الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفيليپين

الفيليپين

الفيليپين

نخيل جوز الهند،‏ النباتات الخضراء المدارية الكثيفة والنضرة،‏ الشواطئ الرملية البيضاء،‏ البحار الجميلة —‏ كل هذه تشكِّل الجزء الاكبر من الفيليپين.‏ وقد دُعي هذا الأرخبيل المؤلف من نحو ١٠٠‏,٧ جزيرة «لؤلؤة بحار المشرق».‏ وما يضفي رونقا على جاذبيته هو شعبه السعيد الجيّاش العواطف الذي يحب الرقص والغناء.‏ فإذا زرت يوما هذا البلد،‏ فعلى الارجح لن تنسى ابدا الضيافة الاستثنائية التي يظهرها الشعب الودّي والرائع الذي يعيش هناك.‏

ولكن بالنسبة الى كثيرين،‏ فإن اول ما يخطر على بالهم،‏ عند ذكر الفيليپين،‏ هو صورة مختلفة كليا —‏ بلد الكوارث.‏ فربما تتذكر ثوران جبل پيناتوبو،‏ والوحل البركاني المتدفق منه الذي دمّر مدنا بكاملها؛‏ او قد تتذكر اسوأ كارثة بحرية في العالم في زمن السِّلم،‏ الكارثة التي مات فيها آلاف الاشخاص عندما اصطدمت العبّارة دونيا پاس بناقلة للنفط.‏ وفي الواقع،‏ ان مركز الأبحاث البلجيكي لعلم الاوبئة المتعلق بالكوارث صنَّف الفيليپين انها البلد الاكثر تعرّضا للكوارث في العالم.‏ فالأعاصير المدارية،‏ الفيضانات،‏ الزلازل،‏ والبراكين تحدث على الدوام.‏ أضِف الى ذلك الحالة الاقتصادية الفقيرة نسبيا لدى كثيرين من السكان،‏ تحصل على صورة بلد جميل لديه مشاكله.‏

في طول الفيليپين وعرضها،‏ شهود يهوه مشغولون بإيصال حق الكتاب المقدس الى السكان هناك البالغ عددهم ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٧٨ نسمة.‏ انها ليست بالمهمة السهلة.‏ فبالاضافة الى تهديد الكوارث الطبيعية،‏ هنالك تحدّي بلوغ الناس في الجزر الصغيرة العديدة،‏ وفي المناطق النائية في الجبال والادغال.‏ مع ذلك،‏ العمل جارٍ هناك.‏ وقد اعرب شعب يهوه عن قدرة فائقة على التحمّل والتكيّف رغم الظروف المتغيّرة التي يواجهونها.‏ وبالتالي،‏ اختبروا بركة يهوه في عمل التلمذة.‏

من بعض النواحي،‏ يشبه الشهود في الفيليپين الاسرائيليين القدماء الذين رغبوا في ردّ العبادة الحقة في اورشليم.‏ لقد شجعتهم كلمات نحميا:‏ «فرح الرب هو قوتكم».‏ (‏نحميا ٨:‏١٠‏)‏ فعلى الرغم من التحديات التي واجهتهم،‏ تقدّم الاسرائيليون بفرح في عمل تعزيز عبادة يهوه.‏ وكالاسرائيليين في ايام نحميا،‏ يتعلم شهود يهوه في كل انحاء الفيليپين من كلمة اللّٰه.‏ وهم ايضا يجعلون فرح يهوه قوتهم.‏

اول إشعاع لنور الحق

تنفرد الفيليپين في كونها البلد الوحيد في آسيا الذي يعتنق معظم سكانه الكاثوليكية الرومانية.‏ في البداية،‏ كان لسكان الفيليپين دياناتهم المحلية،‏ لكنّ الحكم الاسپاني الذي دام اكثر من ٣٠٠ سنة اجبر الشعب على اعتناق الكاثوليكية.‏ وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة تسلّمت السلطة طوال نصف قرن وعرّفت الشعب بأديان اخرى،‏ ظلت الكاثوليكية الديانة السائدة.‏ ويعتنق ٨٠ في المئة تقريبا من الشعب هذه الديانة.‏

في سنة ١٩١٢،‏ فيما كان تشارلز ت.‏ رصل،‏ احد القياديين من تلاميذ الكتاب المقدس —‏ كما كان يُعرف شهود يهوه سابقا —‏ يقوم بجولة حول العالم لإلقاء المحاضرات،‏ توقف في مانيلا.‏ وفي ١٤ كانون الثاني (‏يناير)‏،‏ قدّم خطابا في دار الاوپرا في مانيلا حول الموضوع «اين هم الموتى؟‏».‏ ووُزعت المطبوعات للحاضرين.‏

وفي اوائل عشرينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ زُرع المزيد من بذار حق الكتاب المقدس عندما اتى الاخ وليَم تيني من كندا بوصفه الممثّل التالي لتلاميذ الكتاب المقدس.‏ فنظّم صفا لدرس الكتاب المقدس.‏ ولكن بسبب صحته الضعيفة،‏ اضطر ان يعود الى كندا،‏ إلّا ان الفيليپينيين المهتمين تابعوا صف درس الكتاب المقدس.‏ وساعدت المطبوعات المرسَلة بالبريد على إبقاء الحق حيّا في قلوب الناس.‏ هكذا كان الوضع حتى اوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وبحلول سنة ١٩٣٣،‏ كانت رسالة الحق تُذاع في الفيليپين على محطة الاذاعة KZRM.‏

في السنة نفسها،‏ انطلق جوزيف دوس سانتوس من هاواي في جولة كرازية حول العالم.‏ كانت محطته الاولى في الفيليپين،‏ وبعدها لم يكمل جولته.‏ فقد أُعطي الاخ دوس سانتوس مسؤولية اخذ القيادة في عمل الكرازة بالملكوت هناك وتأسيس مكتب فرع.‏ فبدأ العمل في المكتب في ١ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٣٤.‏ وانهمك الاخ دوس سانتوس،‏ الى جانب بعض السكان المحليين الذين ارادوا ان يخدموا يهوه،‏ في الكرازة وتوزيع المطبوعات.‏ وعلى الرغم من المقاومة،‏ بحلول سنة ١٩٣٨ وُجد في البلد ١٢١ ناشرا،‏ ٤٧ منهم كانوا يخدمون كفاتحين.‏

بالرغم من ان الاميركيين كانوا يعلّمون كثيرين اللغة الانكليزية،‏ ادرك الاخوة ان الناس يتعلمون حقائق الكتاب المقدس بشكل افضل بلغتهم الام.‏ وقد شكّل هذا الامر تحدّيا،‏ لأن الشعب في الفيليپين يتكلمون ما يقارب ٩٠ لغة ولهجة.‏ مع ذلك،‏ بُذلت الجهود لترجمة المطبوعات ببعض اللغات الرئيسية.‏ وبحلول سنة ١٩٣٩ ذكر مكتب الفرع:‏ «نحن نسجّل الآن [خطابات الكتاب المقدس] باللغة التڠالوڠية،‏ ونتوقع ان نستخدمها مع آلات الصوت والفونوڠرافات لجلب مجد اكبر للرب».‏ وأُخبر ايضا عن ترجمة كتاب الغنى باللغة التڠالوڠية.‏ بعد سنتين،‏ أُكملت ترجمة بعض الكراريس بأربع لغات رئيسية اخرى في الفيليپين،‏ وقد مهّد ذلك السبيل ليفهم معظم الناس في البلد رسالة الملكوت.‏

كان فلورنتينو كينتوس،‏ وهو استاذ مدرسة،‏ بين الذين تجاوبوا مع رسالة الحق خلال تلك السنوات.‏ وقد حصل على معلوماته الاولى عن شعب يهوه عندما تكلم مع رجل حضر شخصيا محاضرة الاخ رصل في مانيلا سنة ١٩١٢.‏ وفي سنة ١٩٣٦،‏ حصل فلورنتينو من احد شهود يهوه على ١٦ كتابا زاهي اللون يناقش الكتاب المقدس.‏ إلّا انه كان منهمكا في عمله كأستاذ،‏ لذلك بقيت الكتب الملونة بألوان قوس قزح معروضة فترة من الوقت دون ان تُقرَأ.‏ ثم اندلعت الحرب،‏ غزا اليابانيون البلد،‏ وتوقف الكثير من النشاطات العادية.‏ فوجد فلورنتينو الوقت للقراءة،‏ وبدأ يقرأ.‏ وخلال وقت قصير،‏ انهى قراءة الكتب التالية:‏ الغنى‏،‏ الاعداء،‏ و الخلاص.‏ ولكنّ قراءته توقفت بسبب اضطراره الى الهرب من اليابانيين،‏ إلّا ان بذار الحق كانت قد غُرست في قلبه.‏

نمو سريع رغم الحرب العالمية

جلبت الحرب العالمية الثانية تحدّيات جديدة لخدام يهوه في الفيليپين.‏ في بداية الحرب،‏ كان هنالك ٣٧٣ ناشرا في الفيليپين.‏ ولكن رغم عددهم القليل،‏ اعربوا عن غيرة ومرونة فائقتين في جهودهم لتعزيز العبادة النقية.‏

وانتقل بعض الاخوة من مانيلا الى بلدات اصغر خارج المدينة واستمروا في عملهم الكرازي هناك.‏ ولكن بسبب الحرب كان من المستحيل جلب مطبوعات الكتاب المقدس من خارج البلد،‏ إلّا ان الاخوة تمكنوا من توزيع المطبوعات التي كانت مخزّنة في البيوت قبل الحرب.‏ وعندما نفد المخزون،‏ صاروا يعيرون الكتب للناس.‏

سلڤادور ليواڠ،‏ استاذ مدرسة تخلى عن مهنته ليصير مناديا بالبشارة كامل الوقت،‏ كان في جزيرة مِنْداناوو عندما اندلعت الحرب.‏ فهرب مع بعض الاخوة الى الادغال والجبال.‏ وهناك تابعوا نشاطاتهم الثيوقراطية.‏ ولكن كان عليهم ان يلزموا الحذر الشديد،‏ لئلا يقبض عليهم اليابانيون ويسخّروهم في العمل في مواقعهم العسكرية.‏ وفي الوقت نفسه،‏ غالبا ما ظنت العصابات المناهضة لليابانيين ان الاخوة جواسيس يابانيون.‏

من المدهش انه خلال الاحتلال الياباني سنحت بعض الفرص لعقد محافل صغيرة.‏ فعُقد محفل دائري في مانيلا،‏ حضره كثيرون.‏ كما عُقد محفل آخر في لينڠايان.‏ وتعجب السكان من رؤية اشخاص غرباء يأتون في شاحنات،‏ ولكن لم يتدخل احد وعُقد المحفل بنجاح.‏

بارك يهوه كل هذا النشاط،‏ وتضاعف عدد الشهود.‏ فمسبّحو يهوه الذين كان عددهم ٣٧٣ في بداية الحرب صاروا اكثر من ٠٠٠‏,٢ بعد اربع سنوات فقط.‏

تذكَّر ان الاخ دوس سانتوس كان قد عُيّن ليأخذ القيادة في تنظيم نشاط الكرازة بالملكوت في الفيليپين.‏ ولكن في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٤٢،‏ احتُجز في معسكر ياباني للسجناء في مانيلا.‏ ومع ذلك حافظ هو ايضا على روح الغيرة.‏ ذكر:‏ «اوصلت البشارة الى اكبر عدد ممكن من الاشخاص في المعسكر».‏ كانت الحياة في المعسكر قاسية،‏ وكثيرون ماتوا من الجوع.‏ وعندما سُجن الاخ دوس سانتوس،‏ كان وزنه ٦١ كيلوڠراما،‏ ولكن عندما أُطلق سراحه كان وزنه ٣٦ كيلوڠراما فقط.‏

حرّر الاميركيون السجناء في سنة ١٩٤٥ وعرضوا على الاخ دوس سانتوس ان يُعيدوه الى هاواي،‏ ولكنه رفض.‏ لماذا؟‏ ان فرحه هو في عمل الملكوت،‏ وأراد ان يفعل ما بوسعه ليرى العمل يتقدّم في الفيليپين.‏ اضافة الى ذلك،‏ لم يكن قد اتى مَن يحلّ مكانه بعد.‏ قال الاخ دوس سانتوس:‏ «انا باقٍ هنا،‏ حتى يأتي من يحلّ مكاني!‏».‏ وذكر هيلاريون آموريس عن جوزيف دوس سانتوس:‏ «كان بالفعل مجتهدا في عمله ومهتما بحاجات الاخوة الروحية».‏

وصول المرسَلين

مع ان الاخوة الفيليپينيين لم يحظوا بتدريب خصوصي،‏ فقد فعلوا كل ما في وسعهم قبل الحرب وأثناءها.‏ ولكن بُعيد الحرب وصلهم العون.‏ ففي ١٤ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٤٧،‏ وصل متخرّجون من جلعاد،‏ هم:‏ إيرل ستيووارت،‏ ڤيكتور وايت،‏ ولورنسو آلپيتشي.‏ اخيرا،‏ سيكون هنالك مَن يحلّ مكان الاخ دوس سانتوس.‏ وفي سنة ١٩٤٩ عاد مع زوجته وأولاده الى هاواي.‏

عُيّن الاخ ستيووارت خادما للفرع.‏ ومعظم المرسَلين الآخرين الذين اتوا في تلك السنوات الباكرة عُيّنوا في الحقل.‏ يقول ڤيكتور آموريس،‏ الذي أُرسل من الفيليپين الى جلعاد،‏ عن تأثير المرسَلين المدرَّبين في جلعاد:‏ «كانوا عونا كبيرا في تنظيم العمل.‏ لقد تعلّم الاخوة من هؤلاء المتخرّجين من جلعاد.‏ ونما العمل.‏ فقبل سنة ١٩٧٥،‏ بلغ عدد الناشرين ٠٠٠‏,٧٧ تقريبا،‏ في حين كان في سنة ١٩٤٦ ٦٠٠‏,٢ فقط».‏ بعد وصول الاخوة الثلاثة،‏ تبعهم عدد لا بأس به من المرسَلين،‏ بمن فيهم الزوجان براون والزوجان ويليت الذين خدموا في سيبو،‏ والزوجان آندرسن اللذان خدما في داڤاو.‏ كان هنالك ايضا الزوجان ستيل،‏ الزوجان سميث،‏ والاخوان هاكتل وبْرون.‏ كما وصل نيل كَلاوَي في سنة ١٩٥١.‏ وتزوج لاحقا اختا فيليپينية،‏ ناينيتا،‏ وخدما تقريبا في كل انحاء الفيليپين حتى موته سنة ١٩٨٥.‏ دِنْتون هوپكنسون وريموند ليتش من بريطانيا وصلا سنة ١٩٥٤،‏ وهما يواظبان على العمل في الفيليپين بعد اكثر من ٤٨ سنة.‏

ان المتخرّجين من جلعاد الاجانب لم يكونوا الوحيدين الذين ساهموا في تنظيم وتوسيع عمل الكرازة بالملكوت في الفيليپين.‏ ففي خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ دُعي الاخوة الفيليپينيون ايضا الى مدرسة جلعاد،‏ وكلهم تقريبا رجعوا ليخدموا في بلدهم.‏ كان اول ثلاثة:‏ سلڤادور ليواڠ،‏ أدولفو دييونيسيو،‏ وماكاريو باسويل.‏ وقد استخدم ڤيكتور آموريس،‏ المذكور سابقا،‏ تدريبه في العمل الجائل وفي بيت ايل.‏ بعد ذلك أنشأ عائلة،‏ ولكنه عاد الى الخدمة كامل الوقت.‏ فخدم كناظر جائل ثم كفاتح خصوصي في اقليم لاڠونا،‏ مع زوجته لوليتا،‏ الى ان بلغ اواخر سبعيناته.‏

الى الامام خلال سبعينات الـ‍ ١٩٠٠

اذ تقدّم العمل بسرعة،‏ استمر عدد الناشرين في الازدياد متخطيا الـ‍ ٠٠٠‏,٧٧ بحلول سنة ١٩٧٥.‏ وبشكل عام،‏ حافظ خدام يهوه على روحياتهم واستمروا يخدمون اللّٰه بولاء.‏ ولكنّ كثيرين توقفوا عن خدمة يهوه لأن نظام الاشياء الحاضر لم ينتهِ في سنة ١٩٧٥.‏ وبحلول سنة ١٩٧٩،‏ انخفض عدد الناشرين الى ما دون ٠٠٠‏,٥٩.‏ قال كورنيليو كانييتي،‏ الذي كان يخدم كناظر دائرة في اواسط سبعينات الـ‍ ١٩٠٠:‏ «اعتمد البعض بسبب سنة ١٩٧٥ وبقوا في الحق بضع سنوات.‏ ثم بعد سنة ١٩٧٥،‏ تركوا الحق».‏

لكنّ الغالبية الساحقة احتاجت الى التشجيع للمحافظة على النظرة اللائقة الى الخدمة المسيحية.‏ فنظّم مكتب الفرع لإلقاء خطابات خصوصية.‏ وكانت النتيجة ان الاخوة النشاطى تشجعوا،‏ وكذلك جرت مساعدة بعض الخاملين ليصيروا من جديد مسبّحين نشاطى ليهوه.‏ وصار الاخوة يفهمون انهم يخدمون اللّٰه للأبد وليس لفترة محددة من الوقت.‏ وبعد ذلك الانخفاض المؤقت في عدد الناشرين،‏ ازداد عدد ناشري الملكوت بشكل مدهش.‏ وقد بورك حقا الذين لم يدَعوا التثبط يُنسيهم كل صلاح يهوه.‏

افتتاح مناطق نائية —‏ في الجبال

تنتشر آلاف الجزر التي تؤلف الفيليپين فوق مساحة في المحيط تبلغ من الشمال الى الجنوب حوالي ٨٥٠‏,١ كيلومترا ومن الشرق الى الغرب ١٠٠‏,١ كيلومتر.‏ بعض الجزر غير مأهولة،‏ والكثير منها يضم مناطق جبلية وعرة.‏ لذلك،‏ فإن الوصول الى الناس في هذه المناطق النائية يشكّل تحدّيا.‏

احدى هذه المناطق هي كالينڠا-‏آپاياو.‏ وفي جبال كورديلّيرا الوسطى الوعرة في شمالي لوزون،‏ ينقسم الناس الى قبائل وقرى،‏ لكل منها لغته الخاصة وعاداته.‏ وعلى الرغم من ان عادة تصيّد الرؤوس لم تعد متّبعة في القرن العشرين،‏ لا تزال العداوة بين القرى شائعة،‏ وتؤدي الى نزاعات وقتل.‏ قال هارونيمو لاستيما:‏ «في السنوات السابقة،‏ كان من الصعب ارسال فاتحين خصوصيين الى هذه المقاطعات.‏ لأن السكان المحليين كانوا سيلاحقون الاخوة بغية قتلهم».‏

كان الحل إرسال اخوات.‏ شرح هارونيمو:‏ «انهم لا يلاحقون النساء.‏ فبحسب التقاليد،‏ لا يجب إلحاق الاذى بالنساء».‏ وكانت الاخوات فعالات في تعليم الحق للسكان المحليين.‏ ولاحقا اعتمد بعض السكان المحليين وصاروا فاتحين.‏ ولأنهم يفهمون حضارة شعبهم،‏ عرفوا كيف يقدمون الشهادة بفعالية.‏ نتيجة لذلك انتشر «المتصيّدون» في كل انحاء هذه الجبال،‏ متصيّدو الاشخاص الذين يريدون الحق.‏ في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان هنالك بضعة شهود في كل كالينڠا-‏آپاياو؛‏ والآن توجد دائرتان.‏

على نحو مماثل،‏ في المقاطعة الجبلية المجاورة إيفوڠاو،‏ لم يكن هنالك اي شاهد في اوائل خمسينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ فعُيّن ثلاثة فاتحين قانونيين للكرازة للناس العائشين بين مصطبات الارزّ الموجودة منذ قرون.‏ بمرور الوقت،‏ بدأ السكان المحليون يقبلون الحق.‏ واليوم توجد ١٨ جماعة و ٣١٥ ناشرا في هذه المنطقة.‏

في الجبال الشمالية البعيدة في مقاطعة آبرا،‏ تكمن المشكلة في كيفية الوصول الى القرى حيث لا يوجد شهود.‏ ثمة ناظر دائرة،‏ لديه رغبة شديدة في إيصال البشارة الى ابعد المناطق،‏ دعا ٣٤ شخصا الى الانضمام اليه في الكرازة في المنطقة قرب تينيڠ.‏ (‏اعمال ١:‏٨‏)‏ وبما انه لا توجد وسيلة نقل عامة،‏ سار الفريق سبعة ايام في الجبال ليصلوا الى عشر قرى فيها حوالي ٢٥٠ بيتا.‏

يروي ناظر الدائرة:‏ «كان السير على طول الحيود الجبلية ونحن حاملون كل لوازمنا تحدّيا كبيرا.‏ لقد قضينا اربع ليالٍ،‏ من الليالي الست،‏ نائمين في الهواء الجبلي الطلق او قرب احد الانهر».‏ مضت سنوات كثيرة منذ سمع بعض هذه القرى البشارة.‏ ففي احد الامكنة،‏ اخبرهم احد الرجال الذين التقوهم:‏ «قبل سبع وعشرين سنة،‏ بشّر شهود يهوه ابي.‏ وأخبرنا ان شهود يهوه يملكون الحق».‏ وزّع كامل الفريق ٦٠ كتابا،‏ ١٨٦ مجلة،‏ ٥٠ كراسة،‏ و ٢٨٧ نشرة.‏ وفي عدة اماكن شرحوا كيف تُعقَد الدروس في الكتاب المقدس.‏

الكرازة في مناطق نائية اخرى

پالاوان هي جزيرة كبيرة في الفيليپين.‏ انها طويلة وضيقة،‏ وتمتد مسافة ٤٣٤ كيلومترا.‏ تقع پالاوان بعيدا عن ضوضاء بعض الجزر المأهولة بعدد اكبر من السكان.‏ وهي موطن شتى القبائل والقرى الصغيرة المعزولة في الغابة،‏ بما فيها قرى المهاجرين.‏ كان المرسَل ريموند ليتش مستعدا لقبول اي تعيين،‏ فأُرسل كناظر دائرة الى هناك.‏ كان عدد الشهود قليلا والمسافات طويلة.‏ انه يتذكر:‏ «عُيّنت هناك من سنة ١٩٥٥ الى سنة ١٩٥٨،‏ لم يكن يوجد سوى ١٤ ناشرا في كل پالاوان.‏ ولكن لزمتني خمسة اسابيع لأزورهم».‏

منذ ذلك الوقت،‏ تقدّم العمل هناك،‏ مع انه لا تزال توجد بعض المصاعب.‏ ابتدأت فيبي لوتا،‏ وهي الآن في اوائل اربعيناتها،‏ خدمتها كفاتحة خصوصية في پالاوان في سنة ١٩٨٤.‏ تروي ما جرى عندما كانت تخدم في جزيرة دوماران:‏ «اعتقدنا اننا وصلنا الى البيت الاخير.‏ لم نكن نتصور انه يوجد بيت بعده،‏ ولكن كان يوجد بيت آخر!‏».‏ فوسط اشجار النخيل يعيش زوجان،‏ عملهما الاعتناء بِغَيْضة تنمو فيها اشجار جوز الهند.‏ والمفرح انهما مهتمان بالكتاب المقدس!‏

تقول فيبي:‏ «لو لم اكن اخدم يهوه،‏ لما عدت الى ذلك المكان».‏ فللوصول الى هناك،‏ كانت فيبي ورفيقتها تمشيان يوما بكامله عبر غِياض جوز الهند،‏ على طول ساحل رملي وصخري.‏ وعند ارتفاع المد،‏ تمشيان والماء يعلو حتى ركبهما.‏ فقررتا،‏ بسبب طول المسافة،‏ الذهاب الى هناك مرة كل شهر وقضاء عدة ايام.‏ وعنى ذلك حمل طعام،‏ كتب،‏ مجلات،‏ وثياب اضافية.‏ تقول:‏ «كانت تضحية كبيرة من جهتنا ان نتعرض لحرارة الشمس ولِلَدغ ولَسع الحشرات.‏ فنصل ونحن نتصبب عرقا».‏ الا ان جهودهما كوفئت اذ رأتا الزوجين المهتمين يتقدمان سريعا جدا في درسهما للكتاب المقدس.‏

لكنّ الزوجَين أُجبرا على ترك عملهما في قطعة الارض المزروعة جوز الهند لأن المسؤول،‏ وهو معمداني،‏ عرف انهما يدرسان مع الشهود.‏ لاحقا،‏ فوجئت فيبي وسُرّت جدا عندما رأت الزوجة ثانية.‏ كانت قد اعتمدت،‏ وإضافة الى ذلك،‏ كما تقول فيبي:‏ «كانت جالسة معنا في اجتماع الفاتحين الذي عُقد في المحفل الكوري».‏ يا لها من فرحة ان يرى المرء الثمر الجيد لأتعابه!‏

في جزيرة مِنْداناوو الكبيرة في جنوبي الفيليپين،‏ توجد مناطق كثيرة يصعب الوصول اليها.‏ وقد خدم ناثان ساباليوس هناك كناظر جائل،‏ مع زوجته.‏ خلال الاسابيع التي لم يزورا فيها الجماعات،‏ بذلا جهدا للكرازة في المقاطعات المنعزلة.‏ ودعوا اخوة وأخوات آخرين لمرافقتهما.‏ ذات مرة،‏ استخدم الفريق ١٩ دراجة نارية للوصول الى عدة قرى.‏ كانت الطرقات وعرة ووَحِلة،‏ وعلى الشهود ان يقطعوا انهرا وجداول،‏ وأغلبها ليس عليها جسور.‏ كان الناس في تلك المناطق يفتقرون الى المال،‏ ولكنهم رغم ذلك تبرعوا بمكانس ناعمة مصنوعة باليد تقديرا للمطبوعات التي جلبها الاخوة.‏ تخيّل المنظر عندما يعود الاخوة الى بيوتهم،‏ ودراجاتهم النارية محمّلة مكانس!‏ يقول ناثان:‏ «كان الجميع يعودون الى بيوتهم تعبين ومتسخي الثياب،‏ ولكنّ الفرح يغمرهم عالمين ان ما قمنا به هو مشيئة يهوه».‏

استخدام كل الوسائل للكرازة بالبشارة

في السنوات الاخيرة،‏ شجعت هيئة يهوه ناشري الملكوت على انتهاز كل فرصة لإعطاء الشهادة.‏ وكان ذلك ملائما خصوصا في المناطق المكتظة بالسكان في البلد.‏ فالمدن الكبيرة،‏ مثل داڤاو،‏ سيبو،‏ ومانيلا المتروپوليتية،‏ تشبه كثيرا غيرها من المدن حول العالم،‏ بكثرة مؤسساتها التجارية،‏ مكاتبها،‏ ومجمعاتها السكنية.‏ فماذا صُنع للوصول الى الناس في تلك الاماكن؟‏

ماكاتي هي جزء من الدائرة التي كان مارلون ناڤارو لا يزال يخدمها منذ فترة غير بعيدة.‏ قام مارلون،‏ متخرّج شاب من مدرسة تدريب الخدام،‏ بعمل دؤوب لتنظيم الكرازة في المقاطعة المالية في ماكاتي،‏ وهي منطقة معيّنة لثلاث جماعات.‏ واختير اخوة وأخوات،‏ كثيرون منهم فاتحون،‏ ودُرّبوا للعمل بفعالية في هذه المنطقة.‏ فعُقدت دروس في الكتاب المقدس في مراكز التسوق والحدائق العامة في هذا الجزء من المدينة؛‏ وبعض تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء يحضرون الاجتماعات.‏

