الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

التقرير العالمي

التقرير العالمي

التقرير العالمي

بناء اماكن تَسَع جمعا كثيرا

في سنة ١٩٣٥،‏ فهم شهود يهوه من الاسفار المقدسة قصد اللّٰه بشأن تجميع جمع كثير اليوم،‏ خلال نظام الاشياء الحاضر،‏ لكي يخدموا يهوه الى الابد على الارض.‏ (‏كشف ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وفي تلك السنة نفسها،‏ ولأول مرة،‏ دعي احد اماكن اجتماعاتهم في هاواي «قاعة ملكوت».‏ واليوم تعج آلاف قاعات الملكوت بأشخاص آمنوا بوعود الكتاب المقدس المبهجة وقبلوا المقاييس البارة التي يحتويها.‏

يُعَدّ الحضور المنتظمون في الاجتماعات التي تجري في قاعات الملكوت بالملايين.‏ وبما ان مئات الآلاف يعتمدون كل سنة،‏ فهنالك حاجة ملحة الى قاعات ملكوت اضافية.‏ وقد اشارت دراسة أُجريت سنة ١٩٩٨ الى وجود حاجة ملحة الى نحو ٠٠٠‏,٨ قاعة ملكوت اضافية في ٤٠ بلدا ناميا.‏ فماذا أُنجز خلال السنة الماضية بغية تلبية هذه الحاجة؟‏

لقد تمّ انشاء «مكاتب قاعات الملكوت الاقليمية» في مواقع استراتيجية كجنوب افريقيا وأوستراليا وألمانيا.‏ ومن قواعد العمليات هذه،‏ يبدأ نظار المشاريع بالمساعدة على تنظيم برامج بناء قاعات الملكوت،‏ اذ يهتم المكتب الاول بإفريقيا الشرقية والغربية،‏ الثاني بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ،‏ والثالث بأوروپا الشرقية.‏ وحتى الآن،‏ يساهم ٧٧ خادما امميا في هذا العمل في ٢١ بلدا في افريقيا،‏ و ٧ بلدان في اوروپا الشرقية،‏ و ٤ بلدان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.‏ وتجري مساعدة بلدَين ايضا في اميركا اللاتينية.‏ وتُبذل الجهود حيثما امكن لتشكيل «فرق بناء قاعات ملكوت» تعمل كامل الوقت.‏ وإلى الحد الممكن،‏ تُستخدم اساليب ومواد البناء المحلية،‏ ويُشجَّع الاخوة المحليون على الاشتراك في عمل البناء.‏ ولكن في البداية،‏ قد يلزم ان يترأس خادم اممي او اثنان هذه الفرق لمنح التدريب اللازم.‏ وحيثما توجد حاجة ملحة الى اماكن للاجتماع ولكن يتعذر على الاخوة شراء مواد البناء بسبب الوضع الاقتصادي،‏ يسعى معشر الاخوة العالمي الى المساعدة في هذا المجال ايضا.‏

بعد ان مُنح الاخوة في غانا المساعدة على تبسيط برنامجهم لبناء قاعات الملكوت لزيادة فعّاليته،‏ تمكنوا من بناء ١٣ قاعة ملكوت خلال السنة الماضية بدلا من ٤،‏ وهو معدل القاعات المبنية في السنوات السابقة.‏ وفي بوروندي،‏ بمساعدة من حول العالم،‏ بُنيت ١١ قاعة ملكوت في غضون اشهر قليلة.‏ واتفق ان قاعة الملكوت في ڠيتيڠا،‏ بوروندي،‏ كانت اول بناء على التل الذي شُيِّدت عليه.‏ وحسب العادة المحلية،‏ صار مواطنون كثيرون في تلك المنطقة يدعون هذا التل «جبل يهوه».‏

شهدت ليبيريا زيادة ٤٠ في المئة في عدد الناشرين سنة ١٩٩٨،‏ وبلغت الزيادة ١٩ في المئة سنة ١٩٩٩.‏ وبعد سنوات من الحرب الاهلية في البلد،‏ صار معظم الجماعات بحاجة الى قاعات ملكوت.‏ لكنَّ اغلبية اخوتنا هناك يواجهون مشاكل اقتصادية صعبة،‏ بما فيها البطالة.‏ فكم كانوا شاكرين حين اتت المساعدة المادية من اخوتهم في بلدان اخرى،‏ وهكذا صار بإمكانهم بناء ما يلزمهم من قاعات ملكوت!‏ وهم شاكرون ايضا على المساعدة التي قدّمها خمسة خدام امميين اتوا لتنظيم عمل البناء.‏

في نيجيريا هنالك حاجة الى اكثر من ٨٠٠‏,١ قاعة ملكوت اضافية.‏ وفي أبيوكوتا في نيجيريا،‏ وبسبب الوحدة والاجتهاد اللذين اعرب عنهما الشهود المحليون خلال المشاركة في عمل البناء،‏ اندفعت زعيمة كنيسة مجاورة الى التطوع للمساعدة.‏ وهي الآن تخدم يهوه مع الجماعة التي تجتمع في قاعة الملكوت التي ساهمت في بنائها.‏ وفي توڠو،‏ نشأت مقاومة شديدة لمشروع بناء قاعة ملكوت في احدى القرى حتى ان الاخوة نقلوا المشروع الى موقع آخر.‏ ولكن بعد ان رأى المقاومون كم كانت قاعة الملكوت المبنية جميلة،‏ طلبوا ان تُبنى قاعة اخرى في قطعة الارض التي دار حولها الخلاف.‏

في سري لانكا تجتمع بعض الجماعات في بيوت خاصة،‏ في مساكن وقتية صغيرة ذات سقف من اوراق جوز الهند،‏ وتحت ظُلَل في الفناء الخلفي للبيوت.‏ وكم هم شاكرون لأنهم يحصلون على اماكن عبادة حسنة ولائقة اكثر!‏ فالعمل جارٍ اليوم على ١٣ مشروعا لبناء قاعات ملكوت في سري لانكا،‏ ولا يزال ٢٠ مشروعا آخر قيد الدرس،‏ كما يُعتزم بناء ٥٠ قاعة اضافية خلال السنوات الخمس التالية.‏

عندما تتوفر قاعة ملكوت ملائمة،‏ يحلو للناس اكثر التجمع للاستفادة من الارشاد الذي يزوّده يهوه.‏ وهكذا،‏ عندما بُنيت قاعة ملكوت كبيرة وجديدة في احدى ضواحي ليما،‏ پيرو،‏ ازداد عدد الحضور في كلٍّ من الجماعات الثلاث التي تستعمل هذه القاعة،‏ وفي غضون سنة ابتدأ ٧٥ ناشرا جديدا يشتركون في خدمة الحقل.‏

