البرازيل
البرازيل
في سنة ١٥٠٠، كتب پايرو ڤاز دي كامينيا الى ملك الپرتغال عن البرازيل، حيث كان المستكشفون الپرتغاليون قد نزلوا. قال: «ان افضل ثمر يمكن نيله منها . . . هو تخليص شعبها [الهنود].» تكشف هذه الكلمات عن احد الاسباب الرئيسية للتوسع الپرتغالي الى ما وراء البحار في القرنين الـ ١٥ والـ ١٦. لقد كان لنشر تعاليم العالم المسيحي الدينية في بلدان اخرى.
لكنَّ الكثير من الوقت كان سيمضي قبل ان تصير كلمة اللّٰه، الكتاب المقدس، في متناول سكان البرازيل لكي يتمكنوا من ان يروا شخصيا ما تعلِّمه. فصار الكتاب المقدس الپرتغالي بكامله موجودا للمرة الاولى في سنة ١٧٥١ (جزء منه في اوروپا وجزء آخر في جنوبي الهند). ثم مرّت ١٢٥ سنة اخرى قبل ان طُبع ايّ جزء منه بالپرتغالية البرازلية. ولم يصدر ايّ جزء من الكتاب المقدس بأية لغة من لغات القبائل الهندية في البرازيل قبل اواخر القرن العشرين.
البرازيل هي احد البلدان القليلة في اميركا الجنوبية التي لا تسود فيها اللغة الاسپانية — الپرتغالية هي السائدة. وتحتل البرازيل نحو نصف اميركا الجنوبية ويحدّها جميع بلدان اميركا الجنوبية الاخرى ما عدا تشيلي والإكوادور، لذلك هي ارض
كثيرة التنوُّع. شعبها حماسي وودي ويهتم بالامور الروحية. وتعتنق الاغلبية (٨٥ في المئة من ١٦١ مليونا من السكان) الكاثوليكية، وتميل نسبة مرتفعة من هؤلاء الى الارواحية. وفي السنوات الاخيرة كانت هنالك ايضا زيادة بارزة في عدد المنتمين الى الديانات الانجيلية.التعليم الحقيقي للكتاب المقدس يبتدئ
ان مشيئة اللّٰه هي ان «جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون.» (١ تيموثاوس ٢:٣، ٤) بدأ هذا النوع من المعرفة ينتشر في البرازيل نحو نهاية القرن الـ ١٩. وكان في سنة ١٨٩٩ ان سارة بِلونا فِرڠَسُن من سان پاولو، تسلّمت اولا بعض مطبوعات جمعية برج المراقبة بالبريد من الولايات المتحدة. وإذ تعلمت حقائق الكتاب المقدس الثمينة، قامت بما استطاعت لتخبر بها الآخرين. وعندما سنحت الفرصة بعد نحو ٢٥ سنة، اعتمدت.
وفي غضون ذلك، اجتذبت اجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس (كما كان يُعرف شهود يهوه آنذاك) ثمانية بحّارة برازيليين كانوا في اجازة في مدينة نيويورك. وهناك حصلوا على كتاب مقدس بالپرتغالية.
وجرت مساعدتهم ايضا على فهمه. وعند عودتهم الى البرازيل في آذار ١٩٢٠، بعد عدة اشهر من الاجتماع مع تلاميذ الكتاب المقدس في نيويورك، استمروا في الاجتماع معا والتحدث الى الآخرين عما تعلَّموه. في بادئ الامر استخدموا مطبوعات برج المراقبة بالاسپانية كمساعدات على الدرس لأنه لم يكن يوجد شيء بالپرتغالية. ولكن بعد سنوات قليلة، أُرسل جورج يونڠ الى البرازيل، وصُنعت الترتيبات لترجمة المطبوعات بالپرتغالية وإصدارها. وفي سنة ١٩٢٣ تأسس فرع لجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في ريو دي جانيرو لترويج تعليم الكتاب المقدس في هذه الارض الفسيحة.وصول المزيد من المساعدة
على الرغم من هذه البداية الجيدة، كان التقدم بطيئا. لذلك، بطلب من ج. ف. رذرفورد، رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك، وصل ألستن يول الى البرازيل سنة ١٩٣٦ لمساعدة الشهود هناك على الاستفادة بشكل اكمل من التدابير الروحية التي كان يهوه يعدّها بواسطة هيئته المنظورة. وكانت معه زوجته، مود، وكذلك انطونيو پيريس دي أندرادي، رفيق عامل خدم ايضا في البداية على الاقل كمترجم له. وبعد ثلاث سنين أُرسل أوتو اسْتِلْمان وأيريخ كاتْنِر من اوروپا للخدمة كفاتحَين، فوقفا انفسهما لزيارة الناس لكي يظهرا لهم كيف يمكن ان يفيدهم حق الكتاب المقدس. ثم في سنة ١٩٤٥ اتى مرسلان من الصف الاول لمدرسة جلعاد: تشارلز د. لِثكو وهاري بلاك.
لقد بارك يهوه عملهما وعمل كثيرين آخرين من المنادين الغيورين بالملكوت، وبحلول سنة ١٩٤٨ كان هنالك ٠٠٠,١ شاهد ليهوه في البرازيل يخبرون الآخرين عن الحقائق الثمينة في كلمة اللّٰه. وازداد الفريق بسرعة: ٠٠٠,١٠ في سنة ١٩٥٧ و ٠٠٠,٥٠ في سنة ١٩٦٨. وفي غضون ذلك، كان لا بدّ من توسيع بيت ايل والمصنع، وفي سنة ١٩٦٨ نُقل مكتب الفرع من ريو دي جانيرو الى تسهيلات اوسع في سان پاولو. (لمزيد
من المعلومات عن العمل في البرازيل من سنة ١٩٢٠ الى ١٩٧٢، انظروا الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٧٣، الصفحات ٣٣-٨٨، بالانكليزية.)كلمة اللّٰه في متناول الجميع
منذ نحو ٥٠ سنة كان الكاثوليكي الروماني العادي في البرازيل يواظب على حضور القداس، يصلي دائما الى مريم، ويطيع دوما الكاهن، ولا يقرأ ابدا الكتاب المقدس. ولماذا؟ احد الاسباب هو ان الكهنة منعوا رعاياهم من امتلاك كتاب مقدس لا يحمل موافقة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. وفي الوقت نفسه، كانت جميع الكتب المقدسة التي تحمل موافقة الكنيسة غالية الثمن — لا يستطيع ان يشتريها الشخص العادي الذي يذهب الى الكنيسة. فلا عجب ان يلتقي مرارا الشهود آنذاك اشخاصا من الكاثوليك لم يروا قط كتابا مقدسا!
تذكر فِرْن، مرسلة لوقت طويل: «كنت اقرأ الصلاة الربانية على مثل هؤلاء الناس.» وتضيف: «كان الكاثوليك يستظهرون تلك الصلاة ولكن ادهشهم ان يروها في الكتاب المقدس.» وفي حالات عديدة، ادّت الدهشة الى الاهتمام والاهتمام الى الطلب: «هل يمكنكم ان تجلبوا لي كتابا مقدسا؟» وكان يسرّ الشهود ان يحصلوا على ترجمة سعرها معقول من جمعية الكتاب المقدس البرازيلية.
كان المرسلون العشرة الموجودون آنذاك في سان پاولو زائرين دائمين لمتجر مطبوعات جمعية الكتاب المقدس في تلك المدينة. لكنّ الباعة الپروتستانت في المتجر لم يكونوا مسرورين بأن ينتقل كامل مخزون ترادوساو برازيلارا — ترجمة للكتاب المقدس تحتوي على الاسم يهوه — من على رفوفهم الى حقائب المرسلين. وذات يوم قالت بائعة للمرسلين انه لا يمكنها ان تدعهم يأخذون المزيد من تلك الكتب المقدسة. وبعد ذلك بوقت قصير لم تعد تُطبع الترادوساو برازيلارا. ولا شك ان شهودا عديدين تاقوا الى كتاب مقدس جديد. وفي سنة ١٩٦٣، كان هنالك ٥٧
مندوبا من البرازيل في المحافل الاممية في الولايات المتحدة عندما جرى اصدار ترجمة العالم الجديد للاسفار اليونانية المسيحية بالپرتغالية. وبعد اربع سنوات، عندما صارت ترجمة العالم الجديد الكاملة بالپرتغالية في متناول الجميع، انتهت اخيرا ايام توزيع الكتاب المقدس بأعداد قليلة.خلال العقود الثلاثة الماضية تدفقت ملايين النسخ من ترجمة العالم الجديد من مطابع الجمعية الى البلد ولفتت انتباه العامة. وفي سنة ١٩٨٧، وصفت ڤَيجا، صحيفة اسبوعية رئيسية في البرازيل، ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة — بشواهد بأنها «ترجمة الاسفار المقدسة الاشمل» في البلد. وشهود يهوه في البرازيل (الذين صار عددهم الآن اكثر من ٠٠٠,٤٣٠) يوافقون على ذلك ويسرّهم انه نتيجة حملة توزيعهم للكتاب المقدس، صار اخيرا كثيرون من البرازيليين في المدن، البلدات، والقرى يقلبون بشكر صفحات نسختهم الشخصية الخاصة من كلمة اللّٰه.
التعليم الشخصي في حق الكتاب المقدس
ان قراءة الكتاب المقدس شيء، وفهم ما يُقرأ وكيفية تطبيقه شيء آخر. وذلك يتطلب برنامجا من التعليم الشخصي في الكتاب المقدس. ففي سنة ١٩٦٨ — بعد سنة من اصدار ترجمة العالم الجديد الكاملة بالپرتغالية — تسلّم الـ ٠٠٠,٥٠ شاهد في البرازيل الحق الذي يقود الى الحياة الابدية، وهو كتاب كان سيساعدهم على درس الكتاب المقدس.
بعد قراءة الكتاب هتفت فاتحة ذات خبرة: «سيساعد هذا الكتاب الملايين على قبول الحق!» وكانت على حق. فقد تجاوز التوزيع السنوي للكتب الثلاثة اضعاف. وازداد عدد دروس الكتاب المقدس بشكل بارز. تقول روتي، من جنوبي البرازيل، متكلمة بلسان كثيرين ممن درسوا: «عندما درستُ كتاب الحق شعرت بالشكر والسخط. الشكر على تعلّم الحق عن حالة الموتى ورجاء الفردوس والغضب لأن الكنيسة الكاثوليكية ضللتني طوال حياتي.»
ثم في سنة ١٩٨٣ رحّب الشهود بمساعد جديد على تعليم الكتاب
المقدس — الطبعة الپرتغالية لكتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض. وقد بلغ هذا الكتاب قلوب المزيد من الاشخاص من كل مسالك الحياة. وفي وقت مبكر من سنة ١٩٩٦، كان اكثر من ٠٠٠,٥٠٠ شخص يستفيدون من تعليم الكتاب المقدس، ومعظمهم من خلال دروس مؤسسة على هذه الاداة التعليمية الفعَّالة.وفيما كان نصّ كتاب ان تحيوا الى الابد يؤثر في القرّاء عموما في البرازيل، كانت الصور في كراسة تمتعوا بالحياة على الارض الى الابد! تعلّم حقائق الكتاب المقدس لكثيرين من الـ ٢٨ مليونا في البرازيل الذين لا يستطيعون القراءة. وقد طُبع اكثر من ستة ملايين من هذه الكراسات بالپرتغالية في السنوات الـ ١٣ الماضية. فهل يفهم الامِّيون تعاليم الكتاب المقدس؟ نعم، بكل تأكيد! تأملوا في ماريا المسنَّة. فقد تعلمت بمساعدة الكراسة ان اسم اللّٰه هو يهوه، وليس سنيور، تماما كما ان اسمها هو ماريا، وليس سنيورا . وعلى الرغم من انها لم تسمع قط باسم اللّٰه من قبل، فقد قبلت بشكر هذه الحقيقة الجديدة خلال درسها الاول للكتاب المقدس. وعندما غادرت الشاهدة التي كانت تعلِّمها، قالت لها ماريا: «ليكن يهوه معك؟» وقد تحققت رغبة ماريا المخلصة. فببركة يهوه يتقدم تعليم الكتاب المقدس في البرازيل.
توسيع تسهيلات الطباعة من جديد
في سنة ١٩٧١، بعد ثلاث سنوات من انتقال مكتب الفرع الى سان پاولو تجاوز عدد الشهود النشاطى الـ ٠٠٠,٧٠. وفي تلك السنة بلغ عدد الجماعات في كل البلد ٢٠٢,١؛ وخصص شهود يهوه اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,١١ ساعة لخدمتهم العلنية؛ وكانوا يعقدون، كمعدل، ٩٠٢,٥٨ من الدروس البيتية في الكتاب المقدس. ولتزويد التوجيه والمعدّات اللازمة لبرنامج التعليم هذا، كان من الواضح انه لا بدّ من توسيع تسهيلات الفرع من جديد. وبالتطلع الى يهوه من اجل التوجيه، منح الاخوة هذه الحاجة انتباههم.
لسنين عديدة كانت الطبعة الپرتغالية من برج المراقبة تُطبع في البرازيل على طابعة مستوية قديمة. ولكن في سنة ١٩٥٧، بسبب الطلب المتزايد والمشاكل مع المطبعة (التي بُنيت سنة ١٩١٨) ومخزون الورق غير الكافي، انتقلت الطباعة الى نيويورك. والآن بعدما وُجدت الحلول لمشاكل المطبعة والورق، تمكن الاخوة من استئناف الطباعة في البرازيل.
ولتزويد الفسحة اللازمة للطباعة، بوشر العمل ببناء ملحق بتسهيلات الفرع. وفي الوقت نفسه، صُنعت الترتيبات لاستيراد مطبعة دوَّارة للطباعة البارزة عالية السرعة. ولأن مجلاتنا تعليمية، بُذل جهد للحصول على اعفاء من الضرائب على المطبعة المستوردة. ولكن في بعض الاحيان كانت الهيئات الدينية، التي تُمنح الاعفاء من الضرائب على بعض السلع، تقوم ببيعها في ما بعد بربح كبير. لذلك لم تؤيد بعض السلطات منح اعفاءات اضافية لفرق دينية. لكنّ العون اتى من مصدر غير متوقع — رسمي حكومي كان لاأدريا. فقد اظهر الاهتمام بطلبنا للاعفاء وبيَّن لنا كيف يجب ان نبتدئ. وفي تشرين الثاني ١٩٧٢، بعد اربعة اشهر فقط، مُنح الاعفاء المنشود من الضرائب. واوڠوستو ماشادو، الذي كان يعمل في مكتب الجمعية، يتذكر قائلا: «بدأنا من الصفر، فلم نكن نعرف عمليا ايّ شيء عن هذا الموضوع؛ ولكن بالثقة بيهوه والقيام بواجبنا من البحث، حصلنا على ما كنا نحتاج اليه. حقا يوجّه يهوه خدامه.»
كان هنالك الكثير لتعلُّمه
ان امكانية الطباعة على مطبعة دوَّارة للطباعة البارزة بشريط من الورق اثارت تحديات جديدة. فقد وصلت المطبعة المفكَّكة كاملا في كانون الاول ١٩٧٢، وقد حُزمت في ٤٧ صندوقا كبيرا بلغ وزن بعضها ستة اطنان. ولكي تُركَّب كما ينبغي، أُرسل ميلان ميلر من المركز الرئيسي العالمي. فنسّق عمل فريق من تسعة اخوة لتركيب المطبعة ثم علّمهم كيفية تشغيلها. واشتراكهم في تركيب المطبعة ساعدهم على
فهم كيفية الاعتناء بها. والاغلبية كانوا اخوة احداثا لديهم، حتى ذلك الحين، القليل او لا شيء من الخبرة بالطباعة. كان كارل ريتس، الذي اشترك في مشروع التركيب هذا، ناظر المصنع، وهو لا يزال يخدم في هذا المركز حتى الوقت الحاضر.ونحو الوقت نفسه وصل الورق المستورد لطباعة المجلات. «كانت الشحنة الاولى ١٥٠ طنا،» تذكَّر يوكليديز جوستينو، الذي أُرسل من البتل الى المرفإ لإحضارها. «رتّبنا ان تنقل الشاحنات الورق من المرفإ في سانتوس الى البتل في سان پاولو. لكننا لم نعلم اننا بحاجة الى رجال اقوياء لترتيب تلك اللفائف الثقيلة على الشاحنات لأن المرفاع الشوكي في المرفإ يرفع لفائف الورق فقط الى سطح الشاحنات. فصعدنا الاخ ماشادو وأنا الى احدى الشاحنات وبدأنا نميل اللفائف — التي يزن كل منها ٤٠٠ كيلوغرام (٨٨٠ پاوندا) — وندحرجها الى مكانها المعين. وكان عمال الشحن يضحكون من كل قلبهم وهم يراقبون رجلين بربطتي عنق يتصارعان مع اللفائف. ولسعادتنا، كان وقت الغداء قد حان فتوقفنا سريعا. وخلال ساعة الغداء استأجرنا رجالا لإنهاء العمل.» ولكن كان الاخوة يتعلمون تدريجيا عن بعض العمل الذي تشمله الطباعة على مطبعة دوَّارة بشريط من الورق.
وفي سنة ١٩٧٣ وصلت مطبعة دوَّارة اخرى بشريط من الورق، بإمكانية طباعية مماثلة للاولى: ٥٠٠,١٢ مجلة في الساعة. ومنذ ذلك الحين، جرى تركيب المزيد من المطابع — مطابع يمكنها ان تطبع بأربعة الوان. وهكذا، على مرّ السنين، استطعنا ان نماشي الطلب على مطبوعات الكتاب المقدس.
تدشين البناء الجديد الملحق بالبتل
قبل نحو اربعة اشهر من وصول تلك المطبعة الثانية، عُيِّن موعد تدشين البناء الجديد الملحق بالبتل. وقد عبّر البعض عن الشكوك في
ان يُنجَز عمل البناء في الوقت المعيَّن. لكنّ جواب فْرِد ويلسون، ناظر الفرع، كان كما يلي: «انتم لا تعرفون اخوتنا.» فقد عكفوا بجدية وإخلاص على العمل، عاملين حتى وقت متأخر من الليل، وكذلك ايام السبت والاحد. وفي ١٧ آذار ١٩٧٣، يوم التدشين، كانوا لا يزالون يضعون اللمسات الاخيرة. وعند الظهر، كان كل شيء جاهزا! وحمولة الشاحنة الاخيرة من النفايات أُخرجت من البوابة الخلفية فيما ابتدأ الزائرون يدخلون ردهة المبنى!كان ناثان ه. نور، رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك، وماكس لارسن، ناظر المصنع في بروكلين، حاضرَين للمناسبة. وألقى الاخ نور خطاب التدشين. وفي اليوم التالي كان هنالك برنامج خصوصي من ثلاث ساعات متى ٤:٤.
حضره جمع من اكثر من ٠٠٠,٢٨ ملأوا ملعب ايبيراپورا الرياضي. وفي تلك المناسبة، بعدما تكلم الاخ نور عن اهمية التأمل القانوني في الآية اليومية، اعلن عن اصدار الكتاب السنوي ١٩٧٣، للمرة الاولى بالپرتغالية. (في السابق كانت المواد المستخدمة كأساس لمناقشات الآية اليومية بالپرتغالية تظهر في برج المراقبة.) ومثل هذه القراءة والمناقشة اليومية لجزء من كلمة اللّٰه امر ضروري في حياة شعب يهوه، انسجاما مع ما قاله يسوع المسيح نفسه: «ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم اللّٰه.» —محفل «الانتصار الالهي» الاممي
اختُتمت سنة ١٩٧٣ بأكبر محفل على الاطلاق عقده شعب يهوه في البرازيل، في مدرَّج پاكائيمبو في سان پاولو، بتاريخ ٢٦-٣٠ كانون الاول. وطار منطاد فوق المدرَّج يعلن المحور، «الانتصار الالهي.» وقوَّى البرنامج اقتناع الحاضرين بأن الانتصار الالهي بواسطة ملكوت اللّٰه سيجلب فعلا البركات العظمى للجنس البشري. وخلال المحفل نفسه، رأوا الدليل على ان التعليم المتعلق بمشيئة اللّٰه كما هو مسجل في الكتاب المقدس قد غيَّر حياة عشرات الآلاف من الناس في البرازيل. وقبل ثمان وعشرين سنة كان الاخ نور قد تكلم الى حضور من ٧٦٥ في ملعب رياضي مجاور. وفي تلك المناسبة، عندما نظر الى المدرَّج الضخم، تساءل بصوت عالٍ عما اذا كان شهود يهوه في البرازيل سيملأون ذات يوم ذلك المكان. وقد صارت تلك الفكرة حقيقة سنة ١٩٧٣، عندما تكلم الاخ نور الى حضور من ٥٨٦,٩٤ ضاق بهم ذلك المدرَّج نفسه! وفي اليوم السابق كان قد اعتمد ١٨٧,٣ خادما جديدا. وذلك المحفل الذي دام خمسة ايام كان بحد ذاته دليلا على الانتصار الالهي!
حضر المندوبون من كل انحاء البلد. ومن مدينة ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس — على بعد نحو ٠٠٠,٤ كيلومتر (٥٠٠,٢ ميل) — حملت ثلاثة باصات وأربع سيارات المندوبين، اول فريق يقطع طريق ترانز-امازون الرئيسي المحفوف بالمخاطر. وسافر فريق آخر اكثر من ٠٠٠,٣ كيلومتر (نحو ٨٠٠,١ ميل) من بليم، على الساحل الشمالي، ونقل قطار خاص وأكثر من ١٨٠ باصا مندوبين فرحين من ريو دي جانيرو. كانت الدعاية كبيرة جدا حتى ان حاكم ولاية سان پاولو ورئيس بلدية المدينة زارا مكان المحفل.
رومية ١٢:١٣) وجرى ايواء اكثر من ٠٠٠,٦ مندوب في قاعات الملكوت. والمندوبون من امازونيا اقاموا جميعهم في مصنع قدمه زوج احدى الاخوات. والفُرُش اللازمة اعارها شهود وأشخاص مهتمون.
