التقرير العالمي
التقرير العالمي
افريقيا
يحتاج الناس بصرف النظر عن خلفيتهم الثقافية والدينية الى فرصة لسماع بشارة ملكوت اللّٰه. انها مشيئة اللّٰه ان «جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبِلون.» (١ تيموثاوس ٢:٣، ٤) وشهود يهوه في افريقيا يعملون بانسجام مع هذا التعبير عن المشيئة الالهية.
وافقت الهيئة الحاكمة على تأسيس مكتب فرع في ملاوي، ابتداء من ١ ايلول ١٩٩٥، باستعمال ابنية مستأجرة. وتوضع التصاميم لأبنية ملائمة من اجل مباشرة البناء. وهنالك الكثير من العمل بعد لإنجازه في هذا البلد. ويجري اظهار اهتمام كبير بمطبوعاتنا في المدن خصوصا حيث يوجد اشخاص كثيرون يجيدون القراءة والكتابة. يحب الملاويون الكتاب المقدس وهم من حيث الاساس اشخاص متواضعون يحبون السلام. وليس من الضروري حاليا تقديم عروض متقنة بسبب الاهتمام الكبير بمطبوعاتنا. فالشهود بكل بساطة يعرِّفون صاحب المنزل بأنفسهم، وبعد القاء التحية باحترام، يُرون الشخص اية كتب
او مجلات في حوزتهم. وغالبا ما يتفحص صاحب المنزل كل المجلات التي يحملها الناشر حتى انه يرغب في رؤية ايّ شيء آخر في حقيبته. وقد قدَّم بعض الناشرين نسخهم الشخصية المسطَّرة من المجلات الاقدم، فقبلها اصحاب البيوت بسرور. ورغم ان الناس عموما يعربون عن المحبة للكتاب المقدس، فهذا لا يعني ان الجميع يريدون ان يتعلموا الحق. توجد هنا طوائف كثيرة تدَّعي المسيحية. وبعضها عدائية نحو شهود يهوه وتقول ان الشهود يستحقون الاضطهاد الذي اتى عليهم وإنها تود لو ان الشهود لا يزالون تحت الحظر. لكنَّ غالبية الناس يقولون: «يسرنا ان لديكم الآن حرية العبادة، ونحن نرحب بكم في بيوتنا.»يُقبَل عموما تعدد الزوجات في بينين وفي بلدان افريقية كثيرة اخرى. فكيف يؤثر ذلك في طالبي الحق المخلصين؟ ابتدأت امرأة هي الزوجة الثانية لرجل بدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه. وسرعان ما تعلمت ان يهوه اعطى آدم زوجة واحدة فقط وأن ذلك كان سيشكِّل المقياس لكل الزيجات المقبلة. (متى ١٩:٤-٦) فماذا كانت ستفعل لأن اللّٰه لا يمكن ان يعترف بزواجها؟ هل كانت ستترك زوجها الذي لديه زوجتان؟ وإلى اين كانت ستذهب؟ فلها خمسة اولاد من هذا الرجل ولا يوجد في بينين نظام خدمات اجتماعية. لذلك وضعت ثقتها في يهوه وغادرت بشجاعة. (عبرانيين ١٣:٤-٦) وكان ذلك جهادا لأنه ترك لها مسؤولية الاعتناء بأولادهما الخمسة ماديا وروحيا على السواء.
كان لموقفها الثابت تأثير مفيد في اعضاء العائلة الآخرين. ومن المفرح ان الزوج ابتدأ يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه. وانضمت زوجته الاولى الى الدرس وبعد ذلك اعتمدت. والزوج الآن يحضر كل الاجتماعات وقرَّر ان يساعد في الاعتناء بأولاده من زوجته
الثانية. ومؤخرا اعتمدت الزوجة الثانية وقالت بعد ذلك: «تصميمي هو ان اخدم يهوه الى الابد.»صادقت إلكيه، مرسلة في بركينا فازو، فتاةً في قاعة الملكوت عمرها عشر سنوات واسمها جارا. كانت جارا تحضر كل الاجتماعات مع امها. لكنَّ الام تركت الحق اخيرا، وطوال اشهر عديدة، لم يكن هنالك ايّ اتصال بين إلكيه وجارا. ثم في المحفل الكوري كانت جارا حاضرة ووجدت إلكيه. وكم كانت مفاجأة ان تراها! لقد التمست هي وأخوها من والديهما ان يأذنا لهما بحضور المحفل. وكان الولدان كلاهما ينتبهان كل الانتباه آخذَين الملاحظات. ولكن جرى اغراؤهما ان يذهبا الى محطة اذاعية محلية ليريا «پاپا نويل» (سانتا كلوز) في ٢٥ كانون الاول فيما يكون المحفل جاريا. فسألا إلكيه رأيها. فقالت لهما انه يجب ان يتخذا القرار هما بأنفسهما، ولكن اذا اتيا الى المحفل، فسيسران كثيرا يهوه اللّٰه الذي يستطيع ان يمنحهما الحياة الابدية في الفردوس. وقد اتيا الى المحفل في ٢٥ كانون الاول.
جرى الابتداء بدرس مع جارا، ورُتِّب امر حضورها الاجتماعات. وبعد الاجتماع الثاني عبَّرت عن رغبتها في تقديم التعليقات. وفي احد الاجتماعات كان في حوزتها ٥٠ فرنكا (١٠ سنتات اميركية) كمصروف لها. فاستعملت ٢٠ فرنكا (٤ سنتات) لشراء شيء لتأكله، ووضعت من تلقاء نفسها الـ ٣٠ فرنكا (٦ سنتات) الاخرى في صندوق التبرعات في قاعة الملكوت. وقد تعلمت جارا ان تصلّي الى يهوه حتى من اجل امانيها القلبية الصغيرة. وخلال فترة من الوقت عندما كانت العائلة تعاني الصعوبات، اختبرت ايضا صحة المزمور ٢٧:١٠ ووجدت انه لديها الكثير من الامهات، الاخوة، والاخوات في الجماعة.
كان لانتشار الأيدز تأثير فتَّاك في سكان افريقيا الوسطى. وقد اثَّر بشكل رئيسي في المثقَّفين الذين هم في اوج انتاجيتهم. قبل مزمور ١١٦:١٢-١٤.