في المدن الكبرى حيث توجد جماعات كثيرة،‏ يُستفاد من مساحة الارض بتشييد ابنية تحتوي على اكثر من قاعة ملكوت واحدة.‏ وفي نهاية احد الاسابيع،‏ في ٢٩ و ٣٠ ايار (‏مايو)‏،‏ دُشِّنت ثلاثة مجمَّعات قاعات ملكوت كهذه في رومانيا.‏ وأحد هذه المجمَّعات في مدينة كلوج-‏ناپوكا يضم اربع قاعات ملكوت،‏ ويضم مجمَّع آخر قاعتين.‏ وفي اليوم التالي،‏ في تارڠو-‏مورِش،‏ دُشِّن مجمَّع من سبع قاعات ملكوت.‏

تزويد قاعات محافل

تُبنى قاعات محافل في بلدان عديدة لتستوعب التجمعات الضخمة.‏ وفي أستونيا دُشِّن مجمَّعان من قاعات ملكوت/‏قاعة محافل خلال السنة.‏ ويحتوي كل مجمَّع على ثلاث قاعات ملكوت منفصلة تُضَمّ معا لتشكّل قاعة محافل كبيرة واحدة.‏ وأحد الاحداث البارزة في پولندا خلال سنة الخدمة هذه هو تدشين ثلاث قاعات محافل في نهاية اسبوع واحدة.‏ وقد شارك عضوان من الهيئة الحاكمة،‏ ثيودور جارس ودانيال سيدليك،‏ في هذه المناسبة الخصوصية،‏ وألقيا خطابات مشجعة في كلٍّ من القاعات الثلاث.‏ وأُضيف مدرَّج من ٤٠٠‏,٦ مقعد الى اكبر القاعات،‏ في مدينة سوسْنوڤييتس،‏ واستُعمل المكان لعقد خمسة محافل كورية خلال شهر تموز (‏يوليو)‏.‏

في الولايات المتحدة،‏ حيث يوجد الآن ٤١٩‏,٩٨٠ ناشرا للملكوت،‏ دُشِّنت اربع قاعات محافل إضافية في السنة الماضية،‏ وهكذا صار مجموعها ٤٠.‏ وفي البرازيل،‏ حيث يوجد ٠٣٤‏,٥٢٨ ناشرا،‏ دُشِّنت قاعة المحافل الـ‍ ١٧.‏ وهي مؤلفة من صالتين تتسعان لـ‍ ٠٠٠‏,١٠ شخص،‏ وتبعد عن سان پاولو مسافة ساعة تقريبا بالسيارة.‏ وفي نيجيريا دُشِّنت قاعتا محافل مفتوحتا الجوانب خلال السنة،‏ واحدة في أوتا وتسع ٠٠٠‏,١٠ شخص،‏ والاخرى في إبادان وتسع ٠٠٠‏,٥ شخص.‏

وتُشيَّد ايضا ابنية اخرى لدعم البرنامج العالمي لتعليم الكتاب المقدس.‏

المركز الثقافي لبرج المراقبة

في سنة ١٩٨٦ اتُّخذت بعض الخطوات القانونية الاولى اللازمة لتشييد ما يُعرف الآن بالمركز الثقافي لبرج المراقبة،‏ المؤلف من ٢٨ بناء،‏ في پاترسن،‏ نيويورك،‏ الولايات المتحدة.‏ وفي سنة ١٩٨٩ صار من الممكن اخيرا الشروع في البناء.‏ وبحلول سنة ١٩٩٤ كانت الابنية قد بدأت تستقبل مكاتب مختلفة تهتم بنشاط شهود يهوه التعليمي.‏ وفي سنة ١٩٩٥ نُقلت مدرسة جلعاد الى هذا المكان.‏ وهناك ايضا تعقد المدارس الخاصة بأعضاء لجان الفروع وبالنظار الجائلين.‏ وأخيرا،‏ في سنة ١٩٩٩،‏ أُجري برنامج التدشين.‏ (‏نُشر تقرير عن هذا الموضوع في عدد ١٥ تشرين الثاني [نوفمبر] ١٩٩٩ من برج المراقبة.‏‏)‏ ويقوم عشرات الآلاف من الشهود والمهتمين بزيارة هذه المباني كل سنة،‏ وهم يتمتعون برؤية ما حقَّقته تبرعاتهم الطوعية،‏ والجهود الموحَّدة التي بذلها اخوة وأخوات طوعيون،‏ وقبل كل شيء بركة يهوه.‏

تسهيلات فروع ضرورية

بسبب ازدياد عدد مسبِّحي يهوه في بلدان كثيرة،‏ لزم ايضا بناء مكاتب فروع جديدة.‏ ويعمل في مكاتب الفروع هذه،‏ بالاضافة الى المركز الرئيسي العالمي،‏ اعضاء عائلة بيت ايل المشمولون بأخويّة الخدام الخصوصيين كامل الوقت.‏

بوليڤيا:‏ ادى التوسع الثيوقراطي الهائل الى تدشين تسهيلات فرع جديدة في سانتا كروز،‏ بوليڤيا،‏ في ٢٠ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٩.‏ فمن ٧١٤ ناشرا حين دُشِّن الفرع السابق سنة ١٩٦٨،‏ ارتفع عدد المنادين بالملكوت في بوليڤيا الى اعلى ذروة حتى الآن اذ بلغ ٣٨٨‏,١٥ ناشرا،‏ في حين وصل مجموع الحضور في العشاء التذكاري سنة ١٩٩٩ الى ٣١٢‏,٥٣ شخصا.‏

ومكتب الفرع الجديد،‏ الواقع في منخفضات بوليڤيا المدارية،‏ بنته كله يد عاملة محلية،‏ وتشييد جزء كبير منه انجزه شهود متطوعون.‏ وقد استُعملت مواد بناء محلية حسنة الذوق،‏ فكانت النتيجة تصميما يندمج بشكل جميل مع الارض الحرجية المحيطة به،‏ ويسمح بالمحافظة على جو بارد مقبول دون الاستعانة بمكيفات للهواء.‏ وخلال زيارة قام بها ڠِريت لوش،‏ من الهيئة الحاكمة،‏ دُشِّنت هذه التسهيلات مع اول قاعة محافل في البلد وخُصِّصت ليهوه.‏ والذين حضروا هذه المناسبة السعيدة شملوا آلاف الشهود البوليڤيين،‏ بالاضافة الى زوار من ١١ بلدا،‏ بمن فيهم المرسَلون السابقون الذين خدموا في بوليڤيا في وقت ما من الـ‍ ٥٤ سنة من تاريخ الخدمة الارسالية في هذا البلد.‏

موزمبيق:‏ «عظيم هو الرب وحميد جدا».‏ (‏مزمور ٤٨:‏١‏)‏ هذه واحدة من العبارات المفضلة عند شهود يهوه في موزمبيق،‏ وقد سُمعت كثيرا في ١٩ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٨ عند تدشين تسهيلات الفرع الجديدة في ماپوتو،‏ قرب المحيط الهندي.‏ كان ذلك يبدو مستحيلا قبل سنوات قليلة.‏ فحتى سنة ١٩٩١ كان شهود يهوه تحت حظر حكومي لأكثر من عشرين عاما.‏ وفي تلك السنة كان عددهم اكثر من ٠٠٠‏,٦ بقليل.‏ لكن بحلول نهاية سنة ١٩٩٨ بلغت ذروة الناشرين ٥١٤‏,٢٩.‏ فنشأت الحاجة الى تسهيلات فرع جديدة.‏

