الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ابرز حوادث السنة الماضية

ابرز حوادث السنة الماضية

ابرز حوادث السنة الماضية

ان محافل شهود يهوه السنوية هي من ابرز الاحداث في السنة.‏ وسلسلة المحافل الكورية التي بدأت في اواسط سنة ١٩٩٩ كانت بمحور «كلمة اللّٰه النبوية».‏ وقد شدد البرنامج على قيمة القراءة اليومية للكتاب المقدس،‏ ودعمت مسرحية عن رواية يعقوب وعيسو هذه الفكرة.‏ واشتملت الخطابات على مراجعة موجزة للنبوات الموجودة في سفر دانيال وعلى مناقشة مفصلة لسفر حبقوق.‏ كما شدد البرنامج على اقتراب نهاية النظام القديم.‏ وبالاضافة الى مناقشة عمل الشهادة الجاري الآن،‏ ركّز البرنامج افكارنا على الآمال المثيرة المشمولة بوعد يهوه المبهج:‏ ‹صنع كل شيء جديدا›.‏ —‏ كشف ٢١:‏٥‏.‏

وابتهج المحتفلون بتسلم الكتاب الجديد انتبهوا لنبوة دانيال!‏ الصادر بـ‍ ٤٧ لغة.‏ وكانت الفرحة اكبر في كوريا،‏ اذ غمرت الحماسة الاخوة حين تسلموا الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد باللغة الكورية.‏

والمدهش انه رغم احتدام الحرب طوال اشهر في يوغوسلاڤيا،‏ كان ممكنا اصدار الاسفار اليونانية المسيحية —‏ ترجمة العالم الجديد بالصربية.‏ ونتيجة التعاون العالمي الوثيق،‏ صدرت الاسفار اليونانية المسيحية ايضا بالكرواتية والمقدونية في البلدان المجاورة.‏ وتسلّم الاخوة هذه المطبوعات بدموع الفرح.‏

كان هنالك سبب خصوصي للفرح في يوغوسلاڤيا.‏ فطوال شهر آذار (‏مارس)‏،‏ كان البلد يستعد للحرب.‏ وكان قصف بلڠراد سيعني ان الاعتماد على خطوط الهاتف لن يعود ممكنا،‏ وأن الصعوبات ستنشأ عند ارسال المواد من المترجمين في بلڠراد الى المطبعة في المانيا.‏ ويوم الثلاثاء الواقع فيه ٢٣ آذار (‏مارس)‏،‏ بات واضحا ان الغارات الجوية ستبدأ،‏ فقرّر الاخوة الذين كانوا يحضِّرون لهذا الاصدار في محفل بلڠراد ان يعملوا طوال الليل.‏ وبحلول صباح اليوم التالي،‏ كانت الملفات الالكترونية اللازمة قد أُرسلت.‏ وبعد ساعات قليلة،‏ بدأ القصف.‏ ومع ان فريق الترجمة أُجبر على النزول الى الملاجئ،‏ فقد كانوا يشعرون بالسعادة!‏

واكتملت فرحتهم عندما صدر الكتاب المقدس المطبوع بعد اربعة اشهر في محفل بلڠراد وسط حماسة كبيرة.‏ وعندما حصل الجميع على نسخة شخصية،‏ خلا موقع المحفل على الفور.‏ فقد توجَّه الاخوة الى اماكن اقامتهم ليقرأوا الكتاب المقدس!‏ وبما انهم كانوا محاطين بعالم تسبَّبت فيه الانقسامات العرقية والدينية بالقتل وتفاقم البغض،‏ كانوا مقتنعين بأنه لا توجد هدية اجمل من هذه.‏

في نهاية الاسبوع التالية،‏ عُقد اول محفل في سلسلة من ثمانية محافل في إندونيسيا،‏ بلد كبير في جنوبي شرقي آسيا يكثر فيه العنف ايضا بين مختلف الفئات الدينية والسياسية.‏ وفي المحفل في جاكارتا،‏ حضر ٦٦٦‏,١٥ شخصا من مختلف انحاء البلد.‏ ولأول مرة تجري المعمودية في موقع المحفل،‏ وكان الحماس كبيرا بين الحضور وهم يتفرجون على معمودية ٤٣٠ شخصا عبر شاشات تلفزيونية كبيرة.‏ ولكن بلغت الاثارة ذروتها عندما أُعلن ان ترجمة العالم الجديد الكاملة بالإندونيسية قد طُبعت،‏ وأنه يؤمَل ان تتوفر قريبا للتوزيع.‏

اتِّباع طريق اللّٰه للحياة

طبعا،‏ بدأت سنة الخدمة ١٩٩٩ في شهر ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٨.‏ وخلال الاشهر الاولى لسنة الخدمة هذه،‏ استمر عقد محافل «طريق اللّٰه للحياة» الاممية.‏ صحيح ان الكثير من هذه المحافل سبق فعُقد في الولايات المتحدة وأوروپا،‏ ولكن من ايلول (‏سبتمبر)‏ الى كانون الثاني (‏يناير)‏،‏ عُقد ١٣ محفلا امميا آخر في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية وأوستراليا.‏

اول هذه المحافل في سنة الخدمة ١٩٩٩ عُقد في سان پاولو،‏ البرازيل،‏ من ١٨ الى ٢٠ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٨.‏ وتزامن مع محافل عُقدت في ١٦ موقعا آخر،‏ بما فيها مدرَّج ماراكانا الكبير في ريو دي جانيرو.‏ وقد اتى آلاف المندوبين من ١٥ بلدا.‏ وكان بينهم ٥٤ مرسَلا،‏ ٢٣ منهم كانوا قد غادروا البرازيل ليخدموا في موزمبيق.‏ ويوم الاحد،‏ حين أُعلن قرار يؤكد ان طريق اللّٰه هو افضل طريق للحياة،‏ تبنّاه ما مجموعه ٣٣٣‏,٥١٦ شخصا في هذه المواقع الـ‍ ١٧ بكلمة سيم (‏نعم)‏ مدوّية!‏

وفي نهاية الاسبوع نفسها،‏ احتشد ٨٨٦‏,٦٣ مندوبا آخر في المدرَّج الاولمپي في سيول،‏ كوريا.‏ وخلال الايام التي سبقت المحفل،‏ رحَّب مئات الشهود الكوريين،‏ بمن فيهم اخوات بزيِّهنَّ التقليدي الزاهي الالوان،‏ بـ‍ ٠٤٦‏,٣ مندوبا اجنبيا في المطار.‏ وبعد الخطاب الختامي،‏ عندما توجَّه المندوبون الاجانب الى باصاتهم،‏ شكَّل آلاف المحتفلين المصطفّين ما وُصف بـ‍ «رواق المحبة».‏ وعند مرور المندوبين عبره،‏ اخذ الشهود الكوريون يقولون لزوارهم:‏ «نراكم في الفردوس!‏» و «نحن نحبكم!‏».‏ وانهمرت دموع الفرح من عيون كثيرين.‏

