الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الكرازة والتعليم حول العالم

الكرازة والتعليم حول العالم

الكرازة والتعليم حول العالم

لا بد ان تلاميذ يسوع الذين عاشوا في القرن الاول تحيروا لدى سماعهم ما تفوه به معلمهم الكبير.‏ فقد انبأ انهم سيكونون مبغضين من جميع الامم،‏ وأنهم سيُقتلون ويسلَّمون الى ضيق.‏ كذلك سيعثر كثيرون ويسلِّمون بعضهم بعضا.‏ لكنّه قال ايضا انه سيُكرز بالبشارة في كل الارض.‏ (‏مت ٢٤:‏٩-‏١٤‏)‏ ولكن كيف لحملة كرازية عالمية النطاق ان تلقى النجاح في وجه المقاومة؟‏ ان الصفحات التالية تعطي الجواب عن هذا السؤال المثير للاهتمام.‏

المجاميع العامة لسنة ٢٠١٠

فروع شهود يهوه:‏ ١١٦

عدد البلدان التي قدمت التقارير:‏ ٢٣٦

مجموع الجماعات:‏ ٢١٠‏,١٠٧

حضور الذِّكرى حول العالم:‏ ٨٩٥‏,٧٠٦‏,١٨

المتناولون من رمزَي الذِّكرى حول العالم:‏ ٢٠٢‏,١١

ذروة الناشرين في خدمة الملكوت:‏ ٠٥٠‏,٥٠٨‏,٧

معدل الناشرين الكارزين كل شهر:‏ ٩٣٠‏,٢٢٤‏,٧

نسبة الزيادة المئوية على سنة ٢٠٠٩:‏ ٥‏,٢

مجموع عدد المعتمدين:‏ ٣٦٨‏,٢٩٤

معدل الفاتحين الاضافيين كل شهر:‏ ٩٦٠‏,٢٨٧

معدل الفاتحين العاديين والخصوصيين كل شهر:‏ ٩٠١‏,٨٤٤

مجموع الساعات المصروفة في الحقل:‏ ٢٤٨‏,٧٦٤‏,٦٠٤‏,١

معدل الدروس البيتية في الكتاب المقدس كل شهر:‏ ٣٥٩‏,٠٥٨‏,٨

خلال سنة الخدمة ٢٠١٠،‏ انفق شهود يهوه اكثر من ١٥٥ مليون دولار في الاعتناء بالفاتحين الخصوصيين،‏ المرسلين،‏ والنظار الجائلين في تعييناتهم لخدمة الحقل.‏

◼ حول العالم،‏ هنالك ٠٦٢‏,٢٠ شخصا معيّنا للخدمة في مباني الفروع.‏ وجميعهم اعضاء في «أخويّة الخدام الخصوصيين كامل الوقت العالمية» لشهود يهوه.‏

افريقيا

عدد البلدان:‏ ٥٧

عدد السكان:‏ ١٠١‏,٢١٩‏,٨٨٨

عدد الناشرين:‏ ٣٥٢‏,٢٢٢‏,١

عدد دروس الكتاب المقدس:‏ ٦١٤‏,٥٩٦‏,٢

فريق يبحث عن الحق.‏ في ضيعة صغيرة في مدغشقر‏،‏ قرر ٨٠ شخصا ان يتركوا اكبر كنيسة بروتستانتية في البلد.‏ فبنوا كنيسة لأنفسهم وبدأوا يبحثون عن الدين الحقيقي،‏ فاحصين كل الاديان المحلية الواحد تلو الآخر.‏ فاستنتجوا ان الكاثوليك لا يدرسون الكتاب المقدس وأن الكنيسة اللوثرية تقسّمها الانشقاقات.‏ كما رأوا ان الخمسينيين لا يعلّمون الحق،‏ وأن لدى المجيئيين السبتيين الكثير من المحرَّمات.‏ ثم تحدثوا الى احد اخوتنا وسألوه اذا كان باستطاعته ان يعلمهم الكتاب المقدس.‏ فوافق الاخ عن طيب خاطر.‏

آنذاك،‏ رتب بعض الناشرين لزيارة الاشخاص المهتمين،‏ فالتقوا ٢٦ منهم في الكنيسة التي بنوها.‏ وأبدى هؤلاء استعدادا تاما لسماع المعلومات المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ فاستخدم الاخوة الفصل ١٥ من كتاب يعلّم الكتاب المقدس وأوضحوا لهم السبيل الى ايجاد الدين الذي يحظى برضى اللّٰه.‏ فاقتنع الحاضرون بالشرح.‏ وحين عاد اخوتنا لزيارتهم مرة ثانية وجدوا بانتظارهم ٧٣ شخصا.‏ وفي الزيارة الثالثة،‏ كان عدد الحضور قد ارتفع الى ١٤٢.‏

