الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كوراساو

كوراساو

كوراساو

على مسافة من ساحل ڤنزويلا تقع ثلاث جزر تتمتع بجمال فريد.‏ انها اروبا،‏ بونير،‏ وكوراساو.‏ جَمالها ليس كجَمال سائر الجزر الكاريبية الخضراء.‏ انه جَمال صحراوي،‏ جَمال الظلال الغامضة في الليل والالوان المتباينة الصارخة في النهار.‏

بسبب تساقط كميات قليلة من الامطار،‏ تنمو وتزهو هناك انواع الصبّار العملاق —‏ وأفخرها الكادوشي —‏ التي تُرى في كل مكان.‏ كما تزهو شجرة العَنْدَم السمّاقي،‏ المتميزة بتاجها المائل.‏ وكمَراقب صامتة،‏ ترتسم البيوت التي بُنيت في المزارع كالخيالات على صفحة السماء الزرقاء الصافية لتذكّرنا بالماضي الاستعماري.‏ ونرى في الريف المَعْز يطوف ويعدو عابرا الطرق.‏

تتميز اروبا وبونير بحركة سياحية ناشطة،‏ اما كوراساو فتعتمد على الدخْل الناتج من تكرير النفط واستخراجه من البحر.‏ ويوجد في كل من هذه الجزر مصنع لإزالة الملوحة يقطّر مياه البحر،‏ ويؤمّن ماء للشرب وبخارا لتوليد الكهرباء.‏

يبلغ عدد سكان الجزر اليوم اقل بقليل من ٠٠٠‏,٢٥٠ نسمة،‏ وقد اكتشفها الاسپان في القرن الخامس عشر.‏ لاحقا،‏ استولى الهولنديون على الجزر،‏ ومع ان الفرنسيين والانكليز حكموها فترات وجيزة،‏ فقد عادت الى يد الهولنديين في سنة ١٨١٥.‏ ومنذ سنة ١٩٥٤،‏ يتمتع اتحاد جزر الانتيل الهولندية،‏ الذي يضمّ في الاصل هذه الجزر الثلاث وثلاثا من جزر لِيوَرْد،‏ بحكم ذاتي في الشؤون الداخلية.‏ ولكن في سنة ١٩٨٦،‏ انفصلت اروبا عن الاتحاد.‏

الحضارة واللغة

تتمتع هذه الجزر الثلاث في ظل الحكم الهولندي بجو من التسامح الديني.‏ غالبية السكان تعتنق الديانة الكاثوليكية الرومانية ولكن توجد فرق كبيرة من الپروتستانت.‏ كما يوجد مجتمع يهودي كبير في كوراساو.‏ والسكان الآتون من امم يتراوح عددها بين ٤٠ و ٥٠ امة يعيشون معا بسلام في مجتمع مندمج عرقيا.‏ ومع ان هؤلاء السكان يتكلمون لغة مشتركة،‏ تحتفظ كل جزيرة بهويتها المميزة.‏ في هذا المجتمع المتنوع،‏ توطد حق الكتاب المقدس واستمر يزدهر.‏

يتكلم السكان عدة لغات ومن المرجح ان ينسوا بأية لغة يتكلمون،‏ اذ ان التنقل من لغة الى اخرى امر طبيعي جدا.‏ ومع ان اللغة الهولندية هي اللغة الرسمية،‏ واستعمال اللغتين الانكليزية والاسپانية شائع في القطاع التجاري،‏ فإن الپاپيَمِنتو هي لغة البلد الاصلية.‏ تقول احدى النظريات ان الپاپيَمِنتو نشأت في جزر الرأس الاخضر في افريقيا الغربية قبل القرن السابع عشر.‏ كان الپرتغاليون يستخدمون هذه الجزر كقاعدة لغزو افريقيا،‏ ولكي يتمكن الافريقيون والپرتغاليون من ان يتكلموا احدهم مع الآخر،‏ نشأت لغة كرييولية جديدة —‏ مزيج من اللغات الافريقية واللغة الپرتغالية.‏ وهذه اللغة تُدعى لغة مشتركة لأنها تسمح بالاتصال بين فرق لغوية مختلفة.‏ لاحقا،‏ جلب العبيد معهم هذه اللغة الى الجزر.‏ وعلى مر السنين،‏ تأثرت اللغة بالهولندية،‏ الاسپانية،‏ الانكليزية،‏ والفرنسية.‏ وصارت لغة پاپيَمِنتو الناتجة مزيجا من كل هذه اللغات.‏

في الاساس كانت هذه اللغة المشتركة التي طورها العبيد وأدخلوها الى الجزر طريقةً لسدّ فجوة الاتصال،‏ وقد عملت بالتالي على توحيدهم.‏ الا انه جرى تبنّي لغة مشتركة اخرى،‏ اللغة التي يرد ذكرها في صفنيا ٣:‏٩‏،‏ التي تقول:‏ «اني حينئذ احوِّل الشعوب الى شَفة [«لغة»،‏ ع‌ج‏] نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة».‏ لقد وحّدت هذه ‹اللغة النقية› بعض سكان الجزر —‏ وأتاحت لهم ان يتجاوزوا الفروق الاجتماعية،‏ العرقية،‏ وأحيانا القومية —‏ ووحّدتهم ايضا مع المعشر العالمي لشهود يهوه.‏ ومع انه توجد جماعات مختلفة تعقد اجتماعاتها بالپاپيَمِنتو،‏ الانكليزية،‏ الاسپانية،‏ والهولندية،‏ فإن لغة حق الكتاب المقدس المشتركة توحّد الاخوة في رباط وثيق،‏ رباط المحبة.‏

بزوغ فجر الحق

ليس معروفا بالتحديد كيف زُرعت بذور الحق الاولى في الجزر.‏ فبصورة تدريجية لم يُشعَر بها،‏ بزغ نور الحق مبدِّدا الظلمة المغطية الجزر التي طالما كانت معاقل للكاثوليكية الرومانية.‏ في اواخر عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ وفي ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان عدة اشخاص يكرزون هنا.‏ كما كان هنالك بائع متجول يبيع كتبا دينية ينثر بذور الحق عن غير قصد،‏ اذ وُجدت بين كتبه مطبوعات انتجتها هيئة اللّٰه.‏ وقد عملت الى جانبه ابنتاه پيرل وروبي اللتان صارتا من شهود يهوه بعد سنوات.‏ ولا تزالان كلتاهما امينتين حتى اليوم.‏

سنة ١٩٤٠،‏ اجرى اخ من ترينيداد يشتغل في مصفاة النفط،‏ الاخ براون،‏ المعمودية الاولى في كوراساو —‏ معمودية خمسة اشخاص كان يدرس معهم.‏ وكان بينهم مارتن وڤيلهلمينا نارِندورپ وإدوارت ڤان مارل،‏ وكلهم في الاصل من سورينام.‏

تسترجع أنيتا ليبْرِتو،‏ ابنة الزوجين نارِندورپ،‏ الماضي وتقول:‏ «في سنة ١٩٤٠،‏ كان عمري ست سنوات.‏ اتذكر ان اخا يتكلم الانكليزية درس مع والديَّ.‏ كانا يتكلمان الهولندية فقط ويفهمان القليل جدا من الانكليزية،‏ لكنهما جاهدا واعتمدا في غضون ستة اشهر.‏ كانت الاجتماعات تُعقد في بيتنا،‏ ولكنها لم تكن منظمة كما هي اليوم.‏ فقد كانت تدوم الليل بطوله حتى بعد منتصف الليل،‏ فيما يجاهد والداي لفهم الكتب المكتوبة بالانكليزية».‏ كانت الكرازة تجري بمعظمها بالانكليزية،‏ لأن الفريق الصغير لم يكن يتكلم الپاپيَمِنتو بطلاقة ولم تكن المطبوعات متوفرة بتلك اللغة.‏

عموما،‏ لم يكن الناس المحليون معتادين ان يقرأوا الكتاب المقدس لأن الكنيسة الكاثوليكية حظرت ذلك.‏ ولم يكن غريبا ان يصادر الكهنة الكتب المقدسة التي يجدونها.‏ في البداية،‏ كان احد الكهنة يتبع الاخوة حيث يذهبون،‏ ويضرب الارض برجله ويصرخ:‏ «اتركوا خرافي وشأنهم!‏».‏

زرع البذور في اروبا وبونير

سنة ١٩٤٣،‏ زار اروبا جون هيپوليت،‏ الذي كان من المجيئيين،‏ مع مارتن نارِندورپ وقضيا فرصتهما في نشر البشارة.‏ في اغلب الظن،‏ كانا اول شخصين يكرزان بالبشارة هناك.‏ وبعد عودتهما الى كوراساو،‏ كتب الاخ هيپوليت الى المركز الرئيسي في بروكلين طالبا المساعدة في الحقل.‏ فوصل مرسَلان بعد ثلاث سنوات،‏ ولكن للأسف مات قبل ان يأتيا.‏ الا ان الاخوة الكوراساويين،‏ امثال جون هيپوليت،‏ تبعوا النصح الموجود في الجامعة ١١:‏٦ وزرعوا بسخاء البذور التي ترسخت ونمت لاحقا.‏

في سنة ١٩٤٤،‏ وصل الى اروبا وودوَرث ميلز من ترينيداد وإدموند كَمينڠز من ڠرانادا،‏ وعملا في مصفاة النفط في سان نيكولاس.‏ كانت مدينة سان نيكولاس،‏ الواقعة في الطرف الشرقي للجزيرة،‏ تعج بالمهاجرين الآتين من كل انحاء جزر الهند الغربية ليعملوا في مصفاة النفط.‏ وقد نشّط ودعم الاخ ميلز،‏ وهو خطيب حماسي،‏ عمل الكرازة بالبشارة.‏ وفي ٨ آذار (‏مارس)‏ ١٩٤٦،‏ انشأ الاخَوان ميلز وكَمينڠز اول جماعة ناطقة باللغة الانكليزية في سان نيكولاس.‏ كان عدد الناشرين في الجماعة ١١،‏ وكان الاخ ميلز خادم الجماعة.‏

أُجريت اول معمودية هناك في ٩ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٤٦.‏ وكان بين المعتمدين الاربعة تيموثي ج.‏ كامپبِل وويلفرد روجرز.‏ وفي نهاية سنة ١٩٤٦ تضاعف عدد الناشرين.‏ لاحقا انضم الى الجماعة الشهود المهاجرون —‏ عائلات بويتمان،‏ دا فرايتاس،‏ كامپبِل،‏ سكوت،‏ پوتر،‏ ماير،‏ تيتِر،‏ فوستن،‏ وآخرون.‏

كان الاخ ميلز ناجحا جدا في الشهادة غير الرسمية،‏ وتجاوبت مع بشارته احدى زميلاته في العمل،‏ كاتبة اختزال اسمها أوريس.‏ واعتمدت في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٤٧.‏ لقد ربح الاخ ميلز اختا روحية ووجد ايضا زوجة،‏ اذ انهما تزوجا لاحقا.‏ وفي سنة ١٩٥٦،‏ دُعيا الى حضور الصف الـ‍ ٢٧ لمدرسة جلعاد،‏ ثم عُيّنا في نيجيريا.‏

حتى سنة ١٩٥٠،‏ كانت معظم الكرازة في اروبا تجري في سان نيكولاس،‏ لأن الناس هناك في اغلبيتهم يتكلمون الانكليزية والاخوة لا يتكلمون الپاپيَمِنتو الا قليلا.‏ حتى ذلك الوقت،‏ لم يعتنق الحق اي اروبي.‏ فقد حرّضت المقاومة القاسية من الكنيسة الكاثوليكية الأروبيين الوديّين بطبيعتهم على الشهود وأخّرت التقدم.‏ وكان امرا عاديا في تلك الايام ان يطارد صاحبُ البيت الغضبان الاخَ الشاهد وهو حامل ساطورا.‏ وأحيانا كان يُلقى على الاخوة ماء ساخن او تُحَثّ الكلاب على مطاردتهم.‏ وفي مناسبات اخرى دعا اصحاب البيوت الاخوة ان يدخلوا،‏ ولكنهم غادروا البيت وتركوهم جالسين هناك.‏ وترك الضيوف دون الاهتمام بهم يُعتبَر إهانة في الجزر.‏

