التقرير العالمي
التقرير العالمي
افريقيا
يستمر بخطى واسعة، وعلى نطاق عالمي، تجميع الناس ‹الميَّالين بالصواب الى الحياة الابدية›. (اعمال ١٣:٤٨) وفي معظم انحاء افريقيا، يتدفق الناس الذين يريدون ان يسلكوا في طريق يهوه للحياة بكثرة. وللمساعدة في ذلك، صدر خلال سنة الخدمة الماضية الكتاب المقدس — ترجمة العالم الجديد باليوروبية (التي ينطق بها ٢٣ مليون شخص)، و الاسفار اليونانية المسيحية بالتسونڠية (التي ينطق بها ٤ ملايين شخص).
وخلال السنوات الخمس الماضية، اخبرت أنڠولا وأوغندا عن زيادات تجاوزت الـ ٧٠ في المئة في عدد المسبِّحين العلنيّين ليهوه. وبلغت الزيادة في كل من رواندا، ڠامبيا، غينيا الاستوائية، وموزمبيق اكثر بكثير من ١٠٠ في المئة. وتُظهر غينيا-بيساو نموا بلغ ٣٠٠ في المئة. ويبلغ المعدَّل عادة في نيجيريا اكثر من ٠٠٠,٢٠٠ ناشر. وفي كل من جمهورية الكونڠو الديموقراطية و زامبيا هنالك اكثر من ٠٠٠,١٠٠ منادٍ بالملكوت يقدِّمون شهادة حسنة، وغالبا في وجه المشاكل الصعبة.
بوركينا فاسو هي حقل يتوق فيه الكثيرون الى تعلّم ما يحتويه الكتاب المقدس. وخلال السنة، كرز أربعة فاتحين خصوصيين في فترة ثلاثة اشهر لـ ١٦٩ قرية ضمن دائرة شعاعها ١٤٠ كيلومترا (٨٥ ميلا) مركزها العاصمة واڠادوڠو. وفي بعض المناطق لا وجود للطرقات تقريبا، لذلك كان هؤلاء الفاتحون الغيورون يسيرون، وهم ينتقلون من قرية الى قرية، مسافة خمسة عشر كيلومترا (١٠ اميال) او اكثر يوميا في درجات حرارة تصل الى ٤٥ درجة مئوية (١١٠° ف) في الظل. وكانوا يتكلمون مع الناس الذين لم يسمعوا قط بيهوه او يلتقوا ايًّا من شهوده. وفي السنوات الاخيرة بذلت السلطات جهدا لتعليم الناس المحليين القراءة والكتابة بالمورووية، اللغة الأم التي ينطق بها هؤلاء الناس. لكنَّ مواد القراءة قليلة جدا. لذلك تصدر الجمعية عددا من المطبوعات بلغتهم لسدّ هذه الحاجة. يُخبر الفاتحون: «ان تجاوب السكان مؤثِّر للغاية، وهذا الامر يشجعنا. . . . اننا نرى فرحهم عندما يحصلون على المطبوعات بلغتهم بعد طول انتظار، وخصوصا تلك التي تتكلم عن بشارة اللّٰه». وخلال الاشهر الثلاثة التي قضاها الفاتحون في هذه المنطقة، وزَّعوا ٦١٥,٣ كتابا، ٢٢٨,٢٢ كراسة، و ٣٦٨ مجلة.
في احدى المدن في نيجيريا، كان الناشرون على وشك ان يذهبوا الى الشهادة في منطقة حيث كان التوتر يتفاقم بشكل خطير خلال فترة من النزاع العرقي. وإذ سمعوا النصيحة التي قدِّمت لهم، همُّوا بالعودة الى بيوتهم. لكنَّ حشدا من الشباب الغضاب أوقفوا سيارة الناشرين وطلبوا البنزين ليحرقوا البيوت. فأوضح الاخوة موقفهم الحيادي، لكنَّ الشباب لم يصغوا. (يوحنا ١٧:١٦؛ رومية ١٢:١٨) عندئذ أعطى الناشرون كل واحد من الحشد نسخة من اخبار الملكوت رقم ٣٥، التي تطرح السؤال «هل سيحب كل الناس يوما ما بعضهم بعضا؟» فأُعجب الشباب بالنشرة، مدحوا الاخوة، وسمحوا لهم بالذهاب الى بيوتهم بسلام.
فيما كان شاهد يعمل في مقاطعة منعزلة في رواندا السنة الماضية، عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) ومع ان ساقه كانت مبتورة من الركبة، كان يعبر البحيرة في زورق شجري ويسير اربع ساعات حتى يصل الى مكان الاجتماع. كان حضوره قانونيا، انخرط في مدرسة الخدمة الثيوقراطية، وساعد اولاده على التعلّم عن خالقهم. وكم أفرحه الرجاء بأنه سيتمكن قريبا من السير ثانية على كلتا ساقَيه! — اشعياء ٣٥:٦.
التقى رجلا أسعده جدا ان ينال كتاب المعرفة وأن يحصل على درس في الكتاب المقدس. ومنذ البداية، أظهر الرجل تقديرا لاجتماعات الجماعة. (درس رجل اسمه جاكسون مع الشهود في مونروڤيا، ليبيريا، لكنَّ الحرب أجبرته على الهرب الى قرية في بوپولو، في المقاطعة التي ولد فيها. وبعد وقت قصير تلقى الفرع رسالة منه يطلب بإلحاح المساعدة على بناء قاعة ملكوت وعلى تنظيم المهتمين. لماذا؟ أوضح: «كل يوم احد ابتداء من السادسة والنصف صباحا، اكون منشغلا بدروس الكتاب المقدس حتى الساعة التاسعة مساء . . . ولم يعد في وسعي الاهتمام بعدد الناس المحتاجين الى دروس في الكتاب المقدس، لذلك عيَّنت اربعة من الذين أدرس معهم الكتاب المقدس ليساعدوا هم بأنفسهم في إدارة عدد من دروس الكتاب المقدس. . . . والمشكلة الأكبر التي أواجهها في الوقت الحاضر هي كيفية الاعتناء بهذه الجماعة النامية. فأنا نفسي طفل وأحتاج الى اللبن الروحي؛ فكيف أُطعم الآخرين؟». وقد أَخبر ناظر دائرة زار بوپولو ان جاكسون كان يدير دروسا في الكتاب المقدس مع ٣٧ شخصا وأنه كان هنالك مزيد من الذين يرغبون في الدرس. فذكر ناظر الدائرة ان هنالك حاجة ماسة الى فاتح خصوصي في بوپولو. وأخيرا، صار جاكسون نفسه اهلا ليخدم كناشر غير معتمد.