لم تكد دموع المندوبين في سيول تجف حتى ضرب اعصار جورج پورتو ريكو.‏ وكان مقرَّرا ان يبدأ المحفل الاممي في پورتو ريكو يوم الجمعة التالي.‏ فهل يتمكن الاخوة من عقده؟‏ كان متوقعا بسبب العاصفة ان يستمر انقطاع الكهرباء لأسابيع.‏ وقُطعت ايضا المياه،‏ وأُقفل مطار سان خوان،‏ وتضررت بيوت الاخوة المحليين الذين كانوا ينوون استقبال مئات المندوبين من الخارج.‏ ومن الاماكن الاربعة المقرَّر عقد المحافل فيها،‏ لم يبقَ بسبب الكارثة سوى مدرَّج هايرم بيثورن متوفرا لنستعمله.‏ ولكنَّ المدهش ان المشاكل بدأت تنحل الواحدة تلو الاخرى.‏ وبلغت ذورة الحضور في ذلك المحفل ٠٦٥‏,١٥.‏

بعد اكثر من شهر،‏ من ٣٠ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ الى ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏،‏ عُقدت ثلاثة محافل اممية في اوستراليا (‏في بريزبَين وسيدني وملبورن)‏.‏ وحضر هذه المحافل جون بار ومِلتون هنشل ولويد باري وثيودور جارس،‏ وهم من الهيئة الحاكمة.‏ وقد سبق ان خدم الاخيران في اوستراليا.‏ وحضر ايضا كثيرون من المرسَلين الغيورين الذين أُرسلوا من اوستراليا.‏

نحو نهاية سنة ١٩٩٨،‏ عُقدت محافل اممية اخرى في افريقيا.‏ ففي نيروبي،‏ كينيا،‏ فرح الاخوة من ١٦ بلدا بأن يكونوا بين الـ‍ ٥٠٢‏,٢٤ المجتمعين في مركز موي الرياضي الدولي في شهر كانون الاول (‏ديسمبر)‏.‏

وفي الاسبوع التالي عُقدت اربعة محافل اممية في جنوب افريقيا (‏في پريتوريا وجوهانسبورڠ ودوربان وكَيپ تاون)‏،‏ وبلغ مجموع الحضور ٨٥٨‏,٨٣ واعتمد ٦٢٦‏,١.‏ وتبعت المحافل الاممية سلسلة من ١٨ محفلا كوريا.‏ وقد حضرها ٩٠١‏,٥٣،‏ واعتمد ايضا ٠٦٥‏,١.‏ وفي ذلك الوقت صدرت ترجمة العالم الجديد بكاملها باللغة التسونڠية.‏ والمحبة والوحدة الظاهرتان بين جميع هؤلاء المحتفلين كانتا دليلا ملموسا على ان وصف يسوع ينطبق عليهم،‏ وذلك حين قال:‏ «بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي،‏ إن كان لكم محبة بعضا لبعض».‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٥‏.‏

في نهاية الاسبوع نفسه في آخر شهر كانون الاول (‏ديسمبر)‏،‏ عُقد محفل في ابيدجان،‏ ساحل العاج،‏ افريقيا الغربية.‏ وكان البرنامج باللغات الفرنسية والانكليزية والتوية.‏ وفي حين ان عدد الناشرين في البلد يبلغ فقط ٠٠٠‏,٦ ناشر تقريبا —‏ وربما اتى ٥٠٠ شخص من خارج البلاد —‏ وصل عدد الحضور الى رقم مذهل هو ٠٠٩‏,١٦ اشخاص ارادوا التعلم عن طريق اللّٰه للحياة!‏

وأخيرا،‏ في ختام هذه السلسلة العالمية من الـ‍ ٣٢ محفلا امميا،‏ ابتهج الناشرون في كوستاريكا،‏ الذين يزيد عددهم على الـ‍ ٠٠٠‏,١٩،‏ بحضور ٤٣١‏,٣٤ شخصا خلال الايام الثلاثة الاولى من سنة ١٩٩٩.‏ وفي المطار شارك نحو ٠٠٠‏,٤ شاهد محلي في استقبال المندوبين الذين اتوا على متن ٤٢ رحلة دولية.‏ وشكّل الشهود المحليون رواقا من الشهود المصفِّقين ورحّبوا بالمندوبين الوافدين بعبارة ‏«بيينڤنيدوس هرمانوس!‏»‏ (‏اهلا وسهلا ايها الاخوة!‏)‏.‏ والمودة التي عبَّر عنها الاخوة دفعت بائعا في المطار الى طلب درس بيتي في الكتاب المقدس!‏

كان لسلسلة المحافل الاممية تأثير ايجابي في كثيرين من غير الشهود الذين لاحظوا المحبة الظاهرة بين المندوبين.‏ وقد قوَّت هذه المحافل ايضا الروابط الاممية بين شهود يهوه انفسهم.‏ وكانت دليلا واضحا على ان يهوه يجمع ‹جمعا كثيرا من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة› —‏ شعبا يرجو الخلاص من يهوه وابنه يسوع المسيح —‏ لكي يحفظهم ويُدخلهم عالمه الجديد البار.‏ —‏ كشف ٧:‏٩،‏ ١٠‏.‏

المحبة «بالعمل والحق»‏

ان المحبة التي يُعرب عنها شهود يهوه واحدهم نحو الآخر لا تقف عند حدود الابتسامات والمصافحات في قاعات الملكوت.‏ وهي تشمل اكثر من استضافة مندوبي المحافل القادمين من بلدان اخرى.‏ فكتلاميذ للكتاب المقدس،‏ يعرف شهود يهوه جيدا ما هو مكتوب في ١ يوحنا ٣:‏١٧،‏ ١٨‏:‏ «أما مَن كانت له معيشة هذا العالم ورأى أخاه محتاجا وأغلق باب حنانه عنه،‏ فكيف تبقى محبة اللّٰه فيه؟‏ أيها الأولاد الصغار،‏ فلنحب.‏ .‏ .‏ بالعمل والحق».‏ والعواصف الهوجاء وفترات الجفاف والحروب الاهلية خلال السنة الماضية أوقعت كثيرين من شعب يهوه في العوز.‏ فكيف تجاوب معشر الاخوة العالمي؟‏

في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٨،‏ اجتاحت الفيضانات ولاية تشيياپاس في المكسيك.‏ وبعد اسابيع قليلة،‏ ضرب الاعصار جورج سانت كيتس،‏ نيڤس،‏ پورتو ريكو،‏ جمهورية الدومينيكان،‏ وهايتي،‏ ثم ضرب الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة.‏ وبعد ذلك بشهر واحد تقريبا،‏ ضرب هندوراس اعصار ميتش،‏ الذي بلغت سرعة رياحه ٢٩٠ كيلومترا في الساعة،‏ وغمر انحاء من نيكاراڠوا،‏ ثم اجتاز السلڤادور وڠواتيمالا مخلفا وراءه الخراب قبل ان يهمد في المكسيك.‏ وبالاضافة الى ٥٠ قاعة ملكوت وقاعتَي محافل،‏ كان اكثر من ٨٠٠‏,١ بيت لشهود يهوه إما مدمَّرا او متضرِّرا كثيرا.‏ وتَلِفَت المحاصيل والممتلكات الشخصية.‏ وفي بعض المناطق،‏ اضطرت جماعات بكاملها الى الجلاء عن مناطقها.‏