تتذكر إدْوِينا سْتروپ،‏ وهي فاتحة في اروبا:‏ «كان الكهنة يخوّفون الناس بإخبارهم انهم سوف يدعون عليهم باللعن اذا تركوا الكنيسة».‏ الا ان ذلك لم يُخمد غيرة الاخوة الذين دفعتهم محبتهم ليهوه ولجيرانهم الى المثابرة.‏

ان بذور بعض النباتات الصحراوية تبقى في سُبات طوال عقود الى ان تمكّنها الكمية الصحيحة من الامطار من النمو وإنتاج ازهار جميلة في النهاية.‏ هكذا كانت حالة ياكوبو راينا،‏ موظف جمارك في بونير.‏ فقد حصل على نسخة من كتاب الخلق (‏بالانكليزية)‏ في سنة ١٩٢٨.‏ ومع انه ينتمي الى عائلة كاثوليكية رومانية،‏ كان قد فحص الديانات الپروتستانتية ولكنه لم يجد الاكتفاء قط.‏ وبعدما قرأ كتاب الخلق،‏ ادرك رنة الحق.‏ أُدرجت في الكتاب اسماء كتب اخرى اصدرها خدام يهوه،‏ ولكنّ ياكوبو لم يستطع الحصول عليها.‏ بعد ١٩ سنة،‏ حين كان يزور اخته في كوراساو في سنة ١٩٤٧،‏ التقى مرسَلة تعقد درسا مع اخته.‏ فسأل المرسَلة ان كان لديها الكتب الواردة اسماؤها في لائحة ابقاها في محفظته كل تلك السنين.‏ اخذ كل المطبوعات الموجودة في حقيبتها،‏ على الاقل ٧ كتب مجلَّدة و ١٣ كراسا،‏ واشترك في مجلتي برج المراقبة و استيقظ!‏.‏ اخيرا،‏ كانت ستُشبَع شهيته الروحية التي أُثيرت منذ زمن طويل.‏ نعم،‏ ان بذور الحق التي بقيت في سُبات طوال سنوات عديدة كانت ستُزوَّد الآن بالماء الضروري لنموها.‏

اول مرسَليْن يصلان الى كوراساو

في ١٦ ايار (‏مايو)‏ ١٩٤٦،‏ وصل الى كوراساو توماس رصل يَيْتْس وزوجته هايزل،‏ متخرّجان من الصف السادس لمدرسة جلعاد.‏ كانت كوراساو آنذاك مقاطعة لم تُخدم بعد.‏ وقد ترك الاخ يَيْتْس اثرا كبيرا خلال عمله في الجزر،‏ اذ بقي في تعيينه اكثر من ٥٠ سنة حتى موته في سنة ١٩٩٩.‏ خدم كناظر للفرع من سنة ١٩٥٠ حتى سنة ١٩٩٤،‏ باستثناء فترة قصيرة.‏ وتمتع بروح فكاهة لا تنضب،‏ تفاؤل دون حدود،‏ وإيمان لا يتزعزع،‏ وقد حظي بامتياز رؤية عمل الكرازة بالملكوت يتسع كثيرا.‏

لا تزال هايزل،‏ التي كانت داعمة ولية لزوجها،‏ مستمرة في تعيينها حتى اليوم وهي مصدر تشجيع للجميع.‏ انها تتذكر حين وصلا الى المطار واستقبلهما بحرارة الاخَوان نارِندورپ وڤان مارل وشخص مهتم،‏ هو كليمانت فليمينڠ.‏

بالمناسبة،‏ حصل كليمانت على كتاب الاولاد (‏بالانكليزية)‏،‏ قرأه،‏ واقتنع انه وجد الحق.‏ عندما كان حدثا،‏ ترك كليمانت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لأنه لم يوافق على الكثير من تعاليمها.‏ ولاحقا،‏ بدأ يعاشر الشهود،‏ لذلك كان موجودا للترحيب بأول مرسَليْن.‏ وفي تموز (‏يوليو)‏ ١٩٤٦،‏ عمّده المرسَل الجديد،‏ رصل يَيْتْس.‏ لا يزال الاخ فليمينڠ ناشرا للملكوت،‏ يقول:‏ «بعمر ٩٣ سنة،‏ لم اتخلَّ عن رجاء الكينونة بين الذين يعبرون هرمجدون الى النظام الجديد دون ان يموتوا».‏ يا له من مثال رائع للإيمان والاحتمال!‏

تقول الاخت يَيْتْس:‏ «اخذونا من المطار الى شقة مؤلفة من غرفتين فوق متجر يبيع اذناب خنازير وسمكا مملّحا.‏ لم يكن هنالك مفروشات او حمام في الشقة،‏ فكان علينا ان نستحمّ في الاسفل طوال الاشهر الستة التالية الى ان وجدنا مسكنا افضل».‏ ومع ان هايزل عانت الاسهال عدة مرات،‏ لم تتثبط لا هي ولا زوجها.‏ بعد سنوات،‏ كتب الاخ يَيْتْس:‏ «ان ما يجعل الحياة ممتعة،‏ وخصوصا لخدام يهوه،‏ ليس الاحوال المعيشية،‏ ولا المناظر الطبيعية،‏ ولا اللغة،‏ بل الناس.‏ والناس تجدونهم في كل تعيين».‏

فيما كان هذان المرسَلان الشجاعان يتعلّمان لغة البلد الاصلية،‏ الپاپيَمِنتو،‏ كانا يعلّمان الناس في كوراساو اللغة النقية،‏ لغة الحق المشتركة.‏ احد هؤلاء كان كاميليو جيريجوريا،‏ اول شخص يعتمد من السكان المحليين في سنة ١٩٥٠.‏ كان يشتغل في مصفاة نفط،‏ فتعلّم عن الحق بالتحدث الى اخوة مختلفين،‏ بمن فيهم هنريكس هاسل،‏ منادٍ غيور بالبشارة.‏ ان كاميليو،‏ الذي يبلغ اليوم ٧٨ من العمر،‏ هو شيخ وقد ساعد ٢٤ شخصا ان يصيروا خداما منتذرين ليهوه.‏ في سنة ١٩٤٦،‏ نظّم المرسَلان اول جماعة ناطقة بالانكليزية في كوراساو،‏ ولكن لم تبتدئ اول جماعة ناطقة بالپاپيَمِنتو حتى سنة ١٩٥٤.‏

اروبا تستمر في رؤية نور الحق

في تموز (‏يوليو)‏ ١٩٤٩،‏ وصل الى اروبا هنري وأليس تْوِيد،‏ كنديّان من الصف الـ‍ ١٢ لمدرسة جلعاد،‏ وكانا سيلعبان هناك دورا مهما في تعليم اللغة النقية.‏ تميّز هنري بطوله وقدّه النحيل وعُرف بلطفه ووداعته؛‏ كما عُرفت أليس بسرعة بديهتها ونشاطها الدائم في الخدمة.‏ كانا المرسَليْن الوحيدين اللذين عاشا وخدما في الجزر الثلاث،‏ وبعد عقود لا يزال الاخوة يتذكّرون بإعزاز روح التضحية بالذات والغيرة اللتين اعربا عنهما.‏

في سنة ١٩٥٠،‏ تخرج وليَم يَيْتْس (‏ابن عم رصل)‏ وزوجته ميري من الصف الـ‍ ١٤ لمدرسة جلعاد وعُيّنا في كوراساو.‏ وفي سنة ١٩٥٣ ذهبا الى اروبا.‏ وبعد ٥٠ سنة تقريبا،‏ لا يزالان في تعيينهما.‏ فيا لهما من مثال رائع للإيمان والاحتمال!‏ بمرور الوقت،‏ تميّزت ميري بغيرتها الفائقة في الخدمة.‏ كانت دائما في طليعة عمل الشهادة،‏ فيما ركّز وليَم على ترجمة مطبوعات الكتاب المقدس.‏ عندما وصل وليَم وميري،‏ لم تكن الجماعتان الانكليزيتان قد احرزتا تقدّما ملحوظا بين الشعب المحلي.‏ فبدأ وليَم وميري بصبر وتنظيم يزرعان بذور الحق بين الأروبيين الذين يتكلمون الپاپيَمِنتو.‏ وببطء كوفئت جهودهما.‏ يتذكر وليَم:‏ «بدأنا نعقد دروس برج المراقبة تحت شجرة الكْويهي الكبيرة في فناء بيت المرسَلين.‏ كان يصل احيانا عدد الحاضرين الى ١٠٠ شخص.‏ كنا نجلس على المقاعد المرمية للكنيسة الكاثوليكية».‏ وفي سنة ١٩٥٤،‏ عُقدت ذكرى موت المسيح،‏ وبعد ذلك نُظّم درس كتاب جَماعي بالپاپيَمِنتو.‏

اول اروبي يتعلم حق الكتاب المقدس

كان ڠابريال هنريكِز،‏ وهو في سن الشباب،‏ يفرط احيانا في الشرب في نهايات الاسابيع بحيث لا يتمكن من الذهاب الى العمل في مصفاة النفط صباح ايام الاثنين.‏ أراد المسؤول في العمل ان يحسّن ڠابريال طريقة حياته،‏ فأهداه اشتراكا في مجلة استيقظ!‏،‏ واثقا ان ذلك سيساعده،‏ رغم انه هو نفسه ملحد.‏ في ما بعد تعرّف ڠابريال بالزوجين تْوِيد،‏ اللذين كانا يدرسان الكتاب المقدس مع حميه.‏ وبما ان الكتاب الذي يدرسون فيه بالاسپانية،‏ اخذ ڠابريال يترجم له.‏ وسرعان ما نما اهتمام ڠابريال،‏ فبدأ وليَم وميري يَيْتْس يدرسان معه في سنة ١٩٥٣.‏ يقول ڠابريال:‏ «اخيرا،‏ كان باستطاعتي الحصول على اجوبة عن كل اسئلتي».‏ وفي سنة ١٩٥٤،‏ نذر حياته ليهوه وصار اول شخص اروبي يعتمد.‏

في سنة ١٩٥٦،‏ نُظِّمت اول جماعة ناطقة بالپاپيَمِنتو وكانت مؤلفة من ١٦ ناشرا،‏ وفي نهاية سنة الخدمة ١٩٥٧،‏ قدّم ٢٦ ناشرا تقاريرهم.‏ فما ان ادرك الأروبيون التعاليم الباطلة ‹لبابل العظيمة› وتحرروا من خوف الانسان حتى صاروا محبين للحق ومنادين غيورين للبشارة.‏ (‏كشف ١٧:‏٥‏)‏ وكان احد هؤلاء الاشخاص دانيال وَب.‏ لقد قبل الحق هو وزوجته نينيتا،‏ التي كانت في الاصل مقاومة،‏ وصارا كلاهما ناشرَين غيورَين للملكوت.‏ فهل كان سيتبع آخرون مثالهما؟‏

مثل دانيال،‏ تعلّم كثيرون الحق وسمحوا له بأن يغيّر حياتهم وحياة عائلاتهم.‏ كان پيدرو راماين احد الاشخاص الذين بدأوا يدرسون.‏ ذات يوم،‏ عندما عاد الى بيته،‏ اكتشف پيدرو ان امه ماريّا،‏ وهي كاثوليكية مخلصة،‏ قد اتلفت الكتب التي يستعملها في درسه.‏ وإذ لم يكن بعد قد لبس الشخصية الجديدة،‏ قابل ما فعلته امه بتحطيم تماثيلها.‏ انزعجت ماريّا مما فعله پيدرو وتشكت الى الكاهن،‏ فقال ان پيدرو محقّ في تفكيره ان التماثيل بلا قيمة!‏ اغتاظت وطردت الكاهن وقررت ان تفحص الكتاب المقدس عن كثب.‏ وكانت النتيجة ان ماريّا وزوجها هاينارو نذرا حياتهما ليهوه.‏ واليوم،‏ فإنهما مع اولادهما الـ‍ ١١،‏ حفدائهما الـ‍ ٢٦،‏ وولد احد حفدائهما —‏ ما مجموعه ٤٠ شخصا —‏ يخدمون يهوه جميعا!‏