تُدار صفوف تعليم القراءة والكتابة في ٣٧٢ من جماعاتنا الـ ٦٣٧ في موزمبيق. وفي الوقت الحاضر يحضر نحو ٨٠٠,٥ تلميذ هذه الصفوف، وتعلّم ٥٢٥,١ شخصا القراءة خلال السنة الماضية. والجدير بالذكر انه بين شهود يهوه في موزمبيق، يبلغ الآن معدَّل الذين يعرفون القراءة والكتابة ١ تيموثاوس ٢:٣، ٤.
٧٢ في المئة. وقد أنجزت صفوف تعليم القراءة والكتابة الكثير لتساعد الناس هنا على نيل المعرفة الدقيقة من حق الكتاب المقدس. —ذات يوم عندما أُوصل صبيان عمرهما اربع وخمس سنوات ومن عائلتين مختلفتين الى مدرسة في وندهوك، ناميبيا، أوضحت المديرة ان الصف سيحتفل بيوم ميلاد. وإذ كانت قد قرأت كراسة المدرسة، سألت احدى الوالدتين ماذا يجب ان تفعل. فأوضحت الاخت موقفنا لكنها قالت ان الصبيين قادران على اتِّخاذ قرارهما.
وعندما عادت احدى الاختين عند نهاية اليوم لتأخذ ابنها، اخبرتها المديرة: «يمكنك ان تفخري جدا بهذين الصبيين! لقد أخرجتهما من غرفة الصف عندما غنّى الاولاد ‹سنة حلوة›. وعندما حان وقت تناول الحلوى، سأل الاصغر هل هذه الحلوى مخصَّصة لـ ‹سنة حلوة›. فقلت له نعم، فأجاب، ‹كلا، شكرا›. وأعطى الصبي الآخر الجواب نفسه». وفي وقت لاحق، سأل احد الصبيين المعلمة عما اذا كانت تعرف اسم اللّٰه، ثم شهد لها عن يهوه. وجلب لها الصبي الآخر، من تلقاء نفسه، كاسيت الڤيديو شهود يهوه — الهيئة وراء الاسم. ونتيجة لمثالهما الحسن وشهادتهما الشجاعة، لبَّت الدعوة الى حضور الذِّكرى. وابتدأت معها احدى الوالدتين درسا في الكتاب المقدس، وقد قالت: «لقد تعهدت ان افعل الامور بطريقة اللّٰه الآن، وأنا مصمِّمة ألّا ادع ايّ شيء يقف في طريقي».
يستعمل شيخ غيور في زامبيا مطبوعات الجمعية على كاسيتات سمعية بطريقة فعَّالة في الشهادة في الشوارع. كيف؟ يوقف سيارته الى جانب الطريق ويُدير الكاسيت السمعي سرّ السعادة العائلية. ويدعو عابري السبيل الى الاقتراب والاستماع، وسرعان ما يسألون ما هو هذا. فيوضح الاخ انهم سمعوا جزءا من كتاب السعادة العائلية. ونتيجة لذلك، استطاع في شهر واحد ان يوزِّع ٢٩ كتابا ويبدأ درسين في الكتاب المقدس.
الاميركتان
مع ان الحصاد في بعض البلدان هو حاليا اكثر من بلدان اخرى، لا يزال يصح القول ان ‹الحقول قد ابيضَّت للحصاد›. (يوحنا ٤:٣٥) وفي السنوات الخمس الماضية كانت لدى البرازيل زيادة بلغت ٣٣ في المئة في عدد المنادين بالملكوت؛ المكسيك ٣٦ في المئة؛ كوبا ٦٤ في المئة؛ وكولومبيا ٦٥ في المئة. وفي الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها، رمز ٢٤٩,٢٠٩ شخصا الى انتذارهم بمعمودية الماء، وشاركت ذروة جديدة من ٢٨٣,٠٤٠,١ شخصا في خدمة الحقل!
أدار فاتح خصوصي يخدم في الجزء الجنوبي من هندوراس درسا كان فعلا مصدرا للفرح. وعند الوصول الى الفصل ١٢ من كتاب المعرفة، صار التلميذ ناشرا غير معتمد. وفي غضون شهرين كان يدير هو بنفسه درسين تقدميين في الكتاب المقدس، وكان كلاهما يحضران الاجتماعات. وبعد ثلاثة اشهر ونصف، اصبح احد هذين التلميذين ناشرا للبشارة غير معتمد. وبعد ثلاثة اشهر انضم التلميذ الثاني الى الشهادة. وعندما صار التلميذ الاصلي مستعدا للمعمودية، كان تلميذه الاول مستعدا هو ايضا. ويُحرز الآخر ايضا تقدما حسنا. وماذا بعد؟ يُدير الآن التلميذ الاصلي، الذي هو اخ لنا الآن، درسا آخر في الكتاب المقدس مع زوجين. فيا للفرح الذي يجلبه عمل التلمذة!
تُبذل جهود مخلصة لتقديم شهادة شاملة في منطقة نهر الأمازون في البرازيل. فقد عيَّن الفرع ٢١ فاتحا للكرازة في تلك المنطقة، مستخدمين اربعة زوارق كبيرة. ولدى كل هؤلاء الفاتحين خبرة في الملاحة، والأهم من ذلك انهم يحافظون على روح التضحية بالذات الطوعية. وتعمل الزوارق على طول انهر پوروس، توكانتينس، سوليمونْس، وماديرا، وكذلك في المنطقة الواقعة حول جزيرة ماراجو. وتمتد هذه الانهر مسافة ٧٠٠,٩ كيلومتر (٠٠٠,٦ ميل) تقريبا، ويعيش ما يقدَّر بـ ٠٠٠,٣٧٠ شخص على ضفافها او ابعد بقليل. ثمة رسالة حديثة من فاتحين في احد الزوارق تذكر جزئيا: «وصلنا اخيرا الى بلدة شاڤيس . . . فعقدنا اجتماعا عاما وعرضنا كاسيت الڤيديو متَّحدون بالتعليم الالهي. حضر سبعون شخصا. وقد أخذ رجل كتاب ان تحيوا وقرأه كله خلال الاسبوع الذي مكثنا فيه هناك. وقال لنا: ‹اذا أسستم كنيسة هنا، فأريد ان اكون عضوا فيها›».
