الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

التقرير العالمي

التقرير العالمي

التقرير العالمي

افريقيا

افريقيا هي ثاني اكبر قارة في كوكبنا وتحتل خُمْس مساحة اليابسة.‏ على طول خط الاستواء،‏ تنبسط الغابات المدارية حيث تعيش تشكيلة واسعة من الحياة البرية،‏ بما فيها الفيَلة،‏ الزرافات،‏ والاسود.‏ وإلى الشمال تقع الصحراء الكبرى،‏ اكبر صحراء في العالم.‏ هناك،‏ في ما دعاه البعض القارة المظلمة،‏ يشع نور كلمة اللّٰه بتألق متزايد.‏ —‏ متى ٤:‏١٦‏.‏

في غانا،‏ رفقاء صف ميري البالغة من العمر ست سنوات جرّوها لتمثُل امام معلمتها متّهمينها انها لا تغلق عينيها ولا تقول «آمين» خلال الصلوات في الصف.‏ طلبت المعلمة تفسيرا.‏ فشرحت لها ميري بهدوء:‏ «انتم تصلّون الى يسوع،‏ ولكنني تعلمت من دروس الكتاب المقدس مع عائلتي اننا يجب ان نصلّي الى يهوه فقط بواسطة يسوع.‏ فكيف يمكنني ان اقول ‹آمين› عندما تصلّون؟‏».‏ ذهلت المعلمة وقالت للصف:‏ «دعوها وشأنها،‏ انها واحدة من شهود يهوه».‏ لاحقا،‏ ارسلت امّ ميري الى المعلمة نسخة من كتابي لقصص الكتاب المقدس.‏ والمعلمة تستعمله ككتاب دراسي لتعلّم الصف في حصة درس الكتاب المقدس.‏

تعلّم ألفرد،‏ الذي يعيش في غينيا،‏ شيئا عن الحق سنة ١٩٩٦ وحصل على بعض المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ بعد فترة قصيرة،‏ عاد الى قريته.‏ وكان لقاؤه الوجيز بشهود يهوه قد اقنعه ان عليه إخبار الآخرين بما يعرفه.‏ وقرر ألفرد ايضا ان يبني قاعة ملكوت وهو منتظر جوابا من الشهود الذين كتب اليهم.‏ في سنة ١٩٩٨ بنى قاعة بسيطة،‏ ولكنّ الناس في قريته هدموها.‏ بنى قاعة اخرى،‏ فدُمّرت ايضا.‏ وحصل الامر نفسه مرة ثالثة.‏

عرض ألفرد القضية امام زعيم القرية.‏ فرُتّب لعقد اجتماع مع ألفرد وكل مقاوميه.‏ بعد ان اصغى الزعيم بانتباه،‏ سمح لألفرد ببناء قاعة ملكوت وأمَّن له قطعة ارض ممتازة على الطريق العام عند مدخل القرية.‏ فقضى ألفرد مع دانيال،‏ تلميذه في الكتاب المقدس،‏ ١٤ يوما في بناء قاعة ملكوت جديدة مستخدمَين الخيزران ومواد اخرى من الغابة.‏

ما ان انتهت القاعة حتى بدأا يعقدان اجتماعات حيث تجري مناقشة الكراسات التي لديهما.‏ وكان زعيم القرية يحضر قانونيا.‏ عندما علم مكتب الفرع بالامر،‏ صُنعت الترتيبات ليزورهم قانونيا فاتحون خصوصيون،‏ ويعلّموهم كيفية ادارة الدروس كما ينبغي وكيفية مساعدة المهتمين.‏ وعندما زار ناظر الدائرة القرية،‏ ٦٩ شخصا من السكان الـ‍ ٤٠٠ حضروا خطابه.‏

جوشوا وسوزان،‏ اللذان يعيشان في غربي كينيا،‏ دخلا المستشفى نتيجة حادث سير خطير.‏ فزارهما اصدقاء من كنيستهما وقالوا انه لا بد ان يكون الحادث عقابا من اللّٰه.‏ ولكنّ الزوجين كانا قد قرأا الكتاب المقدس ومجلات حصلا عليها من شهود يهوه،‏ ويعرفان ان اللّٰه لا يسبّب مثل هذه الحوادث.‏ فقالا للزوّار انه اذا لم يكن لديهم اية تعزية اخرى،‏ فمن الافضل الا يعودوا.‏ حالما خرج الزوجان من المستشفى،‏ اتصلا بشهود يهوه.‏ وفي تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ابتدأا بخدمة الحقل،‏ واعتمدا في شباط (‏فبراير)‏ ٢٠٠٠.‏ جوشوا هو فاتح اضافي بشكل قانوني،‏ وسوزان اشتركت في الفتح الاضافي في نيسان (‏ابريل)‏.‏

كان اوتيس مقاتلا في الحرب الاهلية في ليبيريا.‏ ذات يوم كان ذاهبا مع «صديق» له الى بلد مجاور لبيع سيارة كانا قد سرقاها.‏ ولكنّ «صديق» اوتيس تعمّد الاصطدام به،‏ فحطم ساقيه وعطب نخاعه الشوكي،‏ ثم هرب في السيارة.‏ ترك هذا الحادث اوتيس مبتور الساقين ومشلولا من وركيه وما دون.‏ فكّر اوتيس مرارا في الانتحار،‏ ولكنّ الامور تغيرت عندما بدأ ابوه يدرس الكتاب المقدس مع فاتح خصوصي.‏ ففيما كان اوتيس ممددا في سريره مشلول الحركة،‏ ابهجته رسالة الرجاء التي سمعها من غرفة ابيه.‏ فطلب ان يُعقَد الدرس في غرفته لكي يتمكن من المشاركة فيه.‏ وإذ أثّرت فيه الامور التي تعلمها،‏ بدأ اوتيس بصنع التغييرات.‏ فتوقف عن التدخين وبدأ يعمل على تغيير شخصيته.‏ واليوم لم يعد اوتيس قلقا بشأن عجزه.‏ فهو الآن ناشر للبشارة ويترقب باستمرار مرور الناس ببيته لكي يخبرهم عن رجائه.‏ وعندما سئل عما اقنعه انه وجد حقا الدين الصحيح،‏ شرح انه الاهتمام الشخصي الذي اظهره له الشهود.‏ قال اوتيس:‏ «كان الاخوة يزورونني يوميا.‏ وقد جعلني ذلك اشعر ثانية بقيمتي كإنسان».‏