اعتمد دانيال ڤان دِر لندِه،‏ صهر ماريّا،‏ رغم ان والدَيه تبرّأا منه.‏ طُرد من بيته وضربه كاهن كاثوليكي،‏ ولكن دانيال ثابر واثقا انه عرف الحق.‏ ورغم هذه المقاومة،‏ يعتبر دانيال نفسه مبارَكا اذ ان يهوه استخدمه لمساعدة كثيرين على تعلّم حق الكتاب المقدس.‏ وابنته پريسكايلا وزوجها مانويل يخدمان كمساعدَين في بيت ايل في قسم الترجمة في مكتب الفرع في كوراساو.‏ اما طوني،‏ وهو صهر آخر،‏ فكان عليه هو ايضا ان يعرب عن ايمان عظيم بيهوه ووعوده بدعمنا،‏ اذ انه مرض وكان عليه اجراء خمس عمليات جراحية.‏ يقول طوني:‏ «قطع الاطباء الامل من شفائي،‏ ولكنني اصلّي على الدوام الى يهوه طلبا للقوة.‏ وإخوتي الجسديون،‏ الذين تبرّأوا مني الى حد ما،‏ يستطيعون ان يروا ان لي آلاف الاخوة الروحيين حول العالم».‏ —‏ مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

نمو في الجزر

في سنة ١٩٦٥،‏ اضطر ألبرت سُوَر،‏ متخرج من الصف الـ‍ ٢٠ لمدرسة جلعاد،‏ ان يغادر كوراساو بسبب صحته الضعيفة،‏ ولكنه ترك وراءه «رسائل توصية» ممتازة.‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ كانت اولِڤ روجرز احداها،‏ وقد صارت فاتحة قانونية في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٥١.‏ عاشت اولِڤ مع رجل خارج نطاق الزواج طوال ١٧ سنة.‏ ولكن عندما تعلّمت عن مقاييس يهوه السامية،‏ تركت الرجل.‏ وعندما قدم لها عرضا متأخرا للزواج رفضت.‏ ثم اعتمدت،‏ وانضمت الى صفوف الفاتحين،‏ وبقيت فاتحة حوالي ٤٠ سنة الى ان اعتلت صحتها.‏ كانت الاخت روجرز تُرى في كل مكان وهي تخدم بفرح في المقاطعة.‏ ولا يزال الناس يخبرون قصصا مثيرة عن هذه الاخت.‏ لقد مكنتها عزيمتها التي لا تنثني ومثابرتها ان تساعد اشخاصا كثيرين،‏ بمن فيهم عائلات كبيرة،‏ على نذر حياتهم ليهوه.‏

واليوم،‏ توجد عدة عائلات مجتهدة تخدم يهوه في جزر الانتيل وأروبا.‏ والعائلات الكبيرة،‏ مثل عائلة مارتا،‏ كروس،‏ دايكوف،‏ راماين،‏ ليكَت،‏ فوستن،‏ اوستِيانا،‏ ورومر،‏ تشكّل اساس الجماعات وتساهم كثيرا في ثباتها.‏

ابتدأ يوجين ريتشاردسون،‏ وهو شاب ودود،‏ يتعلّم عن يهوه بعمر ١٥ سنة.‏ ومع انه لم يكن يُعقد معه درس رسمي في الكتاب المقدس،‏ فقد تقدم تدريجيا بحضور كل الاجتماعات واعتمد بعمر ١٧ سنة.‏ وفي سنة ١٩٥٦،‏ عُيِّن فاتحا قانونيا وواجه ما اعتبره مشكلة اساسية —‏ عدم توفر وسيلة نقل.‏ يقول:‏ «كانت المقاطعة المعيّنة لي تبعد ٢٠ كيلومترا عن بيتي،‏ ولحلّ مشكلة التنقل قايضت الپيانو خاصتي بدراجة هوائية.‏ فصُدمت عائلتي من هذه المبادلة،‏ وبعد مرور ٤٠ سنة لا تزال تتحدث عن الموضوع.‏ لكن الدراجة كانت عملية جدا لي.‏ وخصوصا انه بعد اربعة اشهر،‏ عُيّنت فاتحا خصوصيا في المقاطعة غير المعيّنة،‏ باندا آباو».‏

افتتاح مقاطعة جديدة

تقع منطقة باندا آباو الريفية،‏ التي تُعرف محليا بـ‍ كونوكو،‏ في الجانب الغربي لكوراساو وتغطي تقريبا نصف الجزيرة.‏ تتألف هذه المنطقة من اراضٍ متموجة قليلا وهي الى حد ما اكثر اخضرارا من باقي الجزيرة.‏ بيوتها منتشرة هنا وهناك،‏ بحيث ان الخدمة في هذه المقاطعة تتطلب وقتا طويلا جدا.‏ فأتى كلينتون وليامز،‏ فاتح شاب غيور،‏ وانضم الى يوجين،‏ وباشرا معا افتتاح هذه المنطقة الجديدة.‏ يتذكر يوجين:‏ «لم تكن المقاطعة سهلة،‏ بالمقارنة مع باقي الجزيرة.‏ كان الناس وديين جدا ومن الممتع حقا التحدث اليهم،‏ ولكنّ اهتمامهم لم يكن يتخطى هذا الحد.‏ الا اننا خدمنا هناك سنتين وحصلت معنا اختبارات رائعة.‏ في الشهر الاول،‏ التقيت رجلا قال انه يصبح شاهدا اذا استطعنا ان نبرهن ان ملكوت اللّٰه تأسس في سنة ١٩١٤.‏ وبالفعل صار هو وزوجته وأولاده من الشهود.‏ لاحقا،‏ تحدثت الى امرأة قالت ان ابن اختها مهتم بالكتاب المقدس.‏ فرجعت في الليلة نفسها وبشّرته.‏ واسم هذا الشاب سيرو هايدي».‏

يخبر سيرو،‏ وهو شخص منفتح،‏ القصة من وجهة نظره:‏ «كنت كاثوليكيا مخلصا جدا وأعرف جيدا كتاب التعليم الديني بحيث انني استطيع تعليمه في المدرسة.‏ ولكن ثمة امر كان دائما يحيرني.‏ لم اكن افهم لماذا اذا لم يحضر الشخص القداس تكون خطيته مميتة،‏ ويكون مصيره الهاوية اذا لم يبادر الى الاعتراف.‏ ذات يوم،‏ طرق بابنا شاب معه دراجة،‏ وتكلم الى خالتي عن الكتاب المقدس.‏ كانت تعلم انني مهتم بالدين،‏ فطلبت منه ان يعود حين اكون في البيت.‏ كنت متلهفا الى مقابلته،‏ لأنني شعرت انني اعرف عن الدين اكثر منه.‏ في تلك الليلة نفسها زارني يوجين.‏ وذهلت عندما لفت انتباهي ان دستور الايمان الذي اتلوه كل يوم يذكر ان يسوع ذهب الى الهاوية.‏ كنت اتلوه بسرعة دون تفكير،‏ فلم افهم معناه.‏ والامر الذي ادهشني اكثر من كل الامور الاخرى هو ان يوجين استعمل الكتاب المقدس ليشرح كل شيء،‏ في حين انني لم استطع تحديد مكان آية واحدة.‏ من ذلك الوقت فصاعدا،‏ تغيرت حياتي تغييرا جذريا،‏ اذ بدأت ادرس في الحال».‏ لاحقا اعتمد سيرو على الرغم من مقاومة زوجته.‏ وأخيرا،‏ بسبب مثاله الجيد،‏ نذرت هي ايضا حياتها ليهوه.‏ وهما يخدمان يهوه بولاء منذ ٣٠ سنة،‏ ومنذ ٢٥ سنة يخدم سيرو كشيخ.‏

حضر يوجين مدرسة جلعاد في سنة ١٩٥٨ وأُعيد تعيينه في باندا آباو،‏ حيث كانت لا تزال مشكلة التنقّل موجودة.‏ يروي:‏ «عندما كنا نشترك في خدمة الحقل،‏ كان الفريق يتألف احيانا من ١٣ أخا ولا توجد سوى سيارة واحدة —‏ سيارتي.‏ وقد عنى ذلك القيام برحلتين من ٣٠ كيلومترا ذهابا و ٣٠ كيلومترا إيابا.‏ كنت انقل الفريق الاول الى المقاطعة وأسرع رجوعا لأنقل الفريق الثاني.‏ وفي وقت متأخر من بعد الظهر،‏ كنت اتبع الطريقة نفسها لأنقل الاخوة الى بيوتهم.‏ ولكننا كنا نقضي اليوم كله في الخدمة.‏ كان الامر متعبا،‏ ولكن يا للفرح الذي حصدناه!‏».‏ وقد حصل يوجين ايضا على امتياز الخدمة في العمل الجائل ما يقارب السنتين.‏

تغييرات في كونوكو

في سنة ١٩٥٩،‏ كان كلينتون وليامز قد تخرج من مدرسة جلعاد واستمر يخدم في كونوكو.‏ وفي ما بعد تزوج اوجيني،‏ فاتحة غيورة جعلتها طبيعتها اللطيفة محبوبة من كثيرين.‏ في سنة ١٩٧٠،‏ تشكّلت جماعة من ١٧ ناشرا في قرية زوركْفليت باي يان كوك،‏ وكانت تُعقد الاجتماعات في بيت عائلة پيترس-‏كْويرس.‏ وقد قامت الفاتحتان الخصوصيتان وانا پيترس-‏كْويرس وابنتها استر،‏ الى جانب عائلتَي مينڠل وكْويمان،‏ بعمل دؤوب لتقوية الجماعة.‏ بحلول سنة ١٩٨٥،‏ كبرت الجماعة وصارت تضم ٧٦ ناشرا بمعدل حضور من ١٢٥ شخصا.‏ وفي تلك السنة عينها،‏ دفعت المحبة الاخوة في الولايات المتحدة الى التطوع وبناء قاعة ملكوت في مدينة پانِكوك،‏ وحُوّلت قاعة الملكوت القديمة الى بيت للمرسَلين.‏ وفي غضون سنتين ارتفع عدد الناشرين الى ١٤٢،‏ بحيث تشكلت جماعة تيرا كورا في سنة ١٩٨٧.‏

كان من الصعب دائما ايجاد مسكن للفاتحين،‏ ويتذكر يوجين انه وجب عليه ترميم بيت شاغر كان يقطنه المَعْز.‏ فقضى اسابيع وهو يحاول التخلص من «رائحته».‏ ان لحم المَعْز يُعتبر طبقا محليا شهيا.‏ وطوال سنوات،‏ حين كان يُعَدّ الطعام في المحافل،‏ كان لحم المَعْز الطبق المعتاد،‏ وقد قضى الاخوة اوقاتا سارّة وهم يتناولون غداءهم متمتعين بطبق متبّل لذيذ من لحم المَعْز.‏ ولكنّ اللحم كان فاسدا احيانا،‏ مما اضطر كثيرين الى الذهاب عدة مرات الى الحمام.‏

يحب رصل يَيْتْس ان يخبر قصة مِعزاة اسمها ميمي.‏ فقد اكلت ذات مرة ثلاثة كتب مقدسة،‏ عدة كتب ترانيم،‏ كتبا اخرى،‏ وعدة مجلات.‏ قالت ريتا ماثيوز،‏ صاحبة المِعزاة:‏ «لقد اكلت الكثير من مطبوعاتنا بحيث سمّيناها ‹المِعزاة القدوسة›».‏ ولاحقا بيعت ميمي.‏

