الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

التقرير العالمي

التقرير العالمي

التقرير العالمي

افريقيا

عدد البلدان:‏ ٥٦

السكان:‏ ٠٩٣‏,٣٠١‏,٧٧٠

عدد الناشرين:‏ ٠٥٧‏,٩٨٣

عدد دروس الكتاب المقدس:‏ ١٨٢‏,٧٦٩‏,١

أوَتعلم ان البشارة يُكرز بها في الصحراء الكبرى؟‏ تعيش نَفيساتو التي تبلغ من العمر ١٧ سنة في مدينة تعدين بشمال النيجر.‏ وكانت ذات مرة تتحدَّث مع رفيقاتها في المدرسة،‏ وإذ بالحديث يتحوَّل الى موضوع الفن الاباحي.‏ فما كان منها الا ان انسحبت من بينهن.‏ عندئذ تبعتها طالبة وسألتها عن السبب.‏ فأجابت نَفيساتو ان هذا النوع من الحديث لا يعجبها.‏ في البداية،‏ ضحكت الفتاة عليها وقالت ان التفرُّج على الفن الاباحي ليس مؤذيا.‏ فأجابت نَفيساتو ان المسألة خطيرة لأن الخالق لا يرضى بهذه الامور.‏ ثم أخرجت من حقيبتها المدرسية كتاب اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح ودلَّت الفتاة الى الجزء الذي يناقش اخطار كتب الدعارة.‏ ثم اخرجت كتابها المقدس وقرأت عليها ٢ كورنثوس ٧:‏١‏.‏ فاعترفت الفتاة ان مشاهدة الأفلام الخلاعية تولّد فيها انفعالات قوية تعجز عن تفسيرها.‏ ثم طلبت نسخة من كتاب اسئلة يطرحها الاحداث،‏ فأعطتها واحدة.‏ وذكرت نَفيساتو في وقت لاحق:‏ «عندما رأيتُها بعد ذلك،‏ كانت تقف وحدها.‏ فسألتها اين هن صديقاتها.‏ فقالت لي:‏ ‹هذا الكتاب هو صديقي›.‏ ثم بدأت ادرس معها،‏ وقد حضرت الذِّكرى».‏

درست احدى المرسلات منذ اكثر من ١٥ سنة الكتاب المقدس مع امرأة تعيش في تنزانيا.‏ واستمر الدرس معها عدة سنوات.‏ لكنّها تردَّدت في اخذ موقف الى جانب الحق بسبب المقاومة العائلية حتى ان الدرس توقف في النهاية.‏ لكنَّ ابنتَيها الصغيرتَين كانتا تصغيان بهدوء فيما كانت امّهما تدرس.‏ وعندما انتقلت الابنة الكبرى بعمر ١٨ سنة لتعيش في بيت آخر،‏ ذهبت على الفور الى قاعة ملكوت وطلبت ان يُعقد معها درس في الكتاب المقدس.‏ وأحرزت تقدما سريعا واعتمدت.‏ كذلك اختها الصغرى طلبت درسا واعتمدت هي ايضا.‏ فتشجعت الامّ من موقف ابنتَيها الثابت الى جانب الحق وقررت ان تستأنف درسها للكتاب المقدس.‏ لقد تغلبت هذه المرة على خوف الانسان الذي منعها سابقا من احراز ايّ تقدُّم،‏ واعتمدت في محفل دائري في ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠٤.‏

عندما تطيع الجماعة وصية «الاعتناء باليتامى والأرامل في ضيقهم»،‏ فلا بد ان يباركها يهوه على ذلك.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ هذا ما حدث مع اخت معتمدة اسمها ماپولو تنتمي الى احدى جماعات ليسوتو.‏ فقد كانت هذه الاخت أمًّا متوحدة تربّي اربعة صبيان صغار.‏ عرفت ماپولو انها مصابة بمرض مميت،‏ لذا بدأت تعلّم اولادها كيف يعتنون بأنفسهم.‏ فدرست الكتاب المقدس معهم،‏ اخذتهم الى الاجتماعات،‏ وعلّمتهم صنع المكانس ليبيعوها على جانب الطريق.‏ وعندما ماتت سنة ١٩٩٨،‏ تولَّت جدة الصبيان اليتامى امر رعايتهم.‏ كما ذهبت الاخت المرسَلة،‏ التي ساعدت ماپولو لتصير شاهدة معتمدة،‏ الى وكالة للرعاية الاجتماعية لتطلب اعانة من اجل اليتامى.‏ فتولَّت الوكالة دفع اقساطهم المدرسية.‏ وزوَّد شهود آخرون الصبيان ببعض الملابس.‏ بعد ذلك ماتت الجدة.‏ فصار اخ في الجماعة يدرس الكتاب المقدس معهم ويدفع ايجار مسكنهم.‏ واليوم،‏ يحضر الصبيان الاربعة الاجتماعات بانتظام.‏ ويخدم اثنان منهما كناشرين غير معتمدين.‏ وقد اعتمد الابن البكر،‏ الذي يدعى رانتسو وعمره ٢٠ سنة حاليا،‏ في محفل دائري في آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٤.‏ كما درس الكتاب المقدس مع ابن خالته الذي اعتمد معه في نفس اليوم.‏ وهو يعبّر عن تقدير عميق للرعاية الحبية التي اظهرها الاخوة له ولأشقائه على مر سنين طويلة.‏

ذكر مرسَل في الكاميرون:‏ «خلال درسي الاسبوعي للكتاب المقدس مع احد الشبان،‏ كنت اسمع دائما شخصا في البيت يرتل تراتيل دينية.‏ فسألتُ تلميذي:‏ ‹مَن هذا الذي يرتل؟‏›.‏ فأخبرني انه اخوه ستيڤن الاعمى.‏ فبدأت ادرس الكتاب المقدس معه باستعمال كراسة ماذا يطلب اللّٰه منا؟‏ المسجلة على كاسيت سمعي.‏ وكان هدفنا حفظ آية واحدة من الكتاب المقدس في كل درس.‏ ولأن ستيڤن يتمتع بذاكرة قوية،‏ تمكّن من حفظ عدة آيات.‏ وهو يحضر الاجتماعات ويعلّق مرارا.‏ وقد ألقى مؤخرا اول خطاب له في مدرسة الخدمة الثيوقراطية،‏ وهو عبارة عن قراءة للكتاب المقدس.‏ وبما ان ستيڤن لا يعرف القراءة بحسب نظام برايل للعمي،‏ اضطر الى حفظ الخطاب عن ظهر قلب.‏ أنا اتطلع بشوق الى اليوم الذي امسك فيه بيد ستيڤن وأرافقه في الخدمة.‏ ان احدى الآيات المفضلة لدى ستيڤن هي اشعيا ٣٥:‏٥ التي تقول:‏ ‹حينئذ تنفتح عيون العمي›.‏ فهو فرِح الآن لأن يهوه فتح عينيه الروحيتين،‏ ويرنم له تسابيح الشكر لأنه سيردّ له بصره الحرفي في المستقبل».‏