كان رجل اسمه آڤيلينو مشتركا في مجلتينا،‏ ولكن لم يكن هنالك شهود يسكنون في منطقته في موزمبيق.‏ بمرور الوقت،‏ ابتدئ معه بدرس في الكتاب المقدس بواسطة المراسلة.‏ وبدأ آڤيلينو يخبر الآخرين بما يتعلمه.‏ وسرعان ما تشكّل فريق وبدأوا يجتمعون معا لقراءة مقالات من مجلة برج المراقبة ومن كتاب المباحثة من الاسفار المقدسة‏.‏ اذ علم بعض الاخوة بذلك،‏ سافروا ليبشروا في تلك المنطقة.‏ ولدهشتهم،‏ وجدوا ٣٠ شخصا منضما الى الفريق.‏ فألقي خطاب عام،‏ وكان عدد الحضور ٩٠ شخصا.‏ وعندما عُقد المحفل التالي في نامپولا،‏ كان عشرة اشخاص من الفريق حاضرين.‏ وبقي احدهم في المدينة وقرأ كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية بكامله في اسبوع واحد فقط.‏ ونتيجة لهذا الاهتمام،‏ انتقل فاتحان قانونيان الى المنطقة.‏ والفريق يحرز الآن تقدما رائعا.‏

في رواندا بلغ عدد الناشرين ذروة جديدة من ٤٣٥‏,٧ في حزيران (‏يونيو)‏.‏ وكمعدل،‏ اشترك شهريا ناشر من كل خمسة ناشرين في احد اشكال خدمة الفتح خلال سنة الخدمة.‏ يُعقد اكثر من ٠٠٠‏,١٢ درس في الكتاب المقدس،‏ وحضر الذكرى ٧١٦‏,٣٠ شخصا.‏ خلال السنوات الاربع الاخيرة،‏ بُنيت ودُشّنت ٥١ قاعة ملكوت،‏ ويُخطط لبناء ١١٥ قاعة اخرى.‏ وعلى الرغم من عمل البناء ومتطلباته،‏ يبلغ معدل الناشرين في خدمة الحقل ٢٠ ساعة تقريبا كل شهر.‏

ثمة شاب يعيش في ڠامبيا كان يرجو الانتقال الى كندا ليصير قسّا خمسينيا.‏ في تلك الاثناء،‏ كان امين السر في الكنيسة الخمسينية المحلية.‏ وافق هو وزوجته ان يدرسا في كراسة ماذا يطلب اللّٰه منا؟‏.‏ وخلال الدرس،‏ أُظهر لهما ميزات ترجمة العالم الجديد،‏ بما فيها «مواضيع الكتاب المقدس للمناقشة» في آخر الكتاب المقدس.‏ بعد ذلك،‏ بدلا من ترنيم التراتيل الدينية كما كانا يفعلان كل صباح،‏ صارا يتأملان في احد المواضيع ويفتحان كل الآيات المشار اليها.‏ عندما وصلت رسالة من الكنيسة تدعوه الى حضور مقرَّر يدوم سنتين في معهد لاهوت في كندا،‏ اجاب الشاب:‏ «لماذا احتاج الى هذا؟‏ فنحن الآن نعرف الحق!‏».‏ بعد ستة اشهر من درس الكتاب المقدس،‏ اعتمد هو وزوجته وهما الآن يخبران الآخرين بنشاط بالحقائق الرائعة التي تعلّماها والتي جلبت لهما فائدة كبيرة.‏

الاميركتان

تتألف الاميركتان من قارتين.‏ وتمتدان من المنطقة القطبية الشمالية القارسة عبر المنطقة المدارية الحارة والرطبة وتصلان حتى المنطقة القطبية الجنوبية.‏ يوجد في اميركا الجنوبية انواع نباتية وحيوانية اكثر من اي مكان آخر على الارض.‏ وفي كلتا القارتين يُكرز بالبشارة بغيرة.‏

افرط رجل في بوليڤيا في إهمال زوجته وولديه.‏ وكانت الرذائل متأصلة فيه،‏ بما فيها السكر ومضغ اوراق الكوكا.‏ قبِل درسا في الكتاب المقدس وتغلب تدريجيا على عاداته الرديئة.‏ ولكنه انزعج عندما رفضت زوجته بعناد الاشتراك في درس الكتاب المقدس،‏ فقال لها انه قد يترك دروسه في الكتاب المقدس ويعود الى طريقة حياته السابقة.‏ صُدمت زوجته من هذا الخبر،‏ اذ انها تفضّل زوجها على ما هو عليه الآن.‏ فسألته عن سبب تثبطه.‏ اجاب انه لا يريد ان يذهب الى قاعة الملكوت من دون عائلته.‏ فوافقت الزوجة على درس الكتاب المقدس.‏ وحضرت ايضا المحفل الكوري الذي اعتمد فيه زوجها.‏

خلال سنة الخدمة ٢٠٠٠ اكتسب عمل الكرازة زخما بين الصمّ في البرازيل الذين يُقدّر عددهم بِـ‍ ٠٠٠‏,٧٠٠‏,١ شخص.‏ فقد عُيّن ١٨ فاتحا خصوصيا يعرفون جيدا لغة الاشارات البرازيلية ليخدموا في مراكز في المدن حيث تعيش جماعات كبيرة من الصمّ.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ مع تشكيل فريق ترجمة بلغة الاشارات البرازيلية في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٩،‏ كان من الممكن ان تُقدَّم للمرة الاولى على كاسيت ڤيديو المسرحية المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ الخطابات الرئيسية،‏ وترانيم الملكوت التي تُليت في المحفل الكوري «العاملون بكلمة اللّٰه».‏ وتُعدّ الجمعية الآن مطبوعات عديدة بلغة الاشارات البرازيلية على كاسيتات ڤيديو لمساعدة الصمّ على النموّ في تقدير حق الكتاب المقدس.‏ ويوجد الآن ١٦ جماعة و ٨٧ فريقا بلغة الاشارات في كل انحاء البرازيل.‏

بعد ان درس مايكل علم الاجتماع اربع سنوات في الجامعة،‏ انخرط في معهد لاهوت كاثوليكي روماني بتورونتو في كندا.‏ وكان يأمل ان يصير كاهنا.‏ يتذكر مايكل ان المونسينيور الكاثوليكي الروماني الذي كان يدرّسهم ذكر في الصف ان الاقتراب الى اللّٰه بالصلاة يمكن ان يكون بطرائق عديدة،‏ وليس فقط بواسطة المسيح يسوع.‏ فاعترض مايكل على المونسينيور،‏ مقتبسا كلمات يسوع في يوحنا ١٤:‏٦‏:‏ «لا يأتي احد الى الآب الا بي».‏ كان ردّ المونسينيور الحاسم ان على تلاميذه ان يتركوا له تفسير الكتاب المقدس ويركّزوا على دروس اخرى.‏