هنالك اشخاص يصعب الوصول اليهم، ليس لأنهم يعيشون في مناطق نائية، بل لأنهم يسافرون الى هذه الاماكن في العُطل. فكل صيف يحاول نحو مليون شخص من الذين يذهبون الى ألاسكا رؤية جبل ماكينلي الذي يرتفع ١٩٤,٦ مترا (٣٢٠,٢٠ قدما)! فهل يمكننا ان نحمل اليهم شيئا يمكن ان يساعدهم على التفكير في اللّٰه وقصده؟ حصل شهود محليون على إذن خصوصي لوضع طاولة مطبوعات في حديقة دِنالي الوطنية. وجرى اختيار مواضيع ملائمة من استيقظ!، مثل «الجبال — روائع الخلق» (٨ تشرين الاول [اكتوبر] ١٩٩٤)، «مَن سينقذ حيواناتنا؟» (٨ تموز [يوليو] ١٩٩٧)، «هل يمكن انقاذ غاباتنا المطيرة»؟
(٨ ايار [مايو] ١٩٩٨)، و «سباق أيديتَرود — عشرة قرون لإعداده» (٨ تشرين الاول [اكتوبر] ١٩٩٥). ونتيجة لهذا الجهد المبذول للذهاب الى حيث يوجد الناس، بلغوا زائرين من اسكتلندا، المانيا، انكلترا، أوستراليا، ايطاليا، تايوان، السويد، سويسرا، الصين، كندا، واليونان! وشهدوا ايضا لكثيرين أتوا من انحاء اخرى من الولايات المتحدة.ان المقاطعة في المكسيك تُخدم الآن تكرارا — وفي مدن كثيرة، كل اسبوع او اثنين. وفي قرية لاس نوبس الصغيرة، في ولاية تشيياپاس، غالبية السكان هم من شهود يهوه. ولا يوجد إلّا ثلاثة بيوت ليسوا شهودا. وفي سان انطونيو بويناڤيستا هنالك الآن ثماني جماعات و ٦٤ بيتا فقط ليسوا شهودا ينبغي زيارتها. ويسير الشهود هناك عدة ساعات ليصلوا الى المقاطعة التي سيشهدون فيها وليديروا دروسا في الكتاب المقدس.
عند نهاية احد الاجتماعات في قاعة ملكوت في نيكاراڠوا، رحَّبت شاهدة بشابتين. وقد اعتقدت انهما شاهدتان آتيتان من جماعة اخرى. وعندما ادركت اختنا ان الامر لم يكن كذلك وأنهما اتتا فقط بدافع الفضول، عرضت عليهما درسا في الكتاب المقدس. فوافقتا. وكانتا تنتميان الى فريق ديني معروف بـ «حياة الشباب»، حيث كانتا رئيستين اقليميتين. فبدأت احداهما، واسمها كاريليا، تعلِّم فريقها ما تتعلّمه من درسها في الكتاب المقدس. وقد بدأت باسم اللّٰه. فحاول قس الكنيسة ان يمنع ذلك، قائلا ان يهوه ليس في الواقع الاسم الالهي. فأجابت كاريليا انه اذا كان قوله صحيحا فلا يمكنه ان يستمر في استخدام كتابه المقدس لأن فيه اسم يهوه. فلم ينبس بكلمة. وبعد ذلك، علّمت كاريليا فريقها الحقيقة عن الثالوث والصليب. وسرعان ما سحب القسوس امتيازها ان تصلي في اجتماعاتهم لأنها كانت تصلي الى يهوه، وباسم يسوع المسيح. ولم تُدعَ الى اجتماعهم التالي. لذلك أعلنت في احد اجتماعاتهم انها ستترك الفريق لتصير واحدة من شهود يهوه. وقد اتَّخذت قرارها بعد ان درست الفصول الاربعة الاولى فقط من كتاب المعرفة. وفي اقل من سبعة شهور اعتمدت.
آسيا
يتجاوب الشرق ايضا مع الدعوة: «سبحوا اللّٰه . . . كل نسمة فلتسبح الرب». (مزمور ١٥٠:١، ٦) ففي كل بلد في آسيا كرز شهود يهوه بالبشارة، ويزداد عدد الشهود اذ تتاح للناس الفرصة لسماع الرسالة. وفي بعض البلدان يكون هذا النمو سريعا. فقد شهدت اسرائيل وبنڠلادش وماكاو زيادات تجاوزت المئة في المئة خلال السنوات الخمس الماضية. وتُخبر كل من نيپال وجورجيا وقازاخستان عن زيادات تجاوزت كثيرا الـ ٢٠٠ في المئة. وفي جمهورية كوريا يشارك نحو ٠٠٠,٨٥ شخص قانونيا في الكرازة بالبشارة. وفي اليابان يخدم يهوه بولاء اكثر من ٠٠٠,٢٢٢ شخص.
وما اعظم فرح شهود يهوه في ٣٠ نيسان (ابريل) ١٩٩٨ عندما نالوا الاعتراف الشرعي بعملهم في قيرغيزستان! وكم فوجئ رئيس اللجنة الحكومية المسؤولة عن التسجيل عندما قدَّم له الاخوة نسخة من كتاب المعرفة، الذي كان قد صدر وصار متوفِّرا للتوزيع باللغة القيرغيزية!
والاولاد احيانا ينجزون الكثير لجذب الناس الى العبادة الحقة على الرغم من انهم لم يعتمدوا بعد. ثمة صبي عمره ثلاث سنوات ونصف، وهو ابن عائلة من الشهود في الهند، كان ودودا مع اثنين من جيرانه. وكان يعاملهما كأنهما اخوه او اخته الاكبر. وكان الصبي يدعو دائما جاره «اخاه» الى الذهاب معه الى الاجتماعات المسيحية ايام الآحاد. لكنَّ الجار كان يذهب الى صالات السينما في نهاية الاسبوع. إلّا انه استسلم اخيرا ووافق على الذهاب الى الاجتماع. ثم اصرّ الصبي على ان يرتدي الجار لباسا لائقا للذهاب الى قاعة الملكوت. وعندما حاول ان يختلق الاعذار، امسكه الصبي بيده وأدخله الى غرفته، وأراه ما هو ملائم ليرتديه. ولدهشته، أُعجب بما سمعه في الاجتماع. ومن ذلك الحين فصاعدا، لم يتغيب قط لا هو ولا أخته في الجسد عن الاجتماعات. وفي وقت لاحق، عندما وجد ان الصبي كان يطيع والديه سواء كانا موجودَين او لا — لأن «يهوه يراقب» — اندهش الشاب حقا. وهو وأخته يتطلعان الآن الى الصيرورة شاهدين معتمدين.
