الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

شهود يهوه —‏ تقرير الكتاب السنوي لعام ١٩٩٨

شهود يهوه —‏ تقرير الكتاب السنوي لعام ١٩٩٨

شهود يهوه —‏ تقرير الكتاب السنوي لعام ١٩٩٨

بلهجة ملحة جدا تنبأ يوئيل النبي بمجيء يوم يهوه.‏ وحدَّد مفتاح النجاة عندما كتب:‏ «يكون ان كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] ينجو».‏ —‏ يوئيل ١:‏١٥؛‏ ٢:‏١،‏ ٢٨-‏٣٢‏.‏

وأتى يوم ليهوه كهذا على اورشليم في سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ وكان وقتا لتنفيذ احكام يهوه.‏ فقد حذَّر قبل سنوات سكان يهوذا واورشليم من انهم يواجهون مسؤولية خطيرة لمعاملته باحتقار.‏ لقد عرفوا اسمه واستعملوه،‏ لكنهم لم يسألوا بإخلاص عن يهوه من اجل التوجيه.‏ وفي الواقع،‏ لم يشعروا بأن يهوه سيدعوهم ليعطوا حسابا على ما كانوا يفعلونه.‏ (‏نحميا ٩:‏٢٦؛‏ صفنيا ١:‏٤-‏٦،‏ ١٢‏)‏ وبالنسبة اليهم سيكون الصراخ الى يهوه في يوم الضيق مهزلة،‏ وقال يهوه انه لن يسمع لهم.‏ (‏ارميا ١١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ ولكن عندما دمِّرت اورشليم،‏ نجا محبو البِر مثل ارميا،‏ باروخ،‏ عبد ملك،‏ وأبناء يوناداب لأنهم سعوا جدِّيا الى فعل ما هو صواب ومسرّ في نظر اللّٰه.‏

اوضح الرسول بطرس ان نبوة يوئيل تمَّت ايضا في القرن الاول.‏ وبتوجيه من الروح القدس،‏ اظهر بطرس ان ما حدث يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م كان اتماما لما كتبه يوئيل عن سكب روح اللّٰه قبل مجيء يوم يهوه.‏ وقد اتى يوم يهوه هذا بغضب مدمِّر على اورشليم سنة ٧٠ ب‌م.‏ (‏اعمال ٢:‏١٦-‏٢١‏)‏ لكن قبل ١٤ سنة تقريبا من ذلك،‏ كتب الرسول بولس الى المسيحيين في رومية واقتبس من يوئيل ٢:‏٣٢‏.‏ (‏رومية ١٠:‏١٣‏)‏ ولماذا؟‏ للتشديد على عدم محاباة اللّٰه اليهودَ واليونانيين.‏ وكما كتب النبي،‏ كان الخلاص متوفِّرا لـ‍ «‏كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏)‏».‏ ولكن لماذا لزم تحذير المسيحيين في رومية من دمار كان سيأتي على اورشليم البعيدة؟‏ حتى يبقوا خارج منطقة الخطر.‏ فكل مَن صعد لحضور عيد الفصح اليهودي في اورشليم سنة ٧٠ ب‌م،‏ وقع في الشرك عندما حلّت الكارثة بتلك المدينة.‏ ولكن قبل اربع سنوات تقريبا من حدوث ذلك،‏ خرج الذين اصغوا الى كلمة اللّٰه بواسطة ابنه من هذه المدينة المحكوم عليها بالهلاك.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏.‏

ويكمن الآن مباشرة امامنا يوم ليهوه له تأثير اكبر بكثير.‏ فتنفيذ احكام يهوه سيصل الى كل زاوية من زوايا الارض.‏ لكنَّ الخلاص ممكن لكل شخص —‏ مهما كانت قوميته،‏ عرقه،‏ او لغته —‏ يدعو بإيمان كامل باسم يهوه ويمارس الايمان بذبيحة ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ الكفارية.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لكنَّ رومية ١٠:‏١٤ تسأل:‏ «كيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به.‏ وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به».‏ يدرك شهود يهوه الحاح اعطاء كل شخص هذه الفرصة.‏

خلال سنة الخدمة الماضية،‏ من ايلول ١٩٩٦ وحتى آب ١٩٩٧،‏ اعطى شهود يهوه شهادة مؤثرة تتعلق بيهوه،‏ ابنه،‏ والملكوت المسياني.‏ فقدَّموا تقريرا عن الشهادة العلنية في ٢٣٢ بلدا،‏ مجموعة جزر،‏ ومقاطعات.‏ ويظهر التقرير ان اكثر من بليون ساعة،‏ وتحديدا ٨٤١‏,٧٣٥‏,١٧٩‏,١ ساعة،‏ خُصِّصت لهذا النشاط!‏ وعُقد كمعدل ٥٨٩‏,٥٥٢‏,٤ درسا بيتيا في الكتاب المقدس،‏ واعتمدت ذروة جديدة من ٩٢٣‏,٣٧٥ شخصا رمزا الى انتذارهم ليهوه.‏

وهذه الشهادة العالمية هي مؤثِّرة خصوصا عندما نعرف مَن يشترك فيها.‏ اشخاص يأتون من كل الامم،‏ كل العروق —‏ يتكلمون مئات اللغات.‏ وكثيرون يصارعون مشاكل اقتصادية خطيرة،‏ كما يفعل الناس حولهم.‏ وآلاف هم في بلدان تمزقها الحرب.‏ وكثيرون ممَّن يشهدون بأمانة يكافحون امراضا خطيرة.‏ وعلى الرغم من الحوادث المحزنة التي حصلت في رواندا‏،‏ يصرف الاخوة هناك كمعدل،‏ ما عدا الفاتحين،‏ اكثر من ٢٠ ساعة كل شهر في خدمة الحقل.‏ وخلال الاضطراب في ألبانيا‏،‏ وضع الاخوة هدفا ان يقوموا بشهادتهم في وقت باكر من اليوم عندما يكون هنالك هدوء نسبي —‏ قبل ان يبدأ اطلاق النار.‏

وكل شهر كان هنالك حول العالم،‏ كمعدل،‏ ٠٧٨‏,٣٥٣‏,٥ شخصا يشتركون في عمل المناداة بالملكوت.‏ وساهمت ذروة جديدة من ٩٣١‏,٥٩٩‏,٥ شخصا في خدمة الحقل في وقت ما خلال السنة.‏ وتشمل هذه جيشا كبيرا من الفاتحين —‏ ٢٧٠‏,٧٠٦،‏ كمعدَّل،‏ كل شهر.‏ وهذا اكثر من ايّ وقت مضى.‏ فماذا ساهم في ذلك؟‏

تجاوب حماسي مع دعوة خصوصية

في اوائل سنة ١٩٩٧ أُطلقت الدعوة:‏ «مطلوب .‏ .‏ .‏ فاتح اضافي».‏ فمن خلال خدمتنا للملكوت‏،‏ قُدِّمت اقتراحات عملية حول الطريقة التي يمكن بها ان يُبرمج الشخص وقته ليفعل ذلك.‏ وقد مُنح تشجيع حار للاشتراك خلال شهر او اكثر من آذار حتى ايار.‏ ووضع كل فرع هدفه الخاص.‏ على سبيل المثال،‏ ٠٠٠‏,١٠٠ لـ‍ الولايات المتحدة‏،‏ ٠٠٠‏,٢٠ لـ‍ الفيليپين‏،‏ ٠٠٠‏,١٠ لـ‍ جمهورية كوريا‏،‏ ٠٠٠‏,٢ لـ‍ نيوزيلندا‏،‏ و ٣٥٠ لـ‍ ليبيريا‏.‏

وماذا كان التجاوب؟‏ دليلا رائعا على ان خدام يهوه حقا «يقدمون انفسهم طوعا»،‏ كما أنبأ المزمور ١١٠:‏٣‏،‏ ع‌ج‏.‏ وخلال آذار تجاوزت ڠوادلوپ هدفها للفاتحين الاضافيين بـ‍ ٤٣ في المئة؛‏ إكوادور بـ‍ ٧٣ في المئة.‏ و پورتو ريكو تجاوزت ضعف العدد المتوقَّع اذ كان لديها ١٧٣‏,٤ فاتحا.‏ وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في اوكرانيا‏،‏ عندما انطلقت الدعوة هناك لـ‍ ٠٠٠‏,٥ فاتح اضافي،‏ انخرط ٣٦٥‏,١٠ شخصا في هذا العمل.‏ وفي الولايات المتحدة‏،‏ كان المجموع في الحملة التي دامت ثلاثة اشهر ٨٨٠‏,٢٥١ فاتحا اضافيا؛‏ مما يمثِّل زيادة ١٣٠ في المئة على الفترة نفسها خلال السنة المنصرمة.‏