وكيف بُني الفرع فيما اغلبية الاخوة الموزمبيقيين لا يملكون خبرة بهذا النوع من اعمال البناء؟‏ اتت المساعدة من خدام ومتطوعين امميين كثيرين،‏ وقد درَّبوا الشهود المحليين فيما كان العمل جاريا.‏ وحضر ضيوف من ١٥ بلدا من اجل التدشين،‏ وفي نهاية الاسبوع نفسه،‏ دُشِّنت ايضا اول قاعة محافل في موزمبيق في ماتولا،‏ على بُعد ٢٦ كيلومترا.‏ نعم،‏ عظيم هو يهوه!‏ ولولا عنايته الحبية لَما شهد خدامه في موزمبيق هذين الحدثين التاريخيَّين.‏

كاليدونيا الجديدة:‏ في ٢٤ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٩٨،‏ دُشِّن مكتب فرع وقاعة محافل جديدان في كاليدونيا الجديدة.‏ وقد ضاعفت التسهيلات حجم الفرع اكثر من ثلاث مرات.‏ وتعمل هنا ثلاث فرق ترجمة لخدمة حاجات كاليدونيا الجديدة والجزر التابعة لها.‏

كان التدشين مناسبة سعيدة ومشوِّقة.‏ وتضمَّن البرنامج عرضا سمعيا بصريا للمراحل البارزة من مشروع البناء.‏ وسُرَّ شهود يهوه في كاليدونيا الجديدة بشكل خصوصي بأن يحضر معهم،‏ في هذه المناسبة،‏ لويد باري من الهيئة الحاكمة ويلقي خطاب التدشين.‏

السنڠال:‏ منذ وصل اول شاهد ليهوه الى السنڠال سنة ١٩٥١،‏ بُذل جهد كبير لبلوغ ملايين الاشخاص الذين يعيشون في مقاطعة هذا الفرع.‏ وقد خدم هنا ١٩٤ مرسلا من ١٨ بلدا.‏ فساعدوا المئات على الاشتراك في خدمة يهوه في هذه المقاطعة التي يشكّل فيها السكان غير المسيحيين نسبة تتعدى الـ‍ ٩٠ في المئة.‏

وعند بناء الفرع الجديد في كَيْپ ألمادييس،‏ في ضواحي دكار،‏ استُخدمت وسائل لم يشهدها معظم الناس في المنطقة من قبل.‏ فكلما كانت رافعة تنقل حائطا جاهزا كبيرا وتضعه في مكانه،‏ كان المراقبون يصفّقون ويهتفون.‏ وكان كل شيء يجري بدقة بالغة.‏ وفي ختام برنامج التدشين الذي عُقد في ١٩ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٩٩،‏ عند الطرف الغربي من القارة الافريقية،‏ رنّم جميع الحاضرين بحماسة وصوت واحد:‏ «نشكرك يا يهوه»!‏

افريقيا

يعود التاريخ العصري لشهود يهوه في افريقيا الى اوائل ثمانينات القرن التاسع عشر.‏ وبحلول عشرينات القرن العشرين كانت كرازة علنية مكثفة تجري على وجه هذه القارة.‏ وفي السنة الماضية اشتركت ذروة من اكثر من ٠٠٠‏,٨٣٠ شاهد في كل انحاء افريقيا في إخبار جيرانهم وغيرهم عن «عظائم اللّٰه».‏ —‏ اعمال ٢:‏١١‏.‏

نستمد الكثير من التشجيع حين نرى احداثا كثيرين يتخذون المدرسة مقاطعة للشهادة.‏ دوركاس،‏ اخت حدثة في موزمبيق،‏ وضعت هدفا لها ان تشهد للمدير ولكل المعلمين في مدرستها،‏ بالاضافة الى رفقائها في الصف.‏ وهي تدير حاليا ثمانية دروس في الكتاب المقدس،‏ ويحضر ستة ممن تدرس معهم الكتاب المقدس الاجتماعات بانتظام.‏ وقد تقدَّم ثلاثة آخرون الى حد المعمودية ثم تأهلوا ليصيروا فاتحين قانونيين.‏ وأربعة من معلّمي دوركاس لبّوا من حين الى آخر دعوتها الى حضور اجتماعات الجماعة.‏ ويدرس والد دوركاس الآن مع واحد منهم.‏ وثمة معلمة بدأت دوركاس تشهد لها قبل خمس سنوات،‏ حين كانت تذهب الى مدرسة اخرى،‏ تجاوبت اخيرا مع مثابرتها ووافقت على درس الكتاب المقدس لكي تشارك هي ايضا في العبادة الحقة.‏

منذ سنة ١٩٩٥ يوجَّه اهتمام خصوصي الى الصمّ في نيجيريا الذين يقدَّر عددهم بخمسة ملايين.‏ فبعد ان رأى كثيرون من الناشرين الذين لا يعانون مشاكل في السمع ان الخطابات في احد المحافل تترجم بلغة الاشارات،‏ ارادوا ان يتعلموا هذه اللغة.‏ وبعد اكثر من سنة بقليل،‏ تعلّم ٢١٦ ناشرا وفاتحا من ٦١ جماعة ما يكفي من لغة الاشارات ليديروا دروسا في الكتاب المقدس ويترجموا في الاجتماعات.‏ واكثر من ٨٠ جماعة تعقد اجتماعات فيها ترجمة لفائدة الصمّ.‏

قررت فلورانس،‏ شابة في ساحل العاج،‏ ان تصير راهبة.‏ لكن ثبَّطتها التعاليم التي كان يقال لها انها سر ولا يُعطى عنها اي تفسير،‏ وصدمتها التحرُّشات المتكررة التي كان يقوم بها احد الكهنة.‏ فرحلت عن الدير.‏ وفي وقت لاحق،‏ في بوركينا فاسو،‏ التقاها شهود يهوه في خدمتهم من بيت الى بيت.‏ وبدرس كراسة ماذا يطلب وكتاب المعرفة،‏ صارت في وقت قصير خادمة سعيدة ليهوه.‏

في مدينة بانڠي في جمهورية افريقيا الوسطى،‏ فُتحت قاعات الملكوت والبيوت الخاصة مرتين في هذه السنة امام الشهود الذين اضطروا الى اجتياز النهر هربا من الحرب في جمهورية الكونڠو الديموقراطية.‏ وفي تموز (‏يوليو)‏،‏ اضطر اكثر من ٢٠٠ اخ وأخت مع عائلاتهم،‏ بالاضافة الى اناس آخرين،‏ الى الهرب واللجوء الى بانڠي.‏ وفي حين ان معظم اللاجئين كانوا مجموعين معا في العراء عند المرفإ،‏ نال اخوتنا العناية الجسدية والروحية.‏ فقد نُظِّمت اجتماعات لهم باللغة اللينڠالية في قاعتَي ملكوت،‏ وكانت تُعقد فيهما كل الاجتماعات الاسبوعية الخمسة.‏ عبّر مسؤول محلي لدى رؤيته كل ذلك:‏ «ان ما تفعلونه لَرائع فعلا،‏ فقد فتحتم قاعتكم لإيواء هؤلاء المساكين.‏ يجب ان تُمدحوا على ذلك».‏ وثمة رجل كان يمر امام القاعة اوقف مرسَلا وقال:‏ «انتم تطبقون ما تكرزون به.‏ أتمنى لكم النجاح.‏ وسيبارككم اللّٰه على هذا».‏

