبِّهة،‏ وعندما اعلنت الوقت عند الساعة ١٥:‏٨،‏ طلب ان تُقرَأ الآية اليومية،‏ وطلب تعليقات طوعية،‏ ثم اختتم بتعليق مختصر.‏ وبعد الصلاة عيَّن ان يعمل الحاضرون اثنين اثنين،‏ حتى انه عيَّن اختا غائبة.‏ ففكر ناظر الدائرة قائلا:‏ «يا للغرابة!‏» وبعد قليل وصلوا الى المقاطعة،‏ فسأل المدير:‏ «اين نحن بالضبط،‏ وفي ايّ اتجاه انا؟‏» عندئذ ادرك ناظر الدائرة ان الاخ اعمى.‏ وبعد ان عرف المدير الاتجاه،‏ ابتدأ بإعطاء تعيينات المقاطعة.‏ حتى انه رتَّب في منتصف الصباح ان يجري تغيير رفقاء الخدمة.‏ فيا له من مثال رائع لاستعداد المرء ان يستخدمه يهوه وللثقة بأنه سيعوِّضه عن ايّ نقص!‏ وعندما ذكر ناظر الدائرة للشيوخ المحليين كم كان مشجِّعا للغاية ان يرى الاخ يخدم بهذه الطريقة،‏ اجابوا:‏ «نعم،‏ وهذا الاخ لا يخذلنا ولا يخذل فريقه ابدا.‏»‏

لا تزال هنالك مقاطعة غير معيَّنة في نيكاراڠْوَا،‏ ويهوه يزوِّد عمَّالا طوعيين للاعتناء بالحصاد الروحي.‏ فخلال حملة لمدة اربعة اشهر،‏ أُرسل الى ما مجموعه ٢٢ موقعا ١٠٠ فاتح خصوصي وقتي،‏ اخوة وأخوات احداث مضحون بالذات.‏ فهل حصلوا على نتائج؟‏ لقد اخبروا ان مجموع عدد حضور الذِّكرى كان ٦٧٤‏,٢.‏ وجرى تأسيس خمس فرق منعزلة جديدة نتيجة لجهودهم.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ اتى اخوة وأخوات،‏ عزاب ومتزوجون،‏ من اسپانيا،‏ المانيا،‏ انكلترا،‏ پورتو ريكو،‏ ڠواتيمالا،‏ كندا،‏ كوستاريكا،‏ والولايات المتحدة ليخدموا كفاتحين في نيكاراڠْوَا.‏ ويقوم هؤلاء،‏ مع مرسلين عُيِّنوا هنا خلال السنة،‏ بعمل رائع.‏

ليس من الصعب الابتداء بالدروس في نيكاراڠْوَا.‏ اقترب رجل من مرسل،‏ وهو في طريقه الى الاجتماع،‏ وسأله اولا عما اذا كان الفريق من شهود يهوه.‏ ثم قال انه يرغب في درس الكتاب المقدس.‏ وعندما قاموا بزيارته،‏ روى اختباراته خلال الحرب في نيكاراڠْوَا.‏ وفي احدى المناسبات عندما أُمر بأن يعتقل بعض الشهود،‏ استقبلوه بحسن ضيافة حتى انه لم يتمكن من تنفيذ اوامره.‏ لكنه الآن قلق للغاية.‏ فقد اشترك في الكثير من القتل في الحرب.‏ فهل يسامحه اللّٰه؟‏ استُعملت اشعياء ١:‏١٥-‏١٨ للاجابة عن سؤاله،‏ وبعد ذلك ذرف الرجل دموع الشكر والراحة.‏ وفورا جرى الابتداء بدرس.‏ وعندما عرف انه لكي يرضي اللّٰه يلزم ان يترك صديقته ويرجع الى زوجته،‏ اجاب في الحال:‏ «اريد ان اخدم يهوه ١٠٠ في المئة،‏ لا ٨٠ في المئة.‏»‏