وبُذل جهد اضافي كبير للاشتراك في هذه الحملة الخصوصية.‏ فماذا كانت النتائج؟‏ اخبر الفرع في ليبيريا ما يلي:‏ «بدأ الحقل فعلا في النمو مع حملة آذار الخصوصية.‏ انها لتضحية كبيرة ان يخدم المرء كفاتح اضافي في هذا البلد الذي تمزِّقه الحرب،‏ حيث عانى بعض اخوتنا وأخواتنا خسارة كل ممتلكاتهم المادية ثلاث مرات.‏ وبالنسبة الى الغالبية،‏ فإن مجرد تزويد العائلة بوجبة يومية اساسية واحدة،‏ ربما تتألف من طبق من ‹زيت النخيل والارزّ› او ‹البرغل›،‏ كان شغلهم الشاغل.‏ وبدا من المستبعد ان نبلغ هدفنا لـ‍ ٣٥٠ فاتحا اضافيا،‏ الذي شكَّل نحو ٢٥ في المئة من معدَّل عدد الناشرين للسنة الماضية.‏ لكنَّ الاخوة تجاوبوا حسنا،‏ واثقين بيهوه،‏ واشتركت ذروة من ٤٩٦ شخصا في عمل الفتح الاضافي خلال آذار،‏ وكانت هذه ابرز ذروة!‏ وبوجود ١٥٠ فاتحا قانونيا و ٢٩ فاتحا خصوصيا،‏ فإن ٤٢ في المئة من كل الناشرين الذين قدَّموا تقريرهم في آذار اشتركوا في شكل من اشكال خدمة الفتح!‏».‏

وماذا عن المناطق حيث كانت المقاطعة تغطَّى مرة او اكثر كل اسبوع؟‏ في بلدة قرب الفرع في كولومبيا‏،‏ اخبر رجل فاتحا:‏ «لا استطيع ان اصدق ذلك.‏ عندما كنت على وشك ان استقل الباص في فاكاتاتيڤا،‏ اقتربوا مني.‏ كنت طوال النهار التقيهم —‏ في الباص،‏ في كل مكان.‏ انها الآن الساعة ٠٠:‏٨ مساء،‏ وما زلت تكرز».‏ فلماذا؟‏ لأن شهود يهوه يرغبون في مساعدة الناس على السير في طريق الحياة.‏ ويرغبون ايضا في ان يكونوا ابرياء من دم الذين يرفضون هذه الفرصة.‏ —‏ حزقيال ٣:‏١٩؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

طبعا،‏ كان شهر آذار الشهر الذي جرى فيه احياء ذكرى موت المسيح.‏ وبأية طريقة يمكننا ان نظهر التقدير لمعناها افضل من الاشتراك اكثر في العمل الذي ائتمن ابن اللّٰه اتباعه عليه!‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

‏«اصنعوا هذا»‏

ان لموت يسوع المسيح وقيامته تأثيرا قويا في حياة كل مسيحي حقيقي.‏ كتب الرسول بولس:‏ «محبة المسيح تحصرنا .‏ .‏ .‏ وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام».‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وفي آخر يوم في حياة يسوع المسيح كإنسان،‏ اسس ذكرى موته.‏ وكان على اتباعه الممسوحين بالروح ان يُحيوا كل سنة ذكرى موته الفدائي.‏ وفي ٢٣ آذار ١٩٩٧،‏ فعلوا ذلك اطاعة لوصية يسوع.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٥‏)‏ واجتمع معهم ملايين آخرون كمتفرجين.‏ وكان مجموع الحاضرين حول العالم ٢٢٦‏,٣٢٢‏,١٤ شخصا،‏ اي اكثر من مليون شخص زيادة على سنة ١٩٩٦.‏ فيا له من دليل رائع على رضى يهوه وبركته!‏

وفي مناطق كثيرة،‏ كان شهود يهوه غيورين حقا في دعوة الآخرين الى حضور الذِّكرى معهم.‏ ففي توڠو‏،‏ سُرّ الناشرون الـ‍ ١٩ في قرية ڠامي سيڤا برؤية حضور من ٨٢٠ شخصا.‏ والناشرون الـ‍ ٢٠٩ الذين يشكِّلون الجماعة في أكسو،‏ كازاخستان‏،‏ رحبوا بـ‍ ٠٨٠‏,١ شخصا اتوا الى هذه المناسبة الخصوصية.‏ وفي إكپي،‏ بينين‏،‏ لا شك في ان الناشرين الـ‍ ٥٦ اندهشوا وسُرّوا عندما اتى ٣٥١‏,١ شخصا لحضور هذه المناسبة.‏ وفريق من اربعة ناشرين فقط في باپا،‏ ليبيريا‏،‏ قاموا بزيارات مكررة خلال آذار ليذكِّروا الناس بأهمية الذِّكرى.‏ والنتيجة،‏ حضر ١٩٣ شخصا في هذه القرية.‏

العمل وفق المعرفة التي تؤدي الى الحياة

ان جزءا حيويا من الخدمة المسيحية هو التلمذة.‏ فقد امر يسوع اتباعه قبل عودته الى السماء ان ‹يتلمذوا جميع الامم .‏ .‏ .‏ يعمدوهم.‏ ‏.‏ .‏ .‏ ويعلّموهم›.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وانسجاما مع ذلك،‏ يدعو شهود يهوه حول العالم الناس الى الاستفادة من برنامج مجاني لتعليم شخصي في الكتاب المقدس.‏ وفي السنة الماضية،‏ كان المعدل الشهري لعقد دروس كهذه ٥٨٩‏,٥٥٢‏,٤.‏

عُقد بعض هذه الدروس مع اشخاص كانوا يبحثون عن الحق.‏ وجد رجل في لبنان نسخا من برج المراقبة و استيقظ!‏ بين النفايات.‏ وبعد ان قرأها ولاحظ العرض لدرس بيتي مجاني في الكتاب المقدس،‏ ابتدأ يبحث عن الشهود.‏

لم يُبدِ آخرون اهتماما في بادىء الامر.‏ ففي ڤانواتو‏،‏ في جنوب غربي المحيط الهادئ،‏ غضب ابن رئيس قرية كان والده يتعلّم الحق لأن والديه تركا الكنيسة المشيخية وانضما الى شهود يهوه.‏ ولكن تمكَّن فاتح ذات يوم من التحدث الى الابن وعرض ان يمثِّل له كيف يُعقد درس في الكتاب المقدس «فقط كتجربة».‏ وقد استُعملت كراسة ماذا يطلب اللّٰه منا؟‏‏.‏ وبعد ان غطَّيا موضوعا واحدا،‏ رغب الشاب في درس ثانٍ،‏ وثالث.‏ وسرعان ما صار يدرس مرتين في الاسبوع ويحضر الاجتماعات.‏

حالما يتذوَّق الناس طعم الدرس،‏ يرغب عدد ليس بقليل منهم في عقده عدة مرات في الاسبوع.‏ وصحّ ذلك في لاس،‏ رجل في الدانمارك ادَّعى انه ملحد.‏ فبعد ان وافق على قراءة كتاب الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوُّر ام بالخَلق؟‏ اقتنع بسرعة بأن هنالك الها.‏ ثم صار يتوق الى تعلّم المزيد —‏ يتوق جدا الى حد انه سرعان ما صار يدرس ثلاث مرات كل اسبوع في كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية‏.‏ وتناوب ثلاثة اخوة على عقد الدرس.‏

طبعا،‏ ان مجرد نيل المعرفة ليس كافيا.‏ فيلزم ان يفعل الشخص مشيئة اللّٰه.‏ والتغييرات احيانا تكون جذرية.‏ كان سلوك شاب في إندونيسيا سيئا للغاية بحيث سلّمه والداه الكونفوشيوسيان الى السلطات على انه جانح.‏ لكنَّ المحبة والاخلاص اللذين أُظهرا له عندما ذهب اخيرا الى اجتماعات شهود يهوه،‏ جعلاه يرغب في معرفة يهوه.‏ وبعد شهرين فقط من الدرس،‏ قام بتغييرات اساسية في حياته —‏ اقلع عن التدخين والمخدِّرات.‏ وسرعان ما صار ناشرا،‏ ثم اعتمد وصار فاتحا اضافيا،‏ وفي وقت لاحق فاتحا قانونيا —‏ وكل ذلك في ١٥ شهرا!‏