المحافل تعزّز روح المحبة والوحدة

على مر السنين،‏ كان من الصعب ايجاد اماكن ملائمة للاجتماعات —‏ وخصوصا للمحافل.‏ فنظّم ماكس ڠاري،‏ من الصف الخامس لمدرسة جلعاد،‏ بناء اول قاعة ملكوت يملكها الاخوة،‏ في بْوينا ڤيستا في كوراساو.‏ وانكبّ الاخوة بحماس على بناء هذه القاعة وفرحوا جدا عندما كملت.‏ وفي سنة ١٩٦١،‏ تشكّلت الجماعة الثانية الناطقة بالپاپيَمِنتو في كوراساو واجتمعت في هذه القاعة الجميلة،‏ وكان ڤيكتور مانويل خادم الجماعة،‏ وهو ناشر للبشارة منذ حوالي ٥٠ سنة.‏ وقد دشّن ناثان ه‍.‏ نور من بيت ايل بروكلين هذه القاعة في ٢٨ آذار (‏مارس)‏ ١٩٦٢.‏

في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ سُوّيت قطعة الارض المجاورة لقاعة بْوينا ڤيستا،‏ صُبّ عليها الاسمنت،‏ وشُيّدت منصة.‏ واستُخدمت للمحافل طيلة سنوات،‏ وبما ان المطر قليل الهطول في كوراساو،‏ عُقدت الاجتماعات في العراء دون مواجهة مشاكل تُذكر.‏ الا ان الاخوة كان يُباغتون احيانا بالمطر المفاجئ الذي يبلّل ثيابهم وكتبهم ولكن دون ان يثبطهم.‏ فكانوا يفتحون مظلاتهم ويتابعون الاصغاء بانتباه الى البرنامج.‏ في الماضي كانت تُعقد هذه التجمعات بلغتين،‏ اذ تُلقى بعض الخطابات بالانكليزية وتُترجم،‏ وتُلخَّص خطابات اخرى وتُلقى بالپاپيَمِنتو.‏ كانت المحافل الكورية تُعقد بالتعاقب في اروبا وكوراساو،‏ ويسافر بعض المندوبين بطائرة مستأجرة الى الجزيرة حيث يُعقد المحفل،‏ فيما ينتقل آخرون بالسفينة.‏ وفي احدى المرات،‏ أُصيب فريق كبير من الذاهبين الى المحفل على متن السفينة نياڠَرا بدوار البحر.‏ وعلى الرغم من الانزعاج الذي اصابهم،‏ لم يخمد حماسهم للوليمة الروحية الوشيكة.‏

تتذكر إنڠرد سِلاسا،‏ التي كانت آنذاك بعمر ١٦ سنة،‏ ان جدتها باعت خنزيرا لتقوم بهذه الرحلة.‏ نزل المندوبون في بيوت الاخوة،‏ وكانوا ينامون احيانا على الارض.‏ وتشكّلت صداقات دائمة وساد الفرح والمحبة والوحدة.‏ في سنة ١٩٥٩ عُقد اول محفل بلغة پاپيَمِنتو في البيت المبني في مزرعة سانتا كروز في باندا آباو.‏ تتذكر إنڠرد:‏ «حمّلنا الباصات بالاكل،‏ الفُرُش،‏ وحاجات السفر وانطلقنا الى المحفل.‏ كان البرنامج وليمة روحية،‏ وفي المساء لعبنا ألعابا مؤسسة على الكتاب المقدس ورنّمنا ترانيم الملكوت تحت سماء الليل.‏ لن انسى ابدا الايام الثلاثة التي قضيناها هناك،‏ حيث شعرنا حقا اننا جزء من معشر اخوة».‏ وساهمت ايضا التجمعات الاممية المقوّية للايمان،‏ مثل المحفل الاممي «السلام على الارض» الذي عُقد في سنة ١٩٦٩،‏ في تعزيز روح المحبة والوحدة بين الاخوة.‏

قاعتان جديدتان للمحافل

بمرور السنين صار موقع عقد المحافل في بْوينا ڤيستا صغيرا جدا،‏ ولكن بفضل التبرعات السخية من الجماعات تمكن الاخوة من شراء بناء من مصفاة النفط.‏ فرُمِّم هذا البناء الذي يقع في مقاطعة سكِلپوايك،‏ وطوال عدة سنوات عُقدت المحافل الدائرية والكورية هناك.‏ ومؤخرا،‏ وافق مكتب الفرع على هدمه وبناء قاعة ملكوت مزدوجة يمكن استخدامها ايضا كقاعة محافل تسع ٧٢٠ شخصا.‏ يا له من تدبير يبهج الاخوة!‏

قبل سنة ١٩٦٨،‏ كانت المحافل في اروبا تُعقد في قاعات مستأجرة،‏ ولكن مع النمو الذي يحدث نشأت الحاجة الى قاعة محافل دائمة.‏ فقُرّر بناء قاعة ملكوت كبيرة بحيث تُستعمل للمحافل.‏ وفي سنة ١٩٦٨،‏ شيّد الاخوة المحليون بكدّ وتضحية بالذات قاعة جميلة يسبّحون فيها يهوه.‏ في الوقت الذي كانت تُبنى فيه القاعة حجبت اشجار صبّار طويلة موقع البناء عن انظار المارّة.‏ وفي الاسبوع الذي سبق عقد المحفل الاول،‏ امرت الحكومة بقطع اشجار الصبّار.‏ وإذا بقاعة تظهر بين ليلة وضحاها —‏ كما بدا الامر!‏ وظن السكان المحليون ان عجيبة حدثت،‏ اذ اعتقد كثيرون ان القاعة بُنيت بالفعل بين ليلة وضحاها.‏ لكنّ هذه الظاهرة كانت ستأتي لاحقا في شكل قاعات تُبنى بسرعة.‏

نموّ العمل في بونير

سنة ١٩٤٩،‏ قام جاشوا ستيلمان،‏ ممثّل خصوصي للمركز الرئيسي في بروكلين،‏ بزيارة بونير،‏ حيث كان يكرز بنشاط ياكوبو راينا وماتيس بيرنابيلا،‏ وهو مزارع.‏ ولم يكن ايّ منهما معتمدا.‏ فصُنعت الترتيبات لإلقاء اول خطاب عام في بونير.‏ فأتى نحو ١٠٠ شخص،‏ ولكن ٣٠ فقط دخلوا القاعة.‏ والـ‍ ٧٠ الآخرون ارسلهم الكاهن الكاثوليكي المحلي لإثارة الفوضى في الاجتماع.‏ يتذكر رصل يَيْتْس:‏ «بدأت الحجارة تتساقط على سقف القصدير مثلما تساقط البرَد على مصر.‏ وسمعنا دوي مفرقعات نارية وقرع دلاء».‏ لم ينجح هذا الجهد المبذول،‏ اذ ان بذور الحق نُثرت وترسّخت.‏ وفي السنة التالية،‏ اعتمد في كوراساو اول شاهدين من بونير:‏ ياكوبو وماتيس.‏

في سنة ١٩٥١،‏ نظّم رصل ووليَم يَيْتْس ان تُعقد اجتماعات في بيت الاخ بيرنابيلا.‏ وفي سنة ١٩٥٢،‏ عُيّن كلينتون وليامز في بونير لتأسيس الجماعة الجديدة في قاعة مستأجرة في مدينة كرالينديجك.‏ وصار بذلك هدفا لسخط الكاهن الكاثوليكي،‏ الذي حاول ترحيله.‏ وقد جرّب هذا الكاهن إقناع واحدة من تلاميذ الاخ وليامز للكتاب المقدس ان تتهمه بمحاولة التحرّش بها،‏ ولكنها رفضت.‏ اذ خُيّب الكاهن،‏ دعا الاخ وليامز وارا-‏وارا،‏ وهو اسم طائر جارح يوجد في الجزر،‏ متّهما اياه باختطاف خرافه.‏ ولكن بمساعدة روح يهوه،‏ استمر الاخ وليامز في تقوية الجماعة الجديدة الى ان أُعيد تعيينه في كوراساو.‏ في سنة ١٩٥٤،‏ عُقد اول محفل دائري،‏ ومن ذلك الوقت فصاعدا تلعب المحافل دورا مهما في الحياة الروحية للاخوة في بونير.‏ كما تدفق الناس ايضا لحضور ما انتجه شهود يهوه من افلام اثارت الاهتمام،‏ ولكن لم يكن هنالك تقدم ملحوظ الى ان أُرسلت في سنة ١٩٦٩ فاتحتان خصوصيتان،‏ پترا سِلاسا وابنتها إنڠرد.‏

عندما وصلت پترا وإنڠرد لم تكن لديهما سيارة؛‏ ولكنهما غطتا كامل الجزيرة تقريبا على اقدامهما.‏ وكثيرون من تلاميذهما اعتمدوا لاحقا.‏ كانت الاختان تعقدان كل الاجتماعات وهما جالستان ومغطيتان رأسيهما.‏ ومرة في الشهر كان يأتي اخ من كوراساو ليخدم معهما ويلقي خطابا عاما.‏ لاحقا عندما اضطرت پترا ان تغادر،‏ انضمت الى إنڠرد فاتحة خصوصية اخرى،‏ كلوديت تيسويدا،‏ واستمرتا تساعدان الناس على تعلم حق الكتاب المقدس.‏

زوجة سياسي تجد الحكومة المثالية

بين الذين تعلّموا اللغة النقية زوجة سياسي بارز.‏ كاريداد ابراهام،‏ التي يدعوها الجميع بإعزاز دا،‏ هي زوجة وزير في حكومة بونير.‏ كان ابناها وصهرها منهمكين ايضا في السياسة.‏ كما كانت دا هي بنفسها تدير بنشاط حملة زوجها السياسية وكانت معروفة جيدا ومحترَمة.‏ اخبرها القس الپروتستانتي الذي كان عرّاب احد اولادها ان شهود يهوه لا يؤمنون بيسوع المسيح.‏ وبما انه كان صديقا وقسا،‏ صدقت هذا القول الخاطئ.‏

بعد موت زوجها،‏ انتقلت دا لتعيش في هولندا،‏ وهناك صُدمت عندما رأت قسّين پروتستانتيين يعترفان علنا على التلفزيون انهما مضاجعا نظير.‏ فخاب املها في الدين وتوقفت عن الذهاب الى الكنيسة.‏ ولاحقا قبلت درسا في الكتاب المقدس،‏ صارت شاهدة،‏ وعادت الى بونير.‏ قالت دا:‏ «كان الحق رائعا جدا بحيث كان عليّ ان اعود وأخبر شعبي عنه».‏ والآن،‏ بدلا من تأييد حكومة بشرية بصفتها الحل لمشاكل بونير،‏ بدأت تبشر بالحل الحقيقي والدائم —‏ ملكوت اللّٰه تحت اشراف يسوع المسيح.‏ وكان الناس،‏ اذ يعتقدون انها آتية لتجمع اصوات الناخبين تأييدا لابنها،‏ يفتحون لها ابوابهم ويتعجبون من رسالتها.‏ كذلك،‏ بسبب كون دا معروفة جيدا،‏ فإن كثيرين من الذين لم يكونوا سيصغون الى شهود آخرين بدأوا يصغون الى رسالة الملكوت.‏

توفّر المطبوعات باللغة المحلية

يمسّ الحق قلب الناس بطريقة اسرع اذا كان بإمكانهم قراءة مطبوعات الكتاب المقدس بلغتهم الام.‏ ولكن عندما وصل المرسَلون الاولون،‏ لم تكن متوفّرة اية مطبوعات للكتاب المقدس بالپاپيَمِنتو.‏ وكانت تُعقد الاجتماعات بمزيج من الانكليزية والپاپيَمِنتو،‏ باستعمال مطبوعات انكليزية،‏ اسپانية،‏ وهولندية،‏ بحيث كان على الاخوة ان يجاهدوا ليفهموا الحق.‏ لذلك كانت توجد حاجة ماسة الى مطبوعات مترجمة.‏ الا ان المفردات بالپاپيَمِنتو محدودة،‏ القواميس غير متوفّرة،‏ وهنالك الكثير من الاختلاف حول كيفية الكتابة بالپاپيَمِنتو.‏ بعد عدة سنوات،‏ كتب وليَم يَيْتْس،‏ وهو مترجم متمرِّس:‏ «في نشر رسالة الملكوت،‏ كان علينا ان نقول امورا ونكتبها بطريقة لم تُقل او تُكتب من قبل بالپاپيَمِنتو.‏ كان تحدّيا ان نضع القواعد ونتّبعها».‏ بالطبع لم تكن مهمة سهلة!‏ في سنة ١٩٤٨،‏ ترجم الاخوة اول كراس:‏ فرح الناس كلهم.‏ وفي سنة ١٩٥٩،‏ أُكملت ترجمة ‏«ليكن اللّٰه صادقا».‏ وتبعت ذلك ترجمة كتب مجلّدة اخرى بالاضافة الى الترجمة القانونية لمجلة تورِن دي ڤيكيلانسيا،‏ كما تُدعى برج المراقبة بالپاپيَمِنتو،‏ ومجلة سْپْيرتا،‏ او استيقظ!‏.‏ تدريجيا،‏ بدأت ترتخي القبضة الحديدية التي كانت تُحكمها الكنيسة على الشعب المحلي اذ بدأوا يقرأون ويفهمون حق كلمة اللّٰه بلغتهم الخاصة.‏