اتصل مايكل هاتفيا بفرع الجمعية في كندا وطلب مساعدة روحية.‏ اراد ان يدرس مرتين في الاسبوع،‏ مغطيا احيانا فصلين في كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية في كل مرة.‏ بعد ذلك ترك مايكل المعهد الديني ووجد وظيفة في احد المكاتب.‏ وفي ٩ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٩٩،‏ قام بجولة في تسهيلات فرع الجمعية في كندا.‏ وكان لتلك الزيارة تأثير ايجابي،‏ اذ صمم بعدها ان يحضر كل اجتماعات الجماعة،‏ يدوّن الملاحظات،‏ ويقدّم تعليقات بناءة.‏ اعتمد مايكل في ١٩ شباط (‏فبراير)‏ ٢٠٠٠،‏ ومنذ ايلول (‏سبتمبر)‏ يخدم كفاتح قانوني.‏

تثبطت اخت في كوستاريكا بسبب المشاكل والضغوط العديدة التي تواجهها.‏ فنتيجة لحادث صارت تلازم كرسيا ذا دواليب.‏ ومنذ موت امها،‏ باتت المعتني الوحيد بأبيها الاعمى والمختل عقليا،‏ وبأختها وأخيها المعاقَين عقليا.‏ انها تطبخ،‏ تنظف البيت،‏ تغسل الثياب،‏ وتعتني بعائلتها —‏ كل ذلك وهي ملازمة كرسيها ذا الدواليب.‏ ولأنها ارادت الاشتراك في الخدمة الى اقصى حد ممكن،‏ ساعدها الشيوخ في جماعتها بمحبة على تحليل الفرص المتاحة لها.‏ كان احد الاقتراحات ان تقضي ٢٠ الى ٣٠ دقيقة يوميا في كرسيها ذي الدواليب على الرصيف.‏ فأناس كثيرون يمرّون ببيتها وهم ذاهبون الى محطة الباص القريبة او عائدون منها.‏ شُجّعت على التكلم معهم وعرض نشرات او مجلات،‏ حتى القيام بزيارات مكررة للذين يمرون تكرارا.‏ وهذا ما فعلته.‏ لقد فكرت جديا بعبارة الرسول بولس الموجودة في روما ١:‏١٤،‏ ١٥‏:‏ «أنا مديون لليونانيين والبرابرة،‏ للحكماء والأغبياء:‏ لذلك لي رغبة شديدة أن أبشركم أنتم أيضا الذين في روما».‏ وأدركت هذه الاخت انها هي ايضا مديونة لجيرانها.‏ إذ تتكلم الآن عن خدمتها،‏ يتضح انها حقا وجدت الفرح والاكتفاء في خدمتها المقدسة.‏

حاول زوجان فاتحان في الإكوادور الوصول الى اكبر عدد ممكن من الناس في وسط المدينة في ڠواياكيل.‏ ولكن بسبب اجراءات امنية مشدّدة،‏ لم يُسمح لهما بدخول مبنى ضخم.‏ ومع انهما تمكنا من الشهادة لنحو ٢٠ موظفا وحارسا،‏ بصورة رئيسية بواسطة نظام الاتصال الداخلي،‏ لم يتكلما مع ايّ من اصحاب الشقق.‏ فقررا التحدث الى المدير العام المسؤول عن المبنى.‏ وبعد ان شرح المرسلان ان هدف زيارتهما هو تقوية القيم الادبية والروحية ضمن العائلات،‏ اجاب المسؤول:‏ «اعتقد ان الجميع يجب ان يصغوا الى ذلك!‏».‏ ثم املى على سكرتيرته الرسالة التالية وطلب منها ان تعلقها على لوحة الاعلانات:‏ «ستزور السيدة ڠابي مارتس الشقق في هذا المجمّع السكني يوم الاحد بعد الظهر في مهمة تثقيفية بهدف تحسين القيم الادبية.‏ اذا كان ذلك لا يلائمكم،‏ فمن فضلكم اعلموني بالامر.‏ المدير العام».‏

باشر المرسلان من الشقة العليا،‏ حيث بدأا درسا في الكتاب المقدس مع مدير مدرسة.‏ في الطابق تحته،‏ اسسا ثلاثة دروس.‏ احدى العائلات حضرت الذِّكرى وزارت لاحقا مكتب الفرع.‏ كمجموع،‏ بدأ المرسلان ١٦ درسا في الكتاب المقدس في هذه المنطقة المشدّدة الحراسة التي لم يتمكن احد في السابق ان يزورها.‏

جيسيكا،‏ فاتحة قانونية في الـ‍ ١٥ من عمرها تعيش في پيرو،‏ هي الشاهدة الوحيدة في عائلتها.‏ كان الحذاء الذي تلبسه في خدمة الحقل باليا جدا،‏ فطلبت من ابيها حذاء جديدا.‏ اجابها ابوها بحدة:‏ «ليزوّدك يهوه الحذاء!‏».‏ ذهبت الاخت الى الخدمة بحذائها البالي،‏ ولكن في طريق العودة،‏ مرّت ببيت اخ صانع احذية.‏ فدعاها الاخ الى الدخول وقال:‏ «ادخلي.‏ لقد صنعت لك شيئا اليوم!‏».‏ ثم اعطاها حذاء جديدا.‏ دُهش ابوها لرؤيتها لابسة حذاء جديدا،‏ فسألها من اين حصلت عليه.‏ اجابت جيسيكا:‏ «يهوه زوّده لي!‏».‏

ان حقل اللغة الاجنبية في الولايات المتحدة يتوسع باستمرار.‏ اكثر من ٠٠٠‏,١٦ ناشر يخدمون في هذا الحقل،‏ مستخدمين ٣١ لغة غير الانكليزية والاسپانية.‏ وخلال سنة الخدمة ٢٠٠٠،‏ شُكّلت ١١ جماعة جديدة بلغات اجنبية،‏ بما فيها اول جماعتين كمبودية ومونڠية في الولايات المتحدة.‏