حقا،‏ كما أنبأت رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏،‏ ان ‹جمعا كثيرا› من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة يتطوعون لخدمة يهوه.‏

براعة في الوصول الى الناس

عندما كان يسوع المسيح يُنجز خدمته،‏ كان يذهب حيثما يوجد اناس.‏ فكان يذهب الى البيوت الخاصة.‏ وكان يشهد ايضا حيث كان صيادو السمك ينظفون شباكهم،‏ وعند بئر في قرية،‏ وفي الهيكل في اورشليم.‏ (‏متى ١٣:‏١،‏ ٢؛‏ ٢٦:‏٥٥؛‏ لوقا ٥:‏١-‏٣؛‏ يوحنا ٤:‏٥-‏٢٦‏)‏ وكان الرسول بولس ايضا يكرز علنا ويذهب «من بيت الى بيت» لأنها الطريقة الفضلى للتأكد انه لم يُغفِل احدا.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ وتمثُّلا بهما،‏ يذهب شهود يهوه اليوم حيث يوجد الناس.‏

ويُنجَز المزيد من الشهادة بواسطة الهاتف اكثر من ايّ وقت مضى.‏ ويمكِّن ذلك الشهود من ان يكونوا على اتصال دائم بالناس الذين يعيشون في شقق ذات حراسة مشددة،‏ ابنية مقفلة المداخل،‏ ومجمَّعات سكنية مزوَّدة ببوابات.‏ ويُستعمل الهاتف ايضا للوصول الى سكان مئات الجزر الصغيرة المنخفضة المنعزلة التي تشكِّل جزر بَهاما‏.‏ فلطالما كانت المسافة وكلفة الوصول اليهم عائقا هائلا.‏ أما الآن فتُعقد «زيارات» قانونية عبر الهاتف.‏

يتمتع ناشر في جمهورية الدومينيكان بالشهادة في المطار.‏ يذكر الناشر:‏ «ان مقاطعة المطار هي مقاطعة خصوصية.‏ فحتى دون حيازة جواز سفر،‏ يمكنني ان اتكلم الى اناس من قوميات كثيرة.‏ فأُقدِّم مقالات جذابة يمكن للمسافرين ان يأخذوها معهم.‏ وأقتربُ ايضا الى الذين يأخذون المسافرين الى المطار او ينتظرون المسافرين القادمين.‏ وأوزِّع نحو ٣٠ مجلة في الساعة.‏ والآن ينتظرني موظفو المطار حتى يحصلوا على الاعداد الاخيرة.‏ وقد بدأتُ بدرس في الكتاب المقدس مع احد الموظفين».‏ وفي السنة الماضية اقام ايضا الشهود في جمهورية الدومينيكان كشكا في معرض الكتاب الوطني،‏ حدث مهم في ذلك البلد.‏ وقد ادّت محادثات جيدة هناك الى عدة دروس في الكتاب المقدس.‏

رتَّب الشيوخ في جماعة في تايوان ان يزور اخوة وأخوات مؤهلون المستشفيات الكبيرة في مقاطعتهم.‏ وقد زارت اختان قسم التَّحال.‏ وكان هدفهما ان تكونا وديَّتين مع المرضى الذين كان عليهم ان يقضوا هناك ساعات كل يوم.‏ فهل كانت هنالك نتائج جيدة؟‏ كمثال على ذلك،‏ عندما ابدى رجل بعض الاهتمام،‏ جلبت الاخت زوجها وعرَّفته به.‏ فابتُدئ بدرس وكان يُعقد كل اسبوع في المستشفى.‏ وسرعان ما بدأ الرجل يحضر اجتماعات الجماعة قانونيا.‏

اعدّ بعض الشهود في أوستراليا مجموعة مواد لتقديمها لمديري المآتم.‏ وقد احتوت كراستَي عندما يموت شخص تحبونه و هل يهتم اللّٰه بنا حقا؟‏ وكذلك بعض النشرات التي تناسب المفجوعين.‏ وقد جرى الترحيب بها.‏ ويستمر الاخوة في القيام بزيارات متكررة لتجديد مخزون الكراسات والنشرات.‏

في بلدان كثيرة،‏ يرتفع عدد السجناء بسرعة.‏ وحيثما امكن،‏ يكرز شهود يهوه ايضا للمسجونين.‏ ومنذ ١٥ سنة تقريبا،‏ بدأ الشهود في سان پاولو،‏ البرازيل‏،‏ بزيارة مجمَّع سجن يشمل اصلاحية فيها ٠٠٠‏,٦ مسجون تقريبا.‏ ويُعقد هناك خمسة وأربعون درسا قانونيا في الكتاب المقدس.‏ وتسعة سجناء هم الآن منادون بالملكوت،‏ وكلهم تعلّموا الحق في السجن.‏ وعندما يعتمدون ينخرطون في الفتح الاضافي.‏ ويدير بعض السجناء دروسا اسبوعية في الكتاب المقدس مع عائلاتهم،‏ ويدير احدهم صفوفا لتعليم نحو ٣٠ سجينا آخر القراءة والكتابة.‏ ونتيجة لذلك،‏ يمدح المسؤولون عن السجن العمل الذي يُنجز بين السجناء.‏

في جنوب افريقيا زار شاهدان القضاة،‏ المحامين،‏ والكتَّاب في مباني المحكمة.‏ والتقوا هناك المسؤولة عن تسجيل الزواج التي سألت:‏ «لماذا لم تأتوا في وقت ابكر؟‏».‏ وأوضحت انها زوَّجت اكثر من ٢٠ شخصا ذلك الصباح.‏ وقبِلت كتاب سرّ السعادة العائلية‏؛‏ وكذلك فعل الازواج الثلاثة الذين كانوا في مكتبها.‏ والآن يذهب الاخوة ثلاث مرات في الاسبوع ويُلقون خطابا لخمس دقائق على حضور مؤلف من ٦٠ الى ١٠٠ شخص.‏ ويوضحون رأي يهوه في الزواج،‏ ويذكرون ان كل يوم جمعة في مباني المحكمة نفسها ينتهي اكثر من ١٠٠ زواج الى الطلاق.‏ ثم يقدِّمون كتاب السعادة العائلية لمساعدة هؤلاء الازواج على النجاح في زواجهم.‏

في الطريق الى يوم المحفل الخصوصي،‏ سافر عضو من عائلة بيت ايل في الفيليپين في باص للمسافات الطويلة.‏ ولتسلية المسافرين،‏ غالبا ما تستخدم شركة الباصات اجهزة ڤيديو لعرض افلام.‏ ولكن في هذه الرحلة،‏ سأل الاخ هل بإمكانه ان يدير شريط ڤيديو كان بحوزته.‏ فوافق السائق.‏ ونتيجة لذلك،‏ شاهد ٧٠ مسافرا شهود يهوه —‏ الهيئة وراء الاسم‏.‏ حقا،‏ هنالك طرائق كثيرة لجعل الناس يسمعون البشارة.‏

فرح الكرازة في «مقاطعة غير مخدومة»‏

كالرسول بولس،‏ الذي تمتع بالكرازة في مناطق لم تقدَّم فيها الشهادة من قبل،‏ يُبدي بعض شهود يهوه العصريين استعدادا للعمل في «مقاطعة غير مخدومة» وكذلك في المناطق التي لا تقدَّم فيها الشهادة على اساس قانوني.‏ —‏ رومية ١٥:‏٢٣‏،‏ ع‌ج‏.‏

ان المناطق الريفية الشاسعة في مولداڤيا‏،‏ في اوروپا الشرقية،‏ هي مقاطعة عذراء من حيث الكرازة بالبشارة.‏ لكن عندما تُمنح انتباها يتبيَّن ان جزءا منها مثمر جدا.‏ فقد قامت جماعة في تيڠينا بالشهادة في قريتين من مقاطعة كهذه في كانون الثاني ١٩٩٧.‏ فبوشرت دروس بسرعة،‏ وفي المحفل الكوري الذي عقد في الصيف،‏ اعتمد ١٣ شخصا من هاتين القريتين.‏ فيا له من سبب للابتهاج!‏