كوري سانتوس وابنها جفري كلاهما فاتحان.‏ وغالبا ما يقومان بالشهادة في الشوارع في الصباح،‏ احيانا عند الساعة ٠٠:‏٦ صباحا.‏ في هذا الوقت،‏ يلتقيان اشخاصا عائدين الى بيوتهم بعد نوبة عملهم المسائية في المصانع.‏ وقد ابتدأا بدروس في الكتاب المقدس وهما يقومان بهذا النوع من الشهادة.‏ وبعض الذين جرى الاتصال بهم بهذه الطريقة تقدموا الى حد المعمودية.‏

خارج المدن ايضا،‏ الناشرون يقظون لإيجاد فرص للشهادة للآخرين.‏ نورما بالماسيدا،‏ التي بدأت تخدم كفاتحة خصوصية منذ اكثر من ٢٨ سنة،‏ تحدثت الى امرأة كانت تنتظر سيارة لتقلّها.‏ سألت نورما المرأة:‏ «الى اين انت ذاهبة؟‏».‏

اجابت المرأة:‏ «الى مقاطعة كيرينو».‏

‏«هل انت من هناك؟‏»‏

‏«كلا،‏ ولكنّ زوجي مصمم على الانتقال الى هناك لأن الحياة هنا في إيفوڠاو صعبة جدا».‏

ففتح هذا الحديث الفرصة امام نورما لإعطاء البشارة عن حكومة الملكوت التي ستحل مشاكل الانسان.‏ ثم افترقتا.‏ بعد سنوات،‏ في محفل دائري،‏ اقتربت امرأة من نورما وعرّفت بنفسها انها تلك المرأة التي تحدثت اليها في الماضي.‏ انها الآن معتمدة،‏ وابنتاها وزوجها يدرسون الكتاب المقدس.‏

في مكتب الفرع في مدينة كايزون،‏ الاخوة ايضا يقظون لاستخدام كل فرصة للشهادة.‏ فيليكس سالانڠو،‏ مثلا،‏ معروف جيدا بغيرته في الكرازة للآخرين.‏ وأثناء خدمته في بيت ايل يخدم غالبا كفاتح اضافي.‏ خلال سنة ٢٠٠٠،‏ فيما كان يجري العمل في مبنى سكني اضافي،‏ لاحظ فيليكس العمال الذين استؤجروا لتشييد الهيكل الخارجي للمبنى.‏ فاقترب من كبير المهندسين وطلب منه اذنا للتكلم الى العمال.‏ يقول فيليكس:‏ «بعد فترة غدائهم،‏ ذهبت الى موقع البناء حيث كان المهندس قد جمع العمال البالغ عددهم اكثر من ١٠٠ عامل.‏ وصفتُ لهم عمل شهود يهوه،‏ وشرحتُ ان المعرفة ضرورية ليبقى المرء حيا بعد الضيق العظيم.‏ كان معي صندوق يحتوي على كراسات وصندوق آخر يحتوي على كتب المعرفة.‏ فقلت انهم اذا كانوا مهتمين بدرس كلمة اللّٰه،‏ فبإمكانهم الحصول على احدى المطبوعتين».‏ شرح فيليكس ايضا كيف يُدعم عمل شهود يهوه عالميا،‏ ووضع ظرفا مع المطبوعات قرب شجرة جوز الهند.‏ فأخذ كثيرون من العمال كتابا او كراسة،‏ ووضع عدد كبير منهم تبرّعا في الظرف.‏

اهتم البعض بالدرس،‏ بمن فيهم كبير المهندسين.‏ فرتب فيليكس ان يدرس معه في كراسة ماذا يطلب اللّٰه منا؟‏ كل يوم اثنين،‏ اربعاء،‏ وجمعة خلال فترة الغداء.‏ قال المهندس لفيليكس:‏ «ما اتعلمه هنا،‏ اشرحه لزوجتي وأصدقائي».‏ وأراد مهندسان آخران يعملان هناك ان يدرسا ايضا،‏ بالاضافة الى حارس امن وبضع سكرتيرات.‏ نعم،‏ ان الشهادة في كل فرصة تجلب التسبيح ليهوه.‏

إتيان المرسَلين للمساعدة

على مر السنين،‏ اتى الى الفيليپين ٦٩ مرسَلا اجنبيا مدرّبا للمساعدة في عمل البشارة بالملكوت.‏ وقد ساعدوا بشتى الطرق.‏ دِنْتون هوپكنسون وريموند ليتش،‏ المذكوران سابقا،‏ عُيّنا في الاصل في الحقل،‏ اولا كمرسَلَين ثم كناظرَين جائلَين.‏ لاحقا،‏ أُعطيا تعيينات في مكتب الفرع.‏

ووصل عدد من المتخرّجين من جلعاد في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠ للمساعدة في عمل الطباعة المنشإ حديثا.‏ كان بينهم روبرت پيڤي وزوجته پاتريشا اللذان خدما سابقا في انكلترا وإيرلندا.‏ كان روبرت مساعِدا في انشاء مكتب للكتابة في مكتب فرع الفيليپين.‏ وقد حزن الجميع عندما غادرا في سنة ١٩٨١ للخدمة في المركز الرئيسي العالمي في بروكلين،‏ نيويورك،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏

في سنة ١٩٨٠،‏ وصل دين وكارِن جاسِك من الولايات المتحدة،‏ وبعد فترة وجيزة من درس اللغة التڠالوڠية في لاڠونا،‏ عُيّنا في الفرع.‏ وبعد تدريبات اضافية في سنة ١٩٨٣،‏ ساعدا الاخوة —‏ محليا وفي الدول الجزر المجاورة —‏ على تعلّم استعمال نظام الكمپيوتر الذي طوّره شهود يهوه والذي اثبت انه ضروري في دعم نشر مطبوعات الكتاب المقدس باللغات المحلية.‏

في سنة ١٩٨٨،‏ وصل هيوبرتوس (‏برت)‏ وجانين هوفناڠلز من هولندا.‏ كان الفرع على وشك الابتداء بمشروع بناء كبير.‏ وبما انه كان للزوجَين خبرة سابقة في بناء الفروع،‏ وبرت يعرف كيف يشغّل المعدات الثقيلة،‏ عُيّنا للمساعدة في المشروع.‏ اشتغل برت على المعدات ودرّب آخرين ايضا.‏ يقول:‏ «من البداية،‏ كنت ادرّب الاخوة المحليين على قيادة الشاحنات،‏ الحفّارة الخلفية،‏ الجرافة،‏ المحمِّلة الآلية،‏ والرافِعة.‏ وأخيرا،‏ اصبح عندنا فريق يضم ٢٠ الى ٢٥ شخصا يشغّلون المعدات الثقيلة».‏

لاحقا،‏ انضم اليهما اربعة متخرّجين من جلعاد —‏ پيتر وباييت ڤهلن من المانيا،‏ وڠاري وتيريزا جين ملتون من الولايات المتحدة.‏ كانت لدى الزوجَين ڤهلن ايضا خبرة في بناء الفروع،‏ وللزوجَين ملتون خمس سنوات خبرة في الخدمة في بيت ايل في الولايات المتحدة.‏ كلهم تمكنوا من المساهمة في عمل بناء الفرع.‏

قبل سنوات،‏ في سنة ١٩٦٣،‏ أُقفل آخر بيت للمرسَلين،‏ لأن الفاتحين الفيليپينيين الاكفاء كانوا قادرين على الاهتمام بالعمل في الحقل.‏ ولكن،‏ في سنة ١٩٩١ رتّبت الهيئة الحاكمة ان تُرسل ستة مرسَلين الى الحقل.‏ فمع انهم يملكون خبرة في العمل في الفرع،‏ كان لهؤلاء المرسَلين ايضا خبرة يمكن استخدامها للإفادة في الحقل.‏ على سبيل المثال،‏ ابتدأت جانين هوفناڠلز بالفتح الخصوصي بعمر ١٨ سنة.‏ وبإمكانها استخدام خبرتها وشخصيتها المفعمة بالحيوية لتشجيع الاخوة والجدد.‏ وعلّق زوجها برت على فوائد اخرى.‏ قال:‏ «المرسَلون في الحقل هنا يساعدون الناس ان يفهموا النطاق الاممي لعملنا».‏ وفي الوقت نفسه،‏ استمر بعض المرسَلين في الاعتناء بالمهمات الادارية وغيرها في الفرع.‏

صحيح ان الفيليپين استقبلت عددا من المرسَلين،‏ لكن كان لها حصة ايضا في إرسال مرسَلين الى الخارج.‏

إرسال مرسَلين الى الخارج

في حين ان المرسَلين كانوا لا يزالون يَفِدون الى البلد،‏ ابتدأت الفيليپين بإرسال فاتحين فيليپينيين الى بلدان اخرى للمشاركة في العمل الإرسالي هناك.‏ ومع ان الفاتحين المحليين لم ينالوا التدريب التنظيمي نفسه الذي ناله المتخرّجون من جلعاد،‏ كان يوجد عدد لا بأس به من الفاتحين المحليين البارعين.‏ منذ الحرب العالمية الثانية،‏ توسّع عمل التلمذة في الفيليپين بسرعة اكبر بكثير مما في البلدان المجاورة.‏ لذلك،‏ ابتداء من سنة ١٩٦٤،‏ دُعي الفاتحون الفيليپينيون الاكفاء للانضمام الى الخدمة الارسالية في آسيا وجزر المحيط الهادئ.‏ بعض الذين أُرسلوا كانوا متزوجين،‏ لكنّ اغلبية الذين أُرسلوا كانوا فاتحين عزابا لديهم خبرة عشر سنوات او اكثر في الخدمة كامل الوقت.‏ وفي اواسط سنة ٢٠٠٢،‏ كان قد أُرسل ١٤٩ فاتحا وفاتحة الى ١٩ بلدا مختلفا.‏ ولا يزال ٧٤ منهم في تعييناتهم.‏ يوجد ايضا مرسَلون آخرون ينتظرون انهاء معاملاتهم للسفر،‏ وفي غضون هذا الوقت يقضون وقتهم في الفرع وينالون تدريبا وخبرة ستساعدهم في تعييناتهم.‏ سنرى الآن اية مساهمة في العمل الكرازي قام بها هؤلاء المرسَلون على مر السنين،‏ وأية تحديات وأفراح اختبروها.‏

روز كاڠونڠاو (‏الآن أنڠلِر)‏ وكلارا دلّا كروس (‏الآن آلاوريا)‏ كانتا اول الذاهبات.‏ كان تعيينهما في تايلند.‏ وبعد حوالي سنة،‏ انضمت اليهما أنڠيليتا ڠاڤينو.‏ طبعا،‏ كما هي الحال مع المرسَلين،‏ يشكّل تعلّم اللغة تحديا كبيرا.‏ تقول أنڠيليتا عن تعلّم اللغة التايية:‏ «طوال الاسابيع القليلة الاولى،‏ شعرت بالتثبط لأن كل المكتوب في الكتاب بدا لي مثل ‹الديدان›،‏ وفي الاجتماعات لم نكن نستطيع التكلم مع احد بسبب عائق اللغة».‏ ولكنهن تعلمن اللغة،‏ ولا يزلن يستعملن هذه اللغة التي تعلمنها لمساعدة الآخرين.‏

بعد هؤلاء المرسَلات،‏ بدأ يُرسَل باستمرار فاتحون طوعيون الى شتى البلدان.‏ فطُلب من پورفيريو وإيڤانجيلين هومواد الذهاب الى كوريا في سنة ١٩٧٢.‏ لقد اتقنا اللغة جيدا،‏ وبعد سنتين ونصف في الحقل الارسالي،‏ دُعي الزوجان هومواد الى العمل الدائري.‏

في سنة ١٩٧٠،‏ كانت سالڤاسيون ريڠالا (‏الآن آيا)‏ احدى الاخوات الفيليپينيات التسع اللواتي وصلن الى هونڠ كونڠ للابتداء بالعمل الارسالي.‏ كان تعلّم اللغة الكانتونية اول تحدٍّ لها.‏ ففي اللغة الكانتونية توجد تسع نغمات.‏ ومع تغيير النغمة يتغير معنى الكلمات.‏ تتذكر سالڤاسيون صراعها مع تلك النغمات،‏ وتخبر انها قالت ذات مرة لإحدى تلميذات الكتاب المقدس انهن انتقلن من مسكنهن «بسبب شبح»،‏ في حين ارادت ان تقول «بسبب الاجر المرتفع».‏ في النهاية،‏ تعلمت سالڤاسيون اللغة.‏ وساعدت اكثر من ٢٠ شخصا على تعلم رسالة الحق الموجودة في الكتاب المقدس.‏ والآن تلتقي الكثير من الإندونيسيين الذين يعملون في البيوت في هونڠ كونڠ،‏ لذلك تحاول ان تتعلم اللغة الإندونيسية.‏

رودولفو أسونڠ،‏ اخ ودود وقوي العزيمة،‏ واجه اوضاعا مختلفة كليا عندما عُيّن في پاپوا غينيا الجديدة في سنة ١٩٧٩.‏ لقد انكب على تعلّم اللغة وأتقنها بحيث انه بعد فترة قصيرة في البلد،‏ عُيّن ناظرا جائلا.‏ الا ان زيارة الجماعات في پاپوا غينيا الجديدة كانت مختلفة جدا عن الزيارات في الفيليپين.‏ يقول:‏ «تعلمت كيف أجذّف زورقا خشبيا صغيرا وأنا واقف،‏ مثل اهل البلد تماما».‏

وفي ما يتعلق بالمحافل،‏ يروي رودولفو:‏ «بسبب المسافات وقلة وسائل التنقل التي يمكن تحمّل نفقتها،‏ رتّبنا ان تُعقَد عدة محافل صغيرة.‏ كان المحفل الذي عُقد في قرية لاريميا اصغر محفل حضرته في حياتي.‏ كان مجموع عدد الحضور عشرة اشخاص».‏ وفي مناسبة اخرى،‏ عُيّن ناظر المحفل الذي سيُعقَد في قرية آڠي.‏ يقول:‏ «عُيّنتُ ايضا لأخدم كعريف المحفل،‏ اهتم بقسمَي الصوت والطعام،‏ ادير المسرحية،‏ وألعب دور الملك داود».‏ لقد بذل جهده فعلا في ذلك التعيين ولاحقا تمتع بالخدمة الارسالية في جزر سليمان.‏

في سنة ١٩٨٢،‏ أُرسل أرتورو ڤيلياسين،‏ اخ سهل التكيّف من لوزون،‏ الى جزر سليمان.‏ خدم هناك كناظر دائرة ووجد الظروف مختلفة جدا عن الفيليپين.‏ فللوصول الى جزر كثيرة كان من الاسهل استخدام طائرة صغيرة.‏ يروي:‏ «ذات مرة تحطمت طائرتنا،‏ ولكننا نجونا جميعا.‏ وفي مرة اخرى،‏ كدنا نصطدم بجانب جبل بسبب سوء الرؤية».‏ وعن زيارة بعض الجماعات،‏ قال:‏ «نسير عبر غابة مطيرة ونتسلق تلالا شاهقة وحِلة لزيارة الجماعات الموجودة بين شعب الادغال الذين يعبدون اسلافهم».‏ لقد مات أرتورو على نحو فجائي بسبب مضاعفات صحية في سنة ٢٠٠١،‏ لكنّ ذكره سيبقى فترة طويلة كمرسَل امين.‏

توجد اختبارات كثيرة كهذه من الاخوة والاخوات الفيليپينيين في الحقول الارسالية في آسيا والمحيط الهادئ.‏ وعلى الرغم من التحديات،‏ ساهم خدام يهوه هؤلاء الطوعيون والمضحون بالذات مساهمة كبيرة في العمل الكرازي في تلك البلدان.‏

الفرح من جراء مساعدة الآخرين على جعل يهوه حصنهم

ان بركة يهوه تنتج فرحا.‏ (‏امثال ١٠:‏٢٢‏)‏ تقول أدلييدا كالِتانا،‏ التي أُرسلت الى تايوان سنة ١٩٧٤:‏ «انا حقا سعيدة جدا وشاكرة ليهوه انه يبارك عملنا هنا،‏ وقد منحني الفرصة ان اساهم في هذا العمل».‏

ويقول پول وماريانا تابونيڠاو،‏ اللذان يخدمان الآن في جزر مارشال:‏ «لقد ساعدنا ٧٢ شخصا على خدمة يهوه.‏ ويفرحنا كثيرا ان كثيرين منهم يخدمون الآن كشيوخ،‏ خدام مساعدين،‏ فاتحين خصوصيين،‏ فاتحين قانونيين،‏ وناشرين نشاطى في الجماعات».‏

ليديا پامپلونا،‏ التي تخدم في پاپوا غينيا الجديدة منذ سنة ١٩٨٠،‏ ساعدت ٨٤ شخصا الى حد بلوغ الانتذار والمعمودية.‏ وحاليا تعقد دروسا بيتية في الكتاب المقدس مع ١٦ شخصا،‏ معظمهم يحضرون الآن الاجتماعات.‏ ولا شك ان تعليقاتها الشخصية تلخّص شعور مرسَلين كثيرين:‏ «اشكر يهوه على الخدمة التي ائتمنني عليها.‏ فليستمر في مباركة خدمتنا،‏ التي تجلب له المجد».‏

وقد قدّرت الفروع حيث ذهب المرسَلون الفيليپينيون وجودهم في مقاطعتهم.‏ كتب فرع تايلند:‏ «يقوم المرسَلون الفيليپينيون بعمل رائع.‏ انهم مثال في الامانة على مر السنين العديدة التي قضوها في تايلند.‏ ويستمرون في العمل رغم تقدمهم في السن.‏ انهم يحبون تايلند والشعب التايلندي؛‏ ويعتبرون تايلند موطنهم.‏ شكرا جزيلا لكم على هؤلاء المرسَلين الرائعين».‏

مدرسة خدمة الملكوت تساعد في إعداد الشيوخ

في الوقت نفسه الذي أُرسل فيه المرسَلون الفيليپينيون الى الخارج ليخدموا في بلدان اخرى،‏ زوّدت هيئة يهوه تدريبا للاعداد المتزايدة من الاخوة الاكفاء الذين يتحملون المسؤوليات في الجماعات المحلية.‏ وكانت مدرسة خدمة الملكوت احدى اولى الوسائل لإنجاز هذا التدريب.‏

بدأت الصفوف الاولى في سنة ١٩٦١ كمقرَّر يدوم شهرا.‏ وعُيّن جاك ردفورد،‏ الذي كان استاذا في جلعاد وخدم لاحقا كمرسَل في ڤيتنام،‏ ليعلّم هذا المقرَّر في الفيليپين.‏ فعُقدت المدرسة الاولى في الفرع وأُعطيت الدروس باللغة الانكليزية.‏

مع ان البعض يفهمون الانكليزية جيدا،‏ يلزم دائما ان تُؤخذ بعين الاعتبار اللغات واللهجات الاخرى الشائعة في الفيليپين.‏ فشيوخ كثيرون يستفيدون اكثر من المقرَّر اذا أُعطي بلغتهم الام.‏ وهكذا،‏ ابتداء من اواسط ستينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ أُعطي المقرَّر بعدة لغات.‏ ويتذكر كورنيليو كانييتي انه عُيّن ليعلّم المقرَّر في جزر ڤيسايان وجزيرة مِنْداناوو.‏ يضحك ويقول:‏ «كنت ادرِّس المقرَّر بثلاث لغات:‏ سيبوانو،‏ هيليڠاينون،‏ والسامارلايتية».‏

على مر السنين،‏ تغيَّر المقرَّر،‏ بما في ذلك برنامج تدريسه.‏ ومؤخرا،‏ أُعطي المقرَّر في نهاية الاسبوع —‏ يوم ونصف للشيوخ ويوم واحد للخدام المساعدين.‏ ومع ذلك،‏ لا يزال تدريس المقرَّر بحوالي ثماني لغات يشكل تحدّيا.‏ فالشيوخ الذين يعرفون هذه اللغات يُرسَلون من الفرع ويعقدون مدرسة لتدريب النظار الجائلين.‏ وهؤلاء بدورهم،‏ يعقدون المدارس الفعلية للشيوخ والخدام المساعدين في الجماعات.‏ وفي المدرسة الاخيرة التي عُقدت،‏ استفاد ٠٠٠‏,١٣ شيخ و٠٠٠‏,٨ خادم مساعد من هذا التدريب.‏

مساعدة للفاتحين

لاحقا،‏ بدأ الفاتحون ايضا ينالون تدريبا اضافيا.‏ ففي سنة ١٩٧٨،‏ عُقدت الصفوف الاولى لمدرسة خدمة الفتح.‏ وقد انخرط كل الفاتحين،‏ بمن فيهم الفاتحون الخصوصيون،‏ في تلك الصفوف.‏ ومنذ ذلك الوقت،‏ باستثناء سنتَي ١٩٧٩ و ١٩٨١،‏ تُعقد الصفوف كل سنة.‏

استفاد الفاتحون كثيرا من المدرسة،‏ ولكن كان عليهم التغلب على بعض العقبات لحضور هذه المدرسة.‏ فالبعض قاموا بتضحيات مالية ليذهبوا.‏ وآخرون لاقوا صعوبات في وسائل النقل.‏

وأولئك الذين حضروا المدرسة التي عُقدت في مدينة سانتياڠو واجهوا امرا غير متوقع.‏ روى رودولفو دي ڤيرا،‏ ناظر الدائرة:‏ «في ١٩ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ سنة ١٩٨٩،‏ ضرب اعصار مداري هائل بدون سابق انذار سانتياڠو في مقاطعة إيزابيلا،‏ وقد بلغت ذروة سرعة الرياح فيه ٢٠٥ كيلومترات في الساعة.‏ عندما باشرنا صفوفنا في ذلك الصباح في قاعة الملكوت،‏ كانت السماء تمطر رذاذا والريح خفيفة،‏ فابتدأنا مدرسة الفتح.‏ ولكنّ الرياح اشتدت وصار المبنى يهتز.‏ وما لبث ان طار السقف.‏ اردنا ان نغادر،‏ ولكننا رأينا ان وجودنا خارجا هو اخطر بسبب كثرة الاشياء المتطايرة».‏ وعلى الرغم من ان المبنى بدأ ينهار،‏ بقي الجميع احياء ولم يتأذوا.‏ وقد عزوا بقاءهم احياء الى يهوه وأيضا الى الاقتراح في مجلة استيقظ!‏ الذي يذكر ان على المرء الاختباء تحت طاولة او مكتب في مثل هذه الظروف.‏ يقول الاخ دي ڤيرا:‏ «اختبأنا تحت الطاولات.‏ وعندما انتهى الاعصار،‏ كنا مغطّين بالاغصان وبصفائح التسقيف المعدنية المتطايرة،‏ ولكن جميع الذين بقوا في المبنى تحت الطاولات لم يُصابوا بأذى».‏

كل سنة،‏ تُعقد المدارس بسبع لغات.‏ وحتى سنة الخدمة ٢٠٠٢،‏ عُقد ٧٨٧‏,٢ صفا وأنهى المقرَّر ٦٥٠‏,٤٦ فاتحا.‏ يا لَهذه المدرسة من تدبير ممتاز يساعد الفاتحين على تحسين مهاراتهم ووضع ثقتهم الكاملة في يهوه فيما يستمرون ‹يضيئون كأنوار في العالم›!‏ —‏ فيلبي ٢:‏١٥‏.‏

الجهود الاولى في طباعة الأوفست

لولا وجود مطبوعات الكتاب المقدس الممتازة لَكان العمل في الحقل وفي الجماعات اصعب بكثير.‏ طوال سنوات كانت الطباعة للحقل الفيليپيني تجري في بروكلين.‏ ولكن في اوائل سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بُني مصنع في اراضي الفرع في مدينة كايزون.‏ ووُضعت فيه معدات الطباعة البارزة،‏ الشبيهة بتلك التي كانت موجودة في بروكلين.‏ وقد مكّن ذلك الفرع من طباعة كل المجلات في مصنعه.‏

ولكن في تلك السنوات،‏ تبيّن ان الطباعة البارزة التي تستعمل اسلوب المعدن الساخن لم تعد تُستخدم في مجال الطباعة،‏ وحلّت محلها طباعة الأوفست.‏ فأشار علينا المركز الرئيسي العالمي ان نقوم نحن ايضا بهذا التغيير تدريجيا.‏

في سنة ١٩٨٠،‏ اشترى الفرع معدات للتنضيد التصويري.‏ وكان فرع جنوب افريقيا قد حصل على النوع نفسه من المعدات،‏ فقدّم خبرته لمساعدة فرع الفيليپين.‏ وكان يُشغَّل نظام التنضيد هذا بواسطة الكمپيوتر الى جانب مطبعة اوفست صغيرة تُغذّى بصحائف الورق اشُتريت في الوقت نفسه تقريبا.‏

وقد ساعدت هذه المعدات الاخوة على تعلم التقنيات المستخدمة في طباعة الأوفست،‏ انما على نطاق مصغّر.‏ دايڤيد ناموكا،‏ الذي كانت لديه خبرة واسعة في عملية اللينوتيپ في الطباعة البارزة،‏ تعلّم كيفية استخدام معدات التنضيد التصويري.‏ وتعلّم اخوة آخرون كيفية صنع الالواح لطباعة الأوفست وكيفية الطباعة على المطبعة التي اشُتريت حديثا.‏ وهكذا،‏ بنهاية سنة ١٩٨٠،‏ كان الفرع يستخدم طريقة الأوفست لطباعة خدمتنا للملكوت ببعض اللغات ولطباعة المجلات باللغات المطلوب منها نسخا قليلة.‏

كما أدخل التحوّل الوشيك الى طباعة الأوفست استعمالَ الكمپيوتر لمساعدة الاخوة في الترجمة وفي عملية الإعداد للطبع.‏ وتدريجيا،‏ نال الاخوة خبرة وثقة في عملهم.‏ وبمرور الوقت،‏ تمكنوا من تحسين نوعية وكمية الطباعة باستخدام هذه الوسائل.‏ وفي الواقع،‏ كان الاخوة توّاقين الى التقدم بحيث طبعوا،‏ في سنة ١٩٨٢،‏ اخبار الملكوت رقم ٣١ بأربعة ألوان،‏ مستخدمين مطبعة الأوفست ذات اللون الواحد.‏ فقد أُدخل الورق ست مرات في المطبعة —‏ اربع مرات من اجل الجانب ذي الاربعة ألوان ومرتين للجانب ذي اللونين.‏ كانت مهمة ضخمة،‏ وربما لم تكن النوعية ممتازة؛‏ لكنّ الجميع سُرّوا ان يروا اخبار الملكوت بأربعة ألوان تُنتج على معداتنا.‏

ساهم هذا الترتيب في تقدّم الامور،‏ ولكن كيف كان سيُنجَز التحوّل الكامل الى التنضيد التصويري بواسطة الكمپيوتر وطباعة الأوفست؟‏ كانت لدى هيئة يهوه بعض الخطط،‏ وكان فرع الفيليپين سيستفيد قريبا منها.‏

هيئة يهوه تزوّد نظام التنضيد التصويري الالكتروني المتعدِّد اللغات

اجازت الهيئة الحاكمة انتاج نظام تنضيد تصويري بواسطة الكمپيوتر يسد الحاجات الفريدة لنشر البشارة بعشرات اللغات.‏ فطُوّر نظام التنضيد التصويري الالكتروني المتعدِّد اللغات (‏MEPS)‏ في بروكلين.‏ وعلى الرغم من ان المعدات التي استخدمها فرع الفيليپين فترة من الوقت قد ادخلت استعمال الكمپيوتر وطباعة الأوفست على نطاق مصغّر،‏ كان الـ‍ MEPS سيتيح له التقدم في هذا المجال،‏ الى جانب فروع اخرى حول العالم.‏