كانت الحاجة كبيرة الى المواد الغذائية والماء والملابس والادوية.‏ فتجاوب بسرعة الشهود في المناطق غير المتضررة بالعواصف.‏ وفي بعض الاماكن،‏ ما إن سمع الشهود بالخسائر حتى بدأوا يتوافدون على مكتب الفرع،‏ حاملين المواد الغذائية والالبسة والمال لمساعدة اخوتهم المسيحيين.‏ وفي المناطق المنكوبة التي تعذَّر على الاخوة دخولها بالسيارات او الشاحنات لنقل مؤن الاغاثة،‏ استعملوا الزوارق والدراجات وحقائب الظهر.‏ وبذل الشيوخ المحليون ما في وسعهم للمساعدة على اعادة تسقيف بيوت الاخوة.‏ وقدّم الاطباء الشهود خدماتهم.‏

وقامت الهيئة الحاكمة لشهود يهوه بتنسيق الاعانات المالية وشحن المواد الغذائية والملابس ومواد البناء الضرورية التي وصلت من البلدان المجاورة.‏ ونُقلت هذه البضائع بالطائرات المستأجرة والسفن والشاحنات.‏ ومرة بعد مرة،‏ عبَّر الاخوة والاخوات في المناطق المنكوبة عن تقديرهم العميق للمحبة التي اعرب عنها معشر الاخوة العالمي.‏

وتحرَّكت لجان البناء الاقليمية،‏ المشكَّلة للمساعدة على بناء قاعات الملكوت،‏ للمساهمة في تنظيف البيوت وترميمها.‏ ومن الولايات المتحدة سافرت سبع مجموعات،‏ كل مجموعة تتألف من نحو ٣٠ متطوعا،‏ الى سانت كيتس ونيڤس على نفقتهم الخاصة لقضاء اسبوع في ترميم بيوت رفقائهم الشهود هناك.‏ وطار ٦٠٠ متطوع آخر الى پورتو ريكو للمساهمة في اعمال الترميم وإعادة البناء هناك.‏ وانسجاما مع ارشاد الكتاب المقدس في غلاطية ٦:‏١٠‏،‏ كان اهتمامهم الاولي مساعدة اخوتهم وأخواتهم الروحيين.‏ لكنهم اصلحوا ايضا سقف مدرسة ورمموا بيوت بعض الجيران المسنين الذين لا اولاد لهم ليساعدوهم.‏ وفي جمهورية الدومينيكان،‏ قام الشهود المحليون بتنظيف باحة احد المستشفيات.‏

في پورتو ريكو،‏ ذهبت مجموعة من الاخوة الى قرية يابوكوا الجبلية لإعادة بناء بيت تعيش فيه شاهدة مع زوجها غير الشاهد.‏ وكان الجيران قد ضحكوا عليها عندما قالت انها على ثقة بأن اخوتها المسيحيين سيأتون للمساعدة.‏ وكم كانت فرحتها كبيرة عندما وصل الاخوة!‏ وفي غضون ساعات قليلة،‏ كان نحو ٢٠٠ متفرج قد تجمعوا عند الجانب الآخر من الشارع.‏ واستمروا طوال النهار يتفرجون على الاخوة وهم يعملون.‏ وبعد تركيب الباب الامامي،‏ قدم الاخوة لأختنا باقة من الزهور ومفاتيح بيتها الذي اعادوا بناءه.‏ وعندما أُضيئت الانوار،‏ صفَّق الجيران.‏ وبسبب ما رأوه في ذلك اليوم،‏ كثيرون في ذلك الشارع ممن كانوا يتجنبون الشهود صاروا راغبين في الاستماع الى رسالة الملكوت.‏

وفي ذلك الوقت،‏ نتجت كوارث اضافية في اوروپا بسبب الفيضان الضخم في غربي اوكرانيا في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏،‏ وفي اميركا الجنوبية بسبب الزلزال الذي ضرب كولومبيا في كانون الثاني (‏يناير)‏.‏ وهنا ايضا قدم شعب يهوه المساعدة الحبية نفسها.‏

حين احتدمت الحرب الاهلية من جديد في أنڠولا خلال سنة ١٩٩٩،‏ نجم عنها اكثر من ٠٠٠‏,٧٠٠‏,١ لاجئ.‏ فبذل الاخوة كل جهودهم لمساعدة رفقائهم الشهود اللاجئين،‏ وكثيرين غيرهم ايضا،‏ على حيازة ضرورات الحياة.‏ والـ‍ ٣٤ طنّا من المواد الغذائية والملابس التي أُرسلت من فروع ايطاليا والپرتغال وجنوب افريقيا وُزِّعت على الذين اضطروا الى ترك بيوتهم ومدنهم على السواء.‏ حتى انه كان ممكنا إيصال بعض هذه المؤن الى مناطق النزاع حيث استمر القصف شهورا عديدة.‏

في بداية سنة الخدمة،‏ اخبر فرع الكونڠو (‏كينشاسا)‏ الهيئة الحاكمة انه نتيجةً للحرب الاهلية،‏ صار الفرع بحاجة الى مؤن اغاثة لمساعدة اكثر من ٠٠٠‏,٢٠٠ شخص.‏ فصُنعت ترتيبات فورية لترسل الفروع في بريطانيا وبلجيكا وجنوب افريقيا وسويسرا وفرنسا المواد الغذائية،‏ وكذلك لتؤمّن المال لشراء مؤن اضافية في بلدان افريقية اخرى.‏ فجُمع اكثر من ٧٥ طنّا من المساعدات الانسانية وأُرسلت جوًّا من شهود يهوه في اوروپا.‏

لكنَّ القتال في الكونڠو لم ينتهِ.‏ ونشأت ازمات جديدة.‏ في ٧ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٩٩،‏ ذُكر الاعلان التالي بشأن الوضع في جمهورية الكونڠو الديموقراطية امام عائلة بيت ايل في المركز الرئيسي العالمي في نيويورك:‏ «بسبب الحرب الاهلية،‏ يعتمد ٠٠٠‏,٣٠ ناشر في شرق البلد على المساعدات.‏ وليس في مقدور مكتب الفرع في كينشاسا الاتصال بهؤلاء الاخوة بسبب الحرب.‏ لكنَّ الهيئة الحاكمة وافقت ان ترسل بلجيكا إعانات جوًّا.‏ الرحلة الاولى مقررة في هذا الاسبوع،‏ وستنطلق بعثة ثانية في ٢٠ شباط [فبراير].‏ وسيكون هنالك فريق طبي مع البعثة الثانية».‏ وعمل الاخوة في اوروپا مع ١١ لجنة اغاثة رسمية مؤلفة من شهود ليهوه في شرق الكونڠو.‏