ارادت اخت فاتحة في ليما،‏ پيرو،‏ ان توسِّع خدمتها بالشهادة في منطقة منعزلة.‏ فسافرت ١٥ ساعة بالباص الى مسقط رأسها في منطقة انداماركا.‏ ولم يكن هنالك شهود بين الـ‍ ٠٠٠‏,٧ شخص العائشين في تلك المنطقة.‏ ولدهشتها وجدت بسرعة عملا.‏ وانضمت اليها رفيقتها الفاتحة.‏ وقد أدهشهما ان تجدا انه من السهل الشهادة للاطباء،‏ المهندسين،‏ المهندسين المعماريين،‏ والاختصاصيين الآخرين هناك.‏ وكان عند البعض جوع روحي حقيقي.‏ وفي شهرين فقط،‏ صارت ثلاثة من اجتماعات الجماعة تُعقد قانونيا،‏ بحضور يبلغ ١٥ شخصا.‏ وحضر الذِّكرى ٦٦ شخصا.‏

ثمة زوجان فاتحان يخدمان حيث الحاجة ماسة في ڠويانا حصلا على نتائج ممتازة حتى قبل الوصول الى مقاطعتهما.‏ فعندما توقفا في منطقة لقضاء ليلتهما،‏ كرزا لبعض القرويين المحليين.‏ في الصباح التالي،‏ وقبل ان يتمكنا من متابعة رحلتهما،‏ اقتربت شابة من خيمتهما وقالت ان امها تريد ان تتكلم اليهما.‏ وكم دُهشا عندما وجدا امرأة تقرأ مطبوعات الجمعية منذ ١٤ سنة!‏ فكانت اختها ترسلها اليها من الولايات المتحدة.‏ وكان تأثيرها في حياة العائلة قويا جدا بحيث انهم تركوا الكنيسة الكاثوليكية،‏ واحتملوا ايضا نبذ المجتمع لفعلهم ذلك!‏ وفي الاحد التالي رُتِّب لعقد اجتماع.‏ فحضر ٤٧ شخصا،‏ بينهم ٢٣ عضوا من عائلة المرأة.‏ وقد صُنعت الترتيبات لاحقا للاحتفال بالذِّكرى هناك،‏ وحضر ٦٦ شخصا.‏ فيا لوفرة البركات التي يتمتع بها الذين يستجيبون للدعوة ان ‹يعبروا الى مكدونية ويُعينوا›!‏ —‏ اعمال ١٦:‏٩‏.‏

الاحداث ‹يسبِّحون يهوه›‏

من المشجع رؤية احداث كثيرين بين الذين يخدمون يهوه بغيرة.‏ والمزمور ١٤٨:‏٧-‏١٣ يقدِّم الدعوة:‏ ‹سبِّحوا الرب من الارض يا ايها الاحداث والعذارى ايضا الشيوخ مع الفتيان ليسبِّحوا اسم الرب لأنه قد تعالى اسمه وحده.‏ مجده فوق الارض والسموات›.‏ وآلاف كثيرة يقبلون هذه الدعوة اللطيفة.‏ وهم ينتهزون الفرص ليقدِّموا شهادة حسنة شفهيا وبسلوكهم المسيحي ايضا.‏

اظهر استطلاع شمل الناشرين في غانا ان ١٢ في المئة من الناشرين الذين يفوق عددهم الـ‍ ٠٠٠‏,٥٠ تتراوح اعمارهم بين ٦ و ٢٠ سنة.‏ ويخبر الفرع في الارجنتين ان نصف المعتمدين الـ‍ ٤٤١‏,٣ في سلسلة محافلهم الاخيرة كانوا من الاحداث،‏ بعمر ١٢ سنة وأكثر.‏ ومعظم هؤلاء الاحداث ما زالوا يذهبون الى المدرسة.‏ وهم يصلون الى مقاطعة فريدة لا يستطيع الآخرون بلوغها بسهولة.‏ وغالبا ما يتبيَّن انها مقاطعة مثمرة.‏

يدير دانيال،‏ وهو ناشر غير معتمد في غانا عمره ست سنوات،‏ عشرة دروس في الكتاب المقدس،‏ معظمها مع الرفقاء في المدرسة.‏ وقد حضر احدهم،‏ وعمره ١٩ سنة،‏ الذِّكرى في آذار الماضي.‏ وعندما ذكر معلِّم دانيال عبارة مضلِّلة في الصف عن اصل الحياة الحيوانية،‏ رأى دانيال فرصة.‏ وخلال فترة الاستراحة،‏ ذهب الى الاستاذ وقال له بتهذيب ان لديه مطبوعة تُلقي المزيد من الضوء على ما كانوا يناقشونه.‏ وبعد ان قرأ المعلِّم الكراسة،‏ كتب ملاحظة الى والد دانيال.‏ وهذا المعلِّم يتقدَّم الآن في المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية.‏

حتى الاولاد الذين هم دون سن الدخول الى المدرسة والذين يوجههم والدون يخافون اللّٰه يمكن ان يكونوا فعَّالين في تقديم الشهادة.‏ في روسيا‏،‏ عندما تستقل ام وابنتها البالغة من العمر خمس سنوات القطار النفقي،‏ غالبا ما تبتدئ الفتاة المحادثات.‏ فإذا كان هنالك شخص يجلس بجانبهما،‏ تسأل الفتاة:‏ «عفوا سيدتي،‏ هل تعرفين ان اسم اللّٰه هو يهوه؟‏».‏ ويكون الجواب عادة «كلا».‏ عندئذ تلتفت الفتاة الى امها وتقول:‏ «امي،‏ اوضحي لها ذلك من فضلك».‏

يوجد بين احداثنا بعض الشهود الشجعان والغيورين جدا.‏ غالبا ما يكرز بيادكي،‏ وعمره الآن عشر سنوات،‏ لرفقاء صفه في ايسلندا‏.‏ ومؤخرا اصروا على انه ليس مسيحيا لأنه يؤمن بيهوه،‏ لا باللّٰه،‏ كما عبَّروا عن ذلك.‏ وعندما حاول ان يوضح الامور،‏ رفضوا ان يصدقوه.‏ وفي طريقه من المدرسة الى البيت،‏ طلب بيادكي من احد الصبيان في صفه ان يرافقه الى البيت لأن عنده شيئا يريد ان يريه اياه.‏ وهناك فتح بيادكي كتابه المقدس الى تكوين ٢:‏٥‏،‏ حيث يظهر اسم اللّٰه في حاشية الكتاب المقدس الايسلندي،‏ واستخدم ايضا ترجمة العالم الجديد بالانكليزية ليُقنع رفيقه ان اسم اللّٰه هو يهوه.‏ ثم قال بيادكي:‏ «الآن رأيت انت بنفسك انه وفقا للكتاب المقدس،‏ اسم اللّٰه هو يهوه،‏ لذلك عندما يقول الصبيان في المدرسة ان يهوه ليس اسم اللّٰه،‏ يمكنك ان تقول لهم ان ما يقولونه ليس صحيحا لأنك رأيته انت بنفسك في الكتاب المقدس».‏ وهكذا لم يعلِّم بيادكي رفيقه الحق فحسب بل اعطاه ارشادات حول طريقة الكرازة.‏

وكان من الممكن احيانا تقديم شهادة لبقة في الصف.‏ قدَّم اخ حدث في لبنان تقريرا لرفقاء صفه يتعلق بشهود يهوه.‏ وضمَّنه عرضا لكاسيت الڤيديو شهود يهوه —‏ الهيئة وراء الاسم‏.‏ وعندما طُلب من ناشرة شابة في الپرتغال ان تكتب مقالة عما فعلته خلال عطلة «الفصح»،‏ ذكرت بين امور اخرى انها حضرت الذِّكرى.‏ ونتيجة الاهتمام الذي اثاره ذلك،‏ سرعان ما وافقت معلمتها على الحصول على درس في الكتاب المقدس وهي الآن ناشرة غير معتمدة.‏

ان غيرة احداث كثيرين تدفعهم الى الانخراط في الفتح الاضافي —‏ والبعض في الفتح القانوني.‏ ماري روز،‏ في رواندا‏،‏ هي واحدة منهم.‏ ففي حين انها تذهب الى المدرسة الثانوية،‏ فهي تعمل بكدّ لمساعدة امها المسنة،‏ لكنها ايضا فاتحة قانونية وتعقد ١٥ درسا في الكتاب المقدس.‏ في الكاميرون‏،‏ كانت ڠلوري فاتحة اضافية فيما كانت تذهب الى المدرسة،‏ رغم انه لم يكن احد من عائلتها المباشرة من الشهود.‏ وهي الآن فاتحة قانونية،‏ وثلاثة آخرون من عائلتها صاروا شهودا معتمدين.‏ تقول ڠلوري:‏ «تبيَّن ان خدمة الفتح اثناء الذهاب الى المدرسة افضل طريقة لحماية نفسي من المخدِّرات،‏ الفساد الادبي،‏ والعنف التي تعمّ مدارس كثيرة هذه الايام».‏