سنوات استهزأ كثيرون بالمقياس «رجل واحد/زوجة واحدة» وبالامانة لرفيق الزواج. والآن، في محاولة لوقف الوباء، فإن الرسالة التي تُنشر الآن في الراديو، التلفزيون، وإعلانات الطرقات وكذلك في التجمعات الاجتماعية هي المقياس الذي جرى الاستهزاء به في السابق. وكثيرون ممَّن عرفوا من قبل ان شهود يهوه يعلِّمون بأمانة الكتاب المقدس لم يتقدموا؛ فقد شعروا بأن هنالك قيودا كثيرة. ولكن كم يكون اخوتنا اليوم شاكرين ان يهوه وهيئته يصرّون على المقاييس الادبية السامية! قال احد الشيوخ في جمهورية افريقيا الوسطى: «بفضل الحق نجحت في تأسيس عائلة تتمتع بالبركات الالهية. فقد حرَّرني الحق من أشراك الابليسية، التي كان يمكن ان تجعلني مختلا عقليا. وساعدني ايضا على تجنب الموت المبكر نتيجة الأيدز، المأساة التي اختبرها معظم رفقائي السابقين. وتقديرا لكل ما فعله يهوه لي، وضعت برنامجا للاشتراك في خدمة الفتح على الرغم من مسؤولياتي العائلية.» —كوفئت عائلة في عاصمة إثيوپيا بسخاء بسبب ضيافتها. (عبرانيين ١٣:١، ٢) فغالبا ما يكون لدى اقربائهم من الريف عمل في المدينة ويلزمهم مكان للاقامة. ويختار كثيرون منهم ان يقيموا عند عائلة الشهود الودية هذه، حيث يجتذبهم جوّ من التعبد التقوي النادر. وقد انتهزت العائلة الفرص الملائمة للاشتراك في البشارة من كلمة اللّٰه مع الاقرباء الزائرين. ونتيجة لذلك، بحلول وقت محفل «الخوف التقوي،» صار ٢٢ من هؤلاء الاقرباء شهودا معتمدين، وكان ٢٨ آخرون من الاقرباء ناشرين غير معتمدين، و ٦ آخرون من الاقرباء قد ابتدأوا يدرسون. وكان اكثر من ٥٠ من هذه العائلة الموسَّعة في المحفل، وكانوا كلهم معا يديرون اكثر من ٥٠ درسا بيتيا في الكتاب المقدس!
آسيا وجزر المحيط الپاسيفيكي
وصلت البشارة الى الشرق بواسطة الصفحة المطبوعة قبل ابتداء القرن الـ ٢٠. ولا تزال المواد المطبوعة تُستعمل في البحث عن المستحقين. ونتيجة لذلك، تختبر آلاف كثيرة شخصيا ما قاله يسوع، اي ان الحق يمكن ان يحرِّر المرء. — يوحنا ٨:٣٢.
تكتب اخت غيورة في هونڠ كونڠ: «مقاطعتي للشهادة غير الرسمية هي المستشفيات، الشوارع، الحدائق العامة، محطات السكك الحديدية، محطات الباصات، الاسواق، مواقف السيارات، والمصاعد. وعندما اغادر البيت، اصلّي دائما الى يهوه، وأتأكد ان لديّ تنوعا من الكتب، المجلات، والنشرات.»
بناء على تشجيع ناظر الدائرة، جعلت شاهدة في اليابان هدفها ان توزع ١٣٠ مجلة في الاسبوع، وذلك في المقاطعة المخدومة تكرارا. فهي تفحص النسخ الجديدة من المجلات فور وصولها لكي تجد مقالات
او عبارات يمكن ان تروق مختلف انواع الناس. وتعلَّمت ايضا ان تحفظ سجلا دقيقا بالذين تشملهم جولة مجلاتها. والنتيجة؟ لديها ٢٢٠ زيارة في جولتها. ولكن، عندما بدا ان امرأة في جولتها لم تكن تقرأ المجلات، صلَّت الى يهوه ان يبيِّن لها ما اذا كانت صاحبة البيت تقرأ المجلات، لأن المجلات ثمينة، تكلِّف مالا لإنتاجها، ويطبعها اخوة في البتل يعملون نهارا وليلا. وطلبت: ‹اذا كانت لا تقرأها، فلترفضها.› ثم ذهبت لزيارتها. فخرج هذه المرة زوج المرأة وأخذ المجلات قائلا: «شكرا لكِ على توزيع هذه المجلات قانونيا. انا اقرأها وأتمتع بها حقا.» ان اكثر من ٠٠٠,٢٠٦ من الذين يستفيدون من هذه المجلات في اليابان يشتركون الآن بغيرة في حقائق الكتاب المقدس الثمينة مع الآخرين.تقول اخت في مدينة كايزون، الفيليپين، انها تمكنت من الابتداء بسبعة دروس جديدة في الكتاب المقدس باستعمال النشرات. وكتبت موضحة كيف انجزت ذلك: «صباح احد الايام عند الساعة ١١ التقيتُ أُمًّا مشغولة تهيئ الغداء لعائلتها. فقلت انني افهم وضعها ولذلك سأختصر. اخبرتها ان هدفنا الرئيسي هو تقديم تعزية حقيقية لكل العائلات التي تشعر بالكآبة، ان هذه التعزية تأتي من كلمة اللّٰه، وأن ذلك موضح في هذه النشرة المجانية المؤسسة على الكتاب المقدس تعزية للمكتئبين.» وبعد هذا التوضيح البسيط دُعيت اختنا الى البيت وتمكنت من الابتداء بدرس.