اضطر بعض اللاجئين الى الهرب الى البلدان المجاورة.‏ وكان الآلاف قد دخلوا زامبيا المجاورة.‏ فزوَّدت وكالات الاغاثة الكثير من المساعدة،‏ وأضاف الشهود الى ذلك البطانيات والملابس وأواني الطهي والادوات الزراعية.‏ وعندما حصل اخ مسنّ على بطانية،‏ أُغمي عليه.‏ فلم يسبق قط ان أُعطي بطانية جديدة تبقى ملكا له.‏ وحين كان احد نظار الدوائر متوجها الى زامبيا،‏ وجد اخا معوَّقا تحت شجرة.‏ فوضعه ناظر الدائرة على دراجته وأخذ يدفعه.‏ وعندما كانا يصلان الى تلال يصعب ارتقاؤها بسبب شدة انحدارها،‏ كان الاخ يترجل عن الدراجة ويدبّ على ذراعَيه ورجلَيه،‏ بعد ان يغطي ركبتَيه ويديَه بقطع من اطارات السيارات،‏ حتى يصل الى الاعلى.‏ وفي النهاية وصلا بأمان الى كاپوتا في زامبيا.‏ وقد اعطى الفرع هناك كل فرد مطبوعات بالسواحلية ليستعملوها في اجتماعات الجماعة.‏ وفي نيسان (‏ابريل)‏،‏ في اجتماع ضمّ اكثر من ٠٠٠‏,٢ شخص من هؤلاء اللاجئين،‏ منح الاخوة من مكتب الفرع التشجيع الروحي الحبي.‏ فقام اللاجئون —‏ الكبار والصغار على السواء —‏ ومعظمهم بلا كتب ترانيم،‏ بالترنيم من كل قلوبهم ترانيم مثل «يهوه،‏ مزوِّد الإنقاذ»،‏ «يهوه ملجأنا»،‏ «نشكرك يا يهوه»،‏ و «وعد اللّٰه بالفردوس».‏

الغيرة في الكرازة بالبشارة

لكنَّ الجدير بالملاحظة اكثر هو المحبة التي يُعرب عنها شهود يهوه بإعلانهم بشارة ملكوت اللّٰه.‏ وتجاوبا مع الارشاد الذي اعطاه يسوع المسيح،‏ يسعون الى ايصال البشارة الى كل شخص يمكن الوصول اليه.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ ولفعل ذلك يبذلون انفسهم ومواردهم بسخاء.‏ فخلال السنة الماضية،‏ اشتركت في هذا العمل ذروة من ٤٩٢‏,٩١٢‏,٥ شخصا،‏ وقد خصصوا ٨٤٩‏,٥٦٦‏,١٤٤‏,١ ساعة في هذه الخدمة.‏ ونظّم شهود كثيرون شؤونهم ليخدموا كفاتحين قانونيين او اضافيين.‏

يأتي هؤلاء الفاتحون من خلفيات متنوعة.‏ فالآلاف منهم احداث انهوا دراستهم الدنيوية او برمجوا اوقات صفوفهم ليتمكنوا من الخدمة كفاتحين في نفس الوقت.‏ وهنالك فاتحات هنَّ ربّات بيوت،‏ وبعض الفاتحين رجال يعملون ايضا ليعيلوا عائلاتهم.‏ يستطيع شيخ مسيحي رب عائلة في سانت لوسيا ان يخدم كفاتح لأنه يحرص على ‹إبقاء عينه بسيطة›.‏ (‏متى ٦:‏١٩-‏٢٢‏)‏ وعندما عُرض عليه مؤخرا عمل دنيوي براتب مغرٍ،‏ رفضه لأنه يتطلب منه العمل ساعات اكثر،‏ مما يجعله يفوِّت الاجتماعات المسيحية،‏ وسيبعده عن عائلته ستة اشهر،‏ ويجعله يتوقف عن خدمة الفتح.‏ لقد اختار طلب الملكوت اولا،‏ واثقا بأن يهوه سيستمر في مباركة جهوده لإعالة عائلته.‏

ثمة شاهدة في أنتيڠوا تبلغ من العمر ٩٥ سنة تخدم كفاتحة اضافية مرة او مرتين في السنة منذ اعوام كثيرة.‏ وعندما سُئلت ماذا يجعلها تستمر في بذل هذا الجهد،‏ اوضحت:‏ «لقد اعطاني يهوه قوة وطاقة اضافيتين،‏ وأنا اعتبر ذلك فرصة لأعبِّر عن محبتي له».‏

قررت اخت في الدانمارك،‏ في اواسط ستيناتها،‏ ان تصير فاتحة اضافية.‏ ولماذا؟‏ اوضحت:‏ «أعتقد ان ما دفعني الى ذلك هو قراءتي للكتاب المقدس.‏ .‏ .‏ .‏ وعندي هذا الاقتناع:‏ كما ان المرء يتأثر سلبا بالتلفزيون مثلا،‏ كذلك يتأثر ايجابا حين يقرأ كلمة يهوه كل يوم.‏ وقد كان ذلك دافعا قويا لي».‏

بسبب ازدياد الضغط الذي يشعر به الناس في كل مكان ليتمكنوا من سد حاجاتهم الجسدية،‏ عدَّلت الهيئة الحاكمة في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٩ مطلب الساعات للفاتحين القانونيين (‏اذ انخفض من ٩٠ الى ٧٠ ساعة في الشهر)‏ وللفاتحين الاضافيين (‏من ٦٠ الى ٥٠)‏.‏ وكان ذلك بركة عظيمة.‏ فقد مكَّن ذلك فاتحين كثيرين من البقاء في خدمتهم،‏ وانخرط فيها آلاف آخرون.‏ وفي نظر كثيرين،‏ كان ذلك دليلا اضافيا على ان «الرب لطيف».‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٣‏.‏

خلال الاشهر التي عقبت هذا التعديل،‏ شهد الفرع في أوستراليا زيادة بنسبة اكثر من ٤٠٠ في المئة في عدد المنخرطين في الفتح القانوني.‏ وشهدت كولومبيا زيادة ناهزت الـ‍ ٣٠٠ في المئة.‏ وفي اوكرانيا،‏ استمر عدد الفاتحين في الارتفاع كل شهر،‏ ويُظهر التقرير زيادة بنسبة ٤٢ في المئة عن السنة الماضية.‏ وفي ميكرونيزيا،‏ زاد عدد الفاتحين واحدا في كل جماعة كمعدل.‏ وفي ليبيريا،‏ حيث يعيش معظم الاخوة عيشة الكفاف،‏ فيكسبون معيشتهم بما يجنونه من تجارتهم الوضيعة من يوم الى يوم،‏ تلت التعديل في مطلب الساعات ثماني ذرى متتابعة في عدد الفاتحين القانونيين.‏

حصلت ايضا زيادات مماثلة في صفوف الفاتحين الاضافيين.‏ ففي النمسا،‏ خلال الاشهر الثلاثة الاولى من سنة ١٩٩٩،‏ زادت اعدادهم عن السنة السابقة بنسبة ٥٦ في المئة.‏ وخلال الفترة نفسها،‏ اوردت ماليزيا في تقريرها زيادة بنسبة ١٠٣ في المئة في عدد الفاتحين الاضافيين.‏ وشهدت الدانمارك زيادة بنسبة ٩١ في المئة خلال الاشهر الستة الاولى من السنة.‏ وفي كوريا،‏ حيث كانون الثاني (‏يناير)‏ هو الشهر المفضَّل لزيادة النشاط،‏ كان ٥٧ في المئة يشتركون في احد اشكال خدمة الفتح في ذلك الشهر.‏