مدرسة للذين يختارون الفتح

هنالك مقرَّر خصوصي للتدريب أُعدَّ لأجل الفاتحين القانونيين الذين انخرطوا في الفتح لسنة على الاقل.‏ وفي تشرين الثاني ١٩٧٧،‏ وُجِّهت اولى الدعوات لحضور مدرسة خدمة الفتح في الولايات المتحدة.‏ وخلال السنوات الـ‍ ٢٠ الماضية،‏ استفاد من هذه المدرسة اكثر من ٠٠٠‏,١٩٥ فاتح في الولايات المتحدة وحدها.‏ ويشمل ذلك الـ‍ ٣٤٥‏,١٠ تلميذا الذين حضروا خلال سنة الخدمة الماضية.‏ وقد نال مئات الآلاف حول العالم هذا التدريب.‏

وما هو الهدف من هذه المدرسة؟‏ ان المقرَّر مصمَّم لمساعدة الفاتحين على (‏١)‏ ان يسيروا مع يهوه تمثلا بيسوع المسيح،‏ (‏٢)‏ ان يزدادوا اكثر في المحبة لكامل معشر الاخوة،‏ و (‏٣)‏ ان يحسِّنوا مهاراتهم الكرازية والتعليمية ليضيئوا بأكثر فعَّالية «كأنوار في العالم».‏ —‏ فيلبي ٢:‏١٥‏.‏

قال معلِّمان انه بالاضافة الى التدريب العملي على خدمة الحقل،‏ ساعد المقرَّر التلاميذ «ان يكونوا متَّزنين في عمل الفتح وألّا يدعوا امور هذا النظام تجعلهم يفقدون التركيز».‏ ونتيجة لذلك،‏ تجري مساعدة المزيد على تبنّي الخدمة كامل الوقت كمهنة تمنح الاكتفاء.‏

وخلال السنوات الثماني الماضية،‏ عندما رُفع الحظر الذي فُرض على نشاط شهود يهوه في اوروپا الشرقية وافريقيا،‏ صُنعت على الفور ترتيبات ليتمكَّن الفاتحون في هذه المناطق من الاستفادة من مدرسة خدمة الفتح.‏ تُخبر سلوڤينيا‏:‏ «ان التأثيرات الايجابية للمدرسة يمكن ان تُرى بتحسُّن صفات وفعَّالية كل فاتح».‏ والحماسة التي يُعبِّر عنها الذين يحضرون المدرسة غالبا ما تدفع الآخرين الى الانخراط في الفتح.‏ هكذا كانت الحال في هنڠاريا‏،‏ حيث أُضيف الى جماعة فيها ٥ فاتحين ٢١ فاتحا آخر بعد ان حضر البعض مدرسة خدمة الفتح.‏

حقا،‏ ان الحصاد عظيم.‏ وهنالك حاجة الى خدام مدرَّبين جيدا وطوعيين في الحقل.‏ ولا شك في ان مدرسة خدمة الفتح ستستمر في المساعدة على سدّ هذه الحاجة.‏

عشر سنوات لمدرسة تدريب الخدام

بعد نحو عشر سنوات من الابتداء بمدرسة خدمة الفتح،‏ افتُتحت مدرسة تدريب الخدام،‏ في ١ تشرين الاول ١٩٨٧،‏ في پيتسبورڠ،‏ پنسلڤانيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ والشيوخ والخدام المساعدون العزاب الذين ينالون هذا التدريب يمكن دعوتهم الى الخدمة حيثما توجد حاجة في الحقل العالمي.‏ ومنذ عشر سنوات،‏ كانت هنالك ٩١١،‏ ٥٤ جماعة حول العالم؛‏ واليوم عندنا ٢٥٦،‏ ٨٥ جماعة.‏ وهنالك حاجة ماسة الى رجال مؤهلين ليرعوا،‏ يعلِّموا،‏ ويأخذوا القيادة في العمل التبشيري العظيم.‏ ومدرسة تدريب الخدام تُعِدّ الرجال المنتذرين ليسدّوا هذه الحاجات.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢‏.‏

ومنذ بدأت المدرسة حضرها ٦٩٨‏,٣ شخصا في الاميركتين،‏ ٢٠٨‏,١ في افريقيا،‏ ٨٠٤‏,١ في آسيا وجزر المحيط الهادئ،‏ و ٢٩٥‏,٢ في اوروپا.‏ والمتخرِّجون من هذه المدرسة يخدمون الآن في ١٢٦ بلدا مختلفا.‏

ان عددا كبيرا من المتخرِّجين يتكلمون عدة لغات.‏ وقدرات كهذه يجري الاستفادة منها على الفور إما في بلدانهم حيث توجد فِرق عرقية كثيرة او في حقول اجنبية.‏ وآخرون تعلّموا لغات البلدان التي أُرسلوا اليها.‏

ومئات المتخرِّجين هم في عمل الفتح الخصوصي،‏ وهم يساعدون على افتتاح مناطق منعزلة.‏ والجماعات التي هي بحاجة الى شيوخ وخدام مساعدين تستفيد من خدماتهم.‏ والبعض يعيَّنون للاشتراك في العمل الدائري.‏ على سبيل المثال،‏ تُخبر نيجيريا ان ٥٠ متخرِّجا هم في العمل الجائل في ذلك البلد.‏ والعدد نفسه تقريبا يخدمون في هذا المجال في المكسيك‏،‏ حيث تشكَّلت جماعات جديدة كثيرة.‏ وفي الفيليپين هنالك ٣٧ متخرِّجا في العمل الدائري،‏ و يخدم ١١١ كنظار دوائر بدلاء.‏ وبعض المتخرِّجين الذين يتمتعون بمهارات تقنية عُيِّنوا لسدّ الحاجات في الفروع.‏

وتبرهن المدرسة انها تدبير رائع لإعطاء تدريب قيِّم للاخوة الذين يقدِّمون انفسهم طوعا لخدمة مصالح الملكوت.‏ (‏مزمور ١١٠:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولأنهم اؤتمنوا على مسؤوليات اكبر،‏ يُطلب منهم اكثر،‏ غير ان بركاتهم كثيرة.‏ —‏ لوقا ١٢:‏٤٨ب‏.‏

‏«تفرحون امام الرب الهكم»‏

في اسرائيل القديمة،‏ كان عبّاد يهوه يجتمعون قانونيا من اجل الاعياد الموسمية.‏ والذين كانوا يصعدون الى عيد المظال السنوي أُمروا:‏ «تفرحون امام الرب الهكم سبعة ايام».‏ (‏لاويين ٢٣:‏٤٠‏)‏ وعلى نحو مماثل في ايامنا،‏ فإن المحافل الكورية السنوية هي وقت لفرح خصوصي بين شعب يهوه.‏ وفي اوائل سنة الخدمة،‏ كانت محافل «رسل السلام الالهي» الكورية لا تزال تُعقد في بعض البلدان.‏

كم كان محورا ملائما للمحفل في ليبيريا التي تمزِّقها الحرب!‏ فقبل اسابيع من عقده،‏ كان يمكن رؤية اخوتنا،‏ في البلدات والمدن،‏ يضعون بفخر بطاقات شارات المحفل «رسل السلام الالهي».‏ فلشهود يهوه كل الحق في وضع بطاقة كهذه لتحديد الهوية.‏ والليبيريون يعرفون انه خلال سنوات الحرب،‏ برهن شهود يهوه فقط‍ انهم رسل حقيقيون للسلام الالهي.‏ ففيما انضم آلاف الاعضاء من اديان اخرى الى فئات مسلحة وحملوا اسلحة الحرب،‏ شوهد شعب يهوه في كل مكان،‏ وهم يحملون الكتاب المقدس،‏ يُخبرون الليبيريين الذين سئموا الحرب برسائل السلام الالهي.‏