مبغَضون من العالم،‏ ولكن معروفون بمحبتهم

في الليلة الاخيرة التي سبقت موت يسوع المسيح،‏ قال لرسله:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض.‏» وأضاف:‏ «لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته.‏ ولكن لأنكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم.‏» (‏يوحنا ١٣:‏٣٥؛‏ ١٥:‏١٩‏)‏ وكيسوع،‏ شهود يهوه العصريون مبغَضون من العالم ولكن معروفون بمحبتهم.‏

ومع ذلك،‏ لا تؤدي معاملة كهذه في اغلب الاحيان إلا الى تعزيز البشارة.‏ فالاشخاص المنصفون يدافعون احيانا عن الشهود.‏ حتى ان البعض ينضمون اليهم في عبادة يهوه.‏

عندما زار شيخ فريقا من الناشرين في جبال القوقاز،‏ احاط حشد عدائي طوال ساعتين بالبيت الذي كانوا فيه طالبين من الشيخ والاخوة الآخرين في الفريق ان يسلِّموا انفسهم.‏ لكنَّ الشرطة تدخلت.‏ وفي مركز الشرطة انتهز الاخوة الفرصة ليعطوا شهادة.‏ فأبدى رئيس الشرطة اهتماما.‏ والآن يدرس هو وعائلته الكتاب المقدس قانونيا مع شهود يهوه.‏

قبل اسبوعين من ابتداء محفل كوري في إركوتْسْك،‏ روسيا،‏ زار كاهنان مدير المدرَّج مطالبَين بإلغاء المحفل.‏ فسأل المدير عن السبب.‏ وكان جوابهم:‏ «شهود يهوه دين باطل.‏ انهم ليسوا مسيحيين.‏» فأجاب المدير:‏ «ليس من شأني ان اتحرَّى ايّ دين هو على حق وأيّ دين هو على خطإ.‏ فأنا احكم على الناس بحسب اعمالهم،‏ لا ايمانهم.‏ فطوال اربع سنوات اتعامل مع شهود يهوه،‏ وأنا مقتنع بأنهم افضل شعب.‏ ويعود الفضل اليهم وإلى عمَّالهم لان المدرَّج في حالة ممتازة.‏ ولولاهم لتوقف عمل المدرَّج ولما كنت انا مديره.‏ أما في ما يتعلق بأساليبهم،‏ فهذا من حقهم،‏ ومَن يمنعكما من فعل الامر نفسه؟‏ لمَ لا تستأجران انتما المدرَّج وتجذبان الناس بالطريقة نفسها؟‏» اغاظ هذا الجواب الكاهنين فهدَّداه.‏ لكنَّ المدير قال لهما انه هو الذي يدير المدرَّج على الاقل في الوقت الحاضر وليس الكهنة.‏

على الرغم من ان شهود يهوه،‏ كما انبأ يسوع،‏ ‹مبغَضون من جميع الامم،‏› فهم معروفون ايضا بمحبتهم البارزة.‏ (‏متى ٢٤:‏٩‏)‏ ومثل هذه المحبة تظهر حالا عندما يشترك شهود يهوه في مشاريع البناء الثيوقراطية.‏ وأحد هذه المشاريع هو في سولنِتشنويا،‏ روسيا،‏ حيث تُعَدّ المكاتب وتسهيلات البتل للاستعمال في ما يتعلق بالكرازة بالبشارة في روسيا.‏ وهنالك ٥٣٠ اخا وأختا في موقع البناء من ٣٠ بلدا مختلفا.‏ ويا للروح الطيِّبة التي يظهرونها!‏ فكثيرون منهم يأخذون وقت عطلتهم لكي يساعدوا.‏ وآخرون تخلَّوا عن وظائفهم او باعوا بيوتهم لكي يخدموا هنا فترة اطول.‏ واهتمامهم الشديد بالشعب الروسي ينعكس ايضا في حماسة كثيرين وهم يعكفون على تعلُّم اللغة الروسية بعد ساعات العمل.‏

وتُوجَّه مساعدة حبية كهذه الى بلدان اخرى ايضا.‏ ففي ٨ حزيران سافر ١٠٠ شاهد نروجي الى ايسلندا على نفقتهم الخاصة لكي يساعدوا اخوتهم في بناء قاعتَي ملكوت في الوقت نفسه،‏ واحدة في كيِبلاڤيك وأخرى في سلفوس.‏