كان الحصول على غرف لآلاف المندوبين هؤلاء تحدِّيا، لأن كثيرين منهم لم يكن لديهم المال اللازم لتسديد نفقات الفنادق. وقد عالجت دائرة المنامة نحو ٠٠٠,٢١ طلب للمنامة. وانسجاما مع مشورة الكتاب المقدس ان ‹يعكفوا على اضافة الغرباء،› زوَّد الشهود والآخرون غرفا في بيوتهم. (وبعد شهرين أُعيد برنامج المحفل نفسه في سَلْڤادور، باهييا، بحضور بلغ ٣٤٨,٣٢ شخصا.
«تكونون قديسين»
على الرغم من ان شهود يهوه لم يستحسنوا استعمال التبغ، فإن جدية المسألة لم تُدرَك كاملا حتى سنة ١٩٧٣. فاستمر بعض الشهود يدخنون مع انهم كانوا معتمدين. لكنَّ يهوه، في وقته المعين، ساعد خدامه على فهم مبادئ الكتاب المقدس التي يجب ان تؤثر في موقفهم حيال هذه العادة. (٢ كورنثوس ٧:١؛ غلاطية ٥:١٩-٢١، حاشية عج) وبيّنت برج المراقبة في عددها الصادر في ١ كانون الاول ١٩٧٣ (بالپرتغالية) انه، من ذلك الوقت فصاعدا، يجب على جميع الراغبين في المعمودية ان يتوقفوا عن استعمال التبغ. أما المعتمدون الذين لا يزالون يدخنون فقد أُعطوا ستة اشهر للاقلاع عن العادة اذا كانوا يريدون ان يبقوا جزءا من الجماعة.
ولأن الغالبية كانوا يتحلون بالحافز اللائق تمكنوا من الاقلاع عن العادة القذرة. وفكَّر احد الاخوة الذي كان لا يزال يدخن آنذاك، رغم انه اعتمد سنة ١٩٦٤، انه اذا استطاع آخرون ان يقلعوا عن التدخين لاسباب صحية، يجب عليه بالاكثر ان يقلع عنه هو ليستمر في خدمة يهوه. صحيح ان البعض فُصلوا، لكنّ عددا من هؤلاء غيَّروا اخيرا موقفهم العقلي والقلبي، اقلعوا عن التدخين، وجرت اعادتهم. وبهذه لاويين ١٩:٢؛ ١ بطرس ١:١٦.
الطريقة استمر شعب يهوه يكيّفون انفسهم وفق مقياس اللّٰه السامي للقداسة. —هل ينفد الوقت؟
بغية مساعدة الناس على رؤية الحاجة الملحة الى اتخاذ موقف الى جانب يهوه من قضية السلطان، بوشر بتوزيع مكثف لنشرات اخبار الملكوت خلال سبعينات الـ ١٩٠٠. وكان عنوان نشرة اخبار الملكوت رقم ١٦ هل ينفد الوقت للجنس البشري؟ اوضح امارو سانتوس، الذي خدم في البتل طوال الـ ٢٥ سنة الماضية، قائلا: «ارسلت الجمعية الى كل جماعة ما يعادل ١٠٠ نشرة لكل ناشر، لتوزَّع مجانا في غضون عشرة ايام فقط، من ٢٢ الى ٣١ آذار سنة ١٩٧٤. كانت النشرة مطبوعة باسلوب جذاب لفت انتباه حتى غير المبالين عادة برسالة الملكوت. وانضم اكثر من ٠٠٠,٧ ناشر جديد الى الشهود الآخرين لتوزيع ثمانية ملايين نشرة.»
ان بعض الذين تسلموا النشرة عملوا بسرعة بموجب ما تعلموه. وقد صحّ ذلك في تلميذ كلية في سان پاولو عمره ٢٢ سنة. فإذ تأثر بإلحاح الحالة، وافق على درس الكتاب المقدس بمساعدة كتاب الحق الذي يقود الى الحياة الابدية. وسرعان ما ابتدأ يتكلم مع الآخرين في الكلية عما كان يتعلمه، وبعد ثلاثة اشهر اشترك في التوزيع الخصوصي لنشرة اخرى.
بُذل جهد حثيث للوصول الى الناس حتى في المناطق النائية. وقد شارك الناشرون الاحداث بسرور. وفي ما يتعلق بما فعله اثنان من اولئك الاحداث في ولاية ريو ڠراندي دو سول، كتب بِلارمينو كولّا، الذي كان آنذاك في الـ ١٥ من العمر، قائلا: «غادرنا البيت الساعة ٠٠:٦ صباحا، ولأن البيوت كانت متفرقة، لم نلتقِ احدا حتى الساعة ٠٠:١٠ صباحا. واضطررنا احيانا الى الانتقال سيرا على الاقدام لأنه لم يكن ممكنا ان نواصل طريقنا على صهوة الجواد. عملنا حتى الساعة
٣٠:٨ مساء ثم بقينا ليلا عند شخص مهتم. وفي الساعة السابعة من صباح اليوم التالي، بدأنا من جديد، خادمين حتى الساعة ٠٠:٣ بظ، ومن ثم توجهنا الى البيت، فوصلنا عند منتصف الليل. سرنا في هذين اليومين مسافة ٩٠ كيلومترا (٥٦ ميلا) ووزعنا ٣٠ نشرة فقط.» ادرك اولئك المنادون بالملكوت ان الرسالة التي يقدمونها تتيح للناس فرصة قد تعني حياة ابدية، وأن ملايين الناس في البرازيل يلزم ان يستفيدوا من الفرصة. لقد شعروا بالالحاح الذي دلّ عليه عنوان تلك النشرة، رقم ١٦.‹لا يمكن الافلات من الشهود›
في سنة ١٩٧٤، رتّب اديڤالدو جيل دي سيلڤا وزوجته، مارلي، اللذان كانا فاتحين خصوصيين آنذاك، ان يدرسا الكتاب المقدس مرتين في الشهر مع سيدة تسكن في مزرعة منعزلة قرب ريبيرَون پريتو، ولاية سان پاولو. وللوصول الى هناك، كانا يركبان مجانا عربة تنقل الحليب الساعة ٠٠:٤ صباحا ثم يمشيان عشرة كيلومترات (٦ اميال) اخرى. سار الدرس على ما يرام اشهرا قليلة الى ان ابتدأ الزوج يقاوم. حتى انه نقل عائلته دون ان يُعلم احدا بعنوانهم الجديد.
وفي محفل كوري بعد ثماني سنين، اقترب زوجان من اديڤالدو ومارلي وسألاهما: «هل تتذكراننا؟ نحن الزوجان اللذان زرتماهما في المزرعة.» وأوضح الزوج انه انتقل للافلات من شهود يهوه. ولكن عندما وصلا الى بيتهما الجديد وحتى قبل تفريغ ما في الشاحنة من اثاث ظهر شاهدان وكلَّماهما عن قصد اللّٰه للجنس البشري. وذلك حمل الرجل على التفكير. فقبل درسا في الكتاب المقدس وأحرز تقدما جيدا؛ وبعد اشهر اعتمد هو وزوجته.
زيارة منعشة روحيا
في ايلول ١٩٧٤ تمتع الاخوة في سان پاولو بحدث خصوصي. فماذا كان؟ زيارة من فردريك و. فرانز، نائب رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك. رومية ١:١١،١٢) فأيّ امر هو ألذّ من مناقشة الامور الروحية؟ وسرعان ما صُنعت الترتيبات لعقد اجتماع خصوصي في مسرح. وقد بلغ مجموع عدد الحضور ٠٠٠,٢ شخص.
وهذه لم تكن زيارته الاولى الى البرازيل. فقد اشترك مع الاخ نور في برنامج المحفل في سان پاولو سنة ١٩٤٥. ولكن في هذا الوقت رافقه كارل كلاين، الذي ابتدأ بُعيد ذلك يخدم معه في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه. وقد قضيا ثلاثة ايام في سان پاولو في عطلة، لكنهما تمتعا ايضا بمنح اخوتهما المسيحيين «هبة روحية.» (يتذكر ماساسوي كيكوتا، الذي كان احد اعضاء مستخدمي الفرع منذ سنة ١٩٦٧، قائلا: «ادهش الاخ فرانز كل واحد بإلقاء خطابه بالپرتغالية بطلاقة. ودون استعمال الكتاب المقدس او اية ملاحظات (بسبب ضعف بصره)، اقتبس وأوضح كامل المزمور ٩١، عددا فعددا، لاكثر من ساعتين، رغم انه كان في الـ ٨٠ من العمر.» وعُلِم لاحقا انه فعل الامر نفسه بالاسپانية للاخوة في پاراڠواي!
احد عشر يتيما يتعلمون الحق
نحو هذا الوقت، احتاجت عائلة في ولاية ڠوياس الى مساعدة ملحة على فهم سبب الألم البشري والقصد الحقيقي من الحياة. فكان ابوهم قد انتحر، لانه كان مكتئبا بسبب مشاكل مالية خطيرة، وبعد اشهر قليلة ماتت الأم بنوبة قلبية. وبات الاعضاء الباقون من عائلة ڤينيال يتامى — عددهم ١١ ولدا. وعندما حلّت المصيبة بعائلتهم بهذه الطريقة سنة ١٩٧٤، كانت الكبرى بعمر ١٧ سنة والصغير بعمر ٤٠ يوما فقط. وبالتصميم والجهد الكبير، تمكن خمسة منهم ان يبقوا معا، لكنّ الاولاد الستة الاصغر سنا لزم ارسالهم للعيش مع الاقرباء. قال بعض
الاشخاص، محاولين تعزيتهم، ان مأساتهم هي ارادة اللّٰه. وهذا طبعا لم يعمل إلا على زيادة كآبتهم.كانت لدى الكبرى، ماريا لوسيا، اسئلة جدية عن اللّٰه وعن الكنيسة الكاثوليكية. وعندما سمعت احدى الشاهدات تعرض درسا مجانيا في الكتاب المقدس على احدى زميلات عملها، أُثير اهتمامها. وإذ لاحظت احدى زميلات العمل اهتمامها قدمت لها كتاب الحق الذي يقود الى الحياة الابدية كهدية. وعندما رأت ماريا لوسيا الشاهدة ثانية بعد ايام قليلة طلبت بإخلاص المقرَّر المجاني للكتاب المقدس الذي كان قد عُرض على احدى زميلات عملها. ووعْد الكتاب المقدس، المبيَّن في كلمات يسوع المسجلة في يوحنا ٥:٢٨، ٢٩، ملأ قلبها بالرجاء. والتعلُّم عما يقوله الكتاب المقدس عن سبب سماح اللّٰه بالشر ساعدها ان تقدّر انه لم ينسَهم. وبعد مدة عاشوا جميعهم معا كعائلة ما عدا الصغير. وشجعوا بعضهم بعضا روحيا. وجميع الاولاد الـ ١١ درسوا الكتاب المقدس واعتمدوا. وقد تعلموا من الكتاب المقدس مبادئ السلوك المسيحي. وبمعنى روحي لم يعودوا يتامى؛ فصار لهم «اخوة وأخوات وأمهات» مئة ضعف. (مرقس ١٠:٢٩، ٣٠) واليوم، احدى الاخوات هي فاتحة خصوصية، والاخرى مرسلة في پاراڠواي، ويخدم پاولو مع زوجته في بتل البرازيل.
٠٠٠,١٠٠ ناشر!
على مرّ السنين كانت هنالك زيادة مستمرة في عدد ناشري الملكوت. وأظهرت سنة الخدمة ١٩٥٩ زيادة بلغت ٢٣ في المئة على السنة التي سبقتها. وخلال العقد التالي، انخفضت النسبة المئوية للزيادة، اذ تراوحت بين ٩ و ١٤ في المئة. ثم في سنة ١٩٧٥، ارتفع عدد الاشخاص المعتمدين الى ٧٨٩,١٦، وللمرة الاولى، تجاوز عدد الناشرين الـ ٠٠٠,١٠٠، بزيادة ١٧ في المئة على السنة التي سبقتها. وللمرة الاولى
ايضا، تجاوز عدد الفاتحين الخصوصيين في الحقل الـ ٠٠٠,١، اذ جرى التشديد بشكل متزايد على خدمة المقاطعة المنعزلة والتي نادرا ما تُخدم. وعلى الرغم من ان نسبة الزيادة تناقصت في العقد التالي، كان عمل الكرازة يسير قُدُما. وكانت ستُبلَغ زيادات اكثر.في ذلك الوقت كان عدد السكان في البرازيل اكثر من ١٠٠ مليون، ونحو ٢٠ في المئة منهم لم تكن تصل اليهم البشارة قانونيا. وكان العديد من هؤلاء يسكنون في بلدات اصغر تبعد قليلا عن المدن الكبيرة. وفي محاولة للوصول الى هؤلاء الناس وللترتيب لاجتماعات حيث كان يوجد اهتمام كافٍ، وافقت الهيئة الحاكمة على تعيين فاتحين خصوصيين وقتيين بالاضافة الى الـ ٠٠٠,١ الذين كانوا يخدمون كفاتحين خصوصيين. في بادئ الامر، عيِّن البعض ثلاثة اشهر؛ وفي ما بعد مُدِّدت الفترة. وعُيِّن الفريق الاول من هؤلاء الفاتحين الخصوصيين الوقتيين في تشرين الثاني ١٩٨٥، في حين أُرسل ١٢٨ الى ١١٣ بلدة مختلفة. وكانت النتائج مشجعة جدا.
في بلدة في ڠوياس، عندما قام الفاتحون بزيارة مكررة لسيدة كانت قد طلبت نسخة من ترجمة العالم الجديد، وجدوها تبكي. ولماذا؟ لقد قيل لها انها لا يجب ان تقرأ الكتاب المقدس هذا، لأنه يحتوي على اسم مختلف للّٰه — يهوه. ولكن عندما جرت مساعدتها على التحقيق في المسألة، علمت هي وأصدقاؤها ان الاسم يهوه يظهر ايضا في اماكن معينة في كتابهم المقدس الخاص. فغضبت على راعي كنيستها. ونتيجة ذلك ابتُدئ بـ ٤٥ درسا جديدا في الكتاب المقدس!
في ولاية پياوي وُجد رجل كان عطشانا الى مياه الحق. وقبل ان يتصل به الفاتحون، كان قد قرأ اجزاء من نسخة مستعارة من كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض. وتحمس جدا لما كان يقرأه حتى انه صمم ان ينسخ الكتاب باليد. وعندما اتصل به
الفاتحون، كان قد نسخ ٢١ فصلا. وكم سُرّ بأن يتسلّم نسخته المطبوعة الخاصة من الكتاب ويحصل على درس قانوني للكتاب المقدس فيه!واجهت اختان فاتحتان تخدمان في ولاية سرجيبي مقاومة شديدة من شماس للكنيسة كان يخدم كبديل عن الكاهن. فماذا كانت النتيجة؟ اعلن الشماس للعامة بواسطة مكبِّر للصوت ان يهوه ليس اسم اللّٰه وأن هذا الاسم انما هو من اختراع بدعة اميركية. فأثار ذلك اهتمام اعضاء عديدين في الكنيسة، وفي وقت قصير كانت الفاتحتان تعقدان ٦٧ درسا بيتيا في الكتاب المقدس!
في ريو ڠراندي دو نورتي، ابتدأ الفاتحون بدرس مع سيدة تمتعت كثيرا بدرسها الاول حتى انها دعت جيرانها الى المجيء الى الدرس التالي. واستعدادا لذلك استعارت خمسة مقاعد من المدرسة. حضر ثلاثون شخصا، لكنّ المزيد ارادوا الدخول، فجرت متابعة الدروس في باحة المدرسة.
في بلدة صغيرة في ماتو ڠروسّو دو سول، درس طبيب وزوجته الكتاب المقدس، وبعد مدة ابتدأوا بالاشتراك في خدمة الحقل. فأثار منظر الطبيب وهو يذهب من بيت الى بيت للتحدث عن الكتاب المقدس ضجة في تلك البلدة. وعندما رأى الفاتحون الذين درسوا مع هذين الزوجين انه من الضروري ان يغادروا، كان الطبيب وزوجته الشاهدين الوحيدين النشيطين الباقيين هناك. فخدما كفاتحين اضافيين وفي ما بعد كفاتحين قانونيين. وفي بادئ الامر، عقدا الاجتماعات وحدهما، وعلى مرّ الوقت، تشكلت جماعة من عشرة ناشرين. ويخدم هذان الزوجان الآن في بتل البرازيل.
قاعات المحافل الاولى
بازدياد عدد شهود يهوه في كل انحاء البلد، بات من الصعب على نحو متزايد ان نجد اماكن مناسبة لنعقد المحافل. والمحاولة الاولى لحيازة مكان لنا كانت في سَلْڤادور، باهييا، التي تتمتع بمناخ مداري معتدل على مدار السنة. ففي سنة ١٩٧٥ بُني على منحدر وادٍ مدرّجٌ مسقوف جزئيا بصفوف كافية من المقاعد الاسمنتية يتسع لـ ٠٠٠,٤ شخص. وقد سُمِّي ميدان المحافل. وفي وقت لاحق من السنة نفسها، ابتُدئ ببناء قاعة محافل في منطقة مشجّرة جميلة في ريبيرَون پيرس، سان پاولو، على بعد نحو ٤٠ كيلومترا (٢٥ ميلا) من مدينة سان پاولو. وبعد سنوات، بُنيت قاعة اخرى الى جانب الاولى هذه ووُصلت بها بواسطة تلفزيون مغلَق الدَّارة. والقاعتان معا تتسعان لـ ٣٠٠,٣ شخص. وفي سنة ١٩٧٩، ابتُدئ ببناء قاعة محافل اخرى في ديوكي دي كاشييِس، قرب ريو دي جانيرو.
اعرب الذين عملوا في بناء قاعات المحافل هذه عن روح حماسية. وهذه الروح الرائعة عوضت عما كان ينقص الآخرين من خبرة وعن النقص في الآلات والمعدات المناسبة. على سبيل المثال، في ريبيرَون پيرس، وجب ان يُحفَر حتى عمق ٧ امتار (٢٣ قدما) للوصول الى ارض
صلبة لقاعدة الاساسات. فاستُعملت حفارة خلفية، ولكن كان يمكن استخدامها فقط لنصف العمق المطلوب. ولزم القيام بما تبقى بالصاقور والمجرفة. ووجب حفر اكثر من ٢٠ حفرة كهذه.وماذا عن خلط وصب الاسمنت؟ لم تكن هنالك معامل للاسمنت او شاحنات تخلط الاسمنت للمشروع في ريبيرَون پيرس. يتذكر ناتال باتولڤيسينس، احد اعضاء عائلة البتل، قائلا: «خُلط الاسمنت في خلاطتين قديمتين تلقّمان يدويا وأُخذ بواسطة عربات يد الى المنطقة التي كانت ستُفرش بالاسمنت. وكانت هنالك صفوف من ٢٠ الى ٣٠ متطوعا يدفعون عربات اليد. وبالنسبة الى المساحات المرتفعة والتي يصعب بلوغها، كان شخص يدفع وشخص آخر يسحب عربات اليد بالخطاطيف. ولفرش المساحات الارضية بالاسمنت، اشترك في العمل جميع المتطوعين — بمن فيهم اولئك الذين في الخدمة الادارية — وكان ذلك يستغرق احيانا ٢٤ ساعة.»
ادارة جديدة
بالنسبة الى شهود يهوه حول العالم شهدت سنة ١٩٧٦ تغييرا مهما في بنية فروع الهيئة. ففي ١ شباط من تلك السنة، صار ترتيب لجان الفروع فعّالا. وعوضا عن ناظر واحد عُيِّنت لجنة من اخوة ناضجين روحيا تمثِّل الهيئة الحاكمة للاشراف على العمل في كل بلد. وجميع هؤلاء شيوخ روحيا، رعاة لرعية اللّٰه.
في البرازيل تألفت اللجنة في البداية من سبعة اعضاء: ماساسوي كيكوتا، جون كوشنير، اوڠوستو ماشادو، كارل ريتس، امارو سانتوس، هاينريخ سلبرت، وفْرِد ويلسون. وفي السنوات اللاحقة اضطر الاخ سلبرت الى مغادرة البرازيل بسبب المسؤوليات العائلية، ومات الاخ كوشنير سنة ١٩٨٨ . ويستمر الآخرون في الخدمة في اللجنة، وفي سنة ١٩٩٥، عيِّن اوستن ڠوستاڤسون ليكون عضو اللجنة السادس. ونحو نهاية سنة ١٩٧٦، اشترك بعض اعضاء لجنة فرع البرازيل، مع ممثلين آخرين
للفروع من حول العالم، في الاجتماعات التي عقدتها الهيئة الحاكمة في نيويورك. وخدمت الاجتماعات لتعرّف اعضاء اللجنة بشكل اكمل بمسؤولياتهم، وبأعضاء الهيئة الحاكمة، وبالمركز الرئيسي العالمي.نيل المزيد من الفائدة من المحافل
ايضا في سنة ١٩٧٦ ابتُدئ بمنح الانتباه للحاجة الى التحسين في اجهزة الصوت المستخدمة في المحافل. ففي السابق استُخدمت مضخِّمات، مكبِّرات للصوت، وأبواق مصمَّمة لمساحات صغيرة. وأحيانا كانت تُستخدَم انواع عديدة مختلفة — بعضها قديم جدا — في مناسبة معينة. وماذا كانت النتيجة؟ انتاجا ضعيفا للصوت وانقطاعات متكررة للبرنامج.
ولتحسين هذا الوضع لزمت سنوات من العمل والكثير من المعدات الجديدة. والآن، في معظم المحافل، يستطيع كل واحد ان يسمع بوضوح ويتمتع بالبرنامج الروحي. وهذا مهم عندما نعرف انه عُقد سنة ١٩٩٥، ١٥٨ محفلا كوريا في ٨٢ مدينة مختلفة وأن الـ ٨٤٩,٧٢٤ شخصا الذين حضروا صرفوا الكثير من الوقت، الطاقة، والموارد ليكونوا حاضرين.