وبحلول اواسط ١٩٩٧ كانت سلسلة المحافل «الايمان بكلمة اللّٰه» جارية.‏ وعبَّر كثيرون عن شكر عميق على المسرحية «أَبقوا عينكم بسيطة».‏ وركَّز آخرون الانتباه على المحاضرة التي هي في حينها «نوعية ايمانكم —‏ تُمتحن الآن».‏ والكراسة التي صدرت —‏ كتاب لكل الناس —‏ نُشرت بـ‍ ٥٨ لغة.‏ وكان الامر الابرز في المحفل في پولندا اصدار ترجمة العالم الجديد الكاملة بالپولندية للحضور المتحمس في وارسو و ڤروتسلاف في آنٍ واحد.‏ وفي اليونان عندما عرف الحضور ان الطبعة اليونانية لكامل ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة طُبعت وأُصدرت وقف الحضور،‏ حتى قبل إكمال الاعلان،‏ وهتفوا هتافا مطوَّلا مصحوبا بدموع الفرح والتقدير.‏

وبالاضافة الى المحافل الكورية،‏ كانت هنالك تجمُّعات اخرى بارزة في اماكن مختلفة.‏ وشمل احدها تدشين فرع جديد مع قاعة ملكوت وقاعة محافل تتسع لـ‍ ٠٠٠‏,٣ مقعد،‏ في جمهورية الدومينيكان في تشرين الثاني ١٩٩٦.‏ وكان بين الحضور كثيرون ممَّن عاشوا خلال الاضطهاد العنيف الذي دام عشر سنوات خلال زمن الدكتاتور تروهييو.‏ رَوَت وانيتا برانت،‏ وهي مرسلة سابقة،‏ ان المرسلين ظلوا في البلد يشهدون سرا،‏ يقومون بعمل دنيوي،‏ ويشجعون الشهود المحليين،‏ الذين سُجن كثيرون منهم وعُذِّبوا.‏ عندما تعلّم لويس مونتاس الحق،‏ وهو قريب للدكتاتور تروهييو،‏ كان امين صندوق الحزب السياسي.‏ فطورد،‏ سُجن،‏ وأشرف على الموت عدة مرات.‏ ولكن في الـ‍ ٩١ من عمره،‏ حضر تدشين الفرع وسُرّ بأن يكون بين الـ‍ ٦٧٨‏,٣٥ شخصا في المحفل الذي تلا.‏

عُقد اجتماع بارز آخر في آذار ١٩٩٧ يتعلق بتوسيع تسهيلات الفرع في البرازيل‏.‏ وفي برنامج التدشين،‏ حضر شهود من الولايات البرازيلية الـ‍ ٢٦ كلها.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كان هنالك مندوبون من ٢٤ بلدا آخر ومرسلون مثَّلوا ٤٣ صفا لمدرسة جلعاد وكانوا قد خدموا في البرازيل.‏ فكم كان ذلك مناسبة مبهجة!‏ وفي اجتماع خصوصي عُقد في اليوم التالي،‏ تكلم مِلتون هنشل،‏ وهو عضو في الهيئة الحاكمة،‏ في مدرَّج ماراكانا في ريو دي جانيرو،‏ فيما سمعت البرنامج ايضا حشود في اربع مدن اخرى.‏ وكان مجموع الحضور اكثر من ٠٠٠‏,٢٠٠ شخص.‏ ومحوره المبهج للقلب،‏ الذي جرى تطويره من جامعة ١٢‏،‏ كان «يهوه يحب الاحداث».‏ وقد حثّ الاحداث،‏ ان ‹يخدموا يهوه كاملا،‏ مشاركين في خدمة الفتح قبل ان تأتي الايام المفجعة›.‏

وفي وقت لاحق من ذلك الشهر،‏ شمل محفل في الارجنتين تدشين قاعة محافل جديدة لنا في كانيوالز،‏ تسع ٤٠٠‏,٩ مقعد.‏ وسيزوِّد هذا التسهيل العائشين في عاصمة الارجنتين وفي جوارها مكانا للاجتماع من اجل المحافل الكورية والدائرية.‏ وبين امور اخرى،‏ شمل برنامج التدشين سردا رائعا لنشاط شهود يهوه في الارجنتين،‏ حيث استمر النمو الثيوقراطي رغم الحظر والقيود الاخرى طوال ٣٣ سنة.‏ وفي اليوم الذي تلا برنامج التدشين،‏ عُقد اجتماع في مدرَّج ريو دي لا پلاتا الكبير في مدينة بونس إيريس.‏ كان المدرَّج مكتظا،‏ فتدفَّق الاخوة على ملعب المدرَّج.‏ ومجموع الذين حضروا كان اكثر من ٨٠٠‏,٧١ شخص.‏ وقد قطع البعض مسافات طويلة.‏ فقد أتى باص مزدحم من پاتاڠونيا،‏ التي تبعد ١٠٠‏,٣ كيلومتر (‏٩٠٠‏,١ ميل)‏.‏ ووصل كمجموع نحو ٢٠٠‏,١ باص الى مدرَّج ريو دي لا پلاتا من انحاء مختلفة من البلد.‏

تكلم كاري باربر،‏ عضو في الهيئة الحاكمة كان عمره آنذاك ٩١ سنة،‏ في هاتين المناسبتين.‏ وفي التدشين حثّ بقوة على قراءة الكتاب المقدس قانونيا قائلا:‏ «ايها الاخوة والاخوات،‏ هل نقرأ كلنا الكتاب المقدس يوميا؟‏ كثيرون يدّعون انهم مشغولون اكثر من ان يقرأوا الكتاب المقدس يوميا؛‏ ولكن يبدو ان عندهم وقتا كافيا لتناول ثلاث وجبات ممتازة يوميا،‏ أليس ذلك واضحا؟‏ وإذا قرأوا الكتاب المقدس يوميا،‏ أفَلن يظهر ذلك بوضوح ايضا؟‏».‏ وفي اليوم التالي،‏ في المدرَّج،‏ عندما تكلم عن «كيفية مقاومة روح هذا العالم»،‏ قطع الحضور المتحمس والمنتبه الخطابَ تكرارا بالتصفيق.‏ وعند تشجيع الجميع على الاستمرار في التقدُّم في ما هو صالح ومستقيم،‏ أظهر ايضا اننا نحتاج الى مساعدة يهوه،‏ وروحه،‏ كي ننجح.‏ وشدَّد الاخ باربر على اهمية «رفض كلام العالم البذيء وسلوكه الفاسد ادبيا».‏ ثم حثّ قائلا:‏ «جدوا الفرح والسعادة في خدمة يهوه،‏ عبادته،‏ وإرضائه».‏ وكان تأثير هذا البرنامج الخصوصي في الحاضرين قويا حقا.‏

‏‹أطيلوا الاطناب›‏

في السنوات الاخيرة كان هنالك ازدياد مدهش في عدد الناس حول العالم الذين يصعدون الى بيت يهوه الروحي العظيم ليتعلموا طرقه وليسلكوا فيها.‏ (‏اشعياء ٢:‏٢-‏٤‏)‏ وفي غضون السنوات الخمس الماضية،‏ خضع ٩٩٥‏,٥٩٣‏,١ شخصا للتغطيس في الماء رمزا الى انتذارهم ليهوه.‏ وهنالك حاجة الى قاعات ملكوت حيث يمكنهم ان يجتمعوا من اجل الارشاد والعبادة.‏ وهنالك حاجة الى قاعات محافل لاستيعابهم من اجل ايام المحافل الخصوصية،‏ المحافل الدائرية،‏ والمحافل الكورية.‏ وتلزم مكاتب فروع ومطابع لتزويد تسهيلات حيث يمكن انجاز ترجمة مطبوعات الكتاب المقدس بلغات محلية وطباعتها ايضا،‏ وحيث يمكن تنسيق نشاط شهود يهوه ليتمكن الجميع من الحصول على فرصة سماع رسالة الملكوت.‏ لذلك كم هو ملائم الاعلان النبوي:‏ «اوسعي مكان خيمتك .‏ .‏ .‏ لا تُمسكي.‏ اطيلي اطنابك وشددي اوتادك».‏ —‏ اشعياء ٥٤:‏٢‏.‏

وكيف تزوَّد هذه التسهيلات؟‏ بواسطة بركة يهوه على جهود شهوده الموحَّدة.‏ فحيثما امكن،‏ يقوم الشهود المحليون بالبناء ويهتمون بالتكاليف بواسطة التبرعات الطوعية.‏ وحيثما يلزم —‏ وهذه هي الحال غالبا —‏ تُقدَّم المساعدة بواسطة شهود من انحاء اخرى في البلد او بواسطة معشر الاخوة العالمي.‏ وأحيانا،‏ يساعد متطوعون من خمسة او عشرة بلدان او اكثر على بناء مشاريع رئيسية لتسهيلات فروع.‏