دُعي اخوَان مع زوجتيهما من الفيليپين الى والكيل في نيويورك.‏ فنال الاخوَان تدريبا في صيانة اجهزة الكمپيوتر التي تستخدم الـ‍ MEPS وفي تطبيق برامج الـ‍ MEPS على عملية الإعداد للطبع.‏ وقضى زوجان آخران،‏ فلوريزيل نوويكو وزوجته،‏ وقتهما في بروكلين،‏ حيث تعلّم الاخ نوويكو كيفية تشغيل مطابع الأوفست M.‎A.‎N.‏ وهذا بالضبط ما كان فرع الفيليپين بحاجة اليه لكي يستخدم الكمپيوتر كاملا في عملية الإعداد للطبع وطباعة الأوفست.‏

في سنة ١٩٨٣،‏ وصلت الى الفيليپين مطبعة اوفست M.‎A.‎N.‏ فجُمعت بمساعدة ليونل دينڠل من فرع أوستراليا.‏ وشرع الاخ نوويكو يدرّب اخوة محليين في الامور التي تعلّمها في بروكلين.‏ وفي نهاية سنة ١٩٨٣،‏ طُبعت المجلات الاولى على هذه المطبعة.‏ ولكن لم يكن نظام الطباعة هذا كاملا بعد،‏ فأُنتجت المجلات باستعمال اسلوب المعدن الساخن الى جانب طباعة الأوفست.‏

ولكنّ اكمال النظام لم يكن بعيد التحقيق.‏ فقد وصل اول كمپيوتر يستخدم الـ‍ MEPS في نهاية سنة ١٩٨٣،‏ وشرع الاخوَان اللذان دُرّبا في والكيل في تعليم آخرين كيفية تشغيل وصيانة معدات الـ‍ MEPS.‏ وفي غضون وقت قصير،‏ ابتدأ الانتاج.‏ كما دُرّب جيدا عدة اعضاء في بيت ايل على كيفية استخدام هذا النظام في الترجمة،‏ ادخال النصوص،‏ الاخراج الفني،‏ والتنضيد التصويري،‏ بالاضافة الى كيفية تصليح اجهزة الكمپيوتر.‏ ولكن ما جعل عملية التدريب معقّدة في الفيليپين هو عدد اللغات المستعملة.‏ فمجلة برج المراقبة وحدها تُعدّ بسبع لغات،‏ عدا الانكليزية.‏ فكان نظام الـ‍ MEPS ملائما جدا لهذه المهمة.‏

كان هنالك تحسّن ملحوظ في نوعية المطبوعات المنتَجة.‏ وفي ما يتعلق بالذين يقومون بالطباعة،‏ يقول احد العمال في المصنع،‏ سيزار كاستيليانو:‏ «معظم اخوتنا في بيت ايل مزارعون.‏ والبعض لم تكن لديهم اية مهارات تقنية.‏ من المذهل حقا ان نرى كيف يستخدم يهوه روحه ليساعد الاخوة على التمكن من القيام بأمور كثيرة،‏ بما فيها عمل الطباعة».‏ لقد تعلّم الاخوة هذه المهارات،‏ ونال الناشرون في الحقل مطبوعات جذابة اكثر.‏ ولكن ثمة فائدة اكثر اهمية —‏ فائدة روحية —‏ صارت ممكنة بواسطة هذا التقدم التقني في اساليب الطباعة.‏

طعام روحي متزامن

عندما كانت مطبوعات الفيليپين تُطبَع في بروكلين،‏ كان ما يظهر في المجلات الانكليزية يستغرق ستة اشهر او اكثر ليُنشَر باللغات الفيليپينية.‏ ومع ان المجلات كانت تُترجم محليا،‏ فقد استغرق وقتا طويلا ارسالُ المخطوطات ونُسخ الطباعة للتصحيح وإعادتها وأخيرا شحن المجلات المطبوعة.‏ وعندما صارت الطباعة تتم في الفيليپين في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ جرى العمل بسرعة اكثر،‏ لكنّ محتويات المجلات كانت لا تزال مؤخرة ستة اشهر عن الاعداد بالانكليزية.‏ وفكّر العديد من الاخوة الفيليپينيين:‏ ‹ألا يكون رائعا ان نحصل على الاعداد بلغاتنا المحلية في وقت متزامن مع الاعداد بالانكليزية؟‏›.‏ وطوال سنوات،‏ ظل هذا الامر حلما.‏

ولكن،‏ مع إدخال نظام الـ‍ MEPS وإجراءات الانتاج المعدّلة،‏ ما كان في ما مضى حلما صار حقيقة.‏ فقد أدركت الهيئة الحاكمة ان درس المواد نفسها في الوقت نفسه سيكون له تأثير قوي وموحِّد على كل شعب يهوه.‏ وجرى العمل على ذلك،‏ وفي كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٨٦،‏ صارت برج المراقبة تصدر بشكل متزامن مع الانكليزية بأربع لغات محلية:‏ ايلوكوِية،‏ تڠالوڠية،‏ سيبوانو،‏ وهيليڠاينون.‏ وسرعان ما تبعتها لغات اخرى.‏ وكم كانت مفاجأة الاخوة كبيرة عندما حصلوا في محافل سنة ١٩٨٨ على كتاب الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏ بثلاث لغات محلية في نفس وقت صدور الطبعة الانكليزية!‏ كان الاخوة مبتهجين —‏ ليس فقط لحيازتهم مطبوعات ذات نوعية ممتازة ليقدموها للاشخاص المهتمين،‏ بل لتمكُّنهم من الاستفادة من برنامج الطعام الروحي ذاته في نفس الوقت الذي تستفيد فيه اغلبية اخوتهم حول العالم.‏

لقد حصلت هذه التحسينات في الطباعة اثناء اضطراب الاوضاع في بعض انحاء البلد.‏ وكانت المطبوعات تشدِّد على الحاجة المستمرة ان يجعل الجميع من يهوه حصنهم.‏

مواجهات بين الجيش والمتمردين

خلال ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ تكثَّفت نشاطات الفرق المتمردة في مناطق كثيرة من البلد.‏ والبعض منها كانت له علاقة بالحركة الشيوعية.‏ وصارت تحصل دائما مواجهات بين الجيش والقوى المخرِّبة.‏ وغالبا ما امتحنت هذه النزاعات اتكال الاخوة على يهوه.‏

في احدى المناطق حيث توجد جماعة من ٦٢ ناشرا،‏ استيقظ الاخوة ذات صباح ليجدوا ان المتمردين والجيش مصطفون للقتال.‏ كانت بيوت الاخوة واقعة في الوسط.‏ فذهب احد الشيوخ الى القوى المتمردة،‏ وذهب آخر الى الجيش.‏ وطلبا منهم الّا يتقاتلوا هناك بسبب عدد المواطنين الذين سيتأذون.‏ ولكن جرى تجاهل طلبهما.‏ وإذ لم يتمكن الاخوة من الفرار،‏ اجتمعوا في قاعة الملكوت.‏ وصلّى احد الشيوخ صلاة طويلة بصوت عالٍ ليسمعها الجيش في الخارج.‏ وعندما فتح الاخوة اعينهم،‏ وجدوا ان الفريقين ذهبا الى مكان آخر؛‏ ولم تحصل اية معركة.‏ وقد اقتنع هؤلاء الاخوة بأن يهوه حماهم.‏

يخدم دييونيسيو كارپينتيرو كناظر جائل برفقة زوجته منذ اكثر من ١٦ سنة.‏ ولا يزال يتذكر ما حدث في سنته الاولى من العمل الدائري،‏ في مقاطعة نيڠروس الشرقية في الجزء الجنوبي من وسط الفيليپين.‏ يروي:‏ «زرنا جماعة لينانتويان.‏ كنا مسرورين لأن يوم الاربعاء،‏ انضم الينا في خدمة الحقل ٤٠ ناشرا.‏ ولكننا لم ندرك ان قوات المتمردين كانوا يراقبون تحركاتنا.‏ فقد كان مخبأهم قرب قاعة الملكوت.‏ وذهب اربعة منهم الى مكان سكننا في الساعة الرابعة بعد الظهر ليستعلموا عنا.‏ ففسّر لهم احد الشيوخ هناك انني ناظر دائرة وأزور جماعتهم كل ستة اشهر».‏

كما يبدو،‏ لم يصدق الرجال ما فسّر لهم الاخ.‏ واشتبهوا في ان يكون دييونيسيو عسكريا وطلبوا من الشيخ ان يأتي به اليهم لكي يقتلوه.‏ اجاب الشيخ ان عليهم ان يقتلوه هو اولا.‏ فغادروا.‏

يتابع دييونيسيو:‏ «ظلت الكلاب تنبح طوال الليل،‏ مشيرة الى وجود المتمردين.‏ فصلّينا اربع مرات في تلك الليلة،‏ طالبين من يهوه ان يرشدنا.‏ ثم امطرت السماء بغزارة رغم اننا كنا في فصل الجفاف.‏ فغادر الرجال الذين كانوا منتظرين وبنيّتهم قتلنا».‏

بعد الاجتماع يوم الاحد،‏ اعلم دييونيسيو الشيوخ انه سيغادر مع زوجته وينتقلان الى الجماعة التالية.‏ ولكن ليتمكّنا من ذلك،‏ كان عليهما المرور بمخبإ المتمردين.‏ يقول دييونيسيو:‏ «كان احد الرجال ينظر من النافذة.‏ حتى اننا قلنا له اننا مغادران.‏ ولكن عند الساعة الثامنة مساء،‏ ذهب المتمردون الى قاعة الملكوت وسألوا عنا.‏ فأخبرهم الشيخ اننا غادرنا ومررنا بمخبإهم.‏ ولكن ما يثير الدهشة هو انهم لم يرونا.‏ لقد علّمنا هذا الاختبار ان نثق بيهوه وأن نكون شجعانا في وجه الصعوبات».‏ ولا يزال الاخ دييونيسيو مع زوجته يتابعان خدمتهما بفرح.‏

ان مثل هذه النزاعات تصعّب عمل الشهادة احيانا.‏ وكون المرء في اماكن كهذه في الوقت غير المناسب قد يعني بقاءه في منطقة تبادل النيران.‏ ولكن في بعض الحالات،‏ كان احد الاحزاب يخبر الاخوة عن وقوع اشتباكات وشيكة.‏ وعندما يحدث ذلك،‏ كان الاخوة يختارون مكانا آمنا اكثر يشهدون فيه الى ان ينتهي القتال.‏ رغم ذلك،‏ يستمر عمل الشهادة بالملكوت،‏ وقد تعلّم الاخوة ان يتكلوا على يهوه.‏

امتحانات الحياد

قال يسوع عن اتباعه:‏ «ليسوا جزءا من العالم،‏ كما اني انا لست جزءا من العالم».‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٤‏)‏ وكما في بلدان اخرى،‏ لم يشترك شهود يهوه في الفيليپين في سياسات العالم ونزاعاته العسكرية.‏ فهم لم ‹يأخذوا السيف›،‏ بل تركوا اسلحتهم واتّبعوا طرق السلام التي يعلّمها يهوه.‏ (‏متى ٢٦:‏٥٢؛‏ اشعياء ٢:‏٤‏)‏ وهذا الموقف الحيادي معروف جيدا في كل الفيليپين،‏ والناس من كل الاطراف يعرفون ان شهود يهوه لا يشكّلون خطرا عليهم.‏ ولكن مرّت اوقات حين كان على خدام يهوه ان يُظهروا بوضوح موقفهم من الامور.‏ وكان ذلك حماية لهم.‏

كناظر جائل،‏ اختبر ويلفريدو أريليانو امورا كثيرة وهو يخدم في شتى المقاطعات التي كان بعضها هادئا والبعض الآخر لم يخلُ من الاضطرابات.‏ في سنة ١٩٨٨،‏ زار جماعة في الجزء الجنوبي من وسط الفيليپين.‏ وكان الاشخاص الذين يثيرون الفتنة هناك يضغطون على الاخوة لينضموا اليهم في التمرد على الحكومة.‏ لكنَّ الاخوة رفضوا بثبات.‏

يروي ويلفريدو ما حدث:‏ «خلال زيارتي،‏ كان الجيش ناشطا في مقاطعة الجماعة.‏ لقد ارادوا تنظيم السكان في ميليشيا لمحاربة مثيري الفتنة.‏ وفي اجتماع مع ممثّلي الحكومة،‏ أُعطي الاخوة فرصة لشرح سبب عدم انضمامهم الى مثيري الفتنة او الى ميليشيا الحكومة.‏ وفي حين عارض بعض السكان المحليين موقفنا،‏ احترمنا الناطقون بلسان الحكومة».‏

يخبر ويلفريدو ما حدث لاحقا:‏ «لدى عودة احد الاخوة بعد الاجتماع الى مزرعته صادف فريقا من الرجال المدججين بالسلاح ومعهم سجينان معصوبا العينين.‏ سألوه هل حضر الاجتماع الذي عقدته الحكومة،‏ فأجاب بصدق انه حضره.‏ اراد المسلّحون ان يعرفوا اذا انضم الى الميليشيا،‏ فأخبرهم انه لم يفعل ذلك،‏ وشرح لهم موقفه الحيادي.‏ فسُمح له ان يذهب الى بيته.‏ وبعد بضع دقائق،‏ سمع طلقتين ناريتين وعرف ان السجينَين قد أُعدما».‏

في سبعينات وأوائل ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ صار إلزاميا وفق القانون في الفيليپين ان ينتخب كل المواطنين.‏ وكان المخالفون يُسجنون.‏ وقد اعطى ذلك شعب يهوه الفرصة ان يبرهنوا ولاءهم للّٰه.‏ ومثل اخوتهم المسيحيين حول العالم،‏ حافظ خدام يهوه في الفيليپين على موقفهم الحيادي في السياسة،‏ ولم يكونوا «جزءا من العالم».‏ —‏ يوحنا ١٧:‏١٦‏.‏

بعد تغيير في الحكومة في سنة ١٩٨٦،‏ عُدّل دستور البلد وأُلغي مطلب الانتخاب.‏ وقد سهّل ذلك الامور على الاخوة.‏ ولكن كانت هنالك امتحانات اخرى واجهها كثيرون،‏ وخصوصا تلاميذ المدارس.‏

‏‹عدم تعلّم الحرب في ما بعد›‏

نشأت أيرين ڠارسيا في مقاطعة پامپانڠا الواقعة في وسط جزيرة لوزون.‏ وقد واجهت مشكلة لا تزال تشكّل امتحانا لأحداث كثيرين.‏ ففي المدرسة الثانوية،‏ التدريب العسكري هو إلزامي.‏ ولكنّ التلاميذ الذين هم من شهود يهوه يقررون شخصيا انهم لا يستطيعون الاشتراك في برنامج يعلّم اساليب الحرب.‏ في بادئ الامر،‏ صلّت أيرين ليهوه طلبا لمساعدته.‏ ثم،‏ اذ فكّرت في الاحداث العبرانيين الامناء الثلاثة في زمن دانيال،‏ ذهبت شخصيا الى المدرِّب وطلبت ان تُعفى من التدريب.‏ (‏دانيال،‏ الاصحاح ٣‏)‏ رغم انه لم يفهم كاملا موقفها،‏ عبّر عن تقديره للتفسير الذي قدّمته.‏ الا انه حذّرها انها ستنال علامة منخفضة نتيجة عدم اشتراكها.‏ اجابت أيرين:‏ «لا بأس.‏ سأبذل قصارى جهدي في المواد الاخرى».‏ وأُعطيت أيرين تعيينا آخر تقوم به بدل التدريب العسكري.‏ قالت:‏ «كانت النتيجة ان اولادا آخرين من الشهود لم يعانوا اية مشكلة عندما طلبوا ان يُعفوا من التدريب العسكري،‏ وأنا تخرجت وكنت من بين التلاميذ العشرة الاوائل».‏

لم يسمح جميع المدرِّبين بالإعفاء.‏ وقد صعّب بعض المدرِّبين تخرّج التلاميذ.‏ ومع ذلك،‏ تعلّم آلاف الاحداث درسا مهمّا نتيجة الالتصاق بمبادئ يهوه:‏ ان اتخاذ موقف ثابت الى جانب ملكوت يهوه والمحافظة على الحياد في شؤون هذا العالم يجلبان حماية يهوه وبركته.‏ —‏ امثال ٢٩:‏٢٥‏.‏

عدد المحافل يزداد

الآن دعونا نلقي نظرة على التجمعات الروحية لشعب يهوه.‏ انها دائما مناسبات مفرحة.‏ وبما ان الشهود كانوا قليلين في البلد قبل الحرب العالمية الثانية،‏ فلم تكن هنالك تجمعات كبيرة حتى فترة ما بعد الحرب.‏ ومع ذلك،‏ فقد بُذلت الجهود لتشجيع الاخوة بعقد المحافل.‏ وفي الواقع،‏ ذُكر في الكتاب السنوي لسنة ١٩٤١ انه عُقد محفل في مانيلا في آذار (‏مارس)‏ ١٩٤٠.‏

تتذكرون ان اليابانيين سجنوا جوزيف دوس سانتوس.‏ ثم اطلقت سراحه القوات الاميركية في اوائل سنة ١٩٤٥.‏ لقد كان هذا الاخ مهتما جدا بالخير الروحي للاخوة،‏ الذين كانوا بمعظمهم جددا في الهيئة.‏ فصُنعت الترتيبات لمساعدتهم على تعلّم طرق لتعليم الآخرين حقائق الاسفار المقدسة بفعالية بواسطة دروس بيتية في الكتاب المقدس.‏ وكان المحفل الذي عُقد على صعيد البلد في لينڠايان،‏ پانڠاسينان،‏ نحو نهاية سنة ١٩٤٥ احدى الطرائق لفعل ذلك.‏ حضر المحفل حوالي ٠٠٠‏,٤ شخص،‏ وكان ذلك اشارة الى وجود اهتمام كبير في ذلك الوقت.‏ كم كانت مناسبة مفرحة،‏ الآن وقد انتهت الحرب!‏

من ذلك الوقت فصاعدا،‏ ازداد عدد الحضور في المحافل بازدياد عدد الناشرين.‏ بعد حوالي ١٧ سنة،‏ الـ‍ ٠٠٠‏,٤ صاروا ٦٥٢‏,٣٩.‏ بعد ذلك،‏ لم تعد تُعقد المحافل في مكان واحد فقط،‏ بل في سبعة مواقع.‏ وبعد ١٥ سنة (‏١٩٧٧)‏،‏ فاق عدد الحضور في المحفل الكوري ٠٠٠‏,١٠٠ شخص.‏ في ذلك الوقت،‏ عُقد ٢٠ محفلا في كل انحاء البلد.‏ وبعد ثماني سنوات،‏ تخطى عدد الحضور ٠٠٠‏,٢٠٠ شخص،‏ وفي سنة ١٩٩٧ كان عدد الذين حضروا المحافل الكورية اكثر من ٠٠٠‏,٣٠٠.‏ وفي سنة ٢٠٠٢،‏ كان ممكنا التخطيط لعقد ٦٣ محفلا،‏ اكبر عدد على الاطلاق.‏ فالسفر والتنقل بين الجزر يمكن ان يكون صعبا وأحيانا مكلفا.‏ لذلك،‏ بعقد المحافل في عدة مواقع،‏ تصير المحافل قريبة من الاخوة ويسهل عليهم حضورها.‏ ونتيجة لذلك،‏ يستفيد عدد اكبر من الناس من هذه الولائم الروحية.‏

يهوه يبارك الجهود التي تُبذل لحضور المحافل

لم يكن سهلا حضور المحافل.‏ في سنة ١٩٤٧،‏ في الجزء الشمالي من البلد،‏ ركب الاخوة طوفَين متّبعين مجرى نهر آبرا للوصول الى مدينة ڤيڠان الواقعة على الساحل لحضور المحفل هناك.‏ عند مصب النهر،‏ فكّوا رُبط الطوفَين وباعوا الاخشاب لشراء تذاكر الباص الذي سيُرجعهم بعد المحفل الى بيوتهم في الجبال.‏ لقد جلبوا معهم اكياسا كبيرة من الارزّ،‏ حزم حطب،‏ وحُصُرا للنوم.‏ كان برفقتهم عدة اولاد.‏ وقد عَلَت وجوههم ابتسامات عريضة كانت تزداد اشراقا مع تقدم سير المحفل.‏ وبوجود الارزّ،‏ النار،‏ وحُصُر النوم،‏ سُدَّت كل حاجاتهم المادية.‏

في سنة ١٩٨٣،‏ سار فريق من جماعة كابوران في مقاطعة داڤاو دِل سُور في جنوبي الفيليپين ثلاثة ايام عبر منطقة جبلية للوصول الى المحطة حيث توجد زوارق ذات محركات.‏ ثم ركبوا زورقا يوما كاملا للوصول الى مدينة المحفل.‏ لقد شعروا ان المعاشرة المفرحة في محفل «وحدة الملكوت» الكوري كانت تستحق ما بُذل من جهد ومال.‏

في سنة ١٩٨٩،‏ سارت عائلة لديها ولدان بعمر سنتَين وأربع سنوات حوالي ٧٠ كيلومترا من مدينة إل نيدو في پالاوان لحضور محفل دائري.‏ سارا يومَين عبر دغل لا توجد فيه سوى بضعة دروب واضحة المعالم.‏ وفيما هم سائرون،‏ كان عليهم انتزاع العَلَق عن اجسادهم.‏ والاسوأ هو انها كانت تمطر باستمرار طوال اليومين.‏ فتشكّلت عدة جداول وأنهار وجب اجتيازها،‏ ولكن لم يكن هنالك اية جسور.‏ على الرغم من هذه الصعوبات،‏ وصلت العائلة سالمة.‏ وكم تمتعوا بمعاشرتهم الاخوة هناك!‏

في مناطق اخرى،‏ كان حضور المحافل صعبا على العائلات بسبب الموارد المالية المحدودة.‏ وقد واجه رامون رودريڠس هذه المشكلة في سنة ١٩٨٤.‏ يعيش هذا الاخ مع عائلته على جزيرة پولييو،‏ التي تقع مقابل الساحل الشرقي لجزيرة لوزون.‏ رامون هو صياد سمك.‏ وبعد اسبوع واحد كان المحفل سيبدأ،‏ لكنّ عائلته المؤلفة من سبعة اشخاص امتلكت مالا يكفي ليحضر المحفل شخص واحد فقط.‏ فصلّوا ليهوه بشأن المسألة،‏ ثم ذهب رامون مع ابنه البالغ من العمر ١٢ سنة للصيد.‏ جدّفا زورقهما حتى وسط البحر وألقيا الشباك ولكن دون نتيجة.‏ بعد فترة قصيرة،‏ اصرّ الابن ان يعودا الى مكان قريب من منزلهما ويحاولا هناك.‏ ثم ألقيا الشباك مرة اخرى.‏ يقول رامون:‏ «لم نكن نتوقع ذلك،‏ ولكن عندما سحبنا الشباك مليئة بالسمك،‏ كان الصيد وافرا جدا بحيث امتلأ الزورق».‏ لقد اصطادا اكثر من ٥٠٠ كيلوڠرام من السمك!‏ وببيع السمك،‏ امتلكت عائلة رودريڠس فائضا من المال لكي تحضر كامل العائلة المحفل.‏

في الليلة التالية،‏ ألقى اخوة آخرون يريدون حضور المحفل شباكهم في الموقع نفسه واصطادوا ١٠٠ كيلوڠرام من السمك.‏ يضيف رامون:‏ «الصيادون غير الشهود الذين ذهبوا وألقوا شباكهم في الوقت نفسه فوجئوا لأنهم لم يصطادوا اية سمكة.‏ فعلّقوا:‏ ‹الههم باركهم لأنهم ذاهبون لحضور المحفل›».‏ مرارا وتكرارا،‏ تعلّمت عائلات الشهود الفيليپينيين ان وضع الامور الروحية اولا في حياتهم وعمل المرء بانسجام مع صلاته يجلبان الفرح وبركة يهوه.‏

محافل بارزة

حول العالم،‏ يتذكر شعب يهوه بإعزاز المحافل الماضية.‏ والاخوة في الفيليپين ليسوا استثناء.‏ ورغم ان كل برامج المحافل تُقدَّر كثيرا،‏ يتّخذ بعضها معنى خصوصيا ويترك اثرا اعمق في القلب والعقل.‏ قد تكون هذه تجمعات اممية،‏ او ربما محافل عاد فيها المرسَلون الى موطنهم ورووا اختباراتهم.‏

كما ذُكر آنفا،‏ يوجد عدة اخوة وأخوات فيليپينيين يخدمون كمرسَلين في بلدان آسيوية اخرى وجزر البحار.‏ وفي عدة مناسبات،‏ تبرّع الشهود حول العالم بالمال لمساعدة المرسَلين على زيارة موطنهم وحضور المحافل هناك.‏ وقد استفاد المرسَلون الفيليپينيون ايضا من هذا الترتيب الحبي.‏ ففي السنوات ١٩٨٣،‏ ١٩٨٨،‏ ١٩٩٣،‏ و ١٩٩٨ جرت مساعدة كثيرين على العودة الى الفيليپين ليتمتعوا بالمحافل مع عائلاتهم وأصدقائهم.‏ وتظهر التقارير في سنة ١٩٨٨ ان ٥٤ مرسَلا يخدمون في ١٢ بلدا عادوا ليحضروا المحافل في الفيليپين.‏ في ذلك الوقت،‏ كان معدل السنين التي قضاها هؤلاء الـ‍ ٥٤ في الخدمة كامل الوقت ٢٤ سنة.‏ وقد تمتع الجميع كثيرا بالتعابير والاختبارات التي رووها في البرنامج.‏

آخرون يتذكرون محافل معينة بسبب الاحداث المقترنة بها وتصميم الاخوة على المثابرة رغم العقبات.‏ على سبيل المثال،‏ تماما قبل المحفل الكوري «السلام الالهي» في سنة ١٩٨٦ في سوريڠاو في مِنْداناوو،‏ ضرب المدينة اعصار مداري وكانت سرعة الرياح ١٥٠ كيلومترا في الساعة.‏ تضرر كثيرا سقف المدرَّج.‏ وانقطع التيار الكهربائي عن المدينة ولم يعُد إلا بعد المحفل.‏ كما وجب جلب الماء عن بُعد ٦ كيلومترات.‏ ولكنّ ذلك لم يثنِ الشهود عن التجمع معا.‏ فقد احضر الاخوة ما تبقى من المنصة وأقاموه في قاعة للرياضة قرب المدرَّج.‏ واستأجروا مولّدا كهربائيا لإشعال عدة اضواء،‏ تشغيل جهاز الصوت،‏ وبرّاد للكفيتيريا.‏ وعلى الرغم من انه جرى توقع حضور ٠٠٠‏,٥ شخص،‏ فقد بلغت ذروة الحضور الذين تمتعوا بالمحفل ٩٣٢‏,٩ شخصا!‏ فبالتأكيد لم يكن ولاء هؤلاء المسيحيين يعتمد على الظروف المؤاتية.‏

كانت المحافل الاممية بشكل خاص مناسبات لا تُنسى.‏ فقد رتّبت الهيئة الحاكمة ان تُعقد محافل اممية في مانيلا في سنتَي ١٩٩١ و ١٩٩٣.‏ وقد ترك المندوبون انطباعا جيدا في المدينة.‏ ويا لَتبادل التشجيع الرائع الذي اختبره الاخوة والاخوات الفيليپينيون،‏ الذين لا يملكون بمعظمهم الموارد المالية ليسافروا ويزوروا بلدانا اخرى!‏ (‏روما ١:‏١٢‏)‏ وقد تأثر المندوبون الاجانب بالضيافة المخلصة والودية التي اظهرها لهم اخوتهم الفيليپينيون.‏ كتب زوجان من الولايات المتحدة:‏ «نعبّر لكم عن شكرنا الخصوصي لاستقبالكم الحار.‏ لقد استقبلتمونا جميعا بحرارة ومحبة شديدة!‏».‏