رسالة نصّية تخطئ الهدف.‏ رغبت شاهدة تدعى مانِن تعيش في إثيوبيا ان تشجع امرأة تدرس معها الكتاب المقدس،‏ فبعثت اليها رسالة نصّية عبر الهاتف الخلوي ضمّنتها الآية السنوية لعام ٢٠٠٩.‏ لكنها اخطأت الرقم،‏ فتلقت سيدة اخرى الرسالة وأخذت تقرأها مرارا وتكرارا:‏ «‹اشهدوا كاملا بالبشارة›.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٤‏،‏ ع ج».‏ وإذ كانت امرأة تقية،‏ قدّرت كثيرا هذه الكلمات لكنها لم تعلم كيف تطبقها.‏ كما حيّرها الاختصار ‏«ع‌ج»‏ [‏ترجمة العالم الجديد‏] المكتوب في نهاية العبارة.‏ فمضت اسابيع والمسألة لم تفارق ذهنها.‏ وأخيرا،‏ اتصلت بمَن ارسل النص.‏ فدُهشت الاخت كثيرا حين علمت ما حدث.‏ غير انها اغتنمت الفرصة لتجيب عن استفسار المرأة المخلص،‏ ما ادّى الى عقد درس في الكتاب المقدس معها مرتين في الاسبوع.‏

فتاة صغيرة تنضم الى صفوف الفاتحين.‏ صارت پرسيس التي تعيش في الكاميرون ناشرة غير معتمدة بعمر ست سنوات.‏ وأظهر اول تقرير خدمة قدمته انها تعقد عشرة دروس بيتية في الكتاب المقدس.‏ فظن كاتب الجماعة ان ثمة خطأ في التقرير.‏ وحين استفهم من پرسيس عن المسألة أكدت له انها تدرس فعلا مع عشرة تلاميذ.‏ فسألها ايضا:‏ «وكيف تعرفين الوقت الذي تصرفينه في الخدمة وأنت لا تملكين ساعة يد؟‏».‏ فأجابته ان فترة الاستراحة في المدرسة طولها ساعة،‏ وأنها تبدأ بالكرازة في اوّلها وتنتهي حين يقرع الجرس.‏ وقد تأثرت امها وابنة خالتها كثيرا بجرأتها في اعطاء الشهادة فأصبحتا لاحقا ناشرتين غير معتمدتين.‏ واليوم،‏ تبلغ پرسيس العاشرة من عمرها.‏ وهي شاهدة معتمدة تخدم فاتحة اضافية فيما لا تزال على مقاعد الدراسة.‏ كما ان صديقتها آسي البالغة من العمر ثماني سنوات اصبحت ناشرة غير معتمدة.‏ قالت عنهما امرأة تدرس الكتاب المقدس:‏ «افرح حين ارى في الاجتماعات اولادا يحيّون الجميع،‏ وخصوصا المسنين،‏ قبل ان يجلسوا الى جانب والديهم.‏ فأنا لم ارَ ذلك مطلقا في كنيستي.‏ وأعلم ان الصغار الذين يكبرون على هذا الدرب يكونون أناسا افضل في مجتمع الغد».‏

الاميركتان

عدد البلدان:‏ ٥٥

عدد السكان:‏ ٩٩٨‏,٨٣٤‏,٩١٨

عدد الناشرين:‏ ٧٥٠‏,٦٧٣‏,٣

عدد دروس الكتاب المقدس:‏ ١٨٤‏,٩٦٧‏,٣

لم تقرع الباب.‏ صلّت ميريام التي تعيش في بوليفيا الى اللّٰه طوال اسبوع.‏ فكانت تقول له:‏ «ساعدني ارجوك ان اتعرّف بك.‏ لكنني لا اريد مساعدة من شهود يهوه.‏ لا اريدهم ان يقرعوا بابي».‏

في بحر ذلك الاسبوع،‏ رنّ جرس الهاتف.‏ وكانت المتصلة فاتحة خصوصية تدعى كاندي عرضت ان تجلب لها مجلات في غضون ساعة.‏ فقبلت.‏ وبعد ساعة وصلت كاندي.‏ ففتحت ميريام الباب بسرعة وأمرتها ان تدخل وتجلس.‏ ثم راحت تمشي في الغرفة ذهابا وإيابا وهي تهز برأسها والانزعاج بادٍ على وجهها.‏ وعندما سألتها كاندي ما المشكلة،‏ اجابت:‏ «انا مصدومة.‏ فطوال اسبوع وأنا اصلي الى اللّٰه طلبا للارشاد،‏ ولكنني كنت واضحة جدا في صلاتي اذ طلبت منه ألّا يساعدني من خلال شهود يهوه الذين يقرعون بابي دائما.‏ ثم اتصلت انت بي هاتفيا عوض ان تقرعي الباب.‏ ومذاك مرت ساعة وأنا اصلي الى اللّٰه ألّا تأتي لزيارتي.‏ وها انت هنا!‏ انا مذهولة جدا.‏ فمن الواضح انه يريدني ان انال المساعدة بواسطتكم انتم يا شهود يهوه!‏».‏ وهكذا باشرت على الفور بدرس الكتاب المقدس.‏