تضاعف عدد الناشرين في اوستراليا في السنوات الـ ١٦ الماضية. وقد ساعدت المطبوعات التي زوَّدتها هيئة يهوه على فتح قلوب كثيرين من الناس. فعندما قُتل ابن احد اخوتنا في حادث، قرَّرت العائلة ان تهدي لكل شخص يحضر المأتم كراسة عندما يموت شخص تحبونه. فوزَّعوا ١٨٩ كراسة بهذه الطريقة، ثم أُرسلت ٤٦ نسخة اخرى الى الاقرباء غير المؤمنين. ونتيجة لذلك، فإن كثيرين منهم لان موقفهم
من الشهود. وبين الذين حصلوا على الكراسة في المأتم كان رئيس جمعية المدارس الكاثوليكية. وقيل انه كان احد افضل جامعي الاموال لها. فدرس هو وزوجته معا كامل الكراسة، باحثَين عن الآيات في كتابهما المقدس الكاثوليكي. وسرعان ما ادركا ان ما يقرأانه هو الحق، ولذلك استقال الرجل فورا من جمعية المدارس الكاثوليكية ورفض القيام بأي جمع اضافي للاموال. وظل ثابتا رغم الجهود لجعله يغيِّر رأيه. وأخذ ايضا اثنتي عشرة كراسة ليوزعها على اعضاء آخرين في الكنيسة الكاثوليكية.سمع شاب في تايلند مرسلة تشهد لأخته الاكبر لكنه لم يُبدِ ايّ اهتمام. وكان متورِّطا في الارواحية. ثم في احد الايام تناول كتابا مقدسا، فتحه عشوائيا، وقرأ ١ بطرس ٢:٩، التي تقول ان اللّٰه دعا شعبه «من الظلمة الى نوره العجيب.» فحيَّرته هذه الآية، وابتدأ يفكر في المرسلة. في اليوم التالي كانت المرسلة عند بابه. وعندما اخبرها انه كان يريد ان تزوره، اجابت ان الملائكة هم الذين وجَّهوها على الارجح. ثم لشدة دهشته، وقبل ان يتفوه بشيء عن الآية التي قرأها، فتحت كتابها المقدس وقرأت الآية نفسها. كان مندهشا جدا حتى انه بكى. ووافق على درس في الكتاب المقدس، فسلَّمت الاخت الدرس لاحد الشيوخ.
لكنَّ تورط الشاب مع الابالسة صعَّب الامر عليه. فبسبب معاناته مشاكل مالية ومشاكل اخرى، كان قد عقد «اتفاقا» مع احد الارواح وهو انه اذا سمح للروح بأن يسكن فيه، فسيساعده ويعيله. ونتيجة لذلك، كان قد تمكن من انشاء عمل دون جهد كبير وصار صاحب مصنع استخدم فيه عمالا كثيرين. وسرعان ما ادرك ان هنالك ارواحا شريرة وأن هذه الارواح قوية، لكنه شعر بالاقرار بالجميل للروح الذي كان يعتبره «روحا خيِّرا.» وحضر بعض الاجتماعات، لكنَّ الابالسة منعته من فهم وتذكُّر ما سمعه هناك. ثم في الليلة التي سبقت احد ١ تيموثاوس ٦:٨، ٩) وهو الآن يخدم بفرح كفاتح اضافي.
المحافل، اختبر ما وصفه بصراع الحياة والموت مع الروح الذي كان هو وسيطا له. وكانت الغلبة للشاب، لكنه تدريجيا بعد ذلك خسر بشكل نهائي كل الفوائد المادية التي كان قد نالها من الروح. ولكن اذ وثق بيهوه، زوَّده اللّٰه حاجاته — لا الثروة الكبيرة التي كانت لديه قبلا، بل كل ما يحتاج اليه حقا. (في جزر سليمان قاومت بعض المجتمعات جهودنا للكرازة بالبشارة، لذلك قرَّر الفرع ارسال اربعة فاتحين الى احدى المناطق المكتظة بالسكان في جزيرة سانتا ايزابيل لعدة اسابيع لكي يوزِّعوا اخبار الملكوت رقم ٣٤. وبدا انه من المؤسف ان يتوقف محرك زورقهم بعد يوم واحد فقط، مما اضطر الفاتحين الى العودة الى هونيارا. لكن مؤخرا صار من السهل الوصول الى جزيرة اخرى، إنڠيلا، بواسطة عبَّارة من هونيارا، ولذلك أرسل الفاتحون الى هناك ليشهدوا. فهل كان هذا الترتيب الخيار الافضل الثاني ام ان الروح الآتي بواسطة رأس الجماعة السماوي كان يوجِّه الامور؟ (قارنوا اعمال ١٦:٦-٨.) بعد عدة ايام اتى خبر بواسطة الهاتف اللاسلكي: «نرجو ان ترسلوا المزيد من المطبوعات. كان عدد الحاضرين ١٧ في اجتماعنا الاول يوم الجمعة.» وبعد ايام قليلة، جرى طلب مطبوعات اضافية، وأخبر الفاتحون ان ٣٠ شخصا حضروا اجتماع الاحد. وعندما تمكن الفاتحون من العودة الى جزيرة سانتا ايزابيل، وجدوا انه لو حاولوا ان يشهدوا في هذه المنطقة خلال الاسابيع السابقة، لوجدوا ذلك صعبا جدا لأن الحاكم العام كان في زيارة للاحتفال بمناسبة مئوية، وفعليا كانت المنطقة بكاملها منهمكة في الاحتفالات. ولكن بين المهتمين الذين وجدوهم الآن هنالك زعيم محلي، وبسبب خيبة امله الكبيرة من جراء الرياء الموجود في الكنيسة الانڠليكانية طلب درسا في الكتاب المقدس. وبعد ذلك حضر محفلا دائريا ودعا شهود يهوه الى المجيء الى منطقته ليعلِّموا الناس.
اوروپا
تُطبَع في اوروپا كميات هائلة من المطبوعات المستعملة في نشر البشارة. ويا لها من سنة بالنسبة الى عائلات البتل التي اشتركت في هذا العمل!
لم يسبق ان أُنتجت كتب، كراسات، ومجلات الى هذا الحد في المانيا في سنة واحدة كما في سنة الخدمة ١٩٩٥. ومثالا لذلك، انتجت المطبعة هناك في شهر حزيران فقط ٢٠٠,٨٣٥,١٠ مجلة و ٣٥٩,٩٨٤,٧ كراسة، وينتج معمل التجليد كل يوم نحو ٠٠٠,١٠٠ كتاب. ويعدُّ فرع المانيا حاليا للشحن المجلات، المطبوعات الاخرى، والنماذج من اجل ٦٠٠,٧ جماعة في ٣٠ بلدا، بمجموع يبلغ نحو ٠٠٠,٦٢٥ ناشر. ويجري انتاج قسم كبير من المطبوعات الآن للبلدان الشرقية، حيث لم يكن من السهل الحصول على مطبوعات الكتاب المقدس لسنوات كثيرة. وتساهم ايضا بريطانيا، ايطاليا، فرنسا، اسپانيا، فنلندا، والسويد في تلبية الطلبات الاممية لمطبوعات الكتاب المقدس.