وهم يستحقون افضل صوت ممكن ليستفيدوا كاملا من البرنامج. وإذ كان ناظر دائرة في ريو ڠراندي دو نورتي سعيدا بالنتائح، كتب سنة ١٩٩٤: «من المفرح ان نعلمكم انه في محفلنا كان الصوت ممتازا، ونتيجة لذلك، كان الاخوة في غاية الانتباه ودوّنوا الكثير من الملاحظات.»ولكن ماذا عن نوعية الصوت في قاعات الملكوت في كل البلد؟ سنة ١٩٩٣ عُقد اكثر من ١٠٠ برنامج خصوصي في كل انحاء البلد لاعطاء اقتراحات عملية حول كيفية تحسين نوعية الصوت للاجتماعات الجماعية. وقد حضر هذه الخطابات اكثر من ٠٠٠,٩ اخ، وأخبر احد المدرِّسين قائلا: «عُقد الخطاب في فلوريانو، پياوي، خلال فترة من الجفاف الشديد، وكان الاخوة في ضيقة مالية. ومع ذلك، حضر جميع المدعوين! وقد سافر البعض اكثر من ١٢ ساعة للحضور.»
الحرية تعلَّق في كاشُويراس دي مكاكو
تنشأ احيانا العراقيل نتيجة سوء فهم من جهة الرسميين. ففي يوم الاحد، ١٣ حزيران ١٩٧٦، اقفلت الشرطة قاعة الملكوت في كاشُويراس دي مكاكو، في ولاية ريو دي جانيرو، عملا بأمر القاضي هناك. ومُنعت ايضا كل كرازة بالملكوت في البلدة. ولأيّ سبب؟
قبل يومين، كان احد الاحداث، وعمره ١٧ سنة، قد اصاب نفسه عَرَضا بطلقة نارية من بندقية. فأُدخل المستشفى بنزف داخلي وفقر دم حاد. وطلب ابوه من الطبيب ان يفعل كل ما في وسعه لانقاذ ابنه انما دون اللجوء الى نقل الدم. ومن المؤسف ان الحدث مات خلال العملية رغم نقل الدم اليه، خلافا لرغبة ابيه. وأُجري تحقيق قضائي لتحديد المسؤول عن ذلك. فتأثر القرار بتقارير اخبارية مشوَّهة، وكانت النتيجة اصدار امر بإقفال قاعة الملكوت. فالتمس ناظر الجماعة المحلي، لاجِسلاف ليكي، بمساعدة اربعة محامين، امرا قضائيا يحول
دون ذلك. وأخيرا نُظر في الالتماس في ٢٦ تشرين الاول. وانتهز الاخ اورلاندو دو ن. پاولا، وهو احد المحامين، الفرصة لتقديم عرض شفهي سريع للقضية. فوافق القضاة بالاجماع على الامر القضائي، ملغين بالتالي الامر الاول وجاعلين من الممكن استخدام قاعة الملكوت من جديد ومواصلة عمل الكرازة بالملكوت. فأُقرَّت الحرية الدينية من جديد!وفي محافل «العاملون الفرحون» الكورية في السنة التالية، أُلقيت محاضرة شددت من جديد على مطلب يهوه ان يُعتبر الدم شيئا مقدسا. (لاويين ١٧:١٠، ١١؛ اعمال ١٥:٢٨، ٢٩) وفي تلك المناسبة، صدر كراس شهود يهوه ومسألة الدم، وخلال شهرَي نيسان وأيار ١٩٧٨، بوشر بحملة لتوزيعه على القضاة، المحامين، الاطباء، الممرضين والممرضات، ومديري المستشفيات في محاولة لمساعدتهم على فهم واحترام الموقف الذي يتخذه شهود يهوه. وجرى تشجيع الاخوة على اعطاء نسخة من الكراس لطبيب عائلتهم. ولكن عُيِّن ايضا اخوة ليوزعوا الكراس مع رسالة مرفقة على الاطباء والاختصاصيين الآخرين الذين ربما لا يتصل بهم الناشرون افراديا. كان هنالك اكثر من ٠٠٠,٧٠ طبيب في البرازيل. وكان مشروعا ضخما، وقد أُكمل بنجاح؛ ولكن لزم انجاز المزيد. وفي وقت لاحق كانت هذه المسألة ستُمنح الانتباه من جديد.
الإعداد لزيادة اضافية
كانت الزيادة الاضافية في عدد المنادين بالملكوت وانتشار عمل شهادتهم ايضا وشيكة، وكان لا بدّ من الإعداد لذلك. (قارنوا اشعياء ٥٤:١-٣.) ولإنتاج المطبوعات اللازمة بات من الضروري استبدال معدات المطبعة الدوَّارة للطباعة البارزة بمطابع الأوفست الاحدث والاسرع. ولزمت مساحة اوسع للعمل. وكترتيب وقتي لمعالجة هذه الحاجة، شُيِّد بناء ملحق بقاعة المحافل في ريبيرَون پيرس سنة ١٩٧٥. وزوَّد ذلك مكانا لتخزين بعض ورقنا. ولكن كان واضحا انه يلزمنا ان نجد قطعة ارض اضافية لتوسيع بيت ايل بالاضافة الى مكتب الفرع والمطبعة.
جرى التأمل في امكانية شراء قطعة ارض اضافية قرب التسهيلات الموجودة في سان پاولو، لكنّ قوانين تنظيم المساحات التجارية والصناعية والكلفة الباهظة لقطعة الارض جعلت ذلك غير عملي. وكان الخيار البديل نقل الفرع الى موقع جديد كليا. وأوصت الهيئة الحاكمة بأن نبحث عن قطعة ارض خارج مدينة سان پاولو. وبعد التأمل في عدة امكانيات، جرى شراء قطعة ارض مساحتها ١١٥ هكتارا (٢٨٥ أكرا) في آب ١٩٧٧ في بلدة سيزاريو لانجي، سان پاولو، على بعد ١٥٠ كيلومترا (٩٠ ميلا) من مدينة سان پاولو.
‹ان خططكم قصيرة المدى›
حالما اشترينا قطعة الارض أُرسلت دعوة الى متطوعين ليساعدوا في إعدادها للبناء. وقد قُدِّمت اقتراحات البناء ايضا الى الهيئة الحاكمة. ظننَّا ان خططنا تقدم مجالا واسعا للتوسع في المستقبل. وفي الواقع، ظننَّا ان خططنا بعيدة المدى. لكنّ جواب الهيئة الحاكمة اذهلنا جميعا: ‹ان خططكم قصيرة المدى! يجب ان تبنوا ضعفي ما خططتم له!›
كانت النتيجة خطة استلزمت فسحة للسكن والمصنع والمكاتب اكبر من التي لدينا في سان پاولو بخمسة اضعاف. فهل كان ذلك لازما؟ منذ سنة ١٩٧٧ صار عدد الشهود في البرازيل اربعة اضعاف، وعدد الساعات المخصصة للخدمة كل سنة هو الآن نحو ستة اضعاف ما كان عليه آنذاك.
صُنعت الترتيبات لكي تبني شركة انشاءات تسهيلات الفرع الجديد. لكنّ اخوتنا اعتنوا ايضا بالاوجه الضرورية للعمل. فقد انتقل پالو تينوكو كارنايرو، شاهد ومهندس مدني ذو خبرة، مع عائلته من مدينة سَلْڤادور
الى مكان قريب من موقع البناء. ونحو ١٥٠ شاهدا آخر، بمن فيهم بعض اعضاء عائلة البتل، زوّدوا خدمات دعم، كصنع أُطُر نوافذ الالمنيوم وإعداد وجبات الطعام للعمال، بالاضافة الى الصيانة والتنظيف. وفي ذروة عمل البناء كانت تقدَّم ثلاث وجبات طعام يوميا لأكثر من ٠٠٠,١ عامل. مهمة ليست سهلة اطلاقا!شكَّل العدد الكبير من الرجال الذين استخدمتهم شركة البناء مقاطعةً ممتازة للعمل الكرازي في الامسيات ونهايات الاسابيع. وفي شهر واحد وزَّع احد الاخوة اكثر من ٨٠ نسخة من كتابي لقصص الكتاب المقدس على العمال. وبوشر بدروس في الكتاب المقدس، وتقدّم ستة عمال الى درجة المعمودية. ويخدم احدهم الآن كعضو في عائلة البتل في البرازيل.
تولّي مسؤوليات اضافية
رافقت بناء تسهيلات الفرع الجديد مسؤوليات اضافية. وقد تكلم عن ذلك ماكس لارسن، من المركز الرئيسي العالمي، خلال زيارة للبرازيل سنة ١٩٨٠. ففي محاضرة مثيرة ألقاها في مدرَّج پاكائيمبو، في سان پاولو، شدد على الحاجة الى ان يموِّل الاخوة في كل بلد العمل الكرازي وبناء المطابع وبيوت ايل في مقاطعاتهم المعينة. فهل كان ممكنا ان يأخذ الاخوة في البرازيل على عاتقهم هذه المسؤولية؟ كانت البرازيل تواجه ازمة اقتصادية شديدة، بنسب عالية من التضخم والبطالة. وعلى الرغم من ذلك كان التجاوب ممتازا. فقد ساهمت الجماعات والافراد طوعا وقانونيا، فأُكمل البناء ورُكِّبت المعدات اللازمة. والسخاء الذي أُظهر ذكَّر بالروح التي أُعرب عنها في اسرائيل القديمة عندما صُنعت الخطط في زمن الملك داود لبناء الهيكل في اورشليم. — ١ أخبار الايام ٢٩:٣-٩.
بدأ انتقال الـ ٢٢٥ عضوا من عائلة البتل وكل معدات الطباعة من سان پاولو الى سيزاريو لانجي في آب ١٩٨٠. وتطلب الانتقال اكثر من ١٦٠ شحنة. ثم اتى دور تركيب المعدات وفترة التكيّف مع المحيط الجديد.
عُقد برنامج التدشين في ٢١ آذار ١٩٨١. وكان لويد باري، عضو من الهيئة الحاكمة، حاضرا لالقاء خطاب التدشين. اوضح الاخ باري، مقتبسا الكلمات الجميلة للملك سليمان وقت تدشين الهيكل في اورشليم، ان كل الفضل والمجد في ابنية البتل الجميلة يعود الى يهوه اللّٰه. ثم اختتم بالقول: ‹ان تشييد هذه الابنية كان بسبب الزيادة في العمل الكرازي. لذلك يستأهل العمل الكرازي انتباهكم التام.›
خلال الاشهر التالية، اتت فرق من الشهود من كل انحاء البلد لزيارة البتل. وفي مجرد يوم عطلة واحد اتى ٠٠٠,١٢ زائر بـ ٣٠٠ باص وعشرات السيارات.
كان بإمكانهم ان يروا ان ما يجري في الفرع هو اكثر من مجرد انتقال الى مبانٍ جديدة. فكانت تُتخذ خطوات تقدمية مهمة في حقل طباعة مطبوعات الكتاب المقدس. وفي سنة ١٩٨١ ابتدأت الطبعات الاسپانية من برج المراقبة و استيقظ! تطبع في البرازيل لكي تُشحن الى البلدان المجاورة التي تتكلم الاسپانية — اورڠواي، بوليڤيا، وپاراڠواي. وبالاضافة الى طباعة المجلات، ابتدأ ايضا فرع البرازيل بطباعة وتجليد الكتب لدرس الكتاب المقدس. وتطلّب ذلك الكثير من المعدات الجديدة، وتعلُّم مهارات جديدة. وفي سنة ١٩٨١ بدأت عمليات التجليد في المصنع الجديد، وكان اول ما أُنتج الكتاب السنوي بالپرتغالية لعام ١٩٨٢. وبُعيد ذلك جرى طبع وتجليد اول المجلدات الاربعة من مساعد على فهم الكتاب المقدس. وابتداء من سنة ١٩٨٧، جرى هناك تجليد اهم كتاب — الكتاب المقدس، الطبعة الپرتغالية لـ ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة.
تسليم الطلبات باستخدام شاحنات الجمعية
بهدف تخفيض كلفة شحن المطبوعات وضمان وصولها الى الجماعات، وُسِّع نظام تسليم الطلبات سنة ١٩٨٢ باستخدام وسائل نقل الجمعية. وكان هذا الترتيب قيد العمل منذ سنة ١٩٧٤، أما الآن فكان سيشمل الجماعات في الشمال الشرقي — التي يبعد بعضها ٠٠٠,٣ كيلومتر (٨٥٠,١ ميلا).
في الوقت الحاضر تسلِّم شاحنات الجمعية ٤٦٣ طلبا كل ثلاثة اسابيع، اذ تقطع اكثر من ٠٠٠,٣٢ كيلومتر (٠٠٠,٢٠ ميل). وفي ظل هذا الترتيب تُسد حاجات اكثر من ٦٠٠,٤ جماعة على اساس قانوني.
وتقطع الشاحنات ١٢ طريقا، يستغرق اطولها ١٥ يوما وطوله اكثر من ٤٠٠,٦ كيلومتر (٠٠٠,٤ ميل). والسائقون هم من اعضاء عائلة البتل. وعلى طول الطريق يستضيف الشهود من مختلف الجماعات السائقين في بيوتهم، ويحضر السائقون اجتماعات الجماعة مع الاخوة المحليين حيث يتوقفون لقضاء الليل.الوصول الى المقاطعة المنعزلة
ظلت الكرازة بالبشارة تصل الى المناطق التي جرى فيها القيام بالقليل او لا شيء من عمل الشهادة. ففي سنة ١٩٧٦ خدم فرنسيسكو ألبيُوكِركي وزوجته كفاتحَين خصوصيَّين في تيفاي، في منطقة الأمازون. وكانا ينتهزان الفرصة للكرازة للناس الذين يأتون الى البلدة بالمراكب في مناسبة الاعياد. وذات يوم وزَّع فرنسيسكو نسخة من كتاب الحق الذي يقود الى الحياة الابدية على بائع جائل شاب وأوضح له كيف ينبغي ان يدرسه. وعندما التقيا اخيرا مرة ثانية بعد سنتين، رأى فرنسيسكو ان الشاب كان قد درس الكتاب ووضع بفهم خطًّا تحت الاجوبة. فابتدأ معه بدرس اسبوعي في الكتاب المقدس. وبما ان الرحلة بالمركب الى حيث يسكن الشاب تستغرق ساعتين، كان فرنسيسكو يذهب الى بيته مرتين، ثم في الاسبوعين التاليين كان الشاب يذهب الى بيت فرنسيسكو. وفي فترة قصيرة اعتمد الشاب وأربعة رجال آخرين. وحوّل الشاب احدى الغرف في بيته الى قاعة ملكوت، وبُعيد ذلك تشكلت جماعة.
في سنة ١٩٧٧ كان بعض الفاتحين الخصوصيين الذين يشهدون في البلدات الصغيرة والمناطق الريفية في وسط البلد يستخدمون مقطورة سكن. وروى احد الفاتحين، جائير پايڤا فرّيرا، الذي هو الآن احد اعضاء عائلتنا في البتل، قائلا: «كنا نوقف المقطورة في بلدة كبيرة في وسط المنطقة ثم نذهب من هناك بالسيارة للشهادة. كنا نستيقظ باكرا، وبعد تناول فطور مغذٍّ، كنا نصل الى المقاطعة عند الساعة ٠٠:٨ صباحا.
وبعد العمل طوال النهار، كنا نبحث عن مكان قرب نهر، نستحم، ثم نتناول طعام العشاء. كنا ننام في السيارة، ولا يقاطع نومنا إلّا صوت الريح وصرير الجداجد. وكان ممتعا جدا ان نستيقظ ونراقب طيور الببَّغاء والمَقْو الطائرة بقربنا. وبالنسبة الى الناس في المقاطعة، كان مبهجا للقلب ان نلمس عطشهم الى الحق. فقد حصل البعض على نسخة من كلِّ كتاب كان في حوزتنا. وذات يوم وزعت ٤٨ كتابا، وفي شهر واحد قمت بـ ١٠٩ زيارات مكررة، ولكنني لم استطع ان اتصل من جديد بجميع المهتمين. بوشر بدروس عديدة، وعلى الرغم من ان اشخاصا كثيرين كانت لديهم صعوبة في القراءة، فقد اتى عدد لا بأس به الى الحق.»الزواج — مكرّم امام اللّٰه والناس
فضلا عن الافتقار الى المبادئ الاولية للقراءة والكتابة، كان الوضع الزوجي العائق الآخر الذي منع كثيرين من جعل الحق خاصتهم. فلم يكن بإمكان البعض ان يدفعوا نفقة مراسم الزواج المدني وكذلك الزواج الديني، فاختاروا الاخير، وهذا لم تكن له اية قيمة شرعية. وطبعا، عندما يدرس مثل هؤلاء الاشخاص الكتاب المقدس، يصيرون مدركين للحاجة الى جعل اتحاد زواجهم شرعيا. — عبرانيين ١٣:٤، ١٨.
كانت هنالك سيدة تواجه هذا الوضع في اوبرلانديا، ميناس جيراس. فقد كانت «متزوجة» وفق المراسم الكاثوليكية منذ سبع سنين، ولم يرَ شريكها اية حاجة الى جعل اتحادهما شرعيا. فماذا كانت ستفعل؟ فيما كانت تتقدّم في فهم الكتاب المقدس، اخبرته انه ان لم يجعل اتحادهما شرعيا فستكون مضطرة الى تركه، رغم عدم رغبتها في ذلك. وإذ ادرك انها جادَّة في المسألة، وافق اخيرا. وبعد زواجهما اعتمدت فورا.
حتى سنة ١٩٧٧ لم يكن هنالك ايّ تدبير للطلاق في البرازيل. فأيّ شخص كان متزوجا ثم ترك رفيق زواجه ودخل في علاقة مع رفيق اعمال ١٧:٣٠؛ رومية ٣:٢٥) وفي وقت من الاوقات كان هنالك عدد لا بأس به من مثل هذه البيانات في ملفات الجمعية.
آخر لم تكن لديه اية طريقة لجعل اتحاده الحالي شرعيا. حتى انه كان للبعض حفداء من اتحادهم الثاني. وانسجاما مع مثال يهوه نفسه لمغفرة الخطايا السالفة بسبب الجهل، سمحت الهيئة الحاكمة لتلاميذ الكتاب المقدس الذين يواجهون وضعا كهذا بأن يعتمدوا اذا وقّعوا بيانا بنذر الامانة لرفيق زواجهم ووعدوا بجعل اتحادهم شرعيا حالما يصير ذلك ممكنا. (شملت احدى القضايا امًّا لـ ١٣ ولدا. فقد درست الكتاب المقدس مدة ثماني سنوات لكنها لم تتمكن من جعل زواجها شرعيا. ثم وقّعت بيانا وجرى قبولها للمعمودية. وعندما علم اولادها بما كان مشمولا في اهليتها للمعمودية، درس ثمانية منهم ايضا الكتاب المقدس، وفي ما بعد اعتمد خمسة منهم وابتدأ الآخرون يحضرون الاجتماعات.
وأخيرا سُنَّ قانون الطلاق، ومع انه اشترط ان تكون هنالك فترة انتظار تدوم ثلاث سنوات من وقت الانفصال الشرعي حتى الطلاق، فقد كان من الممكن حلّ معظم قضايا الذين وقّعوا البيانات. وفي سنة ١٩٨٨ خفضت الحكومة فترة الانتظار الى سنة واحدة.
تعليم دراسي خصوصي للخدمة
في سنة ١٩٧٨ مُنح انتباه خصوصي لتدريب شيوخ الجماعات. منذ سنة ١٩٥٩ كانت مدرسة خدمة الملكوت تزوِّد تدريبا خصوصيا للذين عُيِّنوا ليكونوا نظارا. ولكن في سنة ١٩٧٨ دُعي جميع الشيوخ في البرازيل، سواء حضروا المدرسة سابقا او لا، الى الاستفادة من برنامج تعليم خصوصي لمدة يومين. وخلال تلك الفترة ناقشوا من الكتاب المقدس كيفية التحسُّن كرعاة ومعلمين للرعية، والطرائق التي بها يأخذون القيادة في العمل التبشيري، وكيفية ابقاء الجماعات طاهرة روحيا وأدبيا، وكذلك كيفية العمل معا كهيئات شيوخ. حضر نحو ٠٠٠,٧
شيخ. ومنذ ذلك الحين تعقد دوريا دورات دراسية اضافية في مدرسة خدمة الملكوت.لم يُغفَل عن الخدام المساعدين. فقد نُظِّمت لهم ايضا صفوف لمدرسة خدمة الملكوت في البرازيل، ابتداء من سنة ١٩٨٥. ومنذ سنة ١٩٨٨ صار ممكنا استخدام قاعات المحافل بالاضافة الى قاعات الملكوت للمدرسة، مما مكَّن اعدادا كبيرة من الشيوخ والخدام المساعدين من حضور المقرر معا. وحضر المقرر الاخير، في سنة ١٩٩٥، ٠٩٢,٢٢ شيخا و ٥٤٤,٢٧ خادما مساعدا. فيا لهم من هيئة رائعة من الرجال المستعدين والمؤهلين حسب الاسفار المقدسة لأن يؤتمنوا على المسؤولية في الجماعات!
ولكن ابتدأت مدرسة اخرى تعمل في البرازيل في سنة ١٩٧٨ — مدرسة خدمة الفتح. عُقد الصف الاول، مدة اسبوعين، في فورتاليزا، سييرا. وهدف هذه المدرسة هو تقوية علاقة الفاتحين بيهوه، مساعدتهم على اتِّباع خطى يسوع المسيح بشكل اكمل، وتحسين فعَّاليتهم في الخدمة.
تظهر سجلات الجمعية انه خلال السنين الـ ١٨ الماضية، عُقد ٦٥٠,١ صفا في البرازيل واستفاد ٦٤٩,٣٩ فاتحا قانونيا من هذا التدبير البديع. وفي سنة ١٩٩٤ وحدها، في محاولة لمساعدة الفاتحين في كل انحاء البلد، عُقد ١٨٧ صفا في ١٠٧ مدن وبلدات مختلفة.