في ليبيريا التي تمزقها الحرب،‏ اقتربت امرأة تدعى نانسي من اخت وطلبت درسا في الكتاب المقدس.‏ فالقسّ في كنيستها اخبرها ان اللّٰه سيرسل شهود يهوه الى الجحيم لأنهم مسيحيون كذبة.‏ لكنَّ نانسي تعيش قرب بعض الشهود،‏ وقد لاحظت انه كلما حصل وقف مؤقت لإطلاق النار،‏ يزور شيوخ الجماعة المحلية اخوتهم دائما ليتأكدوا انهم بخير.‏ كما لاحظت ان الشهود ينتهزون الفرصة للكرازة كلما هدأت المعارك قليلا.‏ ولم تستطع نانسي وغيرها في المدينة اخفاء دهشتهم حين وصلت من مكتب الفرع سيارة تحمل مؤنا غذائية ضرورية تبرَّع بها الشهود في فرنسا وبلجيكا.‏ وكانت هذه السيارة اولى السيارات التي تعبر الخط الفاصل بين الاطراف المتحاربة.‏ لذا قالت:‏ «أظن انكم تملكون الحق».‏ وهي تتقدم جيدا في درسها.‏

اتى شاب الى قرية في أوغندا ليقوم ببعض اعمال البناء في بيت يعقد فيه الاخوة اجتماعاتهم.‏ فانتهز احد الفاتحين الفرصة ليشهد له،‏ فأحب هذا الشاب ما سمعه.‏ ولكن سرعان ما حان وقت عودته الى قريته الواقعة في اعالي الجبال.‏ وبما انه لا يوجد شهود في المنطقة التي يعيش فيها،‏ شرح له الفاتح كيف يصل الى اقرب قاعة ملكوت.‏ فركب الشاب دراجته وسلك طريقا جبلية ضيقة وغير معبّدة مسافة ٣٠ كيلومترا تقريبا بحثا عن الاخوة.‏ وبما انه لم يجد احدا في قاعة الملكوت،‏ ترك ورقة تحت الباب طالبا درسا في الكتاب المقدس.‏ بعد ذلك ذهب فاتح الى قرية هذا الرجل بحثا عنه،‏ وفوجئ حين وجد نحو ٢٠٠ شخص ينتظرون سماع رسالة الكتاب المقدس!‏ وقد اعرب كثيرون عن اهتمام مخلص بدرس الكتاب المقدس.‏ وصارت الاجتماعات تُعقد في تلك المنطقة النائية.‏

عندما بدأ المساء يحلّ في احدى القرى الصغيرة ذات الـ‍ ٦٠٠ نسمة تقريبا في جنوبي شرقي نيجيريا،‏ رأى القرويون ضوءا ساطعا في السماء ينعكس على النهر.‏ وبدا ان الضوء يتقدم نحوهم،‏ فهرع القرويون ليختبئوا.‏ كثيرون ظنوا ان هذا هو الدمار الذي يكرز به شهود يهوه،‏ لذلك ركضوا الى قاعة الملكوت وهم يقولون:‏ «هرمجدون لن تدمر هذا البناء».‏ وفي النهاية،‏ نحو الساعة العاشرة ليلا،‏ ادرك القرويون ان هذا الضوء الساطع ناجم عن حريق كبير في الغابة.‏ وعندما سأل الاخوة سكان القرية لماذا لم يهرعوا الى الكنائس المجاورة،‏ اجاب احد الرجال:‏ «الكنائس الاخرى على خطإ.‏ وستدمرها هرمجدون التي تتكلمون عنها ولكنها لن تدمر قاعة الملكوت».‏

روت اخت تخدم كفاتحة عادية في مخيم للاجئين في غينيا:‏ «أثناء انهماكي في الخدمة من بيت الى بيت،‏ التقيت بنتا في الثامنة من عمرها.‏ كانت هذه البنت مُعوَّقة.‏ أخبرتني ان والدَيها يتركانها عادةً في البيت كل النهار ويقفلان عليها الباب.‏ فقلتُ لها اني احب ان تكون صديقتي.‏ ثم سألتُها ماذا تحب ان يفعل اللّٰه من اجلها.‏ فقالت لي انها تريد ان يمكّنها اللّٰه من المشي مجددا.‏ ففتحتُ الكتاب المقدس الى اشعيا ٣٥:‏٥،‏ ٦ وأريتُها ان يهوه يعِد كل مَن يعاني إعاقة في ساقَيه بأنه سيتمكن من السير بسهولة.‏ ثم أريتُها صورة يسوع يشفي المرضى في كراسة تمتعوا بالحياة على الارض الى الابد!‏.‏ وقلت لها ايضا انها ستتمتع بهذه البركات اذا درست الكتاب المقدس وفعلت ما يطلبه يهوه منها.‏ فوافقت على درس بيتي في الكتاب المقدس.‏ لقد انهينا كراسة تمتعوا ونكاد نُنهي كراسة يمكنكم ان تكونوا اصدقاء اللّٰه!‏.‏ وبعد ثلاثة اسابيع من الدرس،‏ عبَّرت البنت عن رغبتها في حضور الاجتماعات.‏ وبما انها لا تستطيع السير،‏ أذهب الى بيتها وأحملها على ظهري لآخذها الى الاجتماع.‏ وهي تحب الاجتماعات جدا حتى انها تستاء مني وتبكي اذا لم اذهب لجلبها».‏