يُرسَل الى البلدان حيث الحاجة ملحّة اكثر من مجرد المطبوعات. فقد دُعي ايضا شهود مؤهلون من بلدان اخرى لينتقلوا الى هذه المناطق من اجل المساعدة في عمل التلمذة. ومثالا لذلك، انتقل ١٤ فاتحا خصوصيا من پولندا الى ڤيلنيوس، عاصمة ليثوانيا، من اجل المساعدة في العمل. وفي غضون شهرين كانوا يديرون اكثر من ١٠٠ درس في الكتاب المقدس.
كانت هنالك في عشرة اشهر من سنة الخدمة الماضية ذرى جديدة في عدد الناشرين في روسيا (بالاضافة الى ٩ من الجمهوريات السوڤياتية السابقة الاخرى الـ ١٤). وبلغت الزيادة ٥٠ في المئة! وأُخبر عن ذروة بلغت ٩٨٥,٧٧ ناشرا. وكان معدل الناشرين في ايار ٦,١٧ ساعة في خدمة الحقل، مما يدل على غيرة بارزة. وفي ايار وحزيران كليهما وزَّعوا اكثر من مليون مجلة وقاموا بأكثر من مليون زيارة مكررة. (وكان هنالك توسع مماثل ايضا في استونيا، اوكرانيا، لاتڤيا، ليثوانيا، ومولداڤيا.)
قبل ست سنوات كانت هنالك جماعة واحدة فقط في موسكو. أما الآن فهنالك ٤٠ تقريبا، ويمكن ان تُقسم كلٌّ منها تقريبا الى جماعتين او ثلاث جماعات لو كان عدد اكبر من الشيوخ متوافرين. في مورْمَنْسْك، في شمال روسيا، هنالك حاليا جماعة واحدة فقط. ويوجد خدام مساعدون رائعون عديدون احداث، ولكن لا يمكن ان تُقسَم الجماعة لأن هنالك شيخا واحدا فقط. ولدى هذه الجماعة نحو ٨٠٠ ناشر. رايزان وأوليانوڤسْك هما مدينتان يبلغ عدد السكان في كلٍّ منهما اكثر من ٠٠٠,٥٠٠ ولكن لا توجد اية جماعة فيهما. إلا ان ثمانية فاتحين خصوصيين ابتدأوا بعمل الكرازة هناك في ايار، وقد باشروا في ذلك الشهر ٥١ درسا في الكتاب المقدس في مقاطعتهم الجديدة. وكم مفرحة هي مساعدة هؤلاء الناس الجياع للحق!
هنالك اختبار في مجلة استيقظ! جعل زوجة ناظر جائل في
النمسا تفكر في امكانية بلوغ الاشخاص في المراكز الحكومية. تقول: «بحثت في دليل الهاتف ومراجع اخرى عن عناوين الخدمات الاجتماعية. ثم بحثت عن مقالات مناسبة في استيقظ! للذين يعملون في حقول كهذه. ابتدأت وأنا ارتعش وقلبي يخفق خوفا، وكنت اصلّي. وبعد سماح السكرتيرة لنا بالدخول، كنا نكتشف ان الرجال في مراكز المسؤولية هم عموما ودّيون جدا. وعند التعبير عن تقديرنا للخدمات التي يقدِّمونها — لأن شهود يهوه ايضا يستفيدون منها — كان ردّ فعلهم عادة هو التعجب. ثم كنت اذكر سبب زيارتي: ‹لقد بحثت عن مقالات في مجلاتنا تتعلَّق بالعمل الذي تقومون به. من فضلكم اصرفوا الوقت لتتأملوا فيها عندما ترون ذلك مناسبا.› وبهذه الطريقة تمكنت من توزيع نحو ٨٠٠,١ مجلة خلال الاشهر الستة الاولى.» وتقول اختنا الآن انها تجد فرحا كبيرا في هذا النشاط الخصوصي. وهي تزور مديري المدارس، مفوَّضي المنطقة، رجال الشرطة، مؤسسات الخدمات الاجتماعية، والسلطات القضائية.كان شاب في كرواتيا مولودا بخلل في قلبه، مما حدَّ كثيرا من نشاطاته. وقد سمع البشارة عندما كان عمره ١٧ سنة من احد جيرانه فابتدأ بحضور كل الاجتماعات. ورغم ان والديه لم يشجِّعاه على ذلك، صار مقتنعا بأنه وجد الحق. وكان قد درس جزءا فقط من كتاب ان تحيوا عندما ساءت حالته الجسدية، وصار من الواضح انه مشرف على الموت. وبينما كانت امه جالسة عند سريره تبكي لأنها كانت تعرف انه سيموت قريبا، تكلم اليها جديا عن رجاء القيامة. (اعمال ٢٤:١٥) وعبَّر عن اقتناعه بأنه سيُقام ليحيا ثانية لكنه اضاف ان رؤية احدهم الآخر في النظام الجديد تتوقف عليها وعلى ابيه. فتأثرت امه بعمق. وبعد موته بأسبوعين طلب والداه درسا بيتيا في الكتاب المقدس، ولا يزالان يحرزان تقدُّما جيدا.
في ايسلندا وجدت اثنتان من اخواتنا المسيحيات طرائق لمساعدة زملاء عملهما على التعرف بشكل افضل بشهود يهوه وبشارة الملكوت. ورغم ان زملاء عملهما كانوا يحتفلون بأيام الميلاد وعيد الميلاد، لم تكن اختانا تشتركان. لكنَّ الاختين جلبتا ذات يوم قالب حلوى لذيذا وخبزا مصنوعا في البيت لتشتركا فيه مع زملاء عملهما خلال استراحة شرب القهوة. فأراد الزملاء ان يعرفوا ما هي المناسبة. فأوضحت الاختان انهما تريدان الآن ان تقدِّما لزملاء عملهما شيئا لذيذا للأكل مع القهوة لأنهم اظهروا الاعتبار لهما ولمعتقداتهما. وفتح ذلك المجال لمناقشة رائعة، جرت الاجابة عن اسئلة عديدة، وكان الجميع يصغون باهتمام شديد. وفي ما بعد قدَّمتا لكلٍّ من زملاء عملهما كهدية عددا خصوصيا من استيقظ!، وكان على كل نسخة اسم الشخص. وجرى طرح الاسئلة مجددا فقُدِّمت شهادة حسنة. وعندما وقفت الاختان لتغادرا، حدَّقت اليهما احدى النساء وقالت: «رغم انكما من هذا الدين، فأنتما تبدوان طبيعيتَين.» نعم، حصل زملاء العمل هؤلاء على نظرة اكثر ايجابية الى شهود يهوه والرسالة التي يعلنونها.