وفي غضون ذلك،‏ يستمر برنامج «الفاتحون يساعدون الآخرين» في الإتيان بنتائج جيدة.‏ قالت اخت في الجماعة الفيليپينية في انكَريج،‏ ألاسكا:‏ «انا في الحق منذ ١١ سنة.‏ لقد كانت خدمة الحقل مجرد روتين،‏ اذ كنت اذهب دون ان اضع اية اهداف في فكري».‏ ولكن بعدما عملَت فترة من الوقت مع فاتحة محلية،‏ صار لخدمة الحقل معنى اكبر في نظرها.‏ فقد احست بإلحاح العمل.‏ وصار عندها اهتمام اكبر بالناس،‏ وتمكنت من البدء بدروس بيتية في الكتاب المقدس.‏ وفي جنوب افريقيا،‏ ساعدت اختٌ فاتحة ناشرةً اخرى على ايجاد متعة اكبر بالتحدث الى المارة وعدم الاكتفاء بانتظار الناس ليجيبوا عبر جهاز الاتصال الداخلي.‏ كما انهما كانتا تجلسان معا وتناقشان مختلف الاهداف في الخدمة.‏ وبحلول نهاية البرنامج الذي يدوم ستة اشهر،‏ كانت هذه الناشرة فاتحة قانونية.‏ وهي والاخت التي ساعدتها تفرحان الآن في الخدمة اكثر من ايّ وقت مضى.‏

حق الكتاب المقدس في الصفحة المطبوعة

يزود يهوه من ايام موسى الارشاد الروحي في شكل مكتوب.‏ وهذا دُعم دائما بالارشاد الشفهي.‏ لكنَّ الصفحة المطبوعة عامل مهم في نشر البشارة.‏ لذلك يصدر الكتاب المقدس والمطبوعات التي تشرحه بكميات هائلة.‏ ففي السنة الماضية وحدها،‏ طبع شهود يهوه ٦٢٨‏,٧٠٦‏,٠٢٦‏,١ نسخة من برج المراقبة و استيقظ!‏،‏ ٨٠٥‏,٥٧٩‏,٤١ كتب،‏ و ٧٥٩‏,٢٢١‏,٧١ كراسة وكراسا بالاضافة الى كميات كبيرة من النشرات.‏ ويجري ذلك بـ‍ ٣٣٢ لغة.‏

استفاد الناس في اماكن كثيرة من هذا النشاط.‏ فالجزر المرجانية التي تؤلف توڤالو يسكنها ٤٠٣‏,٩ اشخاص فقط.‏ وتُطبع مجلة برج المراقبة بلغتهم،‏ ويوجد الآن ٤٥ شخصا يعبدون يهوه هناك.‏ ومع ان جمهورية افريقيا الوسطى بعيدة عن العالم الصناعي،‏ توزَّع برج المراقبة و استيقظ!‏ على نطاق واسع هناك —‏ بالانكليزية،‏ الزاندية،‏ السانڠو،‏ العربية،‏ الفرنسية،‏ واللينڠالية.‏ وهنالك ٣٠٥‏,٢ شهود في ذلك البلد،‏ وحضر الذِّكرى أكثر بكثير من خمسة اضعاف هذا الرقم في السنة الماضية.‏ أنڠولا تمزقها الحرب الاهلية،‏ وكثيرون فيها هم معدِمون،‏ ولكن في السنة الماضية بدأت برج المراقبة تَصدر شهريا بالاومبوندو لفائدة دائرتين لشهود يهوه في أنڠولا والكثيرين الذين يساعدونهم روحيا.‏ وفي اوكرانيا وُزِّع اكثر من ٢٦ مليون مجلة خلال السنة الماضية.‏ كان رجل يبحث عن الاله الحقيقي طوال ٢٠ سنة،‏ واقتنع انه وجد الحق حين قرأ عددا واحدا من استيقظ!‏.‏ وابتهج الناشرون الـ‍ ٠٤٥‏,١٠٧ في اوكرانيا برؤية ٣٢٠‏,١٢ شخصا آخر يعتمدون خلال السنة.‏

في كولومبيا،‏ حصلت امرأة مفجوعة على نشرة اي رجاء هنالك للاحباء الموتى؟‏.‏ ومع انها لم تكن تهتم بالدين،‏ اثار هذا الموضوع اهتمامها لأن ابنها مات في زلزال.‏ وأدى ذلك الى درس بيتي في الكتاب المقدس.‏ وفي ليتوانيا،‏ اعطى شاهد امرأة كراسة هل يهتم اللّٰه بنا حقا؟‏.‏ وكانت المرأة في حاجة ماسة الى المساعدة التي لا يستطيع احد تقديمها الا اللّٰه.‏ ووافقت على عقد درس بيتي معها في الكتاب المقدس،‏ وتقدمت بسرعة الى الانتذار والمعمودية.‏ نعم،‏ كثيرون يقدِّرون المطبوعات،‏ وهي ادوات قيِّمة لنشر البشارة.‏

متعلمون من يهوه

يستمر يهوه،‏ بطرائق كثيرة ومتنوعة،‏ في تعليم خدامه وتجهيزهم للعمل الذي يقومون به الآن وإعدادهم للنشاط المستقبلي.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٣‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ تُوجَّه دعوات شخصية الى الناس في اكثر من ٢٣٠ بلدا ليستفيدوا من برنامج يهوه التعليمي الرائع.‏ وقد تجاوب ملايين ‹الميالين بالصواب إلى الحياة الأبدية›،‏ وفي السنة الماضية عُقد كل شهر،‏ كمعدل،‏ ٨٨٤‏,٤٣٣‏,٤ درسا بيتيا مجانيا في الكتاب المقدس مع هؤلاء.‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ فما اروع البركات التي حصلوا عليها حين رأوا الاسفار المقدسة تنفتح امامهم بطريقة تمكّنهم من فهم ما تقول!‏

ان التعليم الذي يزوده يهوه بواسطة هيئته يشمل ايضا مختلف انواع التدريب المتخصص.‏ ففي هذه السنة ايضا،‏ استفاد الآلاف من مدرسة خدمة الفتح حين أنهوا سنتهم الاولى في الفتح القانوني.‏ وخلال سنة الخدمة،‏ استضاف ٤٠ فرعا ايضا مدرسة تدريب الخدام.‏ وقد حضر اخوة مؤهلون من الاميركتين وآسيا وأوروپا وإفريقيا وجزر البحر —‏ ما مجموعه ٨٩ بلدا.‏ ونال هذا التدريب الخصوصي ١٧٤‏,٢ شخصا.‏ وأتى اعضاء في لجان الفروع من ٤٣ بلدا الى المركز الثقافي لبرج المراقبة في پاترسن،‏ نيويورك،‏ للاشتراك في برنامج تدريب خصوصي يدوم شهرين.‏ والتلاميذ الذين حضروا مدرسة جلعاد،‏ حيث تمتعوا بدراسة شاملة للكتاب المقدس دامت خمسة اشهر،‏ عُيِّنوا كارزين ومعلمين لكلمة اللّٰه في ٣١ بلدا مختلفا.‏