الاميركتان

عدد البلدان:‏ ٥٦

السكان:‏ ٧٣٩‏,٨٧١‏,٨٦٨

عدد الناشرين:‏ ٩٢٥‏,١٦٥‏,٣

عدد دروس الكتاب المقدس:‏ ٤٥٣‏,٠٨٩‏,٣

روت ماري التي تعيش في غوادلوب ما يلي:‏ «أخبرني بعض الزبائن ان هناك ملابس وحذاء متروكة منذ يومين على الشاطئ المجاور للفندق الذي اعمل فيه.‏ فذهبت لأخذ هذه الاشياء على امل ايجاد معلومات قد تدلني على صاحبها،‏ وإذا بي اجد محفظة فيها ٠٦٧‏,١ أورو [٣٧٢‏,١ دولارا اميركيا]!‏ حاول بعض المتفرجين اقناعي بأخذ جزء من المال وتوزيع الباقي عليهم.‏ فأخبرتهم على الفور اني واحدة من شهود يهوه وأن ضميري يُلزمني ان اكون امينة.‏ لذا اخذتُ كل شيء الى مكتب الاستقبال في الفندق.‏ واندهش الموظفون هناك حين علموا اني لم آخذ المال.‏ فأوضحتُ موقفي من جديد.‏ وعندما عدت الى الشاطئ،‏ كان البعض يريدون ان يعرفوا المزيد عن معتقداتي.‏ فقدّمتُ الشهادة لهم باستعمال الكتاب المقدس.‏ وكانت بينهم امرأة قالت لي:‏ ‹لن أوظّف عندي إلا اشخاصا من شهود يهوه›».‏ بعد ذلك عُثر على صاحب هذه الاشياء،‏ وهنَّأت الشرطة الاخت على استقامتها.‏

يخدم انطونيو في بيت ايل بالمكسيك،‏ وهو ينتهز كل فرصة ليتكلم الى الناس عن الحق.‏ عندما كان ذاهبا بالباص مؤخرا لحضور احد اجتماعات الجماعة،‏ اعطى نشرة لرجل وامرأة انيقَين.‏ وتبعت ذلك مناقشة ممتعة.‏ ثم ذكر انطونيو:‏ «ودَّعتُهما عندما وصلتُ الى محطة الباص التي سأنزل فيها،‏ لكني فوجئت عندما قالا لي انهما يريدان الترجّل معي لمتابعة الحديث،‏ مع انها لم تكن المحطة التي يريدان النزول فيها.‏ بعدما ترجَّلنا،‏ تابعنا الحديث قليلا،‏ ثم ودَّعتُهما من جديد.‏ فسألاني:‏ ‹الى اين انت ذاهب؟‏›.‏ فأجبت:‏ ‹الى اجتماع مع جماعتي›.‏ عندئذ نظرا واحدهما الى الآخر وسألا:‏ ‹هل يمكن ان نذهب معك؟‏›.‏ فأجبت:‏ ‹يسرّني ان آخذكما الى هناك›».‏ كان هذان الشخصان،‏ المرأة الشابة التي تعمل محامية وابن اخيها الذي يدرس في الجامعة،‏ قد سمعا رسالة الحق قبل بضع سنوات ولكنهما لم يواصلا اهتمامهما بسبب المقاومة العائلية.‏ وفيما كانا يرافقان انطونيو الى الاجتماع،‏ قالا انهما يتمنيان لو يريان الاخت التي كلّمتهما عن الكتاب المقدس اول مرة.‏ وكم ابتهجا حين التقياها هناك!‏ لقد فرحا كثيرا لأنهما حضرا الاجتماع،‏ وأعربا عن رغبتهما في درس الكتاب المقدس.‏ قالت الشابة:‏ «يهوه هو الذي أرشدَنا الى هنا،‏ ومن الآن فصاعدا سنحضر الاجتماعات دائما».‏ كما صُنعت ترتيبات ليُدار معهما درس في الكتاب المقدس،‏ وهو يُعقد حاليا مرتين في الاسبوع.‏

في هايتي كانت جاكلين،‏ زوجة احد نظار الدوائر،‏ ترافق اختا فاتحة في الخدمة عندما رأتا شابة جالسة على جانب الطريق تبكي.‏ فاقتربت الاختان منها وسألتاها عن السبب.‏ في البداية رفضت الشابة الاجابة،‏ ولكن عندما ألحَّتا عليها بلطف،‏ اجابت:‏ «لقد فعلتُ ما كنت اريد فعله».‏ أدركت جاكلين على الفور انها تناولت سمًّا،‏ وسألتها إن كانت قد فعلت ذلك،‏ فأومأت الشابة برأسها إيجابا.‏ عندئذ اخذتها الاختان فورا الى المستشفى للمعالجة.‏ وفي الاسبوع التالي،‏ عادت الاخت الفاتحة لتطمئن عليها وتشجّعها.‏ وابتُدئ معها بدرس في الكتاب المقدس.‏

عندما وصلت لورديس الى الصندوق في احد المتاجر في باراغواي،‏ صُعقت عندما اكتشفت انها تدفع قيمة حسابها بمال مزوَّر.‏ فاتصل امين الصندوق فورا بعناصر الامن.‏ واقتيدت لورديس وابنتها إنڠريد البالغة من العمر خمس سنوات الى غرفة صغيرة بانتظار الشرطة.‏ طلب مدير السوبرماركت وأحد عناصر الامن من الاخت ان تخبرهما عن مصدر المال المزوَّر.‏ لكنَّ لورديس لم تستطع ان تتذكر من اين حصلت عليه،‏ وأخبرتهما انها لم تكن تعرف انه مزوَّر.‏ عندئذ نظرت إنڠريد المتضايقة مما يجري الى المدير ورجل الامن وقالت:‏ «انتما تعاملاننا كاللصوص.‏ أمي ليست لصّة.‏ فنحن من شهود يهوه،‏ ونحن لا نكذب على الناس».‏ فسأل المدير لورديس اذا كانت فعلا من شهود يهوه،‏ فأجابت:‏ «نعم».‏ ثم أُجري اتصال بمكتب فرع شهود يهوه،‏ واقتنع الرجلان اخيرا انها شاهدة.‏ فاعتذرا الى لورديس وإنڠريد عن الازعاج الذي سبَّباه وتركاهما تذهبان.‏ وقالت لاحقا إنڠريد الصغيرة ان اسوأ ما في الامر هو انها لم تتمكن من شراء كيس الفُشار الذي كانت تتوق الى اكله.‏