تستفيد ناشرة في كاڠوشيما، اليابان، من كاسيتات ڤيديو الجمعية. وإذ اقتنعت بأنها ادوات فعَّالة جدا للوصول الى قلوب الناس، قرَّرت ان تشاهدها كلها مع زوجها غير المؤمن. في البداية شاهدا شهود يهوه — الهيئة وراء الاسم. ونتيجة لذلك وافق زوجها على درس قانوني في الكتاب المقدس. ثم اثَّر فيه كاسيت الڤيديو متَّحدون بالتعليم الالهي اذ رأى ان الاخوَّة العالمية هي حقيقة، مما أثار فيه الرغبة ان يكون واحدا من شهود يهوه. ولكن بسبب عمله والضغوط من اقاربه شعر بأن ذلك كان مستحيلا. الا انه بدأ يطبِّق مبادئ الكتاب المقدس بعد ان شاهد الجزءين ١ و ٢ من كاسيتات الڤيديو الكتاب المقدس — كتاب واقع ونبوة. وسرعان ما صار يذهب الى خدمة الحقل كناشر غير معتمد. اخيرا، طبع كاسيت الڤيديو شهود يهوه يثبتون في وجه
الاعتداء النازي في ذهنه ان يهوه يقوِّي شعبه. فصار مستعدا للمعمودية. واعتمد في تشرين الاول (اكتوبر) ١٩٩٧.كانت ڤالكيم، وهي امرأة متدينة جدا في ميانمار، عضوا في الكنيسة المنهجية. وعندما ترك قسّها الكنيسة وصار قسّا في كنيسة اخرى، تبعته لأنها لم تجد الفرح الحقيقي حيث كانت. لاحقا، انتقل القسّ الى كنيسة اخرى، وانضم الى الكنيسة الانجيلية وصار قسّا هناك. فتبعته ڤالكيم هذه المرة ايضا. لكن مع الوقت شعرت بخيبة امل كبيرة من كل الاديان لأن حاجتها الروحية لم تُشبع. وبعيد ذلك، مات اولادها الثلاثة في غضون ثلاث سنوات. وإذ صارت يائسة، اقترح اصدقاؤها ان تشاهد كاسيتات ڤيديو وتقرأ روايات لتنسى قليلا مصيبتها. لكنَّ كآبتها لم تزُل. ثم ذات يوم ذهبت ڤالكيم لزيارة قريبة لها صارت واحدة من شهود يهوه. وقد صادف وجود شيخ في البيت اثناء زيارتها، فأُخبر بالبلوى التي حلّت بهذه المرأة. فدعاها الى الاجتماعات في قاعة الملكوت وقال انه بإمكانها عند انتهاء الاجتماع ان تطرح ما لديها من اسئلة. فقبلت الدعوة. وبعد ان نالت اجوبة من الاسفار المقدسة عن الامور التي كانت تحيِّرها، أُشبعت حاجتها اخيرا. ووافقت دون تردد على درس في الكتاب المقدس. وكان تقدُّمها سريعا وهي الآن ناشرة معتمدة.
غالبا ما يلزم الصبر لاجتياز حواجز التحامل الديني للإخبار بالبشارة. لكنَّ البعض يصغون شاكرين ويُظهرون تقديرهم ببذل جهد مخلص لحضور اجتماعات الجماعة قانونيا. تعيش نتاليا، التي تبلغ من العمر ٦٠ سنة تقريبا، في جبال قازاخستان. ولكي تصل الى الاجتماعات في قاعة الملكوت التي تبعد ٣٠ كيلومترا (٢٠ ميلا) عن بيتها، عليها ان تستقلّ باصين. فيُقلّها الباص الاول ١٢ كيلومترا (٨ اميال) نزولا الى الوادي، والباص الثاني الـ ١٨ كيلومترا (١٢ ميلا) الباقية
حتى قاعة الملكوت. وفي الشتاء، غالبا ما لا يسير الباص في الجبال لأن الجليد والثلوج تجعل ذلك خطرا. لكنه ليس خطرا على نتاليا ان تنزل الى الوادي سيرا على الاقدام لتستقلّ الباص الثاني. تقول: «عليّ ان اذهب الى البيت»، اي الى قاعة الملكوت. وتوضح: «عندي بيتان. بيت أنام فيه، وبيتي الآخر هو قاعة الملكوت».سكان اسرائيل هم خليط من العروق، اللغات، والاديان. وغالبا ما يُدعى الشهود في اسرائيل الى البيوت ليوضحوا سبب زيارتهم. فيعبِّر كثيرون عن تقدير حقيقي لرسالة الملكوت. لكن في المجتمع اليهودي الارثوذكسي المتطرف هنالك اقلية صغيرة يزعجها هذا التجاوب الايجابي المتزايد مع رسالة الملكوت. ففي كانون الاول (ديسمبر) ١٩٩٧ نُظِّمت مظاهرة ضمَّت نحو ٣٠٠ شخص خارج موقع المحفل الكوري في يافا قرب تل أبيب. وقد اتى بالباصات معظم المتظاهرين من انحاء اخرى من البلد دون ان تكون لديهم ادنى فكرة عن الذين كانوا يتظاهرون ضدهم.
وقد ادّى العنف المنظَّم الى حوادث ضرب فيها الرعاع الاخوات ضربا مبرِّحا وهاجموا الاخوة فيما كانوا يقومون بزيارات مكررة. ويحاول المقاومون إضرام الكراهية ضد الاخوة بهتافهم بأعلى صوتهم بشعارات تشير الى اننا نازيون وأننا ندفع للناس ليهتدوا الى ديننا. ومع ان منظمي حملة الكراهية هذه ضدنا يعرفون ان ذلك ليس صحيحا، يصدِّق افراد مضلَّلون كثيرون هذه الاكاذيب وهم مستعدون للقيام بكل ما يُطلب منهم.