آسيا

انها اكبر قارة في الارض،‏ مناخها متفاوت يتراوح بين القطبي والمداري وكذلك نباتاتها.‏ توجد في آسيا مرتفعات التيبت،‏ حيث اعلى الجبال في الارض.‏ كثيرون في آسيا لم يسمعوا البشارة،‏ ومع ذلك يجري عمل كثير للوصول الى اكبر عدد ممكن من الناس.‏ ونشمل هنا اختبارات من جزر اليابان وتايوان،‏ بما ان لهما صلة وثيقة بالبر الرئيسي الآسيوي.‏

في بنڠلادش،‏ حضر ١٤٠ شخصا المحفل الكوري «كلمة اللّٰه النبوية» في العاصمة،‏ داكّا.‏ لقد عمل الاخوة بكدّ في تنظيف قاعة المحاضرات وفي تزيين المنصة بالزهور.‏ علّق احد العاملين في قاعة المحاضرات قائلا:‏ «خلال سنواتي الـ‍ ١٤ في هذا المركز،‏ لم أرَ قط اشخاصا منظمين ونظفاء مثلكم.‏ لقد جعلتم هذا المكان نظيفا ومقدسا».‏

تجاوبا مع الترتيب الحبي ان يساهم معشر الاخوة الاممي في بناء قاعات ملكوت،‏ صُنعت الترتيبات في الهند لبناء وإصلاح ٢٥٠ قاعة ملكوت.‏ وقد حثّ هذا الترتيب الاخوة المحليين على تقديم الدعم بأية طريقة ممكنة.‏ تبرّع اخ كبير السن بقطعة ارض مساحتها ٤٢٠ مترا مربعا لبناء قاعة ملكوت.‏ ولكنّ الاخوة الذين تفحصوا الموقع لم يجدوه مناسبا لأنه خلال الرياح الموسمية يُغمر بالماء.‏ عندما عرف الاخ بالامر،‏ دعا الاخوة ليروا كل ارضه وطلب منهم ان يختاروا افضل موقع لبناء قاعة ملكوت.‏ قال:‏ «قبل ان اموت،‏ اتمنى رؤية قاعة ملكوت جميلة في هذا المكان،‏ وأنا مستعد لتقديم كل ما املك بغية تحقيق ذلك».‏

كيم هيو سوك التي تعيش في سيول،‏ كوريا،‏ لم تكن تتمتع بخدمتها كفاتحة ولا كانت تلقى الكثير من النجاح،‏ فاقترح ناظر الدائرة ان يكون لها مقاطعة شخصية.‏ قالت:‏ «قبلت هذه النصيحة،‏ وسرعان ما صرت اعرف جيدا اصحاب البيوت في مقاطعتي ونمت بيننا علاقة ودية.‏ عدّلت اوقات زياراتي لكي تلائمهم.‏ فكانت النتيجة ان زياراتي المكررة ازدادت من ٣٥ الى اكثر من ٨٠ في الشهر،‏ وعندي سبعة دروس بيتية في الكتاب المقدس.‏ والآن اتمتع حقا بخدمتي».‏

سام،‏ الذي يعيش في اسرائيل،‏ هو الشاهد الوحيد في مدرسته.‏ وكان ايضا التلميذ الوحيد في صفه الذي رفض ان يحصل على نسخة من اوراق الامتحان المسروقة.‏ بعد الامتحان،‏ علم مدير المدرسة ان الجميع في الصف غشوا ما عدا ساما.‏ فكوفئ سام وأعطي اعلى علامات في الامتحان.‏ ونتج عن ذلك شهادة حسنة للصف،‏ الذي يضم تلاميذ كاثوليكا ومسلمين،‏ وللمعلّمين ايضا.‏

اعتزمت اخت في الـ‍ ٨٣ من العمر في اليابان ان تسافر بالقطار السريع لزيارة ابنها.‏ فيما كانت تحضّر المجلات الاخيرة لتأخذها له،‏ تذكرت ان عندها مجلات كثيرة لم توزّعها،‏ فوضعتها في حقيبتها.‏ فالركاب،‏ كما لاحظت،‏ يضجرون في الرحلات الطويلة،‏ وتساءلت هل بإمكانها توزيع بعض المجلات في القطار.‏ خلال الرحلة،‏ سألها الرجل الجالس بقربها ماذا تقرأ بنهم شديد.‏ فسرّ بقبول المجلات وبدأ يقرأها باهتمام.‏ عندما رأى ذلك عدة مسافرين آخرين،‏ طلبوا هم ايضا مجلات.‏ وعندما وصلت الاخت الى مكانها المقصود ووجدت ان ابنها لم يكن قد وصل بعد لملاقاتها،‏ قضت الوقت تشهد للناس المنتظرين القطارات.‏ عندما وصل ابنها،‏ كانت قد وزّعت ٤٠ مجلة ولم يبقَ ولا مجلة له!‏

مع ان البوذية هي الدين التقليدي منذ زمن طويل في منڠوليا،‏ اناس كثيرون هناك هم ملحدون.‏ فأُعدّت لهذا البلد نشرة من اربع صفحات بعنوان كم الحياة ثمينة بالنسبة اليكم؟‏.‏ تعالج هذه النشرة مخاطر استعمال التبغ،‏ وهو موضوع يهم الناس كثيرا.‏ رُتّبت حملة خصوصية في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ وكانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٩،‏ واشترك فيها الناشرون الـ‍ ٢٢ جميعا.‏ الكل تقريبا قبلوا النشرة.‏ وقد وُزّعت ٠٠٠‏,١٠ نشرة تقريبا في العاصمة أولان باتور في خلال الايام العشرة الاولى.‏ وكان تعليق الكثير من الرسميين الحكوميين ايجابيا بالنسبة الى الحملة.‏ كما أُعلن عن هذا النشاط الخصوصي في التلفزيون والراديو عدة مرات وفي مقالات في ثلاث صحف.‏ وابتدئ بعدد من الدروس في الكتاب المقدس.‏

ان الحق يصل الى ابعد الاماكن.‏ ففي قازاخستان توجد مستعمرة جزائية فيها اكثر من ٠٠٠‏,١ سجين.‏ سنة ١٩٩٧،‏ زار اثنان من شهود يهوه المسؤول عن المستعمرة،‏ وطلبا اذنا بمناقشة حقائق الكتاب المقدس مع بعض السجناء الذين كتبوا الى مكتب الشهود المحلي.‏ بعد فترة قصيرة،‏ بدأ شهود يهوه يدرسون مع ٢٠ سجينا.‏ سنة ١٩٩٨،‏ اربعة منهم صاروا ناشرين غير معتمدين وحصلوا على اذن بعقد اجتماعات جماعية.‏ بعد ان رأت الادارة التأثير الايجابي الذي تركته تعاليم شهود يهوه في السجناء،‏ سمحت للناشرين بإذاعة الخطابات العامة على محطة الراديو في السجن.‏ ولدى كل السجناء الآن فرصة سماع هذه الخطابات.‏