في سنة ١٩٩٣،‏ استُخدمت مدرّجات في ثلاثة مواقع في مانيلا،‏ وحينما كان عضو من الهيئة الحاكمة يلقي خطابا،‏ كانت الاماكن الثلاثة تُوصل بالهاتف.‏ وكم سُرّ المندوبون عندما صدرت الاسفار اليونانية المسيحية —‏ ترجمة العالم الجديد باللغة التڠالوڠية!‏ قالت اخت شابة:‏ «فرحت جدا.‏ كنت انتظر الوقت حين نحصل على ترجمة العالم الجديد بالتڠالوڠية.‏ وكم كانت مفاجأة لنا ان نحصل عليها!‏».‏

في سنة ١٩٩٨،‏ قُلبت الادوار.‏ فلأول مرة منذ سنة ١٩٥٨،‏ دُعيت الفيليپين الى إرسال مندوبين الى بلدان اخرى.‏ وهكذا ذهب ١٠٧ مندوبين الى الساحل الغربي للولايات المتحدة لحضور محفل هناك.‏ وفي ايلول (‏سبتمبر)‏،‏ حظي ٣٥ آخرون بامتياز حضور محفل اممي في كوريا.‏ لقد لعبت حقا هذه المحافل دورا مهما في تثقيف وتوحيد شعب يهوه وفي مساعدة الجميع على جعل يهوه حصنهم.‏

والآن دعونا نلتفت الى العمل في الحقل.‏ كيف تحقق ذلك في بلد تكثر فيه اللغات؟‏

تقديم البشارة بعدة لغات

كما ذُكر سابقا،‏ يسهل عادة على الناس ان يتعلموا الحق بلغتهم الام.‏ ويشكّل ذلك تحديا في الفيليپين بسبب كثرة اللغات المحكية.‏ ومع ذلك،‏ سعى شهود يهوه لسدّ حاجات الشعب بالشهادة لهم بلغتهم وبتقديم مطبوعات الكتاب المقدس بشتى اللغات.‏

عادة،‏ تُعطى الشهادة لفريق لغوي من قِبل الذين يتكلمون لغتهم.‏ ولكن هنالك بعض اللغات التي لا يعرفها سوى بعض الشهود،‏ لذلك حاول الناشرون والفاتحون الغيورون تعلّمها.‏ وبهذه الطريقة،‏ تمثّلوا بالرسول بولس الذي صار «لشتى الناس كل شيء».‏ —‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٢‏.‏

على الرغم من ان الفيليپين هي رابع بلد مكتظ في العالم يتّخذ الانكليزية لغة رسمية له،‏ فإنها ليست اللغة الام لمعظم السكان.‏ ولا يقرأ الجميع الانكليزية جيدا،‏ لذلك توجد حاجة الى مطبوعات بشتى اللغات في الفيليپين.‏ وعلى مر السنين،‏ ترجم شهود يهوه مطبوعات الكتاب المقدس بـ‍ ١٧ لغة على الاقل من هذه اللغات.‏ وقد تُرجمت كراسة او اثنتان فقط ببعض هذه اللغات —‏ مثل التاووسوڠ،‏ لغة يحكيها المسلمون في الجنوب،‏ او الإيباناڠ التي يحكيها فريق عرقي صغير بالقرب من اقصى شمال البلد.‏ وفي الغالب،‏ يفهم الناس احدى اللغات الرئيسية السبع.‏ وقد تُرجمت برج المراقبة وطُبعت بهذه اللغات.‏ وبالتالي،‏ فإن البرامج الروحية في قاعات الملكوت وفي المحافل تُقدَّم بشكل رئيسي بهذه اللغات.‏

في السنوات الاخيرة،‏ شجعت الحكومة استعمال اللغة الفيليپينية،‏ التي هي جوهريا مثل اللغة التڠالوڠية.‏ وعلى مدى جيل واحد،‏ بانت النتائج.‏ فازداد بشكل كبير استعمال اللغة الفيليپينية نطقا وكتابة،‏ في حين ان استعمال اللغات الاخرى لم يتغير او شهد انخفاضا.‏ وقد انعكس ذلك في اعداد المجلات المطبوعة من برج المراقبة.‏ ففي سنة ١٩٨٠،‏ كان مجموع توزيع العدد الواحد بالتڠالوڠية ٦٦٧‏,٢٩.‏ اما في سنة ٢٠٠٠،‏ فتضاعف هذا الرقم اربع مرات وبلغ ١٠٠‏,١٢٥ للعدد الواحد.‏ وخلال الفترة نفسها،‏ لم يكن هنالك تغيير يُذكَر بالانكليزية وكانت هنالك زيادة بسيطة باللغات الفيليپينية الاخرى.‏

عائلة بيت ايل تدعم العمل في الحقل

يوجد حوالي ٣٧٧ خادما كامل الوقت في مكتب فرع شهود يهوه في مدينة كايزون،‏ جزء من مدينة متعددة الاجزاء تُدعى مانيلا المتروپوليتية.‏ يعمل ٦٩ منهم في ترجمة المطبوعات باللغات المحلية وتصحيح نُسخ الطباعة.‏ وقد أنهى مؤخرا قسم من هذا الفريق ترجمة الاسفار العبرانية لترجمة العالم الجديد بثلاث لغات:‏ الايلوكوِية،‏ التڠالوڠية،‏ وسيبوانو.‏ ومنذ صدرت الاسفار اليونانية في سنة ١٩٩٣،‏ تطلع الاخوة بشوق الى الحصول على ترجمة العالم الجديد الكاملة.‏ فكم ابتهجوا عندما صدرت الطبعة التڠالوڠية في المحفل الكوري في نهاية سنة ٢٠٠٠!‏ وتبعتها بعد وقت قصير الطبعتان بالسيبوانو والايلوكوِية.‏ والآن،‏ بإمكان مئات آلاف الاشخاص في الحقل ان يستفيدوا من ترجمة الاسفار المقدسة هذه الواضحة،‏ الدقيقة،‏ والثابتة في نقل الكلمات.‏

يأتي اعضاء عائلة بيت ايل في الفيليپين من شتى الخلفيات ويتكلمون ٢٨ لغة ولهجة.‏ وبالتالي،‏ فإن كثيرين مؤهلون لترجمة المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ الا ان الترجمة هي جزء من العمل الذي يتم في بيت ايل.‏

فالمتطوعون في بيت ايل ينجزون مختلف الاعمال التي تدعم عمل الكرازة الكلي الاهمية في الحقل.‏ فبعض الاخوة يطبعون المجلات والمطبوعات الاخرى.‏ وآخرون يرسلونها الى عدة مواقع في لوزون.‏ والعديدون يقومون بأعمال داعمة في بيت ايل نفسه،‏ مثل صيانة المعدات،‏ الطبخ،‏ والتنظيف.‏ وآخرون معيّنون في دائرة الخدمة،‏ حيث يتلقون ويرسلون رسائل بعدة لغات لمساعدة الجماعات،‏ النظار الجائلين،‏ والخدام كامل الوقت في الحقل.‏ فيمكنك تخيل كمية الرسائل من وإلى ٥٠٠‏,٣ جماعة تقريبا في كل انحاء الارخبيل!‏

من حين تأسس مكتب الفرع في سنة ١٩٣٤ حتى اواسط سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كانت النشاطات في الفرع تتم تحت اشراف خادم او ناظر الفرع.‏ بعد ان عاد جوزيف دوس سانتوس الى هاواي،‏ تسلّم إيرل ستيووارت،‏ وهو مرسَل من كندا،‏ هذه المسؤولية طيلة ١٣ سنة تقريبا.‏ وبعد ذلك تولّى هذه المسؤولية اخَوان آخران فترات قصيرة.‏ ثم في سنة ١٩٦٦،‏ عُيّن ناظر الفرع دِنْتون هوپكنسون،‏ الذي وصل في سنة ١٩٥٤.‏ خدم بجدّ حوالي عشر سنوات الى ان رأت هيئة يهوه انه من الملائم ادخال ترتيب جديد للاشراف على الفروع حول العالم.‏

في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٧٦،‏ انسجاما مع الارشاد المعطى للفروع حول العالم،‏ انتقل الاشراف من رجل واحد الى لجنة فرع.‏ وكانت ستُلقى على هذا الفريق المؤلف من اخوة اكفاء يعملون تحت ارشاد الهيئة الحاكمة مسؤولية القرارات التي تؤثر في العمل في الحقل،‏ وفي مكتب الفرع.‏ في البداية،‏ تألفت لجنة الفرع في الفيليپين من خمسة اعضاء.‏ ولاحقا،‏ بما ان معظم اعضاء اللجنة كانوا مرسَلين اجانب،‏ تبين انه من الحكمة زيادة عدد الاخوة الفيليپينيين.‏ لذلك صارت اللجنة مؤلفة فترة من الوقت من سبعة اعضاء.‏

وسرعان ما تبينت فوائد ذلك الترتيب المتعلق بلجنة الفرع.‏ يذكر دِنْتون هوپكنسون،‏ الذي يخدم الآن كمنسق لجنة الفرع:‏ «اذ ننظر الى الوراء،‏ بإمكاننا ان نرى كم كان ذلك الانتقال حكيما وفي حينه.‏ فبالنسبة الى كمية العمل وحجم الهيئة،‏ لا يستطيع شخص واحد ان يشرف على كل الامور.‏ والآن يتوزّع حمل المسؤولية بطريقة متوازنة اكثر».‏

تقول الامثال ١٥:‏٢٢‏:‏ ‹بكثرة المشيرين تقوم المقاصد›.‏ فاستشارة الآخرين تؤول الى الاستفادة من مخزون قيّم من الحكمة.‏ ولجنة الفرع في الفيليپين تطبق هذا المبدأ.‏ ومنذ عُيّن الاخ هوپكنسون ناظرا للفرع،‏ ازداد عدد العاملين في بيت ايل عشر مرات،‏ وكذلك ازدهر العمل.‏ وحاليا،‏ تتألف لجنة الفرع من خمسة خدام ليهوه يخدمون منذ فترة طويلة.‏ وقد قضى كل واحد منهم،‏ كمعدل،‏ اكثر من ٥٠ سنة في الخدمة كامل الوقت.‏ وخبرتهم المجتمعة كانت دون شك مساعِدة اذ ان العمل في كل الجزر تقدم بعزم تحت اشراف يهوه.‏ ولجنة الفرع والجميع في عائلة بيت ايل يعتبرون دعم عمله امتيازا عظيما.‏

إيصال الحق الى «شتى الناس»‏

ان القيام بعمل الكرازة يتمّ بانسجام مع مشيئة اللّٰه ان «يخلص شتى الناس ويبلغوا الى معرفة الحق معرفة دقيقة».‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٤‏)‏ فأي ‹اناس› ساعدهم المبشرون الغيورون في كل انحاء الفيليپين؟‏

اعتاد مارلون الوقوع في المشاكل.‏ وعُرف عنه في قريته انه كثير الرذائل:‏ التدخين،‏ السكر،‏ تعاطي المخدِّرات،‏ ومعاشراته رديئة.‏ عندما اتى الشهود،‏ اهتمت ام مارلون برسالة الملكوت.‏ وكان الفاتحون يسيرون في طرقات مغبّرة ووَحِلة للدرس معها.‏ في بادئ الامر،‏ لم يُبدِ مارلون اي اهتمام بالمشاركة في الدرس،‏ وأحيانا كان يمرّ فقط بالمكان حيث يُعقد الدرس.‏ فأظهر الاخوة الذين يعقدون الدرس مع امه اهتماما به.‏ وبمرور الوقت،‏ بدأ يدرس وقصّ شعره الطويل الذي يصل الى خصره ليحضر اجتماعه الاول في قاعة الملكوت.‏ كان تقدّمه سريعا،‏ ودُهش الناس من التغييرات الجذرية التي صنعها في طريقة حياته.‏ واليوم،‏ مارلون هو فاتح كامل الوقت،‏ ويوصل الحق الى الآخرين.‏ فما الذي دفعه الى قبول الحق؟‏ اشار الى ان مثابرة الفاتحين في المجيء للدرس مع امه هي التي اقنعته بأنهم يملكون الحق.‏

قد لا يبدو البعض اشخاصا يميلون الى قبول الحق.‏ الا ان المنادين بالبشارة لا يظهرون تحاملا تجاه الناس،‏ بل يمنحونهم فرصة للسماع.‏ في جزيرة مارندوكي الصغيرة،‏ قدّمت احدى الفاتحات الخصوصيات الشهادة عند احد البيوت.‏ وعندما انتهت،‏ سألت هل يعيش احد آخر هناك.‏ اجاب صاحب البيت انه يوجد شخص يعيش في الطابق العلوي،‏ ولكنه اضاف:‏ «لا تزعجي نفسك وتصعدي؛‏ انه شخص عنيف ويغضب بسهولة».‏ الا ان الفاتحة شعرت ان الرجل يجب ان يُعطى الفرصة لسماع رسالة الملكوت.‏ لدى صعودها،‏ وجدت الفاتحة كما لو ان الرجل كان ينتظرها.‏ بابتسامة،‏ عرضت درسا بيتيا مجانيا في الكتاب المقدس.‏ وفوجئت ان الرجل،‏ كارلوس،‏ بدا سعيدا بالعرض.‏ فابتدئ بدرس في الكتاب المقدس معه ومع زوجته.‏

عندما زارتهما الفاتحة ثانية،‏ اخبرها كارلوس انه يعاني هو وزوجته مشاكل خطيرة،‏ حتى انهما حاولا الانتحار.‏ وعندما طرقت الفاتحة الباب في الاسفل،‏ تنصت كارلوس ليسمع،‏ وسمع صاحب البيت يثني الفاتحة عن الصعود الى الطابق العلوي.‏ عندما سمع ذلك،‏ صلّى ان تتجاهل الفاتحة النصيحة وتصعد لأنها قد تكون الجواب لطلبهما سلام العقل.‏ وقد جلب لهما فعلا درس الكتاب المقدس سلام العقل.‏ واعتمد الاثنان معا،‏ وزوجة كارلوس هي الآن فاتحة قانونية.‏

ثمة رجل آخر،‏ يُدعى ڤيكتور،‏ اطّلع على التعاليم البوذية والكاثوليكية.‏ وبدأ يتساءل عن سبب وجود اديان كثيرة في العالم.‏ فأخذ يبحث شخصيا عن الحق.‏ وبعد فحص الاسلام،‏ الهندوسية،‏ الشنتوية،‏ الكونفوشيوسية،‏ نظرية التطور،‏ وفلسفات اخرى،‏ وجد انه لم يقتنع بأي منها.‏ ووجد في بحثه ان الكتاب المقدس وحده يحتوي على نبوات دقيقة.‏ فركّز بحثه على الكتاب المقدس.‏ ومن خلال فحص الاسفار المقدسة،‏ استنتج هو وصديقته ماريبل ان الثالوث،‏ نار الهاوية،‏ والمطهر هي تعاليم باطلة.‏ ومع ذلك،‏ كان لا يزال هنالك شيء ناقص.‏

بعد فترة من زواج ڤيكتور بماريبل،‏ تحدث الى احد الشهود وعلم انه من الضروري استعمال اسم اللّٰه.‏ وبعد التأكد من ذلك في كتابه المقدس،‏ بدأ ڤيكتور فورا يستعمل اسم يهوه في صلواته.‏ وسرعان ما بدأ يحضر الاجتماعات في قاعة الملكوت وأحرز تقدما روحيا سريعا.‏ اعتمد ڤيكتور وماريبل في ايار (‏مايو)‏ ١٩٨٩،‏ ويخدم ڤيكتور الآن كناظر جائل ويشجّع الجماعات.‏

لقد ساعد الفاتحون الناس في شتى الظروف.‏ بدأت پريميتيڤا لاكاسانديلي،‏ فاتحة خصوصية في جنوبي لوزون،‏ بدرس في الكتاب المقدس مع زوجين في احدى القرى.‏ كان لهذين الزوجين ولدان وكانا فقيرين.‏ ذات مرة،‏ وصلت پريميتيڤا لعقد الدرس في الكتاب المقدس،‏ وفوجئت لرؤية الولد الكبير موضوعا في كيس ومعلّقا في البيت وهو يصرخ.‏ تقول پريميتيڤا:‏ «كانت الام تحمل سكينا وعلى وشك ان تقتل الولد.‏ اوقفتها وسألتها لماذا تفعل ذلك.‏ كان السبب كما شرحت الام الضيقة المالية».‏ فأعطتهما پريميتيڤا مشورة من الكتاب المقدس تتعلق بمشكلتهما،‏ وأدى ذلك الى انقاذ حياة الولد.‏ تابعت العائلة درسها في الكتاب المقدس وبدأوا بحضور الاجتماعات،‏ رغم انه كان عليهم ان يسيروا ثمانية كيلومترات ليصلوا الى مكان الاجتماع.‏ احرز الزوجان تقدما واعتمدا،‏ والآن الزوج هو شيخ في الجماعة.‏ تقول پريميتيڤا:‏ «الولد الذي كاد يُقتَل هو الآن فاتح قانوني.‏ حقا،‏ ان العمل الذي اعطاه يهوه لخدامه ينقذ الحياة الآن وفي المستقبل».‏

الخدمة حيث الحاجة اعظم

لا تزال هنالك عدة مناطق حيث المنادون بالملكوت قليلون.‏ فتطوع الفاتحون والناشرون للذهاب الى هناك.‏ كان پاسكوال وماريّا تاتُوي يخدمان كفاتحَين قانونيَّين.‏ فتطوّعا ان يذهبا مع آنڠيليتو بالبوآ،‏ وهو فاتح خصوصي،‏ للمساعدة في الكرازة في مقاطعة جزر كورون غربي الفيليپين.‏ ولإعالة انفسهما،‏ ذهب پاسكوال للصيد مع اخ آخر وصنعت ماريّا وجبات خفيفة من الارزّ اللزج لبيعها.‏

عندما زارهم ناظر الدائرة،‏ اشار الى وجود حاجة الى الكرازة في جزيرة اخرى،‏ جزيرة كوليون.‏ وفي هذه الجزيرة مَحجَر للمصابين بالجُذام،‏ ولا يوجد سوى اربعة ناشرين.‏ فدعا الزوجَين تاتُوي الى الذهاب الى هناك.‏ قبِل پاسكوال وماريّا ان يذهبا،‏ وبارك يهوه جهودهما.‏ والناشرون الاربعة اصبحوا الآن جماعتين.‏

في اواسط سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ هربت اعداد كبيرة من الناس من ڤيتنام في مراكب.‏ ووصل كثيرون منهم الى الفيليپين.‏ وطوال حوالي ٢٠ سنة،‏ وُجدت مخيَّمات للاجئين.‏ وكان احدها في جزيرة پالاوان.‏ فتطوع بعض الاخوة الفيليپينيين لإيصال الحق الى اولئك الناس.‏ كما اتى احد الاخوة الذين يتكلمون الڤيتنامية من الولايات المتحدة للمساعدة.‏ فقبِل البعض الحق في المخيَّم.‏ وغيرهم ممّن تعرّفوا الى اسم يهوه وإلى شهوده انتقلوا الى مكان آخر.‏

يخدم الفاتحون الخصوصيون في عدة مناطق نائية من الفيليپين.‏ وغالبا ما يأخذون معهم ناشرين وفاتحين آخرين عندما يخدمون في مناطق بعيدة.‏ تُخبر نورما بالماسيدا عن الخدمة في مقاطعة إيفوڠاو الجبلية.‏ تقول:‏ «عادة نذهب يوم الاثنين،‏ ونأخذ معنا حقائب الكرازة المليئة بالمطبوعات،‏ الثياب،‏ والطعام —‏ ما يكفي حتى صباح يوم السبت.‏ وبعد ظهر يوم السبت،‏ نعود من اجل اجتماعات الجماعة».‏

وترتب بعض الجماعات لحملات كرازية،‏ وخصوصا عندما يكون الطقس جيدا.‏ وقد يقضون عدة ايام او اسبوعا ذاهبين الى المقاطعات في المناطق الريفية.‏ يتذكر نيكانور إڤانڠهيليستا،‏ الذي يخدم الآن في بيت ايل،‏ عندما كان في الحقل ويخدم في تلك المقاطعات:‏ «في المناطق الريفية،‏ تقضي العادة في الفيليپين انه اذا كان الاشخاص مهتمين،‏ يقولون:‏ ‹بإمكانك النوم هنا عندنا.‏ وتستطيع ان تطبخ هنا›.‏ وأحيانا كان الفاتحون يدرسون الكتاب المقدس مع الاشخاص المهتمين في وقت متأخر من الليل لأنهم نائمون عندهم في البيت».‏

شعب الأيتا يتعلمون الحق

يبذل خدام يهوه جهودا للشهادة لشتى الناس،‏ وقد وصلوا الى شعب الأيتا،‏ او الاقزام الزنوج،‏ كما يُدعون ايضا.‏ يُعتبر شعب الأيتا سكانَ الفيليپين الاصليين.‏ عددهم قليل،‏ والوصول اليهم ليس دائما سهلا.‏ لأن كثيرين منهم يعيشون كالبدو في الغابات الجبلية،‏ يصطادون الحيوانات او يأكلون الثمار والخضر البرية.‏ هنالك بعض التشابه بين شعب الأيتا وأقزام افريقيا:‏ لا يتعدى طولهم ١٥٠ سنتيمترا،‏ بشرتهم دكناء،‏ وشعرهم متجعد.‏ وقد اندمج بعضهم في المجتمع،‏ وآخرون بنوا بيوتا قرب المناطق المأهولة.‏ كثيرون منهم كانوا يعيشون في الجبال قرب جبل پيناتوبو،‏ ولكنهم تشتتوا عندما حدث الثوران الكبير هناك.‏

ثمة فريق آخر من الاقزام الزنوج يعيشون في جزيرة پاناي في وسط الفيليپين.‏ لوديبيكو إينو وعائلته هم من شعب الأيتا من تلك المنطقة.‏ وقد صنع تطبيق مبادئ الكتاب المقدس تغييرات كثيرة في حياة لوديبيكو.‏ يروي:‏ «كانت لديّ سابقا عدة رذائل:‏ كنت امضغ جوزة الفوفل،‏ ادخن،‏ اسكر،‏ وأقامر.‏ كنت ايضا عنيفا جدا،‏ وحياتنا العائلية تعيسة.‏ ولو لم اترك تلك الرذائل،‏ لكنت خسرت حياتي.‏ لقد صار الآن جسدي نظيفا.‏ وابيضت اسناني،‏ التي كانت ضاربة الى الحمرة.‏ انني شيخ في الجماعة.‏ وقد نلت كل هذه البركات من يهوه اللّٰه».‏ مثل هذه العائلة التي من شعب الأيتا،‏ يختبر الناس حتى من القبائل الصغيرة الحرية التي تأتي من اتّباع طريق يهوه.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣٢‏.‏

جلب الحرية للمسجونين

كان الموجودون في السجن بين الاشخاص الذين جرت مساعدتهم.‏ فمنذ خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بذل شهود يهوه جهدا خصوصيا لزيارة الذين وراء القضبان الحديدية.‏ وجرت مساعدة عدد لا بأس به على قبول طريق الحق.‏

كحدث،‏ تورط سوفرونيو هاينكادتو في التمرد على الحكومة.‏ فأُوقف وحُكم عليه بالسجن ست سنوات.‏ وفيما كان في سجن بيليبد الجديد في لوزون،‏ لاحظ ان سجينا لا يحضر الخدمات الدينية المخصصة للسجناء.‏ وعلم ان الرجل صار من شهود يهوه.‏ فأدى ذلك الى مناقشات يومية تقريبا عن الكتاب المقدس.‏ يقول سوفرونيو:‏ «اقتنعت ان ما كنت احارب من اجله في السابق لا يستطيع في الحقيقة تغيير المجتمع وجعله مجتمعا افضل».‏ وتعلّم ان ملكوت اللّٰه وحده يستطيع صنع التغييرات المرجوة.‏ وبمساعدة الاخوة من جماعة قريبة،‏ احرز سوفرونيو تقدما روحيا واعتمد في بئر في السجن تُستعمل لري النباتات.‏

بعد ان قضى عقوبته،‏ استمر في تقدمه وصار فاتحا قانونيا،‏ ولاحقا فاتحا خصوصيا.‏ وخلال خدمته كامل الوقت،‏ استطاع سوفرونيو ان يساعد حوالي ١٥ شخصا على قبول طريق الحق.‏ وبعد ان تزوج،‏ اصبح ابا لستة اولاد:‏ ثلاثة منهم يتمتعون الآن بالخدمة كامل الوقت،‏ وواحد منهم هو ناظر دائرة.‏ وفي سنة ١٩٩٥،‏ حضر اثنان من اولاده مدرسة تدريب الخدام.‏ لقد جلب الحق الحرية الحقيقية لسوفرونيو،‏ لعائلته،‏ وللآخرين الذين ساعدهم.‏

ويكرز الفاتحون الخصوصيون للسجناء في مستعمرة إيواهيڠ الجزائية في پالاوان.‏ وفي الواقع،‏ سُمح لهم ببناء قاعة ملكوت صغيرة على اراضي المستعمرة.‏ دينَ احد السجناء هناك بإحراق الممتلكات عمدا،‏ السرقة،‏ وقتل عدة اشخاص.‏ ولكن يا لَلتغيير الذي صنعه في حياته عندما جرت مساعدته على تطبيق ما تعلمه في كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض!‏

بعد اكثر من ٢٣ سنة في السجن،‏ أُعلم انه سيُطلق سراحه قريبا.‏ فعبّر عن رغبته ان ينضم الى عائلته ثانية بعد الفراق الطويل.‏ الا ان عائلته كانت جد خجلة وخائفة منه بحيث انها كتبت له:‏ «من فضلك،‏ لا ترجع الينا».‏ ولكنهم لم يكونوا مدركين للتغييرات الجذرية التي صنعتها كلمة اللّٰه في حياته.‏ وكم تفاجأوا عندما عاد هذا المسيحي المسالم الهادئ الى مسقط رأسه!‏

في ماندالويونڠ بمانيلا المتروپوليتية يقع اكبر سجن نسائي في البلد.‏ وطوال سنوات،‏ لم يكن يُسمح لشهود يهوه بزيارة السجن سوى مرات قليلة.‏ ولكنّ ذلك تغير عندما نُقلت الى هذا السجن امرأة كانت تدرس الكتاب المقدس.‏ اخبرتها السلطات ان عليها الانضمام الى احدى الفرق الدينية الاخرى هناك،‏ ولكنها اصرت انها لا تستطيع ذلك،‏ شارحة انها تريد ان تقدم العبادة فقط مع شهود يهوه.‏ فوافقت السلطات وسمحت للشهود بزيارة السجن اسبوعيا.‏ ومنذ ذلك الحين اعتمدت عدة نساء هناك،‏ وثمة جماعة قريبة تعقد قانونيا درس برج المراقبة وبعض الاجتماعات الاخرى لفائدة السجينات المهتمات.‏

حقا،‏ لقد جلبت رسالة الحق حرية فريدة لبعض الموجودين وراء القضبان.‏ فحياتهم ايضا ثمينة في نظر يهوه،‏ ويُسرّ شعبه بالمساهمة في مساعدة مثل هؤلاء.‏