لم تعِق المقاومة الاخوة ولم توقف المهتمين عن البحث عن الحق. والغالبية الساحقة من الاسرائيليين يُغضبهم هذا التصرف غير الشرعي. وعابرو السبيل الكثيرون الذين يرون المقاومين الدينيين يتظاهرون امام بيت ايل يتوقفون ليطرحوا اسئلة ويسرّهم ان يسمعوا اجوبة من الكتاب
المقدس. وإذ لفتت المظاهرات نظر البعض، بدأوا يدرسون مع شهود يهوه ويحضرون اجتماعاتهم.في لبنان استطاعت اخت محبة ان تساعد فتاة كانت قد نشأت وهي تعاشر شعب يهوه. وكانت تحضر الاجتماعات حتى بلغت الـ ١٥ من العمر، وبدا انها كانت تتقدم حسنا. ثم توقفت فجأة عن معاشرة الجماعة ولم ترد ان تناقش حق الكتاب المقدس. ومرّت سنة تقريبا كانت خلالها بعيدة عن الجماعة. اخيرا، وبعد ان استشارت احدى الاخوات الشيوخ وصلّت، اتصلت بالفتاة وسألتها عما اذا كانت ترحِّب بزيارة. فكان الجواب: «لماذا تريدين ان تزوريني؟ اذا أردت ان تتحدثي اليَّ عن الحق، فمن فضلك لا تأتي». فأكَّدت الاخت للفتاة انها مشتاقة اليها وأنها تريد ان تُخبرها عن رحلتها الاخيرة الى اوروپا. ووعدت بأن تحترم رغبتها؛ إلّا انها أضافت: «لكن في الواقع لديّ بعض الاسئلة أود ان أطرحها عليك، ويمكن لإجاباتك ان تفيدني لأساعد احداثا مثلك».
وعندما التقتا، تحدثت اختنا الى الفتاة عن رحلتها الى اوروپا والمحفل الذي حضرته. وعبَّرت عن الفرح الذي لمسته وهي بين الاخوة وعلَّقت على المحبة التي أظهروها. فبدت الفتاة سعيدة بسماع ذلك وكانت متأثِّرة. ثم طرحت الاخت عليها بعض الاسئلة: «خلال السنة الماضية، عشتِ حياتك دون ان يقيِّدك الحق. والآن أخبريني من فضلك، هل كنت سعيدة ومكتفية؟ ماذا كان ينقصكِ في الحق ووجدتِه في العالم؟ وماذا عن الذين كنت تعاشرينهم خلال هذه السنة الماضية — هل تشعرين الآن بأنهم كانوا افضل من الذين كنت تعاشرينهم من قبل؟». وطلبت من الفتاة ان تفكِّر في الاسئلة ثم تعطيها الاجوبة في وقت لاحق.
وبعد عشرة ايام التقتا. ومن الامور التي ذكرتها الفتاة وهي تجيب عن الاسئلة، انها كانت ضجرة وأنها كانت تحاول ان تملأ وقتها بالعمل في البيت، الاستماع الى الموسيقى، ومشاهدة التلفزيون وكاسيتات الڤيديو لكنها لم تكن سعيدة. وقالت ايضا انه كان لديها صديق وكانت تتوقع ان يتزوجها. فاستخدمت الأخت بصبر بعض الآيات، بعض المقالات من «الاحداث يسألون» من استيقظ!، وكتاب جعل حياتكم العائلية سعيدة لتساعدها على ادراك ما هو الحب الحقيقي وكيف يُظهر الشاب الذي يحب حقا فتاة حبه لها واهتمامه بها. وخلال عدد من الزيارات، استنتجت الفتاة، فيما كانتا تناقشان الفصول الخمسة الاول من كتاب الحياة العائلية، ان صديقها لم يكن الزوج الذي تتمناه.
فابتُدئ معها من جديد بدرس في الكتاب المقدس، وقد أحرزت تقدُّما سريعا. ثم ادَّعى شاب آخر انه مهتم بها وبالحق. ولكن مع انه كان يدرس، لم يحرز ايّ تقدُّم. فقطعت كل صلاتها به لأنها قرَّرت انها تريد الزواج بشخص يخدم يهوه معها من صميم قلبه. وبعد سنة واحدة اعتمدت. وحصلت على وظيفة بدوام جزئي ثم انخرطت في عمل الفتح. وبدلا من ان تكون ضجرة، تخدم الآن كفاتحة سعيدة. وبإمكانها ايضا ان تساعد الاحداث الآخرين الذين يعتقدون ان العالم سيجعلهم سعداء، تماما كما اعتقدت هي مرة.
كيف يمكن ايجاد جميع المشبهين بالخراف بين اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,١٣٠ شخص في پاكستان؟ قام اخوتنا بدورهم في السنة الماضية إذ وزَّعوا بغيرة مطبوعات مثل اخبار الملكوت رقم ٣٥ بالاوردية والانكليزية. لكن في الأشهر التي تلت استمرت الطلبات على كراسة ماذا يطلب؟ وعلى الدروس في الكتاب المقدس، حتى من المدن التي ليس فيها شهود. ومن الواضح ان الملاك الطائر في وسط السماء، المشار اليه في كشف ١٤:٦، يقوم بدور مهم في العمل.
اوروپا
انه ‹يوم يهوه للخلاص›. (٢ كورنثوس ٦:٢) ولا تزال الفرصة سانحة ليختار الناس الحياة. واوروپا الشرقية هي احدى المناطق حيث يقوم كثيرون في الوقت الحاضر بهذا الاختيار الحكيم. فمنذ سنة ١٩٩٣ حصلت زيادات تجاوزت الـ ١٠٠ في المئة في أستونيا، اوكرانيا، بلغاريا، البوسنة والهرسك، وليتوانيا ومولداڤيا. وتجاوزت الـ ٣٠٠ في المئة في روسيا ولاتڤيا، رغم ازدياد حدة المقاومة من مختلف المصادر، والـ ٥٠٠ في المئة في روسيا البيضاء. وفي ألبانيا زيادة رائعة بلغت ٨٣٠ في المئة! من الواضح ان مزيدا من الاشخاص يكونون شاكرين على فرصة اختيار الحياة، عندما يُمنحون التشجيع اللازم.
