رسالة من الهيئة الحاكمة
رسالة من الهيئة الحاكمة
اخوتنا وأخواتنا الأعزّاء:
«نعمة لكم وسلام من اللّٰه ابينا والرب يسوع المسيح!». (١ كورنثوس ١:٣) كم نتوق ان يحين الوقت عندما تقوم كل نسمة بإعطاء يهوه المجد الذي يستحقه! (مزمور ١٥٠:٦) وفيما ننتظر ذلك اليوم العظيم، نستمر في المناداة ببشارة ملكوت اللّٰه والتلمذة.
ان البشارة هي محور أعمال يهوه على الارض في الوقت الحالي. (مرقس ١٣:١٠) وإذ ندرك جيدا اهتمام يهوه بهذا العمل نصلي اليه ليساعدنا على انجازه، مدركين ان لدى كل انسان فرصة للاستفادة من تدبير الفدية. (كشف ١٤:٦، ٧، ١٤، ١٥) صحيح اننا نواجه التحديات، لكن كم نحن شاكرون اننا ‹نلبس قدرة من العلاء› لإتمام هذه الخدمة! — لوقا ٢٤:٤٩.
من المسرّ ان نراجع ما حدث في سنة الخدمة السابقة ونتأمل في ما أنجزه يهوه بواسطة خدامه الاولياء. فبدعم من الروح القدس، أعرب شعب اللّٰه عن محبة شبيهة بمحبة المسيح متغلّبين على البغض المنتشر في العالم. وهذه المحبة تجلّت في محافلنا. فمن حزيران (يونيو) الى كانون الاول (ديسمبر) ٢٠٠٣، حضر مندوبون من اكثر من مئة بلد ٣٢ محفلا امميا عُقدت في ستّ قارات. كما أُجريت مقابلات في المحافل الكورية والاممية مع المرسلين، الخدام الامميين، وخدام بيت ايل في بلدان اجنبية.
وفي هذه المحافل، تسلّمنا المطبوعتَين: هوذا «الارض الجيدة» و استمع الى المعلّم الكبير. كما أُعلن عن اصدار نسخة منقّحة من الكتاب الدراسي لمدرسة خدمة الفتح بحلول نهاية سنة الخدمة ٢٠٠٤. والفاتحون الذين حضروا المدرسة ويخدمون منذ فترة طويلة، سيلتحقون تدريجيا بالصفوف التي تضم فاتحين جددا.
ان الدعم الالهي والسخاء البشري جعلا من الممكن بناء المزيد من قاعات الملكوت خصوصا في المناطق ذات الموارد المحدودة. وبسبب الحاجة العالمية المتزايدة الى الطعام الروحي، تُنفّذ مشاريع لتوسيع الفروع في مناطق كثيرة. وقد صارت كراسة تمتعوا بالحياة على الارض الى الابد! متوفرة الآن بـ ٢٩٩ لغة وطُبع منها ما مجموعه ١٣٩ مليون نسخة. وكتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية صدر بـ ١٦١ لغة وطُبع منه اكثر من ٩٣ مليون نسخة. اما كراسة ماذا يطلب اللّٰه منا؟، فطُبع منها ما يزيد عن ٢٠٠ مليون نسخة بـ ٢٦٧ لغة.
ونرحّب ترحيبا قلبيا بالـ ٨٤٥,٢٥٨ شخصا الذين رمزوا الى انتذارهم بمعمودية الماء خلال سنة الخدمة السابقة! ان دعمكم لملكوت اللّٰه يجعلكم اهدافا محددة لبغض الشيطان، إلّا ان يهوه يخصّكم ببركته وحمايته الروحية فيما تركضون في السباق الموضوع امامكم. (عبرانيين ١٢:١، ٢؛ كشف ١٢:١٧) فكونوا على ثقة ان ‹حافظكم لا ينعس›. — مزمور ١٢١:٣.
ان الآية السنوية لسنة ٢٠٠٤: ‹داوموا على السهر، كونوا مستعدين› هي في حينها تماما. (متى ٢٤:٤٢، ٤٤) فكلمة اللّٰه تصف المسيحيين بالنزلاء في نظام الاشياء الزائل هذا. (١ بطرس ٢:١١؛ ٤:٧) لذلك، نحتاج ان نركز انتباهنا على الامور الروحية، نبقي حياتنا بسيطة، ونفحص قلوبنا باعتناء. ‹فالتنين العظيم› يريد ان يلتهمنا ويجعلنا جزءا من نظام اشيائه. — كشف ١٢:٩.
وللبقاء متيقّظين من الضروري قراءة الكتاب المقدس يوميا. فهي تساعدنا على ‹ان يكون معنى نَعَمْنا نعم› للوفاء بانتذارنا، وعلى ‹التمسك بالثقة التي كنا عليها في البداية ثابتة الى النهاية›. (يعقوب ٥:١٢؛ عبرانيين ٣:١٤) وتساعدنا ايضا ان نتذكر كم انحرف العالم بعيدا عن مقاييس يهوه الثابتة. (ملاخي ٣:٦؛ ٢ تيموثاوس ٣:١، ١٣) كما ان معرفة الكتاب المقدس تساعدنا على تجنب ‹القصص الباطلة المختلقة بدهاء› والبقاء امناء ليهوه. — ٢ بطرس ١:١٦؛ ٣:١١.
ايها الوالدون، فيما تربّون اولادكم في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري، هل تساعدونهم على وضع اهداف روحية و ‹المداومة على السهر›؟ (افسس ٦:٤) هل تدربونهم على النظر الى مستقبلهم بنفس الطريقة التي نظر بها احكم شخص عاش على الارض؟ لقد كان بإمكان يسوع ان يصبح اعظم نجار او مخترع او طبيب عاش على الارض، إلّا انه سلك في طريق الخدمة كامل الوقت. ونأمل ان يدفعكم مثاله الى مساعدة اولادكم على وضع مصالح الملكوت اولا في حياتهم.
ان صف العبد الامين، الممثَّل بالهيئة الحاكمة، ممتلئ بالشكر العميق ‹للجمع الكثير› لمساعدته على اتمام مسؤوليتنا في ‹الكرازة ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة›. (كشف ٧:٩؛ متى ٢٤:١٤، ٤٥) ويهوه يؤكد لكم ايها الاعزّاء انه يتذكّر «عملكم والمحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، في كونكم قد خدمتم القديسين ولا تزالون تخدمونهم». (عبرانيين ٦:١٠) وإذ تقرأون في الصفحات التالية الاختبارات الرائعة وتلاحظون نتائج جهودكم الموحَّدة، اعلموا انكم لعبتم دورا فعّالا في إعطاء هذه الشهادة العالمية.
نأمل ان تواجهوا المستقبل بشجاعة فيما تستمرون في ‹النظر بإمعان الى المكافأة›، غير سامحين لأي انسان او أيٍّ من الابالسة بأن يحرمكم منها. (عبرانيين ١١:٢٦؛ كولوسي ٢:١٨) نعم، ثقوا بيهوه وكونوا متأكدين انه سيساعد جميع الذين يحبونه على الوصول الى تمام الحياة. — يوحنا ٦:٤٨-٥٤.
كونوا على يقين من فرحنا في الخدمة معكم تسبيحا لمجد يهوه.
اخوتكم،
الهيئة الحاكمة لشهود يهوه