عندما كانت ناشرة غير معتمدة،‏ في غانا،‏ في المستشفى قبل بضع سنوات،‏ قامت بالشهادة من سرير الى سرير رغم شدة مرضها.‏ وفيما قدَّر البعض ما كانت تخبرهم به ورفض آخرون كلامها،‏ أصغت امرأة دون ايّ رد فعل ظاهري.‏ وبعد سنوات،‏ فيما كانت الناشرة،‏ التي صارت فاتحة خصوصية،‏ تحضر احد محافل «طريق اللّٰه للحياة» الكورية في غانا،‏ التقت المرأة وعرفتها.‏ فسألت الفاتحة:‏ «ماذا اتى بك الى هنا؟‏».‏ قالت السيدة:‏ «عظيم هو يهوه.‏ لطالما تساءلت هل اراك يوما من جديد لأشكرك على حق الملكوت الذي غرستِه في قلبي في المستشفى.‏ كنتُ مريضة جدا آنذاك فلم اتمكن من التعبير،‏ لكني استمررت افكر وأتأمل في ما قلتِه عن الحياة في الفردوس في ظل ملكوت اللّٰه،‏ حيث ‹لا يقول ساكن انا مرضت›.‏ وما إن غادرتُ المستشفى حتى بحثت عن شهود يهوه،‏ فبدأوا يعلّمونني المزيد.‏ بُعيد ذلك انتقلتُ الى مكان آخر.‏ وفي مكان إقامتي الجديد بحثت عن شهود يهوه،‏ واستأنفت درسي للكتاب المقدس.‏ والنتيجة هي انني سأعتمد غدا في هذا المحفل».‏ فتعانقت المرأتان وذرفتا دموع الفرح.‏ لقد اثمرت فعلا الشهادة في المستشفى!‏

تعرَّفت بشهود يهوه في مالي امرأة معوَّقة بسبب تأثير السحر.‏ وقد عانت ذلك طوال ١٣ سنة،‏ ولم يكن بإمكانها التنقل الا بواسطة الزحف على يديها وركبتيها.‏ فابتُدئ معها بدرس في الكتاب المقدس،‏ وأُخبرت عن اجتماعاتنا الجماعية.‏ ولكن بسبب مدى عجز هذه المرأة،‏ لم يكن عند اختنا امل كبير في ان تذهب المرأة الى قاعة الملكوت.‏ لكنَّ الحق مسَّ قلبها.‏ لذلك تخيَّلوا مدى دهشة اخوتنا وأخواتنا عندما رأوا المرأة امام قاعة الملكوت تنتظر بدء الاجتماع.‏ وبعد الاجتماع قام اخ يملك سيارة بإعادتها الى بيتها.‏ وفيما تقدَّمت في درسها وقوي ايمانها بيهوه،‏ تحرَّرت من سيطرة الارواح الشريرة.‏ فبدأت رِجلاها تستعيدان قوتهما ببطء،‏ وبعد ستة اشهر تمكنت من المشي!‏ وهي الآن خادمة معتمدة ليهوه.‏

في اليوم الثاني من ابتداء احد الفاتحين القانونيين في أوغندا عمله الدنيوي الجديد،‏ استهل خلال فرصة الغداء محادثة مع زميل له بهذه الطريقة:‏ «مرحبا،‏ ألاقي صعوبة في معرفة اسماء جميع زملائي في العمل».‏ فأجاب زميله:‏ «لا تقلق،‏ لن يمضي وقت طويل حتى تعرف كل الاسماء.‏ اسمي وليَم».‏ فقال الفاتح:‏ «شكرا لأنك عرَّفتَني باسمك.‏ هذا لطف منك.‏ لكني اعلم ان معرفة اسماء الغير مشكلة عند الناس في كل العالم».‏ عندئذ سأل وليَم:‏ «ماذا تقصد؟‏».‏ فتابع الفاتح:‏ «مثلا،‏ اذا سُئلتَ عن اسم خالق الكون وكل الكائنات الحية،‏ فهل من السهل عليك اعطاء الجواب؟‏».‏ وأدت المناقشة عن اسم اللّٰه الى درس في الكتاب المقدس في اليوم التالي.‏ ودعا وليَم الفاتح الى بيته ليتحدث الى عائلته.‏ واليوم خمسة اعضاء في هذه العائلة هم شهود معتمدون.‏ وقبل الذِّكرى ذهب الفاتح من مكتب الى مكتب ليدعو زملاءه الى هذه المناسبة المهمة.‏ وكم كانت مبهجة رؤية ٤٠ شخصا يحضرون!‏

يتألم كثيرون في افريقيا بسبب الحروب التي تحتدم في بلادهم.‏ وغالبا ما يضطرون الى الهرب من اوطانهم.‏ ولكن اذا كان اللاجئون شهودا ليهوه،‏ فهم يستمرون في الكرازة بالبشارة.‏ كثيرون من الاخوة والاخوات في عاصمة غينيا-‏بيساو،‏ في افريقيا الغربية،‏ هربوا الى بلدة بوبا التي تبعد مسافة ٢٤٠ كيلومترا.‏ وهناك يعيش اخ وزوجته،‏ انما لا توجد جماعة.‏ ولكن بُعيد وصول الشهود من العاصمة،‏ نُظّمت اجتماعات وتقدَّم عمل الشهادة.‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأ ٤٠ شخصا بحضور الاجتماعات و ٧٠ شخصا بدرس الكتاب المقدس.‏

في بوروندي سار ثلاثون ناشرا في جماعة ڠيتيرانيي مسافة ١٦٠ كيلومترا تقريبا لحضور محفلهم الدائري في كايانزا.‏ واستغرقت الرحلة ثلاثة ايام.‏ والذين يملكون دراجات كانوا يُركِبون معهم اشخاصا مسافة معينة،‏ ثم يعودون الى الذين في المؤخرة وينقلونهم الى نقطة امامية،‏ وهكذا دواليك.‏ واشتركت في الرحلة ايضا كل عائلة نزيمانا جين:‏ زوجته،‏ حماته،‏ وأولاده السبعة بمن فيهم ولد مصاب بشلل الاطفال ويستعين بعصا ليمشي.‏ ووصلوا جميعا الى مكان المحفل والفرح يغمرهم.‏