والجهد الذي بذله بعض الفاتحين لحضور المدرسة كان جديرا بالملاحظة. فكانت اخت لها زوج غير مؤمن تستيقظ الساعة ٠٠:٥ صباحا كل يوم لتعتني بواجباتها المنزلية قبل ان تذهب الى الصف، ثم تغادر فورا بعد الصف لترافق اولادها اثناء عودتهم من المدرسة. وأرادت اخت اخرى ان تغيِّر اوقات عطلتها لتحضر المدرسة. فلم يوافق
مستخدِمها على ذلك، لكنها استمرت في محاولة اقناعه. وكان الجواب دائما نفسه: «هذا مستحيل!» وأخيرا، بعد الصلاة الى يهوه، اخبرت مستخدِمها انها ستتوقف عن عملها. ولماذا؟ لقد كانت مصممة على حضور تلك المدرسة. فوافق اخيرا على تغيير اوقات عطلتها متأثرا بإخلاصها.قال پاولو أزِڤيدو، احد اساتذة الصف الاول، في مقابلة: «ان مدرسة خدمة الفتح تساعد الفاتحين على رؤية مقاطعتهم من وجهة نظر جديدة بالتشديد على الحاجة الى اظهار الاهتمام الشخصي بصاحب البيت، آخذين بعين الاعتبار مشاكله، ظروفه، مفاهيمه، ومعتقداته. والفاتحون الذين يبقون ذلك نصب اعينهم يوافقون على ان ذلك اشبه بالعمل في مقاطعة جديدة.»
مرسلون الى البرازيل
قام المرسلون بخدمة لا تقدّر بثمن في تأسيس بنية تنظيمية راسخة. والمرسلان الاولان، المتخرجان من الصف الاول لمدرسة جلعاد، وصلا الى البرازيل سنة ١٩٤٥. وبحلول سنة ١٩٦٧ ازداد عدد المتخرجين من جلعاد حتى بلغ ٧٦، وفي سنة ١٩٧٤ بلغ ذروة من ١١٧. وقد خدم البعض عقودا في العمل الدائري والكوري، مثل ريتشارد وروث ڤوتكي وإريك وكريستينا بريتن. وعلى مرّ السنين خدم هنا نحو ٢٥٠ مرسلا من ١١ بلدا.
يظهر الناس في البرازيل عموما احتراما للاجانب. إلّا ان التكيُّف مع بلد جديد، بمناخ، طعام، لغة، وعادات مختلفة، هو امر يتطلب التصميم وروح الفكاهة. تذكرت سيلڤيا ڠوستاڤسون، وهي مرسلة من السويد، قائلة: «ان الزيارة المكررة الاولى التي قمنا بها زوجي، اوستن، وأنا في البرازيل كانت لزوجين في بيلو أوريزونتي، ميناس جيراس. وبعد التحدث اليهما مدة ساعة تقريبا، قلنا انه يجب ان نغادر. فكان جوابهما، ‹الوقت مبكر، ابقيا قليلا!› فجلسنا من جديد وتابعنا الزيارة معتقدين انهما مهتمان حقا. وبعد نصف ساعة كررنا انه يجب ان نغادر. فعادا وكررا، ‹الوقت مبكر، ابقيا قليلا!› حدث ذلك ثلاث مرات، وأخيرا غادرنا عند منتصف الليل تقريبا! وتكرر هذا الحدث المثير في الزيارات اللاحقة حتى علمنا ان العبارة، ‹الوقت مبكر. ابقيا قليلا!› كانت مجرد طريقة لطيفة للتعبير عن التقدير للزيارة، دون ان تعني بالضرورة ان الشخص يجب ان يبقى مدة اطول. ولسعادتنا، كان اهتمام الزوجين بالحق حقيقيا!»
مرسلون من البرازيل الى بلدان اخرى
كم سرّنا ان نعرف انه في سنة ١٩٨٢ دُعي اخوة من البرازيل الى الخدمة كمرسلين في بلدان اخرى نتيجة المساعدة التي نالوها من
المرسلين الذين اتوا الى البرازيل! وبحلول نهاية السنة كان قد عُيِّن ثلاثة ازواج في بوليڤيا، ومنذ ذلك الحين، دُعي ٩٠ اخا وأختا من البرازيل الى الخدمة كمرسلين في أنڠولا، بوليڤيا، پاراڠواي، وموزمبيق.وبعض هؤلاء المرسلين البرازيليين ساعدهم مرسلون آخرون على تعلُّم الحق. تلك كانت الحال مع اتيلا كارنايرو، من بليم. فقد خيّب الدين امله. وعندما التقى المرسلة دلفينا منڠويّا، اظهر اهتماما بالحق وابتدأ يتسلم منها المجلات قانونيا. وبعد مدة رتبت ان يدرس الكتاب المقدس ثلاث مرات في الاسبوع مع اخ مرسل. وبعد درسه الثاني ابتدأ اتيلا يخبر الآخرين بما كان يتعلمه، وحتى قبل معموديته، كان يعقد
ثلاثة دروس في الكتاب المقدس! وبعد المعمودية خدم كفاتح قانوني ثم كفاتح خصوصي. والآن هو وزوجته مرسلان في موزمبيق.بنجامين سيلڤا وزوجته إيولاندا، هما ايضا من المرسلين البرازيليين الذين يخدمون في موزمبيق. وطوال سنوات كانا فاتحين في شمالي البرازيل. وكانا يوفِّقان بين مسؤوليتين كبيرتين — الخدمة كفاتحين وتربية ابنة. وعندما تزوجت ابنتهما، مارتا، كان الوالدان مستعدين للخدمة كمرسلين. وما زالت مارتا تخدم كفاتحة، وبركة يهوه ظاهرة على هؤلاء الثلاثة جميعا.
فيضانات في الجنوب
منذ القرن الاول كان المسيحيون يقدمون المساعدة المادية لاخوتهم في الاوقات العصيبة. (اعمال ١١:٢٩، ٣٠) وقد اجتاحت الولايات الجنوبية، پارانا وسانتا كاتارينا وريو ڠراندي دو سول فيضانات غامرة في سنة ١٩٨٣. ففي بلومِناو، سانتا كاتارينا، ارتفع منسوب مياه نهر ايتاجا-أَسو ١٦ مترا (٥٢ قدما) فوق منسوبه الطبيعي، غامرا فعليا المدينة بكاملها. وانسجاما مع المثال الذي رسمه مسيحيو القرن الاول، ساهم الشهود في اماكن اخرى في ارسال مؤن الاغاثة — ٤٣ طنا من الطعام و ٤١ طنا من الملابس.
رسم جواون ڤيسنتين كارير مثالا للرغبة في المساعدة، وهو شيخ في كامپو ڠراندي في ولاية ماتو ڠروسّو دو سول، التي تبعد ٤٠٠,١ كيلومتر (٨٧٠ ميلا). فعندما شاهد تقريرا تلفزيونيا عن الفيضان اتصل هاتفيا بمكتب الجمعية وسأل كيف يمكنه المساعدة. فجمع مع شيوخ آخرين ثلاثة اطنان من الطعام، الملابس، الاحذية، والادوية التي زوّدتها الجماعات في المدينة. وفي اليوم نفسه انطلق مع ابنه الى بلومِناو حاملَين مواد الاغاثة.
ولويز بوڠنر، شيخ في بلومِناو اشترك في توزيع المواد المرسلة اليهم، كتب يقول: «بمساعدة الاخوة هيأنا مركبا بإضافة الدواليب اليه ليتمكن
من السير في المياه او فوق النتوءات الصغيرة التي برزت في النهر. ثم ابتدأنا بالبحث عن الاخوة المنعزلين. وفي بعض الاماكن، بسبب ارتفاع المياه، اضطررنا الى قطع الاسلاك الكهربائية للمرور. ورافقني ابناي البالغان من العمر ١٠ و ١٢ سنة. وكانا يجيدان السباحة. وقد علمت ايضا ان المراكب التي فيها اولاد لا يخافها الناس.»وفي احد البيوت وجدوا ١٦ شخصا معزولين منذ عشرة ايام ومؤونة طعامهم قد نفدت. وقبل وصول المركب، لدى تأملهم في الآية اليومية، علّق احد الاخوة ان يهوه سيزودهم بحاجاتهم في وقته المعيَّن. وهذا ما حدث تماما. وفي بيت آخر كان هنالك ٢٢ شخصا محجوزون في الطابق الاعلى والعليّة لمدة اسبوع. وعندما سمعوا صوت المركب يقترب، ظنوا لأول وهلة انهم لصوص؛ لكنهم سمعوا بعدئذ شخصا ينادي: «ايها الاخ ڤالتر جرمر!» لقد كان هؤلاء اخوة آتين بالمعونة. تتذكر جانيس داڤي، التي كانت في ذلك البيت والتي هي الآن عضو من عائلة البتل في البرازيل قائلة: «تلك كانت شهادة جيدة للجيران الذين لم يكونوا من الشهود.» وما جرى تزويده كان اكثر بكثير من حاجاتهم ليوم او اثنين. قالت: «كان لنا طعام كثير بحيث ان اشهرا عديدة مضت دون ان نضطر الى شراء شيء من الطعام سوى السريع الفساد.»
روح الفتح المعدية
على الرغم من ان شهود يهوه يساعدون بعضهم بعضا ماديا عندما تنشأ حالات طارئة، فإن نشاطهم الرئيسي هو الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه. وهم يعرفون انه وحده سيحلّ الى الابد مشاكل الجنس البشري التي لا تحصى. لقد ارسل مكتب الجمعية رسالة في سنة ١٩٨٤ الى كل ناشر معتمد في البرازيل مشدِّدا على هذا العمل. استُهلت بما يلي: «نكتب في هذا الوقت لندعوكم الى الاشتراك في خدمة الفتح الاضافي
في نيسان.» كان ذلك سيعني تخصيص ٦٠ ساعة على الاقل في الشهر لإخبار جيرانهم عن حق الكتاب المقدس. فهل جرت تلبية الدعوة؟ كانت الذروة السابقة للفاتحين الاضافيين ٠٠٠,٨ في نيسان ١٩٨٣، ولكن تلبيةً لهذه الدعوة اشترك اكثر من ٠٠٠,٣٣ — ٢١ في المئة من مجموع عدد الناشرين! وكم كان شهرا رائعا من الخدمة الثيوقراطية!كان الجهد الدؤوب مطلوبا. فقد رتّب شاهد يعمل كسائق شاحنة وآخر يعمل في بناء الآجرّ ليكونا في خدمة الحقل قانونيا من الساعة ٣٠:٦ مساء الى الساعة ٣٠:٨ مساء، بعد الانتهاء من عملهما الدنيوي. وإحدى الاخوات التي كانت تعمل كخياطة في البيت كانت تستيقظ باكرا للاعتناء بعملها قبل الخروج في خدمة الحقل. وثمة امّ لثمانية اولاد — كان اكبرهم بعمر ١٢ سنة وأصغرهم بعمر ٥ اشهر — ساعدتها عائلتها، فكان الاولاد الاكبر سنا يعتنون بالاصغر، وزوجها يعدّ وجبة الغداء. ومن الناشرين الـ ١٢ في احدى الجماعات خدم ٥ كفاتحين اضافيين. وكان بينهم رأسان لعائلتين، للاولى ١٠ اولاد وللاخرى ١٤ ولدا. وكلاهما يسكنان على بعد خمسة عشر كيلومترا (١٠ اميال) من المدينة. فكانا يسافران الى المدينة مرتين في الاسبوع للاشتراك في خدمة الحقل طوال تسع ساعات في اليوم. وثمة اخت اخرى، عاجزة عن المشي، كانت تجلس على كرسي على الرصيف امام منزلها، حيث كانت تكلِّم المارّة.
وكثيرون من الذين خدموا كفاتحين اضافيين خلال ذلك الشهر قدّموا طلبات لخدمة الفتح القانوني اذ تذوقوا فرح هذه الخدمة. (مزمور ٣٤:٨) ففي نيسان ١٩٨٤ كان هنالك ٥٠٠,٣ فاتح قانوني على اللائحة. وبعد ستة اشهر كان هنالك ٢٠٠,٤، وبعد سنة صار الرقم ٤٠٠,٥. أما الآن فهنالك اكثر من ٥٠٠,٢٢ فاتح قانوني في البلد. ويا للفرح الذي يتمتعون به وهم يشتركون كاملا في اهمّ عمل يجري على الارض اليوم!
اصدار المطبوعات في آنٍ واحد
قبل سنة ١٩٨٤، لم تكن مواد مجلاتنا بالپرتغالية تصدر الا بعد ستة اشهر من صدورها بالانكليزية. أما في تلك السنة فقد رُكِّبت في البرازيل مطبعتا أوفسِت دوَّارتان بالاضافة الى الـ MEPS (نظام التنضيد التصويري الالكتروني المتعدِّد اللغات، الذي طوَّره الاخوة في المركز الرئيسي العالمي في نيويورك). فكانت المواد المترجمة تُدخَل مباشرة في الكمپيوتر، وكانت برامج الـ MEPS تسرع كثيرا بعملية تصميم الصفحات. وقد دُرِّب پول بوير، أيريخ كاتْنِر وفرانتس شرادل في نيويورك على تشغيل الـ MEPS وصيانته. وهكذا في سنة ١٩٨٤، ابتدأت المواد الصادرة بالانكليزية تُطبَع في آنٍ واحد بالپرتغالية.
كان الاخوة في الولايات المتحدة قد تبرَّعوا بمطبعتي الأوفست الدوَّارتين، اللتين تستطيع كل منهما ان تطبع ٠٠٠,٣٢ مجلة في الساعة. وأشرف هاري جونسون، من عائلة البتل في بروكلين، على التركيب.
فكانت النتيجة الاولى اصدار المطبوعات في آنٍ واحد. وبُعيد ذلك جرت الطباعة بأربعة الوان وعلى ورق من نوعية افضل. كانت النتائج ممتازة! فلم يصل قط في شهر واحد مثل هذا العدد الكبير من الاشتراكات — ٠٠٠,٥٠ في حزيران ١٩٨٧. وازداد عدد الاشتراكات باطّراد، بالغا ذروة من ٢٣٨,٨٧ في نيسان ١٩٩٤. ونطبع شهريا الآن ما معدله ٠٠٠,٥٠٠,٣ مجلة بالپرتغالية والاسپانية.المحافظون على الاستقامة يجتمعون بأعداد قياسية
كان الحدث البارز الآخر سنة ١٩٨٥ استخدام اكبر مدرَّجين في البرازيل في آنٍ واحد — مدرَّج مورومبي في سان پاولو ومدرَّج ماراكانا في ريو دي جانيرو — لمحافلنا «المحافظون على الاستقامة» الكورية. وحضر هذه المحافل التي عُقدت من ٢٣-٢٥ آب ١٩٨٥، مندوبون من ١١ بلدا. وكان حاضرا ايضا اثنان من اعضاء الهيئة الحاكمة، جون بار ولايمن سوينڠل.
والمحاضرة العامة «اوقات اللّٰه وأزمنته — الى ماذا تشير؟» القاها جون كوشنير امام حضور من ٩٤١,١٦٢ في سان پاولو وأوڠوستو ماشادو امام حضور من ٤١٠,٨٦ في ريو دي جانيرو — ما مجموعه نحو ٠٠٠,٢٥٠ شخص! وهذا العدد كان تقريبا كعدد الحضور في نيويورك سنة ١٩٥٨ عندما اجتمع مندوبون من ١٢٣ بلدا في آنٍ واحد في مدرَّجين هناك. لكنّ ذلك لم يكن المدى الكامل لمحافل سنة ١٩٨٥ في البرازيل.
فبالإضافة الى هذين المحفلين الامميين عُقد ٢٣ محفلا آخر في مختلف انحاء البلد، بلغ فيها مجموع الحضور ٠٠٠,١٤٤ واعتمد ١٩٢,١. وكان بين المعتمدين سيدة من سان ليوپولدو، ريو ڠراندي دو سول، كانت قد فقدت مؤخرا ولدا في حادث والتفتت نتيجة لذلك الى الارواحية. لكنها قرأت كراسة الارواح غير المنظورة — هل تساعدنا؟ ام تؤذينا؟ وتأثرت جدا بما قرأته حتى انها راحت تبحث عن قاعة الملكوت المحلية.
وهناك قبلت عرضا لدرس في الكتاب المقدس وتقدَّمت بسرعة الى حد المعمودية. وهي اليوم تخدم يهوه مع زوجها، وحفيدتها.‹الاجتماع معا› رغم المسافة
ان اخوتنا وأخواتنا المسيحيين في البرازيل يقدّرون حقا مشورة الكتاب المقدس ان لا يتركوا اجتماعهم، وبالاكثر على قدر ما يرون يوم يهوه يقرب. (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) ويتطلب ذلك احيانا جهدا كبيرا من جهتهم. فأحد الاخوة في جماعة فازِندا تاكواري، باهييا، على الرغم من انه اعرج وعمره ٧٠ سنة، يمشي ثمانية كيلومترات (٥ اميال) لكي يصل الى قاعة الملكوت. والاخوة في جماعة اوليندينا، باهييا، يمشون ستة عشر كيلومترا (١٠ اميال) حاملين كيسا پلاستيكيا يحتوي على ملابس لكي يتمكنوا من تغيير الثياب التي تبتلّ عند عبورهم النهر. وفي پارا تسير عائلات عديدة ستة كيلومترات (٤ اميال) في غابة حيث يرون غالبا آثار اقدام الجكوار. وكذلك، في جماعة ريپوزو دو امَتاري، أمازوناس، تمشي عائلتان، مؤلفتان من ١٥ شخصا، في دغل ويتقدمهم راشد يضرب بعنف الاشجار والارض بعصا لابعاد الافاعي.
وكانت اخت حبلى، معها طفل على ذراعيها، تمشي ستة عشر كيلومترا (١٠ اميال) الى قاعة الملكوت في بلدة أشيشا الصغيرة، في توكانتينز، عندما لا تتمكن من الركوب في شاحنة. ولكي تأخذ احدى الاخوات في باهييا اولادها الصغار معها الى قاعة الملكوت كانت تضعهم في سلتين كبيرتين، تتدليان من على جانبَي حمار تقوده.
وأثناء احد المحافل الدائرية في كروزيرو دو سول، اكراي، حضر ٣٧ شخصا من جماعة ريو بادايجو، أمازوناس، على الرغم من ان الجماعة كانت تذكر في تقريرها ٩ ناشرين فقط. ومشى ذلك الفريق ثماني ساعات لكي يحضروا. وكان بينهم اخت معها ثمانية اولاد، اصغرهم عمره خمس سنوات. وسافر ايضا عشرة اخوة ١٠٠ كيلومتر (٦٢ ميلا) على الدراجات
ليحضروا محفلهم في فلوريانو، پياوي. وهم شاكرون حقا على التدابير الروحية التي يزوِّدها يهوه.رعاة الرعية المضحّون بالذات
ان الازدياد السريع في عدد الناشرين أنشأ الحاجة الى مزيد من الرعاة الروحيين للاعتناء برعية اللّٰه. (اعمال ٢٠:٢٨؛ ١ بطرس ٥:٢) ولم تكن هنالك حاجة فقط الى شيوخ يعتنون بكل جماعة على حدة بل ايضا الى نظار اكفاء يمكنهم ان يرتّبوا للسفر بغية تزويد الاشراف الحبي للدوائر والكوَر. ويبذل عدد من الاخوة انفسهم كنظار جائلين منذ اكثر من ٣٠ سنة. وكمعدل، تتشكل سنويا اثنتا عشرة دائرة جديدة، وهنالك الآن ٣٢٦ ناظر دائرة و ٢١ ناظر كورة في الحقل البرازيلي. ويعرب هؤلاء الاخوة عن روح بديعة باستعدادهم للخدمة في ايّ مكان، مهما كانت الظروف.
ماذا يمكن ان يشمل ذلك؟ لقد ترك البعض وراءهم بيوتا مريحة، وهم الآن يقبلون بسرور السكن مع اخوتنا في مختلف الظروف. وبما ان المناخ مداري، فقد كانوا مضطرين الى مواجهة مشكلة البعوض والحشرات الاخرى. وبسبب الحرّ ينام البعض في اراجيح شبكية عوضا عن الاسرّة. وهنالك بيوت لها سقف انما دون جدران. وفي المناطق المنعزلة، يمكن التنقل بالمركب، على صهوة الجواد، في باصات بحالة سيئة، او سيرا على الاقدام.
كتب جوزيه ڤرتِماتي، الذي خدم في سبعينات الـ ١٩٠٠ كناظر دائرة في مارانياو، قائلا: «بغية الوصول الى الجماعات في سيتيو سياراي ڠيماراينس، كان علينا زوجتي، مازولينا، وأنا ان نسافر ساعتين بالمركب ثم ننتظر اية وسيلة نقل لأنه لم تكن هنالك باصات. ذهبنا مرات عديدة بالشاحنة، مازولينا في الداخل، وأنا في مؤخرة الشاحنة فوق الحمولة، التي شملت الخنازير، الدجاج، والماعز او اكياس الدقيق، الارزّ، والحبوب.
وعندما كانت الشاحنة تنغرز في الوحل، كان علينا ان نخرج وندفع. وإذا سار كل شيء على ما يرام، كان هذا الجزء من الرحلة يستغرق نحو خمس ساعات. ثم كنا نسير اربع ساعات اخرى للوصول الى قاعة الملكوت.» وكان الشهود المحليون يقدِّرون هذه الزيارات للغاية.ولحضور الاجتماعات في قاعة الملكوت في ڠيماراينس، كان على بعض الاخوة ان يسيروا نحو ٣٠ كيلومترا (٢٠ ميلا) اسبوعيا، ويستغرق ذلك خمس او ست ساعات. وخلال زيارة ناظر الدائرة، كانوا يمكثون بالبلدة الاسبوع بكامله بغية الاستفادة كاملا من زيارته.