وصارت ادارة المستعمرة الجزائية مقتنعة اكثر فأكثر ان دين شهود يهوه ليس مجرد قناع يلبسه المرء عندما يلائمه ذلك.‏ وما ساعدهم على ادراك هذا الامر هو احد الاختبارات التي حصلت.‏ فالسجناء هناك لا يُسمح لهم بحيازة المال،‏ لأنهم يستطيعون بالتالي شراء اي شيء،‏ بما فيه المخدِّرات.‏ ولكنّ احد السجناء كان يتلقى قانونيا مالا في الرزم التي تُرسَل اليه.‏ اذ بدأ يتقدم روحيا،‏ اخذ ضميره المدرّب على الكتاب المقدس يخزه.‏ ذات مرة،‏ قدّم بعض المال للشيخ الذي يزور المستعمرة كتبرّع لعمل الملكوت.‏ لكنّ الشيخ رفض لأنه كان يعرف ان إخراج المال يخالف قوانين السجن.‏ وقال للشاب:‏ «افعل بالمال ما يمليه عليك ضميرك».‏ فذهب السجين الى رئيس الحرس ووضع المال على مكتبه،‏ قائلا:‏ «ضميري المدرَّب على الكتاب المقدس لا يسمح لي بحيازة هذا المال هنا.‏ افعل به ما يحلو لك».‏ دُهش الحارس جدا وقال:‏ «في كل سنواتي الـ‍ ٢٠ التي قضيتها وأنا اعمل في المستعمرة الجزائية،‏ لم ارَ قط احدا يسلّم ماله طوعا!‏».‏

علّمت اخت في مدرسة في ماليزيا.‏ ذات يوم،‏ تكلمت مع زميلة لها عن يهوه ووعوده.‏ فقالت الزميلة انها مثبطة كثيرا لأن الآلهة التي تعبدها لم تساعدها على حلّ مشاكلها.‏ فقد صلّت الى بوذا،‏ الى مختلف الآلهة الصينية،‏ حتى الى يسوع المسيح.‏ ولكن دون اية نتيجة.‏

كانت الابالسة تضايق المرأة ليل نهار.‏ في الليل،‏ لم تكن تنال قسطا وافيا من النوم.‏ وفي النهار،‏ كانت الابالسة تزعجها في العمل،‏ فلا تستطيع انجاز عملها كما يجب.‏ كانت حياتها تعيسة جدا بحيث استشارت وسطاء ارواحيين،‏ ولكنّ ذلك زاد الوضع سوءا.‏

اخبرت الاخت زميلتها انه بحسب الامثال ١٨:‏١٠‏:‏ اسم يهوه برج حصين.‏ فهو يحمي اولئك الذين يدعون اسمه بإيمان.‏ شجعتها الاخت ان تصلّي الى يهوه اللّٰه عندما تزعجها الابالسة ثانية.‏

في اليوم التالي،‏ قالت الزميلة للأخت انها طلبت المساعدة من يهوه،‏ فتركتها الابالسة.‏ بوشر بدرس في الكتاب المقدس،‏ وأحرزت هذه الزميلة تقدما سريعا.‏ تخلصت من كل الامور التي لها علاقة بالعبادة الباطلة،‏ وكفّت الابالسة عن ازعاجها.‏ واعتمدت في محفل دائري عُقد مؤخرا.‏

طوال خمسين سنة تقريبا،‏ كان الشبان الشهود في تايوان يقضون فترات طويلة في السجن بسبب تصميمهم ان يحافظوا على حيادهم المسيحي.‏ في السنوات الاخيرة حدثت تطورات بارزة.‏ فبما ان عدد الشبان الذين يُجنَّدون هو اكثر من عدد الذين يمكن تدريبهم بفعالية،‏ قُرِّر تعديل القوانين المتعلقة بالخدمة العسكرية لكي يُحوَّل بعض المجنّدين الى الخدمة غير العسكرية.‏ واستفاد الرسميون مما صُنع في بلدان اخرى لكي يؤخذ بعين الاعتبار الاشخاص الذين لا يسمح لهم ضميرهم بالانخراط في الخدمة العسكرية.‏ والمعترضون بسبب الضمير الذين يفضلون خدمة غير عسكرية تشرف عليها الحكومة عوض الذهاب الى السجن عليهم ان يشيروا الى ذلك بملء طلب.‏ وبحسب الترتيب الجديد،‏ اولئك الذين يقضون الـ‍ ٣٣ شهرا وهم يقومون بهذا النوع من الخدمة يكونون احرارا في نهايات الاسابيع وحسب الظاهر معظم الامسيات،‏ مما يسمح لهم بالاشتراك في النشاطات الروحية.‏

اوروپا

منذ زمن طويل صُنّفت اوروپا انها قارة،‏ ولكنها في الحقيقة شبه جزيرة ضخمة ناتئة الى الغرب في اوراسيا.‏ لقد اوصل الرسول بولس البشارة الى جنوبي اوروپا منذ ٠٠٠‏,٢ سنة تقريبا.‏ وكما سترون،‏ تستمر رسالة الحق الفعّالة في النمو في هذا الجزء من الارض.‏

ذات يوم كانت اخت جالسة في حديقة عامة في زغرب في كرواتيا.‏ لاحظت شابا مختبئا وراء الشجيرات.‏ كان شاحبا ويرتجف،‏ فظنت انه مريض.‏ اقتربت منه وقالت:‏ «سيدي،‏ يسرني ان آخذك الى الطبيب إن كنت تشكو شيئا».‏ قال انه بصحة جيدة،‏ ولكنه كان لا يزال يرتجف.‏ فسألته:‏ «هل انت جائع؟‏ هل تريد ان اجلب لك بعض الطعام؟‏».‏ اجاب:‏ «لا.‏ من فضلك لا تقتربي مني.‏ الشرطة تبحث عني،‏ وقد يظنون اننا نعمل معا».‏ سألت الاخت:‏ «ماذا فعلت؟‏».‏ اعترف عندئذ انه نهب متجرا،‏ وأضاف:‏ «المال كله هنا في جيبي.‏ انا خائف جدا من الشرطة ومن ان أُسجَن».‏ اشفقت عليه الاخت وأرادت ان تساعده.‏ فدعته ان يجلس قربها لكي يناقشا المسألة.‏ اخبرته ان يهوه اللّٰه سوف يعطيه الحكمة ليعرف ماذا يقول عندما يعود الى المتجر الذي نهبه.‏ اصغى بانتباه ولكنه كان لا يزال يرتجف خوفا.‏ فنصحته:‏ «ابحث عن المدير،‏ واعترف انك سرقت المال وأنك تريد الآن إرجاعه».‏ فيما هما يتحدثان،‏ مرّت احدى جاراتها وخاطبتها ذاكرة اسمها.‏ فعرف الرجل اسمها.‏