اثّرت الترجمة ايضا في الترنيم في الاجتماعات.‏ عادة يرنّم سكان جزر الانتيل بحماس وبصوت عالٍ.‏ غير ان هذا الحماس كان مكبوتا نوعا ما في الماضي لأن كتب الترانيم كانت بالاسپانية.‏ ولكن عندما تسلّم الاخوة كتب الترانيم بالپاپيَمِنتو سنة ١٩٨٦،‏ دوّت في القاعات اصوات عالية وواضحة.‏ وأخيرا كان بامكانهم ان يعبّروا كاملا بالترنيم عن مشاعرهم تجاه الههم العظيم يهوه.‏ قالت ماريّا بريتن:‏ «في زيارتي الاولى لقاعة الملكوت اثّر فيّ الترنيم كثيرا.‏ كان رائعا جدا بحيث انني بكيت».‏ —‏ اشعياء ٤٢:‏١٠‏.‏

مع نمو العمل،‏ لزم المزيد من المترجمين.‏ فبدأ فاتحان شابان غيوران —‏ ريموند پيترز وجانين كونْسِپشن —‏ بعمل الترجمة.‏ واليوم يوجد فريق من تسعة اشخاص في قسم الترجمة.‏ وفي سنة ١٩٨٩،‏ وصلت اجهزة كمپيوتر مع برنامج MEPS،‏ اداة قيمة في مساعدة المترجمين،‏ وصار اخيرا من الممكن اصدار برج المراقبة بالپاپيَمِنتو في وقت واحد مع اللغات الاخرى —‏ بركة رائعة لنشاط الكرازة.‏

المزيد من المرسَلين

في سنة ١٩٦٢،‏ عُيّن جون فراي،‏ من الصف الـ‍ ٣٧ لمدرسة جلعاد،‏ ناظر الفرع ليحل محل رصل يَيْتْس،‏ الذي كان سيحضر المقرَّر التكميلي لمدرسة جلعاد.‏ وبعد ١٨ شهرا،‏ عندما حبلت الاخت فراي،‏ عاد الزوجان فراي الى انكلترا،‏ واستأنف الاخ يَيْتْس العمل في الفرع.‏ في ٣١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٦٤،‏ وصل الى الجزر أيْك ڤان دالفسن من هولندا بعد ان تخرج من الصف الـ‍ ٣٩ لمدرسة جلعاد.‏ وما ان وطئت قدمه ارض كوراساو حتى استقبلته الأسهم النارية الرائعة المنظر وأصوات المفرقعات التي تصمّ الآذان المدوّية في سماء الليل.‏ كلا،‏ لم يكن سكان الجزر يرحّبون به.‏ بل كان التقليد السنوي المعهود عند السكان المحليين،‏ طريقتهم لطرد الارواح الشريرة وجالبي نحس السنة القديمة وللترحيب بالسنة الجديدة.‏ وقد باشر الاخ ڤان دالفسن،‏ وهو اخ شاب ونشيط،‏ بالعمل الدائري،‏ وبعد ذلك انتقل الى العمل الكوري.‏ ومثل معظم المرسَلين،‏ صار يحب موطنه الجديد،‏ ويقول:‏ «الشعب وديّ،‏ مضياف،‏ ومخلص.‏ انه لفَرح وامتياز ان اكون معيّنا هنا!‏».‏

في سنة ١٩٧٤ تزوج أيْك جولي،‏ اخت من ترينيداد،‏ وانضمت اليه في العمل الجائل.‏ تتذكر جولي:‏ «تأثرت بودّ الشعب وتسامحه.‏ لم اكن اتكلم الپاپيَمِنتو،‏ ولكنّ الكرازة كانت ممتعة بفضل مساعدتهم.‏ فكان من السهل السؤال ‏‹كون تا باي؟‏›‏ (‏كيف حالك؟‏)‏ والاستعلام عن كل افراد العائلة،‏ وهي العادة المتّبعة هناك.‏ كما ان توزيع المطبوعات سهل ايضا.‏ ولكن الامر الصعب هو حمل حقيبة ثقيلة مليئة بالمطبوعات بأربع لغات وتحمّل الغبار والهواء!‏ الا انني تمتعت حقا بالكرازة».‏ في سنة ١٩٨٠،‏ سافر أيْك وجولي الى هولندا للاعتناء بوالد أيْك،‏ الذي كان يعاني داء ألزهايمر،‏ ولكنهما عادا الى كوراساو في سنة ١٩٩٢.‏

في غياب الزوجين ڤان دالفسن،‏ تابع روبرتوس بركرز وزوجته ڠايل،‏ من الصف الـ‍ ٦٧ لمدرسة جلعاد،‏ خدمتهما في العمل الدائري وأثارا الحماس للخدمة كامل الوقت.‏ في سنة ١٩٨٦،‏ وصل اوتو كلوسترمان وزوجته إيڤون الى كوراساو آتيَين من جلعاد،‏ وعُيّن الاخ كلوسترمان منسِّق الفرع في سنة ١٩٩٤.‏ ولكن في سنة ٢٠٠٠،‏ عادا الى هولندا.‏ في آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٠،‏ عُيّن الاخ ڤان دالفسن في لجنة الفرع،‏ ودُعي هو وزوجته الى بيت ايل حيث يخدمان الآن.‏ في سنة ١٩٩٧،‏ عُيّن ڠريڠوري دوهون،‏ من قسم الرسوم البيانية في بروكلين،‏ وزوجته شارون في كوراساو بصفتهما خادمين في بيت ايل في بلد اجنبي.‏ وكانت شارون،‏ وهي ممرضة مُجازة،‏ وغيرها مساعدين جدا في الاعتناء بالاخ رصل يَيْتْس،‏ الذي كان يعاني سرطانا مميتا.‏ في آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٠،‏ عُيّن الاخ دوهون منسِّق الفرع،‏ ويقدّر الجميع بعمق لطفه وسهولة الاقتراب منه.‏ وفي الوقت الحاضر،‏ يخدم ڠريڠوري دوهون،‏ كلينتون وليامز،‏ وأيْك ڤان دالفسن في لجنة الفرع.‏

مكافآت الفتح السخية

عندما بدأت مارڠريت پيترز تدرس الكتاب المقدس،‏ كانت مقتنعة بدينها.‏ تتذكر:‏ «في البداية لم يكن في نيتي تغيير ديني.‏ كنت عضوا فعالا في الكنيسة الكاثوليكية،‏ اذ كنت منتمية الى جنود مريم وجوقة المرتّلين في الكنيسة.‏ ولكن بعدما درست الكتاب المقدس،‏ ادركت ان ما تعلّمته كان خاطئا.‏ لم انتظر ان أُدعى للذهاب في خدمة الحقل،‏ بل أنا مَن طلب ذلك.‏ لقد اردت ان يخرج الآخرون من الدين الباطل ويتخذوا موقفهم الى جانب الحق».‏ اعتمدتْ مارڠريت في سنة ١٩٧٤،‏ وهي فاتحة قانونية منذ ٢٥ سنة.‏

وقد بارك يهوه مارڠريت كما هو ظاهر من احد اختباراتها الكثيرة.‏ أُرسلت اليها حدثة اسمها ملڤا كومْس،‏ فاقترحت مارڠريت ان تطلب الاذن من والدها لتدرس.‏ تأثر السيد كومْس بالاحترام الذي اظهرته له مارڠريت،‏ وسمح لابنته بأن تدرس الكتاب المقدس،‏ وقال ان كامل العائلة ستدرس ايضا —‏ ما مجموعه سبعة اشخاص!‏ فرحت مارڠريت لرؤيتهم جميعا يعتمدون،‏ ولاحقا صار احد الابناء شيخا.‏

بلانش ڤان هايدورن هي فاتحة اخرى ذاقت صلاح يهوه.‏ اعتمدت بلانش سنة ١٩٦١،‏ واعتمد زوجها هانس في سنة ١٩٦٥.‏ وهي فاتحة منذ ٣٥ سنة.‏ وقد ربّت ستة اولاد،‏ اثنتان منهم الآن هما فاتحتان قانونيتان.‏ بالطبع لم يكن ذلك ممكنا لولا الدعم الجسدي والعاطفي الذي قدّمه هانس.‏ ومعا ساعدا ٦٥ شخصا على نذر حياتهم ليهوه.‏

احد اختبارات بلانش الكثيرة يتعلق بجارتها سيرافينا.‏ بدأت بلانش تدرس مع سيرافينا،‏ ولكنّ زوجها ثيو عارض بقوة.‏ فحرق كتب سيرافينا ومنع بلانش من دخول بيتهما،‏ ذاكرا امام الجميع انه سيشحذ ساطوره في حال اتت.‏ عرف هانس سبب مقاومة ثيو الشديدة للدرس.‏ فيبدو ان زوجة صديق له بدأت تدرس مع كاهن احد الاديان المحلية،‏ ولاحقا هربت مع الكاهن.‏ فكان ثيو خائفا ان يحصل الامر نفسه مع زوجته.‏ استخدم هانس عبرانيين ١٣:‏٤‏،‏ وشرح وجهة نظرنا من الزواج.‏ فارتاح ثيو كثيرا،‏ وسمح بأن يُعقد الدرس.‏ اعتمدت سيرافينا،‏ وبعد فترة قصيرة اعتمد ثيو ايضا.‏ والآن يخدمان كلاهما يهوه بأمانة.‏

تخبر بلانش انها بعدما عقدت درسا في الكتاب المقدس عند الساعة ١١ صباحا عادت الى البيت من اجل الغداء،‏ وبعد ساعتين ولدت ابنها لوسيان!‏ ولا تزال تعزّ امتيازها انها فاتحة.‏ تقول بلانش:‏ «ان الفتح يجعلكم تحضّرون وتدرسون باستمرار،‏ كما انكم تنالون اكتفاء لا تستطيعون ان تجدوه في اي مكان آخر».‏

القدرة التي تفوق ما هو عادي

وجدت ماريون كلايفسترا ايضا اكتفاء عظيما في خدمة يهوه كامل الوقت.‏ فعندما كانت مراهقة اهتمت بالحق من جراء قراءة المجلات لجدتها العمياء.‏ نذرت حياتها ليهوه في سنة ١٩٥٥،‏ وفي سنة ١٩٧٠ صارت فاتحة قانونية.‏ وتبع خطاها ابنها ألبرت الذي يخدم كفاتح منذ ١٨ سنة.‏

درست ماريون مع يوهانا مارتينا،‏ امّ لتسعة اولاد.‏ كان انطونيو،‏ زوج يوهانا،‏ مقاوما جدا،‏ ولم تقدر ماريون ان تدرس معها وهو موجود في البيت.‏ فكانت يوهانا تربط قطعة قماش بالبوابة عندما يكون في البيت،‏ وعندما تراها ماريون تعلم بوجوده فتعود لاحقا.‏ بصبر ماريون ومثابرة يوهانا،‏ قبلت يوهانا وأنطونيو الحق واعتمدا في الوقت نفسه.‏ وساعدا ثمانية من اولادهما التسعة على نذر حياتهم ليهوه.‏