وبين المشاريع التي أُكملت ودُشِّنت خلال سنة الخدمة الماضية،‏ هنالك قاعات ملكوت عديدة،‏ بعض قاعات المحافل،‏ وعدد من تسهيلات الفروع.‏ وشمل ذلك اكمال بناء تسهيلات فروع جديدة في جامايكا،‏ جمهورية الدومينيكان،‏ روسيا،‏ سيراليون،‏ ڠيانا الفرنسية،‏ مدغشقر،‏ و موريشيوس،‏ وأيضا توسيع تسهيلات الفروع في الارجنتين،‏ أوستراليا،‏ و البرازيل.‏ فماذا يحدث في هذه البلدان لتكون هنالك حاجة الى هذه التسهيلات؟‏

الارجنتين:‏ منذ رُفع الحظر الذي فرضته الحكومة على نشاط شهود يهوه في الارجنتين سنة ١٩٨٠،‏ حدث «انفجار» في عدد ناشري الملكوت في البلد.‏ ففي سنة ١٩٨١ كان هنالك ٨٦٩‏,٣٨ شاهدا نشيطا —‏ نسبة شاهد واحد الى ٧١٧ من السكان.‏ وهنالك الآن ١٥١‏,١١٦ ناشرا،‏ والنسبة هي ١ الى ٢٨١.‏ فكان من الضروري توسيع تسهيلات المصنع عدة مرات.‏ ومؤخرا،‏ جرى شراء مبنيين اضافيين وتحديثهما،‏ وجرى توسيع اماكن السكن.‏ وأُضيفت كلها الى مجمَّع الفرع الواسع.‏

أوستراليا:‏ منذ انتقل الفرع الى مكانه الحالي في ضواحي سيدني،‏ تضاعف تقريبا عدد الشهود في البلد الى ٩٤٦‏,٦٠.‏ فأُضيفت اقسام جديدة:‏ مكتب هندسة اقليمي،‏ مكتب خدمات معلومات المستشفيات،‏ دائرة قانونية،‏ وغيرها.‏ وقسم الشحن هو الآن مستودع مطبوعات لجزء كبير من منطقة المحيط الهادئ.‏ وللمساعدة على سدّ الحاجات،‏ أُضيفت ثلاثة مبانٍ —‏ مكتب،‏ خدمات،‏ ومسكن —‏ الى مجمَّع الفرع في أوستراليا.‏

البرازيل:‏ منذ تدشين مباني الفرع في سيزاريو لانجي سنة ١٩٨١،‏ تضاعفت هذه التسهيلات ثلاث مرات في الحجم.‏ ولماذا؟‏ لأن اكثر من ٦٠٠‏,٣٣٨ شخص انضموا الى صفوف شهود يهوه في البرازيل.‏ وخصَّصوا اكثر من ٠٠٠‏,٣٠٠‏,٨٠ ساعة للكرازة بالبشارة في السنة الماضية،‏ ووزَّعوا ملايين مطبوعات الكتاب المقدس،‏ وأداروا كمعدل ٠٢٨‏,٤٤٣ درسا بيتيا في الكتاب المقدس.‏ ويجري تنسيق نشاطات ٩٦٠‏,٦ جماعة و ٣٤٠ ناظرا جائلا بواسطة هذا الفرع.‏

جامايكا:‏ كُرز بالبشارة اولا في جامايكا في سنة ١٨٩٧،‏ لذلك تزامن تدشين تسهيلات الفرع الجديدة الرائعة سنة ١٩٩٧ مع مرور مئة عام على الشهادة في هذا البلد.‏ ويشمل مجمَّع الابنية الجديدة مبنى مكتب/‏خدمات فرع جديد،‏ بيت ايل،‏ قاعة محافل،‏ وقاعة ملكوت.‏ ولا شك في ان هذه التسهيلات ستساهم بشكل بارز في زيادة التوسُّع الثيوقراطي في البلد.‏

جمهورية الدومينيكان:‏ انها حقل مثمر.‏ فناشرو الملكوت الـ‍ ٠٠٧‏,٢١ في جمهورية الدومينيكان يُديرون ٣٦٢‏,٣٥ درسا بيتيا في الكتاب المقدس.‏ وكانت هنالك حاجة ماسة الى تسهيلات فرع جديد للاعتناء بالعمل هناك.‏

سيراليون:‏ جعلت الحرب الاهلية الطويلة والاضطراب السياسي في هذا البلد اناسا كثيرين يتوقون الى الامن الذي يمكن ان يجلبه فقط ملكوت اللّٰه.‏ ووسط هذه الظروف،‏ قدَّم بناء الفرع الجديد شهادة حسنة.‏ ومقاولو بناء من بلدان مختلفة قدَّموا طوعا خدماتهم دون مقابل —‏ الامر الذي لم يصدقه الناس في البداية.‏ واشتراك اجانب ذوي بشرة بيضاء في العمل الجسدي مع شهود سيراليونيين اصبح «حديث الساعة».‏ فكان واضحا ان شهود يهوه تعلّموا كيف يعيشون ويعملون بسلام وأُخوَّة حقيقية.‏

ڠيانا الفرنسية:‏ في وقت من الاوقات أُنجزت الكرازة هنا بشكل واسع بواسطة الشهود الذين اتوا من ڠوادلوپ و مارتينيك.‏ وبحلول سنة ١٩٩٠،‏ كان هنالك ٦٦٠ ناشرا يقدِّمون تقريرهم وافتُتح مكتب فرع —‏ وبأية نتيجة؟‏ في غضون خمس سنوات تضاعف عدد الناشرين.‏ والكرازة بالبشارة تزدهر في هذا البلد الذي تغطي غابة الامازون المطيرة مساحة كبيرة منه.‏ وهنالك الآن شاهد واحد لكل ١٠٠ من السكان.‏ وواقع وجود ١٦٧‏,٢ درسا في الكتاب المقدس يُديرها ٤٦٨‏,١ ناشرا بالاضافة الى ٥٠٦‏,٥ اشخاص حضروا الذِّكرى في سنة ١٩٩٧ يشير الى نمو اضافي.‏

مدغشقر:‏ لقد أُنجز الكثير في مدغشقر منذ زار خدام يهوه لأول مرة هذا البلد سنة ١٩٢٥.‏ وفي السنوات الاخيرة ازدادت سرعة النشاط كثيرا.‏ فخلال آذار ١٩٩٧،‏ عندما اشترك ٤٠٤‏,٨ ناشرين في خدمة الحقل وأداروا ٣٢١‏,٢٢ درسا في الكتاب المقدس،‏ حضر الذِّكرى ٣٠٠‏,٤٥ شخص.‏ ومجمَّع الفرع الجديد سيساعد على الاعتناء بحاجات هذا الحشد المتزايد من عبَّاد يهوه.‏

موريشيوس:‏ جرى بناء مكتب فرع جديد جذاب وقاعة محافل دون جدران في هذه الجزيرة في المحيط الهندي.‏ ولماذا؟‏ لأنه هنا في الجزر،‏ يتجاوب الناس مع دعوة الكتاب المقدس الجذابة الى الاشتراك في تسبيح يهوه.‏ (‏اشعياء ٤٢:‏١٠‏)‏ وخلال السنوات الثماني الماضية،‏ تضاعف تقريبا عدد الشهود في هذه المنطقة.‏

روسيا:‏ لفت تدشين تسهيلات الفرع الجديد في روسيا انتباها عالميا خصوصيا.‏ لقد حدثت تطورات ثيوقراطية بارزة في هذا الجزء من العالم.‏ فقد حضر البرنامج في ٢١ حزيران ١٩٩٧ اناس من ٤٢ بلدا.‏

كان هنالك ٠٠٠‏,١٠ شاهد في كل الاتحاد السوڤياتي في سنة ١٩٧٢.‏ وفي سنة ١٩٩١،‏ عندما مُنح اخيرا عمل شهود يهوه هناك اعترافا شرعيا،‏ كان ١٧١،‏ ٤٩ شاهدا يقدِّمون تقريرهم في جمهوريات الاتحاد الـ‍ ١٥.‏ وفي ايار ١٩٩٧،‏ كان اكثر من ٠٠٠‏,٢١٥ شاهد نشاطى في هذه المنطقة،‏ ونحو ٠٠٠‏,٦٠٠ حضروا الذِّكرى في آذار.‏