فيما كان اخ يكرز في كوستاريكا،‏ قرر ان يبشّر جاره الكاثوليكي.‏ وكان الاخ خائفا من رد فعله لأن هذا الرجل لا يحب الشهود،‏ حتى انه كان يسيء اليهم.‏ ولكن كم فوجئ الاخ عندما دعاه الرجل الى الدخول وشرح له سبب تغيير موقفه!‏ فقد دعاه صديق يعيش في منطقة بعيدة لزيارته من اجل حضور اجتماع في كنيسة انجيلية.‏ وعندما وصل الى هناك،‏ دُعي الرجل الى تقديم «شهادته» الخاصة.‏ فاكتفى بالقول انه كاثوليكي.‏ إلا ان ذلك لم يرُق للناس هناك،‏ فأمروه بمغادرة الكنيسة،‏ وقالوا لصديقه انه يعرّض نفسه للدينونة لأنه يعاشر كاثوليكيا.‏ غادر الرجل الكنيسة،‏ ولكن بما انه كان بعيدا عن بيته وفي منطقة غريبة،‏ فلم يعرف اين يقضي تلك الليلة.‏ فطرق باب احد البيوت وشرح لأصحابه ما حصل معه،‏ فدُعي الى الدخول.‏ وهناك قُدّم له الطعام والمأوى.‏ كما ان اصحاب البيت بشّروا هذا الرجل.‏ نعم،‏ لقد كانوا من شهود يهوه.‏ كم تأثَّر هذا الرجل حين ادرك ان الشهود يحبون قريبهم فعلا!‏ وهو الآن يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏

كتبت اخت في ترينيداد:‏ «فيما كنت اقوم بالشهادة في الشوارع،‏ اقتربت مني امرأة وطلبت أحدث الاعداد من المجلات.‏ وبعد اعطائها عدة مجلات،‏ عرضتُ عليها درسا بيتيا مجانيا في الكتاب المقدس.‏ فقالت المرأة انها كانت تدرس من قبل لكنها انتقلت مؤخرا الى هذه المنطقة.‏ سألتُها عن اسمها وعنوانها،‏ لكنها رفضت،‏ وقالت انه اذا كنا فعلا نخدم الاله الحق،‏ فهو سيُريني اين تعيش.‏ في اليوم التالي وفيما كنت اقوم بخدمتي من بيت الى بيت،‏ طرقتُ احد الابواب،‏ وإذا بالمرأة نفسها تفتح لي.‏ وعندما رأتني مع رفيقتي،‏ دُهشَت وضحكت قائلة:‏ ‹كيف عثرتما عليّ بهذه السرعة؟‏›.‏ فسألتُها إن كانت تتذكر ما قالته لي بالامس.‏ عندئذ دعتنا الى دخول بيتها،‏ وبدأت بدرس معها.‏ وهي اليوم ناشرة غير معتمدة».‏

آسيا والشرق الاوسط

عدد البلدان:‏ ٤٧

السكان:‏ ٩٦٩‏,٧٠٣‏,٩٧١‏,٣

عدد الناشرين:‏ ٩٢٧‏,٥٧٤

عدد دروس الكتاب المقدس:‏ ٧١٧‏,٤٤٤

يخدم ڠانْشيام كفاتح عادي في نيبال.‏ وهو يجني عيشه من قيادة سيارة اجرة.‏ يلتقي هذا الفاتح في عمله اناسا من خلفيات كثيرة،‏ ومعظمهم يكونون على عجلة دائمة من امرهم حتى في الليل،‏ لذا لا وقت لديهم للتحادث.‏ ومع ذلك،‏ ينتهز هذا الفاتح كل فرصة ليستهل محادثة مع زبائنه.‏ وكلما امكن،‏ يعطي الركاب نشرة مناسبة مع عنوان اقرب قاعة ملكوت.‏ كثيرون من الركاب عبّروا عن امتنانهم.‏ وخمسة منهم يدرسون حاليا الكتاب المقدس معه.‏

في تايوان،‏ كثيرا ما كان زوج احدى الاخوات يعنِّف زوجته بصوته الجهوري،‏ وخصوصا عندما تهمُّ بالذهاب الى الاجتماعات المسيحية.‏ لكنه أُصيب في يوم من الايام بسكتة دماغية.‏ فأصبح مشلولا ولزم ان يبقى في المستشفى.‏ اعتنت الاخت بزوجها بصبر،‏ واستغلت بلباقة فترة اعادة تأهيله لمساعدته على فهم حق الكتاب المقدس.‏ قالت له:‏ «يجب ان تمرّن دماغك،‏ لذا سأعطيك بعض المعلومات،‏ فحاول ان تتذكرها.‏ موافق؟‏».‏ كان يعرف ان عليه استعمال قدراته الفكرية،‏ لذا وافقها على الفور.‏ فاستعانت الاخت بمعلومات من مختلف الكراسات لتعلِّمه بعض الحقائق الرئيسية،‏ مثل اسم اللّٰه وصفاته ومحور الكتاب المقدس.‏ كما ان اخوة كثيرين قاموا بزيارته وأظهروا له اللطف.‏ لقد تأثر كثيرا بذلك حتى انه وافق على درس الكتاب المقدس عندما خرج من المستشفى وعاد الى بيته.‏ وقد بدأ بحضور الاجتماعات على كرسي متحرِّك وهو يعلِّق خلالها بصوته الجهوري.‏

كان روهانا،‏ فاتح خصوصي يخدم في احد ارياف سري لانكا،‏ يواجه المقاومة من رجل يقود دراجة اجرة لها ثلاثة اطارات ومقصورة بمقعدَين للركاب.‏ وكان هذا الرجل يوجّه الشتائم الى روهانا كلما رآه في الخدمة.‏ حتى انه قال له مرةً انه قد يتعرض للطعن اذا لم يتوقف عن التبشير في المنطقة.‏ لكنَّ روهانا حافظ دائما على وداعته.‏ وعندما تعرَّض هذا الرجل في وقت لاحق لحادث وأُدخل الى المستشفى نتيجة اصابته بجروح بالغة،‏ ذهب روهانا الى المستشفى لزيارته وأخذ معه هدية.‏ حين رآه الرجل،‏ بدأ يبكي طالبا السماح على كل الاساءات التي وجَّهها اليه.‏ وقال:‏ «يا سيدي،‏ كان حريا بك ان تضربني بعصا طويلة بسبب الطريقة التي عاملتك بها بدل ان تقطع كل هذه المسافة لتطمئن عليّ».‏ وقد غادر الرجل المستشفى وعاد الى عمله.‏ وهو الآن يقرأ مجلاتنا بانتظام.‏