في احدى الجماعات في الدنمارك بذل فاتح جهدا خصوصيا لمساعدة رفقاء الزواج غير المؤمنين. فابتدأ بدرس في الكتاب المقدس مع كلوس، الذي حضر بعض الاجتماعات مع زوجته الشاهدة. وقد قدَّر كلوس الدرس وأحرز تقدُّما جيدا. وأراد الفاتح ايضا ان يساعد رفيق زواج غير مؤمن آخر، لذلك دعا كلوس وزوجته مع هذين الزوجين الى وجبة طعام. وكان في نية الاخ ان يبتدئ بدرس في الكتاب المقدس مع هذا الرجل. وخلال نزهة بعد العشاء حاول ان يتكلم الى الرجل وحده، لكنَّ ذلك كان مستحيلا لأن كلوس كان يكرز للرجل كل الوقت. وعندما تسنَّت للأخ اخيرا فرصة التحدث اليه، كان كلوس قد ابتدأ بالدرس. وفي الزيارة الاخيرة لناظر الدائرة حضر كلوس، الذي
هو الآن ناشر غير معتمد، اجتماعات خدمة الحقل — العشرة كلها. ودرسه مع الزوج الذي ليس شاهدا يتقدَّم ايضا جيدا.ان الذين يعيشون بالتعبد التقوي في اقتران بالمسيح يسوع يُضطهَدون. (٢ تيموثاوس ٣:١٢) وقد يأتي هذا الاضطهاد من اعضاء العائلة، حتى انه قد يأتي على الاحداث. عندما كانت مونيكا، التي هي الآن في جماعة مييِهوف في پولندا، بعمر ١٢ سنة، تعلمت الحياكة من واحدة من شهود يهوه. وغرست هذه الشاهدة ايضا فيها رغبة في درس الكتاب المقدس. لكنَّ جدة مونيكا قاومتها. ولتثبيط مونيكا، لم تعُد تطبخ لها وتشتري لها اية ملابس. وكانت تضرب مونيكا عندما تتحدث عن الكتاب المقدس وكانت تلاحقها باستمرار لتمنعها من الدرس مع الشهود. لكنَّ مونيكا كانت تدرس على انفراد في مخزن الحبوب وفي طريقها الى المدرسة.
وعندما تخرجت من المدرسة الثانوية، خططت ان تصير فاتحة وعبَّرت عن رغبتها في الخدمة حيث الحاجة اعظم. وكانت تريد ان تبتعد عن بلدتها وعن جدتها المقاوِمة اكثر ما يمكن. وكم احست بالكآبة عندما اخبرها ناظر الدائرة ان مقاطعتها ستكون على الارجح بلدتها! وهي تتذكر: «حاولت ألا ادعه يعرف كيف كنت اشعر، لكنني ابتعدت منحنية الرأس لكي افكر في الوضع مرة اخرى. وقلت لرفيقتي المقبلة في الخدمة: ‹أتعرفين، اعتقد انني اتصرف كيونان. لكنَّ يونان ذهب اخيرا الى نينوى. لذلك سأذهب انا ايضا حيث عُيِّنت، اذا كانت هذه مشيئة يهوه.›» لقد انقضت اربع سنوات، وهي تقول الآن: «بإمكاني ان ادرك ان القرار الحكيم كان ان اتبع توجيه يهوه. فالمشكلة الرئيسية كانت موقفي السلبي. والآن انا اختبر فرحا عظيما لأنني في شهر واحد تمكنت من ادارة ٢٤ درسا في الكتاب المقدس. حتى انني، بفضل يهوه، رتَّبت درسا مع جدتي التي كانت مقاوِمة ذات مرة.»
الاميركتان
في المكسيك يخرج عدد كبير من بابل العظيمة. وآلاف كثيرة من الناس من كل مسالك الحياة يتجاوبون مع حث الكتاب المقدس: «اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها.» (رؤيا ١٨:٤) ومعظم هؤلاء الناس انما يهجرون الكنيسة الكاثوليكية. وفي سنة ١٩٩٥ كانت ذروة من ٦٤٠,٤٤٣ ناشرا يخدمون يهوه بنشاط في المكسيك. والمزيد يتوقون الى الانضمام اليهم، كما تدل على ذلك الدروس البيتية في الكتاب المقدس الـ ٨٤٢,٥٦٩ التي أديرت والـ ٠٧٧,٣٣ الذين اعتمدوا بالتغطيس في الماء خلال سنة الخدمة.
وبعض الذين لا يريدون بعدُ ان يقترنوا ببابل العظيمة هم احداث. ذهب شاهدان في تشيلي الى رِكينووا، جزء منعزل من مقاطعتهما لا يمكن الوصول اليه إلا بعد السير الطويل في طريق مغبَّر. وعندما اقتربا من بيت، كانت امرأة عجوز خارجة للقائهما. فقال لها
الشاهدان: «كم هو لطيف ان تخرجي لترحِّبي بنا!» فأجابت: «ذلك لأفي بالوعد الذي قطعته لحفيدي الذي مات منذ وقت قصير.» فكلما كان حفيدها البالغ من العمر ١٢ سنة فقط يرى الشهود آتين، كان يركض اليها ويقول: «جدتي، اتى لوس دي لا بيبليا [جماعة الكتاب المقدس].» وكان يطلب مالا ليحصل على المجلات. تذكَّرت قائلة: «كان يقرأها دائما.» وأضافت: «لكنَّ اكثر ما احبَّه هو الكتاب الاحمر الذي يظهر الفردوس [يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض]. كان يقرأ عليّ ويعلّمني لأنني لا اعرف القراءة. ومنذ ثلاثة اسابيع مرض لسبب غير معروف. وصُنع كل ما هو ممكن لمساعدته، لكنَّ الاطباء ارسلوه الى البيت ليقضي ساعاته الاخيرة معنا. فقد كان يُحتضَر.»وفيما العائلة ملتفة حوله، اغمض عينيه. وتابعت قائلة: «ظننا انه مات وبكينا حزنا، وفجأة فتح عينيه وقال لنا: ‹امي، جدتي، قولا لي انني لست كاثوليكيا. ألعلني كاثوليكي؟› فأجبنا: ‹لا، انت لست كاثوليكيا.› وتابع: ‹انا لست كاثوليكيا لأنني واحد من الذين يأتون في الطريق، لوس دي لا بيبليا، وسأحيا في الفردوس.› ثم اخرج كتابه الاحمر وأرانا الصور. والتفت اليّ قائلا: ‹جدتي، عديني بأنك ستخرجين لاستقبال لوس دي لا بيبليا بدلا مني كلما رأيتِهم قادمين في الطريق.› فقلت له انني سأفعل ذلك. ثم قال: ‹انا لست كاثوليكيا، انا واحد من لوس دي لا بيبليا، وسأحيا في الفردوس،› وبعد هذه الكلمات مات. لذلك خرجت لملاقاتكما عندما رأيتكما قادمَين في الطريق.» فقدَّم الاخ التعزية لها بآيات عن القيامة. ونأمل ان تتجاوب هذه العائلة مع المساعدة على تنمية ايمان راسخ لكي تتمكن من العيش مع حفيدها في الفردوس اذا سمح يهوه.