صارت روسيا وتسع من هذه الجمهوريات السابقة تحت اشراف فرع روسيا.‏ ولتنسيق نشاطهم وترجمة المطبوعات لهم،‏ بُنيت تسهيلات فرع جديد على بُعد نحو ٤٠ كيلومترا (‏٢٥ ميلا)‏ شمالي غربي سانت پيترسبرڠ،‏ قرب بلدة سولْنتشْنويي.‏ وأُنجز ذلك انسجاما مع التسجيل الشرعي للمركز الاداري لهيئة شهود يهوه الدينية الاقليمية في الاتحاد الروسي.‏ وهذا المجمَّع الرائع يشمل سبعة مساكن تتَّسع لنحو ٢٥٠ شخصا،‏ قاعة ملكوت وغرفة طعام تتَّسع كلٌّ منهما لأكثر من ٥٠٠ مقعد،‏ ومكتبا واسعا ومجمَّعا للخزن.‏

وفي برنامج التدشين،‏ القى ثيودور جارس،‏ وهو عضو في الهيئة الحاكمة،‏ الخطاب الرئيسي «البناء من اجل المستقبل».‏ وسرد آخرون تطورات تاريخية مثيرة للاهتمام.‏ وعلى ألواح عرض كبيرة في صالة الاستقبال،‏ عُلِّقت صور واختبارات تدعم بالوثائق نشاط شهود يهوه في روسيا طوال اكثر من ١٠٠ سنة.‏ وعلم المتفرجون انه في وقت باكر يعود الى سنة ١٨٩٢،‏ وبناء على طلب مِتروپوليت موسكو الارثوذكسي،‏ نُفي الى ما يُدعى الآن قازاخستان رجل اخبر الآخرين بما تعلّمه من تلاميذ الكتاب المقدس (‏كما كان شهود يهوه يُعرفون آنذاك)‏.‏ وقرأوا عن مئات الروس الذي تعلّموا حق الكتاب المقدس من شهود يهوه عندما كانوا في معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية.‏ وقرأوا اختبارات عن الآلاف من شهود يهوه الذين نُفوا الى سيبيريا والى الشرق الاقصى من روسيا سنة ١٩٥١،‏ خلال حكم ستالين الدكتاتوري.‏

وبين هؤلاء الحاضرين من اجل التدشين،‏ كان هنالك كثيرون ممَّن احتملوا سنوات طويلة في السجن وفي معسكرات العمل السيبيرية بسبب ايمانهم.‏ فهل يمكنكم ان تتخيلوا الدهشة والفرح العارمين لهؤلاء المسنين وهم يتجولون في التسهيلات الجميلة الموجودة في هذا الموقع الشبيه بالحديقة والذي تبلغ مساحته ٧ هكتارات (‏١٧ اكرا)‏؟‏ لقد ملأت الدموع اعين كثيرين،‏ وخصوصا عندما التقى الاخوة افرادا لم يروهم منذ ايام السجن.‏ ويا للفرح الذي ساد عندما بدأ الاخوة والاخوات في الفناء الواسع يرنِّمون تلقائيا ترانيم الملكوت بأسلوب توافقي ذي أربعة ادوار صوتية،‏ ترانيم كانوا يرنمونها اثناء وجودهم في المنفى في سيبيريا قبل عقود!‏

وعمل معا عمَّال بناء كثيرون،‏ من نحو ٢٠ بلدا،‏ لأكثر من اربع سنوات على بناء هذه التسهيلات.‏ وقد ترك البعض بيوتهم وقاموا بتغييرات جذرية في حياتهم لمساعدة اخوتهم الروس.‏ فكم كان التدشين حدثا مؤثِّرا بالنسبة اليهم فيما كانوا يستعدون للانتقال الى تعيينات ثيوقراطية اخرى!‏

هنالك كمجموع ٩٨٢‏,١٦ متطوعا يعملون بانتظام في المركز الرئيسي للجمعية وفي تسهيلات الفروع حول العالم.‏ وبسبب الظروف التي يخدمون فيها،‏ فإن كل هؤلاء الاعضاء في عائلات بيوت ايل مشمولون في اخوية الخدام الخصوصيين كامل الوقت.‏

‏‹الحقول ناضجة للحصاد›‏

قال يسوع:‏ «ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضت للحصاد».‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٥‏)‏ ويصحّ ذلك بمعنى اوسع الآن اكثر من ايّ وقت مضى.‏ فمنذ سنة ١٩١٩،‏ عندما أُطلقت حملة للشهادة عالميا بالملكوت،‏ زُرع مقدار كبير من «البزور» في الحقل العالمي.‏ ووزِّعت بلايين مطبوعات الكتاب المقدس.‏ وأُجريت مع الناس عشرات بلايين المحادثات عن قصد يهوه.‏ واستُخدمت كل وسيلة اعلان مناسبة لعرض رسالة ملكوت اللّٰه الحيوية للناس بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري.‏ والآن،‏ حان وقت الحصاد.‏

في المكسيك،‏ اميركا الوسطى والجنوبية،‏ وفي جزر الكاريبي،‏ اعتمد ٧٦٠‏,٥٩٠ شخصا في السنوات الخمس الماضية.‏ وخلال السنة الماضية،‏ أُدير كمجموع ٤٦٢‏,٨٥٨‏,١ درسا في الكتاب المقدس في هذه المناطق مع آخرين يُبدون رغبة في معرفة يهوه وخدمته.‏

تُخبر افريقيا والجزر المجاورة انه منذ سنة ١٩٩٣،‏ صار ٧٢٤‏,٢٧٤ شخصا خداما ليهوه منتذرين ومعتمدين.‏ وحضر الذِّكرى في هذه المناطق،‏ ٥٩٤‏,٨٦٣‏,٢ شخصا.‏ ففي ملاوي،‏ كان هنالك اكثر من ٠٠٠‏,١٢٥ شخص.‏ وفي أنڠولا،‏ ٤١٤‏,١٦٠ شخصا.‏ وفي جمهورية الكونڠو الديموقراطية (‏زائير سابقا)‏ التي تمزقها الحرب ٧٣٦‏,٥٧٤ شخصا.‏ ولا شك في ان كثيرين آخرين من هؤلاء الناس سيعتنقون العبادة الحقة.‏

منذ بدأ هدم جدار برلين سنة ١٩٨٩،‏ كان هنالك ٥٨٩‏,٣٠٩ شخصا تعلّموا الحق واعتمدوا في البلدان التي شكّلت دول الكتلة السوڤياتية السابقة.‏ ولا يُظهر هؤلاء استعدادا للتعلُّم من يهوه فحسب بل استعدادا لفعل مشيئته ايضا.‏

في اميركا الشمالية واوروپا،‏ حيث يكرز شهود يهوه لأكثر من قرن،‏ يزوِّد المهاجرون الكثيرون حقلا خصبا للتلمذة.‏

حقا،‏ عندما يأتي يوم يهوه،‏ يكون ان «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] ينجو».‏ (‏يوئيل ٢:‏٣٢‏)‏ اذًا،‏ كم هو حيوي لنا ان نساعد الناس الآن على معرفة يهوه،‏ الوثوق به،‏ وتكييف حياتهم وفق مقاييسه البارة!‏ وإذا اتَّخذوا خطوات كهذه،‏ يمكن ان يكونوا بين الذين سينظر اليهم يهوه برضى،‏ عندما يأتي يومه العظيم والمخوف.‏ —‏ صفنيا ٢:‏٣‏.‏

‏[الصور في الصفحتين ٤ و ٥]‏

اقتبس الرسول بولس من نبوة يوئيل وشدَّد على إلحاح الكرازة

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

لويس مونتاس شاهد لفترة طويلة

‏[الصورتان في الصفحة ٢١]‏

في مدرَّج ريو دي لا پلاتا،‏ حثّ كاري باربر اكثر من ٨٠٠‏,٧١ شخص على مقاومة روح العالم

‏[الصور في الصفحة ٢٢]‏

قاعة محافل جديدة تتسع لـ‍ ٤٠٠‏,٩ مقعد في كانيوالز،‏ الارجنتين

‏[الصور في الصفحة ٢٧]‏

‏(‏١)‏ روسيا

‏(‏٢)‏ الارجنتين

‏(‏٣)‏ سيراليون

‏(‏٤)‏ أوستراليا

‏[الصور في الصفحة ٢٨]‏

‏(‏٥)‏ ڠيانا الفرنسية

‏(‏٦)‏ البرازيل

‏(‏٧)‏ مدغشقر

‏(‏٨)‏ جمهورية الدومينيكان

‏[الصورتان في الصفحة ٢٩]‏

‏(‏٩)‏ موريشيوس

‏(‏١٠)‏ جامايكا