زارت شاهدة في النمسا سيدة كانت دائما تقول ان لا وقت لديها. وفي الزيارة التالية، ارتها الشاهدة نشرة الحياة في عالم جديد سلمي، وقبل ان تقول السيدة: «لا وقت لديّ»، أعطتها الشاهدة النشرة وهي تقول هذه الملاحظة المختصرة: «انها تتعلق بمستقبل عائلتك». وما
قرأته السيدة جعلها ترغب في معرفة المزيد. وعندما عادت الشاهدة، طلبت منها السيدة كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض، كانت قد رأته معروضا خارج احدى قاعات الملكوت. في تلك الاثناء، تسلمت العائلة كراسة تعلن عن صف لدرس الكتاب المقدس برعاية الكنيسة المحلية. فذهبت هي وزوجها. ولكن عندما طرحا اسئلة على الكاهن، أجاب ان هذا الصف هو للتأمل لا للمناقشة. لكنَّ اسئلتهما أُجيب عنها عندما قامت الشاهدة بزيارة مكررة، وابتُدئ بدرس في الكتاب المقدس. وكما هو متوقَّع نشأت المقاومة. فقد كان الزوج يخدم في الكنيسة، وهو عضو في مجلس الأبرشية. وبسبب الضغط، توقف عن الدرس لبعض الوقت. لكنَّ الاتصال استمر بواسطة الهاتف وتسليم المجلات. وبعد ثلاثة اشهر استؤنف الدرس. وإذ كان تقديره ليهوه ينمو، انسحب من مجلس الأبرشية وتوقف عن الخدمة في الكنيسة. وهو وزوجته الآن شاهدان معتمدان، وأولادهما ناشرون غير معتمدين.هاجر اوروپيون كثيرون الى الولايات المتحدة بحثا عن الثروة. وهذا ما فعله ألكسندر، رجل من لاتڤيا. لكنه لم يجد الحياة سهلة في بلد الاحلام هذا؛ فقد عانى صعوبات مالية، إلّا انه وجد غنى روحيا. فبدرسه الكتاب المقدس مع شهود يهوه، ادرك انه وجد الحق الاكثر قيمة من الذهب. واذ كان حماسيا بطبيعته، سرعان ما اراد ان يُخبر بمعتقداته المكتشفة حديثا. فقبل ان يسافر الى الولايات المتحدة، كان قد طلّق زوجته، إينارا، تاركا اياها لتعتني بابنهما كيم. مع ذلك، ونتيجة لرسائل واتصالات هاتفية كثيرة من ألكسندر، زوج إينارا السابق، بدأت تدرس مع الشهود في لاتڤيا. وأخيرا اعتمد ألكسندر في نيويورك، واعتمدت إينارا في ليتوانيا. وبعد غياب خمس سنوات، عاد ألكسندر الى لاتڤيا وتزوج من جديد زوجته السابقة، مما افرح كثيرا كيم الذي كان آنذاك في التاسعة من عمره.
متى ٥:٤٤، ٤٥) وقد غيَّر بعضهم ايضا طرقهم ليتمكنوا من ارضاء يهوه. واتَّضح ذلك عندما كان شيخ من جماعة تاوراڠي، ليتوانيا، يراجع اسئلة المعمودية مع مرشَّحة للمعمودية من مدينة پانيڤيجس. فخلال المناقشة ذكرت المرشَّحة، وهي امرأة مسنة، انه كان صعبا عليها ان تلبس شخصية وديعة بسبب طبيعة العمل الذي كانت تقوم به لسنوات طويلة. فقد كانت سجّانة في سجن للنساء في پانيڤيجس. وإذ أُثير اهتمام الشيخ سألها عما اذا كانت قد عملت هناك خلال ستينات الـ ١٩٠٠. فقالت «نعم»، فسألها مستفسرا: «هل عرفتِ نساء من شهود يهوه كن قد سُجنَّ آنذاك بسبب الحق؟» فتذكَّرت امرأتين او ثلاثا، منهن پيتروتي، الاخت التي ساعدتها مؤخرا على تعلّم الحق. وتذكَّرت ايضا اختا كانت قد أُودعت السجن مع طفلتها. وعندما سمع الشيخ ذلك، قال لها بحماس انها كانت تتحدث عن امه التي اعتُقلت لأنها كانت تشهد، وإن كل اولادها، ما عدا الطفلة، أُبعدوا بأمر من المحكمة ووضعوا مع الاقارب. وكان الشيخ آنذاك في الثالثة من عمره. وهو يراجع الآن اسئلة المعمودية مع سجّانة أمه سابقا. فكم أسعده انها اعتنقت الحق!
علّمنا يسوع ان نحب حتى اعداءنا. (مع ان العدد الاجمالي للشهود في فنلندا لم يرتفع الا قليلا السنة الماضية، فانهم فرحوا بحصولهم على ذروة جديدة من ١٠٣,٢٠ ناشرين. فلا يزال هنالك في ذلك البلد اناس يبحثون عن الحق. مثلا، وضع زوجان شاهدان خططا للتعرُّف بشكل افضل بعائلة من جيرانهم. ولكن قبل ان يتمكنا من تنفيذ خططهما، اتت جارتهما الى بيتهما. وفيما كانوا يتجاذبون اطراف الحديث، تحوَّلت المناقشة الى المسائل الروحية، فعرضت اختنا كتاب المعرفة على المرأة.
وعندما اخذت الكتاب الى البيت، قرأه زوجها في يومين، لكن فقط
لينتقد، لأنه كان متحاملا على شهود يهوه. لكنه وجد انه راغب في معرفة المزيد. وسرعان ما اخبرا الشاهدين انهما كانا لوقت طويل يبحثان عن الدين الذي يعلّم الحق، وأنهما بحثا في عدة اديان. وقد استثنيا شهود يهوه لأن الجميع كانوا يتكلمون ضدهم. وفكَّرا: «اذا كانت الاديان الاخرى لا تملك الحق فلا بد ان الشهود لا يملكونه ايضا».فابتُدئ على الفور بدرس مع العائلة. قال الزوجان: «فيما كنا ندرس، توضحت لنا آيات كثيرة كنا نعرفها. وشعرنا بأن حجابا من الضباب قد انقشع، فيما كان الحق ينكشف لنا تدريجيا. وعندما رأينا صورة الفردوس في احد الكتب، فكَّرنا دون تردد: ‹هنا نرغب ان نكون!›»
وسرعان ما بدأا بالذهاب الى اجتماعات الجماعة. تتذكَّر الزوجة: «لا اصدق الاستقبال الحار الذي استُقبلنا به!» وتأثَّر زوجها بالتنظيم والدقَّة. ولاحظ ابنهما البالغ من العمر ١٢ سنة شيئا آخر: «في عائلتنا لاحظت ان ابي وأمي صارا نتيجة للدرس ألطف، وأن جو المنزل صار ايجابيا ومريحا اكثر». ويقول الزوج الآن بتقدير: «كان يهوه طويل الاناة كثيرا معنا. ولم يشأ ان نهلك بل قادنا الى التوبة». وفي نحو سبعة اشهر، اعتمدت العائلة بكاملها. — روما ٢:٤؛ ٢ بطرس ٣:٩.