وبالاضافة الى ذلك،‏ افتُتحت في المركز الثقافي لبرج المراقبة مدرسة جديدة للنظار الجائلين.‏ وضم الصف الاول ٤٨ عضوا انخرطوا في شهر ايار (‏مايو)‏ في مقرَّر يدوم ثمانية اسابيع.‏ وقد حضره نظار دوائر وكور من الولايات المتحدة وكندا.‏ وانقسم التدريب الذي تلقوه بين التعلم في الصف والعمل في دائرة الخدمة.‏ وشمل التدريب كل وجه من اوجه خدمتهم،‏ وسيكون ذلك مفيدا جدا للآلاف الكثيرة من الاخوة والاخوات في الجماعات والدوائر التي يخدمونها.‏ أما زوجات النظار الجائلين،‏ اللواتي رافقن ازواجهن،‏ فقد قسمن وقتهن في پاترسن بين العمل في تعيينات في بيت ايل وخدمة الحقل مع الجماعات المجاورة.‏ وكن يأتين ايضا كل اسبوع لسماع محاضرة في المدرسة تُلقى خصوصا لفائدتهن وفائدة الاخوة.‏

‏«يؤول .‏ .‏ .‏ الى تأدية شهادة»‏

انبأ يسوع بأن أتباعه ‹سيساقون أمام ملوك وحكام›.‏ وبسبب كثرة ما حصل ذلك حول العالم خلال القرن العشرين،‏ يزداد التأكيد على اننا نعيش في الايام الاخيرة.‏ فلماذا يحدث ذلك؟‏ ليس لأن شهود يهوه متمردون على القانون،‏ انما ‹من اجل اسم يسوع المسيح›،‏ لأنهم يعتبرون المسيح ملكا سماويا ولأنهم،‏ كيسوع،‏ «ليسوا جزءا من العالم».‏ وأنبأ يسوع ايضا ان ذلك «يؤول .‏ .‏ .‏ الى تأدية شهادة».‏ (‏لوقا ٢١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ متى ٢٤:‏٩؛‏ يوحنا ١٧:‏١٦‏)‏ وتبينت صحة ذلك خلال سنة الخدمة الماضية.‏ فقد أُدِّيت الشهادة لرسميين في بلدان كثيرة فيما كانت الجهود تُبذل للدفاع عن حق شهود يهوه في العبادة دون ايّ عائق.‏

في سنة ١٩٩٨ نظرت المحكمة الاوروپية لحقوق الانسان في دعوى تتعلق بشهود يهوه في بلغاريا.‏ وماذا اوصل القضية الى هناك؟‏ كانت الحكومة البلغارية قد حرمت شهود يهوه و ٢٠ فرقة دينية اخرى من الاعتراف الشرعي.‏ ورُفض الاستئناف لدى المحكمة البلغارية العليا،‏ وأحد اسباب الرفض هو ان شهود يهوه لا يؤمنون بالثالوث وبعقائد اخرى للعالم المسيحي غير مؤسسة على الكتاب المقدس.‏ وقاد ذلك الى اعتقالات واقتحام اماكن العبادة ومصادرة المطبوعات الدينية.‏ فحثّت المحكمة الاوروپية بلغاريا ان تسوِّي الامور مع شهود يهوه بطريقة ودية.‏ ونتيجةً لذلك،‏ منحت بلغاريا من جديد الاعتراف الشرعي لشهود يهوه في تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٩٨.‏ وصار ممكنا ارسال اربعة مرسَلين من صف جلعاد الـ‍ ١٠٦ الى بلغاريا لمساعدة الناشرين المحليين على إخبار الناس هناك ببشارة الملكوت.‏

كذلك ادت المشاكل القانونية التي تشمل شهود يهوه في فرنسا الى شهادة على نطاق واسع.‏ فقد شُوِّهت سمعة الشهود علنا هناك.‏ وروَّجت الجمعيات المناهضة للبدع تقارير صحفية سلبية عنهم.‏ وفي سنة ١٩٩٦ اعتبر تقرير برلماني شهود يهوه ‹بدعة خطرة›،‏ وفي كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٩ فرضت الحكومة ضريبة ٦٠ في المئة على كل تبرعاتهم،‏ الامر الذي لم يُفعل مع ايّ دين آخر.‏ فتجاوب شهود يهوه بإطلاق حملة لثلاثة ايام بدأت في ٢٩ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٩،‏ ووزّعوا فيها ١٢ مليون نسخة من النشرة يا شعب فرنسا،‏ انكم تُخدعون!‏.‏

في اليوم الاول من الحملة،‏ عُقد مؤتمر صحفي لإيضاح الحملة.‏ وبحلول منتصف النهار،‏ كانت محطات الاذاعة والتلفزيون تبث هذه الانباء.‏ وأورد اكثر من ٦٠ صحيفة ومجلة محلية وإقليمية تقارير عن هذا النشاط،‏ مستخدمين عناوين رئيسية مثل:‏ «يهوه يستدعي فرنسا كشاهدة» و «شهود يهوه يُطلقون عملية ‹الحقيقة›».‏

وفي اليوم الاول،‏ وزع عشرات الآلاف من الناشرين هذه النشرة خارج محطات القطار،‏ المصانع،‏ المكاتب،‏ المتاجر،‏ الاسواق،‏ وغيرها.‏ وأناس قليلون فقط رفضوا اخذها.‏

فيما كان اخ يكرز قرب سجن،‏ اقترب منه احد الحراس.‏ وعندما عُرضت نشرة على الحارس قال:‏ «سأحتاج الى اكثر من هذه،‏ فهنالك اناس كثيرون في الداخل».‏ وحدث ايضا ان بعض المسنين كانوا عائدين بالباص الى دار للعجزة،‏ فعبَّروا عن خيبتهم لأنهم لم يحصلوا على النشرة.‏ فطلب السائق من كل شخص يريد نسخة ان يرفع يده،‏ ثم قاد الباص الى مكان كان قد رأى فيه شاهدا وطلب منه العدد اللازم.‏

ومن ناحية اخرى،‏ عندما اخذت امرأة في احدى اسواق مدينة ڠرينوبل هذه النشرة،‏ بدأت تشتم الشاهد الذي اعطاها اياها.‏ فبقي اخونا هادئا.‏ لكنَّ الباعة والمتسوِّقين،‏ الذين لفت انتباههم صراخ المرأة،‏ اخذوا يهتفون فجأة:‏ «عاش يهوه!‏».‏ عندئذ رحلت المرأة المقاومة.‏

وماذا كانت النتيجة عموما؟‏ اتقدت الجماعات في كل فرنسا حماسة نتيجة هذا النشاط.‏ ومئات الذين كانوا خاملين دفعتهم قلوبهم الى المشاركة في هذه الحملة الخصوصية.‏ وعبَّر ناشرون في كل انحاء البلد عن سرورهم العميق لأنه سنحت لهم فرصة الدفاع عن ايمانهم بهذه الطريقة.‏ وتسلّم مكتب الفرع آلاف الاتصالات الهاتفية والرسائل من الناس.‏ وقد نمَّ بعضها عن تعصُّب،‏ لكنَّ عددا كبيرا منها عبَّر عن التأييد.‏ وطوال نهاية الاسبوع،‏ كان الناس يطلبون من الشهود ان يزوروهم،‏ وابتُدئ بالكثير من الدروس البيتية في الكتاب المقدس.‏

وماذا عن الضريبة التي فرضتها الحكومة؟‏ تجاوبا مع الاجراء الذي اتُّخذ،‏ وُوجِهَ الرسميون الرفيعون بالكثير من الوثائق القانونية عن شهود يهوه،‏ وكان ذلك شهادة لهم!‏ وقد استؤنف القرار المتعلق بالضريبة،‏ وسيُرفع اذا لزم الامر الى المحكمة الاوروپية لحقوق الانسان.‏