الخدام القدامى يثابرون

يقول مثل في الكتاب المقدس:‏ «تاجُ جمال شيبةٌ توجد في طريق البر».‏ (‏امثال ١٦:‏٣١‏)‏ نعم،‏ كم هي جميلة رؤية اولئك الذين جعلوا فرح يهوه قوتهم منذ سنوات كثيرة!‏

قبل الحرب العالمية الثانية،‏ كانت الهيئة الثيوقراطية صغيرة في الفيليپين.‏ وقليلون جدا هم الذين بدأوا بالخدمة منذ ذلك الوقت.‏ وبالتالي،‏ من المشجع جدا ان نقابل ليوداڠاريو بارلآن.‏ فقد بدأ بالخدمة كامل الوقت في سنة ١٩٣٨.‏ وخلال الحرب اساء اليابانيون معاملته هو ورفقائه،‏ ولكنهم استمروا يكرزون.‏ وبعد الحرب تابع خدمته كامل الوقت مع زوجته ناتيڤيداد،‏ ودُعيا اخيرا الى العمل الدائري والكوري.‏ ولاحقا،‏ خدما كفاتحَين خصوصيَّين مسنَّين في مقاطعة پانڠاسينان.‏ ماتت ناتيڤيداد سنة ٢٠٠٠،‏ إلا ان ليوداڠاريو مستمر في هذا التعيين.‏ والجميع يتشجعون بتصميمه على فعل ما فعله على الدوام —‏ عمل الكرازة.‏

نما نشاط البشارة بسرعة بعد الحرب العالمية الثانية.‏ وقد تعلّم آنذاك كثيرون الحق وهم مستمرون في الخدمة حتى الآن.‏ على سبيل المثال،‏ خلال الحرب قرأ پاسيفيكو پانتاس مطبوعات الكتاب المقدس عند جيرانه الشهود.‏ يقول:‏ «بدأت احضر الاجتماعات.‏ ثم قدّمت طلبا للانخراط في الفتح العام [الآن،‏ القانوني]،‏ ولكنني لم اكن معتمدا بعد.‏ فطلبوا مني ان اعتمد،‏ فاعتمدت».‏ كان ذلك سنة ١٩٤٦.‏ وتنقل پاسيفيكو في خدمته في عدة انحاء من البلد.‏ كما انه تمتع بامتيازات اخرى ايضا.‏ يقول:‏ «دُعيت الى الصف الـ‍ ١٦ في مدرسة جلعاد وتمكنت من حضور المحفل الاممي سنة ١٩٥٠ في مدينة نيويورك.‏ وبعد التخرج،‏ خدمت كناظر دائرة في ولايتَي مينيسوتا وداكوتا الشمالية في الولايات المتحدة الاميركية،‏ ثم عدت الى الفيليپين لأخدم كناظر كورة جنوبي نهر پاسيڠ،‏ من مانيلا حتى مِنْداناوو».‏

في السنوات التالية،‏ تمتع الاخ پانتاس بشتى التعيينات في بيت ايل وكناظر جائل.‏ ثم تزوج پاسيفيكو في سنة ١٩٦٣.‏ فرُزقا بأولاد،‏ واضطرا ان يستقرا لتربية عائلتهما.‏ استمرا في خدمة يهوه وهما يربّيان عائلتهما،‏ وكبر الاولاد الثلاثة وصاروا مسبّحين ليهوه.‏ حاليا يخدم هؤلاء الثلاثة كشيوخ،‏ وقد تخرج احدهم من مدرسة تدريب الخدام.‏ وآخر يخدم في بيت ايل.‏ حتى في سنواته المتقدمة،‏ يبقى الاخ پانتاس قوة داعمة في الجماعة.‏

قاعات جميلة لعبادة يهوه

لم يصِر لشعب يهوه في الفيليپين قاعات ملكوت كأماكن للعبادة الا مؤخرا.‏ فطوال سنوات،‏ كان الاغلبية يجتمعون في بيوت الاخوة.‏ طبعا،‏ حتى في القرن الاول،‏ استخدم المسيحيون البيوت لعقد الاجتماعات.‏ (‏روما ١٦:‏٥‏)‏ ولكن اذ نمت الجماعات في الازمنة العصرية،‏ رغب الاخوة في حيازة اماكن مريحة تتمكن من استيعاب اشخاص اكثر.‏

قال دايڤيد لِدبِتر:‏ «كان ذلك صعبا على كثيرين بسبب قلة الموارد المالية.‏ حتى في مانيلا المتروپوليتية،‏ وهي مدينة كبيرة،‏ كان لدينا قاعة ملكوت واحدة مبنية على قطعة ارض تملكها الجماعة.‏ وفي كل الاماكن الاخرى حيث توجد قاعة ملكوت،‏ كان المبنى للجماعة ولكنهم لم يملكوا قطعة الارض».‏ فأجور الاخوة زهيدة جدا بحيث لم تتمكن الجماعات من شراء الارض.‏

تدبر الاخوة امورهم بأفضل طريقة ممكنة.‏ وما كانوا يملكونه،‏ اشتركوا فيه طوعا مع الآخرين.‏ على سبيل المثال،‏ دِنْتون هوپكنسون يتذكر سانتوس كاپيسترانو،‏ اخا في مانيلا قدّم الطابق الثاني في بيته ليُستعمل كقاعة ملكوت طوال ٤٠ سنة.‏ يقول الاخ هوپكنسون:‏ «بعد ان ماتت زوجة الاخ كاپيسترانو،‏ عاش اولاده في الطابق السفلي.‏ وكانت قاعة الملكوت في الطابق العلوي،‏ وخُصصت مساحة صغيرة فقط لغرفته مع مطبخ في احد الجوانب.‏ فاحتلت قاعة الملكوت معظم الطابق الثاني.‏ قد تظن ان الوضع لم يكن ملائما للأخ،‏ ولكنه كان سعيدا هكذا.‏ وهذه هي الروح التي اعرب عنها الاخوة».‏

اخيرا،‏ صار ممكنا بناء قاعات ملكوت على اراضٍ تملكها الجماعات.‏ فقد ارتفعت قيمة الپيزو،‏ وبحلول ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ تحسّنت قليلا الاجور،‏ فكان من الممكن استدانة المال.‏ ونتيجة لذلك،‏ تمكنت بعض الجماعات من الحصول على قروض.‏

ثم ابتدأت الهيئة الحاكمة بترتيب حبي صنع فرقا كبيرا.‏ فقد أُعلن عن اقامة صندوق قاعات الملكوت في الولايات المتحدة وكندا.‏ وبُعَيد ذلك،‏ استفادت الفيليپين من المال الذي جرى التبرع به لقصد خصوصي،‏ ألا وهو بناء قاعات ملكوت.‏ ان هذا الترتيب يتبع مبدأ ‹حصول مساواة›،‏ مما يفسح المجال للحصول على قروض.‏ (‏٢ كورنثوس ٨:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لقد بدأ العمل بهذا الترتيب بشكل تدريجي.‏ ولكن عند السماع ان الترتيب كان فعالا جدا في امكنة اخرى،‏ تشجع المزيد من الاخوة كي يحاولوا الحصول هم ايضا على قاعة ملكوت.‏

يا لَلفرق الذي صنعه هذا الترتيب!‏ يذكر مكتب الفرع عن قروض قاعات الملكوت:‏ «كان العدد الاجمالي اكثر من ٢٠٠‏,١ مشروع لبناء قاعات ملكوت.‏ وقد كان لذلك بالتأكيد اثر كبير في كل انحاء البلد».‏ وعلى الرغم من ان قسما كبيرا من الاموال اتى في بادئ الامر من بلدان اخرى،‏ فقد تمكن الاخوة الفيليپينيون في النهاية من دعم برنامجهم الخاص.‏ وفي هذا الشأن،‏ يذكر مكتب الفرع:‏ «طوال عدة سنوات،‏ اتى كل تمويل مشاريع قاعات الملكوت من الاموال المدفوعة لسد القروض وتبرعات الاخوة داخل الفيليپين.‏ وهذا يظهر انه حتى في المناطق حيث يوجد كساد اقتصادي،‏ يمكن ان يُنجز الكثير عندما يُجمع المال المتبرع به لقصد محدد».‏

والآن لدى عدد كبير من الجماعات قاعات ملكوت.‏ يوجد حوالي ٥٠٠‏,٣ جماعة في البلد،‏ ولا يزال عدد منها بحاجة الى اماكن خاصة بهم لعقد الاجتماعات.‏ ولكن حوالي ٥٠٠ من هذه الجماعات تضم اقل من ١٥ ناشرا،‏ ولا يستطيعون تحمل نفقة قروض قاعات الملكوت.‏ فجرى التشجيع مؤخرا على دمج الجماعات ليكون عمليا اكثر الحصول على قاعات ملكوت.‏

تعديلات في وجهات النظر حول برامج الاجتماعات

تقع بعض الجماعات،‏ سواء كان لديها قاعة ملكوت ام لا،‏ في مناطق نائية.‏ وعلى الاخوة ان يمشوا ساعتَين،‏ اربع ساعات،‏ او اكثر في اراضٍ وعرة للوصول الى مكان الاجتماع.‏ ونتيجة لذلك،‏ ليس عمليا في بعض المناطق ان يأتي الاخوة اكثر من مرة في الاسبوع الى مكان عقد الاجتماعات.‏ ولذلك كانت جماعات كثيرة تعقد كل اجتماعاتها في يوم واحد باستثناء درس الكتاب الجَماعي.‏ وكان الاخوة يأتون مستعدين للاشتراك في اربعة اجتماعات.‏ ويجلبون معهم طعاما للغداء.‏ وبهذه الطريقة،‏ لزم قطع المسافة الطويلة الى مكان الاجتماع مرة واحدة في الاسبوع،‏ وفي الايام الاخرى كان الاخوة يقومون بالنشاطات الاخرى،‏ كخدمة الحقل،‏ كلّ في منطقته.‏

خلال ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بدأت هذه العادة تنتشر الى جماعات ليست بعيدة جدا،‏ حتى الى الجماعات الموجودة في المدن.‏ فنتيجة الصعوبات الاقتصادية ربما فكر البعض في طرق لتوفير المال.‏ وحصْر الاجتماعات في يوم واحد يخفّف التنقل والمصروف.‏ وصار اخوة آخرون مهتمين بإفراط بما يلائمهم،‏ ربما مستخدمين الوقت في الايام الاخرى لمساعٍ شخصية،‏ كالتعلّم او العمل الدنيوي.‏

وأصبح المزيد والمزيد من الجماعات يعقدون اربعة اجتماعات في يوم واحد،‏ وبعض الجماعات عقدوا الاجتماعات الخمسة في يوم واحد!‏ ولكنّ ذلك عنى ان الجماعات في الفيليپين كانت تنجرف اكثر فأكثر عن الطريقة التي يتبعها معظم شعب يهوه في كل العالم،‏ الذين يعقدون الاجتماعات في ثلاثة ايام مختلفة خلال الاسبوع.‏ لقد فقد الاخوة اتزانهم نوعا ما في هذا المجال.‏ وخلال زيارة ناظر الاقليم في سنة ١٩٩١،‏ عُرضت عليه هذه القضية.‏ ثم استُشيرت الهيئة الحاكمة.‏ كان الجواب:‏ «لا نعتقد انها عادة جيدة إلّا اذا كانت الظروف صعبة جدا».‏ فأُرسلت هذه المعلومات الى الاخوة،‏ اولا في المدن ثم في المناطق الريفية.‏

وقد ذُكر انه فضلا عن العمل وفق الترتيب المتّبع عالميا بالنسبة الى الاجتماعات،‏ تستفيد الجماعات روحيا اكثر اذا عُقدت اجتماعات منفصلة بدلا من محاولة حشر كل المواد في ثلاث ساعات ونصف او اربع ساعات.‏ كما ان الاولاد الصغار والمهتمين حديثا يجدون هذا البرنامج متعبا.‏ وبإمكان الشيوخ ان يحضّروا خطابات ذات نوعية افضل عندما يحضّرون لاجتماع او لاجتماعين بدلا من التحضير لعدة اجتماعات.‏

وماذا كان رد فعل الجماعات لهذه المشورة؟‏ تجاوبت الاغلبية الساحقة،‏ وصنعوا تعديلات سريعة لعقد اجتماعات في وسط الاسبوع.‏ والآن،‏ كل اسبوع تتمتع معظم الجماعات،‏ باستثناء الجماعات البعيدة جدا،‏ ببرنامج روحي اكثر اتزانا.‏

قاعات المحافل

طوال عدة سنوات،‏ استعملت الدوائر المدرّجات الرياضية في المدارس،‏ مباني الألعاب الرياضية،‏ حلبات السباق،‏ او غيرها من المنشآت العامة لعقد المحافل.‏ ورغم العوائق،‏ قدّر الاخوة مناسبات المعاشرة المفرحة هذه.‏

وكما كانت الحال بالنسبة الى قاعات الملكوت،‏ لم يكن سهلا الحصول على قاعات للمحافل.‏ فقد لعبت الضيقة الاقتصادية دورا في هذا المجال ايضا.‏ الا ان عدة دوائر كانت تتوق ان يكون لها اماكنها الخاصة للاجتماع معا.‏ ونتيجة لذلك،‏ شُيد عدد لا بأس به من القاعات البسيطة للمحافل.‏ وتخدم هذه عادة لتجتمع دائرة واحدة او اثنتان،‏ وليس عدة دوائر كما في العديد من البلدان الاخرى.‏ وفي عدة حالات،‏ كان يُتبرَّع بقطعة الارض او تُشترى بسعر معقول،‏ وخصوصا في المناطق الريفية.‏ ثم كان الاخوة يجمعون تبرعاتهم ويبنون مبنى بسيطا،‏ هو في معظم الاحيان قاعة مفتوحة الجوانب لها سقف لحجب الشمس عن الحضور،‏ ارض اسمنتية،‏ منصة مرتفعة،‏ وبعض المقاعد.‏

في منطقة مانيلا المتروپوليتية،‏ لم يكن ذلك ممكنا بسبب اسعار الاراضي الباهظة وكلفة تشييد مبنى ملائم في المدينة.‏ فتبرعت الجماعات في المنطقة لصندوق مخصص لبناء قاعة محافل،‏ ولكن الكمية التي جُمعت كانت اقل بكثير مما يلزم لشراء قطعة الارض.‏ وخلال سبعينات وثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ومعظم تسعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بقيت المحافل في مانيلا المتروپوليتية تُعقد في المدارس،‏ المدرّجات الرياضية،‏ وأماكن مماثلة.‏

في تلك الاثناء،‏ استمرت الجماعات والدوائر في منطقة مانيلا المتروپوليتية في النمو،‏ وصاروا في امس الحاجة الى قاعة محافل.‏ فبدأ البحث عن قطعة ارض مناسبة.‏ وبُعثت رسائل الى الجماعات مُعلِمة اياهم بامتياز دعم المشروع ماديا.‏ وفي سنة ١٩٩٢،‏ عُثر على قطعة ارض مساحتها حوالي ٦ هكتارات قرب مقاطعة لاڠرو،‏ في طرف مانيلا المتروپوليتية الشمالي.‏

دعمت جماعات مانيلا المتروپوليتية المشروع بإرسال تبرعات وعمال متطوعين.‏ وأتى خدام امميون من عدة بلدان للمساعدة في العمل،‏ من بينهم روس پرات من نيوزيلندا،‏ الذي يروي:‏ «في آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٧،‏ نلنا الموافقة من بروكلين للمباشرة بالعمل.‏ كانت اعمال الحفر ضخمة،‏ ورُفع ٠٠٠‏,٢٩ متر مكعب من التربة لإعداد الموقع للبناء.‏ كان هنالك ٥٠ الى ٦٠ عاملا دائما.‏ وانتهى بناء قاعة المحافل في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٨».‏ ثم جرى تدشينها.‏ وبما ان القاعة مصممة لاستيعاب ما يصل الى ٠٠٠‏,١٢ شخص،‏ يمكن عقد المحافل الكورية ايضا هناك.‏ والجوانب المفتوحة في قاعة المحافل هذه تتيح للنسمات المدارية بأن تهب فيما يستمع الحضور الى البرنامج في الداخل.‏ والآن تتمتع قانونيا ١٦ دائرة في مانيلا المتروپوليتية وحولها بالبرامج الروحية في هذه القاعة.‏

توسيع مِلكية الفرع

مع ازدياد عدد الجماعات والدوائر في الحقل،‏ ازداد العمل في الفرع.‏ في سنة ١٩٨٠،‏ كان هنالك ٠٠٠‏,٦٠ ناشر تقريبا في الحقل.‏ وقبل مرور عشر سنوات،‏ انضمّت الفيليپين الى صفوف البلدان التي لديها اكثر من ٠٠٠‏,١٠٠ ناشر.‏ كما ارتفع اعضاء عائلة بيت ايل،‏ في الفترة نفسها،‏ من ١٠٢ الى ١٥٠ عضوا.‏ ولكن حتى في اوائل ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ لم يكن الفرع يتسع للجميع.‏ وصارت هنالك حاجة الى اماكن اضافية.‏

فأوصت الهيئة الحاكمة ان يتم البحث عن مِلكيات اضافية.‏ يخبر فيليكس فهاردو ما حدث:‏ «ذهبنا من بيت الى بيت لنجد إن كانت هنالك مِلكية للبيع قرب بيت ايل.‏ فقال المالكون الفيليپينيون والصينيون انهم لن يبيعوا مِلكياتهم.‏ وقال احد المالكين بتصلُّب:‏ ‹الصينيون لا يبيعون.‏ نحن نشتري.‏ لا نبيع ابدا›».‏ وبدا في ذلك الوقت انه لا يمكن شراء مِلكيات قرب مكان الفرع الاصلي.‏

بدأ البحث عن مِلكيات في اماكن اخرى.‏ وكان مكتب الفرع سينتقل الى خارج المدينة إذا كان ذلك ضروريا.‏ وُجدت عدة مواقع في المقاطعات القريبة.‏ واهتمت الهيئة الحاكمة بقطعة ارض كبيرة قرب سان پيدرو،‏ لاڠونا،‏ عرَضَها اخ للبيع بسعر معقول.‏ فجرت الموافقة على شرائها.‏ وبدأ التخطيط لبناء مكاتب،‏ مساكن،‏ ومصنع لبيت ايل.‏ ولكن بمرور الوقت،‏ بدا انها لم تكن مشيئة يهوه الانتقال الى هناك اذ لا توجد خدمات للهاتف،‏ وحالة الطريق سيئة،‏ كما ان هنالك مشاكل امنية في تلك المنطقة.‏ فتبيَّن لنا ان هذه المِلكية ليست افضل مكان لبناء الفرع.‏ فحُوّلت الى مزرعة للمساهمة في تزويد عائلة بيت ايل بحاجاتها.‏ ولكن ذلك لم يحلّ مشكلة الحاجة الى مكان اوسع لمكتب الفرع.‏

بدا ان احداثا غير متوقعة تدل ان يهوه يوجّه الامور.‏ يتابع فيليكس:‏ «فجأة،‏ قال اقرب الجيران الينا:‏ ‹نريد ان نبيع مِلكيتنا ‏—‏ ٠٠٠‏,١ متر مربع.‏ ونريد ان نبيعها لكم›.‏ فأخبرتنا الهيئة الحاكمة انه بإمكاننا شراؤها.‏ ظننا ان هذه المِلكية كافية،‏ ولكن عندما قدّمنا خرائط البناء للمركز الرئيسي العالمي،‏ قيل لنا:‏ ‹بإمكانكم ان تبحثوا عن مِلكية اخرى.‏ فأنتم بحاجة بعد الى المزيد›.‏

‏«بعد ذلك مباشرة،‏ اتى طبيب ومحامٍ وقالا:‏ ‹نريد ان نبيع مِلكيتنا لكم›.‏ وكانت مساحتها ٠٠٠‏,١ متر مربع.‏ وأرادت ايضا امرأة تملك قطعة ارض قربنا مساحتها هكتار ان تبيعها.‏ وباعتها بسعر مقبول جدا.‏ ظننا انه صار لدينا مساحة كبيرة كافية.‏ ومع ذلك،‏ طلب منا المركز الرئيسي ان نفتش عن المزيد».‏

ثم اتت مساعدة غير متوقعة.‏ ذهب الطبيب والمحامي اللذان باعانا مِلكيتهما الى الجيران وأقنعاهم ببيع اراضيهم.‏ فأتوا الواحد تلو الآخر وعرضوا مِلكياتهم على الفرع.‏ بعد ان تم شراء كل المِلكيات القريبة تقريبا،‏ أُرسل مخطّط آخر الى المركز الرئيسي.‏ أتانا ثانية الجواب:‏ «تحتاجون الى المزيد».‏ ففكر الاخوة:‏ ‹الى اين سنذهب الآن؟‏ لقد اشترينا كل المِلكيات القريبة التي يمكن شراؤها›.‏

في ذلك الوقت تقريبا،‏ تلقينا مخابرة هاتفية بشأن مِلكية رجل الاعمال الذي سبق وقال:‏ «الصينيون لا يبيعون».‏ فقد صارت الآن معروضة للبيع!‏ يشرح فيليكس:‏ «عرفنا انا والاخ ليتش انه لم يكن احد آخر مهتما بشرائها.‏ فحصلنا عليها بسعر رخيص جدا.‏ ويبدو ان يد يهوه كانت توجّه الامور».‏ فأُضيف هكتار من الاراضي.‏ وأخيرا،‏ قال المركز الرئيسي:‏ «لديكم ما يكفي الآن لتبدأوا بالتخطيط للبناء».‏

بمرور الوقت وتغيُّر الاحوال،‏ تبيَّن ان المزرعة في سان پيدرو لم تعد لازمة.‏ فكمية كبيرة من طعام عائلة بيت ايل يمكن شراؤها بالجملة بأسعار اقل من كلفة انتاجها في المزرعة.‏ فاتُّخذ قرار بيع المزرعة.‏ وفي سنة ١٩٩١،‏ صارت المزرعة ملك شخص جديد.‏ واستُخدمت عائدات البيع للمساعدة في تغطية نفقات ابنية الفرع الجديدة.‏

تشييد ابنية الفرع الجديدة

صار الفرع يملك اراضي مساحتها اكبر بأكثر من ثلاث مرات من مساحة الارض التي اشتراها اصلا سنة ١٩٤٧ والتي بلغت مساحتها هكتارا.‏ وبمساعدة مكتب الهندسة الاقليمي في فرع شهود يهوه في اليابان،‏ رُسمت الخرائط،‏ وبدأ عمل اعداد الموقع في اواسط سنة ١٩٨٨.‏ كان يجب هدم بعض الابنية الخشبية القديمة.‏ وكانت الابنية الجديدة ستشمل مبنى سكنيا من ١١ طابقا ومصنعا كبيرا من طابقين.‏ وكانت ايضا ستُشيَّد قاعة ملكوت في الموقع.‏

بالاضافة الى المتخرّجين من جلعاد المعيّنين للمساعدة،‏ اتى حوالي ٣٠٠ اخ وأخت من نحو خمسة بلدان ليساعدوا في المشروع كخدام امميين لفترة طويلة وكمتطوّعين اممين لفترة قصيرة.‏ ودهش السكان القريبون عندما رأوا ان اناسا من بلدان اخرى اتوا للمساعدة.‏ وقد كانت مفاجأتهم اكبر عندما علموا ان اغلبية هؤلاء اتوا على نفقتهم الخاصة!‏ وساهم الاخوة والاخوات المحليون في اضفاء جو من الوحدة الاممية.‏

وكما حصل اثناء محاولة شراء الارض،‏ كان توجيه يهوه يُرى مع تقدم البناء.‏ على سبيل المثال،‏ كانت شركة واحدة في الفيليپين تصنع ألواح التسقيف اللازمة للأبنية.‏ ولكنّ طلب الفرع للحصول على المواد كان في المرتبة ٣٠١ على لائحة الانتظار!‏ فحدد الاخوة موعدا للتكلم مباشرة مع نائب رئيس الشركة،‏ وشرحوا طبيعة عملنا الطوعية.‏ فاجتمع مجلس المديرين في الشركة،‏ وافقوا على طلب الاخوة،‏ ونقلوا طلبهم الى المرتبة الاولى على لائحة الانتاج.‏ وبعد ان سلمت الشركة المواد،‏ أضرب العمال.‏

لقد اعرب العدد الكبير من الاخوة الذين شاركوا في مشروع بناء الفرع عن روح رائعة.‏ وكل اسبوع،‏ كان يأتي للمساعدة حوالي ٦٠٠ متطوّع من الجماعات القريبة.‏ وفي الواقع،‏ قام هؤلاء المتطوعون بحوالي ٣٠ في المئة من العمل.‏

اتُّبعت مقاييس رفيعة في البناء.‏ وبما ان جزر الفيليپين تقع في منطقة زلازل ناشطة،‏ تأكد الاخوة الذين هندسوا المشروع ان البناء المؤلف من ١١ طابقا يستطيع الصمود في وجه هزات قوية.‏ وكم اختلفت هذه الابنية المبنية بطريقة ممتازة عن الابنية القديمة،‏ التي بُني احدها في عشرينات الـ‍ ١٩٠٠!‏ فهُدمت الابنية الأقدم لتحل محلها الابنية الجديدة.‏

اخيرا،‏ في ١٣ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩١،‏ دُشّن الفرع.‏ وألقى جون بار من الهيئة الحاكمة خطاب التدشين امام حضور بلغ ٧١٨‏,١ شخصا.‏ ودُعي الاخوة والاخوات الذين يخدمون يهوه منذ اكثر من ٤٠ سنة،‏ فتمتعوا بالبرنامج مع ضيوف من عشرة بلدان.‏ وفي اليوم التالي،‏ استفاد ٥٠١‏,٧٨ من البرنامج البناء روحيا الذي نُقل هاتفيا الى ستة مواقع في كل انحاء الارخبيل.‏

الفيليپينيون يصبحون خداما امميين

خلال بناء الفرع،‏ علَّم الخدام الامميون الآتون من بلدان اخرى مهاراتهم للاخوة الفيليپينيين.‏ يعلّق هيوبرتوس هوفناڠلز الذي درّب آخرين:‏ «كثيرون من الاخوة المحليين غيورون جدا،‏ وقد تمكنوا من تطبيق ما تعلموه».‏ ونتيجة لذلك،‏ عندما انتهى مشروع الفيليپين،‏ تمكن بعض هؤلاء الاخوة المدرَّبين من السفر كخدام امميين للمساعدة في مشاريع بناء فروع في بلدان اخرى،‏ وخصوصا في جنوب شرق آسيا.‏

كان جويل مورال،‏ من مقاطعة كايزون،‏ واحدا منهم.‏ اتى اولا الى مشروع بناء الفرع في مانيلا وبنيّته التطوّع للعمل اسبوعا واحدا.‏ ولكن كانت هنالك حاجة الى مساعدته،‏ وطُلب منه ان يبقى مدة اطول.‏ ومع انه لم يكن يملك خبرة واسعة في البناء،‏ مكّنه العمل في مشروع بناء الفرع من اكتساب مهارات بسرعة بالتعلم من الخدام الامميين الاجانب.‏

حتى قبل انتهاء العمل في مشروع الفيليپين،‏ نشأت حاجة الى المساعدة في بناء الفرع الجديد في تايلند.‏ يقول جويل:‏ «لم اكن اتوقع ذلك،‏ ولكنني دُعيت الى الذهاب الى تايلند.‏ فخبرتي في البناء في الفيليپين كانت مساعِدة جدا لإعدادي للعمل الاممي».‏ وبقي اكثر من سنة وهو يساعد في البناء في تايلند.‏