ما يدعو الى الحزن هو ان انطونيو قُتل في حادث سير.‏ وبعد بضع سنوات،‏ قُتل اثنان من اولاد يوهانا بالطريقة نفسها،‏ وماتت احدى بناتها في ظروف مأساوية.‏ ولكن في كل هذه المحن،‏ ظلت يوهانا ثابتة،‏ واثقة بأن يهوه يمنحها «القدرة التي تفوق ما هو عادي».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ وقد دعمها ايمانها القوي ان تحتمل في اوقات الحزن الذي يكاد لا يُطاق،‏ وأيضا في خدمتها كفاتحة خلال السنوات الـ‍ ٢٥ الماضية.‏ يوهانا هي اليوم في الـ‍ ٨١ من عمرها وتقول:‏ «يهوه عظيم وهو الذي يدعمني.‏ انني اتوسل اليه باستمرار،‏ وهو لا يخذلني ابدا».‏

انها اختبارات قليلة للفاتحين المجتهدين الاولياء الذي يشكلون عماد معظم الجماعات ويُغنونها.‏ وعندما عُدِّل مطلب الساعات للفاتحين في سنة ١٩٩٨،‏ صار ممكنا ان ينضم كثيرون آخرون الى حقل الخدمة هذا.‏ وقد عبّر الفاتحون عن تقديرهم العميق لمدرسة خدمة الفتح،‏ التي كانت عونا عظيما في تدريبهم ليكونوا خداما افضل.‏ والناشرون الغيورون يضمون ايضا اصوات تسبيحهم ليهوه،‏ والبعض منهم ناجحون جدا في الشهادة غير الرسمية،‏ كما يُرى من الاختبار التالي.‏

في اوائل خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان ألبرت هيث،‏ طبيب شاب من ڠويانا،‏ يحاضر في جامعة في جاكارتا بإندونيسيا.‏ وهناك بدأ يتعرف بنوع مختلف من الشفاء.‏ فكمتخصّص في العيون،‏ كان بإمكانه ان يقدّر قيمة ‹الكُحل› الذي ذكره يسوع للّاودكيين،‏ كما هو مسجّل في كشف ٣:‏١٨‏.‏ وقرّر ألبرت انه يريد ان يصف هذا ‹الكُحل› كدواء.‏ في سنة ١٩٦٤،‏ انتقل مع عائلته الى كوراساو،‏ واستمر يتعلم عن برنامج الشفاء الروحي الذي عهد به يسوع الى صف العبد على الارض.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ وفي سنة ١٩٦٩،‏ اعتمد ألبرت وابنه في المحفل نفسه.‏ وفي عيادته شهد لكل المرضى والموظفين.‏ وتمكّن ألبرت من توجيه كثيرين الى مياه الحق،‏ وبعضهم شيوخ اليوم.‏

فوضى غير متوقعة

لطالما كانت الحياة في كوراساو هادئة لا يعكّر صفوها شيء.‏ فطوال سنوات كثيرة لم يحدث شيء يُخلّ بهذا السلام الذي يكاد يكون مثاليا.‏ لكنّ الاحداث تطورت بطريقة غيّرت هذا الوضع تغييرا جذريا.‏ في اوائل ايار (‏مايو)‏ ١٩٦٩،‏ حذّر ناظر الاقليم،‏ روبرت ترايسي،‏ من عدم التيقّظ لخطورة الايام ومن خطر الشعور بأمن زائف لدى رؤية الهدوء الظاهري في الجزيرة.‏ كان هذا الهدوء سيتحطم.‏ ففي غضون اسابيع،‏ في ٣٠ ايار (‏مايو)‏،‏ اندلع نزاع عماليّ عنيف.‏ وانتشر السلب والحرق،‏ وتحول المجتمع الذي كان ذات مرة هادئا الى دوامة من الاضطراب السياسي.‏ يتذكر كلينتون وليامز:‏ «وثب رجل عاري الصدر باتجاه سيارتي،‏ والغيظ يملأ عينيه.‏ فجأة اتى الى نجدتي شخص كنت سابقا ادرس معه الكتاب المقدس،‏ صارخا:‏ ‹لا تقترب من هذا الشخص!‏ انه رجل صالح›.‏ فتقدم الرجل،‏ رمى على مقعد سيارتي بعض المعلّبات التي كان قد سرقها من السوپرماركت،‏ ومضى.‏ فتنفّست الصعداء وشكرت يهوه على حمايته».‏

وسط فوضى تلك الاوقات المضطربة وعدم تيقّن ما سيحدث،‏ بقي شعب يهوه هادئين،‏ آمنين،‏ لأنهم يعرفون انه في المستقبل القريب سيضمن ملكوت اللّٰه وجود حكومة كاملة تحكم على الجميع.‏ وعندئذ سيُشبع يهوه رغبة «كل حيّ».‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٦‏)‏ واليوم يُعتبَر ٣٠ ايار (‏مايو)‏ ١٩٦٩ نقطة تحوّل في تاريخ الجزيرة.‏

مكاتب فرع جديدة

كان ناثان ه‍.‏ نور،‏ الذي خدم كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه حتى وفاته في سنة ١٩٧٧،‏ يُظهِر على الدوام اهتماما شديدا بالمرسَلين.‏ وقد سافر مرارا الى بلدان اجنبية لتقوية الاخوة.‏ وفي سنة ١٩٥٦،‏ بدأ نظار الاقاليم ايضا بزيارة الاخوة حول العالم.‏ لقد كان هؤلاء ‹العطايا في رجال› «عونا مقوّيا»،‏ اذ اعطوا زخما للعمل في الجزر الثلاث.‏ (‏افسس ٤:‏٨؛‏ كولوسي ٤:‏١١‏)‏ في سنة ١٩٥٠،‏ قام الاخ نور بزيارته الاولى لهذه الجزر.‏ وفيما كان في كوراساو،‏ رتّب ان يُبنى مكتب فرع جديد ويكون رصل يَيْتْس خادم الفرع.‏ وبخصوص الخطاب الذي ألقاه الاخ نور «الحرية للمأسورين»،‏ كتب الاخ يَيْتْس:‏ «كأنه كان يكلم كل شخص افراديا ويعطيه نصيحة شخصية».‏ في سنة ١٩٥٥،‏ عاد الاخ نور وألقى خطابا في قاعة الملكوت غير المنتهية في اورانجستاد في اروبا.‏ ثم سافر الى كوراساو لحضور محفل،‏ وكان يرافقه فريق من الاخوة.‏ وفي زيارته الرسمية الاخيرة في سنة ١٩٦٢،‏ دشّن قاعة الملكوت في بْوينا ڤيستا في كوراساو،‏ وشجع الاخوة كثيرا بخطاباته التي كانت في حينها.‏ كما وافق على بناء مكتب فرع جديد،‏ بيت للمرسَلين،‏ وقاعة ملكوت في موقع واحد في اوسْتربايكسترات،‏ خارج ڤيلَمستاد.‏

كان ابو المهندس المعماري الذي استُخدم لتصميم البناء رجلا يهوديا سُجن في معسكر اعتقال نازي مع شهود يهوه.‏ اخبر هايزل يَيْتْس:‏ «يوجد دين حق واحد فقط —‏ دين شهود يهوه».‏ دُشّن مكتب الفرع هذا في سنة ١٩٦٤ ووُسّع في سنة ١٩٧٨،‏ بتوصية من ألبرت د.‏ شرودر،‏ ناظر الاقليم.‏ وفي سنة ١٩٩٠،‏ بانت الحاجة الى تسهيلات اكبر،‏ فبُذلت الجهود لإيجاد موقع جديد للبناء،‏ لكن دون جدوى.‏

خلال تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٨،‏ اتُّخذ قرار لشراء مبنى قائم وتحويله الى تسهيلات للفرع.‏ فوقع الاختيار على مجمَّع سكني موجود في مكان ملائم في شارع سايرو لورَويك،‏ خارج ڤيلَمستاد.‏ في ٤ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ تمّ الشراء.‏ وقد جرى كل شيء بسرعة وسهولة،‏ مما اكد للاخوة ان يهوه يبارك الجهد المبذول انسجاما مع المزمور ١٢٧:‏١‏.‏ ان الابنية المرمّمة جذابة ومريحة وتُستخدَم لجلب الكرامة والمجد لاسم يهوه.‏

في ٢٠ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٩،‏ دُشّن الفرع الجديد في فناء الفرع وكان عدد الحاضرين ٢٧٣ شخصا.‏ واقتبس ڠِريت لوش من الهيئة الحاكمة من النبي اشعيا ليُظهر كيف ستُستخدم الابنية الجديدة لإتمام قصد يهوه العظيم.‏ وفي اليوم التالي،‏ حضر ٥٨٨‏,٢ شخصا برنامجا خصوصيا في مدرَّج الالعاب الرياضية،‏ وكان ذلك بالنسبة الى كثيرين ذروة سنة الخدمة ٢٠٠٠.‏

الراديو يغطي قضية الدم

يعزّ شهود يهوه الحياة ويعتبرونها عطية من اللّٰه.‏ وانسجاما مع الاعمال ١٥:‏٢٩ يمتنعون عن الدم.‏ لكنّ بعض الاطباء والسلطات الحسني النية اساءوا فهم رفضهم المؤسس على الكتاب المقدس ان يقبلوا نقل الدم.‏ في سنة ١٩٨٣،‏ رفض قاضٍ في كوراساو الاعتراف بالسلطة الابوية لإزموند وڤيڤيان ڠيبس،‏ هذه السلطة المعطاة من اللّٰه،‏ وأمر بأن يُنقل دم الى طفلهما.‏ غطّت وسائل الاعلام القضية تغطية شاملة،‏ ونتج الكثير من الدعاية السلبية.‏ فبثّت احدى اذاعات الراديو برنامجا لتوضيح الامور،‏ اجتمع فيه سبعة اشخاص —‏ بمن فيهم هيوبرت مارڠريتا وزوجته لينا وناظر الدائرة روبرتوس بركرز —‏ وناقشوا الموضوع مدة ٣ ساعات.‏ شرح الاخوة بمهارة شريعة الكتاب المقدس عن الدم،‏ ونجح البرنامج في تلطيف التوتر الموجود وفي مساعدة الناس على فهم متطلبات يهوه.‏

يوجد ايضا اطباء يحترمون حق المريض في اختيار عدم نقل الدم اليه.‏ على سبيل المثال،‏ تعرضت معلمة المدرسة كيردا فرْبست لحادث سير خطير ووجب ان تخضع مباشرة لعملية جراحية.‏ نزفت كيردا بغزارة بحيث انخفض تعداد كرَيّات دمها الى اثنين.‏ فقرر الجرّاح اجراء العملية على مرحلتين كي لا تخسر المزيد من الدم.‏ وقد نجحت العملية.‏ ان شهود يهوه يشكرون مثل هؤلاء الاطباء المهرة والواقفين انفسهم لخير المرضى،‏ الذين يتصارعون احيانا مع ضميرهم ومع ذلك لديهم الشجاعة والاستقامة لاحترام حق مرضاهم في اختيار عدم قبول الدم.‏

يذكر ڠيلييرمو راما،‏ رئيس لجنة الاتصال بالمستشفيات في كوراساو:‏ «على الدوام يُطلب منا المساعدة في حالات متأزمة.‏ ولولا وجود اللجنة،‏ لنشأ الكثير والكثير من المشاكل».‏ ويوافق على ذلك،‏ ألفريدو مولِر،‏ رئيس لجنة الاتصال بالمستشفيات في اروبا.‏ ويذكر انه على الرغم من وجود بعض المقاومة في البداية في اروبا،‏ يتعاون معظم الاطباء اليوم مع شهود يهوه.‏