الاميركتان

بحلول القرن الـ‍ ١٨،‏ كان الكتاب المقدس بكامله متوفرا بالاسپانية والانكليزية والپرتغالية والفرنسية،‏ التي صارت اكثر اللغات انتشارا في الاميركتين.‏ وفي اواخر القرن الـ‍ ١٩،‏ استهل شهود يهوه،‏ كما صاروا يُعرفون لاحقا،‏ برنامجا لتعليم الكتاب المقدس كان،‏ بحلول سنة ١٩٣٥،‏ قد تغلغل في كل البلدان تقريبا في الاميركتين.‏ وهنالك اليوم ٦٢٥‏,٧٦٩‏,٢ شاهدا غيورا في هذه البلدان.‏

في بعض الاماكن تشتد برودة الطقس كثيرا،‏ لكنَّ الكرازة بالبشارة تستمر.‏ يخبرنا شيخ من جماعة القطب الشمالي في ألاسكا ان العمل من باب الى باب يستمر حتى حين تصل الحرارة الى ٣٧ درجة مئوية تحت الصفر،‏ وتُعقد الاجتماعات حتى حين تنخفض الحرارة الى ٤٨ درجة مئوية تحت الصفر.‏ والخدمة في مثل هذه الاحوال الجوية تتطلب الاحتمال.‏

في العديد من الابنية في بعض المقاطعات ضمن المدن الكبيرة،‏ نادرا ما يفسح اصحاب البيوت المجال للناشرين ان يتحدثوا اليهم وجها لوجه بسبب الخوف من الجريمة.‏ في الارجنتين،‏ حين كانت ناشرة تشهد في احد هذه الابنية،‏ اخذت تتحدث الى سيدة تصغي باهتمام عبر جهاز الاتصال الداخلي.‏ ورُتِّب لمتابعة الحديث في مناسبة اخرى.‏ وعُقدت زيارات مكررة عديدة دون ان تتقابلا.‏ ولكن كانت تُجرى مناقشات مثيرة للاهتمام وتُقرأ الآيات من خلال الجهاز.‏ وأخيرا،‏ بعد اربعة اشهر،‏ دعت السيدة الناشرة الى شقتها وابتُدئ بدرس في الكتاب المقدس.‏ لقد كوفئت الشاهدة على صبرها ومثابرتها.‏

هنالك اكثر من ٠٠٠‏,١٧ دار للعجزة في الولايات المتحدة،‏ حيث يسكن مئات الآلاف من المسنين.‏ فكيف يمكن إيصال البشارة الى هؤلاء الكبار السن؟‏ احرزت بعض الجماعات نجاحا حين قصدت مديرةَ الانشطة في هذه الدور وعرضت المساعدة على سد الحاجات الروحية للساكنين فيها.‏ وفي احدى الحالات،‏ شُرح لمديرة الانشطة ان متطوعين من الجماعة يسرُّهم عقد درس اسبوعي مجاني في الكتاب المقدس مع كل مَن يرغب في الحضور.‏ فقُبل العرض بسرور.‏ وفي احيان كثيرة،‏ كان العاملون في الدار وأعضاء عائلات المسنين وغيرهم من الزوار والمتطوعين ينضمون الى الدرس.‏ كتبت مديرة الانشطة:‏ «يزوّد فريق الدرس هذا الدعمَ الروحي،‏ ويعزز باستمرار خير المقيمين عندنا.‏ انهم يحبون درس الكتاب المقدس كثيرا».‏ وصارت ترى كم كان الدرس يحفز القوى التفكيرية عند المسنين.‏ فقد ابتهج العاملون حين رأوا امرأة مسنة تعلّق في الدرس مع انها لم تتفوه بكلمة منذ وصلت الى دار العجزة.‏ وثمة رجل مسن لم يحضر قط اية نشاطات اخرى كان تواقا الى حضور درس الكتاب المقدس.‏

فيما كانت اخت في تشيلي تشهد في مقبرة،‏ تحدثت الى امرأة فقدت ابنها البالغ من العمر ١٢ سنة في حادث سير.‏ كانت الام المفجوعة تزور قبر ابنها مرتين في اليوم.‏ فأخبرتها الشاهدة برجاء القيامة،‏ وابتُدئ بدرس في الكتاب المقدس.‏ ثم تحدثت المرأة الى جارتها التي فقدت ابنها الشاب ايضا وهي تزور قبره كل يوم.‏ فبدأت الدرس هي ايضا.‏ وفيما كانت والدة هذه المرأة تزور المقبرة،‏ طلبت من كاهنها ان يُجري قداسا من اجل حفيدها الراحل.‏ وبسبب جواب الكاهن غير اللطيف،‏ توقفت عن الذهاب الى الكنيسة وبدأت تدرس الكتاب المقدس.‏ وصارت هؤلاء النساء الثلاث يخبرن الآخرين في المقبرة برجائهن الجديد.‏

هل تسمحون ليهوه بأن يستخدمكم لمساعدة شخص على تعلم الحق حتى لو كانت قدراتكم محدودة؟‏ هذا ما فعلته مرسَلة في كوستاريكا.‏ ففي ذلك الوقت لم يكن بإمكانها التحدث جيدا بالاسپانية.‏ لكنها بدأت درسا في الكتاب المقدس مع آنا التي كانت كاثوليكية مخلصة.‏ واستُخدمت كراسة ماذا يطلب اللّٰه منا؟‏ مع الكتاب المقدس.‏ ولأن نظر آنا كان ضعيفا،‏ كانت تعلق على الفقرات والآيات بعد ان تصغي الى الفاتحة وهي تقرأها.‏ وفي احد الايام ذكرت آنا هذا التعليق المشجّع للاخت المرسَلة:‏ «لست منزعجة من اننا لا نستطيع التحادث ولا تفهم واحدتنا الاخرى جيدا.‏ فالكثير من الامور التي ناقشناها يختلف عما تعلّمه الكنيسة الكاثوليكية.‏ ولو كنتِ تعطينني شروحا مطوَّلة وتعبِّرين عنها بأسلوب متقن،‏ لَما صدَّقتُها،‏ لكنك تُرينني هذه الامور من الكتاب المقدس مباشرة دون اضافة كلمات كثيرة،‏ وهكذا باستطاعتي ان ارى ان هذا ما يعلّمه الكتاب المقدس فعلا».‏

في نيكاراڠوا بذل الشهود جهدا خصوصيا ليوزّعوا اعدادا معينة من مجلة استيقظ!‏ على معلمي المدارس.‏ وقد أُبرز مثلا المحور «ايّ امل هنالك للأحداث اليوم؟‏».‏ وقيمة هذه المعلومات جليّة.‏ ففي احدى المدن،‏ رغم اعتراض احدى المعلّمات،‏ طلب مدير المدرسة من الشهود ان يقدّموا عرضا امام كل التلاميذ.‏ فقُدّمت ندوة طوال ساعة ونصف من الوقت،‏ وطلب تلاميذ كثيرون مطبوعات.‏ وبعد ذلك طلبت المعلمة المعترضة ان يكرر الشهود العرض في المدرسة التي تديرها.‏ وهذا ما حدث.‏ وقد ابتُدئ معها بدرس في الكتاب المقدس،‏ وهي تريد الآن ان يُلقي الشهود خطابات امام التلاميذ كل شهر.‏