كانت بلدة أورَدِل،‏ نيو جيرزي،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ تعيق لسنوات عمل الكرازة بالبشارة.‏ فقد قررت البلدة ألّا تسمح لشهود يهوه بإتمام خدمتهم العامة ما لم يحصلوا اولا على رخصة ويحملوا شارة خاصة.‏ وبُذلت الجهود مرارا لإقناع رئيس البلدية ومجلس البلدة بعدم دستورية هذين المطلبَين،‏ ولكن دون جدوى.‏ وفي النهاية،‏ رُفعت القضية الى محكمة المقاطعة الفدرالية الاميركية في مقاطعة نيو جيرزي اعتراضا على ذلك القانون المحلي.‏ وكانت هذه هي المرة الاولى التي يُتَّخذ فيها هذا الاجراء في الولايات المتحدة منذ ٥٠ سنة لتثبيت حقِّنا في الانهماك في الخدمة العامة.‏ وفي الشكوى التي قدمناها الى المحكمة،‏ كان من الملائم ان نشرح طبيعة نشاطنا ونُظهر اساسه من الاسفار المقدسة،‏ وهكذا أُدِّيت شهادة حسنة.‏

وفي ٨ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٩،‏ اجتمع قاضي المقاطعة الفدرالية بممثلي قسم القضايا القانونية في الجمعية وممثلي بلدة أورَدِل،‏ وأمر البلدة بتعديل قوانينها.‏ وفي ١٦ آذار (‏مارس)‏،‏ في اجتماع مجلس البلدة،‏ صدَّق المجلس ورئيس البلدية على قرار يعفي المنظمات الدينية من مطلبَي الرخصة والشارة.‏ وهكذا بات ممكنا ثانية ان يُكرَز بالبشارة في أورَدِل دون اية قيود غير دستورية!‏

في كل مرة يُذكر اسم يهوه او شعب اسمه في محكمة،‏ خلال جلسة برلمانية،‏ او في اجتماع لهيئة تشريعية،‏ تؤدَّى الشهادة لأشخاص من «ذوي المناصب» ربما لا يسمعون كثيرا برسالة الملكوت.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٢‏)‏ لكنَّ الفرصة للشهادة تكون احيانا مباشرة وشاملة اكثر.‏ وهذا ما حدث في روسيا.‏

في قاعة محكمة ضيقة في موسكو،‏ روسيا،‏ عُقد العزم من ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٨ الى آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٩ على حظر نشاط شهود يهوه الديني في موسكو.‏ ولكن بدلا من إسكات شهود يهوه،‏ زوَّدت قاعة المحكمة فرصة فريدة لتأدية شهادة كبيرة.‏

فبالتضامن مع منظمة مناهضة للبدع لها علاقات بالكنيسة الارثوذكسية الروسية،‏ قام مكتب المدعي العام في موسكو،‏ وانضمت اليه لاحقا وزارة العدل في موسكو،‏ بتقديم شكوى شملت اتهامات لا اساس لها من الصحة بهدف تصفية جماعة موسكو لشهود يهوه.‏ وفي الحالات العادية،‏ اذا كانت محكمة تنظر في قضية تتعلق بالقانون المدني،‏ فلا تعتبر من اللائق اجراء تحليل نقدي للتعاليم والمعتقدات الدينية في قاعة المحكمة.‏ لكنَّ التهم شملت معتقدات وتعاليم شهود يهوه،‏ لذلك اصبحت هذه محور المحاكمة.‏

في المحكمة،‏ ذكرت محامية الادّعاء ان مطبوعاتنا تثير العداء الديني.‏ كيف؟‏ نحن نعلّم ان ديننا هو الدين الصحيح.‏ عند ذلك اعطى محامي الدفاع،‏ وهو من شهود يهوه،‏ نسخة من الكتاب المقدس للقاضية ولمحامية الادّعاء ثم قرأ افسس ٤:‏٥‏:‏ «[يوجد] رب واحد،‏ إيمان واحد،‏ معمودية واحدة».‏ وإذ تابع اخونا الروسي دفاعه على اساس الاسفار المقدسة،‏ دحض تهما اخرى مدرجة في شكوى الادّعاء بذكر آيات مثل يعقوب ١:‏٢٧،‏ يوحنا ١٧:‏١٦،‏ وكشف ١٨:‏١-‏٤‏،‏ التي تُبرز ضرورة ‹الانفصال عن العالم›.‏ فردّ الادّعاء بالقول ان الآية الاخيرة،‏ التي تتحدث عن بابل العظيمة،‏ تسيء الى دين الناس الآخرين حين تُطبَّق عليهم.‏ لكنَّ پروفسورا في الفلسفة ومحاضِرا جامعيا علّق لاحقا:‏ «عندما يوجّه الخبراء التهم الى شهود يهوه بسبب ما يعلّمونه،‏ لا يدركون انهم يوجّهون التهم في الواقع الى الكتاب المقدس».‏

اتاحت المحاكمة الفرصة لتُقرأ امام المحكمة مقاطع من مطبوعات شهود يهوه التي شملها الادّعاء بشكواه.‏ لكنَّ الاقتباسات كانت تُقرأ هذه المرة في سياقها لكي تُنقل معتقداتنا بشكل واضح،‏ وهكذا يَظهر عدم صحة الاتهامات بالاساءة.‏ وقدّم اخصائيون روسيون بارزون خمس دراسات علمية تدحض مزاعم الادّعاء.‏ ورُكِّز ايضا على قرارات المحاكم حول العالم والمعاهدات الدولية التي تقضي باحترام حرية الدين.‏

ماذا كان سيحصل ليسوع في ظل القانون الروسي الصادر سنة ١٩٩٧ الذي كان اساس دعوى الادّعاء؟‏ هذا ما تحدث عنه محامٍ كندي في فريق الدفاع،‏ وهو من شهود يهوه ايضا،‏ خلال المحاكمة.‏ فقد قال للمحكمة:‏ ‹من الثابت ان يسوع انتقد القادة الدينيين في ايامه،‏ مطبقا عليهم الكلمات الموجودة في يوحنا ٨:‏٤٤،‏ ٤٥‏:‏ «أنتم من أبيكم إبليس».‏ وكما يَظهر في متى ١٥:‏٢-‏٩‏،‏ دان يسوع التقاليد التي تخالف كلمة اللّٰه.‏ وعلى اساس ما يقال في متى ١٠:‏٣٤-‏٣٧‏،‏ هل كان يسوع يحاول تدمير العائلات؟‏ كلا،‏ فقد كان يذكر نتيجة حتمية لرد فعل البشر.‏ كذلك تشير لوقا ١٨:‏١٥،‏ ١٦ الى ان يسوع دعا الاطفال ليأتوا اليه.‏ فهل كان بذلك يغوي المراهقين والاولاد القاصرين ليعتنقوا المسيحية؟‏ ولماذا اراد المقاومون الدينيون ان يمنعوا يسوع من الكرازة؟‏ تُظهر يوحنا ١١:‏٤٧،‏ ٤٨ ان السبب هو كثرة الاشخاص الذين صاروا يتبعون يسوع،‏ وبالتالي شعور رجال الدين اليهود بأنهم يخسرون اعضاء في دينهم.‏ وهذا يشبه في بعض الجوانب ما يحدث اليوم›.‏ فقد كان واضحا انه لو كان يسوع المسيح يكرز في موسكو،‏ لَوُجِّهت اليه التهم التي تُوَجَّه الى شهود يهوه في هذه القضية.‏ ولكن مَن في ضلال؟‏ المتَّهِمون طبعا،‏ لأن يسوع «لم يرتكب خطية».‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢٢‏.‏