الخدمة الحبية لنظار الدوائر

بالرغم من ان النمو في الجزر الثلاث كان بطيئا جدا في البداية،‏ فقد وُجد على الدوام نمو ثابت،‏ وكانت تُوزّع المطبوعات بسهولة.‏ في سنة ١٩٦٤،‏ كان هنالك ٤ جماعات و ٣٧٩ ناشرا،‏ وفي سنة ١٩٨٠ ازدادت الجماعات الى ١٦ والناشرون الى ٠٧٧‏,١.‏ وبين سنتي ١٩٨١ و ٢٠٠٠،‏ ازداد الناشرون الى ١٥٤‏,٢،‏ وبإضافة جماعتين هولنديتين وجماعتين اسپانيتين،‏ صار عدد الجماعات ٢٩،‏ وكان حضور الذِّكرى ١٧٦‏,٦.‏

من اجل خدمة شتى الفرق اللغوية،‏ لزم نظار دوائر يتكلمون على الاقل ثلاث لغات،‏ ولم يكن سهلا دائما وجود اخوة كهؤلاء.‏ الا ان الجزر الثلاث بوركت بنظار جائلين،‏ امثال بولس،‏ كانوا مسرورين جدا ان يمنحوا انفسهم للإخوة.‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏٨‏)‏ ومن بين الذين قاموا بهذا العمل هَمْفري ولودميلا هرمانس،‏ وهما الآن مرسَلان في سورينام،‏ وإدسل وكلوديت مارڠريتا،‏ وهما فاتحان محليان.‏ كما خدم الفاتحان الأروبيان فرانكي وماريّا هيرمس في العمل الجائل الى ان دُعيا الى بيت ايل،‏ حيث يخدمان الآن في فريق الترجمة.‏

في سنة ١٩٩٧ قام مارك وإيدث ميلَن،‏ اللذان كانا يخدمان في العمل الجائل في بلجيكا،‏ برحلة طويلة وأتيا لتقوية الاخوة.‏ ومثل كل المرسَلين الجدد،‏ كان على الزوجين ميلَن ان يتعلما اللغة،‏ وهو تحدٍّ تنشأ عنه احيانا امور مضحكة.‏ يتذكر الاخ ميلَن انه كان يحاول القول ان المسيحي لا يجب ان يكون مثل جندي يختبئ في خندق (‏بوراكو‏)‏،‏ فقال انه لا يجب ان يكون مثل جندي يختبئ في حمار (‏بوريكو‏)‏!‏ على الرغم من التحديات،‏ ثابر مارك وإيدث.‏ وإذ صارا ماهرَين باللغة،‏ يخدمان الآن بفرح في الجماعات الناطقة بالهولندية والپاپيَمِنتو.‏ وفي سنة ٢٠٠٠،‏ صار پول ومارشا جونسون اول زوجَين يشتركان في ترتيب جديد يخدم فيه ناظر دائرة من پورتو ريكو مع الجماعات المحلية الناطقة بالانكليزية والاسپانية.‏

قاعات ملكوت تُبنى بسرعة

في سنة ١٩٨٥،‏ اتى ٢٩٤ أخا من الولايات المتحدة،‏ من اماكن بعيدة مثل ألاسكا،‏ لبناء قاعة ملكوت في پانِكوك في كوراساو.‏ اذ أُكملت القاعة الجديدة في تسعة ايام،‏ اعطت دعاية هائلة وكانت شهادة رائعة وبرهانا على المحبة والوحدة العمليتين.‏ تعجّب الناس ان يروا رجالا،‏ نساء،‏ وأولادا يساعدون بحماس المتطوعين الآتين من الولايات المتحدة.‏ يقول راميرو مولِر:‏ «كالعادة نشأت مشاكل تقنية؛‏ ولكن جرى التغلب عليها،‏ وقد ساهم روح يهوه كثيرا في بناء القاعة.‏ وفي مساء يوم الاحد تمكن الاخوة من عبادة يهوه في قاعة جديدة،‏ وكان ذلك لدهشة المتشككين الذين قالوا ان ذلك لا يمكن ان يتم ابدا».‏

يبدو ان هذا الانجاز اثار ايضا دهشة رجال الدين المحليين.‏ فذات صباح بعد النشرة الاخبارية على التلفزيون،‏ توقفت سيارة امام القاعة.‏ ومَن خرج منها؟‏ اسقف كوراساو يرافقه ثلاثة كهنة،‏ كانت أرديتهم البيضاء الفضفاضة تنتفخ في الهواء،‏ وكانوا يهزون رؤوسهم بتعجب وعدم تصديق واضحَين.‏

يعوزنا الوقت إن اخذنا نروي عن كل الاعمال غير الانانية التي قام بها الاخوة:‏ اعمال المرسَلين الاوائل مثل الزوجين ڤان إيكس،‏ الزوجين هورنْڤيلت،‏ الزوجين فَلپس،‏ وكور تنيسن الذين تركوا مواطنهم ليخدموا الإخوة هنا؛‏ اعمال پيدرو ڠيريڠوري الذي لم يكن يقرأ او يكتب ولكنه وجّه كثيرين الى الحق؛‏ اعمال ثيودور ريتشاردسون،‏ «الصبي الطويل»،‏ الذي كان يجوب شوارع شير آيْسيل للقيام بزيارات مكررة لا تُحصى؛‏ اعمال الفاتحات الغيورات مثل ماريّا سِلاسا،‏ إدنا آرڤاسيو،‏ إيسِنيا او «تْشينا» مانويل،‏ وڤيرونيكا وال؛‏ اعمال سِفِريتا دولوريتا المرحة،‏ وهي عمياء ومصابة بتصلُّب الجهاز العصبي،‏ التي لا تزال مثابرة على الكرازة ولا تكف عن تشجيع الذين يذهبون لتشجيعها.‏ ان صور هؤلاء الامناء وغيرهم،‏ الذين كانوا اسخياء في التضحية بأنفسهم،‏ مغروسة عميقا في اذهان وقلوب الاخوة في الجزر الثلاث.‏

الصحراء تُزهر

في ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ اختبرت اروبا ازدهارا اقتصاديا سريعا.‏ والآن تصطف الفنادق العصرية جدا على طول الشواطئ البيضاء،‏ والكازينوات ذات الاضواء الساطعة تغري اثرياء العالم.‏ لا بد ان ذلك اثّر في عقلية السكان،‏ اذ برزت الماديّة الخادعة بمظهر لامع لتؤثر في كثيرين —‏ منهم بعض الاخوة في الجماعات.‏ ومع ذلك هنالك الكثير من النمو الروحي،‏ وخصوصا في الحقل الاسپاني،‏ كما توجد حاجة ملحة الى اخوة اكفاء لأخذ القيادة.‏

من جهة اخرى،‏ تختبر كوراساو كسادا اقتصاديا شديدا،‏ وأناس كثيرون ينتقلون الى هولندا.‏ وقد تأثرت الجماعات بسبب رحيل الاخوة،‏ ولم تكن هنالك زيادة كبيرة في كوراساو وبونير في السنوات الاخيرة.‏

ولكن اذ نتقدم في القرن الـ‍ ٢١،‏ لدينا سبب لنرفع رؤوسنا ونبتهج.‏ فملكوت اللّٰه المجيد قريب،‏ وشعب اللّٰه يستمرون في تعليم الحق لجميع ‹الميالين بالصواب›.‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ وهذه الصحراء الروحية التي كانت ذات مرة قاحلة تشرّبت مياه الحق.‏

‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٧٢]‏

النُّحام والحمير

في بونير الهادئة التي لم تعبث بها يد الانسان،‏ يشكّل استخراج الملح من البحر صناعة مهمة تنتج دخلا لسكان الجزيرة.‏ والنُّحام يقتات بالطعام المشبّع ملحا.‏ وهذا الطعام متوفّر بسهولة في احواض الملح في الجزيرة،‏ مما يجعل بونير احد الاماكن القليلة في العالم المثالية لتربية هذه الطيور الملونة.‏ اما الحمير البرية،‏ التي استُوردت اصلا للعمل في احواض الملح،‏ فقد تُركت لتعتني بنفسها عندما حلت محلها الآلات.‏ وهي تطوف الآن في الريف.‏ ولحمايتها أُقيمت في الجزيرة محمية للحمير ونُظّم برنامج «تبنّى حمارا».‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٨٧]‏

السطوح الهرمية في كوراساو والجسر العائم

ڤيلَمستاد،‏ عاصمة كوراساو،‏ هي مدينة جذابة رائعة.‏ الابنية ذات السطوح الهرمية تذكّر بأمستردام،‏ الا انها مطلية بألوان زاهية.‏ وخليج سانت آنا يقطع وسط المدينة.‏ ويصل بين جزءي المدينة جسر كْوين إيمّا العائم ويمكن ان يُفتح في غضون دقائق للسماح للسفن الكبيرة بدخول الميناء العميق.‏ في الاصل،‏ كانت تُدفع ضريبة لعبور الجسر الا اذا كان الشخص حافيا،‏ وذلك دلالة على الفقر.‏ فكانت النتيجة ان الفقير استعار حذاء لكي لا يُعتبر فقيرا،‏ والغني خبأ حذاءه لكي لا يدفع الضريبة!‏

‏[الاطار في الصفحة ٩٣]‏

حيّوا اولا الكاهن؟‏

«ان منزلة الكاهن رفيعة وسامية جدا بحيث اننا اذا قابلنا على الطريق كاهنا وملاكا،‏ نحيّي الكاهن اولا».‏ —‏ نُقلت عن عدد ١٠ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٥١ من المجلة الاسبوعية الكاثوليكية لا يونيون،‏ التي تصدر في كوراساو.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩٥]‏

اهمية السمعة الجيدة

في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٨٦،‏ تسلّم رصل يَيْتْس طردا من جامايكا مرسَلا الى جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏ وعندما فتحه في حضور مفتّشي البريد،‏ ذهل اذ وجد تحت طبقة من المجلات رزمة تحتوي على اربعة كيلوڠرامات من الماريجوانا!‏ فاحتجزته الشرطة فورا.‏ الا ان المدير العام للبريد في كوراساو اثنى على صفاته الجيدة،‏ وقال انه من المستحيل ان يتورط الاخ يَيْتْس في المخدِّرات غير الشرعية.‏ ولو لم يدلِ هذا المسؤول بشهادته بهذه الطريقة الجلية لوُضع الاخ يَيْتْس في السجن.‏ ولكن اذ بان الامر،‏ أُطلق سراحه بسرعة.‏ وقد جرت تغطية هذه الحادثة تغطية واسعة في الصحف المحلية،‏ ودعت احداها الاخ يَيْتْس «رجلا محترما جدا ومستقيما» وقالت «انه مهتم كثيرا بالكرازة بالبشارة للجميع».‏ يُبرز هذا الاختبار اهمية السمعة الجيدة.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩٦]‏

وجه غير عادي لعمل الملكوت

تُوزّع كل سنة نسخ كثيرة من كراس فاحصين الاسفار المقدسة يوميا.‏ وفي بعض السنوات تمكن الفاتحون من توزيع المئات منها.‏ كانت جيزال هايدي تُعالَج في المستشفى،‏ فانتهزت هذه الفرصة لتشهد بصورة غير رسمية للمرضى الآخرين.‏ فتجاوبت نينوسكا،‏ احدى المريضات،‏ وسألت جيزال ان كان معها «الكتاب الصغير».‏ في البداية،‏ لم تعرف جيزال الى اي كتاب كانت تشير،‏ ولكنها اخيرا فهمت انه فاحصين الاسفار المقدسة يوميا.‏ ومن ذلك الحين فصاعدا،‏ صارتا تناقشان الآية كل صباح.‏ وصُنعت الترتيبات لدرس في الكتاب المقدس بعد ان تخرجا كلتاهما من المستشفى.‏ وفي اقل من سنة،‏ اعتمدت نينوسكا.‏ وحاليا يدرس زوجها وأولادها الكتاب المقدس مع الشهود.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٠٤]‏