بعد ذلك بفترة قصيرة،‏ فوجئت الاخت برؤية رسالة موجهة اليها مطبوعة في الصحيفة المحلية.‏ ذكرت الرسالة:‏ «الى السيدة باريتزا،‏ انا شاكر لك جدا على نصيحتك اللطيفة.‏ شكرا،‏ شكرا،‏ شكرا —‏ لقد انقذتني من السجن.‏ لا استطيع ان اعبّر عن تقديري لك شخصيا،‏ لأنني لا اعرف عنوانك.‏ ولكنني اكتب اليك هذه السطور لكي يقرأها كثيرون يجدون انفسهم في وضع مماثل،‏ ويلتفتوا الى يهوه،‏ الاله الحق الذي يساعد!‏ لقد اعدت المال.‏ قال المدير ان المال المسروق هو بقيمة ٥٠٠‏,١ كونا.‏ ولكنني اخرجت ٧٠٠‏,١ كونا من جيبي.‏ فقال ان بإمكاني الاحتفاظ بـ‍ ٢٠٠ كونا لأن المال المفقود هو بقيمة ٥٠٠‏,١ كونا فقط.‏ اجبت:‏ ‹ولكن يا سيدي لم يكن في جيبي ولا كونا،‏ او اية قطعة نقدية لأشتري بها خبزا›.‏ فبدأ المدير يعطيني بعض الحاجات.‏ وقال:‏ ‹هذه الـ‍ ٢٠٠ كونا هي لك›.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ اعطاني ٥٠٠ كونا،‏ رغيفَي خبز،‏ علبتَي حليب،‏ خمس علب لبن،‏ پاوندا من السَّلامي،‏ وطعاما للأطفال.‏ وقال:‏ ‹انني افعل هذا لأنك رجل نزيه واعترفت بخطئك›.‏ فلا يسعني الا ان اشكر اللّٰه وأشكرك انتِ انه لم ينتهِ بي الامر الى السجن.‏ ثانية،‏ اقدّم لك شكري الجزيل!‏».‏

يوجد في كوپنهاڠن في الدانمارك احد الموانئ الرئيسية في اوروپا.‏ فبالاضافة الى العبّارات،‏ يرسو هناك اكثر من ٠٠٠‏,٢ سفينة كل سنة.‏ عندما دخل الاخوة احدى السفن وسألوا بعض افراد الطاقم هل يعرفون شهود يهوه،‏ اجابوا نعم.‏ ثم اضافوا انه يوجد واحد من شهود يهوه على السفينة.‏ فأراد الاخوة ان يروا رفيقهم المؤمن.‏ عندما التقوه،‏ تبين لهم انه ليس معتمدا بعد.‏ كان من جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ عدد سكانها ٠٠٠‏,٢ نسمة فقط.‏ لم يكن يوجد شهود في الجزيرة،‏ ولكنه تعلّم عن الحق من خلال المطبوعات التي حصل عليها في عدة موانئ حول العالم.‏ لقد قرأ المطبوعات وأخذها الى البيت الى امرأته.‏ ووافق كلاهما انهما وجدا الحق.‏ فكان يشهد بغيرة لأعضاء الطاقم معه عن الامور التي تعلّمها.‏ حصل على اشتراك في مجلتينا،‏ ووعده الاخوة ان يهتموا بإعلام اقرب جماعة به وبزوجته.‏

يذهب الناشرون في بريمرهاڤن في المانيا قانونيا الى الميناء لتقديم مطبوعات للعاملين في السفن وللسائقين الذين يحمّلون شاحناتهم او يفرغونها.‏ ذكر اخ انه التقى سائقي شاحنات من ٤٨ بلدا.‏ وشرح:‏ «لسدّ حاجات اولئك الاشخاص جميعا،‏ نبقي مخزونا من المطبوعات في سيارتنا بـ‍ ٣٩ لغة».‏ وقد حضر الاجتماعات عدة سائقي شاحنات روسيين خلال فترة بقائهم في المرفإ.‏ بعد ظهر يوم احد،‏ رأى فْرِد وكريستيان احدى اكبر سفن الركاب في العالم راسية في الحوض الجاف.‏ وطاقم السفينة البالغ ٩٥٠ شخصا ينتمون الى ٥٠ جنسية!‏ عندما صعدا الى متن السفينة،‏ اقترب منهما بحّار من احدى جزر المحيط الهادئ وسأل:‏ «هل معكما ذلك الكتاب الاصفر المليء بالصور الملونة؟‏».‏ كان يشير الى كتابي لقصص الكتاب المقدس.‏ لم يكن في حوزة الاخوَين ذلك الكتاب،‏ فبانت على البحّار خيبة الامل.‏ بعد ان وزّعا كل المطبوعات التي بحوزتهما،‏ قاد فْرِد السيارة الى بيت ايل في زلترس —‏ رحلة استغرقت عشر ساعات على الاقل ذهابا وإيابا —‏ للحصول على مزيد من المطبوعات.‏ في اليوم التالي،‏ وزّعا على الطاقم ٩٠٠ مجلة،‏ ٣٠٠ كراسة،‏ و٨٥٠ كتابا!‏ ووجد فْرِد البحّار الودود وأعطاه الكتاب الاصفر الذي اراد الحصول عليه.‏ قال فْرِد:‏ «عندما علم اننا ذهبنا بالسيارة مسافة اكثر من ٠٠٠‏,١ كيلومتر للحصول على الكتاب،‏ اغرورقت عيناه بالدموع».‏