كثيرون من الاجانب يأتون الى هونغ كونغ للعمل في البيوت.‏ ومن بينهم امرأة كانت تدرس كراسة ماذا يطلب اللّٰه منا؟‏ في الفيليبين.‏ فقد رغبت في مواصلة درسها للكتاب المقدس.‏ لكنها لم تعرف كيف تعثر على الشهود،‏ لذا صلّت الى اللّٰه ليساعدها على ايجادهم.‏ وقررت في يوم فرصتها ان تقطع البحر وتذهب الى المنطقة التجارية الرئيسية والحديقة العامة حيث يجتمع كثيرون من الفيليبينيين في نهايات الاسابيع.‏ وأخذت تبحث بين الناس،‏ لكنها لم تجد احدا استطاعت ان تجزم انه من شهود يهوه،‏ مع انهم يبشّرون دائما في هذه الحديقة في نهايات الاسابيع.‏ ولكنها رأت بالصدفة كراسة ماذا يطلب؟‏ مرمية في سلة مهملات.‏ فالتقطت المرأة الكراسة ورأت رقم هاتف مكتوبا عليها.‏ كان ذلك رقم الاخت التي وزَّعت الكراسة.‏ وقد فوجئت المرأة وفرحت كثيرا حين علمت ان الاخت تعمل في نفس المجمّع السكني الذي تعمل هي فيه.‏ وهكذا تابعت درسها للكتاب المقدس وبدأت تحضر الاجتماعات.‏

قام ناظر دائرة وأحد الشيوخ في جمهورية كوريا بزيارة رعائية في الوقت المناسب تماما.‏ فقد ذهبا لزيارة اخت خاملة منذ عشر سنوات.‏ كان زوجها ملحدا،‏ لكنه قرَّر الذهاب الى الكنيسة بعد ان خضع لعملية جراحية.‏ وفي تلك الزيارة،‏ التقيا الزوج الذي قبِل بعد محادثة ودية ان يأخذ كراسة ماذا يطلب؟‏.‏ وفيما كان الشيخ يدرس معه،‏ كان يقدّم في الوقت نفسه التشجيع للأخت.‏ ثم قبِل الزوج دعوة الى حضور المحفل الكوري،‏ توقف عن الذهاب الى الكنيسة،‏ وأصبح يحضر الاجتماعات بانتظام.‏ كما تقدّمت الاخت وطلبت ان يُزار اولادها الاربعة الذين يعيشون في مدينة اخرى.‏ والنتيجة هي ان زوج هذه الاخت وابنتها الكبرى وزوجها وابنتها الصغرى اعتمدوا.‏ ولاحقا اعتمد ابنها البكر وزوجته،‏ فصار المجموع ستة شهود جُدُد.‏

كانت يوكي،‏ طالبة في احدى المدارس الثانوية في اليابان،‏ تلاقي صعوبة في إخبار رفقاء صفها انها واحدة من شهود يهوه.‏ لكنها كانت تعرف ان عليها الشهادة للآخرين.‏ وبما ان طلاب صفها لم يثيروا قط موضوع الدِّين،‏ ادركت ان عليها ان تأخذ هي المبادرة.‏ لذا قرَّرت ان تدع اصحابها يرونها تصلّي عند الغداء.‏ وبقيت طوال الصباح تصلّي الى اللّٰه بحرارة كي يمنحها الشجاعة لفعل ذلك.‏ وهكذا،‏ بدلا من ان تصلّي بسرعة وقتَ الغداء لكيلا يلاحظ احد ما تفعله،‏ أحْنَت رأسها وصلّت صلاة اطول بعض الشيء.‏ عندما أنهت صلاتها،‏ سألتها احدى رفيقات صفها ما اذا كانت بخير.‏ ولكن لم تستطع يوكي ان تشهد لها.‏ فانزعجت كثيرا من نفسها وصلّت لاحقا معتذرةً الى يهوه وطلبت من جديد ان يمنحها الشجاعة.‏ وفي اليوم التالي،‏ بعد ان صلّت يوكي،‏ سألتها رفيقة صفها ثانيةً ما اذا كانت بخير،‏ فقالت يوكي في نفسها:‏ ‹يجب ان اشهد لها الآن!‏›،‏ ثم أخبرتها انها واحدة من شهود يهوه.‏ في البداية فوجئت رفيقتها،‏ لكنها اخذت تمطر يوكي بوابل من الاسئلة:‏ من اجل ماذا تصلّين؟‏ ما اسم اللّٰه؟‏ مَن هو يسوع؟‏ وأسئلة اخرى ايضا.‏ ففرحت يوكي كثيرا بذلك.‏

هنالك في بلدة كوپانڠ في إندونيسيا رجل يُدعى ڠلين معروف بأنه سكّير ومدمن على المخدِّرات.‏ وكان الناس يستخدمونه ليهدِّد اشخاصا آخرين او ليوسعهم ضربا.‏ وذات مرة،‏ فيما كان عند والدَيه،‏ اتى اثنان من شهود يهوه وناقشا الكتاب المقدس معهم.‏ وسرعان ما قبِل ڠلين درسا في الكتاب المقدس،‏ وبدأ يبذل قصارى جهده ليتغلب على عاداته السيئة.‏ وفي احد الايام،‏ طلب منه صاحب احد المتاجر ان يضرب رجلا لقاء مبلغ ضخم من المال.‏ فكَّر ڠلين بالعرض،‏ لكنه قرَّر عدم قبول اية اعمال من هذا النوع.‏ وأعاد المال رافضا القيام بهذه المهمة.‏ بعد ذلك ذهب الى متجر آخر،‏ فخاف صاحب المتجر لأنه ظن انه اتى ليضربه.‏ فأقنع صاحبَ المتجر انه يدرس الكتاب المقدس وأنه يعيش حياة مسالمة.‏ فقبِل صاحب المتجر درسا في الكتاب المقدس ووظَّفه عنده.‏ وفي المحفل الكوري السنةَ الماضية،‏ اعتمد ڠلين وكان صاحب المتجر حاضرا.‏

اوروبا

عدد البلدان:‏ ٤٦

السكان:‏ ٠١٤‏,٣٧٣‏,٧٢٨

عدد الناشرين:‏ ٣٤٥‏,٤٩٠‏,١

عدد دروس الكتاب المقدس:‏ ٧٢٨‏,٧٣٣

بعد ان ماتت الاخت ياكوبا عن عمر ٨٨ سنة في هولندا،‏ تسلَّم اقرباؤها رسالة من الشرطة المحلية.‏ فقد كانت هذه الاخت تقدِّم لهم المجلات بانتظام طوال سنين عديدة.‏ جاء في الرسالة:‏ «انها عزيزة جدا على قلوبنا.‏ فقد كانت تزورنا دائما في مخفرنا،‏ وكنا نحب ان نشرب الشاي معها.‏ اعجبتنا شجاعتها،‏ لأنها رغم تقدّمها في السن وبصرف النظر عن حالة الطقس،‏ بقيت تتنقل على دراجتها لزيارة الناس ونشر معتقداتها.‏ سنشتاق اليها كثيرا».‏