أوراسيا

تشير كلمة أوراسيا الى اوروپا وآسيا كقارة واحدة.‏ وكان في أوراسيا ان يهوه بشَّر ابراهيم لأول مرة.‏ (‏غلاطية ٣:‏٨‏)‏ وهناك ايضا وضع يسوع المسيح الاساس لعمل تبشيري يستمر الى ايامنا.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ويجاهد شهود يهوه لإيصال البشارة الى الناس في الـ‍ ٨٠ بلدا تقريبا التي تضمها اوراسيا.‏ فبالاضافة الى مئات اللغات التي تطبع بها جمعية برج المراقبة مطبوعات الكتاب المقدس،‏ قامت منذ سنة ١٩٩٥ بإضافة ٣٦ لغة اخرى بهدف ايصال البشارة الى ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٧٠ شخص آخر في هذه الناحية من الارض.‏ ومن هذه اللغات هنالك الپنجابية (‏نَسْتَعليق)‏،‏ الاوزبكية،‏ القازاخستانية،‏ الطاجكية،‏ الاذربية،‏ والمنڠولية.‏

خلال سنة ١٩٩٩،‏ اشتدت حدة المشاكل في كوسوڤو.‏ ولجأ نحو ٠٠٠‏,٨٠٠ ألباني من كوسوڤو الى الدول المجاورة.‏ وهرب نحو ٠٠٠‏,٥٠٠ شخص من هؤلاء الى ألبانيا.‏ وكان بين اللاجئين ١٤ شاهدا ليهوه مع اولادهم الثمانية.‏ ففتح الشهود الألبان بيوتهم وساعدوا هؤلاء الاخوة في ظرفهم العصيب.‏ وعندما ازدادت الحرب العرقية سوءا،‏ بدا واضحا ما هي اولويات الاخوة الكوسوڤيين.‏ فقد ارادوا ان يتأكدوا من سلامة اخوتهم الصربيين.‏ وكان الشهود الصربيون بدورهم يبذلون جهودا كبيرة للاتصال بإخوتهم من ألبان كوسوڤو ليتأكدوا من سلامتهم.‏ فما اشد هذه المحبة بالتباين مع البغض العرقي حولهم!‏ وبعد اربعة اشهر كان الاخوة الكوسوڤيون تواقين الى العودة.‏ ولم يهتموا بأخذ كمية كبيرة من السلع معهم،‏ بل طلبوا صناديق مطبوعات ليستخدموها في نقل رسالة ملكوت اللّٰه المعزِّية الى الآخرين.‏

عندما تحدثت شاهدة في بلجيكا الى امرأة عبر جهاز الاتصال الداخلي،‏ قالت لها الاخيرة بصراحة انها ليست الآن في مزاج يسمح لها بالتحدث عن امور كهذه.‏ فعرضت اختنا ان تتصل بها هاتفيا في وقت لاحق.‏ وفوجئت المرأة حين تلقت فعلا تلك المكالمة الهاتفية بعد ايام قليلة.‏ وأوضحت انها مضطرة الى الانتقال للعيش في مكان آخر،‏ وأنها طلبت المساعدة على ايجاد شقة من مكتب الخدمات الاجتماعية العامة.‏ وبعد محادثة اخرى عبر الهاتف،‏ لم تعد تجدها،‏ ولذلك قررت الشاهدة ان تكتب لها رسالة وترسلها الى مكتب الخدمات الاجتماعية العامة.‏ فوُضعت الرسالة في ملف المرأة،‏ وتجدّد الاتصال بها حين تلقت اخيرا الرسالة بعد اسابيع قليلة.‏ وكان في ذلك الوقت ان خدمتنا للملكوت ذكرت:‏ «اذا بذلنا جميعا جهدا موحَّدا للابتداء بدروس وطلبنا في الصلاة بركة يهوه على سعينا الى ذلك،‏ فمن المؤكد اننا سنجد دروسا جديدة!‏».‏ وبعد تقديم صلاة حارة الى يهوه،‏ اتصلت اختنا بالمرأة هاتفيا لتخبرها انها ترغب جدا في درس الكتاب المقدس معها.‏ فوافقت المرأة.‏ والآن تحضر هي وزوجها اجتماعات الجماعة،‏ وتخبر العائلة والاصدقاء بالامور السارة التي تتعلمها.‏

في احد الايام الممطرة،‏ كانت فاتحة خصوصية وقتية ورفيقتها تتحدثان الى اصحاب المتاجر في بلدة في ماليزيا حيث لم يقدَّم الكثير من الشهادة.‏ وبسبب غزارة الامطار اضطرت طالبة في مدرسة ثانوية ان تتوقف قليلا في مكان مجاور،‏ فاقتربت اليهما وطلبت مطبوعات كانتا تعرضانها.‏ فأخبرتها الفاتحتان عن تدبير دروس الكتاب المقدس المجانية ودلّتاها على مكان سكنهما.‏ وبعد اسبوع تقريبا اتصلت.‏ كانت قد قرأت كل المطبوعات،‏ وأرادت الحصول على المزيد.‏ وابتُدئ بدرس في الكتاب المقدس معها.‏ كانت الفتاة قارئة نهمة،‏ وكانت تطلب المزيد من المطبوعات بعد كل زيارة تقريبا.‏ وفي بعض الاحيان كانت تتصل في وقت متأخر من الليل وتطلب المطبوعات المشار إليها في الكتب والمجلات التي معها.‏ وبما ان الفاتحتين كانتا في تلك البلدة على اساس وقتي فقط،‏ كان الدرس يُعقد تارةً شخصيا وتارةً بالمراسلة.‏ وبعد شهرين أنهت الفتاة كتاب المعرفة.‏ وكانت تكرز لأصدقائها وفي الباص ايضا.‏ لقد أحرزت تقدُّما جيدا،‏ وهي الآن ناشرة غير معتمدة ومتشوّقة لتعتمد.‏