في اوائل سنة ١٩٩٨ قامت محطة راديو خاصة صغيرة في لوكسمبورڠ باستطلاع رأي مستمعيها بواسطة الهاتف،‏ سائلة عن اهدافهم وتوقعاتهم في الحياة.‏ اختيرت ارقام الهاتف عشوائيا.‏ وعندما كان المذيع يطلب رقما اخطأ في رمز المنطقة ووجد نفسه يتحدث الى امرأة تبعد ٤٠٠ كيلومتر،‏ قرب نورمبورڠ في المانيا.‏ تأثر بمعلوماتها العامة وموقفها الايجابي من الحياة،‏ فسألها كيف طوّرت وجهة النظر الايجابية هذه.‏ قالت انها واحدة من شهود يهوه،‏ مدركة انها فرصة غير متوقعة لزرع بذار الملكوت.‏ اثارت المحادثة فضول من يجري المقابلة،‏ ووافقت الاخت ان تتصل به لاحقا.‏ خلال الشهرين التاليين اتصلت به مرارا.‏ وشرحت المزيد عن اللّٰه،‏ الحياة،‏ وشهود يهوه،‏ وتمكنت من الاجابة عن اسئلة كثيرة.‏ اثار ذلك اهتمام المذيع وأراد ان يتعلم المزيد.‏ فاتصل هاتفيا بجماعة في لوكسمبورڠ وطلب درسا بيتيا في الكتاب المقدس ومعلومات عن الاجتماعات.‏ وفي قاعة الملكوت،‏ اثّر فيه الجو الحميم والترحيب الودي.‏ وكان ذلك بداية جيدة لدرسه البيتي في الكتاب المقدس.‏

بعد اول اتصال هاتفي بالاخت في المانيا بثلاثة عشر شهرا اعتمد.‏ وفي تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٩٩ صار فاتحا قانونيا.‏ كم كان رائعا ان الاخت الالمانية عرَّفت بنفسها انها شاهدة ثم انتهزت الفرصة لزرع بذار الملكوت!‏

في الپرتغال،‏ أُثير اهتمام انطونيو برسالة الكتاب المقدس من خلال المناقشات التي كان يتمتع بها خلال زياراته لأخيه الجسدي الذي هو واحد من شهود يهوه.‏ تاق انطونيو الى تعلّم المزيد عن الكتاب المقدس.‏ فصلى بحرارة من اجل المساعدة.‏ بُعيد ذلك،‏ قرع بابه اثنان من الشهود وبدأا يدرسان معه الكتاب المقدس.‏ اذ تقدم انطونيو في المعرفة،‏ بدأ يصنع تغييرات في حياته لتنسجم مع مشيئة اللّٰه.‏ اولا،‏ دفعه ضميره الى التوقف عن الصيد،‏ الرياضة التي كان يتمتع بها كثيرا.‏ لاحقا،‏ عندما فهم قضية الحياد المسيحي،‏ قرر الاستقالة من مركزه المرموق كرئيس بلدية،‏ وظيفة شغلها طوال ١٥ سنة.‏ ومع انه أُلحّ عليه لإعادة النظر في استقالته،‏ فقد شدّدته المشورة في يعقوب ٤:‏٤ ليرفض.‏ كان تقدمه هو وزوجته سريعا اذ عمّقا علاقتهما بيهوه وبدأا يحضران اجتماعات الجماعة.‏ وفي وقت قصير،‏ اشتركا في خدمة الحقل واعتمدا.‏

من اسپانيا يأتي اختبار اخ كان زميله في العمل يضايقه منذ سنين عديدة بسبب ايمانه.‏ طوال اشهر كان هذا الزميل يسخر بدين الاخ وينتقده.‏ فوصل الاخ الى مرحلة شعر فيها انه لم يعد يستطيع الاحتمال،‏ فصلّى الى يهوه كي يساعده على تحمّل الوضع الصعب بطريقة مسيحية،‏ دون ان يردّ السوء بالسوء.‏ ولدهشة الاخ،‏ تغيّر موقف زميله.‏ حتى انه اعتذر وأكد للأخ انه لن يتكلم ثانية بالسوء عن اللّٰه امامه.‏ بعد فترة قصيرة ترك هذا الزميل الشركة.‏

مرّت اربع وعشرون سنة قبل ان يلتقي الاخ ثانية بزميله السابق في العمل.‏ وكانت هذه المرة في قاعة الملكوت حيث عُيّن للأخ ان يلقي خطابا.‏ اخبره زميله انه درس الكتاب المقدس وصار شاهدا معتمدا.‏ وشرح ايضا انه على الرغم من مرور سنوات عديدة،‏ لم ينسَ قط «ذلك الشاهد الذي تحمّل بكثير من الصبر سخرية متواصلة به وبإلهه».‏

جزر الارض

تتفاوت جزر الارض كثيرا في الحجم وتختلف عن القارات التي هي اكبر منها بكثير.‏ ومع اننا نشمل هنا القارة الجزيرة أوستراليا،‏ فإن اكبر جزيرة هي ڠرينلندا،‏ التي تبلغ مساحتها ٠٠٠‏,٢٠٠‏,٢ كيلومتر مربع.‏ اما الجزر الصغرى فتغطي مساحة اقل من مساحة حي سكني.‏ وتوجد آلاف الجزر المتوسطة الحجم.‏ تأملوا في اختبارات قليلة من بعض هذه الجزر.‏

التقت اخت في أوستراليا في الخدمة من بيت الى بيت امرأة لم يبدُ انها مهتمة كثيرا بكلمة اللّٰه.‏ ومع ان المرأة قبلت نشرة،‏ فقد ظنت الاخت ان الزيارة المكررة لن تنفع كثيرا.‏ ولكنها استمرت تحاول العثور على المرأة في بيتها،‏ دون ان تنجح في بادئ الامر.‏ وأخيرا عندما التقتها الاخت ثانية،‏ شرحت المرأة انه بعد الزيارة الاولى التي قامت بها الاخت،‏ اشترت كتابا مقدسا غالي الثمن.‏ فبدأت الاخت تدرس معها الكتاب المقدس.‏ والآن تصنع المرأة تغييرات كبيرة في حياتها إطاعة للمبادئ المسيحية.‏ وهي تحضر كل الاجتماعات.‏

فيما كان اخ يكرز من بيت الى بيت في جمهورية الدومينيكان التقى امرأة في الـ‍ ٦٠ تقريبا من العمر.‏ عندما انهى الاخ المحادثة،‏ مدَّ يده ليودّعها.‏ لكن صاحبة البيت لم تمدّ يدها،‏ فأدرك الاخ انها عمياء.‏ ووعد بزيارتها ثانية.‏