هنالك دوائر تغطي مساحات واسعة لكنها قليلة السكان. على سبيل المثال، خلال ثمانينات الـ ١٩٠٠، شملت احدى الدوائر ولايات اكراي، روندونيا، وأجزاء من ماتو ڠروسّو وأمازوناس، مساحة تعادل مساحة اسپانيا. وفيما كان ادِنير ألمايدا في تلك الدائرة زار جماعة لابرِيا، أمازوناس، وهي بلدة عانى فيها العديد من الناس مرض هانسن، او الجُذام. ولكي يصل الى هناك، سافر اربع ساعات بالباص، بات طوال الليل في فندق، وفي الصباح انطلق مع ثمانية ركاب آخرين على ظهر شاحنة تحمل قناني من المشروبات الكحولية. وبعد عدة ساعات من السفر في الحرّ، كانوا جميعا في غاية العطش. والسائل الوحيد المتوفر كان ذاك الموجود في تلك القناني. ويعترف الاخ ألمايدا انه في تلك الظروف كان من الصعب مقاومة عرض الآخرين للاشتراك في القناني التي سرقوها من الحمولة. وبعد السفر مدة عشر ساعات تحت اشعة الشمس المحرقة، مع كثير من الغبار ثم المطر، وصلوا اخيرا الى لابرِيا. وهناك كانت الجماعة بكاملها موجودة لملاقاته — فاتحان خصوصيان وناشران غير معتمدين! ويوم الاحد سرّ بأن يعمِّد الناشرَين.
أما ڤلاديمير ألِكساندرَك، وهو اخ عازب خدم كناظر جائل ما يقارب الـ ٣٠ سنة، فقد شمل مكان اقامته السجن المحلي. كان ذلك سنة ١٩٧٢، وكان يزور ناشرة في منطقة منعزلة زوجها غير مؤمن. كانت
البلدة صغيرة، ولم يكن هنالك فندق، فرتّب ناظر الدائرة ان ينام في السجن. يتذكر ضاحكا: «ظن الجميع اني رئيس الشرطة الجديد، لأنهم كانوا يرونني ادخل وأخرج من السجن متى شئت، ومرتديا بدلة وربطة عنق. في البداية كنت النزيل الوحيد، ولكن في اليوم التالي صرت برفقة رجل كان قد سرق خنزيرا. فتمكنتُ من تقديم الشهادة له.»يعترف هؤلاء النظار المضحون بالذات دون تردُّد ان المحبة الحارة والغيرة الاصيلة التي يظهرها اخوتنا تعوِّض عن ايّ انزعاج او عدم تمكن من الانفراد بالنفس.
التوجه غربا
خلال ثمانينات الـ ١٩٠٠ اصغت عائلات عديدة من الجنوب الى الدعوة الى الذهاب غربا. فانتقلوا الى غربي البرازيل، وخصوصا الى روندونيا، بحثا عن ارض صالحة للزراعة. فقد عرضتها الحكومة مجانا. والطرقات التي يبلغ طولها نحو ٣٥ كيلومترا (٢٢ ميلا)، والمدعوة خطوطا، شُقَّت في الغابة، والارض على جانبي هذه «الخطوط» فُتحت امام المستوطنين. فزوَّد ذلك مقاطعة ممتازة للشهادة!
في پيمِنتا بواينو، روندونيا، بنى حلاق ينتمي الى ديانة انجيلية كنيسة. لكنه صار منزعجا عندما لاحظ المخاصمات بين قسوس دينه، لأن كل واحد يريد ان يُعيَّن في الكنيسة التي يُجمع فيها مال اكثر. ولم يصغِ قط الى الشهود. ولكن ذات يوم فيما كان يراقب فاتحَين خصوصيين يخدمان على طول الشارع، وسعيدين جدا كما يتضح، تساءل: ‹ان كان الحق لديَّ، فلماذا انا منزعج جدا؟ وإن كانوا هم «الانبياء الكذبة،» فلماذا هم سعداء جدا؟› زار الفاتحَين — مساء، لكي لا يراه الآخرون — وقبِل درسا في الكتاب المقدس. وإذ تأثر بما كان يتعلَّمه، دعا الفاتحَين، جوناس وروبسون باربوسا دي سوزا، الى الكرازة لأعضاء كنيسته الـ ٣٠. فقبِل كثيرون الحق، وبعد مدة أُغلقت الكنيسة. وبُعيد ذلك أُغلقت ايضا
الكنيسة الكاثوليكية في تلك المنطقة، لأن الرجل الذي كان يقوم بالخدمات، صار هو وعائلته ايضا شهودا ليهوه.وأثناء زيارة ناظر الدائرة الاولى لتلك الجماعة، كان هنالك ٤٩ ناشرا، وحضر ٢٨٠ شخصا المحاضرة العامة. كانت المقاطعة صغيرة، وفي غضون وقت قصير، كان جميع السكان إما من الشهود او يدرسون معهم. لذلك كان على الناشرين ان يذهبوا بالشاحنة الى المستوطنات المجاورة للكرازة. واستخدموا ايضا الشاحنة (مع غطاء واق من الخيش) للسفر الى المحافل في اقرب مدينة، پورتو ڤيليو، التي تبعد ٦٠٠ كيلومتر (٣٧٠ ميلا).
منطقة الأمازون
تثير الشهادة في منطقة الأمازون تحديات خصوصية، لكنّ الحاجات الروحية للناس الساكنين هناك لا تُهمَل. وهذه منطقة اوسع من منطقة اوروپا الغربية. والجزء البرازيلي من الغابة يحتلّ نصف البلد بكامله تقريبا، لكنّ عدد سكانه ٠٠٠,٠٠٠,٩ فقط — نحو ٦ في المئة من عدد سكان البرازيل. وبعض اجزاء الانهر في هذه المنطقة هي كبحار حقا. مثلا، يبلغ عرض نهر نيڠرو، احد روافد نهر الأمازون الرئيسية ١٨ كيلومترا (١١ ميلا) قرب ماناوس، عاصمة الولاية، ويبلغ عرض مصب القناة الرئيسية لدلتا نهر الأمازون ٥٠ كيلومترا (٣١ ميلا). وُيعتبر الأمازون اطول نهر في العالم.
وفي هذه المنطقة ليس غريبا ان يسافر المرء اياما عديدة بالمركب للانتقال من مدينة الى اخرى. كتب فاتحان خصوصيان عُيِّنا في ايرونِپي، أمازوناس، بلدة يبلغ عدد سكانها ٠٠٠,٢٠: «استغرقت رحلة تعييننا ١٣ يوما بالمركب. فاعتبرنا المركب جزءا من مقاطعتنا. وفي المركب، وزَّعنا مطبوعات عديدة وباشرنا ثمانية دروس في الكتاب المقدس، كنا نعقدها مرتين في اليوم.» وفي امازونيا، هنالك ٢١٣ فاتحا خصوصيا منشغلون بمساعدة الناس على الاستفادة من كلمة اللّٰه.
على متن مراكب الجمعية
منذ سنة ١٩٩١، اصبحت المراكب جزءا من المعدات التي يستخدمها دائما بعض فاتحينا الخصوصيين في الخدمة. وفي تلك السنة زوّدت الجمعية مركبَين لهذا القصد. فهنالك مركب بُواس نوڤاس (بشارة)، الذي يقطع انهر نيڠرو، پوروس، ماديرا، سوليموينش. أما مركب پروكلمادور داس بُواس نوڤاس (المنادي بالبشارة) فيدور حول جزيرة ماراجو — التي هي بحجم هولندا — عند مصب نهر الأمازون.
يُعيَّن خمسة فاتحين خصوصيين لكل مركب. وفيما يكون اربعة من الفاتحين في الخدمة، يبقى فاتح على متن المركب لاعداد وجبات الطعام والقيام بالتنظيفات وكذلك حراسة المركب من السلب. والهدف الرئيسي
هو للوصول الى سكان القرى الصغيرة على ضفاف الانهر والآخرين الذين يسكنون في اكواخ مبنية على دعائم او في بيوت عائمة.«انتري!» (ادخل!) هي كلمة الترحيب التي يسمعها الفاتحون دائما تقريبا وهم يقتربون من البيوت. وتتبع ذلك شهادة تستغرق ٤٠ دقيقة او اكثر. ويبقى الفاتحون نحو شهرين في المستوطنات الاكبر، عاقدين دروسا في الكتاب المقدس مع المهتمين، وغالبا عدة مرات في الاسبوع. وتُعقد الخطابات العامة ودرس برج المراقبة عموما في مدرسة او في بيت خاص. وتعقد اجتماعات اخرى على متن المركب. وإذا اظهر الناس رغبة حقيقية في خدمة يهوه يجري تعيين فاتحين خصوصيين لكي يبقوا وينموا الاهتمام.
وبالقرب من جانُواكا، على بُعد ثلاث ساعات بالمركب من ماناوس، هنالك قاعة محافل مميَّزة بناها الاخوة المحليون. وما من مشكلة هنا في الحصول على غرف للآتين الى المحافل من مكان بعيد. فكثيرون يسكنون في بيوت عائمة، فيقطرون فقط بيتهم بالمركب الى قاعة المحافل، المبنية على جزيرة، ثم «يرسون» بيتهم، وينزلون الى المحفل. وعلى الرغم من ان الجماعات المجاورة لديها اقل من ١٠٠ ناشر، يصل عدد الحضور في المحافل الى ٢٥٠ تقريبا.
مساعدة الهنود على تعلّم الحق
ان الهنود، الذين غالبا ما يعاملهم الناس عموما بقلة احترام، يتأثرون عندما يعاملهم شهود يهوه باحترام. وقد تقدّم عدد منهم روحيا الى درجة المعمودية. — اعمال ١٠:٣٤، ٣٥.
يتذكر أميلتن ڤياييرا، الذي خدم كناظر دائرة في منطقة يسكنها الهنود، اختبارا له معهم. في احد الخطابات اقتبس من لوقا ٢١:٣٤-٣٦، التي تحذّر من ‹الخمار [«الافراط في الاكل،» عج] والسكر.› في البداية ناقش «الافراط في الاكل.» وعندما استصعب حضوره فهمَ ما يعنيه ذلك، اوضحه. فاندهش الهنود ثم بدأوا يضحكون. كانت فكرة الافراط في الاكل سخيفة كليا بالنسبة اليهم. فكان الهنود، كجزء من طريقة حياتهم، يحصرون كل السمك في جانب واحد من النهر لكنهم بعد ذلك يصطادون فقط ما يكفيهم لسد حاجاتهم الحالية لا اكثر. ولكن ماذا عن «السكر»؟
من المؤسف ان الاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية شائع بين السكان الهنود. وإساءة استعمال الكحول شجع عليها اشخاص يشترون لهم المشروبات ويعتبرونها تسلية ان يشاهدوا الطريقة المضحكة التي بها يتصرفون عندما يسكرون. فاستطاع الاخ ڤياييرا ان يوضح انه من السخافة الافراط في الشرب تماما كما انه من السخافة الافراط في الاكل.
في هذه المنطقة يلزم ان يمشي الزائر احيانا في ممرات ضيقة عبر الغابة وأن يتعلم المحافظة على توازنه اثناء السير على جذوع الشجر الموضوعة كجسر فوق مجرى نهر صغير. وتكون هذه الجذوع عموما رطبة وزلقة. يتذكر الاخ ڤياييرا: «لم يكن السير عليها سهلا عليّ، ولم يكن لدى الاخوة المحليين اية مشكلة، ولا الاخوات اللواتي يحملن ايضا الاولاد بين اذرعهن واللواتي حملن امتعتي فيما كنت اجاهد لاحافط على اتزاني، الامر الذي اربكني.»
عون غير متوقع
خلال سبعينات وثمانينات الـ ١٩٠٠ لعبت الخطابات العامة التي شملت عرضا للصور المنزلقة دورا مهما في الكرازة بالبشارة. ففي پاتائيبا، باهييا، هنالك ٥٠٠,١ ساكن فقط وجماعة صغيرة، لكنّ عدد الحضور لعرض الصور المنزلقة كان ٥٧٢,١. فكيف حصل ذلك؟ اوضح موآسير سورز، ناظر الدائرة، قائلا: «بما ان قاعة الملكوت كانت صغيرة اقترحتُ ان يطلب الشيوخ اذنا من رئيس البلدية باستعمال السوق الواقعة في الساحة الرئيسية، مقابل الكنيسة الكاثوليكية. وبإذن منه ازلنا الاكشاك ونصبنا قاعة محاضرات. كان ذلك في ‹اسبوع الآلام،› وكان قد رُتِّب ان ينطلق
زياح كبير من الكنيسة عند الساعة ٦ مساء، وقت ابتداء خطابنا العام. وكان قد دُعي اناس من البلدات المجاورة، وبما انه لم يكن هنالك كاهن يسكن في البلدة، كان سيأتي كاهن من الخارج لقيادة الزياح. لكنّ احدى عجلات سيارة الكاهن كانت مثقوبة، فلم يصل في الوقت المعين. ونتيجة لذلك، معظم الذين اتوا للسير في الزياح حضروا عوض ذلك خطابنا. وبشكل ملائم، كان عنوان الخطاب ‹ردّ كثيرين الى البر في وقت النهاية.›»٠٠٠,٢٠٠ ناشر!
في كانون الثاني ١٩٨٧، تجاوز عدد ناشري الملكوت عتبة الـ ٠٠٠,٢٠٠ في البرازيل، وكانت الزيادة تجري بسرعة. فخلال سنة ١٩٨٨ تشكلت ٣٦٧ جماعة جديدة؛ و ٣٧٠ جماعة اضافية سنة ١٩٨٩ — ما معدله اكثر من جماعة واحدة كل يوم! مزيد من العمال — مزيد من المطبوعات! ولذلك أُرسلت مطبعة دوَّارة ثالثة، يمكنها طبع ٠٠٠,٣٨ مجلة في الساعة، لمساعدتنا. وكان من الضروري ايضا تحديث قسم الشحن ليتمكن من تسليم آلاف طلبات المطبوعات من الجماعات.
وُضعت الخطط لبناء ملحق بالمصنع الموجود، موسِّعا بالتالي منطقة العمل من ٠٠٠,٢٧ متر مربع (٠٠٠,٢٩١ قدم مربعة) الى ٠٠٠,٤٢ متر مربع (٠٠٠,٤٥٢ قدم مربعة). بوشر بالبناء في كانون الاول ١٩٨٨ وقام به فريق بناء من البتل تحت توجيه خبراء من خدام امميين عديدين — جميعهم متطوعون.
العون من خدام من حول العالم
سرّنا ان يكون معنا ٣٥ اخا ماهرا من بلدان اخرى ساهموا في هذا المشروع لتوسيع المصنع، والعمل في بناء المزيد من الابنية السكنية في وقت لاحق. خدم بعض الاخوة والاخوات اسابيع عديدة، وآخرون اشهرا، وقليلون اكثر من ست سنوات. وكان حضورهم مشجعا، بنّاء، وبسبب خبرتهم، كان مثمرا جدا.
كان بعض هؤلاء الخدام من حول العالم شبانا. وآخرون اجدادا. كان اشعياء ٦:٨.»
كيث كولويل وزوجته، راي ايتا، اول الواصلين، في آذار ١٩٨٩، وكانا جدّين. وقد تجاوزا الـ ٥٠ من العمر. يقول كيث: «لم يكن من السهل الابتعاد عن ابنتَينا وصهرَينا، حفدائنا الاربعة، وأمي وأبي. نفكر احيانا ان نذهب الى الموطن ونكون مجرد ‹جدّين،› ولكن ما دام استخدامنا ممكنا ولدينا القوة، يسعدنا ان نقول: ‹هأنذا ارسلني.› —داروين هارلي وزوجته، شيرلي، خدما ايضا في البرازيل ست سنوات تقريبا. وهما ايضا شعرا بالحنين وهما يفكران في اولادهما الاربعة وحفدائهما الثمانية. ومع ذلك كانا مصمِّمَين على وضع يهوه اولا في حياتهما والاستمرار في رسم المثال لأولادهما من هذه الناحية. لذلك عقب زواج ولدهما الاصغر لم يكن لدى داروين وشيرلي اية شكوك في ما ينبغي فعله. فقدما طلبا للخدمة بشكل دائم كخدام من حول العالم. والآن، على الرغم من انهما قد تجاوزا الـ ٦٠ من العمر، يقولان متأثرَين: «نحن شاكران للهيئة الحاكمة على الفرصة لخدمة يهوه بهذه الطريقة الخصوصية.» وسالت مدامع عيون كثيرين عندما اضطرت عائلة البتل في البرازيل الى توديع جميع هؤلاء الخدام الامناء من البلدان الاخرى. وقد عاد بعضهم الى موطنهم، فيما غادر آخرون من اجل تعيينات جديدة.
كاهن يتعلم الحق
ومن اعظم الامور التي فعلها يهوه في البرازيل هو تحرير الناس المتورطين عميقا في الدين الباطل. ففي الباص جلس ذات يوم احد شهود يهوه الى جانب أديمير دي اوليڤيايرا، الذي كان يخدم الكنيسة مدة عشر سنوات ككاهن في الكنيسة الكاثوليكية البرازيلية. فأثير نقاش حول معنى الكلمة «هاوية.» وفي وقت لاحق فكر أديمير مليا في تلك المحادثة، وفيما كان يقرأ مجلاتنا صار الحق واضحا في ذهنه.
وابتدأ في كنيسته يعلّم ان يهوه هو اللّٰه وأنه من الخطإ استعمال
الصور. لكنه ادرك انه لم يكن يمارس ما يكرز به — فما زالت الصور في كنيسته. وفي غضون ذلك، عندما مات ابوه وأمه في فترة عشرة اشهر فقط، بدأ يشعر بأن اللّٰه يعاقبه بسبب التفكير في هجر الكنيسة الكاثوليكية. لكنه ادرك، في مناسبة دفن امه، ان يهوه هو الذي يستطيع ان يقيمها الى الحياة ثانية. وفي سنة ١٩٨٩ ذهب الى اجتماعه الاول في قاعة الملكوت، وهو يحضر قانونيا منذ ذلك الحين. فهجر الكنيسة الكاثوليكية، وفي شهره الاول كناشر للملكوت، سجل في تقريره ٦٠ ساعة ووزع ١٢ نسخة من كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض. وعقب معموديته صار فاتحا قانونيا، وهو يخدم الآن ايضا كشيخ في جوندِيايي، سان پاولو.اجوبة عن اسئلة يطرحها الاحداث
يحتاج الاحداث الى المساعدة ليخدموا يهوه بشكل مقبول. (جامعة ١٢:١) وسلسلة محافل «التعبد التقوي» الكورية، التي عُقدت سنة ١٩٨٩، زودت اداة نافعة لتلك الغاية. كتبت فتاة لها من العمر ١٥ سنة: «في بداية البرنامج أُعلن ان جميع الاحداث من عمر ١٠ الى ١٩ سنة يجب ان يجلسوا معا في مقدمة القاعة. كنا جميعا متحمسين جدا، نتساءل ماذا سيحدث. وعند نهاية البرنامج، بعد خطاب حماسي، اعلن الخطيب ان كل حدث سيتسلم هدية هي كناية عن كتاب بعنوان اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح. كان ذلك مثيرا جدا جدا! اردت ان ابكي، كنت سعيدة جدا. فهذا تماما ما كنا بحاجة اليه. ومنذ ذلك الحين ارجع تكرارا الى الكتاب من اجل المشورة. وبهذه الهدية القيّمة من يهوه، نكون مجهزين جيدا لمواجهة ضغوط هذا النظام.» وقد وُزِّع اكثر من ٠٠٠,٧٠ كتاب على الاخوة والاخوات الاحداث في المحافل الـ ١٠٨ التي عُقدت في البلد.
ويُقدَّر ان نحو ٣٥ في المئة من الذين يحضرون اجتماعات الجماعة في البرازيل هم احداث. ويواجهون يوميا التأثير المفسد للعالم المادي والفاسد ادبيا، وكذلك تحدي تحصيل تعليم دراسي دنيوي مناسب يعدّهم للحياة كراشدين وللحصول في الوقت نفسه على تعليم حيوي من كلمة اللّٰه التي بإمكانها ان تعدّهم للنجاة الى عالمه الجديد البار. وغالبيتهم يواجهون هذا التحدي. ويخدم كثيرون كفاتحين اضافيين حتى اثناء ذهابهم الى المدرسة، ثم ينخرطون في الفتح القانوني حالما يتخرجون. ويعتبر آخرون المدرسة مقاطعتهم الشخصية وينتهزون جميع الفرص للشهادة هناك.
عندما زار احد الشهود في ميناس جيراس مدرسة وتحدث الى احدى المعلِّمات، اوضحت المعلِّمة: «كان في صفي فتاتان، عمرهما ٩ و ١١ سنة. لاحظتُ انهما مختلفتان عن كل التلاميذ الآخرين. ولاحظت انه خلال صلواتنا كانتا تقفان بهدوء مع الآخرين لكنهما لا تكرِّران الصلوات. وحينما سألتهما هل هما لا تعرفان كيف تصليان او لا
تشعران بالارتياح في الصلاة، اخبرتاني ان يهوه اللّٰه لا يسمع الصلوات التكرارية وأنه عندما نصلي كانتا تصليان بصمت. فسألتهما: ‹كيف تصليان؟› اجابتني الكبرى: ‹من فضلك احني رأسك،› ثم صلّت. شكرَتْ يهوه على والديهما، طعامهما، معلِّمتهما، حتى انها صلّت من اجل صحة والدتهما، التي علَّمَتهما الحق من الكتاب المقدس. لم استطع ان احبس دموعي واضطررت ان اركض الى الحمام لابكي.» وفي الزيارة المكررة، علم الناشر ان عائلة الفتاتين قد انتقلت لأنه لم تكن هنالك قاعة ملكوت في البلدة حيث كانت المعلمة تدرِّس. اختتمت المعلِّمة: «افتقدهما كثيرا جدا.»قوة الحق المغيِّرة
يمكن ان يكون لكلمة اللّٰه تأثير قوي مغيِّر في حياة الناس. على سبيل المثال، ان الاشخاص المستعبدين للشياطين يتحررون. وقد صحّ ذلك في شاب في سان پاولو كانت عائلته تمارس الارواحية. فبعمر ١٣ سنة كان مسؤولا عن مركز ارواحي (ماكومبا)، حيث كان يذهب كثيرون من اجل المساعدة على حل جميع انواع المشاكل، المشاكل التي تتعلق بالعائلة، الصحة، الاستخدام، والتودُّد. وبالاضافة الى استعمال مزيج من الاعشاب، شملت الشعائر تقديم ذبائح حيوانية — من الضفادع، الدجاج، والماعز — في المقابر ليلا. وكانت تُستعمَل احيانا عظام بشرية مسروقة من المقابر. وفي سنة ١٩٩٠، عندما كان بعمر ١٩ سنة، التقى للمرة الاولى شهود يهوه. وعندما ادرك ان ما يتعلمه منهم هو الحق، استدعى الوسطاء الارواحيين الـ ١١ الذين كانوا يعملون تحت رئاسته وأوضح ان الكتاب المقدس يرفض الممارسات الارواحية. ولكي يتحرر من هجمات الابالسة، احرق كل امتعته المتعلقة بالارواحية. وبعد خمسة اشهر من درس الكتاب المقدس، صار ناشرا، وفي اول شهر من الكرازة، قدّم تقريرا بـ ١٢ درسا في الكتاب المقدس. (اعمال ١٩:١٩، ٢٠) وكانت غالبية دروسه مع اشخاص في جواره يعرفونه بصفته الماكومبايرو (البارع في الماكومبا). وعقب معموديته خدم كفاتح اضافي، ثم كفاتح قانوني، وفي ما بعد كعضو في عائلة البتل في البرازيل.