يأتينا هذا الاختبار من سويسرا:‏ كانت عائلة من شهود يهوه ذاهبة في عطلة،‏ فأعطوا مفاتيح شقتهم لابن عائلة اخرى من الشهود وطلبوا منه ان يُطعم اسماكهم في غيابهم.‏ عندما ذهب الصبي الى الشقة في المرة الاولى،‏ لم يتمكن من فتح الباب بسهولة.‏ فسمعت امرأة في الشقة المقابلة الصوت ونظرت خلسة من وراء بابها.‏ وحين رأت الصبي يحاول فتح باب الشقة،‏ ظنت انه لص واتصلت بالشرطة.‏ بعدما أطعم الصبي الاسماك،‏ خرج من الشقة وإذا بشرطيَّين مسلَّحَين يعترضان طريقه!‏ فسألاه:‏ «ماذا تفعل هنا؟‏».‏ فأجاب:‏ «انا أطعم الاسماك كما طُلب مني».‏ لم يصدِّقه الشرطيان.‏ فأوضح قائلا:‏ «انا من شهود يهوه،‏ وكذلك العائلة التي تعيش هنا.‏ لقد طلبوا مني ان أطعم الاسماك في غيابهم،‏ لذا اعطوني مفاتيحهم».‏ لم يقتنع الشرطيان بذلك ايضا،‏ وأرادا ان يأخذاه الى مركز الشرطة.‏ فقال الصبي:‏ «مهلا.‏ لقد ترك اصدقائي رقم هاتفهم الخلوي على هذه الورقة.‏ يمكنكما ان تتصلا بهم الآن وتسألاهم لتتأكدا من صحة كلامي».‏ عندئذ طلب الشرطيان الرقم وتحققا من صحة اقوال الصبي.‏ ثم اعتذرا وغادرا المكان.‏ حين عادت العائلة الى المنزل بعد العطلة،‏ تكلموا مع المرأة في الشقة المقابلة التي كانت قد انتقلت حديثا الى هناك.‏ وبعدما شكروها على اهتمامها،‏ اوضحوا لها ان الصبي هو واحد من شهود يهوه مثلهم،‏ وهو موضع ثقة مطلقة.‏ وبما ان المرأة لم تكن تعرف الكثير عن شهود يهوه،‏ تبعت ذلك مناقشة ادت الى قبولها درسا في الكتاب المقدس.‏

عندما كانت اخت تشهد من بيت الى بيت في ايطاليا،‏ سنحت لها الفرصة للتحدث الى امّ شابة تعمل ساعات طويلة.‏ حاولت الاخت مرارا كثيرا ان تراها ثانية،‏ ولكن دون جدوى.‏ فقرَّرت الاتصال بها هاتفيا.‏ على الهاتف،‏ ذكرت الشابة انه لا وقت لديها فعليا لمناقشة الكتاب المقدس.‏ فقالت الاخت:‏ «يمكنك في ١٠ الى ١٥ دقيقة ان تتعلمي شيئا جديدا عبر الهاتف».‏ فأجابت الشابة:‏ «اذا كان الامر عبر الهاتف،‏ فلا مانع».‏ ومؤخرا،‏ تركت الاخت لديها كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية،‏ وبدأت معها بدرس في الكتاب المقدس عبر الهاتف.‏ ويُعقد الدرس عادةً في صبيحة ايام السبت،‏ لكنَّ الـ‍ ١٠ الى ١٥ دقيقة صارت الآن ٣٠ دقيقة.‏

انجيلا هي واحدة من الاعداد المتزايدة من الناشرين في بريطانيا الذين قبلوا تحدّي الشهادة للأجانب الكثيرين الساكنين في هذا البلد.‏ عندما زارت انجيلا احد مطاعم المأكولات الجاهزة،‏ أومأ اليها احد العاملين بأن ترحل.‏ ولكن فيما كانت انجيلا تغادر المكان،‏ خرجت امرأة صينية من مؤخر المتجر وهي تنادي باسم اللّٰه بالصينية.‏ وبعد ان جرت محادثة بينهما،‏ صارت انجيلا تعطيها مجلاتنا بانتظام.‏ ومع ان المرأة احبت المطبوعات،‏ اوضحت للأخت انها لا تستطيع ان تصدِّق ان اللّٰه خلق الكون.‏ فهي تؤمن بأن كل شيء اتى الى الوجود بالصدفة.‏

كانت هذه المرأة تهتم بتحضير لفافات البيض في المطعم.‏ فسألتها انجيلا عن عدد المكوِّنات المستعملة لصنع لفافة بيض.‏ فأجابت:‏ «خمسة».‏ عندئذ اقترحت انجيلا عليها ان ترمي،‏ اثناء تحضير لفافات البيض في المرة المقبلة،‏ المكوِّنات الخمسة في الهواء وترى كم لفافة بيض يمكن ان ينتج من ذلك.‏ في الاسبوع التالي،‏ خلال زيارة انجيلا للمطعم،‏ استقبلتها المرأة الصينية وقدّمت لها لفافة بيض طازجة وقالت لها انها صارت تؤمن بأن اللّٰه صنع الكون.‏ فابتُدئ معها بدرس منتظم في الكتاب المقدس،‏ وهي تحرز تقدُّما جيدا في تعلُّم الحق من كلمة اللّٰه.‏

في المانيا،‏ غالبا ما يثير نقل النفايات المشعَّة من محطات الطاقة النووية بالقطار احتجاج الناشطين البيئيين.‏ لذلك تخضع السكك الحديدية لحماية مشددة من قِبل الشرطة الذين يُطلب منهم ازالة اية عوائق على خطوط السكة الحديدية قبل مرور القطار.‏ في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠٣،‏ انتشرت الشرطة لهذا الهدف بالقرب من المكان الذي كانت الفاتحة ڠودْرون تخدم فيه.‏ اوضحت:‏ «بما ان رجال الشرطة كانوا ينتظرون طوال ساعات مرور القطار،‏ قرَّرتُ ان اذهب اليهم وأعرض عليهم شيئا ليقرأوه».‏ كان رجال الشرطة وديين جدا.‏ فهي لم تلاقِ ايّ اعتراض فيما اقتربت منهم حاملة سلة مليئة بنسخ من برج المراقبة و استيقظ!‏.‏ حتى ان مجموعة منهم من باڤاريا التقطوا لها صورة وهي تعرض عليهم مجلة استيقظ!‏ عند سيارتهم.‏ وخلال يومين قطعت مسافة تزيد على ١٢٠ كيلومترا تحدَّثت فيها الى اكثر من ١٠٠ شرطي ووزَّعت ١٨٤ مجلة.‏ قالت ڠودْرون بحماسة:‏ «انه اختبار لن انساه ابدا».‏