عندما عاد،‏ ذكرت المرأة انها اخبرت ابنتها كم فوجئت ان شخصا اهتم بها مع انها عمياء.‏ ثم شرحت له انه قيل لها لا يوجد امل باستعادة بصرها.‏ فتكلم الاخ عن اله الرجاء وقرأ عليها بعض روايات الكتاب المقدس كيف اعاد يسوع البصر للعميان.‏ (‏متى ٩:‏٢٧-‏٣٠‏)‏ فأثّر ذلك تأثيرا عميقا في المرأة.‏

ثم استعلم الاخ في مؤسسة العميان هل يمكن صنع اي شيء للمرأة.‏ فرُتّب ان يراها الاطباء،‏ وعندما اتت المرأة لتُفحص قيل لها ان ثمة عملية جراحية يُرجّح ان تعيد لها بصرها.‏ كانت العملية ناجحة.‏ وخلال كل تلك الفترة،‏ استمرت في اخذ المعرفة من الكتاب المقدس.‏ بعد العملية،‏ بدأت تقرأ كتابي لقصص الكتاب المقدس وأنهته في غضون بضعة اسابيع.‏ ثم درست كراسة ماذا يطلب اللّٰه منا؟‏ وكتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية.‏ كانت تحضر الاجتماعات قانونيا قبل العملية،‏ ومنذ استعادة بصرها لا تفوّت ايّا منها.‏ كما بدأت تتحدث الى الآخرين عمّا تتعلمه وعن المساعدة التي نالتها لتستعيد بصرها.‏ واعتمدت في المحفل الكوري سنة ١٩٩٩.‏

فيما كانت اخت تبشر في جزيرة ريونيون عرضت مجلاتنا على امرأة.‏ اجابت المرأة:‏ «لن تنفعني،‏ فأنا لا استطيع القراءة».‏ فعرضت الاخت ان تعلّمها القراءة،‏ وقبلت المرأة بسرور.‏ عادت الاخت ومعها كراستَا واظِبوا على القراءَة والكتابة و تمتعوا بالحياة على الارض الى الابد!‏.‏ كان درس القراءة يدوم نصف ساعة،‏ ودرس الكتاب المقدس نصف ساعة اخرى.‏ وأحرزت المرأة تقدما سريعا في القراءة وفي فهم الحق.‏

حاول اولادها تثبيطها لتوقف الدرس،‏ ولكنها قالت لهم ان دروسها ستستمر.‏ وسرعان ما انتقلت الى كتاب المعرفة وبدأت تحضر الاجتماعات قانونيا.‏ اعتمدت مؤخرا.‏ والآن لم تعد اميّة،‏ وبوسعها ان تقرأ الكتاب المقدس والمطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس.‏

بدأت اخت درسا بيتيا في الكتاب المقدس مع شابة اسمها هينا في الجزيرة الشمالية في نيوزيلندا.‏ بعد درسَين في كراسة ماذا يطلب،‏ قالت هينا للأخت انها تريد ان تصير من شهود يهوه وإنها ستترك صديقها الذي هو عضو بارز في عصابة محلية.‏ بشجاعة واجهته وأخبرته بخططها.‏ ولدهشتها كان جوابه:‏ «هيا،‏ باشري بتنفيذ خططكِ».‏

لاحقا غيّر الصديق رأيه وخطّط للانتقام من هينا ومن شهود يهوه ايضا.‏ فقرر خردقة قاعة الملكوت بالرصاص.‏ الا ان عضوا سابقا في العصابة اقترح ان يحضر الصديق اجتماعا ويتحقق من الشهود قبل ان يقوم بهذا العمل العنيف.‏ وافق الصديق،‏ وحضر في تلك الليلة مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏ تأثر كثيرا بحيث دعا افراد العصابة الى اجتماع وأعلمهم انه يريد ان يصير واحدا من شهود يهوه.‏ ولاحقا،‏ في اجتماع رسمي للعصابة في احد المدافن،‏ دفن شارته التي تعرّف انه عضو في العصابة،‏ مظهرا انه يميت طريقة حياته السابقة،‏ بما فيها استعمال المخدِّرات وتجارة الكحول غير الشرعية.‏ انه يحضر مع هينا الاجتماعات قانونيا.‏ وهما الآن متزوجان شرعيا،‏ وقد اعتمدت هينا مؤخرا.‏ وزوجها مصمم ان يتأهل هو ايضا للمعمودية.‏

اطلق فرع ترينيداد حملة خصوصية لتوزيع عددَي استيقظ!‏ ٨ و ٢٢ شباط (‏فبراير)‏ ٢٠٠٠.‏ وقد ابرز العدد الاول مقالات افتتاحية عن العائلات المحرومة من الآباء،‏ وناقش العدد الثاني مسألة الانتحار.‏ وبين الفرق التي كانت هدف الحملة منظمات الخدمات الاجتماعية،‏ فرق خدمة المجتمع التابعة للشرطة،‏ المدارس،‏ الوزراء،‏ اعضاء البرلمان،‏ المنظمات غير الحكومية،‏ وغيرها من الفرق التي تهمها المواضيع المطروحة.‏

وقد اظهر تقرير غير كامل انه وُزّع ٩٤١‏,١٤ مجلة،‏ ٣٧٤‏,١ كتابا،‏ و ٩٠ كراسة.‏ ونتج عن الحملة ٨٦٠ زيارة مكررة و ٢٩ درسا بيتيا في الكتاب المقدس،‏ وأغلبها مع اناس كان من غير المحتمل ان تصلهم البشارة من خلال الطرق التقليدية للشهادة.‏ وقد ارسل عدد لا بأس به من الوزراء والوزارات رسائل للتعبير عن تقديرهم للعمل الذي يقوم به شهود يهوه.‏ وإحدى الرسائل النموذجية التي جرى تلقيها كانت من وزارة العدل والشؤون القانونية.‏ ذكرت الرسالة:‏ «شكرا لكم على نسخ .‏ .‏ .‏ مجلة استيقظ!‏ التي قدمتموها لنا .‏ .‏ .‏ انها تثقيفية للغاية.‏ وسنكون شاكرين جدا اذا كان بإمكانكم تزويدنا بست نسخ اضافية لتوزيعها على مختلف الاقسام في الوزارة.‏ ايضا اذا كان لديكم اية مواد قد تساعدنا على تعزيز سياساتنا في نطاق الحياة العائلية،‏ فسنقدّر ارسالكم لنا هذه المعلومات».‏ وقد وقّع الرسالة وزير العدل نفسه.‏