تصادقت شاهدة في ايطاليا مع جارة جديدة.‏ كانت الجارة قد عادت من المانيا الى ايطاليا لأن زوجها وُعد بعمل هنا.‏ لكنه لم يحصل على الوظيفة.‏ فترك الزوج عائلته في ايطاليا وسافر من جديد بحثا عن عمل.‏ وفيما كان مسافرا،‏ ساعد الزوجان الشاهدان الزوجة في التسوُّق،‏ وكانا يأخذان ابنها الى المدرسة ويدعوانها وأولادها الى تناول بعض الوجبات معهما،‏ كما انهما منحاها الدعم المعنوي التي كانت بأمس الحاجة اليه.‏ فسألتهما المرأة لماذا يفعلان كل ذلك.‏ وماذا كان الجواب؟‏ «لأننا كشهود ليهوه نحب قريبنا».‏ فقالت المرأة انه لم يكن عندها قط الوقت الكافي لتصغي الى الشهود،‏ لكنها الآن فضولية لتعلم بماذا يؤمنون.‏ فعُقد معها درس منتظم في الكتاب المقدس،‏ وبدأت ايضا تحضر اجتماعات الجماعة.‏ وفي ذلك الوقت عاد زوجها.‏ فعرض عليه الشاهدان درسا في الكتاب المقدس ايضا،‏ فرفض لأن فكره مشغول.‏ فهو لا يزال يلاقي صعوبة في الحصول على وظيفة.‏ وعندما انتقلت العائلة لتعيش في ناحية اخرى من ايطاليا،‏ حصل الشاهدان على عنوان قاعة الملكوت هناك وشجّعا المرأة على الذهاب الى القاعة.‏ لكنها من فرط خجلها لم تذهب.‏ ومع ذلك استمرت اختنا تتصل بها هاتفيا كل اسبوع لكي لا يبرد اهتمامها بالدرس عن يهوه.‏ وفي النهاية،‏ عندما رأت المرأة شاهدَين يقومان بالشهادة في الشوارع،‏ طلبت منهما درسا في الكتاب المقدس.‏ وبدأت تحضر ايضا الاجتماعات.‏ وفي غضون ذلك وجد زوجها عملا.‏ وطلب هو ايضا درسا.‏ وهما الآن مسيحيان منتذران ومعتمدان.‏ كما ان ولدَيهما الاكبرَين معتمدان،‏ والولد الثالث ناشر غير معتمد.‏

كانت فاتحة في لوكسمبورڠ حريصة بشدة على ايصال البشارة الى كل شخص في مقاطعتها.‏ وكانت الستائر المعدنية في احد البيوت مغلقة دائما،‏ ولا احد فيه.‏ ولكن،‏ في احد الايام،‏ حين كانت الفاتحة ذاهبة لتجلب ابنتها من المدرسة،‏ لاحظت وجود سيارة امام هذا البيت الذي كانت دائما لا تجد احدا فيه.‏ ومع انه لم يكن في نيتها الخروج في خدمة الحقل في ذلك الوقت،‏ لم ترد ان تضيّع هذه الفرصة.‏ فقرعت الجرس.‏ فتح الباب رجل قال لها انه غير مهتم بالكتاب المقدس،‏ لكنه يريد ان يعرف المزيد عن يسوع المسيح.‏ فتركت معه كتاب اعظم انسان عاش على الاطلاق.‏ وبعد زيارات مكررة عديدة مع زوجها،‏ ابتُدئ بدرس في الكتاب المقدس.‏ في البداية وافق الرجل على عقد الدرس مرة واحدة كل ثلاثة اسابيع لأنه مشغول كثيرا.‏ لكنَّ نظرته الى الحياة بدأت تتغير تدريجيا.‏ فقد ادرك انه يجب ان يخصص وقتا اكثر لتعلّم وفعل مشيئة اللّٰه.‏ ولم يعد يصرف كل وقته في هوايته،‏ لعب كرة الطاولة،‏ التي كان يخصص لها اربع ليالٍ في الاسبوع.‏ وحين فهم بشكل واضح مبدأ الحياد المسيحي،‏ ترك عمله وقبِل وظيفة براتب اقل من نصف راتبه السابق.‏ وماذا كان رأيه في التغييرات التي صنعها؟‏ قال:‏ «لقد صنعتها بسرور.‏ فأنا ارغب من كل قلبي ان اجعل حياتي منسجمة مع مبادئ الكتاب المقدس.‏ وقد استمررت اتقدم في الحق بحيث لم يعد شيء يقف في طريق صيرورتي ناشرا غير معتمد،‏ وبعد خمسة اشهر رمزتُ الى انتذاري ليهوه بمعمودية الماء».‏ وكم هو شاكر لهذه الاخت الفاتحة على اجتهادها في اتمام خدمتها.‏

جزر الارض

يدعو يهوه كل الارض،‏ بما في ذلك سكان الجزر،‏ الى الابتهاج بمُلكه.‏ (‏مزمور ٩٧:‏١‏)‏ وفي يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ كان مواطنون من جزيرة كريت بين الذين تلقوا هذه الدعوة.‏ وفي القرن العشرين،‏ يتجاوب مع هذه الدعوة عشرات الآلاف من الاشخاص الذين يعيشون في جزر الارض.‏ ففي الفيليپين،‏ يخبر ٤٩٦‏,١٣٢ الآخرين بأمجاد مُلك يهوه.‏ وفي الجزر التي تؤلف اليابان،‏ يشترك ٨٥٧‏,٢٢٢ في هذه الخدمة السعيدة.‏ حتى الجزر القليلة السكان تسنح لها فرصة الابتهاج ببشارة ملكوت اللّٰه.‏

ان اللطف الذي اعرب عنه اخ فاتح شاب في ساموا ساهم في التغلب على التحامل ضد شهود يهوه.‏ فقد قصد عيادة في المستشفى المحلي،‏ فأُعطي رقما،‏ وطُلب منه الانتظار حتى يحين موعد معاينة الطبيب له.‏ ولكن عندما حان دوره،‏ كانت جالسة بالقرب منه امرأة عجوز بدت مريضة اكثر من معظم الحاضرين،‏ فطلب الاخ بلطف من الممرضة ان يعطي دوره لهذه المرأة ويأخذ هو دورها.‏ ففوجئت الممرضة،‏ لكنها وافقت.‏ وعندما حان دوره في المرة الثانية،‏ كان احد زعماء قريته قد اتى وجلس قربه.‏ وبما ان الرجل كان مريضا اكثر من اخينا،‏ اعطاه دوره ايضا لكي يتمكن الطبيب من معاينته دون تأخير.‏ وفي وقت لاحق التقى اخونا المرأة العجوز من جديد،‏ وهذه المرة في السوق.‏ فسُرّت جدا برؤيته وسألته هل هو من شهود يهوه.‏ وعندما اجابها بنعم،‏ قالت انها لم تكن تستقبل الشهود حين كانوا يزورونها،‏ أما الآن فهي تعلم انهم يحبون قريبهم فعلا.‏ فحصل على عنوانها وابتُدئ بدرس منتظم في الكتاب المقدس معها.‏ وماذا عن زعيم القرية؟‏ لقد قال لوالد الفاتح انه لم يكن يحترم الشهود،‏ لكنه الآن يرحب بهم في بيته.‏ وقد اتى الى العشاء التذكاري وقال:‏ «حتى لو كرهتَ امرا في البداية،‏ فقد تحبه في النهاية».‏

هل من العملي محاولة البدء بدروس في الكتاب المقدس في المقاطعة التجارية؟‏ احيانا نعم.‏ فقد كان من عادة فاتح خصوصي في قبرص ان يعطي المجلات لرجل اعمال.‏ وعندما عبَّر الرجل عن تقديره لما يقرأه،‏ اظهر له الفاتح كيف يجري درس الكتاب المقدس،‏ باستعمال كراسة ماذا يطلب.‏ ويُعقد الدرس في مكان عمل الرجل،‏ ولكن مراعاة للظروف،‏ يعقد الفاتح الدرس في فترة لا تتجاوز ١٠ او ١٥ دقيقة كل مرة.‏