تماما كما يجب ان يبرهن الكبار عن ولائهم ليهوه، كثيرا ما يكون
الاصغر سنا ايضا مدعوين الى البرهان عن ايمانهم في وجه المقاومة. كان مايكل البالغ من العمر اربع عشرة سنة، في كوستاريكا، قد درس الكتاب المقدس اشهرا قليلة فقط عندما طُلب منه في مدرسته الثانوية ان يشترك في احتفالات شعر بأنها تتعارض مع ما تعلَّمه من الكتاب المقدس. ومع انه لم يكن معتمدا بعد، اتَّخذ موقفا ثابتا فطُرد من المدرسة هو وستة من رفقاء صفه الشهود. لكنَّ المزيد من المحن كان ينتظر مايكل. فقد انذره ابوه: «انكر هذا الدين، وإلا فإنني سأتبرأ منك كابن لي.» وفي مناسبة اخرى، اخذه ابوه بالسيارة الى المدينة، اوقف السيارة، وأراه محفظة جلدية، وقال: «انظر يا بني، يوجد في هذه المحفظة ٥٠٠,٨ دولار اميركي. انها كلها لك اذا رجعت الى ديننا وهجرت ايمانهم.» وعندما رفض مايكل، صفعه ابوه على خده. ثم اخذه الى كنيسة كاثوليكية وصرخ آمرا اياه ان يجثو ويرسم اشارة الصليب امام مريم العذراء وإلا فسيواجه عقابا قاسيا على رفضه ذلك. فأجاب الفتى ان تعبده المطلق هو ليهوه مع انه ملزم باحترام والديه. فأجاب ابوه انه لا يعرف يهوه، حتى ان يهوه لا يهمه. وبعد ذلك رفض ابو مايكل ان يراه طوال سنتين! ولكنَّ الاب بعد سنوات، قبل مدة من موته، بحث عن مايكل وطلب منه ان يقرأ عليه الكتاب المقدس. وطلب من مايكل ان يسامحه، وشجَّعه على الاستمرار في خدمة يهوه، وطلب درسا في الكتاب المقدس.ثمة امرأة في پاناما سيتي، پاناما، اصغت عندما زارها الشهود في بيتها. وحصلت على مجلة ودعتهم الى العودة. لماذا؟ لأنها لم تنسَ قط انها عندما كانت تعلِّم في منطقة جبلية من البلد، كان في صفها بعض الاولاد الشهود. فعلى الرغم من ضغطها عليهم، لم يشاركوا قط في الاحتفالات الوطنية. وذات يوم عندما قُدِّم للاولاد معكرونة مع مرق يحتوي على دجاج مخنوق، رفض هؤلاء الاولاد ان يأكلوا، رغم انها اعمال ١٥:٢٨، ٢٩) ولم يسعها إلا ان تتأثر، مع انها لم توافقهم على رأيهم. فلم تكن تعرف احدا من قبل اعرب عن استقامة كهذه من اجل المعتقدات الدينية. لذلك عندما زارها الشهود بعد سنوات، دعتهم الى العودة لكي تتمكن من معرفة المزيد عن اساس معتقداتهم. فجرى الابتداء بدرس في الكتاب المقدس، وابتدأت تحضر كل الاجتماعات. والآن تخدم مع زوجها وأولادها الثلاثة يهوه بسبب المثال الرائع للشهود الاحداث في مدرستها.
حثَّتهم على انتقاء المعكرونة فقط وترك المرق. فأوضحوا ان الكتاب المقدس يحرِّم اكل الدم. (طلبت امرأة معجبة بشهود يهوه في السلڤادور من عُمَر ان يدرس مع ابنها البالغ من العمر ست سنوات. فوافق عُمَر. وعندما ذهب الى الدرس، اندهش. فكان الصبي الصغير ماريو قد استيقظ في الصباح الباكر واستحم. وكان لابسا وينتظر وصول الاخ. وجرى الابتداء بالدرس في كتابي لقصص الكتاب المقدس. كانت امّ الصبي تصغي وهي تخيط. وقالت انها مهتمة بأن يتعلم ابنها كأولاد شهود يهوه تماما. وطلب الاخ منها اذنا بأن يأخذ ماريو الصغير الى الاجتماعات وأخيرا الى المحافل. وأحرز الصبي تقدُّما، وساعده عُمَر على وضع الخدمة كامل الوقت كهدف له طويل الامد. وبعد مدة قبلت الام ايضا درسا واعتمدت، وصار اخو ماريو الاصغر ناشرا، ويحضر ابوه الآن بعض الاجتماعات. وماذا عن ماريو؟ انه فاتح قانوني. وكم كان عُمَر سعيدا بموافقته على الدرس مع الصبي البالغ من العمر ست سنوات!