تعلّم رجل في سويسرا الحق عندما كان يعمل في منطقة جبلية ككبير الميكانيكيين. وكان يحب عمله، لكنه عاد للعمل في مصنع في الوادي بمعاش ادنى ليتمكَّن من حضور اجتماعات الجماعة قانونيا. وصلّى الى يهوه من اجل المساعدة كي يتمكن من الاعتناء جيدا بالعمل المهم الموكل اليه ولكي يمنح ايضا انتباها جيدا لمسؤولياته الاخرى.
وفي نهاية السنة، دعاه المدير الى مكتبه وأخبره انهم كانوا راضين جدا عن عمله وعن الروح التي يظهرها. وكان فقط يتساءل لماذا يترك الاخ عمله كل يوم عند الساعة ٠٠:٤ بعد الظهر. وعندما أجاب اخونا انه كان لديه عقدان آخران لإتمامهما، نظر اليه المدير بتعجب وسأله ماذا عنى بذلك. قال الاخ: «عندما تزوجت وعدت زوجتي انني سأعتني بها وأقضي وقتا معها. وبالاضافة الى العمل للاعتناء بعائلتي، هنالك وجه روحي وهو علاقتي باللّٰه، الامر الذي يحتاج الى الوقت. لذلك لا بد ان أُوازن بين هذه النشاطات الثلاثة في حياتي اليومية». وأضاف ان العمل الدنيوي كان في الواقع يأخذ الجزء الاكبر من يومه — تسع ساعات من العمل بالاضافة الى الوقت الذي يُصرف في الطريق الى المصنع ومنه. ففهم المدير النقطة وأكَّد ان بإمكانه ان يستمر في التوقف عن العمل عند الساعة ٠٠:٤ بعد الظهر. وهكذا تمكَّن من ان يشهد للمدير، واستغل ايضا الفرص ليتكلم الى رفقائه العمَّال الآخرين الذين لم يسبق لبعضهم ان شُهد لهم.
لسنوات طويلة كان فرناندو ينظِّف النوافذ في مؤسسة في اسپانيا حيث كان كارلوس، وهو واحد من شهود يهوه، يعمل. وكانت تدور بينهما محادثات مختصرة، الا ان فرناندو لم يُظهر اهتماما خصوصيا بالحق. لكن بعد ان زار اخت زوجته في برشلونة، نشأت عند فرناندو اسئلة. فقد وجد ان جارها — الذي كان سابقا سكيرا ومشاغبا يضرب زوجته دائما — تغيَّر كليا وصار الآن زوجا صالحا. وقيل له ان الرجل صار واحدا من شهود يهوه. ولكن كيف صار تغيير كهذا ممكنا؟ أوضح كارلوس لفرناندو ان كلمة اللّٰه يمكنها ان تصنع تغييرات كهذه في الناس. (عبرانيين ٤:١٢) فأُثير اهتمام فرناندو. وفي غضون وقت قصير، صنع هو ايضا تغييرات في حياته. وهو الآن ناشر للبشارة.
جزر الارض
هنالك ٨٤ جزيرة ومجموعة جزر حيث شهود يهوه مشغولون بالشهادة عن ملكوت اللّٰه. والتجاوب مع حق الكتاب المقدس في بعض هذه الجزر مذهل حقا. ففي پولينيزيا الفرنسية في المحيط الهادئ الجنوبي، هنالك شاهد لكل ١١٤ نسمة من السكان. وڠوادلوپ في البحر الكاريبي تسكنها ٠٠٠,٤١٠ نسمة. وبفضل المثابرة على الكرازة هناك، فإن النسبة هي شاهد لكل ٥٢ شخصا من السكان. وفي جزيرة سانت هيلانة في المحيط الاطلسي الجنوبي، تبلغ النسبة شاهدا لكل ٣١ شخصا.
لا ديڠ هي جزيرة صغيرة جدا من مجموعة جزر سايشل في المحيط الهندي. ويقطن فيها حوالي ألفَي نسمة فقط، مما يعني ان فيها حوالي ٥٠٠ منزل. لكنَّ الامور تجري على ما يُرام هناك. فريدي شخص وُلد وترعرع في جزيرة ماهيه. ولكن بعد ان انتقل الى جزيرة لا ديڠ تعلم امورا قلبت حياته رأسا على عقب. لقد تربّى ككاثوليكي،
وبعمر ١٨ سنة دخل الى مدرسة لتدريب الكهنة. اعتقد فريدي انه سيتعلم الكتاب المقدس هناك، وكان يلحّ طالبا نسخة منه. ولكن بدل ان يُعطى نسخة، طُلب منه ان يتعلم تقاليد الكنيسة. فخابت آماله تماما وترك المدرسة بعد اسابيع قليلة لكي يبحث عن اللّٰه هو بنفسه. فحصل على كتاب مقدس، وكان يرغب في ان يناقشه مع ايّ شخص يرغب في ذلك. لكنَّ طريقة حياته لم تكن مستقيمة كنواياه. فقد كان متورطا في الفساد الادبي، اساءة استعمال المخدِّرات، الافراط في الشرب، وفنون القتال.وفي وقت لاحق، فيما كان يعيش في جزيرة لا ديڠ، التقى زوجين من المرسلين هما من شهود يهوه. وسرعان ما ابتدأا يعقدان معه درسا في الكتاب المقدس، احيانا مرتين او ثلاثا في الاسبوع الواحد. وعندما تعلم اسم اللّٰه، تأثر كثيرا. وفي اليوم التالي قال: «ما احسن ان يعرف المرء الى من يصلّي وأن لا يعود يتكلم الى اله يجهله. صلّيت طوال الليل وأنا أستعمل اسمه. ولأول مرة شعرت حقا بأن اللّٰه يصغي الي».