تعرّف جوشوا وسارا إسپيريتو احدهما الى الآخر عندما كانا يعملان في بناء فرع الفيليپين.‏ فتزوجا بُعيد تدشين الفرع وكان هدفهما ان يخدما معا كخادمَين امميَّين.‏ بعد بضعة اشهر،‏ دُعيا الى الاشتراك في عمل البناء في بلدان اخرى.‏ ومنذ ذلك الحين،‏ خدما في خمسة بلدان،‏ ثلاثة في آسيا واثنين في افريقيا.‏ يقول جوشوا عن اختباره وهو لا يزال في الفيليپين:‏ «عندما كنا نعمل مع اخوة من بلدان اخرى،‏ تعلمنا مهارات جديدة.‏ وصار باستطاعتنا تعليمها للآخرين».‏ وعندما أُرسلا الى بلدان اخرى،‏ قالا للاخوة المحليين:‏ «لن نبقى على الدوام معكم.‏ في المستقبل ستتابعون العمل وحدكم».‏ وفي ما يتعلق بهدفه عند الذهاب الى بلدان اخرى،‏ يقول:‏ «لا نذهب الى هناك للعمل فقط،‏ ولكننا نحاول حقا ان نعلّم الاخوة».‏

بالطبع،‏ يتطلب الذهاب الى بلدان مختلفة ان يكون المرء مرنا.‏ لقد أُرسل جيري أيورا الى عدة اماكن،‏ بما فيها تايلند،‏ زمبابوي،‏ وساموا الغربية.‏ يقول:‏ «تعلّمت ان يهوه يستخدم اناسا من شتى الخلفيات.‏ ونحن نحبهم لأن يهوه يحبهم».‏ فيا لَسعادة هؤلاء الاخوة الفيليپينيين لأنهم يستطيعون المساهمة في عمل يهوه على نطاق اممي!‏

الاوضاع المضطربة لا توقف العمل

يشمل جعل فرح يهوه قوتنا الاستمرار في اظهار الولاء له حتى في اوقات الشدة.‏ وقد سنحت عدة فرص لخدام يهوه في الفيليپين ان يظهروا ذلك.‏

رغم انتهاء الاحكام العرفية في ١٧ كانون الثاني (‏يناير)‏ سنة ١٩٨١،‏ استمرت الاوضاع المضطربة خلال ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وفي شباط (‏فبراير)‏ ١٩٨٦ تغيرت الحكومة.‏ وقد تم تغيير السلطة بطريقة سلمية نسبيا،‏ حتى ان الجماعات الواقعة حيث حصلت ثورة «قوة الشعب» استمرت تعقد اجتماعاتها وتبشر دون توقف.‏ وكان الناشرون حين يمرون بالقرب من جماهير «قوة الشعب» يرون كهنة وراهبات مختلطين بالشعب ويحثونهم على متابعة نشاطهم.‏

ادخلت الحكومة الجديدة بسرعة بعض التغييرات.‏ الا ان الاوضاع المضطربة لم تنتهِ.‏ وفي السنوات الثلاث الاولى بعد ان تسلمت الحكومة الجديدة السلطة،‏ كانت هنالك عدة محاولات للاطاحة بالحكومة،‏ وفي البعض منها حصل سفك دماء.‏ وفي احدى المناسبات خلال بناء الفرع،‏ دهش عمال البناء الاجانب والمحليون على السواء ان ينظروا الى المدينة ويروا الجنود المتمردين يقصفون بالقنابل معسكرهم الخاص.‏ كانت تلك المناوشات قصيرة نسبيا،‏ ولكن بسببها كان من الضروري تشجيع بعض الجماعات على الاجتماع في قاعات ملكوت في اماكن اكثر امنا.‏

طوال عدة سنوات،‏ استمرت الاضطرابات بين قوات الحكومة والقوات المعارضة في بعض انحاء مِنْداناوو.‏ وفيما كان الاخوة يقومون بخدمتهم هناك،‏ كان عليهم ان يتصرفوا بحكمة ويثقوا بيهوه.‏ ريناتو دونڠوڠ،‏ متخرّج من مدرسة تدريب الخدام وهو الآن ناظر دائرة،‏ خدم في منطقة شهدت نزاعات كثيرة.‏ في احدى المناسبات،‏ فيما كان ريناتو ينتظر مركبا،‏ سأله جندي:‏ «الى اين انت ذاهب؟‏».‏

شرح ريناتو:‏ «انا خادم جائل من شهود يهوه.‏ ازور الاخوة مرتين في السنة لتقويتهم وللكرازة معهم».‏

اجاب الجندي:‏ «لا بد ان اللّٰه معك،‏ وإلّا لكنت قُتلتَ».‏ فعلى الرغم من الاضطراب،‏ يتابع الاخوة عملهم،‏ واضعين ثقتهم في يهوه،‏ وهم محترمون كثيرا لما يقومون به.‏

العودة الى المحاكم مع قضية تحية العلم

امتُحن الاحداث في ما يتعلق بولائهم للّٰه.‏ ففي ١١ حزيران (‏يونيو)‏ سنة ١٩٥٥،‏ اقرّ الرئيس رامون ماڠسايساي المرسوم الجمهوري رقم ١٢٦٥،‏ الذي يقضي بأن يحيّي كل الاولاد في المدارس العامة والخاصة العلم الفيليپيني.‏ فتصرف اولاد شهود يهوه وفقا لما يمليه عليهم ضميرهم،‏ كما يفعل الاحداث الشهود في كل العالم.‏ (‏خروج ٢٠:‏٤،‏ ٥‏)‏ فعلى الرغم من انهم يحترمون رمز الامة،‏ لا يمكنهم وفقا لضميرهم الاشتراك في ما يعتبرونه اعمال تعبد دينية لأي شيء.‏ وعندما طُرد اولاد عائلة خِرونا في ماسباطي من المدرسة لعدم تحيتهم العلم،‏ نشأت قضية رُفعت الى المحكمة العليا في الفيليپين في سنة ١٩٥٩.‏ ولكن المحكمة لم تحترم موقف شهود يهوه الديني.‏ وذكرت ان العلم «ليس صورة» وأن «العلم لا يمت الى اي مغزى ديني بأي صلة».‏ وهكذا،‏ اخذت المحكمة على عاتقها ان تقرر ما هو ديني وما هو غير ديني.‏

بالطبع،‏ لم يغيّر ذلك معتقدات الشهود الدينية.‏ والتصق الاخوة بمبادئ الاسفار المقدسة.‏ وقد ادى قرار المحكمة الى بعض الصعوبات،‏ ولكنها ليست بالخطورة التي كانت متوقعة.‏

لم تُثَر قضية تحية العلم ثانية الا بعدما أُدخل قرار المحكمة في القوانين الادارية لسنة ١٩٨٧.‏ وبعد ذلك،‏ في سنة ١٩٩٠،‏ طُرد من المدرسة عدد من اولاد شهود يهوه في منطقة سيبو.‏ وكان المسؤول عن المدارس متشددا في تنفيذ القانون،‏ فطُرد المزيد من التلاميذ.‏

غطت وسائل الاعلام اخبار طرد الاولاد من المدرسة.‏ ثم اهتمت لجنة تُعنى بحقوق الانسان بهؤلاء الاولاد المحرومين من العلم.‏ وبدا ان الموقف تغير عن الموقف في سنة ١٩٥٩.‏ فهل كان ذلك الوقت الذي عيّنه يهوه لعرض القضية ثانية للعلن؟‏ ذكر إرنيستو موراليس،‏ شيخ في ذلك الوقت في سيبو:‏ «حثَّنا المحرِّرون،‏ الصحافيون،‏ العاملون في حقل التربية،‏ وغيرهم ان نرفع القضية الى المحكمة».‏ فاستُشير قسمَا القضايا القانونية في الفرع وفي المركز الرئيسي العالمي.‏ واتُّخذ قرار رفع الدعوى.‏

ولكنّ المحكمة الابتدائية الاقليمية وتبعتها محكمة الاستئناف اصدرتا قرارين ليسا لصالحنا.‏ فلم ترغبا في معارضة قرار المحكمة العليا في قضية خِرونا سنة ١٩٥٩.‏ ولحلّ القضية لم يبقَ سوى رفعها ثانية الى المحكمة العليا.‏ فهل ستقبل بسماع القضية؟‏ كان جواب المحكمة العليا:‏ نعم!‏ فاهتم فيلينو ڠانال،‏ وهو محامٍ من الشهود،‏ برفع القضية الى اعلى محكمة.‏ وفي غضون ايام،‏ اصدرت المحكمة العليا امرا بإعادة الاولاد المطرودين الى المدرسة،‏ بانتظار القرار حول القضية.‏

قُدّمت الحجج من قِبل الطرفَين.‏ وبعد بحث دقيق،‏ اصدرت المحكمة العليا قرارا ابطلت فيه قرار سنة ١٩٥٩ وأيّدت حق اولاد شهود يهوه في الامتناع عن تحية العلم،‏ تلاوة التعهُّد بالولاء،‏ وإنشاد النشيد الوطني.‏ وشرحت المحكمة القرار البالغ الاهمية:‏ «ان فكرة كون الشخص مجبرا على تحية العلم،‏ .‏ .‏ .‏ تحت طائلة .‏ .‏ .‏ الطرد من المدرسة،‏ تتنافى مع ضمير الجيل الفيليپيني الحالي الذي تعلّم من ‹قانون الحقوق› الذي يضمن حقهم في حرية الكلام وحرية ممارسة الدين والعبادة».‏ وحكمت المحكمة ايضا ان طرد شهود يهوه من المدارس «ينتهك حقوقهم .‏ .‏ .‏،‏ بموجب دستور ١٩٨٧،‏ في تحصيل العلم مجانا».‏ وأعلنت مانيلا كرونيكل (‏بالانكليزية)‏:‏ ‏«‏المحكمة العليا تصحّح ظلما دام ٣٥ سنة في حق شهود يهوه».‏

قامت الاطراف المعارضة برفع طلب لإعادة النظر في القضية،‏ ولكن المحكمة العليا رفضت الطلب في ٢٩ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٥.‏ وهكذا يبقى القرار ساري المفعول.‏ فيا له من انتصار لشعب يهوه!‏

العمل يستمر رغم الكوارث

كما ذُكر في بداية هذا التقرير،‏ تتعرّض الفيليپين باستمرار للكوارث.‏ فلنلقِ نظرة على بعض الكوارث التي اثّرت في الاخوة.‏

الزلازل:‏ تتعرَّض جزر الفيليپين للزلازل لوقوعها عند التقاء لوحَين تكتونيَّين رئيسيَّين.‏ وبحسب احد المراجع،‏ تحدث كل يوم خمسة زلازل على الاقل،‏ والكثير من الهزات التي لا يشعر بها البشر.‏ ومعظم هذه الزلازل والهزات لا تؤثر في حياة الناس،‏ ولكنّ الزلازل العنيفة تسبّب احيانا دمارا هائلا.‏

في الساعة ٢٦:‏٤ بعد ظهر ١٦ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٩٠،‏ ضرب احد هذه الزلازل العنيفة قرب مدينة كاباناتوان في وسط لوزون،‏ وتبعته عدة هزّات قوية لاحقة.‏ وأصيبت ايضا مقاطعة بينڠيت بأضرار جسيمة.‏ وانهار عدد من المدارس والفنادق،‏ مما ادى الى خسارة في الارواح.‏

في ذلك الوقت،‏ كان هوليو تابيوس،‏ الذي خدم آنذاك كناظر كورة هناك،‏ مسافرا مع زوجته لحضور محفل دائري في منطقة جبلية في بينڠيت.‏ وكان احد الاخوة في طريقه الى باڠيو لبيع الخضر هناك،‏ فأقلَّهما في شاحنته.‏ بعد تقدمهم في الطرقات الجبلية المتعرجة،‏ وصلوا الى طريق ضيق،‏ فاضطروا ان يفسحوا الطريق امام سيارة قادمة.‏ عندئذ،‏ بدأت الصخور تسقط من الجبل.‏ فأدركوا انه زلزال قوي.‏ يقول هوليو:‏ «تمكن الاخ من إرجاع شاحنته الى مكان اوسع،‏ وما لبثت ان وقعت صخرة كبيرة على الموقع الذي كنا فيه.‏ فشكرنا اللّٰه اننا بقينا سالمين.‏ وبعد لحظات،‏ ضربت هزة اخرى،‏ ورأينا صخرة كبيرة قربنا تهتز كأنها ترقص».‏ لقد انزلقت جروف بكاملها من الجبال.‏

سدّت الانزلاقات الارضية الطريق.‏ ولم يبقَ سبيل للوصول الى مكان المحفل،‏ او اي مكان آخر،‏ الّا عبر تسلُّق الجبال سيرا على الاقدام.‏ في الليل،‏ آواهم شخص لطيف في بيته.‏ وفي اليوم التالي،‏ تسلقوا جبلا عاليا للوصول الى المكان الذي يقصدونه.‏ في الطريق،‏ التقوا عددا من الاخوة الذين كانوا يساعدون واحدهم الآخر على التغلب على الصعوبات والمشاكل التي خلّفها الزلزال.‏ وأخيرا،‏ بعد قطع ممرات جبلية خطرة سيرا على الاقدام،‏ وصلوا الى مدينة ناڠي،‏ حيث سيُعقد المحفل.‏ يروي هوليو:‏ «ذرف الاخوة دموع الفرح،‏ لأنهم قطعوا الامل بوصولنا!‏ ومع اننا كنا تعبَين جدا،‏ انتعشنا عندما رأينا الاخوة والاخوات السعداء يرحبون بنا».‏ وعلى الرغم من حدوث الزلزال،‏ بذل العديدون جهدهم ليكونوا في المحفل،‏ معربين عن تقديرهم الكبير للامور الروحية.‏

قد تتذكرون ان الابنية الجديدة في الفرع كانت آنذاك قيد الانشاء.‏ وعلى الرغم من ان المبنى السكني لم يكن منتهيا بعد،‏ كان زلزال سنة ١٩٩٠ اول امتحان لاختبار قوة المبنى.‏ لقد سبّب تأرجح المبنى غثيانا لأعضاء بيت ايل،‏ ولكن المبنى صمد في وجه الزلزال وفقا لتصميمه تماما،‏ ولم يُصَب بأضرار.‏

الفيضانات:‏ بما ان المناخ مداري رطب،‏ تهطل كميات كبيرة من الامطار في معظم انحاء البلد.‏ وتتعرّض بعض المناطق للفيضانات.‏ يتذكر ليوناردو ڠامنڠ،‏ وهو في الخدمة كامل الوقت منذ اكثر من ٤٦ سنة:‏ «كان علينا السير ثلاثة كيلومترات في الوحل الذي يصل الى ركبنا».‏ وخدمت جوليانا انڠيلو كفاتحة خصوصية في مقاطعة پامپانڠا العرضة للفيضانات.‏ تقول:‏ «للوصول الى المهتمين برسالة الملكوت،‏ كنا نركب في مراكب صغيرة.‏ وكان الاخ الذي يجذف بحاجة ان يكون منتبها جدا لتجنُّب الاشجار حيث تختبئ الحيات،‏ والتي من المرجح ان تسقط في المركب».‏ وقضت كوراسون ڠالياردو،‏ فاتحة خصوصية منذ سنة ١٩٦٠،‏ عدة سنوات في الخدمة في پامپانڠا.‏ احيانا،‏ لم يكن هنالك زورق لركوبه،‏ وتتذكر انه كان عليها السير في مياه الفيضان التي كادت تصل الى كتفها.‏ وعلى الرغم من هذه الصعوبات،‏ حافظت على موقف ممتاز.‏ وقد تعلمت ان تكون مرنة وأن تتكل على يهوه،‏ عالمة انه لن ينسى ابدا اولياءه.‏

ومنذ غطى الوحل البركاني من جبل پيناتوبو عدة مناطق منخفضة،‏ صارت الفيضانات في پامپانڠا اسوأ لأن المياه تنساب الآن الى مناطق اخرى.‏ يقول هينيروسو كانلاس،‏ الذي يخدم كناظر دائرة في تلك المناطق،‏ انه بسبب الماء،‏ كان عليهم في احيان كثيرة ان ينتعلوا جزمات او ان يذهبوا حفاة في خدمة الحقل.‏ الا ان الاخوة يثابرون رغم العقبات.‏

وحيث يكون الفيضان خطيرا وتتضرر مجتمعات بكاملها،‏ يساعد شهود يهوه واحدهم الآخر بالاضافة الى مساعدة غير الشهود ايضا.‏ وعندما حدث ذلك في داڤاو دِل نورتي،‏ في جنوب الفيليپين،‏ قدّر كثيرا رسميو المدينة المساعدة التي قُدّمت بحيث انهم اصدروا بيانا يعبّرون فيه عن ذلك.‏

البراكين:‏ توجد عدة براكين في الفيليپين،‏ ولكنّ البركان الذين استقطب انظار العالم هو بركان جبل پيناتوبو.‏ في حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٩١،‏ انفجر البركان وصدرت عنه سحابة هائلة فطرية الشكل.‏ فبدا ان النهار تحوّل الى ليل.‏ وظن البعض ان هرمجدون قد ابتدأت.‏ وقد وصل الرماد المتساقط الى كمبوديا غربا.‏ وخلال وقت قصير،‏ لفظ جبل پيناتوبو ٦٥‏,٦ بلايين متر مكعب من المواد الفتاتية البركانية.‏ وقد تسبّب الرماد الثقيل بتقويض السقوف وأيضا ابنية بكاملها.‏ وصارت كمية كبيرة من المواد التي لفظها البركان سيولا هائلة من الوحول البركانية،‏ فدمرت بعض البيوت ودفنت بيوتا اخرى.‏ وقد ألحق الرماد والوحول البركانية اضرارا جسيمة بقاعات الملكوت وبيوت الاخوة ودمرتها.‏ يقول جوليوس أڠيلار،‏ فاتح قانوني خدم في تارلاك في ذلك الوقت:‏ «دُفن بيتنا بكامله تحت الرماد».‏ وأُجبرت العائلة على الانتقال.‏

كان پيدرو وانداسان يخدم كناظر دائرة في المنطقة.‏ يروي:‏ «لم ينسَ الاخوة قط عبادتهم وخدمتهم ليهوه.‏ فكان عدد الحضور دائما اكثر من ١٠٠ في المئة.‏ كما ان الوحول البركانية لم تقلّل من محبة الاخوة لعمل الكرازة.‏ فاستمررنا نكرز للذين أُجلوا عن المنطقة،‏ وكرزنا ايضا في المناطق المنكوبة».‏

تتيح مثل هذه الكوارث فرصا لإظهار المحبة المسيحية.‏ فخلال ثوران جبل پيناتوبو وبعده،‏ ساعد الاخوة واحدهم الآخر في الانتقال من المنطقة.‏ وأرسل مكتب الفرع بسرعة شاحنة محمّلة ارزّا،‏ وبعد ان أُفرغت الحمولة،‏ استُخدمت الشاحنة لنقل الاخوة من المدن المنكوبة.‏ وعندما علم الاخوة في مانيلا بالحاجة الى المساعدة،‏ تجاوبوا فورا وأرسلوا اموالا وثيابا.‏ وفي بلدة بيتيس،‏ في مقاطعة پامپانڠا،‏ نظم الاخوة الشبان فرقة لمساعدة الضحايا.‏ ومن بين الذين ساعدوهم امرأة مهتمة زوجها يقاوم الحق.‏ ولكن عندما ساعد هؤلاء الاخوة الشباب على اعادة بناء بيت هذين الزوجَين،‏ تأثر الزوج جدا بحيث انه صار الآن من شهود يهوه!‏

الاعاصير المدارية:‏ من بين كل الاضطرابات في الطقس التي تحدث في البلد،‏ كانت الاعاصير المدارية الاكثر تدميرا.‏ وكمعدل،‏ يضرب الارخبيلَ ٢٠ اعصارا مداريا تقريبا كل سنة.‏ وتختلف هذه العواصف في حدتها،‏ ولكنها تتسم برياح قوية وأمطار غزيرة.‏ وغالبا ما تكون قوية بحيث انها تدمر الابنية.‏ كما تدمر الاعاصير المدارية المحاصيل،‏ مؤثرة في لقمة عيش المزارعين.‏

فقد تضرَّرت،‏ مرارا وتكرارا،‏ بيوت ومحاصيل الشهود.‏ والمدهش ان الاخوة يتخطَّون هذه النكسات ويواصلون حياتهم.‏ وفي بعض انحاء البلد،‏ يتكرر حدوث الاعاصير المدارية بحيث انها صارت امرا معتادا.‏ وعلى نحو جدير بالثناء،‏ تعلّم الاخوة ان يدبروا شؤونهم،‏ وهم يعالجون مشاكل الحياة كل يوم بيومه.‏ (‏متى ٦:‏٣٤‏)‏ طبعا،‏ عندما يسمع الاخوة في المناطق المجاورة بوجود حاجة الى المساعدة،‏ يرسلون طوعا الطعام والمال للمساعدة.‏ وفي بعض الاحيان،‏ بعد حدوث عواصف شديدة جدا،‏ يتصل النظار الجائلون بمكتب الفرع،‏ الذي يسعده ان ينظم حملة اغاثة.‏

ايصال مطبوعات الكتاب المقدس

بما ان الفيليپين تتألف من جزر كثيرة،‏ كان من الصعب دائما ايصال المطبوعات الى الجماعات في الوقت المناسب وبحالة جيدة.‏ وطوال سنوات عديدة،‏ استخدم الاخوة مصلحة البريد.‏ ولكن في اغلب الاحيان،‏ كانت اعداد برج المراقبة و خدمتنا للملكوت تصل بعد ان يمرّ وقت درسها في الاجتماعات.‏

يتذكر جيهو أمولو،‏ الذي يعمل في قسم الشحن في الفرع،‏ ما الذي دفع الى اجراء تغيير.‏ يقول:‏ «بالاضافة الى مشكلة التأخير في ايصال المطبوعات،‏ ارتفعت الرسوم البريدية كثيرا في سنة ١٩٩٧».‏ وإذا اخذنا بعين الاعتبار ان حوالي ٠٠٠‏,٣٦٠ مجلة تُشحن كل اسبوعين،‏ فقد عنى ذلك دفع كمية كبيرة من المال.‏

فاقتُرح على الهيئة الحاكمة ان يهتم الاخوة في الفرع بإيصال المطبوعات.‏ وبعد درس الوضع،‏ جرت الموافقة على ذلك.‏ فكانت الشاحنات تنطلق مباشرة من الفرع في لوزون.‏ ولكن بما ان الماء يفصل لوزون عن المناطق الاخرى،‏ يستخدم الفرع شركة موثوقا بها تُعنى بتسليم الطرود لإرسال المجلات والمطبوعات بحرا الى اماكن محددة في كل انحاء الارخبيل.‏ ومن هذه المستودعات،‏ ينقل السائقون المطبوعات بالشاحنات الى اماكن اخرى.‏ وعندما يكون السائقون بعيدين جدا عن اماكن انطلاقهم،‏ يؤويهم الاخوة بسرور في بيوتهم لكي يرتاحوا جيدا قبل ان يتابعوا رحلتهم.‏

بالاضافة الى توفير المال،‏ فإن الاخوة سعداء بالحصول على المطبوعات في وقتها المناسب وبحالة ممتازة.‏ وثمة فائدة اضافية هي انهم يشعرون بأنهم اقرب الى الهيئة بسبب اتصالهم القانوني بإخوة من الفرع.‏ وكثيرون يتشجعون بمجرد رؤية الشاحنة المكتوب عليها «برج المراقبة».‏

كما اعطى هذا الترتيب شهادة اضافية من نواحٍ اخرى.‏ على سبيل المثال،‏ حدث في احدى المرات فيضان في منطقة بيكول،‏ في جنوبي لوزون،‏ عندما كان الاخوة ينقلون المطبوعات.‏ وقد منعت المياه العالية الشاحنات من سلوك الطريق الرئيسي.‏ وحدث ان توقفت احدى شاحنات المطبوعات امام منزل احد الاخوة.‏ فعندما رأتها العائلة،‏ قالت للسائقين:‏ «ادخلوا وكلوا وامكثوا هنا الى ان تنخفض مياه الفيضان».‏

لم يعرف السائقون غير الشهود اين يأكلون او ينامون.‏ وعندما رأوا ما حدث،‏ سألوا السائقين من بيت ايل:‏ «ما علاقتكم بهؤلاء الناس؟‏».‏

اجاب الاخوة:‏ «انهم اخوتنا الروحيون».‏

فأجاب السائقون الآخرون:‏ «اذًا هكذا هم الشهود!‏ مع انكم التقيتم للتوّ،‏ فإنكم تثقون واحدكم بالآخر».‏

وراء الحدود

والآن لنلقِ نظرة سريعة على ما يحدث للفيليپينيين الكثيرين الذين يعيشون خارج بلدهم.‏ عندما كانت الامبراطورية البريطانية في اوجها،‏ قيل ان «الشمس لا تغرب ابدا» عن اراضيها.‏ والآن يطبِّق البعض هذا القول على الفيليپين اذ يقولون:‏ «لا تغرب الشمس ابدا عن الفيليپينيين».‏ فعلى الرغم من ان الفيليپين بلد صغير،‏ فإن الفيليپينيين مشتتون في كل انحاء الكرة الارضية.‏ وقد ذهب مئات آلاف الفيليپينيين الى بلدان اخرى بحثا عن عمل او لأسباب اخرى.‏ فكيف ادى ذلك الى تعلم البعض حق الكتاب المقدس؟‏ وكيف ساعد المسافرون الشهود الآخرين؟‏

كان ريكاردو ماليكسي يعمل كخبير بالحرائق في المطارات.‏ وبما ان عمله كان يحتِّم عليه الذهاب الى بلدان كثيرة،‏ فقد كان ينتهز هو وزوجته الفرصة لنشر البشارة في البلدان التي لا يوجد فيها سوى عدد قليل جدا من الشهود.‏ وفي الواقع،‏ كانت توجد في البعض من هذه البلدان قيود على عمل الكرازة.‏ وعند زيارتهما لبلدان مثل أوغندا،‏ ايران،‏ بنڠلادش،‏ وتنزانيا،‏ كانا سعيدَين بمساعدة عدة اشخاص على التعرّف بيهوه.‏ وفي بعض الحالات،‏ ساعدا على تأسيس جماعات.‏ ومن البلدان الاخرى التي عملا فيها وكرزا:‏ الصومال،‏ لاوس،‏ وميانمار.‏ وقد قاما بذلك طوال ٢٨ سنة،‏ الى ان تقاعد ريكاردو!‏ كم هما سعيدان لأنهما ساهما مساهمة فعالة في نشر البشارة في اماكن بعيدة!‏

عندما ترك آخرون الفيليپين للعمل في مكان آخر لم يكونوا من الشهود،‏ ولكنهم وجدوا الحق هناك.‏ رُوينا،‏ وهي امرأة كاثوليكية،‏ ذهبت اولا للعمل في الشرق الاوسط.‏ وفيما كانت هناك،‏ بدأت تقرأ الكتاب المقدس.‏ لاحقا،‏ حصلت على عمل في هونڠ كونڠ،‏ حيث يعمل آلاف الفيليپينيين كخدم في المنازل.‏ تقول:‏ «كنت اصلّي كل ليلة الى اللّٰه ليرسل اليّ الاشخاص المناسبين الذين يرشدونني الى ملكوت اللّٰه».‏ استُجيبت صلاتها عندما تكلم معها مرسَلان،‏ هما جون وكارلينا پورتر،‏ وساعداها على درس الكتاب المقدس.‏ فكتبت رُوينا الى فرع الفيليپين لتروي اختبارها ولتطلب ايضا ان يزور احد الاخوة زوجها،‏ الذي كان لا يزال في الفيليپين،‏ ليشرح له رسالة الكتاب المقدس.‏