ان استعمال الكتاب المقدس بمهارة يمكن ان يحظى بتجاوب رائع من المستقيمي القلب، كما يظهر الاختبار التالي من جامايكا: «ثمة شابة تعرَّفتُ بها قالت ان لديها اسئلة كثيرة تريد الاجابة عنها. فصُنعت الترتيبات من اجل مناقشة. وأول مرة التقيناها قالت انها لا ترغب في الدرس في اية من مطبوعاتنا، ولا ترغب في ان ندعوها
الى ايّ اجتماع. وأرادت ان تكون الاجوبة عن اسئلتها من الكتاب المقدس. ومعظم اسئلتها كانت عن السبت ومعتقدات شهود يهوه. واستُعمل فقط الكتاب المقدس — ترجمة الملك جيمس. وكلما كانت تقرأ آيات تجيب عن اسئلتها، كانت تتعجب من كون الاجوبة المؤسسة على الاسفار المقدسة واضحة ومعقولة. ودام ذلك ثلاثة اسابيع. وفي الزيارة التالية لم تكن لديها اسئلة، ولذلك سألتها، ‹والآن؟› فقالت انها تريد ان ‹تبتدئ بدرس الكتاب الاحمر،› اي كتاب ان تحيوا الى الابد. جرى اختيار الفصل ٢٢، ‹اثبات هوية الدين الحقيقي.› وبعد مناقشة الفصل، ابتدأنا من الفصل ١. ثم سألت عن اوقات اجتماعاتنا. وابتدأت تحضر كل الاجتماعات؛ وعندما تعارض عملها مع اوقات الاجتماعات، استقالت. وبعد مجرد اشهر قليلة من الدرس، سجَّلت اسمها في مدرسة الخدمة الثيوقراطية وصارت ناشرة غير معتمدة.»كان لدى ناظر دائرة في بوليڤيا يوم فراغ بين الزيارات للفرق المنعزلة الصغيرة، ولذلك استغله ليذهب في خدمة الحقل مع الجماعة التي لديه في مقاطعتها تسهيلات للمنامة. وتساءل عمن سيهتم بإدارة الفريق. فوصل مدير الفريق مع اخ آخر. وكان الاخ مدير الفريق يحمل ساعة منبِّهة، وعندما اعلنت الوقت عند الساعة ١٥:٨، طلب ان تُقرَأ الآية اليومية، وطلب تعليقات طوعية، ثم اختتم بتعليق مختصر. وبعد الصلاة عيَّن ان يعمل الحاضرون اثنين اثنين، حتى انه عيَّن اختا غائبة. ففكر ناظر الدائرة قائلا: «يا للغرابة!» وبعد قليل وصلوا الى المقاطعة، فسأل المدير: «اين نحن بالضبط، وفي ايّ اتجاه انا؟» عندئذ ادرك ناظر الدائرة ان الاخ اعمى. وبعد ان عرف المدير الاتجاه، ابتدأ بإعطاء تعيينات المقاطعة. حتى انه رتَّب في منتصف الصباح ان يجري تغيير رفقاء الخدمة. فيا له من مثال رائع لاستعداد المرء
ان يستخدمه يهوه وللثقة بأنه سيعوِّضه عن ايّ نقص! وعندما ذكر ناظر الدائرة للشيوخ المحليين كم كان مشجِّعا للغاية ان يرى الاخ يخدم بهذه الطريقة، اجابوا: «نعم، وهذا الاخ لا يخذلنا ولا يخذل فريقه ابدا.»لا تزال هنالك مقاطعة غير معيَّنة في نيكاراڠْوَا، ويهوه يزوِّد عمَّالا طوعيين للاعتناء بالحصاد الروحي. فخلال حملة لمدة اربعة اشهر، أُرسل الى ما مجموعه ٢٢ موقعا ١٠٠ فاتح خصوصي وقتي، اخوة وأخوات احداث مضحون بالذات. فهل حصلوا على نتائج؟ لقد اخبروا ان مجموع عدد حضور الذِّكرى كان ٦٧٤,٢. وجرى تأسيس خمس فرق منعزلة جديدة نتيجة لجهودهم. وبالاضافة الى ذلك، اتى اخوة وأخوات، عزاب ومتزوجون، من اسپانيا، المانيا، انكلترا، پورتو ريكو، ڠواتيمالا، كندا، كوستاريكا، والولايات المتحدة ليخدموا كفاتحين في نيكاراڠْوَا. ويقوم هؤلاء، مع مرسلين عُيِّنوا هنا خلال السنة، بعمل رائع.
ليس من الصعب الابتداء بالدروس في نيكاراڠْوَا. اقترب رجل من مرسل، وهو في طريقه الى الاجتماع، وسأله اولا عما اذا كان الفريق من شهود يهوه. ثم قال انه يرغب في درس الكتاب المقدس. وعندما قاموا بزيارته، روى اختباراته خلال الحرب في نيكاراڠْوَا. وفي احدى المناسبات عندما أُمر بأن يعتقل بعض الشهود، استقبلوه بحسن ضيافة حتى انه لم يتمكن من تنفيذ اوامره. لكنه الآن قلق للغاية. فقد اشترك في الكثير من القتل في الحرب. فهل يسامحه اللّٰه؟ استُعملت اشعياء ١:١٥-١٨ للاجابة عن سؤاله، وبعد ذلك ذرف الرجل دموع الشكر والراحة. وفورا جرى الابتداء بدرس. وعندما عرف انه لكي يرضي اللّٰه يلزم ان يترك صديقته ويرجع الى زوجته، اجاب في الحال: «اريد ان اخدم يهوه ١٠٠ في المئة، لا ٨٠ في المئة.»
مبغَضون من العالم، ولكن معروفون بمحبتهم
في الليلة الاخيرة التي سبقت موت يسوع المسيح، قال لرسله: «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض.» وأضاف: «لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم.» (يوحنا ١٣:٣٥؛ ١٥:١٩) وكيسوع، شهود يهوه العصريون مبغَضون من العالم ولكن معروفون بمحبتهم.
ومع ذلك، لا تؤدي معاملة كهذه في اغلب الاحيان إلا الى تعزيز البشارة. فالاشخاص المنصفون يدافعون احيانا عن الشهود. حتى ان البعض ينضمون اليهم في عبادة يهوه.