وذات يوم قال: «هنالك شاب مهتم جدا. اعرف ان لا وقت لديكما لتدرسا معه. فربما أستطيع انا ان ادرس معه لأنني تعلمت الكثير حتى الآن». فشجعه المرسل ان يفكر اولا في وضعه الشخصي امام اللّٰه. وبعد يومين قال فريدي: «ادرك ان كوني شاهدا ليهوه لا يعني مجرد معرفتي للمشورة بل تطبيقي اياها في حياتي. وأدرك ان وضعي لا يسمح لي بأن امثِّل يهوه. فكيف اكرز للآخرين وحياتي العائلية ليست لائقة؟». فانفصل عن صديقته الى ان يجعلا اتحادهما شرعيا. وفي الشهر التالي تزوجا. وبعد ان صنع فريدي تعديلات اضافية ايضا، سُرّ بأن يحصل اخيرا على امتياز الاشتراك في خدمة الحقل. وهو الآن اخ معتمد.
إلسي هي امرأة من جزر موريشيوس معروفة في بلدتها باسم ڠرو ماما، اي الساحرة. وكان الجميع يخافونها لأنها كانت تمارس شعائر شريرة في المقبرة وكانت معروفة بأنها شافية ارواحية عظيمة القدرة.
فكيف تعلمت حقائق الكتاب المقدس؟ بكثير من الصبر، الاهتمام الشخصي، ونعمة يهوه عليها. بعد ان بدأت ابنة إلسي تدرس، ذهبت شاهدة لزيارة الأم ايضا. فوجدت الشاهدة ان الأم لم تكن متورطة جدا في الارواحية فحسب بل أميّة ايضا، وتعاني مشاكل عائلية خطيرة، وتدخن بإفراط. ولكن رغم ذلك، ابتُدئت المناقشات في الكتاب المقدس، باستعمال كتابي لقصص الكتاب المقدس. وكانت الشاهدة تزورها ثلاث مرات في الاسبوع وتشجعها وتحثها باستمرار: «ثقي بيهوه».لم تحصل التغييرات بسهولة. وفيما كانت تجاهد لتقلع عن التدخين، كان يلزم ان تتعلم ان يهوه يرى كل ما نفعله وأننا لا نستطيع ان نخفي شيئا عنه. (عبرانيين ٤:١٣) وكانت قد رأت الصورة في كتاب ان تحيوا التي تظهر المسيحيين الاوائل يحرقون كتبهم المتعلقة بالفنون السحرية، وكان معنى ذلك قد نوقش معها، ومع ذلك لم تتوقف فورا عن طقوسها الشيطانية. (اعمال ١٩:١٩) ولكن بعد اختبار مريع، اخذت كل ما كانت تستعمله في العبادة الباطلة ورمت به في النهر.
ومذّاك عندما كان الناس يأتون اليها طلبا لخدماتها السحرية، كانت توضح لهم ان ما كانت تفعله لم يكن يرضي اللّٰه. وكانت تشجعهم على درس الكتاب المقدس. كما كانت تخبرهم ان يهوه وحده يمكن ان يحميهم من الشر وتدعوهم ان يثقوا به. ومع ان إلسي ماتت مؤخرا، فإن بعضا من زبائنها السابقين هم الآن خدام ليهوه.
ان النشاط من بيت الى بيت غير مسموح به في كل قرية من قرى جزر والِس وفوتونا في المحيط الهادئ الجنوبي، لكن من الممكن ان يزور المرء اقاربه ويشهد لهم بطريقة غير رسمية. اعطى تلميذ للكتاب المقدس هناك نسخة من اخبار الملكوت رقم ٣٥ لأحد اصدقائه، وهو رجل معروف جيدا بكونه سكّيرا، وكان يطيل شعره ويطلق لحيته. وغالبا ما كان يضرب زوجته وأولاده. بعد مناقشات عديدة، وافق الرجل ان يحضر درس الكتاب الجَماعي. وقدَّر كثيرا ما تعلمه بحيث طلب
ان يذهب الى قاعة الملكوت ويأخذ زوجته معه. وكان الخطاب العام في ذلك الاسبوع: «شعب نظيف يكرم يهوه». فتأثرا كثيرا، وطلبا درسا في الكتاب المقدس. فرتب تلميذ الكتاب المقدس الذي كان قد دعاهما ان يأتيا الى بيته ويلتقيا هناك شاهدين آخرين. وعندما وصل الزوجان المهتمان، لم يعرف الشهود الرجل. فكان قد حلق ذقنه وقصَّ شعره الاشعث الطويل، وكان يرتدي ملابس نظيفة. حتى طريقة كلامه تغيرت. فكأنه غدا رجلا آخر. ومنذ ذلك الحين، صارا يحضران قانونيا كل اجتماعات الجماعة. من الواضح ان عملنا ليس ان نحكم على الآخرين بل ان نخبرهم بحق الكتاب المقدس. وإذا كانت قلوبهم مستقيمة، فسيساعدهم روح يهوه على صنع التغييرات اللازمة في حياتهم.يضطر كثيرون في تايوان ان يواجهوا امتحانات ايمان حقيقية في ما يتعلق بالمآتم، عبادة الاسلاف، والمسائل المشمولة بها. ميهوا هي اخت اعتمدت حديثا. طوال اشهر، كانت ميهوا المُحبّة تزور في المستشفى حماها الذي على فراش الموت. وعندما مات، اصرّت حماتها انها اذا لم تقدِّم له العبادة، فلن تنعم روحه بالسلام بل ستعود لتظهر تكرارا للعائلة. ورغم كل الضغوط، كانت ميهوا ثابتة في موقفها. فأرادت حماتها ان ترغمها على ترك العائلة والعودة الى والديها. ولكن في حين انها لم تقبل ان تشارك في عبادة الموتى، قرَّرت ميهوا ان تطلب منهم ان يسمحوا لها بأن تقدِّم احترامها على طريقتها هي. ومن المدهش انهم وافقوا! فأعدّت صلاة ملائمة. وعندما حان الوقت، وأمام كامل العائلة وبدموع تسيل على خدّيها، قدَّمت ميهوا صلاة مخلصة تطلب فيها من يهوه ان يساعد كامل العائلة ان يدركوا ان حماها لم يعد يتألم بل هو في سلام. وأتت على ذكر القيامة وكيف يمكن ان تشمل حماها. (اعمال ٢٤:١٥) وكانت النتيجة مذهلة. فحماتها، وزوجها غير المؤمن، والعائلة بكاملها يحترمونها الآن ويعتبرونها امرأة صالحة وشجاعة. وهي تستمر في التعبير عن تقديرها ليهوه بالاشتراك بغيرة في الخدمة.