في احد الايام،‏ غادرت آنا ماريا عملها في اسبانيا وتوجَّهت الى موقف الباص.‏ وفيما كانت تنتظر الباص،‏ اخذت تقرأ بعض الاوراق المعلَّقة هناك.‏ فلفتت نظرها ملاحظة جاء فيها:‏ «من الضروري ان يتصل بي شهود يهوه لكي اتابع درسي للكتاب المقدس».‏ طلبت آنا ماريا على الفور رقم الهاتف المذكور واتفقت على لقاء تلك المرأة التي تدعى فيليثيتاس،‏ والتي تبيَّن انها اتت مؤخرا من الإكوادور حيث درست الكتاب المقدس طوال سنتين.‏ وهكذا استؤنف درس الكتاب المقدس فورا،‏ وتحضر فيليثيتاس وابنها كل الاجتماعات من ذلك الوقت.‏ وهما شاكران لأن تقدُّمهما الروحي لم ينقطع زمانا طويلا.‏

قرَّرت امرأة في بلغاريا ان تنضم الى حفيدها في درس الكتاب المقدس مع الشهود.‏ وفرحت حين علمت ان اسم اللّٰه هو يهوه.‏ وبما ان كتابها المقدس لا يأتي على ذكر اسم اللّٰه،‏ قرَّرت ان تذهب الى المكتبة لشراء كتاب مقدس يذكر الاسم الالهي.‏ سألها صاحب المكتبة ما الذي تبحث عنه.‏ وعندما اخبرته،‏ اخذ يصيح عليها قائلا:‏ «انتِ من هذه البدعة!‏».‏ في تلك اللحظة دخل كاهن الى المكتبة،‏ فسألاه:‏ «ما اسم اللّٰه؟‏».‏ فأجاب:‏ «يهوه بالطبع.‏ كفاك صياحٌ على هذه المرأة».‏ فصُعق صاحب المكتبة.‏ أما المرأة فهي تحرز حاليا تقدُّما روحيا جيدا مع ثلاثة من اعضاء عائلتها.‏

حلَّت مأساة بعائلة تعيش في روسيا حين فقد ابوان ابنهما العزيز.‏ وفي الليلة التي سبقت دفنه،‏ اتصلت الامّ هاتفيا بكل اصدقاء ابنها بعدما اخذت ارقام هواتفهم من مفكّرته.‏ وكان في المفكّرة رقم هاتف عائلة من شهود يهوه،‏ فسألتهم ايضا إن كانوا يريدون المجيء الى الدفن.‏ لم تكن هذه العائلة من الشهود تعرف والدَي الفقيد،‏ لكنهم قرروا انتهاز الفرصة لتعزية العائلة المفجوعة.‏ فتحدَّث الاخ الى الاب عن رجاء القيامة وترك معه كراسة عندما يموت شخص تحبونه.‏ وبعد يومين قام الاخ بزيارته مجددا.‏ فقال الاب:‏ «لقد تركت فينا الكراسة اثرا عميقا.‏ وقرَّرنا ان نخصص الوقت لدرس الكتاب المقدس».‏ وقد انخرطت الزوجة في مدرسة الخدمة الثيوقراطية وهي تستعد لتصير ناشرة غير معتمدة.‏

اوقيانيا

عدد البلدان:‏ ٣٠

السكان:‏ ٣٨٢‏,٨٢٠‏,٣٤

عدد الناشرين:‏ ٠٨٧‏,٩٤

عدد دروس الكتاب المقدس:‏ ٣٠٧‏,٤٨

كانت اولينا في الـ‍ ١٢ من عمرها فقط حين اعتمدت في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٠٠٣ في هاواي.‏ وبخلاف الاولاد الذين لا يهمّهم سوى التسلية،‏ رسمت اولينا لنفسها اهدافا روحية واضحة.‏ ذكرت:‏ «كنت سعيدة جدا حين خدمت كفاتحة اضافية في آذار (‏مارس)‏ وأيار (‏مايو)‏،‏ وتمتعت كثيرا بخدمتي مع الفاتحين والاكبر سنا.‏ مثلا،‏ كان لدي امتياز الذهاب بعد ظهر كل يوم سبت مع مرسَلة سابقة الى زياراتها ودروسها التي تعقدها باللغة الصينية.‏ انها لغة شيِّقة!‏ وهدفي في الحياة ان اصير فاتحة عادية في جماعة ناطقة بلغة اجنبية.‏ ولأحقِّق هذا الهدف،‏ أذهب في الخدمة يوم الاربعاء بعد المدرسة وكذلك يومي السبت والاحد.‏ كما اني اخطط لأخدم كفاتحة اضافية كلما امكن».‏ وماذا يساعد اولينا ايضا على بلوغ اهدافها؟‏ ذكرت:‏ «ان أصون قلبي.‏ وهذا يعني ان أُظهر بالاعمال ان حيازة رضى يهوه هي مهمة عندي.‏ كما ان معاشرة اشخاص يشاطرونني النظرة نفسها الى يهوه ستساعدني على البقاء في طريق البر.‏ وقضاء وقت اطول في خدمة يهوه يعني قضاء وقت اقل مع اناس يظهرون مواقف عالمية.‏ وهذا يحميني من التفكير ان الامور المادية والتسلية الفاسدة ادبيا تجلب لي السعادة».‏

من الشائع في جزر سليمان ان يعهد الوالدون الى اقربائهم بتربية ولد او اثنين من اولادهم الصغار.‏ ولكن عندما تعلَّم زوجان ما يتوقعه يهوه من الوالدين،‏ عملا على إعادة ابنتهما ديبورا اليهما مع انها كانت آنذاك في سن المراهقة.‏ فإذا بها تجد نفسها وسط عائلة من الشهود لديهم برنامج حافل بالاجتماعات والشهادة والدرس العائلي للكتاب المقدس.‏ فماذا كانت ستفعل؟‏ تتذكر ديبورا:‏ «شعرتُ من الاجتماع الاول ان الناس هناك مسرورون جدا بوجودي.‏ توقعت رؤية رجال دين يرتدون ألبسة خاصة بهم،‏ لكني لم اجد احدا.‏ كما كان الجميع يشتركون في الاجتماعات،‏ حتى الاولاد الصغار».‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأت ديبورا تشارك هي ايضا في الاجتماع.‏ كما تأثرت بأسلوب ابيها في تعليمها وتعليم اخوتها.‏ تقول:‏ «يساعدنا ابي على التأمل في امثلة اشخاص مذكورين في الكتاب المقدس.‏ وهذا يساعدني حين اواجه مشكلة ما».‏ وتذكر ديبورا،‏ التي هي الآن ناشرة غير معتمدة،‏ انها مسرورة جدا لأن حق كلمة اللّٰه دفع والدَيها الى ضمِّها الى العائلة لتسلك في طريق الحياة.‏