‏«غيرة للّٰه؛‏ ولكن ليس حسب المعرفة الدقيقة»‏

ذات صباح فيما كان هيوبرت مارڠريتا ومورَينا ڤان هايدورن في خدمة الحقل التقيا مورَيلا،‏ تلميذة مدرسة.‏ أظهرت الطريقة التي عبّرت بها مورَيلا ان لها «غيرة للّٰه؛‏ ولكن ليس حسب المعرفة الدقيقة».‏ (‏روما ١٠:‏٢‏)‏ اوضحتْ انها تنال تعليما يوميا في الديانة الكاثوليكية الرومانية وأنها مقتنعة انها الطريقة لعبادة اللّٰه.‏ رتّب هيوبرت ومورَينا ان يدرسا معها الكتاب المقدس.‏ وكانت الترتيبات على الشكل التالي:‏ تذهب الى مدرّسها،‏ الكاهن،‏ لتتحقق مما تتعلمه.‏ فإذا لم يوافق على احد التعاليم،‏ تسأله ان يعطيها اسبابا مؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ وإذا شعرت يوما ان الشاهدين يعلّمانها بخلاف الكتاب المقدس،‏ تتوقف عن الدرس.‏ فاكتشفت مورَيلا سريعا ان تعاليم الكنيسة الكاثوليكية غير مؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ وعندما شعرت ان الكاهن بدأ ينزعج من اسئلتها،‏ توقفت عن حضور صفوفه.‏ تابعت مورَيلا درسها للحق،‏ اعتمدت،‏ وهي الآن تخدم يهوه بأمانة.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٠٧]‏

رمل وصخر اروبا

ان التكوينات الصخرية العملاقة في كاسيباري وآيو هي ميزة رائعة في اروبا.‏ والكهوف التي تحتوي على رسوم صخرية،‏ والتي يُعتقد انها من صنع هنود داباجورو،‏ هي ايضا لافتة للنظر.‏ كما ان الطقس المشمس على الدوام والشواطئ الرملية البيضاء الطويلة هي جاذب لآلاف السياح الذين يعودون سنة بعد سنة الى الجزيرة.‏

‏[الاطار في الصفحة ١١٠]‏

‏«من فم الاطفال»‏

قال يسوع:‏ «من فم الاطفال والرّضّع هيأت تسبيحا».‏ (‏متى ٢١:‏١٦‏)‏ ويصح هذا الامر ايضا في الاولاد في الجزر الثلاث.‏ يعيش موريس البالغ ١٥ سنة من العمر في اروبا.‏ عندما كان موريس بعمر ٧ سنوات،‏ لم تستطع امه ان تجده في المحفل الكوري.‏ بحثت عنه وهي قلقة،‏ وأخيرا وجدته في مؤخرة غرفة كان يُعقد فيها اجتماع لمقدّمي طلب للخدمة في بيت ايل.‏ اراد موريس ان يقدّم طلبا ليخدم في بيت ايل.‏ فلم يشأ عريف الاجتماع ان يثبطه،‏ وسمح له بالبقاء.‏ لم تخمد رغبة موريس المتقدة في خدمة يهوه في بيت ايل.‏ فقد اعتمد بعمر ١٣ سنة وهو مجتهد في الجماعة ويحضّر جيدا لكل التعيينات.‏ وهو باقٍ على تصميمه ان يخدم في بيت ايل.‏

في بونير،‏ دُعي رانزو البالغ من العمر ٦ سنوات الى قاعة الملكوت وسُرّ كثيرا.‏ فابتدئ معه بدرس في الكتاب المقدس،‏ ومن ذلك الوقت رفض الذهاب الى الكنيسة الكاثوليكية.‏ وسأل والديه لماذا لا يعلّمون في الكنيسة عن الفردوس،‏ فأثار هذا السؤال فضولهما.‏ وبدأا يدرسان مع شهود يهوه.‏ وفي النهاية،‏ اعتمد والد ووالدة رانزو،‏ فضلا عن احد الذين يدرس معهم رانزو الكتاب المقدس.‏ رانزو هو الآن في الثامنة من عمره،‏ وقد اعتمد في محفل دائري في بونير.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١١٥]‏

هل تريدون تذوّق يخنة الإڠوانة؟‏

في الجزر الثلاث من الشائع رؤية الإڠوانة،‏ كالتي ترونها في الصورة ادناه.‏ تُقدّر هذه الزواحف،‏ ولكن ليس بصفتها حيوانات مدللة.‏ فهي احد المكونات الرئيسية في الحساء واليخنة.‏ يقول احد الطهاة المحليين:‏ «طعمها كالدجاج تماما.‏ ولحمها طريّ وسهل المضغ».‏

‏[الخرائط في الصفحة ٧١]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسق في المطبوعة)‏

هايتي

البحر الكاريبي

ڤنزويلا

اروبا

اورانجستاد

سان نيكولاس

كوراساو

ڤيلَمستاد

سانتا كروز

بْوينا ڤيستا

بونير

كرالينديجك

‏[صورة تغطي كامل الصفحة ٦٦]‏

‏[الصورة في الصفحة ٦٨]‏

اشخاص من شتى القوميات يتعاونون معا بسلام في جماعة هويْبرك في اروبا

‏[الصورة في الصفحة ٧٠]‏

باعت پيرل مارلن مطبوعات دينية الى جانب والدها.‏ وصارت لاحقا شاهدة

‏[الصورة في الصفحة ٧٣]‏

اول جماعة ناطقة بالانكليزية في سان نيكولاس،‏ اروبا

‏[الصور في الصفحة ٧٤]‏

بعض الذين هاجروا الى اروبا:‏ (‏١)‏ مرثا فوستن اليوم،‏ (‏٢)‏ زوجها هاملتون الذي مات منذ وقت طويل،‏ و (‏٣)‏ روبرت وفوستينا تيتْر

‏[الصورة في الصفحة ٧٥]‏

وودوَرث وأوريس ميلز في يوم زفافهما

‏[الصورة في الصفحة ٧٦]‏

إدْوِينا سْتروپ،‏ فاتحة في اروبا

‏[الصورة في الصفحة ٧٧]‏

حصل ياكوبو راينا على نسخة من كتاب «الخلق» في سنة ١٩٢٨ وأدرك رنة الحق

‏[الصورة في الصفحة ٧٨]‏

من اليسار الى اليمين:‏ رصل وهايزل يَيْتْس،‏ متخرجان من الصف الـ‍ ٦ لمدرسة جلعاد،‏ وميري ووليَم يَيْتْس من الصف الـ‍ ١٤

‏[‏الصورة في الصفحة ٧٩]‏

كان هنريكس هاسل،‏ الى اقصى اليسار،‏ مناديا غيورا بالبشارة

‏[الصورة في الصفحة ٧٩]‏

كان كاميليو جيريجوريا اول شخص يعتمد من السكان المحليين،‏ في سنة ١٩٥٠

‏[الصورة في الصفحة ٨٠]‏

يتذكر الاخوة بإعزاز روح التضحية بالذات والغيرة اللتين اعرب عنهما هنري وأليس تْوِيد

‏[الصورة في الصفحة ٨١]‏

أُهدي ڠابريال هنريكِز اشتراكا في «استيقظ!‏».‏ وصار اول شخص اروبيّ يعتمد

‏[الصورتان في الصفحة ٨٢]‏

في البداية قاومت نينيتا وَب الحق.‏ صارت هي وزوجها دانيال مناديَين غيورَين بالملكوت

‏[الصورة في الصفحة ٨٢]‏

كانت ماريّا راماين كاثوليكية مخلصة الى ان اخبرها الكاهن ان التماثيل الدينية بلا قيمة

‏[الصورة في الصفحة ٨٣]‏

ترك ألبرت سُوَر وراءه «رسائل توصية» ممتازة

‏[الصورة في الصفحة ٨٤]‏

ساعدت اولِڤ روجرز كثيرين على نذر حياتهم ليهوه

‏[الصورة في الصفحة ٨٥]‏

في الاعلى:‏ يوجين ريتشاردسون،‏ اعتمد بعمر ١٧ سنة،‏ وكان فاتحا غيورا

‏[الصورة في الصفحة ٨٥]‏

في الاسفل:‏ الشاب كلينتون وليامز انضم اليه في افتتاح «الكونوكو»‏

‏[الصورة في الصفحة ٨٦]‏

بيت المرسَلين في اروبا،‏ حوالي سنة ١٩٥٦

‏[الصورة في الصفحة ٨٩]‏

في الاعلى:‏ سنة ١٩٦٢،‏ دشّن ناثان ه‍.‏ نور من بيت ايل بروكلين قاعة الملكوت هذه،‏ اول قاعة يملكها الاخوة في كوراساو

‏[الصورة في الصفحة ٨٩]‏

الى اليمين:‏ ڤيكتور مانويل،‏ ناشر للبشارة طيلة ٥٠ سنة تقريبا،‏ خدم في الجماعة الثانية الناطقة بالپاپيَمِنتو

‏[الصورة في الصفحة ٩٠]‏

في الاعلى:‏ محفل «السلام على الارض» الاممي سنة ١٩٦٩ في أتلانتا،‏ جورجيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية

‏[الصورة في الصفحة ٩٠]‏

الى اليمين:‏ موقع محفل كوراساو للبرنامج نفسه

‏[الصورة في الصفحة ٩٤]‏

پترا سِلاسا (‏الى اليمين)‏ وابنتها إنڠرد،‏ فاتحتان خصوصيتان أُرسلتا للمساعدة في بونير في سنة ١٩٦٩

‏[الصورة في الصفحة ٩٦]‏

‏«فاحصين الاسفار المقدسة يوميا» بالپاپيَمِنتو،‏ الانكليزية،‏ والهولندية

‏[الصورة في الصفحة ٩٧]‏

‏«برج المراقبة» بالپاپيَمِنتو

‏[الصورة في الصفحة ٩٨]‏

في الاعلى:‏ پولين وجون فراي

‏[الصورة في الصفحة ٩٨]‏

في الاسفل:‏ وصل أيْك ڤان دالفسن في سنة ١٩٦٤ بعد تخرجه من الصف الـ‍ ٣٩ لمدرسة جلعاد

‏[الصورتان في الصفحة ٩٩]‏

في الاعلى:‏ جانين كونْسِپشن وريموند پيترز من فريق الترجمة المؤلف من تسعة اشخاص

‏[الصورة في الصفحة ٩٩]‏

الى اليمين:‏ إستراليتا ليكَت تعمل على كمپيوتر مستعملة برنامج MEPS،‏ وهما اداتان قيمتان لمساعدة المترجمين

‏[الصورة في الصفحة ١٠٠]‏

روبرتوس وڠايل بركرز (‏الى اليسار)‏،‏ اللذان خدما في العمل الدائري،‏ اثارا الحماس للخدمة كامل الوقت

‏[الصورة في الصفحة ٩٨]‏

جولي وأيْك ڤان دالفسن (‏في الاسفل)‏ عادا الى كوراساو في سنة ١٩٩٢ ودُعيا الى بيت ايل في سنة ٢٠٠٠

‏[الصورة في الصفحة ١٠٠]‏

أيْك ڤان دالفسن،‏ كلينتون وليامز،‏ وڠريڠوري دوهون يخدمون في لجنة الفرع

‏[الصورة في الصفحة ١٠٢]‏

بلانش وهانس ڤان هايدورن ساعدا ٦٥ شخصا على نذر حياتهم ليهوه

‏[الصورة في الصفحة ١٠٨]‏

‏(‏١)‏ مكتب الفرع الذي دُشّن في سنة ١٩٦٤

‏[الصورتان في الصفحة ١٠٨]‏

‏(‏٢،‏ ٣)‏ الفرع الحالي،‏ دُشّن في ٢٠ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٩

‏[الصورتان في الصفحة ١١٢]‏

بوركت اروبا وبونير وكوراساو بعدة اخوة في العمل الجائل،‏ مثل (‏الى الاعلى)‏ لودميلا وهَمْفري هرمانس و (‏من اليسار الى اليمين)‏ پول ومارشا جونسون ومارك وإيدث ميلَن

‏[الصور في الصفحة ١١٤]‏

المرسَلون الاوائل:‏ (‏١)‏ الزوجان ڤان إيكس،‏ (‏٢)‏ الزوجان هورنْڤيلت،‏ و (‏٣)‏ كور تنيسن تركوا مواطنهم ليخدموا الاخوة هنا