وإجابةً عن الاسئلة التي اثارها الادّعاء بشأن تعاليم شهود يهوه،‏ قرأ محامٍ روسي —‏ هو اخ لنا —‏ من الكتاب المقدس الكلمات في دانيال ٢:‏٤٤،‏ ٤٥ و ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏ وفي فترة بعد الظهر من ذلك اليوم أدلى بالشهادة اخ كان الحق في عائلته منذ ثلاثة اجيال،‏ وأظهرت قصة حياته ان شهود يهوه موجودون في روسيا منذ عشرات السنين.‏ وذكّرت شهادته ايضا بالعذاب الذي عاناه شهود يهوه خلال نفيهم الى سيبيريا،‏ والعذاب الذي احتملوه بسبب المظالم الاخرى خلال سنوات الحظر في ظل النظام السوڤياتي.‏ —‏ انظروا استيقظ!‏،‏ عدد ٢٢ نيسان [ابريل] ١٩٩٩،‏ الصفحات ٢٠-‏٢٥‏.‏

مثّلت شهود يهوه ايضا محامية دفاع ثالثة.‏ ومع انها ليست من شهود يهوه،‏ فهي منفتحة جدا ولها خبرة بالدفاع عن قضايا حقوق الانسان.‏ حتى ان الفرصة سنحت لها هي ايضا لتفتح الكتاب المقدس وتوجِّه انتباه المحكمة الى آيات مختلفة.‏ وبعد الاشارة الى كشف ١٤:‏١؛‏ ١٦:‏١٦؛‏ ٢٠:‏٦؛‏ ومزمور ٣٧:‏٩،‏ ١٠‏،‏ تحدَّت «الخبير» الديني لدى الادّعاء ان يُريها اين الخطأ في شهود يهوه.‏ فعجز عن ذلك.‏

والمثير للاهتمام انه في ٢٩ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٩،‏ قامت وزارة العدل الروسية الوطنية بإعادة تسجيل شهود يهوه كهيئة دينية.‏ لكنَّ ذلك لم يؤدِّ الى توقف المحكمة عن النظر في القضية او الى اصدار قرار لمصلحة شهود يهوه.‏ بل تنتظر المحكمة تحليلا لمطبوعات شهود يهوه تقوم به لجنة «خبراء» عيَّنتها القاضية.‏ ومهما كان القرار النهائي،‏ فنحن على ثقة بأنه سوف «يؤول .‏ .‏ .‏ الى تأدية شهادة».‏ —‏ متى ١٠:‏١٨‏.‏

بالاضافة الى تأدية الشهادة الى الرسميين في قاعة المحكمة،‏ انتشرت اخبار المحاكمة في كل انحاء روسيا بواسطة الصحف وشبكات التلفزة.‏ وقام ايضا شهود يهوه في روسيا بتأمين التغطية اليومية للمحاكمة وجعلها في متناول الصحافة والناس.‏ وزُوِّدت الاقتباسات كاملة من مطبوعات برج المراقبة التي كان الادّعاء يحرِّفها،‏ كما ذُكر الكثير عن الخلفية التاريخية للشهود.‏ وكان لسبع وكالات انباء عالمية بارزة على الاقل ممثلون في مختلف الاوقات خلال المحاكمة.‏ وأعربت سفارات الدول الاخرى ومنظمات حقوق الانسان عن اهتمام شديد بما يجري.‏ ففي ١١ آذار (‏مارس)‏،‏ اصدر البرلمان الاوروپي قرارا يدعو الرسميين الروسيين في كل المستويات الى ضمان حرية الدين والعمل بالتالي بانسجام مع الاتفاقيات الدولية التي شاركت فيها حكومتهم.‏ وفي الشهر التالي،‏ وقّع ١١ عضوا في الجمعية البرلمانية لمجلس اوروپا وثيقة اخرى يعبِّرون فيها عن قلقهم بشأن تطورات القضية في موسكو.‏

في المقابل،‏ يعي جيدا الاخوة في موسكو وكل انحاء روسيا انهم ‹مبغَضون› من مقاومي رسالة الملكوت.‏ فقد أُلقيت قنبلة غاز خلال اجتماع احدى الجماعات في سانت پيترسبرڠ.‏ وهاجم مقاوم مسلَّح اختا مسنّة حين كانت في خدمة الحقل.‏ وبسبب إلغاء عقود الايجار،‏ حُرم ٠٠٠‏,٢ شاهد في موسكو من اماكن اجتماعاتهم،‏ فأُجبروا على البحث عن اماكن اخرى.‏ وفي آب (‏اغسطس)‏،‏ عندما عقد شهود يهوه محفلا في موسكو رغم محاولات منعه،‏ لزم اخلاء المدرَّج بعد ظهر يوم السبت بسبب التهديد بوجود قنبلة.‏ لكنَّ ٦٠٠ شخص اعتمدوا في ذلك المحفل،‏ وعاد اكثر من ١٠٠‏,١٥ شخص يوم الاحد للاستماع الى باقي البرنامج.‏

نظرا الى الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها شهود يهوه حول العالم فيما يقومون بخدمتهم،‏ كان من الملائم ان يجتمع الاخوة المسؤولون خلال شهر نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٩ لمناقشة الحاجات المستجدة من اجل «الدفاع عن البشارة وتثبيتها قانونيا».‏ —‏ فيلبي ١:‏٧‏.‏

شهود يهوه مقتنعون اشد الاقتناع انه لن تنجح اية آلة صُوِّرت ضد «عبيد الرب»،‏ كما يقول الكتاب المقدس.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٧‏)‏ وفي ارميا ١:‏١٩ يُذكر هذا الوعد:‏ «يحاربونك ولا يقدرون عليك لأني انا معك يقول الرب لأنقذك».‏

‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

دانيال سيدليك يعلن اصدار كتاب «انتبهوا لنبوة دانيال!‏» بالانكليزية

‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

تشونڠ-‏ايل پارك يعلن اصدار «ترجمة  العالم الجديد» بالكورية

‏[الصور في الصفحتين ١٢ و ١٣]‏

نيروبي،‏ كينيا —‏ احد المحافل الاممية الـ‍ ٣٢

‏[الصور في الصفحة ١٤]‏

الى اعلى اليمين:‏ مؤن اغاثة تُحمَّل في بلجيكا لترسَل الى افريقيا.‏ الى الاسفل:‏ اللاجئون من الكونڠو ينالون التعليمات ويشاركون في ترنيم تسابيح قلبية ليهوه

‏[الصور في الصفحتين ٢٠،‏ ٢١]‏

مطبوعات تُعَدّ للشحن من المركز الرئيسي العالمي