ان الفيليپينيين الذين هاجروا يشكّلون الآن جاليات كبيرة في عدد من البلدان.‏ في أوائل القرن العشرين،‏ كان عمال المزارع قليلين في هاواي.‏ فسدّ الفيليپينيون هذه الحاجة.‏ وكان المهاجرون الفيليپينيون من الاوائل الذين قبلوا الحق في هاواي.‏ واليوم،‏ توجد عشر جماعات تتكلم الايلوكوِية وجماعة تتكلم التڠالوڠية في هاواي.‏

ويعيش في الولايات المتحدة آلاف الفيليپينيين.‏ ومن بينهم شهود كثيرون.‏ وقد تشكلت اول جماعة فيليپينية هناك في استُكتون بكاليفورنيا في سنة ١٩٧٦.‏ يخبر فرع الولايات المتحدة:‏ «تقدَّم الحقل الفيليپيني بسرعة كبيرة،‏ وفي ٣ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٦،‏ تأسست اول دائرة فيليپينية».‏ اما بالنسبة الى سنة الخدمة ٢٠٠٢،‏ فقد وُجدت ٣٧ جماعة فيليپينية تتألف من نحو ٥٠٠‏,٢ ناشر يعملون تحت اشراف فرع الولايات المتحدة.‏ وهنالك ايضا جماعات او فرق تتكلم التڠالوڠية في ألاسكا،‏ المانيا،‏ أوستراليا،‏ ايطاليا،‏ سايپان،‏ ڠوام،‏ كندا،‏ والنمسا.‏

وعلى الرغم من ان هؤلاء الفيليپينيين هم في بلدان اخرى،‏ لا يزال نيلهم الطعام الروحي منوطا بالاخوة في الفيليپين،‏ بما ان ترجمة المطبوعات باللغات الفيليپينية تتم في الفرع في مانيلا.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ فإن بعض البلدان،‏ بما فيها ڠوام،‏ هاواي،‏ والولايات المتحدة،‏ لديها برامج المحافل باللغة الايلوكوِية او التڠالوڠية.‏ وكل المواد المترجمة لهذه المحافل،‏ بما في ذلك المسرحيات المسجلة على كاسيتات،‏ تأتي من الفيليپين.‏

الكرازة لفرق لغوية اخرى

قدِّمت شهادة حسنة لأغلبية الاشخاص الذين يتكلمون اللغة المحلية في كل انحاء الجزر.‏ ولكن في السنوات الاخيرة،‏ بُذل جهد للوصول الى الذين لم يُعطوا شهادة شاملة.‏ —‏ روما ١٥:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

طوال سنوات،‏ كانت هنالك جماعات قليلة ناطقة بالانكليزية في الفيليپين.‏ وعلى الرغم من ان معظم الفيليپينيين يعرفون القليل من الانكليزية،‏ فالاغلبية لا تتكلمها بطلاقة.‏ ومع ذلك،‏ كانت هنالك حاجة الى عقد اجتماعات باللغة الانكليزية في بعض المواقع.‏ وفي اواخر ستينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ انتبه الاخوة لوجود هذه المشكلة قرب قاعدة كلارك الجوية في پامپانڠا.‏ فالاخوات المتزوجات بعسكريين اميركيين معيّنين هناك لا يتكلمن لغة محلية.‏ فساعد الاخوة على تنظيم اجتماعات باللغة الانكليزية،‏ وكانت هذه الاجتماعات مفيدة جدا طوال سنوات للاشخاص الموجودين في تلك المنطقة.‏

ونشأت مشكلة مماثلة في مانيلا المتروپوليتية.‏ عاشت اخت اميركية هناك في اواخر سبعينات وأوائل ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ يقول پاسيفيكو پانتاس،‏ شيخ في الجماعة التڠالوڠية التي انتسبت اليها هذه الاخت:‏ «تأسفتُ عليها لأنها كانت تحضر الاجتماعات قانونيا،‏ ولكن دون ان تستفيد كثيرا».‏ وخلال وقت قصير،‏ اتى اميركيون آخرون الى تلك الجماعة.‏ فاقتُرح ان يُلقى الخطاب العام ويُعقد درس برج المراقبة بالانكليزية.‏ فرُتّب لذلك،‏ واهتم الاخ پانتاس بالامر.‏ وفي النهاية،‏ أُضيفت اجتماعات اخرى،‏ ودُعي آخرون لتقديم المساعدة.‏ فقبِل الدعوة دايڤيد وجوزي لِدبِتر،‏ اللذان كان يخدمان في الفرع.‏ وعلى مر السنوات،‏ نما العمل جيدا وتوسّع ذاك الفريق الصغير وصار جماعتين انكليزيتين.‏

استفاد اشخاص كثيرون من وجود الجماعات الانكليزية.‏ ومونيكا،‏ من كاليفورنيا،‏ هي واحدة منهم.‏ فقد بدأت تدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه هناك.‏ ولكنّ والدَيها —‏ وهما كاثوليكيان مخلصان —‏ عارضاها بشدة.‏ وقررا ان يرسلاها الى محيط كاثوليكي في الفيليپين.‏ فرافقت الام مونيكا الى مانيلا وتركتها هناك في بيت جدتها الكاثوليكية من دون جواز سفرها.‏ وإن وجدت مونيكا جماعة لشهود يهوه،‏ فهي لا تستطيع متابعة درسها،‏ بما انها لا تعرف التڠالوڠية،‏ اذ قد نشأت في الولايات المتحدة.‏ ولكنّ الاخت التي درست معها في كاليفورنيا اتصلت بجوزي لِدبِتر لتتأكد من ان يتصل احد بمونيكا.‏ فأخبرتها جوزي انه توجد جماعة انكليزية.‏ وكان هذا تماما ما تحتاج اليه مونيكا!‏ تذكر جوزي:‏ «خلال الاشهر الستة التي ‹نُفيت› فيها مونيكا الى الفيليپين،‏ اعتمدت.‏ وبعد اسبوعين من معمودية مونيكا،‏ قالت لها امها:‏ ‹هذا هو جواز سفرك.‏ عودي الى الولايات المتحدة›.‏ وكانت آنذاك قد صارت من الشهود».‏ كم كانت مونيكا شاكرة على وجود جماعة انكليزية!‏

كما كانت هنالك فائدة اخرى ايضا.‏ فقد وصل الاخوة الى بعض الاماكن التي لم تُخدَم من قبل.‏ ففي مانيلا المتروپوليتية،‏ توجد احياء يسكن فيها الاغنياء،‏ وكثيرون منهم يتكلمون اللغة الانكليزية.‏ وهكذا،‏ ساعدت اللغة الانكليزية على فتح الطريق للخدمة في هذه المقاطعات.‏

وقد بُذلت جهود ايضا لفتح المقاطعة الصينية.‏ ففي اواسط سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ شُكّل فريق لدرس الكتاب باللغة الصينية.‏ كان يُعقد درس الكتاب في متجر للاحذية تديره كريستينا ڠو.‏ ولكنّ الفريق كان صغيرا جدا وبحاجة الى مساعدة.‏

كانت اليزابيث ليتش،‏ التي اتت الى الفيليپين عندما تزوجت المرسَل ريموند ليتش،‏ قد خدمت في هونڠ كونڠ طوال ١٦ سنة.‏ فكانت خبرة اليزابيث باللغة الكانتونية وبمساعدة الشعب الصيني على تعلّم الحق مفيدة جدا.‏ في ذلك الوقت تقريبا،‏ كانت إستر أتاناسيو (‏الآن،‏ إستر سو)‏ احدى الفاتحتين الخصوصيتين المعيّنتين في تلك المقاطعة.‏ تتذكر إستر:‏ «عندما بدأنا الخدمة في تلك المقاطعة،‏ لم يكن الناس يعرفون مَن هم شهود يهوه».‏ ولكنّ الجالية الصينية في مانيلا صارت تدريجيا تعرف اسم يهوه وشعبه.‏

وعلى الرغم من ان الفاتحين يعرفون الكانتونية،‏ كان عليهم ان يتعلموا لهجة اخرى،‏ لأن اللهجة الصينية الرئيسية المحكية في مانيلا هي الفوكينية.‏ وانضم الى الفريق تشينڠ تشونڠ تشوا،‏ شاب جديد في الحق.‏ كان يعرف اللهجة الفوكينية فاستُخدم كمترجم في الاجتماعات الاولى.‏

تدريجيا تقدّم الفريق.‏ وتشكلت جماعة صغيرة في آب (‏اغسطس)‏ ١٩٨٤.‏ لا تزال توجد تحديات كثيرة،‏ ولكنّ الذين يساعدون يعتبرونه فرحا ان يكرزوا في تلك المقاطعة التي لم تصلها شهادة شاملة من قبل.‏

حتى الذين لا يستطيعون ان يسمعوا «يسمعون»‏

بمرور الوقت،‏ بدا ان مشيئة يهوه هي الاهتمام بلغة اخرى ومقاطعة اخرى —‏ مقاطعة الصمّ.‏ حتى في اوائل تسعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ لم تكن هنالك تقريبا اية ترتيبات في الفيليپين لمساعدة الصمّ على التعلّم عن يهوه.‏ ومع ان قليلين من الصم انضموا الى الجماعات،‏ كانت هنالك بعض الحالات الاستثنائية.‏ على سبيل المثال،‏ نال مانويل رونيو،‏ التي كانت امه شاهدة،‏ المساعدة على تعلّم حق الكتاب المقدس بفضل جهود اخت درست معه بطريقة الكتابة على الورق.‏ ونتيجة لذلك،‏ اعتمد في سنة ١٩٧٦.‏ وفي جزيرة سيبو،‏ كانت التوأمان لورنا ولوز المصابتان بالصمم قد تعلّمتا رسالة الكتاب المقدس على يد خالهما الاعمى.‏ فكيف تمكّن فاتح اعمى من تعليم شخصَين اصمّين؟‏ كان يستخدم الصور الايضاحية،‏ يعاونه احد الاشخاص في ذلك.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كان قريبه يترجم ما يقوله الى اشارات تستطيع التوأمان فهمها،‏ بما انهما لم تدرسا قط لغة الاشارت بطريقة رسمية.‏ فاعتمدتا كلتاهما في سنة ١٩٨٥.‏ ولكن هذه الجهود المبذولة كانت نادرة.‏

حصلت عدة حوادث ادت الى افتتاح هذه المقاطعة.‏ فعندما كان المرسَلان دين وكارِن جاسِك في بيت ايل بروكلين لنيل بعض التدريب في اواسط سنة ١٩٩٣،‏ سألهما الاخوة الذين يعملون في قسم خدمات الترجمة ماذا يفعل الاخوة لمساعدة الصمّ في الفيليپين.‏ كما ان اختا شابة في الفيليپين كانت قد تسجَّلت في صف لتعلّم لغة الاشارات،‏ وبنيّتها ان تتعلم الاتصال بصديقة صمّاء عائلتُها من الشهود.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ التقت ليسا پريسنيليو ورفيقاتها الفاتحات اشخاصا صمّا في مقاطعتهن في ناڤوتاس بمانيلا المتروپوليتية،‏ ولكنهن لم يتمكّن من التكلم معهم.‏ ففكرت الفاتحات في درس لغة الاشارات لكي يتمكّن من ايصال رسالة الملكوت الى الصمّ.‏

علم الفرع ان آنا ليسا آسيبيدو،‏ فاتحة قانونية في مانيلا،‏ تعمل في مدرسة للصمّ وهي واحدة من الشهود القلائل في الفيليپين الذين يتقنون لغة الاشارات.‏ فسُئلت:‏ «هل ترغبين في تعليم لغة الاشارات لبعض اعضاء بيت ايل؟‏».‏

كان جوابها ايجابيا!‏ فقد تساءلت مرارا عديدة كيف يمكن ايصال البشارة الى جميع الصمّ.‏ فابتدئ بصف شمل اعضاء من بيت ايل وفاتحين قانونيين محليين.‏ وكانت الاخوات في ناڤوتاس قد انخرطن في صف لتعلّم لغة الاشارات،‏ وتابعن في الصف الجديد.‏

ثم تسارعت الامور.‏ وفي غضون ستة اشهر،‏ صارت الاجتماعات تُترجم بلغة الاشارات في ثلاث جماعات في مانيلا المتروپوليتية.‏ وخلال سنة ١٩٩٤،‏ رُتّب ان تُترجَم لأول مرة المحافل الى لغة الاشارات.‏ وكان أحد الاهداف الرئيسة مساعدة الاولاد الصمّ الذين والدوهم من الشهود.‏ ومن بين الاشخاص الصمّ الاوائل الذين اعتمدوا كان يوجد عدد لا بأس به من اولاد الشهود.‏ مانويل رونيو،‏ الذي كان يحضر الاجتماعات بأمانة طوال سنوات دون ان يكون هنالك ترجمة بلغة الاشارات،‏ كان سعيدا بالاستفادة من هذه الترتيبات الجديدة.‏

وسرعان ما ابتدأت مناطق اخرى في البلد تطلب المساعدة.‏ فأُرسلت ليسا پريسنيليو مع رفيقة لها الى أُلونڠاپو للعمل كفاتحة خصوصية مؤقتة في مقاطعة الصمّ.‏ وجرت مساعدة الكثيرين.‏ وفي اواسط سنة ٢٠٠٢،‏ كانت فرق تستخدم لغة الاشارات قد تشكَّلت في ٢٠ مدينة وبلدة خارج مانيلا.‏ وأول تقدم بارز كان تشكيل جماعة مانيلا المتروپوليتية التي تستخدم لغة الاشارات في نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٩،‏ الجماعة الاولى في البلد.‏ جويل آسيبيس،‏ احد اعضاء بيت ايل الذي انخرط في الصف الاول لتعلم لغة الاشارات وهو الآن شيخ في تلك الجماعة،‏ يقول:‏ «نحن سعداء ان يهوه استخدمنا في هذا العمل البالغ الاهمية».‏ نعم،‏ حتى الصمّ «يسمعون» رسالة الملكوت.‏ ورؤية التقدم في هذه المقاطعة التي لم تُخدَم في السابق هي حقا سبب لفرح عظيم.‏

الحاجة الى بناء اكبر

نتيجة الخدمة في مقاطعات جديدة خلال تسعينات الـ‍ ١٩٠٠ وخدمة المقاطعات القديمة بشكل شامل اكثر،‏ ازداد عدد الناشرين وعدد الجدد الذين يعاشرون الجماعات.‏ فصارت هنالك حاجة الى المزيد من المجلات،‏ كما تُرجمت كتب وكراسات بلغات فيليپينية اكثر من اي وقت مضى.‏ وكانت النتيجة ازديادا كبيرا في عدد العاملين في الفرع —‏ للقيام بالطباعة،‏ الترجمة،‏ وإنجاز خدمات لازمة اخرى للاخوة والجماعات.‏ ولم يكن قد مضى وقت طويل على انتهاء بناء المبنى السكني الجديد في سنة ١٩٩١ حتى امتلأ.‏ فقد كان مصمما لإيواء ٢٥٠ شخصا.‏ ولكن بحلول سنة ١٩٩٩،‏ تألفت عائلة بيت ايل من ٣٥٠ شخصا.‏

كانت لا تزال هنالك مساحة كافية في مِلكية الفرع للبناء فيها،‏ فوافقت الهيئة الحاكمة على بناء مبنى آخر،‏ مماثل جدا للذي بُني في سنة ١٩٩١.‏ فبدأ العمل في سنة ١٩٩٩ وانتهى في نهاية سنة ٢٠٠١.‏ وبفضل المبنى الجديد صار بإمكان الفرع إيواء ضعف العدد السابق تقريبا.‏ وتوجد اماكن اضافية للمكاتب،‏ الامر الذي كان ضروريا جدا لسدّ حاجات العمل المتوسع في الحقل.‏ كما أُضيف مغسل اكبر،‏ غرفة صف لمدرسة تدريب الخدام،‏ ومكتبة أُدخلت عليها عدة تحسينات.‏ لإنجاز هذا العمل،‏ انضم الى عائلة بيت ايل فترة من الوقت عمال محليون وخدام امميون مهرة.‏ وبعد انهاء المبنى الجديد،‏ بقي هؤلاء المتطوعون لترميم المبنى الذي بُني سنة ١٩٩١.‏ ان مشاريع البناء هذه تتطلب الكثير من العمل،‏ ولكن الهدف الوحيد هو تزويد مبانٍ تدعم نشر حقائق الكتاب المقدس المانحة الحياة.‏

مدرسة تدريب الخدام تؤدي دورا فعّالا

عندما تأسست مدرسة تدريب الخدام في الولايات المتحدة في سنة ١٩٨٧،‏ بدأ اخوة كثيرون في الفيليپين يفكرون:‏ ‹هل سنستفيد يوما من هذا التدريب؟‏›.‏ اتى الجواب في سنة ١٩٩٣.‏ فقد أُعلن ان المدرسة ستبدأ في الفيليپين في السنة التالية.‏ وستزوّد تدريبا اضافيا للاخوة الاكفاء الذين يتمتعون بخبرة تنظيمية كشيوخ او خدام مساعدين.‏ فقدّم مئات الاخوة الطلبات.‏

دُرّب ناظران جائلان وأحد المرسَلين ليكونوا معلّمين.‏ وبدأ الصف الاول في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٤.‏ والذين نالوا هذا التدريب صاروا مؤهلين اكثر ليخدموا اخوتهم في الجماعات.‏ كتبت جماعة عن احد المتخرجين من المدرسة:‏ «يوجد فرق شاسع بين طريقته في معالجة التعيينات في الاجتماع الآن وطريقته قبلما حضر المدرسة».‏

وقد قام كثيرون من التلاميذ بتضحيات مادية بغية الاستفادة من هذا التدريب الروحي.‏ كان رونالد مولينيو قد تدرَّب كمهندس كيميائي.‏ وفي الوقت نفسه تقريبا الذي تلقى دعوة الى المدرسة،‏ عرضت عليه احدى الشركات وظيفة بأجر مرتفع،‏ بيتا،‏ تأمينا،‏ وفوائد اخرى.‏ تأمل رونالد في الفرصتين المتاحتين امامه واختار الروحية منهما.‏ فتخرج من الصف الـ‍ ١٨ واستمر يتمتع بخدمته كفاتح.‏ ودُعي رونالد مؤخرا الى الخدمة الارسالية في پاپوا غينيا الجديدة.‏

كان على ويلسون تيپاييت اتخاذ قرار بعد حضور الصف الاول.‏ كان استاذا ووظيفته جيدة،‏ ولكنه دُعي الآن الى الانخراط في خدمة الفتح الخصوصي حيث الحاجة اعظم.‏ يقول:‏ «كنت اتمتع بوظيفتي كأستاذ،‏ ولكنني عرفت ايضا ان مصالح الملكوت يجب ان تكون الاولى في حياتي».‏ فقبِل امتياز خدمة الفتح الخصوصي ورأى ان يهوه بارك خدمته في هذا المجال.‏ ويخدم ويلسون الآن كناظر كورة في جنوبي الفيليپين.‏

معظم التلاميذ في المدرسة هم من الفيليپين.‏ ولكنّ الهيئة الحاكمة صنعت ترتيبات ان يأتي تلاميذ من بلدان آسيوية اخرى.‏ ومن البلدان التي ارسلت تلاميذ الى الفيليپين:‏ إندونيسيا،‏ تايلند،‏ سري لانكا،‏ كمبوديا،‏ ماليزيا،‏ نيپال،‏ وهونڠ كونڠ.‏ وبعض التلاميذ يأتون من بلدان عمل شهود يهوه محظور فيها.‏ فكان التدريب المشترك اختبارا بناء جدا للتلاميذ.‏ يقول الاستاذ آنيبال سامورا:‏ «التلاميذ الآتون من بلدان توجد فيها قيود على عملنا يخبرون كيف اتكلوا على يهوه في جميع الظروف.‏ وذلك يشجّع التلاميذ الفيليپينيين».‏ وبالمقابل،‏ يتعلم التلاميذ من البلدان الاخرى كيف ان الاخوة الفيليپينيين الآتين من خلفيات متواضعة خدموا يهوه في اوضاع صعبة.‏

نيدهو دايڤيد،‏ تلميذ من سري لانكا،‏ قال:‏ «سأعزّ على الدوام تلك الذكريات.‏ كانا شهرَين من التدريب من يهوه اللّٰه.‏ انه لَأمر رائع حقا!‏».‏

ان مكان عقد المدرسة هو في الفرع.‏ والتلاميذ لا يستفيدون فقط من منهاج الدراسة المُعَدّ،‏ بل يستفيدون ايضا من رؤية كيفية تنظيم العمل في الفرع.‏ واحتكاكهم بإخوة وأخوات روحيين في بيت ايل يعرّفهم بأمثلة رائعة للايمان ليتمثلوا بها.‏ كما يتمكن الاخوة من البلدان التي عدد ناشريها اقل او حيث العمل محظور من رؤية التنظيم على نطاق كبير.‏

حتى الآن،‏ تخرج ٩٢٢ شخصا من ٣٥ صفا.‏ ومن الاخوة الفيليپينيين المتخرجين،‏ ٧٥ يخدمون الآن كنظار جائلين وعدد اكبر كنظار دوائر بدلاء في ١٩٣ دائرة في كل انحاء الجزر.‏ عُيّن ستة في بيت ايل،‏ وعشرة يخدمون في تعيينات ارسالية في پاپوا غينيا الجديدة وميكرونيزيا.‏ ومئات يخدمون كفاتحين قانونيين في مقاطعاتهم او حيث الحاجة اعظم.‏ خلال ثماني سنوات فقط منذ افتتاح المدرسة،‏ اعتمد اكثر من ٠٠٠‏,٦٥ شخص في البلد.‏ وتوجد روح رائعة للفتح،‏ وعموما يمكن ان يُرى النمو بشكل واضح في الجماعات.‏ حقا،‏ ان هؤلاء الاخوة يطبّقون ما تعلموه في المدرسة،‏ مساهمين في التقدّم الرائع الذي حصل.‏

تقدّم العمل

تُنجَز امور رائعة في كل انحاء الجزر.‏ والاخوة الغيورون الذين يؤلفون ٥٠٠‏,٣ جماعة تقريبا مشغولون بالمناداة بالبشارة بأفضل حكومة يمكن تخيّلها،‏ ملكوت اللّٰه.‏

ان التقارير الاخيرة مشجّعة جدا.‏ ففي الاشهر السبعة الاخيرة من سنة الخدمة ٢٠٠٢،‏ جرى بلوغ ذروة جديدة في عدد الناشرين كل شهر.‏ وفي شهر آب (‏اغسطس)‏،‏ كان هنالك ١٢٤‏,١٤٢ ناشرا يوصلون رسالة الملكوت الى الآخرين.‏ ويُعرَّف الناس في جزر كثيرة باسم يهوه وقصده.‏ ويقوم خدام يهوه هناك بشيء مماثل لما أُنبئ به في اشعياء ٢٤:‏١٥‏:‏ ‹في جزائر [«جزر»،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة] البحر يمجدون اسم الرب›.‏

من بين هؤلاء المبشرين الغيورين يوجد آلاف الفاتحين القانونيين.‏ في سنة ١٩٥٠،‏ كان هنالك ٣٠٧ فاتحين فقط،‏ ولكن في نهاية نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٢،‏ كان هنالك ٧٩٣‏,٢١ فاتحا.‏ أضِف الى ذلك ٣٨٦ فاتحا خصوصيا و ٤٥٨‏,١٥ فاتحا اضافيا في ذلك الشهر،‏ فيكون المجموع ٦٣٧‏,٣٧،‏ او ٢٧ في المئة من مجموع عدد الناشرين.‏ وقد أظهر عدد اكبر بكثير رغبتهم في الانضمام الى صفوف خدام اللّٰه كامل الوقت.‏ وخلال سنة الخدمة ٢٠٠٢،‏ جرت الموافقة على ٦٣٨‏,٥ طلبا للانخراط في الفتح القانوني.‏

كل ذلك ينتج ثمرا جيدا.‏ ويستمر آلاف الاشخاص في التجاوب.‏ ففي آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٢ كان عدد حضور الذِّكرى ٠١٠‏,٤٣٠.‏ ويُعقد حوالي ٠٠٠‏,١٠٠ درس في الكتاب المقدس كل شهر.‏ وخلال سنة الخدمة ٢٠٠٢،‏ اعتمد ٨٩٢‏,٦ تلميذا جديدا.‏ في سنة ١٩٤٨،‏ كانت نسبة الشهود الى عدد السكان في البلد ١ الى ٣٥٩‏,٥.‏ اما اليوم،‏ فالنسبة هي ١ الى ٥٤٩.‏ وفيما لا يزال يهوه فاتحا المجال،‏ نأمل ان ينضم الآلاف الى مسبّحي يهوه في جزر البحار هذه.‏

التصميم على المثابرة

عندما زار ت.‏ ت.‏ رصل الفيليپين في سنة ١٩١٢،‏ زُرع بعض بذار الحق في التربة.‏ فطلع البذار ونما،‏ ببطء ولكن بثبات.‏ ونتجت ثمار جيدة اذ ان البعض وقفوا الى جانب الحق «في وقت مؤات وفي وقت محفوف بالمتاعب».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ ومنذ الحرب العالمية الثانية بشكل خاص،‏ يزداد عدد الناشرين بسرعة،‏ والآن يوجد عشرات آلاف المسبّحين النشاطى ليهوه.‏ وهم يمجدون بفرح اسم اللّٰه الى جانب ستة ملايين شخص تقريبا يؤلفون الجماعة العالمية لشعب يهوه.‏

كما اظهر هذا التقرير،‏ لم يكن دائما العمل سهلا.‏ وعلى الرغم من جمال هذا البلد،‏ فإن الوصول الى سكان الجزر الكثيرة قد امتحن شجاعة المنادين بالملكوت.‏ فالبعض يواجهون البحار المضطربة للوصول الى بقع معزولة من البلد.‏ وكثيرون يشقون طريقهم عبر النباتات الكثيفة في الجبال العالية لإيجاد المشبهين بالخراف.‏ وعلى الرغم من ان جزر الفيليپين نالت قسطا كبيرا من الكوارث —‏ زلازل،‏ فيضانات،‏ اعاصير مدارية،‏ وبراكين —‏ لم يوقف ذلك عمل شهود يهوه الاولياء.‏

انهم يشبهون الاسرائيليين الذين كانوا في ارض مستردة لإحياء العبادة الحقة.‏ فقد كان عليهم مواجهة مصاعب عدة،‏ ولكنّ فرح يهوه كان قوّتهم.‏ واليوم ايضا،‏ يعرب شهود يهوه بوضوح عن المثابرة ويتكلون على اللّٰه.‏ فهم يعرفون ان يهوه معهم،‏ ويؤمنون بما يقوله المزمور ١٢١:‏٧‏:‏ «الرب يحفظك من كل شر يحفظ نفسك».‏ وبدعم يهوه،‏ يتطلعون بشوق الى مساعدة اكبر عدد ممكن من الناس قبل انتهاء هذا النظام.‏ وبعد ذلك،‏ يتوقعون تعليم ملايين المقامين في كل انحاء الارض،‏ ومن بينها هذه الجزر الـ‍ ١٠٠‏,٧.‏ عندئذ سيشع الجمال الفردوسي لهذا البلد،‏ جالبا المجد للخالق.‏

في هذه الاثناء،‏ شهود يهوه مصمّمون على السير قدما وثقتهم كاملة ان يهوه يبارك عملهم.‏ ويسعون ان تكون حياتهم على انسجام مع كلمات نبي اللّٰه:‏ «ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر [«الجزر»،‏ ي‌ج‏]».‏ —‏ اشعياء ٤٢:‏١٢‏.‏