تتميَّز جزر پاپوا غينيا الجديدة بطابع جبلي،‏ ولا يمكن الوصول الى قرى عديدة هناك لعدم وجود طرقات.‏ وثمة قرى منها لا تزال معزولة عن الحضارة العصرية.‏ لكنَّ بشارة الملكوت تنجح في الوصول حتى الى تلك المناطق.‏ فهناك رجل يدعى لِيانّا حضر اجتماعا في احدى جماعات العاصمة پورت مورْزْبي.‏ وفوجئ الاخوة عندما علموا انه زعيم قرية منعزلة في اعالي الجبال،‏ حيث لا يملك سكانها ايًّا من وسائل الراحة العصرية.‏ اضطر لِيانّا ان يمشي خمسة ايام في الادغال حتى يصل الى طريق عام.‏ ومن هناك ركب شاحنة اوصلته الى العاصمة.‏ قال لِيانّا انه قبل نحو اربع سنوات،‏ اتى الى المدينة حيث التقى في الشارع اخا حصل منه على مجلة برج المراقبة.‏ فأخذ لِيانّا المجلة الى قريته،‏ وبعدما قرأها صار يعلّم الناس هناك من هذه المجلة.‏ واستمر يفعل ذلك كل يوم احد على مدى سنوات عديدة،‏ وكان يضع المجلة في غلاف بلاستيكي لحمايتها.‏ في النهاية،‏ اقنعه سكان القرية بالذهاب والبحث عن ناشري المجلة.‏ فعاد الى المدينة واتصل بالاخوة الذين بدأوا يدرسون معه.‏ اقام لِيانّا اسبوعين تقريبا عند عائلة من الشهود،‏ وأنهى درس كراسة ماذا يطلب؟‏.‏ وعندما قيل له انه توجد جماعة في بلدة لا تبعد كثيرا عن قريته،‏ فرح كثيرا وهتف قائلا:‏ «لا مشكلة!‏ فهي لا تبعد سوى مسافة يومين عن قريتي!‏».‏ وهكذا بعد ان امتلك فهما اعمق لحق كلمة اللّٰه،‏ بدأ رحلة العودة الطويلة الى قريته حاملا معه حقيبة مليئة بالمطبوعات.‏ وقد صُنعت الترتيبات لزيارة هذه القرية في المستقبل القريب لكي يحصل الناس هناك على المعرفة الدقيقة من الكتاب المقدس.‏

في جزيرة كيريباتي،‏ تروي اخت تعمل في مكتب الترجمة لشهود يهوه هذا الاختبار:‏ «في صباح احد الايام،‏ وضعتُ في حقيبتي عددا من مجلة برج المراقبة يناقش موضوع الهاوية،‏ وقرَّرت ان أعرضه مع انه كان عددا قديما.‏ وفي الخدمة التقينا انا ورفيقتي رجلا عرَّفناه بأنفسنا وعرضنا عليه المجلة بعدما ذكرنا بإيجاز ما يقوله الكتاب المقدس عن الهاوية.‏ فخفض رأسه ومرَّ بعض الوقت دون ان يتفوَّه بأية كلمة،‏ فسألتُه ما اذا كان بخير.‏ وعندما رفع رأسه،‏ لاحظتُ انه كان يبكي.‏ عندئذ اخبرَنا ان موضوع المجلة اثّر فيه بعمق.‏ فقبل اسابيع قليلة مات ابنه،‏ ولا يزال الحزن يتملّكه هو وزوجته.‏ فهما لم يتوقفا عن الصلاة الى اللّٰه لكي يُطمئن قلبيهما لأنهما كانا يظنان ان ابنهما يتعذّب في هاوية نارية.‏ لكنَّ الرجل فوجئ وفرح كثيرا عندما سمع ما يقوله الكتاب المقدس عن حالة الموتى.‏ وهكذا ابتُدئ بدرس في الزيارة المكررة.‏ وهو غالبا ما يقول انه كان يصلّي الى اللّٰه ليُظهر له طريق الحق،‏ وإنه كان يتوق الى ايجاد دين يعلّم فعلا ما يقوله الكتاب المقدس.‏ وقد بدأ يحضر الاجتماعات ويستعد جيدا ليعطي إجابات نابعة من القلب في درس برج المراقبة».‏

في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٠٠٣،‏ حضر اكثر من ٠٠٠‏,٦٠ مندوب اكبر محفل كوري عقده شهود يهوه على الاطلاق في أوستراليا.‏ وعندما عادت أليسيا (‏٦ سنوات)‏ من محفل سيدني،‏ كانت تتوق ان تُري رفقاء صفها الكتاب الجديد استمع الى المعلّم الكبير.‏ ولما اتت امّ أليسيا لتأخذها من المدرسة بعد الظهر،‏ فوجئت حين رأت الكلمات «أعطوا المجد للّٰه» مكتوبة بأحرف كبيرة على اللوح في الصف.‏ ففي ذلك الصباح كانت أليسيا قد روت لثلاث معلّمات ولرفقاء صفها الـ‍ ٢٤ ما سمعته في المحفل.‏ وأُعجبوا جميعا بالكتاب الجديد وبأسلوب أليسيا الحماسي في مراجعة بعض نقاط المحفل البارزة.‏ وبقيت الكلمات «أعطوا المجد للّٰه» على اللوح طوال اليوم.‏

‏[الصورة في الصفحة ٤٣]‏

نَفيساتو،‏ في النيجر

‏[الصورة في الصفحة ٤٣]‏

رانتسو (‏الثاني من اليمين)‏ مع ابن خالته وإخوته،‏ في ليسوتو

‏[الصورة في الصفحة ٤٨]‏

ماري،‏ في غوادلوب

‏[الصورة في الصفحة ٤٨]‏

انطونيو،‏ في المكسيك

‏[الصورة في الصفحة ٥٢]‏

ڠانْشيام،‏ في نيبال

‏[الصورة في الصفحة ٥٦]‏

ياكوبا،‏ في هولندا

‏[الصورة في الصفحة ٥٨]‏

انجيلا،‏ في بريطانيا

‏[الصورة في الصفحة ٦١]‏

اولينا،‏ في هاواي