وبعض المقاومين غيَّروا موقفهم.‏ مثلا،‏ كانت اخت حدثة ذات يوم ذاهبة من بيت الى بيت في اوكرانيا والتقت رجلا مسنا هدَّدها بالأذية الجسدية اذا اتت مرة اخرى.‏ فطلبت منه اختنا ان يقبل كراسة ووعدته بأنها لن تزعجه في ما بعد.‏ لكنها اضاعت سجلها الذي كتبت فيه ايّ بيت يجب ان تتجنبه،‏ ودقت لاحقا جرس بابه عن غير قصد.‏ وعندما رأت مَن فتح الباب،‏ اعتراها الخوف.‏ فصلَّت الى يهوه.‏ فتكلم الرجل قائلا:‏ «سيدتي،‏ لقد قرأت كراستك وغيَّرت رأيي.‏ وأنا ارغب في الابتداء بدرس في الكتاب المقدس.‏»‏

يرى الزائرون في محافلنا بسرعة الدليل على الروح الموجودة بين شعب يهوه.‏ كان موظف مسؤول عن موقع المحفل في سْوازيلند يراقب بدهشة بعد الفترة الاخيرة فيما كان مئات الاخوة والاخوات يساعدون في تفكيك بعض التجهيزات وفي التنظيف العام.‏ فتغيَّرت نظرته كليا.‏ وكما قال،‏ «النساء،‏ الرجال،‏ البيض،‏ السود،‏ والاحداث كلهم يعملون بانسجام وسعادة لتنظيف الموقع في غضون ساعات.‏ .‏ .‏ .‏ نحن نرحب بكم لاستعمال هذا المكان كل اسبوع،‏ اذا اردتم.‏»‏

تدفع المحبة ايضا شعب يهوه الى العمل في اوقات الشدة الاقتصادية.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ضرب القحط هذه السنة وادي دانداي،‏ في الجزء الشمالي الشرقي من زمبابوي.‏ وعندما علمت الجماعات الاخرى في البلد بالوضع،‏ كان تجاوبها رائعا.‏ فقد تبرع الاخوة بأكياس من الذرة،‏ بالاضافة الى الثياب والمال.‏ وجعل آخرون شاحناتهم متوافرة لنقل مؤن الاغاثة.‏ وعندما وصل فريق الاغاثة الى جماعة منعزلة،‏ وجدوا زوجين كانا قد تناولا وجبتهما الاخيرة قبل يومين.‏ الزوجة هي شاهدة؛‏ أما زوجها،‏ الذي كان مريضا،‏ فليس مؤمنا.‏ وكان قد فقد كل امل،‏ لكنَّ اختنا العزيزة عبَّرت عن اقتناعها بأن الهها،‏ يهوه،‏ سيزوِّدهما الطعام.‏ وعندما وصل اخوتنا،‏ ذرفت دموع الفرح.‏

لزم اجلاء عشر من جماعاتنا في النَّذَرلند بسبب خطر الحواجز الصخرية.‏ فتجاوبت الجماعات المجاورة فورا.‏ وعرضت الاتصالات الهاتفية من كل انحاء البلد امكنة للاقامة.‏ وكانت هنالك امكنة اكثر مما يلزم.‏ وفي ما بعد،‏ عندما عاد الاخوة الى بيوتهم،‏ ساعدهم اخوة مَهَرة من لجان بنائنا الاقليمية ومتطوعون آخرون على تجهيزها بالاثاث ومعدات المطبخ،‏ وهلم جرا.‏ وكذلك هذه السنة،‏ بالتعاون مع الاخوة في عدد من البلدان،‏ وُزِّعت ايضا مؤن الاغاثة على اخوتنا في البوسنة التي مزقتها الحرب.‏

كل ذلك يعطي دليلا ملموسا على اننا ‹مقترنون معا بانسجام في المحبة.‏› (‏كولوسي ٢:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكم هو رائع ان نكون جزءا من عائلة اممية مؤلفة من اناس يحبون حقا بعضهم بعضا!‏