وتأثرت عميقا ايضا حياة رجل كان يلعب دورا فعالا سنويا في الكرنڤال مدة ٢٠ سنة. وقد تسلّم جوائز على دوره في حفلات الكرنڤال الراقصة الشهيرة في ريو دي جانيرو. وشمل نمط حياته الاسراف في الشرب، المقامرة، والاتصال بأشخاص يمارسون كل انواع الفساد الادبي. وعندما تعلّم الحق غيَّر طريقة حياته كاملا. وهو الآن خادم مساعد، ويستخدم مواهبه في تزيين المنبر في المحافل.
وثمة شاب آخر في ريو دي جانيرو كان مولعا بلعبة كرة القدم. وكان جزءا من فريق الهتاف الذي نظمه نادٍ يتعرض بوحشية لأعضاء فريق الهتاف الخصم. وكان يذهب الى ملعب كرة القدم مسلحا بمسدس او قنبلة بسيطة الصنع. وفي كل مباراة تقريبا كان يتورط في مشاجرات مع الفريق الخصم ومع الشرطة. لكنّ احد رفقاء الصف السابقين، وهو شاهد، باشر معه درسا في الكتاب المقدس. فأصبح يدرك من هم اصدقاؤه الحقيقيون ومن هو عدوه الاكبر. وسمح لحق الكتاب المقدس بتغيير شخصيته، ومن ثم اعتمد.
وپيدرو، شاب يسكن في سان پاولو، كان متورطا ايضا في نمط حياة عنيف. واشترك في شكل من اشكال فنون القتال يدعى كاپُويرا (اسلوب هجوم عنيف) وكان يحب حمل الاسلحة النارية. وبطوله الذي يتجاوز المترَين (٦ اقدام) وجسمه الرياضي، كان يتورط باستمرار في المشاجرات. لكنه ذات يوم وافق على درس في الكتاب المقدس. وبعد الاصغاء الى محاضرة في الكتاب المقدس في قاعة الملكوت، ادرك انه يلزم ان يصنع تغييرات كبيرة في حياته. فحطم اسلحته
وتقدَّم الى حد المعمودية. وقد ساعد منذ ذلك الحين عشرة من افراد عائلته على الانضمام اليه في خدمة يهوه.هل يمكن ان يساعد الحق شخصا على التغلب على الخجل؟ لقد ساعد سيدة في سان پاولو. فعندما سمعت رسالة الكتاب المقدس للمرة الاولى، أُعجبت بما كانت تتعلمه. ومع ذلك كان حضور الاجتماعات والاشتراك في الكرازة العلنية بالبشارة عقبتين هائلتين بالنسبة اليها. ولماذا؟ بسبب طبيعتها الخجولة وخوفها من معارضة زوجها. لكنها تذكرت آيات مثل متى ١٠:٣٧ ووجدت اخيرا الشجاعة لتشترك في خدمة الحقل. فقد ارادت ان ترضي يهوه، لكنها في احيان كثيرة كانت تبكي، مقاومة الميل الى التوقف والذهاب الى البيت. ولكن اخيرا صارت الشهادة اسهل وممتعة ايضا بالنسبة اليها. ونتيجة مثابرتها تعلَّمت امها، اخوتها الخمسة، وزوجها الحق.
مواجهة التضخم المالي الشديد
كانت احدى المشاكل الرئيسية لثمانينات الـ ١٩٠٠ التضخم المالي الشديد. وعلى الرغم من الخطط الاقتصادية العديدة، استمر التضخم في الازدياد حتى بلغ ٥٨٤,٦ في المئة من ايار ١٩٨٩ الى نيسان ١٩٩٠. وفي بعض الاشهر، ازدادت الاسعار نحو ٣ في المئة في اليوم! وعند نهاية الشهر، كان الشخص يحتاج الى ما يقارب ضعفي المال الذي كان بحاجة اليه في بداية الشهر لشراء السلعة نفسها. وفي محاولة لمعالجة الوضع، جمّدت الحكومة جميع الحسابات المصرفية فترة ١٨ شهرا ابتداء من آذار ١٩٩٠. واضطرت الحكومة اكثر من مرة الى تخفيض قيمة العملة وطبع اوراق نقدية جديدة.
طبعا، لم تكن مشكلة التضخم جديدة، لكنّ ما جرى سنة ١٩٩٠ تجاوز الحد. ولسعادتنا، كان لدينا مخزون كافٍ من الورق وسائر التجهيزات في الفرع للطباعة. واشترينا فقط الاشياء الاساسية وأجّلنا الاخرى.
وقد وافقت عائلة البتل المؤلفة من ٨٠٠ عضو على تدبّر امرهم دون بدَل نفقات شهري مدة من الوقت. وكان من المشجع ايضا ان يتلقى مكتب الفرع مكالمات هاتفية ورسائل من اخوة يقدِّمون تبرعات وقروضا لاستمرار العمل. وبعد عدة اشهر، سمحت الحكومة للهيئات غير القائمة على الربح، كهيئتنا، باستئناف اعمالها الطبيعية. فانتهت الازمة بالنسبة الى الجمعية.وخلال هذه الفترة العصبية بقي الشهود نشاطى في الخدمة. فاستخدموا وقتهم، مالهم، وطاقتهم بحكمة. وأعرب كثيرون عن التقدير الحقيقي للمشورة الالهية ان يطلبوا الملكوت اولا. (متى ٦:٣٣) ونتيجة لذلك كانت هنالك ذرى جديدة في عدد الناشرين، الفاتحين، وتوزيع المطبوعات خلال سنة ١٩٩٠. والزيادة ١١ في المئة في عدد الناشرين في تلك السنة لم يجرِ تخطيها منذ ذلك الحين.
عندما جُمِّدت الحسابات المصرفية كان لدى جماعة فلورستا في جوانڤيلي، سانتا كاتارينا، وديعة تعادل ٠٠٠,١٠٠ دولار اميركي لاستعمالها في بناء قاعة للملكوت. فأجّلوا المشروع، لكنّ التبرعات المتسلمة جعلت من الممكن بناء القاعة الجديدة دون سحب المال الموجود في المصرف. وعندما سُمح اخيرا بسحب الاموال تمكنت الجماعة من شراء قطعة ارض مجاورة لقاعة الملكوت كموقف للسيارات ومساعدة جماعة اخرى على بناء قاعة للملكوت.
تعلُّم قراءة الكتاب المقدس بفهم
قال المرنم الملهم واصفا الرجل السعيد: «في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا.» (مزمور ١:٢) ولكن هنالك اشخاص كثيرون لم يحصلوا قط على فرصة للذهاب الى المدرسة وتعلّم القراءة. فهل كان من الممكن مساعدتهم على اختبار الفرح الذي اشار اليه المرنم الملهم؟ ابتداء من سنة ١٩٥٨ عُقدت صفوف خصوصية في قاعات الملكوت لمساعدة الذين يجهلون القراءة او الكتابة. وفي سنة ١٩٧٠ اتُّخذت خطوة اضافية في برنامج التعليم هذا عندما صدر كراس تعلَّموا القراءة والكتابة بالپرتغالية. وحتى الآن جرت مساعدة اكثر من ٠٠٠,٢٠ شخص، بمن فيهم كثيرون من غير الشهود، على تعلّم القراءة.
حتى ان بعض الذين ليسوا شهودا ليهوه لاحظوا الفوائد الناجمة عن الصفوف وقدّروها. ففي سان پاولو شكر زوج غير مؤمن الجماعة المحلية على ما جرى فعله لمساعدة زوجته على تعلّم القراءة. وأرسل رئيس الشرطة في فيروس، ميناس جيراس، رسالة مدح الى الجمعية على مهمة تعليم السجناء هناك، ورد فيها: «سواء من وجهة النظر الروحية او المادية، فقد تعاون شهود يهوه مع رئيس الشرطة هذا على تعليم السجناء القراءة. وكالرذاذ الذي يسقط بهدوء ولكن يمكن ان يجعل الانهار تفيض، فعلوا الشيء الكثير لدمج السجناء في المجتمع.»
طبعا، تكون للقراءة قيمة عظمى عندما يجد المرء المسرة في كلمة اللّٰه ويشترك فيها مع الآخرين. وهذا تماما ما تفعله شاهدة في ريو دي جانيرو استفادت من مقرَّر تعلُّم القراءة والكتابة، ويمكنها الآن ان تعلّم الحق لاشخاص عديدين يسكنون في منطقتها.
عندما صدر كراس تعلَّموا القراءة والكتابة، جرى تشجيع الناشرين على استعماله لعقد دروس مع المهتمين الذين يحتاجون الى مثل هذه المساعدة. وذات يوم، طلبت سونيا سپرينڠايت، التي كانت تخدم كمرسلة في كوريتيبا، پارانا، من سيدة تشهد لها ان تقرأ رؤيا ٢١:٤. فتردَّدت المرأة ثم قالت. «لا، اقرئيها انت.» وعندما قامت سونيا بزيارة مكررة لتلك المرأة، اكتشفت انها لا تعرف القراءة. وعلى الرغم من ان المرأة كانت مشغولة بالاعتناء بأربعة اولاد، عُقد درس معها بمساعدة كراس تعلَّموا القراءة والكتابة. في البداية، شعرَت بالتثبط، لكنها ثابرت اذ جرى تشجيعها، وفي غضون سنة صار بإمكانها ان تقرأ. واليوم هي وزوجها شاهدان معتمدان، والاولاد يحرزون تقدما في الحق.
وبعض الذين يقرأون كانت تلزمهم المساعدة على تحسين مقدرتهم على الفهم. ولمعالجة ذلك، جرى تنظيم فرق لنيل مساعدة اضافية في القراءة والمحادثة في بعض الجماعات سنة ١٩٩٠. وتُقدَّم الآن مثل هذه المساعدة الى نحو ٠٠٠,٦ شاهد، والنتائج ايجابية. عندما ابتدأت احدى الاخوات بالمقرَّر في ريو دي جانيرو كانت تصرف نحو ساعتين لتقرأ وتفهم مواد درس الكتاب الجماعي. وبعد شهرين من المقرَّر صار بإمكانها ان تحضِّر المواد في ٢٠ دقيقة.
توزيع خصوصي للمجلات
تتصدر برج المراقبة مواد القراءة بالنسبة الى شهود يهوه، وهي مصمَّمة لمساعدة محبي الحق على فهم الكتاب المقدس. فهي ترفِّع يهوه اللّٰه بصفته الرب المتسلط على الكون وتظهر ان ملكوت اللّٰه سيحل مشاكل الجنس البشري. وتدل مرافِقتها استيقظ! على المعنى الحقيقي وراء الحوادث الجارية وتبني الثقة بوعد الخالق بعالم جديد سلمي وآمن. ويتوق شهود يهوه الى اخبار الآخرين بهذه المعلومات القيمة. ولزيادة توزيع هاتين المجلتين وتشجيع الجدد المؤهلين للاشتراك في الخدمة، رُتِّب برنامج توزيع خصوصي للمجلتين في يوم العطلة في ١ ايار ١٩٩٠. وأُوصي ان تنظم الجماعات خدمة الحقل صباحا، بعد الظهر، ومساءً وأن تشترك العائلات بكاملها في الخدمة في ذلك اليوم.
كان التجاوب ممتازا! لنأخذ ريو دي جانيرو كمثال. ففي احدى الجماعات المؤلفة من ١٢٥ ناشرا خرج في الخدمة صباحا ١٢١ ناشرا وفي فترة بعد الظهر ١١٨ ناشرا. وبلغ البلد في ذلك الشهر ذروة جديدة من ١٠٧,٢٨٨ ناشرين، وأُخبر انه وزِّع في ذلك اليوم الواحد اكثر من
٠٠٠,٥٠٠ مجلة. ومنذ ذلك الحين، صُنعت الترتيبات لايام خصوصية اخرى لتوزيع المجلات وقد احرزت نجاحا كبيرا.محافل «اللغة النقية» الكورية
المحافل هي حدث مهم في حياة شهود يهوه، والحاضرون يتذكرون بعضها مدة طويلة. وقد عُقد احد هذه المحافل في سان پاولو في آب ١٩٩٠. وفي اليوم الاخير اصغى اكثر من ٠٠٠,١٣٤ شخص — ١٨٦,٨٦ في مدرَّج مورومبي و ٢٢٠,٤٨ في مدرَّج پاكائيمبو — الى المحاضرة العامة التي القاها في آنٍ واحد خطيبان في محفل «اللغة النقية» الكوري. وكان موجودا ك. و. باربر و أ. د. شرودر، عضوان من الهيئة الحاكمة، بالاضافة الى ٣٥٠,٢ مندوبا اجنبيا من ١٤ بلدا.
عند نهاية الخطاب الاخير في كلا المدرَّجين، ابتدأ المندوبون يلوِّحون بالمناديل والأوشحة. وذرف كثيرون دموع الفرح لأنهم تأثروا للغاية بما كانوا يشاهدونه. فكم كان الشهود البرازيليون شاكرين على مجيء اخوتهم وأخواتهم المسيحيين من بلدان اخرى ليشاركوهم في هذه المناسبة الرائعة!
ان المحبة البارزة الظاهرة بين خدام يهوه هي عامل كبير في مساعدة المخلصين على تحديد هوية الحق. (يوحنا ١٣:٣٥) كانت هذه هي الحال مع شاب وأخته كانا قد قاوما درس امهما الارملة للكتاب المقدس مع شهود يهوه. فزار احد الشيوخ العائلة ودعاهما الى حضور ذلك المحفل في سان پاولو بعد ظهر يوم الاحد. وأخذهما باكرا في سيارته، اذ كان عليه ان يعتني بواجباته كمتطوع في المدرَّج. فتأثرا عميقا. وعلّقا على الترتيب والنظافة في المدرَّج، على طريقة تنظيم الامور، وعلى فيض المحبة تجاه المندوبين الزائرين في نهاية المحفل. فقبِلا درسا في الكتاب المقدس، احرزا تقدما جيدا، واعتمدا مع امهما. والشاب اليوم خادم مساعد.
لجان الاتصال بالمستشفيات
يعرف جميع شهود يهوه، سواء كانوا معتمدين حديثا او اكثر خبرة، ان الامتناع عن الدم ايًّا كان نوعه هو مطلب مسيحي مهم. (تكوين ٩:٣، ٤؛ اعمال ٢١:٢٥) وفي سنة ١٩٨٤ تشكلت مجموعة لجان من شيوخ ذوي خبرة لمقابلة الاطباء ولتدوين اسماء الذين يحترمون قرار المريض برفض نقل الدم. وصار هذا الترتيب فعَّالا اكثر سنة ١٩٩١ عندما عُقدت في سان پاولو حلقة دراسية اممية للجان الاتصال بالمستشفيات. وقد حضر يوجين روزام وفْرِد راسك من خدمات معلومات المستشفيات في بروكلين نيويورك، الولايات المتحدة الاميركية. وحضر ايضا الحلقة الدراسية اكثر من ٧٠٠ من الاخوة الآخرين، بينهم بعض الاطباء او المحامين وكذلك اعضاء لجان الاتصال بالمستشفيات.
اظهرت الحلقة الدراسية ان الكثير من العمل يكمن امامهم. وكانت اللجان ستُنظَّم من جديد، وأعضاؤها سيبدأون بتقديم عروض للاطباء والفرق الطبية، موضحين موقفنا من استعمال الدم ومقدمين لهم مقالات علمية حول المعالجة دون نقل دم. وكان الهدف المرسوم امام اعضاء اللجان في علاقتهم بالاطباء «الاتصال والتعاون، لا المجابهة.» وعقب اعادة التنظيم، خُفِّض عدد اللجان من ٢٠٠ لجنة مؤلفة من ٢٠٠,١ عضو الى ٦٤ لجنة مؤلفة من ٣٥٠ عضوا تقريبا. ونتيجة لذلك كانت هنالك لجان اقل عددا انما افضل تجهيزا في المدن التي يوجد فيها مراكز كبيرة للمعالجة الطبية.
وفي تشرين الاول ١٩٩٢، سنحت الفرصة لتقديم عرض امام ٣٠٠,١ طبيب من اكثر من ١٠٠ بلد في المؤتمر الاممي الثاني والعشرين حول نقل الدم، في سان پاولو. وقد وافق منظمو المؤتمر على ان تعرض
الاخت زليتا دا سيلڤا سوزا، اختصاصية في الدم، ملصقا يدرج ٦٥ بديلا طبيا لنقل الدم. وذكر پيدرو كاتاردو وسرجيو انتاون، من البتل، قائلين: «في البداية كنا قلقين بعض الشيء بشأن ردّ الفعل الذي سنلقاه، لكنّ تجاوب اكثر من ٥٠٠ طبيب جرى الاتصال بهم شخصيا كان ايجابيا للغاية. وفحص احد الخطباء الرئيسيين في المؤتمر باعتناء الملصق والمقالات المعروضة. وفي وقت لاحق، في خطاب القاه في قاعة المحاضرات الرئيسية، عبّر عن الاعجاب بالمعلومات القيِّمة التي تلقاها ‹من مصدر غير متوقع — شهود يهوه.›»في الاشهر اللاحقة، قُدِّمت العروض لـ ٢٠ جمعية طب اقليمية، وأوصى العديد منها بأن يتصل الاطباء بلجنة الاتصال بالمستشفيات المحلية عندما تنشأ مشاكل تتعلق بالدم. وفي السنوات الاربع الماضية أُجري اكثر من ٦٠٠ عرض كهذا، وتوجد الآن قائمة بأكثر من ٩٠٠,١ طبيب متعاون.
ومن المثير للاهتمام ان عددا من الاطباء الذين يقدِّرون فوائد المعالجات الطبية البديلة دون دم عززوا عقد حلقات دراسية في البرازيل لمناقشة المسألة مع آخرين في المهنة الطبية. وقد دعي بعض اخوتنا الذين هم اطباء او يخدمون كأعضاء في لجان الاتصال بالمستشفيات. وعُقدت حلقة دراسية كهذه في ريو دي جانيرو اولا ثم في مدن اخرى. وفي وقت لاحق اصدرت جمعية الطب الاقليمية في ريو دي جانيرو بيانا يشجع على استعمال المعالجات البديلة.
«لن انسى ابدا تلك الصلاة»
لقد منحت لجان الاتصال بالمستشفيات الكثير من الدعم للاخوة المرضى وعائلاتهم. تتذكَّر ألائيدي دفندي، فاتحة خصوصية، قائلة: «جُرحَت اختي الصغرى في حادث سيارة في كوريتيبا، پارانا، في شباط ١٩٩٢. وقال الطبيب ان حياتها تتوقف على اعطائها دما. فاتصلتُ بلجنة
الاتصال بالمستشفيات، وفي غضون ١٥ دقيقة، وصل الى المستشفى ثلاثة اخوة، مرتدين بدلات وربطات عنق وفي ايديهم حقائب، وقدَّموا بطاقات زيارتهم للطبيب.»صُنعت الترتيبات لنقل المريضة الى مستشفى آخر على بعد ٢٥ ميلا. وأحد المنتجات التي يقبلها بعض الذين يرفضون نقل الدم هو الاريتْروپويتين، هرمون اصطناعي ينشِّط نِقي العظم لزيادة انتاج كريَّات الدم الحمراء، لكنّ الطبيب قال ان هذا العلاج ليس موجودا في البرازيل. فاتصل الاخوة بأحد اعضاء لجنة الاتصال بالمستشفيات في سان پاولو، وهو بدوره ارسل العلاج بالطائرة في ذلك اليوم نفسه. واختتمت الاخت دفندي، قائلة: «عندما كانت اختي في حالة خطيرة، بقي عضو من لجنة الاتصال بالمستشفيات في المستشفى طوال اليوم، وفي احدى اللحظات الحاسمة اخذني على انفراد وقال: ‹لنقدم صلاة الى يهوه.› لن انسى ابدا تلك الصلاة.»
زيارة احياء ريو الفقيرة الواقعة على التلال
ان الشهود في ريو دي جانيرو الذين يسكنون في مناطق تهيمن عليها تجارة المخدِّرات مكَّنهم صيتهم كشعب متعبد حقا للّٰه من الاستمرار في خدمتهم في هذه الاقاليم. وتوجد جماعات عديدة في هذه الاحياء، وكما اوضح احد الشيوخ، كلما كرز الاخوة اكثر، كانت الحال افضل. وصار تجار المخدِّرات يعرفون الاخوة ولا يزعجونهم. وهنالك تلال يقطنها اكثر من ٠٠٠,٢٠٠ ساكن يعيشون في احوال مزرية. والغالبية العظمى من هؤلاء الناس ليسوا متورطين في المخدِّرات، لكنّ اوضاعهم المالية لا تسمح لهم بالسكن في مكان آخر.
احد الشيوخ الذين يعيشون في جهة اخرى من المدينة قاد سيارته الى منطقة فقيرة لالقاء خطاب عام في احدى الجماعات. وما ان اوقف سيارته امام قاعة الملكوت حتى ظهر شابان مسلحان يسألانه مَن هو.