‏[النبذة في الصفحة ٢٣٢]‏

‏«لا بد ان اللّٰه معك،‏ وإلّا لكنت قُتلتَ»‏

‏[الاطار في الصفحة ١٥٣]‏

زرع اولى بذور الحق

زار تشارلز ت.‏ رصل والفريق المسافر معه الفيليپين في سنة ١٩١٢.‏ ومع انهم كانوا اول ممثلين رسميين من المركز الرئيسي في بروكلين يقومون بهذه الزيارة،‏ تشير السجلات انه كان يوجد تلميذان آخران للكتاب المقدس في الفيليپين وكانا يساعدان الناس على تعلّم حق الكتاب المقدس.‏ كتبت لويز بِلّ من الولايات المتحدة:‏

«ذهبنا انا وزوجي الى الفيليپين في سنة ١٩٠٨،‏ وكان التعليم مهنتنا.‏ كنا الاميركيَّين الوحيدَين في مدينة سيبالوم.‏ طلبنا مئات الكيلوڠرامات من نشرات الكتاب المقدس من بروكلين.‏ فشُحنت من نيويورك الى سان فرانسيسكو،‏ ثم شُحنت عبر المحيط الهادئ الى مانيلا،‏ ومن هناك نُقلت في مراكب عبر الجزر الى سيبالوم.‏

«وزّعنا هذه النشرات وتكلّمنا الى الناس المحليين كلما كانت الفرصة سانحة والوقت متاحا.‏ لم نحفظ اي سجل بالساعات او التوزيعات.‏ وعلى الرغم من ان الناس هم كاثوليك،‏ فقد اصغى الينا كثيرون بسرور.‏ كنا استاذَين ونلنا تدريبا في المجال الطبي،‏ ولكننا كنا في المقام الاول رسولَين للبشارة.‏

«سافرنا مشيا على الاقدام او فوق ظهر الخيل على طرقات وعرة.‏ احيانا كنا ننام على ارضيات مصنوعة من الخيزران ونأكل السمك والارزّ من صحفة مشتركة.‏

«وعندما زار الراعي رصل مانيلا في سنة ١٩١٢،‏ ارسلنا له برقية».‏

حضرت الاخت بِلّ محاضرة الاخ رصل في دار الاوپرا في مانيلا حول الموضوع «اين هم الموتى؟‏»‏

‏[الاطار في الصفحة ١٥٦]‏

لمحة عن الفيليپين

اليابسة:‏ تغطي حوالي ١٠٠‏,٧ جزيرة مساحة ٠٠٠‏,٣٠٠ كيلومتر مربع تقريبا من اليابسة.‏ وتمتد الجزر حوالي ٨٥٠‏,١ كيلومترا من الشمال الى الجنوب ونحو ١٢٥‏,١ كيلومترا من الشرق الى الغرب.‏ انها تختلف كثيرا في الحجم —‏ الكبرى هي اكبر قليلا من الپرتغال في حين ان الصغرى صغيرة جدا بحيث انها تختفي عندما يرتفع المدّ.‏

الشعب:‏ يتحدر بغالبيته من اصل ملاييّ،‏ رغم ان البعض لهم جذور صينية،‏ اسپانية،‏ او اميركية.‏

اللغة:‏ توجد في الفيليپين لغات عديدة،‏ ومن بين اللغات الاكثر شيوعا الايلوكوِية،‏ الپانڠاسينية،‏ البيكولية،‏ التڠالوڠية،‏ السامارلايتية،‏ سيبوانو،‏ وهيليڠاينون.‏ وتُعتبر الانكليزية والفيليپينية اللغتين الرسميتين.‏ واللغة الفيليپينية مبنية بشكل رئيسي على التڠالوڠية.‏

سُبُل العيش:‏ يوجد تنوّع كبير في المدن،‏ ولكن في المناطق الريفية،‏ كثيرون هم مزارعون او صيادو سمك.‏ والمحاصيل الغذائية التي تشمل الارزّ،‏ قصب السكر،‏ الموز،‏ جوز الهند،‏ والاناناس تُنتَج بكثرة.‏

الطعام:‏ يُقدَّم عادة الارزّ في كل وجبة.‏ والسمك والمأكولات البحرية الاخرى شائعة جدا،‏ الى جانب الخُضَر والفواكه التي تنمو في المنطقة المدارية.‏

المناخ:‏ المناخ مداري،‏ ودرجات الحرارة هي نفسها تقريبا في كل الجزر.‏ ويتلقى البلد عادة كمية كبيرة من الامطار.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ١٦١،‏ ١٦٢]‏

مقابلة مع هيلاريون آموريس

تاريخ الولادة:‏ ١٩٢٠

تاريخ المعمودية:‏ ١٩٤٣

لمحة عن حياته:‏ درس الحق خلال الاحتلال الياباني في الحرب العالمية الثانية.‏ في ذلك الوقت كان الشهود في البلد قليلين.‏

اعتمدتُ خلال الحرب حين كان لا يزال ممكنا ان يكرز الاخوة من بيت الى بيت.‏ ولكن،‏ كان علينا ان نحترس لأن الناس كانوا يرتابون مما نفعله.‏ وفي آخر الامر،‏ كان علينا ان نهرب الى الريف،‏ ولكن في سنة ١٩٤٥ عدنا الى مانيلا.‏

في ذلك الوقت،‏ نلت امتياز ترجمة برج المراقبة بالتڠالوڠية.‏ وتطلَّب ذلك ان اعمل حتى وقت متأخر جدا،‏ حتى الساعة الثانية صباحا.‏ ثم كانت المواد المترجَمة تُنسخ وتُرسَل الى فرق الشهود.‏ كانت التضحية بالذات ضرورية.‏ ولكننا كنا سعداء جدا لأن الاخوة يُعتنى بهم روحيا.‏

خلال كل سنواتي في الحق،‏ رأيت ان يهوه رحيم.‏ انه يهتم حقا بشعبه،‏ روحيا وجسديا على السواء.‏ اتذكر الاعانات التي أُرسلت بعد الحرب الى الفيليپين.‏ فكم من شخص استفاد من السراويل والاحذية والملابس الاخرى التي أُرسلت!‏ وكثيرون من الفاتحين الذين استفادوا اعربوا عن تقدير جزيل فبذلوا جهدا اضافيا في خدمتهم كامل الوقت.‏ ان يهوه يهتم حقا بشعبه،‏ ويزوّدهم بكل ما يلزم.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ١٧٣،‏ ١٧٤]‏

مرسَل محبوب

نيل كَلاوَي

تاريخ الولادة:‏ ١٩٢٦

تاريخ المعمودية:‏ ١٩٤١

لمحة عن حياته:‏ وُلد في عائلة من الشهود،‏ وبدأ خدمته كامل الوقت عند تخرجه من المدرسة الثانوية.‏ دُعي الى الصف الـ‍ ١٢ في مدرسة جلعاد؛‏ وعُيّن في الفيليپين،‏ حيث خدم كناظر جائل.‏

كان نيل كَلاوَي مرسَلا غيورا،‏ محبوبا كثيرا من الاخوة.‏ خدم في كل انحاء البلد،‏ وكان جديا في عمل الملكوت وفي الوقت نفسه ودودا ومرحا.‏ انه يخبر عن تعيينه في العمل الجائل.‏

«احيانا كنا نسير على التلال طوال ساعتين لنصل الى المقاطعة،‏ ونرنّم ترانيم الملكوت ونحن سائرون.‏ كان الفريق يتألف من ١٥ الى ٢٠ ناشرا،‏ والجميع يسيرون في خط واحد في الدروب الوعرة ويرنّمون —‏ منظر مبهج جعلني مسرورا حقا اني قبلت تعييني في بلد اجنبي.‏

«وما جعلني ارغب في بذل جهد اضافي في إخبار الآخرين عن ملكوت اللّٰه هو ايصال كلمة اللّٰه الى البيوت الوضيعة في المناطق الريفية،‏ رؤية هذا الشعب المتواضع جالسا على الارض يصغي الى كل كلمة تُقال،‏ ثم رؤيتهم لاحقا في قاعة الملكوت في زيارتي التالية».‏

تزوّج نيل ناينيتا،‏ اخت من جزيرة مِنْدورو،‏ وخدما معا بأمانة حتى موته في سنة ١٩٨٥.‏ ولا يزال الاخوة الفيليپينيون يتكلمون عنه بإعزاز.‏ قال احدهم:‏ «كان الاخ كَلاوَي رجلا لطيفا على علاقة طيبة بالاخوة.‏ وعرف كيف يتكيّف في كل الظروف».‏ *

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 342‏ ظهرت قصة حياة الاخ كَلاوَي في «برج المراقبة» عدد ١ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٧١،‏ بالانكليزية.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٧٧]‏

مقابلة مع إينلدا سلڤادور

تاريخ الولادة:‏ ١٩٣١

تاريخ المعمودية:‏ ١٩٤٩

لمحة عن حياتها:‏ ذهبتْ كمرسَلة الى تايلند في آذار (‏مارس)‏ ١٩٦٧.‏

كانت مشاعري متضاربة عندما عرفت انني سأذهب كمرسَلة الى تايلند.‏ كنت سعيدة،‏ قلقة بعض الشيء،‏ وتجول في بالي اسئلة كثيرة.‏

وصلت الى هناك في ٣٠ آذار (‏مارس)‏ سنة ١٩٦٧.‏ بالنسبة اليّ كانت اللغة غريبة.‏ انها لغة ذات نغمات منخفضة،‏ عالية،‏ عميقة،‏ متصاعدة،‏ وحادة.‏ كان صعبا عليّ تعلّم اللغة،‏ لكنّ الاخوة المحليين والاجانب ساعدوني بمحبة.‏

من سنة ١٩٦٧ الى سنة ١٩٨٧،‏ كنت في سوخومْويت.‏ ثم طُلب مني ان انتقل الى جماعة جديدة.‏ بدا ذلك صعبا،‏ لأنه عليّ ان اترك اخوة وأخوات خدمت معهم طوال ٢٠ سنة.‏ هكذا شعرت عندما انتقلت الى تون بوري.‏ ولكن في الواقع،‏ يتوقف الامر على موقف الشخص.‏ بعد ١٢ سنة في تون بوري،‏ عدت الى سوخومْويت في سنة ١٩٩٩.‏ قال المرسَلون الآخرون ان رجوعي هو بمثابة عودتي الى بيتي.‏ ولكن بالنسبة اليّ،‏ اية جماعة اخدم فيها يمكن ان تكون بيتا لي.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٧٨]‏

ذكريات عن تعلّم اللغة

بينيتو واليزابيث ڠونداياو

لمحة عن حياتهما:‏ خدم بينيتو،‏ برفقة زوجته اليزابيث،‏ في العمل الدائري في الفيليپين.‏ وفي سنة ١٩٨٠،‏ أُرسلا كمرسلَين الى هونڠ كونڠ.‏ وهناك ساعدا ٥٣ شخصا على تعلّم الحق.‏

كان تعلّم اللغة الكانتونية امتحانا صعبا لنا،‏ نحن الذين لا نعرف شيئا عن اللغة الصينية.‏ فالمطلوب حقا هو جهد مخلص ومثابرة بالاضافة الى التواضع.‏

ذات مرة حاولت ان اقول:‏ «انا ذاهب الى السوق».‏ ولكنّ كلماتي التي قلتها بالكانتونية عنت:‏ «انا ذاهب الى زبل الدجاج».‏ وفي خدمة الحقل قالت زوجتي بحماس:‏ «انني اعرفها!‏»،‏ مشيرةً الى اخت تعرفها صاحبة البيت.‏ ولكنّ كلمات زوجتي عنت:‏ «انني اكلتها!‏».‏ يا لها من صدمة لصاحبة البيت!‏ اننا نعزّ كثيرا اختباراتنا في الحقل الذي يتكلم اللغة الصينية.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ١٨١،‏ ١٨٢]‏

مقابلة مع ليديا پامپلونا

تاريخ الولادة:‏ ١٩٤٤

تاريخ المعمودية:‏ ١٩٥٤

لمحة عن حياتها:‏ بعد ان تدرّبتْ كفاتحة خصوصية في الفيليپين،‏ دُعيتْ للخدمة في پاپوا غينيا الجديدة في سنة ١٩٨٠.‏ ساعدتْ اكثر من ٨٤ شخصا على تعلّم الحق.‏

سُررت جدا عندما نلت تعييني لأنني طالما رغبت في الخدمة حيث الحاجة اعظم.‏ كنت ايضا قلقة لأنها ستكون المرة الاولى التي اترك فيها عائلتي.‏ لم اكن اعرف الكثير عن پاپوا غينيا الجديدة،‏ والقليل الذي عرفته من القصص التي سمعتها جعلني قلقة.‏ لكنّ امي شجعتني قائلة:‏ «يهوه اللّٰه يهتم بنا حيثما نفعل مشيئته».‏ فكتبت رسالة اعبّر فيها عن قبولي التعيين.‏

عندما وصلت،‏ كان الاخوة لطفاء جدا والشعب ودّيا.‏ كنت اوزع عدة كتب ومجلات كل شهر،‏ اكثر بكثير مما كنت اوزع في الفيليپين.‏ ولكن اللغة والعادات كانت مختلفة جدا عن لغتي وعاداتي.‏ ففكرت:‏ ‹على كل حال،‏ سأخدم هنا بضع سنوات فقط،‏ ثم اعود الى موطني وأخدم كفاتحة مع امي ثانية!‏›.‏

ولكن بعد ان تعلمت لغتين من اللغات الرئيسية،‏ وتبنّيت بعض العادات المحلية،‏ صرت اعرف الناس بشكل افضل.‏ وخلال وجودي هنا طوال اكثر من ٢٠ سنة،‏ كان لي امتياز تعليم اشخاص كثيرين الحق،‏ والبعض منهم علّمتهم القراءة والكتابة لكي يقدروا ان يدرسوا جيدا ويجعلوا الحق خاصتهم.‏ كل ذلك وبركات اخرى ايضا يجعلني اشعر ان پاپوا غينيا الجديدة هي موطني الآن.‏ وإذا شاء يهوه،‏ فأنا سعيدة ان اخدمه حتى يقول ان العمل قد أُنجز او حتى نهاية ايامي هنا.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ١٩١،‏ ١٩٢]‏

مقابلة مع فيلامون داماسو

تاريخ الولادة:‏ ١٩٣٢

تاريخ المعمودية:‏ ١٩٥١

لمحة عن حياته:‏ بدأ الخدمة كامل الوقت سنة ١٩٥٣.‏ وتزوّج لاحقا وانخرط في العمل الدائري.‏ وبعد تربية الاولاد،‏ عاد وانخرط في الخدمة كامل الوقت كفاتح خصوصي مع زوجته.‏ لقد تسلّم حتى الآن تعيينات متنوعة في جزر ڤيسايان ومِنْداناوو.‏

في ستينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ صعّبت المشقات العسيرة الخدمة كامل الوقت.‏ فقد كان الطعام شحيحا بسبب جائحة الجرذان التي قضت على محاصيل الذرة والارزّ.‏ ولم يعد بإمكاننا القيام بعمل الكرازة في المدن لأن ثيابنا وأحذيتنا بليت.‏

فكنا نذهب الى الحقول،‏ الجبال،‏ والاحياء النائية —‏ دون انتعال احذية في معظم الاحيان.‏ وكدت اتخلى عن إلقاء خطاب في محفل دائري لأنني لم اكن املك ثيابا لائقة.‏ لكنّ ناظر كورتنا،‏ الاخ برناردينو،‏ اعارني بلطف قميصه،‏ فألقيت خطابي.‏ طبعا،‏ كثيرون من الناس كانوا ماديا اسوأ حالا منا.‏ ولكن بسبب تصميمنا على المثابرة،‏ باركنا يهوه.‏

في سنة ١٩٨٢،‏ واجهنا امتحانات بسبب الحياد.‏ ففي مِنْداناوو،‏ كانت هنالك حالة تمرد على الحكومة.‏ ولأنني كنت اعقد دروسا في الكتاب المقدس مع مَن يُعتبرون مسؤولين في جبهة التمرد،‏ صنّفني الجنود التابعون للحكومة بأنني «محاضر» لليساريين.‏ ولكنّ مسؤولا حكوميا شرح ان ما نعلّمه هو بكامله من الكتاب المقدس وليس من طبيعة سياسية.‏

وفي الوقت نفسه،‏ كان المتمردون ينظرون اليّ نظرة عدائية لأنني عندما ذهبت لأكرز،‏ شهدت اولا للمسؤول الذي عيّنته البلدية ولآمر المفرزة العسكرية.‏ ولكنهم لم يؤذونا لأن احد المسؤولين في جبهة التمرد ممّن ادرس معهم دافع عنا.‏

لقد ساعدنا يهوه على النجاة من الشدائد والامتحانات التي واجهناها طوال عقود.‏ شكرا ليهوه على رحمته وحمايته.‏ —‏ امثال ١٨:‏١٠؛‏ ٢٩:‏٢٥‏.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ٢١٧،‏ ٢١٨]‏

مقابلة مع پاسيفيكو پانتاس

تاريخ الولادة:‏ ١٩٢٦

تاريخ المعمودية:‏ ١٩٤٦

لمحة عن حياته:‏ تخرج من الصف الـ‍ ١٦ في مدرسة جلعاد في سنة ١٩٥١.‏ ويخدم حاليا كشيخ في مدينة كايزون.‏

خلال الحرب العالمية الثانية،‏ كان جيراننا في مقاطعة لاڠونا من شهود يهوه.‏ وسمحوا لي ان اقرأ الكتب التي في مكتبتهم.‏ كانت الكتب جيدة:‏ الخلق،‏ التبرئة،‏ المصالحة،‏ الدين،‏ الاعداء،‏ الاولاد،‏ وكثير غيرها.‏ عندما اشعل اليابانيون النار في مدينتنا،‏ انفصلنا عن الشهود،‏ ولكنني وجدتهم ثانية بعد سنة في مانيلا.‏ بدأت احضر الاجتماعات،‏ وبعد ان اعتمدت،‏ انضممت الى فريق من الفاتحين.‏ كان تعييننا كامل مقاطعة تاياباس،‏ التي دُعيت لاحقا كايزون.‏ خدمنا من مدينة الى مدينة،‏ ونمنا في باصات فارغة،‏ بيوت الاشخاص المهتمين،‏ وأماكن غيرها.‏

عندما وصلنا الى ماووبان،‏ اجتاح المدينة مقاتلون في حرب العصابات.‏ كنا نائمين في الطابق الثاني من مبنى البلدية.‏ فأيقظتنا الجلبة.‏ وبدا ان رجال الشرطة تحتنا وقعوا في قبضة هؤلاء المقاتلين.‏ فقد تمكّنا من سماعهم يلقون اسلحتهم على الارض.‏

واندفع المقاتلون الى الطابق العلوي.‏ وأضاء احدهم مشعلا كهربائيا في وجهنا وقال:‏ «من انتم؟‏».‏ تظاهرنا اننا نائمون.‏ فكرر سؤاله وأضاف:‏ «ألستم جواسيس تابعين لشرطة الفيليپين؟‏».‏

أجبنا:‏ «كلا».‏

قال:‏ «ولكنكم لابسون ثيابا عسكرية».‏

فأوضحنا له ان الثياب متبرَّع بها وأن احذيتنا مرسَلة من اخوتنا في اميركا ضمن مؤن الاغاثة.‏

قال القائد:‏ «حسنا،‏ سآخذ الاحذية».‏ فخلعت حذائي.‏ وأراد ايضا سروالي.‏ وبعد قليل،‏ لم نعد لابسين سوى سراويلنا التحتية فقط.‏ جيد اننا كنا نملك ثيابا اخرى موضوعة في مكان قريب.‏ وفي الواقع،‏ سرَّنا انهم اخذوا ما اخذوه.‏ وإلّا لَاعتقدت المدينة بكاملها اننا جواسيس للمقاتلين!‏

اشترينا احذية خشبية،‏ وعدنا الى مانيلا،‏ ثم ذهبنا الى جزر ڤيسايان لمتابعة كرازتنا.‏

اشترك الاخ پانتاس في الخدمة كامل الوقت وكان خادم الاخوة (‏يُدعى الآن ناظر دائرة)‏ قبل حضور مدرسة جلعاد.‏ ولدى عودته الى الفيليپين،‏ خدم كناظر كورة وفي مكتب الفرع قبل ان يؤسس عائلة.‏

‏[الجدول/‏الرسم البياني في الصفحتين ١٦٨،‏ ١٦٩]‏

الفيليپين —‏ الاحداث البارزة

١٩٠٨:‏ بدأ تلميذان للكتاب المقدس من الولايات المتحدة يكرزان في مدينة سيبالوم.‏

١٩١٠

١٩١٢:‏ تشارلز ت.‏ رصل يقدّم خطابا في دار الاوپرا في مانيلا.‏

١٩٣٤:‏ تأسيس مكتب الفرع.‏ نشر كراس النجاة الى الملكوت باللغة التڠالوڠية.‏

١٩٤٠

١٩٤٧:‏ وصول اول متخرّجين من جلعاد.‏

١٩٦١:‏ ابتداء صفوف مدرسة خدمة الملكوت.‏

١٩٦٤:‏ دعوة الفاتحين الفيليپينيين للشروع في الخدمة الارسالية في البلدان المجاورة.‏

١٩٧٠

١٩٧٨:‏ ابتداء صفوف مدرسة خدمة الفتح.‏

١٩٩١:‏ إكمال ابنية جديدة في الفرع وتدشينها.‏ ثوران جبل پيناتوبو.‏

١٩٩٣:‏ صدور الاسفار اليونانية المسيحية —‏ ترجمة العالم الجديد باللغة التڠالوڠية.‏

٢٠٠٠

٢٠٠٠:‏ صدور ترجمة العالم الجديد الكاملة باللغة التڠالوڠية.‏

٢٠٠٢:‏ ١٢٤‏,١٤٢ ناشرا هم نشاطى في الفيليپين.‏

‏[الرسم البياني]‏

‏(‏انظر المطبوعة)‏

مجموع عدد الناشرين

مجموع عدد الفاتحين

٠٠٠‏,١٥٠

٠٠٠‏,١٠٠

٠٠٠‏,٥٠

١٩٤٠ ١٩٧٠ ٢٠٠٠

‏[الجدول في الصفحة ١٩٩]‏

‏(‏انظر المطبوعة)‏

جدول الزيادة في عدد الحضور في المحافل (‏١٩٤٨ –‏ ١٩٩٩)‏

٠٠٠‏,٣٥٠

٠٠٠‏,٣٠٠

٠٠٠‏,٢٥٠

٠٠٠‏,٢٠٠

٠٠٠‏,١٥٠

٠٠٠‏,١٠٠

٠٠٠‏,٥٠

٠

١٩٤٨ ١٩٥٤ ١٩٦٠ ١٩٦٦ ١٩٧٢ ١٩٧٨ ١٩٨٤ ١٩٩٠ ١٩٩٦ ١٩٩٩

‏[الخريطتان في الصفحة ١٥٧]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسق في المطبوعة)‏

الفيليپين

لوزون

ڤيڠان

باڠيو

لينڠايان

كاباناتوان

جبل پيناتوبو

أولُنڠَپو

مدينة كايزون

مانيلا

مِنْدورو

جزر ڤيسايان

ماسباطي

سيبو

مِنْداناوو

سوريڠاو

داڤاو

پالاوان

إل نيدو

‏[صورة تغطي كامل الصفحة ١٥٠]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥٤]‏

تشارلز ت.‏ رصل ووليَم هول خلال زيارتهما الفيليپين سنة ١٩١٢

‏[الصورة في الصفحة ١٥٩]‏

جوزيف دوس سانتوس،‏ الذي يُرى هنا مع زوجته روزاريو في سنة ١٩٤٨،‏ بقي مناديا غيورا بالملكوت رغم سجنه القاسي ثلاث سنوات خلال الحرب العالمية الثانية

‏[‏الصورة في الصفحة ١٦٣]‏

الاخوة الاوائل الذين أُرسلوا من الفيليپين الى مدرسة جلعاد:‏ أدولفو دييونيسيو،‏ سلڤادور ليواڠ،‏ وماكاريو باسويل

‏[الصورة في الصفحة ١٦٤]‏

عبور الجبال للكرازة

‏[الصورة في الصفحة ١٨٣]‏

استفاد آلاف الفاتحين من مدرسة خدمة الفتح

‏[الصورة في الصفحة ١٨٦]‏

بدأ التنضيد التصويري بواسطة الكمپيوتر سنة ١٩٨٠

‏[الصورة في الصفحة ١٨٩]‏

صارت البشارة متوفرة بلغات فيليپينية كثيرة

‏[الصورة في الصفحة ١٩٩]‏

المحفل الاممي «التعليم الالهي»،‏ سنة ١٩٩٣

‏[الصورة في الصفحة ١٩٩]‏

المعمودية في المحفل الكوري «المسبِّحون الفرحون»،‏ سنة ١٩٩٥

‏[الصورة في الصفحة ٢٠٠]‏

المرسَلون الفيليپينيون الذي عادوا لزيارة موطنهم في وقت المحفل

‏[الصورة في الصفحة ٢٠٢]‏

صدرت «الاسفار اليونانية المسيحية —‏ ترجمة العالم الجديد» بالتڠالوڠية في المحافل سنة ١٩٩٣

‏[الصورة في الصفحة ٢٠٤]‏

ترجمة الكتاب المقدس بمساعدة اجهزة الكمپيوتر

‏[الصورة في الصفحة ٢٠٥]‏

فاتح سعيد يحصل على «ترجمة العالم الجديد» الكاملة بلغته

‏[الصورة في الصفحة ٢٠٧]‏

لجنة الفرع،‏ من اليسار الى اليمين:‏ (‏الجالسان)‏ دِنْتون هوپكنسون،‏ فيليكس سالانڠو؛‏ (‏الواقفون)‏ فيليكس فهاردو،‏ دايڤيد لِدبِتر،‏ وريموند ليتش

‏[الصورة في الصفحة ٢١١]‏

تعلّم عدد كبير من اللاجئين الڤيتناميين الحق وهم في الفيليپين

‏[الصورة في الصفحة ٢١٥]‏

قضى كل من ناتيڤيداد وليوداڠاريو بارلآن اكثر من ٦٠ سنة في الخدمة كامل الوقت

‏[الصور في الصفحتين ٢٢٢،‏ ٢٢٣]‏

قاعات ملكوت مبنية في السنوات الاخيرة

‏[الصور في الصفحة ٢٢٤]‏

قاعة محافل مانيلا المتروپوليتية (‏في الاعلى)‏ وقاعات محافل اخرى،‏ خارج مانيلا

‏[الصورة في الصفحة ٢٢٨]‏

الى اليسار:‏ جون بار يلقي خطابا في برنامج تدشين الفرع في سنة ١٩٩١

‏[الصورة في الصفحة ٢٢٨]‏

في الاسفل:‏ ابنية الفرع في سنة ١٩٩١

‏[الصورة في الصفحة ٢٣٥]‏

الصحف تعترف بانتصار شهود يهوه

‏[الصور في الصفحة ٢٣٦]‏

تسبّب الزلازل والبراكين والفيضانات مشاكل،‏ ولكنّ الناشرين الغيورين يستمرون في الكرازة

‏[الصورة في الصفحة ٢٤٦]‏

يتعلّم الفاتحون الغيورون لغة الاشارات لمساعدة الصمّ على الاستفادة من البرامج الروحية

‏[الصورة في الصفحة ٢٤٦]‏

التلاميذ والاساتذة في اول صف في مدرسة خدمة الفتح بلغة الاشارات في البلد،‏ في اوائل سنة ٢٠٠٢

‏[‏الصورة في الصفحة ٢٥١]‏

الصف الـ‍ ٢٧ لمدرسة تدريب الخدام في الفيليپين