في ڠوادلوپ يُشدَّد على الشهادة في الشوارع تشديدا كبيرا.‏ ولكن بما ان نسبة الناشرين الى عدد السكان هي ١ الى ٥٥،‏ فهل الشهادة في الشوارع ضرورية حقا؟‏ لقد صار الناس في بيوتهم منهمكين اكثر فأكثر في مشاهدة البرامج عبر الاقمار الاصطناعية والتلفزة الكبلية.‏ لذلك من الاسهل ايقاف الناس وإسماعهم البشارة حين لا يكونون في بيوتهم.‏ وقد اخبر احد نظار الدوائر انه فيما كان فريق من ١٥ ناشرا يقوم بالشهادة في الشوارع في سان مارتان،‏ وزّع ٢٥٠ مجلة،‏ ما عدا النشرات،‏ في ساعتين تقريبا.‏ صحيح ان بعض الذين يقبلون المطبوعات بسرور قد يقولون انهم مشغولون ولا يمكنهم مناقشة الموضوع.‏ ولكن حين تثير ظروف الحياة شهية المرء الروحية،‏ قد تتغير اولوياته.‏ مثلا،‏ في مدينة ليزابيم،‏ نشأت عند امرأة من هؤلاء اسئلة كثيرة بعد وفاة ابيها.‏ وصارت تريد ان تدرس كل يوم تقريبا،‏ باستخدام كراسة ماذا يطلب اولا ثم كتاب المعرفة.‏ كما انها تقوم بالبحث في كتاب المباحثة وتكتب على ورقة الآيات المشار إليها.‏ وتقول انها تشعر بأنها «مثل الملك في اسرائيل الذي كان يكتب لنفسه نسخة من الاسفار المقدسة».‏ وقد استنتجت:‏ «جميع الاديان المسماة مسيحية تملك الكتاب المقدس،‏ إلّا ان دينا واحدا يطبّق ما يقوله:‏ شهود يهوه».‏

هاتْسوكو والدة متوحدة في اليابان تربي ولدَين.‏ وهي تعمل في وظيفتين لتعيل عائلتها ماديا.‏ فمتى تشهد للناس عن يهوه وعن قصده الحبي نحو الجنس البشري؟‏ يستغرق وصولها بالدراجة الى مكانَي عملها نحو ٢٠ دقيقة.‏ لذا قررت ان تستفيد من هذا الوقت كل يوم للشهادة.‏ فصارت تتحدث الى الناس الذين تلتقيهم:‏ المارة،‏ الزبائن الواقفين عند آلات البيع،‏ الاشخاص الذين يسلّمون البضائع،‏ عمّال البناء،‏ وغيرهم.‏ ولم يكن ذلك سهلا في البداية لأنها خجولة.‏ فرأت ان ترك المجلات تتكلم هو افضل من ان تتحدث هي مطولا.‏ وبالصلاة قبل الانطلاق،‏ وجدت تدريجيا ان التحدث الى الناس صار اسهل.‏ وهي تستمر في الشهادة بهذه الطريقة منذ سنتين،‏ وتوزع الآن من ٢٠٠ الى ٣٠٠ مجلة كل شهر،‏ بما في ذلك المجلات التي توزعها خلال جولة المجلات في الشوارع.‏

ان فيلم الڤيديو شهود يهوه —‏ الهيئة وراء الاسم وسيلة فعالة لتنمية تقدير الناس للهيئة التي يستخدمها يهوه.‏ كانت امرأة في اوستراليا تحصل على مجلات الجمعية وغيرها من المطبوعات طوال خمس سنوات.‏ وفي احد الاسابيع ترك الشهود عندها هذا الشريط لتشاهده.‏ وفي الزيارة التالية دعت الناشرين الى الدخول.‏ فقد شاهدت المرأة الشريط وتأثرت الى حدّ انها ذرفت الدموع.‏ لقد كانت تثق بالشهود الذين يزورونها،‏ لكنها الآن تشعر ان بإمكانها الوثوق بالهيئة ايضا.‏ وفي ذلك اليوم ابتُدئ معها بدرس رسمي في كتاب المعرفة،‏ وفي الاسبوع التالي حضرت الاجتماعات في قاعة الملكوت.‏

ممَّن يطلب الناس النصيحة؟‏ احيانا من كاتب عمود في صحيفة او مجلة.‏ لاحظت فاتحة في كاليدونيا الجديدة ان سؤالا موجَّها الى مجلة دنيوية تجيب عنه استيقظ!‏ في احد اعدادها بأسلوب جميل.‏ فكتبت رسالة موجَّهة الى السائل وبعثتها الى ناشر المجلة طالبة منه ان يرسلها الى السائل.‏ وقد جاء في رسالتها انها تملك معلومات قيِّمة حول هذا الموضوع،‏ وكتبت المحور،‏ ثم بعض العناوين الفرعية،‏ كما أدخلت بعض الاقتباسات المختارة،‏ وعرضت ارسال المرجع.‏ فأتاها الجواب بعد وقت قصير،‏ وقد مهَّد إرسال المجلة السبيل لتزويد مساعدة روحية اضافية.‏

في ايرلندا يلتقي الناشرون في مقاطعتهم اناسا اتوا من افريقيا وأوروپا الشرقية وشرق آسيا.‏ فرتبت جماعة في بلفاست لعقد خطاب عام ودرس في برج المراقبة بالصينية المندَرينية.‏ فحضر ٢٢ شخصا مهتما.‏ كان ذلك نتيجة للعمل الجيد الذي يقوم به زوجان مرسَلان بين الصينيين الذين إما يعملون او يتعلمون في بلفاست.‏ ومنذ سنة ١٩٩٣ عقد المرسَلان دروسا في الكتاب المقدس مع ٧٥ شخصا من ١٧ مقاطعة صينية ومن مدن تايوانية مختلفة.‏ واستمر الاتصال بالكثير من المهتمين بعد عودتهم الى الصين.‏ مثلا،‏ كان يُعقد مع زوجَين درس في الكتاب المقدس،‏ ثم اضطرت الزوجة الى العودة الى الصين،‏ وكانت حزينة لأنها اعتقدت انها لن تتمكن من مواصلة درسها في الكتاب المقدس هناك.‏ ولكن بعد بضعة اسابيع روى الزوج متحمسا انه تلقى رسالة من زوجته تقول فيها ان الشهود زاروها حين كانت في عملها،‏ وقد تركوا ملاحظة جاء فيها:‏ «اصدقاؤك في ايرلندا طلبوا منا ان نزورك.‏ سنعود لاحقا».‏ وقد عادوا فعلا!‏ وكتب زوجان آخران من الصين:‏ «نحن مشتاقان إليكما كثيرا.‏ امور كثيرة نحب ان نتذكرها،‏ لكنَّ اهم شيء في الحقيقة كان درس الكتاب المقدس معكما.‏ يبدو ان الكتاب المقدس صار محور حياتنا».‏

‏[الصور في الصفحة ٤٩]‏

‏(‏١)‏ موزمبيق،‏ (‏٢)‏ السنڠال،‏ (‏٣)‏ كاليدونيا الجديدة،‏ (‏٤)‏ بوليڤيا