وعندما عرّف عن نفسه بصفته واحدا من شهود يهوه وقال انه جاء لالقاء خطاب عام في الكتاب المقدس، قال له الشابان ان يمضي ولا يقلق بشأن سيارته لأنها لن تُمسّ.روى فرنسيسكو دوارتي، وهو ناظر دائرة، قائلا: «في احدى المناسبات اتى تجار المخدِّرات الى قاعة الملكوت في نهاية الاجتماع لتحذير الاخوة من حدوث معركة وإطلاق نار. ارتعبنا زوجتي وأنا قليلا، لكنّ الناشرين ظلوا يتحدثون بشكل طبيعي، على الرغم من اطلاق النيران. وبعد فترة قصيرة عاد تجار المخدِّرات ليقولوا انه بإمكاننا المغادرة لأن اطلاق النار قد توقف.»
ليس من الحكمة ان يتجول ايّ شخص من خارج المنطقة دون ان يرافقه احد يسكن في تلك المحلة. ومن الضروري ايضا ان لا تلفت الملابس انتباه اللصوص. فمع ان الاخ دوارتي كان برفقة ناشر محلي، اوقفه رجل يسأله عن ساعة يده. يتذكر الاخ دوارتي: «في البداية ظننت انه ايقاف بهدف السلب، لكنَّ الرجل تابع قائلا: ‹اعرف انك ناظر الدائرة الجديد، ولكن اذا بقيت تستعمل هذه الساعة المذهّبة، فسيسلبها شخص ما، ظانا انها من ذهب. استعمل ساعتي واحتفظ بساعتك في جيبك.› لقد كان اخا. وبهذا الاختبار تعلمتُ ان اكون اكثر حذرا.»
ادرك احد الشبان، الذي كان ينتمي الى عصابة من تجار المخدِّرات والذي بدأ يدرس الكتاب المقدس، انه يجب ان يغيّر مهنته. ولكن كيف؟ كان يعرف انه اذا ترك احدٌ العصابة، فسيقتله عموما زملاؤه كاجراء وقائي — لكي لا تُكشف اسرار العصابة للآخرين. وبالرغم من ذلك، استجمع الشاب شجاعته، صلّى الى يهوه، ومضى ليكلم قائد العصابة. اوضح الشاب انه يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه، وقرأ بعض آيات الكتاب المقدس، وقال انه لا يستطيع البقاء مع العصابة. فوجد
ان قائد العصابة كان قد درس هو نفسه الكتاب المقدس في الماضي. فتحرر الشاب دون انتقام وهو الآن ناشر نشيط في الجماعة.٠٠٠,٣٠٠ ناشر!
وإذ توارد الجدد الى الجماعات لزم المزيد من المطبوعات لاستعمالها في برنامج تعليم الكتاب المقدس. وكان قد جرى توسيع مطبعتنا، لكننا احتجنا الى مكان اضافي لايواء عائلة البتل، المتطوعين للعمل في الفرع. فجرى ايواء بعض الاخوة الشبان في منامات يسع كل منها اكثر من ٢٠ سريرا. وهكذا في سنة ١٩٩٠ باشرنا العمل في بناء مبنى للخدمات وثمانية مجمعات سكنية اضافية تحتوي جملةً ٣٨٤ غرفة. وجرى توسيع حجرة الطعام ايضا لتسع ٥٠٠,١ شخص.
لمشروع البناء هذا جاء اكثر من ٠٠٠,١ متطوع من كل انحاء البلد. اتى البعض لعدة اسابيع؛ وآخرون لأشهر. وكان كثيرون محترفين في مهنتهم. (وصار نحو ١٣٠ منهم في ما بعد اعضاء دائمين في عائلة البتل.) ومن فايرا دي سانتانا، باهييا، التي تبعد اكثر من ٠٠٠,٢ كيلومتر (٢٠٠,١ ميل) — جاء فريق من ٢٣ أخا من ١٢ جماعة مختلفة. وقد استأجروا باصا وسافروا ٤٠ ساعة للمساعدة في العمل لفترة اسبوع. وجاء ايضا خمسة وثلاثون اخا ذا خبرة من بلدان اخرى للمساعدة في العمل. وكان قيّما جدا ايضا العون الذي اسداه مئات الاخوة والاخوات من الجماعات التي قرب البتل والذين ساعدوا في نهايات الاسابيع.
خلال سنة ١٩٩١ تجاوز عدد الناشرين عتبة الـ ٠٠٠,٣٠٠. زيادة من ٠٠٠,١٠٠ في اربع سنوات فقط! فكان ضروريا حقا توسيع التسهيلات.
«انتم سريعون حقا»
تطلَّب تقدم عمل التلمذة ايضا مزيدا من اماكن العبادة. وخلال السنوات السابقة بُنيت قاعات محافل في سَلْڤادور، باهييا، ديوكي دي
كاشييِس، ريو دي جانيرو، ريبيرَون پيرس، كازموپوليس، وسرتاونزينيو في سان پاولو؛ وبيتين، ميناس جيراس. وتقع اكبر قاعة محافل في البلد قرب ڤارجينڠ ڠراندي پوليستا، سان پاولو؛ وقد انتهى بناؤها في تشرين الاول ١٩٩٢. وبعيد ذلك، أُكملت قاعة اخرى تسع ٠٠٠,٤ شخص في كايمادوس، ريو دي جانيرو. وفي ايلول ١٩٩٣، دُشِّنت خمس قاعات محافل في آنٍ واحد في فورتاليزا، سييرا؛ ايتابوراي، ريو دي جانيرو؛ كواترو باراس، پارانا؛ رَسيف، پرنامبوكو؛ وساپوسايا دو سول، ريو ڠراندي دو سول. وفي الوقت الحاضر تُستخدم ١٦ قاعة محافل، ويجري ايضا التخطيط لـ ٥ قاعات محافل اضافية.وانسجاما مع وصية الكتاب المقدس بعدم ترك اجتماعنا، يلزم ايضا المزيد من قاعات الملكوت للاعتناء بالتدفق الهائل للاشخاص المشبهين بالخراف. (عبرانيين ١٠:٢٣-٢٥) وثلث الجماعات فقط في البرازيل لديه مكان اجتماعاته الخاص، وسرعة تشكُّل الجماعات الجديدة هي اعلى بكثير من سرعة بناء القاعات. وعلاوة على ذلك، يلزم كمعدل ثلاث سنوات لإكمال قاعة ملكوت جديدة. لذلك ابتدأنا سنة ١٩٨٧ بتشكيل لجان بناء اقليمية، مؤلفة من شيوخ ذوي خبرة بالبناء ويمكنهم تزويد المساعدة لهيئات الشيوخ في الجماعات. وزوَّدت ايضا دائرة الهندسة في البتل اقتراحات عملية.
واتُّخذت خطوة مهمة اخرى سنة ١٩٩٢ عندما ابتُدئ ببرنامج البناء السريع لقاعات الملكوت. وكان البناء الاول في أڠودوس، سان پاولو، بمساعدة ٢٠٠ متطوع وفريق من ٢٥ من البتل. واستغرق المشروع ثلاثة اسابيع، ولكن منذ ذلك الحين قُصِّر الوقت اللازم لبناء كهذا الى ١٦ يوما. وخلال سنة الخدمة ١٩٩٥، أُكمل ودُشن ما مجموعه ١٢٩ قاعة ملكوت جديدة لخدمة يهوه.
يندهش دائما المراقبون من السرعة التي بها يجري البناء. ففي نهاية الاسبوع الاول من بناء احدى قاعات الملكوت، اندهش عامل في شركة جرى التعاقد معها لتزويد الواح زجاجية للنوافذ عندما اصرّ الاخوة ان يعود يوم الاربعاء التالي لتركيبها. قال: «لا بدّ انكم مخطئون.» وأضاف: «في الاسبوع القادم لن تكون الجدران قائمة وبالتالي لن تكونوا جاهزين لتركيب الالواح الزجاجية للنوافذ.» فعاد يوم الاربعاء انما دون ان يحضر الالواح. وعندما رأى الجدران قائمة ومطيّنة، وهياكل الشبابيك مركَّبة، والسقف مبنيا — كل ذلك في اقل من اسبوع — لزمه نحو خمس دقائق ليترجَّل من شاحنته. واعترف قائلا: «انتم سريعون حقا!» ثم ذهب لإحضار الالواح الزجاجية للشبابيك.
سأل رجل يسكن قرب المكان الذي تُبنى فيه قاعة للملكوت، وهو مندهش من سرعة البناء: «ماذا ينبغي ان افعل لاساعدكم؟» فكان الجواب: «ينبغي اولا ان تدرس الكتاب المقدس معنا.» فابتُدئ معه
بدرس في الكتاب المقدس في اليوم التالي.ايصال الرسالة بلغة الاشارات
لم يؤدِّ النمو السريع الى عدم الاهتمام بالصمّ او العميان. فقد ادّى الاعتناء بحاجاتهم الى نتائج ممتازة. ففي سنة ١٩٩٢ صدر بالپرتغالية كتاب لغة الاشارات المؤلف من ٣٣٦ صفحة، لتعليم لغة الاشارات للصمّ. وقد وحّد الكتاب الاشارات المستعملة بين شهود يهوه في البرازيل وسعى ايضا الى الغاء الاشارات المؤسسة على الافكار البابلية. وكانت احداها اشارة باليد تقلّد الرش — التي بالطبع لا تنقل بلياقة فكرة معمودية الماء المسيحية.
تشكَّلت اول جماعة للصمّ والثقيلي السمع في ريو دي جانيرو سنة ١٩٨٢. وهنالك الآن ست جماعات كهذه و ٥٠ فريقا اصغر في مختلف المدن. في سنة ١٩٩٤، كان هنالك ١٨ محفلا لفرق المتكلمين بلغة الاشارات. وفي بعض هذه المحافل نقل المترجمون ما يقوله المشتركون في المسرحيات. وفي سنة ١٩٩٦ تسلَّم هؤلاء الشهود البرازيليون الصمّ بابتسامات عريضة ممزوجة بدموع الفرح الڤيديو الذي انتجته الجمعية ويعرض بلغة الاشارات كراسة ماذا يطلب اللّٰه منا؟ بكاملها. وكم كان مفيدا، لأن كثيرين ممَّن هم صمّ لا يقرأون لكنهم يفهمون لغة الاشارات!
كان الموقف الطوعي للاخوة الذين يخدمون كشيوخ، خدام مساعدين، وفاتحين في هذه الجماعات جديرا بالثناء. ويلزم الوقت والجهد والمواظبة لتعلُّم لغة الاشارات، لكنّ النتائج مكافئة.
«لقد شجعتْني دون ان تراني، تسمعني، او تكلمني.» هذا هو التعبير الذي يستعمله عموما الذين يعرفون روزماري ڤاريلا، اخت عمياء وصمّاء تخدم كفاتحة اضافية منذ ثلاث سنوات. فقد وُلدت صمّاء ونتيجة لذلك لم تتعلم ان تتكلم. وفقدت تدريجيا بصرها وهي الآن عمياء فعليا. وتعبِّر عن نفسها بلغة الاشارات وتفهم الاشارات التي يصنعها الآخرون بلمس ايديهم.
كانت روزماري قد فقدت بصرها قبل ان تعلَّمت الحق، وأثّر ذلك كثيرا في اتصالها بزوجها. كانت مكتئبة جدا حتى انها فكرت في الانتحار. وفي تلك الاثناء اتصلت بها نيلزا كارڤاليو، فاتحة شابة تعرف لغة الاشارات. وعندما تعلَّمت عن وعد اللّٰه بشفاء الناس الذين يعانون كل انواع الاعاقات، قبلت درسا في الكتاب المقدس. (اشعياء ٣٥:٥) وسرعان ما ابتدأت تحضر اجتماعات الجماعة للصمّ في سان پاولو. وصُنعت الترتيبات ليجلس مترجم الى جانبها خلال الاجتماعات لينقل اليها ما يجري التعبير عنه على المنصة، مستخدما الترجمة باللمس. وفي ما بعد قبل زوجها ايضا درسا في الكتاب المقدس؛ فتوقف عن التدخين، واعتمدا كلاهما في شباط ١٩٩٢. وبعيد معموديتهما صارا فاتحَين اضافيين بشكل دائم. وقد عقدت روزماري ٢٠ درسا في الكتاب المقدس مع اشخاص صمّ آخرين، معتنيةً في الوقت نفسه بواجباتها في المنزل.
ولمساعدة فاقدي البصر ابتدأت الجمعية بإنتاج مطبوعات بنظام برايل بالپرتغالية (للمرحلة الاولى) في سنة ١٩٨٠. والكثير من مطبوعات الجمعية، بما فيها الكتاب المقدس و برج المراقبة، موجود اليوم بنظام برايل. ويغطي الكتاب المقدس الكامل بنظام برايل بالپرتغالية ٨٤ مجلدا — وليس طبعا بحجم الجيب! وأُنتج ايضا كتاب تعليمي لمساعدة الراغبين في تعلُّم نظام برايل. وتظهر الاحصاءات ان هنالك في البرازيل اكثر من مليون شخص فاقد البصر.
الجفاف في الشمال الشرقي
على الرغم من ان الجفاف مشكلة مزمنة في الجزء الشمالي الشرقي من البرازيل، كان الوضع خطيرا للغاية سنة ١٩٩٣. ففي بعض المناطق لم تمطر طوال سنتين. والذين تأثروا بصورة بالغة هم الناس العائشون في المناطق الريفية والذين يعتمدون على مواسم الحصاد. ففي مومبابا سييرا، كان الناس يقفون في صف ليلا نهارا لاستقاء الماء من الينبوع الوحيد الباقي. ونتيجة الجفاف نُهبت المتاجر والاسواق المركزية في بلدات عديدة. ولمساعدة الاخوة في تلك المنطقة، ارسلت الجماعات في سان پاولو، ريو دي جانيرو، وكوريتيبا اربع شاحنات كبيرة تحمل ٨٠ طنا من الطعام، الملابس والأحذية، معربين عن سخاء مماثل لسخاء اخوتهم المسيحيين في القرن الاول في فيلبي. وجملة، وصلت المساعدة الى الاخوة في ٦٥ بلدة تقع في خمس ولايات. — فيلبي ٤:١٤-١٧.
وعند احد حواجز التفتيش سأل الحارس سائق الشاحنة كم يتقاضى مقابل القيام برحلة خطِرة كهذه. فقد كانت خطِرة بسبب النهب. وعندما علم ان السائق من شهود يهوه، قال الحارس: «شهود يهوه فقط يفعلون ذلك دون مقابل!» وعند حاجز تفتيش آخر على الطريق العام، طلب الحارس من السائق عندما قال انه من شهود يهوه ان يبرز هو ورفيقه البطاقة اعفاء/توجيه طبي مسبق. وبعد التحقق من صحة البطاقتين، قال للحارس الآخر: «انهما فعلا من شهود يهوه. يمكنك ان تسمح لهما بالمرور.»
وفي ولاية پاراييبا، علَّق احد الاشخاص عند رؤيته المساعدة المزودة: «الاديان الاخرى تتكلم فقط، أما انتم فتقدمون فعلا شيئا لقريبكم الانسان.» وعلى الرغم من ان الوضع كان صعبا لم ييأس الاخوة، لأنهم وثقوا ان يهوه سيزود حاجاتهم الاساسية. كتبت احدى الاخوات: «لا يمكنكم ان تشبعوا توقنا الى المطر، ولا يمكنكم ان تحلّوا مشكلة النقص في المياه التي نعانيها، لكنكم بالاعانة التي ارسلتموها الينا قوَّيتم يعقوب ٢:١٤-١٧.
فعلا ايماننا وثقتنا بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم وبأن هنالك مَن يفكر فينا.» —«تحياتنا لشهود يهوه!»
المحافل هي بشكل خصوصي اوقات سعيدة لشهود يهوه. ولكن يمكن ان تنشأ مشاكل غير متوقعة عندما تُعقد المحافل في تسهيلات تُستخدَم للمباريات الرياضية. فقد نشأ ظرف صعب سنة ١٩٩٢ اثناء محفل «حَمَلة النور» الكوري في مدرَّج پاكائيمبو في سان پاولو. كنا قد تعاقدنا على استخدام المدرَّج ثلاثة ايام، ولكن في بعض الاماكن تُعتبر المباريات الرياضية اهم من ايّ شيء آخر. وهكذا، أُعلم الاخوة يوم الخميس بعد الظهر — قبل يوم من افتتاح محفلنا — انه في الساعة ٠٠:٦ مساء من يوم الاحد، ستجري مباراة في كرة القدم بين افضل فريقين في البلد. فكان يجب ان نخلي المدرَّج بحلول الساعة ٠٠:٤ بظ.
تذكَّر جواون فرناندس، ناظر المحفل: «لم يكن لدينا ايّ خيار على الرغم من اننا كنا قد وقَّعنا اتفاقا. فعقدنا اجتماعا ليلة الجمعة مع ثلاثة اخوة من كل قسم — بلغ مجموعهم ١١٠ اخوة — لوضع الخطط من اجل فكّ تجهيزات المحفل بأقصى سرعة. وكان ذلك سيتطلب التعاون اللصيق من جميع ذوي العلاقة ليس فقط لفكّ التجهيزات بل ايضا لنقلها دون اعاقة الـ ٠٠٠,٣٠ شخص المنصرفين من المدرَّج. فجرى فكّ المنصة وجهاز الصوت في بضع دقائق. ونقلت التجهيزات الاخرى الى مبنى البتل القديم في سان پاولو، حيث جرى تنظيفها وخزنها. وعند الساعة ٤٥:٣ بظ بعد اكثر من ساعة بقليل من اختتام البرنامج — انتهى كل شيء.»
خلال اسبوع المحفل، قال بعض المعلِّقين التلفزيونيين ان شهود يهوه لن يتمكنوا من تسليم المدرَّج لهواة كرة القدم في الوقت المعيَّن. وفي استطلاع عام للألعاب الرياضية يوم الاحد، سأل احد المعلِّقين في
مدرَّج آخر المعلِّق في مدرَّج پاكائيمبو: «كيف هو حال المدرَّج؟ هل وفى اولئك المتدينون بوعدهم وأخلوا المدرَّج في الوقت المعيَّن؟» فكان الجواب: «نعم، فعلوا ذلك! وهم لم يسلِّموا فقط المدرَّج في الوقت المعيَّن بل كان كل شيء نظيفا. ولم يكن ممتعا فقط ان نرى المراحيض منظفة بل ايضا المقاعد مكنّسة. تحياتنا لشهود يهوه!»محافل مختصرة في الاماكن المنعزلة
في منطقة الأمازون هنالك بعض الفرق المنعزلة والعائلات المتفرقة الذين تفصلهم عن مدن المحفل مسافات شاسعة. والوسيلة الوحيدة للسفر هي بالطائرة، المكلفة جدا، او بالمركب، البطيء جدا. لذلك لم يكن بإمكان هؤلاء الناشرين عموما المجيء الى المحافل الكورية والدائرية. وصحّ الامر كذلك في الاخوة الساكنين في تاباتينڠا، أمازوناس، التي تبعد نحو ٦٠٠,١ كيلومتر (٠٠٠,١ ميل) عن اقرب مدينة للمحفل، ماناوس.
نظرا الى هذه المشكلة صُنعت الترتيبات سنة ١٩٩٠ لتقديم اجزاء مختصرة من برنامج المحفل خلال زيارة ناظر الدائرة. وما زال هذا الترتيب مستمرا من اجل الاخوة في خمس بلدات في ثلاث دوائر مختلفة. وكانت فرق ربما من ٥٠ شخصا او ١٨٠ تجتمع في قاعة الملكوت، اذا كانت للفريق قاعة ملكوت، او في قاعة محاضرات.
«ألا يمكنني ان اكون فاتحا الآن؟»
ان التقدير للامور الروحية الذي يعرب عنه بعض الذين يتقدَّمون الى المعمودية مبهج حقا. ففي سنة ١٩٩٣ في محفل صغير في تِفاي، في منطقة الأمازون، لاحظ پوبليو كاڤالكانتي، وهو ناظر دائرة، ان احد الجالسين في المكان المحجوز للمرشحين للمعمودية هو شاب لم يره من قبل. وناظر الدائرة يعرف عموما كل الاخوة شخصيا لأنه لا يوجد إلا القليل جدا منهم في تلك المنطقة. فسأل الشيوخ هل جلس الشاب
هناك خطأً. فأوضحوا: ‹لا. انه يسكن على بعد نحو ٣٥ الى ٤٠ ساعة بالمركب. وقد تعلَّم الحق بالمراسلة. وكل ستة اشهر يزوره فاتح خصوصي — في جوروا — ويبقى هناك شهرا تقريبا.›ذهب ناظر الدائرة في وقت لاحق ليتكلم مع الشاب وخلال المحادثة سأله هل عقد يوما ايّ درس في الكتاب المقدس. فأجاب: ‹نعم، لديَّ ١١ درسا. ومعي هنا احد تلاميذي للكتاب المقدس،› مشيرا الى شاب آخر يجلس بين الحضور. وفيما هما يتابعان الحديث اشار الى شابين آخرين يدرس معهما. وكان التلاميذ قد دفعوا اجرة سفرهم وسافروا اكثر من ٣٥ ساعة ليحضروا المحفل ويشاهدوا معمودية صديقهم. وبعد معموديته في ذلك اليوم سأل الشاب الفاتح الخصوصي: «ألا يمكنني ان اكون فاتحا الآن؟» حتى ذلك الحين لم تكن قد عُقدت اية اجتماعات في تلك المنطقة، أما الآن وقد اعتمد هذا الناشر، فيخطط الفاتح الخصوصي ليدربه على ادراة الاجتماعات.
الكرازة في المناطق التي نادرا ما تُخدم
لا يشعر شهود يهوه بأن كل ما يلزم هو ان يشتركوا بعض الشيء في خدمة الحقل. فهم يدركون ان كل شخص يحتاج الى فرصة لسماع البشارة. وهنالك بلدات عديدة في البرازيل غير معيَّنة لأية جماعة وبلدات اخرى نادرا ما تُخدم. وهذه هي عموما بلدات صغيرة ومنعزلة او يصعب الوصول اليها. وقد اشار بحث أُجري سنة ١٩٩٠ ان هنالك ٠٠٠,٠٠٠,٤ شخص يعيشون في مقاطعة غير معيَّنة و ٠٠٠,٠٠٠,٩ يعيشون في مقاطعة اخرى نادرا ما تُخدم. وجرى القيام بحملة خصوصية في تلك السنة للاتصال ببعض هؤلاء الناس. وقد اشترك في الحملة اكثر من ٠٠٠,٢ ناشر، خادمين ١٧٧ بلدة غير معيَّنة مسبقا. وفي وقت لاحق، انتقل نحو ٣٠ عائلة الى بعض هذه البلدات لتشكيل نواة الجماعات الجديدة.