عندما زار شيخ فريقا من الناشرين في جبال القوقاز، احاط حشد عدائي طوال ساعتين بالبيت الذي كانوا فيه طالبين من الشيخ
والاخوة الآخرين في الفريق ان يسلِّموا انفسهم. لكنَّ الشرطة تدخلت. وفي مركز الشرطة انتهز الاخوة الفرصة ليعطوا شهادة. فأبدى رئيس الشرطة اهتماما. والآن يدرس هو وعائلته الكتاب المقدس قانونيا مع شهود يهوه.قبل اسبوعين من ابتداء محفل كوري في إركوتْسْك، روسيا، زار كاهنان مدير المدرَّج مطالبَين بإلغاء المحفل. فسأل المدير عن السبب. وكان جوابهم: «شهود يهوه دين باطل. انهم ليسوا مسيحيين.» فأجاب المدير: «ليس من شأني ان اتحرَّى ايّ دين هو على حق وأيّ دين هو على خطإ. فأنا احكم على الناس بحسب اعمالهم، لا ايمانهم. فطوال اربع سنوات اتعامل مع شهود يهوه، وأنا مقتنع بأنهم افضل شعب. ويعود الفضل اليهم وإلى عمَّالهم لان المدرَّج في حالة ممتازة. ولولاهم لتوقف عمل المدرَّج ولما كنت انا مديره. أما في ما يتعلق بأساليبهم، فهذا من حقهم، ومَن يمنعكما من فعل الامر نفسه؟ لمَ لا تستأجران انتما المدرَّج وتجذبان الناس بالطريقة نفسها؟» اغاظ هذا الجواب الكاهنين فهدَّداه. لكنَّ المدير قال لهما انه هو الذي يدير المدرَّج على الاقل في الوقت الحاضر وليس الكهنة.
على الرغم من ان شهود يهوه، كما انبأ يسوع، ‹مبغَضون من جميع الامم،› فهم معروفون ايضا بمحبتهم البارزة. (متى ٢٤:٩) ومثل هذه المحبة تظهر حالا عندما يشترك شهود يهوه في مشاريع البناء الثيوقراطية. وأحد هذه المشاريع هو في سولنِتشنويا، روسيا، حيث تُعَدّ المكاتب وتسهيلات البتل للاستعمال في ما يتعلق بالكرازة بالبشارة في روسيا. وهنالك ٥٣٠ اخا وأختا في موقع البناء من ٣٠ بلدا مختلفا. ويا للروح الطيِّبة التي يظهرونها! فكثيرون منهم يأخذون وقت عطلتهم لكي يساعدوا. وآخرون تخلَّوا عن وظائفهم او باعوا بيوتهم لكي يخدموا هنا فترة اطول. واهتمامهم الشديد بالشعب الروسي ينعكس ايضا في حماسة كثيرين وهم يعكفون على تعلُّم اللغة الروسية بعد ساعات العمل.
وتُوجَّه مساعدة حبية كهذه الى بلدان اخرى ايضا. ففي ٨ حزيران سافر ١٠٠ شاهد نروجي الى ايسلندا على نفقتهم الخاصة لكي يساعدوا اخوتهم في بناء قاعتَي ملكوت في الوقت نفسه، واحدة في كيِبلاڤيك وأخرى في سلفوس.
وبعض المقاومين غيَّروا موقفهم. مثلا، كانت اخت حدثة ذات يوم ذاهبة من بيت الى بيت في اوكرانيا والتقت رجلا مسنا هدَّدها بالأذية الجسدية اذا اتت مرة اخرى. فطلبت منه اختنا ان يقبل كراسة ووعدته بأنها لن تزعجه في ما بعد. لكنها اضاعت سجلها الذي كتبت فيه ايّ بيت يجب ان تتجنبه، ودقت لاحقا جرس بابه عن غير قصد. وعندما رأت مَن فتح الباب، اعتراها الخوف. فصلَّت الى يهوه. فتكلم الرجل قائلا: «سيدتي، لقد قرأت كراستك وغيَّرت رأيي. وأنا ارغب في الابتداء بدرس في الكتاب المقدس.»
يرى الزائرون في محافلنا بسرعة الدليل على الروح الموجودة بين شعب يهوه. كان موظف مسؤول عن موقع المحفل في سْوازيلند يراقب بدهشة بعد الفترة الاخيرة فيما كان مئات الاخوة والاخوات يساعدون في تفكيك بعض التجهيزات وفي التنظيف العام. فتغيَّرت نظرته كليا. وكما قال، «النساء، الرجال، البيض، السود، والاحداث كلهم يعملون بانسجام وسعادة لتنظيف الموقع في
غضون ساعات. . . . نحن نرحب بكم لاستعمال هذا المكان كل اسبوع، اذا اردتم.»تدفع المحبة ايضا شعب يهوه الى العمل في اوقات الشدة الاقتصادية. (١ يوحنا ٣:١٧، ١٨) ضرب القحط هذه السنة وادي دانداي، في الجزء الشمالي الشرقي من زمبابوي. وعندما علمت الجماعات الاخرى في البلد بالوضع، كان تجاوبها رائعا. فقد تبرع الاخوة بأكياس من الذرة، بالاضافة الى الثياب والمال. وجعل آخرون شاحناتهم متوافرة لنقل مؤن الاغاثة. وعندما وصل فريق الاغاثة الى جماعة منعزلة، وجدوا زوجين كانا قد تناولا وجبتهما الاخيرة قبل يومين. الزوجة هي شاهدة؛ أما زوجها، الذي كان مريضا، فليس مؤمنا. وكان قد فقد كل امل، لكنَّ اختنا العزيزة عبَّرت عن اقتناعها بأن الهها، يهوه، سيزوِّدهما الطعام. وعندما وصل اخوتنا، ذرفت دموع الفرح.
لزم اجلاء عشر من جماعاتنا في النَّذَرلند بسبب خطر الحواجز الصخرية. فتجاوبت الجماعات المجاورة فورا. وعرضت الاتصالات الهاتفية من كل انحاء البلد امكنة للاقامة. وكانت هنالك امكنة اكثر مما يلزم. وفي ما بعد، عندما عاد الاخوة الى بيوتهم، ساعدهم اخوة مَهَرة من لجان بنائنا الاقليمية ومتطوعون آخرون على تجهيزها بالاثاث ومعدات المطبخ، وهلم جرا. وكذلك هذه السنة، بالتعاون مع الاخوة في عدد من البلدان، وُزِّعت ايضا مؤن الاغاثة على اخوتنا في البوسنة التي مزقتها الحرب.
كل ذلك يعطي دليلا ملموسا على اننا ‹مقترنون معا بانسجام في المحبة.› (كولوسي ٢:٢، عج) وكم هو رائع ان نكون جزءا من عائلة اممية مؤلفة من اناس يحبون حقا بعضهم بعضا!