والموارد المالية المحدودة ليست عائقا مستعصيا على الشهود عندما يتعلق الامر بالاشتراك في نشاط كهذا. فقد اجتمع شيوخ من اربع جماعات في سوبرايل، سييرا، احدى اجفّ وأفقر المناطق في البرازيل، في ايلول ١٩٩٣ ليقرِّروا كيف يخدمون بلدات معيَّنة على اساس قانوني. فهنالك عشر بلدات معيَّنة لهم كانت قد خُدمت حتى ذلك الوقت بشكل متقطع فقط. وبرنامج مواعيد الباصات جعل السفر الى هذه الاماكن مستحيلا تقريبا على الناشرين.
كانت البلدات تقع حول سوبرايل على بعد نحو ١٣٠ كيلومترا (٨٠ ميلا) منها، فقرر الشيوخ شراء ڤان مستعمل يتيح للناشرين السفر الى المقاطعة يوميا. فكان بإمكانهم ان يغادروا صباحا ويعودوا مساءً. وعند إعلام الجماعات بالقرار ارسلوا تبرعات طوعية لشراء هذا الڤان. كتب ڤيلسون پ. دياس، احد الشيوخ ذوي العلاقة، قائلا: «لم يكن شراء الڤان حصيلة تبرُّع محلي كبير، بل كان حصيلة جهود الجميع.» وكتب اخ آخر: «تبرَّعت الجماعات بـ ٠٠٠,٢ دولار اميركي، وتبرَّع اخ من انكلترا بالكمية نفسها، ودُفع باقي الحساب بالتقسيط.»
يشترك اكثر من ٥٠ ناشرا وفاتحا في هذا الترتيب، بحيث يسافر كل منهم في يوم معيَّن من الاسبوع. وبهذه الطريقة يصلون الى عدد من السكان يبلغ نحو ٠٠٠,١١٠. وقد استطاعوا ان يساعدوا عددا من الاشخاص على الصيرورة منادين بالملكوت وأعادوا تنشيط آخرين. وتُعقد الاجتماعات الآن قانونيا في اربع من هذه البلدات.
في وقت مبكر من سنة ١٩٩٥ اقتُرح ترتيب آخر، نسَّقه مكتب الفرع في البرازيل، للوصول الى الناس الساكنين في مقاطعات غير معيَّنة او نائية والاعتناء بهم. ورتبت بعض الجماعات ان تدفع مصاريف الفاتحين القانونيين الراغبين في الخدمة ستة اشهر في مناطق كهذه. وحذا مزيد من الجماعات حذوهم، فكانت النتائج مشجِّعة جدا. وحتى الآن عُيِّن اكثر
من ٣٤٠ فاتحا قانونيا للخدمة في ٣٥٠ بلدة، حيث ساعدوا اكثر من ٣٠٠ شخص على الصيرورة ناشرين.وفي الوقت نفسه يقوم بالكثير من العمل الرائع الفاتحون الخصوصيون الدائمون والوقتيون الـ ٤٠٠,١. ويُعيَّن العديد من هؤلاء للعمل مع الجماعات التي ينقصها اخوة ذوو خبرة. على سبيل المثال، في ريو برانكو، اكراي، لدى احدى الجماعات شيخ محلي واحد فقط، بالاضافة الى فاتح خصوصي، للاعتناء بحاجات ٩٠ ناشرا. لكنَّ غالبية الفاتحين الخصوصيين يخدمون في بلدات صغيرة حيث لا توجد اية جماعة، ومن المسرّ رؤية العمل البديع الجاري.
والاخوة من المدن الاكبر يشتركون ايضا في خدمة المقاطعة النائية التي نادرا ما تُخدم. ولمدة تسع سنوات متتالية ينظِّم الاخوة في ريو دي جانيرو فرقا للعمل عدة اسابيع في مقاطعة كهذه. وقد خدم مؤخرا فريق من ٦٨ اخا وأختا في ٢٠ مدينة في پارانا، قاطعين اكثر من ٥٠٠,٢ كيلومتر (٦٠٠,١ ميل) في ١٧ يوما. والامر الوحيد الذي يؤسفهم، كما يقول جورج ڠازي، احد منظمي الفريق، هو انهم لم يشرعوا في رحلات الشهادة هذه من قبل.
الملكيات الخاصة
ان الناس الساكنين في المقاطعة غير المعيَّنة ليسوا وحدهم الذين يصعب الوصول اليهم. فهنالك اناس كثيرون في المدن الاكبر يفضلون العيش في مناطق خاصة، وفي ملكيات مشتركة، وفي شقق سكنية تزود الحماية من الجريمة. والوصول الى هؤلاء الناس صعب انما غير مستحيل. انتقل زوجان قضيا مدة في الخدمة كامل الوقت خلال ثمانينات الـ ١٩٠٠ الى احد هذه المباني قرب سان پاولو. وقد اعتبراه مقاطعتهما الشخصية. تذكر الام: «عندما كنت اذهب للتسوُّق او الى المصرف
او لأُحضر الاولاد من المدرسة، كنت دائما مستعدة للاتصال بجيراننا.» وفي وقت لاحق كانت تقوم بحذر بزيارات متتالية لهم.وفي اجتماع لوالدي الطلاب، قالت ام لاحدى اخواتنا ان ابنها لديه صعوبة في التركيز. فأخذت لها الاخت نسخة من مقالة في مجلة استيقظ! تعالج هذه المشكلة، وأدّى ذلك الى درس في الكتاب المقدس. وفي النهاية اعتمدت السيدة وابنتاها. وسألت جارة اخرى احدى اخواتنا هل تودّ التعاون معها في جمع الطعام للمحتاجين. فأخبرتها الاخت انها منهمكة الآن في مساعدة الناس في جوارها، وأوضحت الترتيب لدروس بيتية في الكتاب المقدس. فبدأت السيدة تدرس هي وزوجها وابنهما البالغ من العمر ١٨ سنة واعتمدوا اخيرا.
قبلت سيدة اخرى وبناتها المراهقات الثلاث درسا في الكتاب المقدس. فعارض الزوج على الرغم من انه يعتبر نفسه شخصا متديِّنا. فاقترحت احدى البنات ان يحضر اجتماعا ليتحقق هو بنفسه من المسألة، فوافق. وبعد بضعة ايام، دعت اختنا العائلة الى الغداء في بيتها، فلبّوا الدعوة. ولدهشة الجميع، علَّق الزوج على الاجتماع الذي حضره. وفي وقت لاحق وافق على درس في الكتاب المقدس. والجميع في هذه العائلة يخدمون اليوم يهوه.
وقد درس آخرون ايضا. ونتيجة لذلك، تشكَّلت في تشرين الثاني ١٩٩١ جماعة مؤلفة بكاملها من اشخاص يسكنون في تلك الابنية ذات الملكية المشتركة. وهنالك ٤٦ ناشرا، و ٨٠ شخصا حضروا الذِّكرى سنة ١٩٩٥. وهكذا يمكن لحق كلمة اللّٰه ان ينفذ حتى الى المناطق التي يكون الوصول اليها اصعب.
٠٠٠,٤٠٠ ناشر والمزيد سيأتي!
قبل قرن تقريبا وصلت بزور حق الكتاب المقدس للمرة الاولى الى البرازيل بالبريد. وبعد نحو ٢٥ سنة صُنعت الترتيبات لترجمة مطبوعات
برج المراقبة بالپرتغالية قانونيا في البرازيل وطبعها في ريو دي جانيرو. وخلال الـ ٢٥ سنة التالية، صار نحو ٠٠٠,١ شخص في البرازيل شهودا ليهوه وبدأوا يشتركون قانونيا في نشر بشارة ملكوت اللّٰه للآخرين. ولكن بحلول نيسان ١٩٩٥، كان هذا العدد قد ارتفع حتى بلغ اكثر من ٠٠٠,٤٠٠ ناشر للملكوت! فهل هنالك المزيد بعد للقيام به؟انبأ يسوع المسيح انه سيكرز برسالة الملكوت «في كل المسكونة» قبل اتيان المنتهى. (متى ٢٤:١٤) فإلى ايّ حدٍّ أُنجز ذلك في البرازيل؟ ان الاجتماعات الباكرة التي عقدها شهود يهوه (الذين كانوا معروفين آنذاك بتلاميذ الكتاب المقدس) في البرازيل شملت اولئك الذين في سان پاولو وريو دي جانيرو. وفي تلك المناطق اليوم توجد جماعات عديدة تفيض بالذين يحبون يهوه ويخدمونه. ففي سان پاولو المتروپوليتية، هنالك الآن ٨٣٧ جماعة؛ في ريو دي جانيرو، هنالك ٥٣٩؛ وفي سَلْڤادور هنالك ٢٧٦ . وفي كل انحاء البلد هنالك اكثر من ٦٥٠,٦ جماعة مؤلفة من شهود ليهوه غيورين. وتتسنى للناس في العديد من هذه المدن فرصة سماع رسالة الملكوت تكرارا — وفي بعض المناطق اسبوعيا.
في البلدات الصغيرة والمناطق الريفية لا يُزار كل شخص بشكل متكرر. فهنالك نحو ٣٥٠ بلدة صغيرة (يقدَّر مجموع عدد سكانها بـ ٠٠٠,٥٠٠,١) بالاضافة الى مناطق ريفية واسعة ليست معيَّنة لأية جماعة. ولا يجري القيام بشهادة قانونية في هذه المناطق، على الرغم من الجهود المبذولة للوصول اليها مرة تقريبا كل ستة اشهر.
وهل يمكن مساعدة المزيد من الناس — سواء في المدن الاكبر او في المناطق النائية — على تقدير قيمة رسالة الكتاب المقدس؟ في محاولة لبلوغ قلوبهم، بُذل جهد خصوصي، خلال نيسان وأيار ١٩٩٥، للاتصال شخصيا بأكبر عدد ممكن وإعطائهم نشرة لماذا الحياة ملآنة جدا بالمشاكل؟ وطُبع اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,٣٤ نسخة وأُرسلت
الى الجماعات للتوزيع. قال رجل عند تسلُّمه احدى النسخ: ‹طرحت على نفسي ذلك السؤال نفسه هذا الصباح وتحدثت الى الآخرين عنه.› وقالت سيدة: ‹كنت اطرح على نفسي هذا السؤال طوال سنوات عديدة، لكنني لم اتخيل قط انه يوجد جواب عنه.› وكتبت اخرى الى الجمعية قائلة: «احببت النشرة كثيرا جدا حتى انني اطلب منكم درسا في الكتاب المقدس. ولكم جزيل الشكر.»لا يشعر شهود يهوه في البرازيل بأن عملهم قد انتهى وبأنه لا يمكن فعل المزيد اطاعةً لوصية يسوع النبوية بإعطاء شهادة عن الملكوت. وحتى في المناطق التي يزورها الشهود تكرارا، يدركون ان اشخاصا كثيرين ليسوا في البيت. فالناس قد يكونون في العمل او يتسوقون او يقومون بزيارة او ينامون حتى ساعة متأخرة لتجديد نشاطهم للاسبوع التالي. والشهود مهتمون بهؤلاء الناس. ولمعالجة هذه الحالة تبنّى ناظر جائل في پورتو آليڠري، ريو ڠراندي دو سول، هذه الخطة: لقد لاحظ انه في ايام الشتاء الباردة يحب اشخاص كثيرون النوم حتى ساعة متأخرة لأن السرير هو المكان الاكثر دفءا ليبقوا فيه. فكان الناظر ورفيقه يدوران حول المجمّع ويقرعان فقط ابواب البيوت التي يبدو فيها الناس مستيقظين. وقد دارا حول احد المجمعات تسع مرات، وفي كل مرة كانا يجدان اناسا اكثر مستيقظين. فتمكَّنا من توزيع مطبوعات في كل بيت، فاسحين بالتالي المجال لزيارات مكررة.
يوجد في البرازيل اناس كثيرون يظهرون الاهتمام بكلمة اللّٰه، ويتوق شهود يهوه الى مساعدتهم على فهمها وتعلُّم كيفية تطبيقها في حياتهم اليومية. وفي الوقت الحاضر، يعقد الشهود قانونيا اكثر من ٠٠٠,٥٠٠ درس بيتي في الكتاب المقدس مع افراد وفرق عائلية. وابتداء من سنة ١٩٩٥، باستخدام كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية، شرع شهود يهوه في برنامج مصمَّم لمساعدة الميالين الى البر على معرفة تعاليم الكتاب المقدس الاساسية بشكل اسرع ايضا من الماضي. وبالاضافة
الى الذين يقبلون مساعدة كهذه، يقبل بسرور ملايين آخرون في كل انحاء البلد مطبوعات الكتاب المقدس التي يوزعها الشهود، كما يبيِّن ذلك توزيع ٦٣٠,٣٣٤,٢ كتابا، ٩٧٩,١٦٨,٢١ مجلة، و ٠٣٢,٧٨٧,٢ كراسة خلال سنة الخدمة ١٩٩٦.ان حقل المصالح الثيوقراطية لإخوتنا وأخواتنا البرازيليين يمتد الى ابعد بكثير من حدود البرازيل. فقد انتقل فاتحون عديدون من هنا للخدمة حيث الحاجة اعظم في بلدان ليست الشهادة فيها شاملة بعد. ومن الفرع في سيزاريو لانجي، تُزوَّد مطبوعات الكتاب المقدس لاستعمالها في الكرازة بالبشارة ليس فقط في البرازيل بل ايضا في الارجنتين، الپرتغال، المانيا، انڠولا، اورڠواي، پاراڠواي، بوليڤيا، موزمبيق. وبصرف النظر عن العمل الذي أُنجز في الماضي، يبدو ان سرعة التقدم ما زالت تزداد سنة بعد اخرى.
كان سببا للفرح!
فعلا، لزم الكثير من العمل لإعطاء شهادة في كل انحاء البرازيل. لكنه كان عملا مفرحا! اجل، بالاضافة الى الاوقات الطيبة، كانت هنالك
ايضا اوقات عصيبة. لكنّ قلوبنا ابتهجت ونحن نرى بأمّ عيننا الدليل على بركة يهوه على نشاط خدامه الاولياء.لا يزال أيريخ كاتْنِر يتذكر انه قديما في سنة ١٩٣٩ و ١٩٤٠، فيما كان يشهد في المناطق الريفية في البرازيل كثيرا ما نام في العراء، مستخدما حقيبة مطبوعاته كوسادة. فقد كان هنالك آنذاك فقط بضع مئات من الشهود في كل انحاء البلد. وقليلون جدا ممن زارهم في بيوتهم كانت لديهم كتب مقدسة. ولكي يحصل على كتب مقدسة لتوزيعها على الاشخاص المهتمين كان يذهب الى مكتبة جمعية الكتاب المقدس المحلية، لكنهم بعد فترة لم يعودوا يبيعونه كتبا مقدسة. ولكنه يقول: «كان لي فرح وامتياز ان احضر محفل ‹البشارة الابدية› في مدينة نيويورك سنة ١٩٦٣، عندما صدرت ترجمة العالم الجديد للاسفار اليونانية المسيحية بست لغات، بما فيها الپرتغالية. كنت شاكرا خصوصا ليهوه على تسلُّمها بالپرتغالية، لأنني سأتمكن من استعمالها في تعييني في البرازيل.» ومنذ سنة ١٩٦٧ كانت ترجمة العالم الجديد الكاملة، من التكوين الى الرؤيا، في المتناول بالپرتغالية. فيا لها من بركة لعمل تعليم الكتاب المقدس في البرازيل! فقد ازداد عدد مسبِّحي يهوه النشاطى في البرازيل من ١١٨,٣٠ سنة ١٩٦٣ الى اكثر من ٠٠٠,٤٣٦ سنة ١٩٩٦.
وأوڠوستو ماشادو شاكر على المساعدة التي منحته اياها مرسلة من المرسلين الاوائل في البرازيل. ويتذكر ايضا اول محفل لشهود يهوه حضره. فقد كان في ريو دي جانيرو. وكان حاضرا ن. ه. نور وكذلك م. ج. هنشل من نيويورك. وكان عدد الحضور ٠٦٤,١ فقط. وكان عنوان احد الخطابات «طريق المحبة الاعظم.» يقول الاخ ماشادو: «ثم في سنة ١٩٥٨، كان لي امتياز ان اكون بين الحشد البالغ عدده ٩٢٢,٢٥٣ الذين حضروا المحفل الاممي في نيويورك مدة ثمانية ايام. وروح المحبة نفسها
تخللت المحفلَين. . . . عدتُ من نيويورك مقتنعا اكثر من ايّ وقت مضى بأن شعب يهوه، اذ هم احرار من الانقسام القبلي والعرقي، يقومون بعمل تعليمي للكتاب المقدس عالمي النطاق لا مثيل له في التاريخ.»وفي سنة ١٩٨٥ رأى الدليل البارز على ما ينجزه عمل تعليم الكتاب المقدس هذا في البرازيل. وكان له امتياز التكلم في محفل اممي عُقد في سان پاولو وريو دي جانيرو في آنٍ واحد. وبلغ مجموع عدد الحضور نحو ٠٠٠,٢٥٠، معظمهم من البرازيل. وبعد عقد، عندما اجتمعت جماعات شهود يهوه في كل انحاء البرازيل للاحتفال بذكرى موت المسيح، حضر اكثر من ٠٠٠,١٤٤,١ شخص.
لجميع خدام يهوه المنتذرين اليوم اسباب عديدة ليكونوا فرحين على الرغم من الازمنة الصعبة التي نعيش فيها. وقلوبنا تتأثر عميقا ونحن نتأمل في ما فعله اللّٰه وفي ما وعد به للمستقبل. فمن جميع الامم، بما فيها البرازيل، يجري جمع ‹المشتهى› الى بيت عبادته الروحي. (حجي ٢:٧) وكما يقول بحق المزمور ١٤٤:١٥، بحسب ترجمة العالم الجديد: «سعيد هو الشعب الذي يهوه الهه!»
[الخريطة/الصور في الصفحة ١٦٧]
(اطلب النص في شكله المنسق في المطبوعة)
نهر الأمازون
ماناوس
أمازوناس
ماتو ڠروسّو
سيزاريو لانجي
ريو ڠراندي دو سول
بليم
فورتاليزا
رَسيف
سَلْڤادور
ريو دي جانيرو
سان پاولو
[الصور]
١- الشاطىء في رَسيف
٢- ريو دي جانيرو
٣- غابة الأمازون المطيرة
٤- الشهادة على الأمازون
٥- مكتب الفرع، سيزاريو لانجي
[صورة تغطي كامل الصفحة ١٢٤]
[الصورة في الصفحة ١٢٦]
ألستن ومود يول ابتدأا بالخدمة في البرازيل سنة ١٩٣٦
[الصورة في الصفحة ١٢٦]
تشارلز لِثكو، من الصف الاول لجلعاد، لا يزال يخدم في البتل في البرازيل
[الصورتان في الصفحة ١٣٣]
مطبعة دوَّارة للطباعة البارزة وُضعت قيد العمل في سان پاولو سنة ١٩٧٣
[الصور في الصفحة ١٣٤]
في محفل «الانتصار الالهي» في سان پاولو، رأى المندوبون ثمرا يبهج القلب لشهادتهم المتحدة
[الصورة في الصفحة ١٤٢]
«متنزَّه المحافل» المسقوف جزئيا في سَلْڤادور
[الصورة في الصفحة ١٤٥]
لجنة الفرع (من اليسار الى اليمين) ماساسوي كيكوتا، كارل ريتس، امارو سانتوس، اوستن ڠوستاڤسون، اوڠوستو ماشادو، فْرِد ويلسون
[الصورتان في الصفحة ١٥٠]
اثناء تدشين الفرع في سنة ١٩٨١، حث لويد باري قائلا: ‹امنحوا الكرازة بالبشارة انتباهكم التام›
[الصورة في الصفحة ١٥٦]
جرى تدريب اكثر من ٠٠٠,٣٩ في مدرسة خدمة الفتح. ويظهر هنا الصف في سوروكابا، سان پاولو
[الصورة في الصفحة ١٥٨]
مرسلون وآخرون من خرِّيجي جلعاد في الخدمة كامل الوقت، مع رفقاء زواجهم، خلال زيارة ناظر الاقليم سنة ١٩٩٦
[الصورتان في الصفحة ١٦٢]
كانت مطابع الأوفست الدوَّارة والـ MEPS ادوات مهمة في التوصل الى اصدار المطبوعات في آنٍ واحد
[الصورة في الصفحة ١٧٠]
المركب المُستخدَم للكرازة بالبشارة عند مصب نهر الأمازون
[الصور في الصفحة ١٧٥]
ساعد متطوعون من بلدان اخرى الشهود المحليين على بناء تسهيلات الفرع؛ تظهر هنا عائلة هارلي (في الاعلى) وعائلة كولويل
[الصور في الصفحتين ١٧٦ و ١٧٧]
تسهيلات الفرع المستخدمة الآن لتنسيق نشاط الشهود الذين يتجاوز عددهم الـ ٠٠٠,٤٣٠ في البرازيل
[الصور في الصفحة ١٩٢]
ست عشرة قاعة محافل تفي الآن بحاجات شهود يهوه في البرازيل
[الصورتان في الصفحة ١٩٣]
يلزم المزيد من قاعات الملكوت. وطرائق البناء السريع تساعد على سدّ الحاجة
[الصورة في الصفحة ١٩٤]
تزوِّد بعض الجماعات مساعدة خصوصية للصمّ والعميان
[الصورتان في الصفحة ٢٠٥]
ابتهج أيريخ كاتْنِر برؤية «ترجمة العالم الجديد» تصير في المتناول بالپرتغالية
[الصورة في الصفحة ٢٠٧]
اوڠوستو ماشادو رأى دليلا بارزا على نتائج تعليم الكتاب المقدس في البرازيل