تركوه ظنًّا منهم انه ميت.‏ كان پاسنسي زعيما محبوبا في قريته في سورينام ومقرّبا من الڠرانمان،‏ اي رئيس او ملك كل منطقة النهر الداخلية.‏ وقد دافع پاسنسي بكل فخر عن التقاليد المحلية،‏ وقاوم شهود يهوه لاعتقاده انهم خطر على التقاليد.‏

ذات يوم،‏ ادّعى شاب ان لديه القدرة على تمييز القرويين الذين يمارسون السحر.‏ فانطلق هو وحشد من اتباعه في القوارب قاصدين الناس الساكنين على طول النهر.‏ وأوسعوا ضربا كلَّ متهم بتعاطي السحر وسلبوه ممتلكاته.‏ كما فرضوا عليه ان يدفع مالا وفيرا للشاب كي «يطهره» من الروح الشرير الذي زُعم انه يسكن فيه.‏ وكان پاسنسي بين كثيرين من الضحايا الابرياء.‏ فقد انهالوا عليه ضربا،‏ ثم تركوه ظنًّا منهم انه ميت.‏ ولم يحرّك صديقه الملك ساكنا خوفا من ان تتعرض حياته وصيته للخطر ان هو ساعد شخصا متهما بممارسة السحر.‏ وقد مُنع الاصدقاء والاقرباء ايضا من مد يد العون للضحية.‏ لكنّ صهر پاسنسي استجمع الجرأة وأخذه الى قرية معظم سكانها من شهود يهوه.‏ فناقش الاخوة المسألة وقرروا مساندة پاسنسي رغم الخطر المحدق بهم.‏ فرتبوا كي يُنقل بالقارب الى قرية مجاورة حيث يعمل اخ كمدير محطة في مهبط للطائرات.‏ ومن هناك،‏ نُقل هذا المقاوم السابق الى المدينة جوّا ليتلقى المعالجة الطبية.‏

تأثر پاسنسي،‏ الذي شفي من جراحه،‏ بمحبة مَن كان يقاومهم.‏ فبدأ يدرس الكتاب المقدس واعتمد في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٠٠٩.‏ وهو اليوم كارز غيور بالبشارة.‏ ولم تمنعه سنواته الثمانون ان يخدم فاتحا اضافيا في نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠١٠.‏

اعتقدَ انه يعرف الكتاب المقدس.‏ ذات يوم،‏ جاء الى احد الاجتماعات في الولايات المتحدة رجل ملتح يدعى إريك وفي يده كتاب مقدس.‏ وحين سلّم عليه احد اخوتنا،‏ طفق يطرح عليه اسئلة حول معتقداتنا.‏ غير انه رفض المناقشة في كتاب يعلّم الكتاب المقدس،‏ مفضلا استخدام الكتاب المقدس فقط.‏ فقد اعتاد ان يقرأ فيه ٢٠ صفحة يوميا،‏ هذا اضافة الى انه قرأه بالكامل مرات كثيرة لا يَذكر عددها.‏ وبعدما انتهى الاجتماع،‏ استأنف هو والاخ المناقشة التي دامت اكثر من ثلاث ساعات.‏ وفي آخر الحديث،‏ قال إريك:‏ «اشعر بالغضب».‏ وحين سأله الاخ عن السبب،‏ اجاب:‏ «كنت واثقا انني اعرف جيدا الاسفار المقدسة.‏ لكنني ادركت بعد هذه المناقشة انني لا اعرفها مطلقا».‏ وبعد ذلك قبِل ان يأخذ كتاب يعلّم الكتاب المقدس.‏

وفي اليوم التالي،‏ عقد الاخ الدرس الاول مع إريك.‏ وكان هذا الاخير قد بقي مستيقظا في الليلة السابقة وهو يقرأ الفصول العشرة الاولى من كتاب يعلّم الكتاب المقدس.‏ فاستنتج قائلا:‏ «اخيرا وجدت الحق!‏».‏ وراح يدرس مع الاخ ثلاث الى اربع ساعات في اليوم خمسة ايام في الاسبوع.‏ وبات يستعد لكافة الاجتماعات ويحضرها كلها مع كامل افراد عائلته.‏ في الاسبوع الاول،‏ كتب رسائل استقالة الى ثلاث كنائس،‏ حلق ذقنه،‏ وصمّم ألّا يحتفل بالاعياد.‏ وخلال اسبوعين،‏ انخرط في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏ وفي غضون اربعة اسابيع،‏ اصبح ناشرا غير معتمد.‏ وما لبث ان اتخذ خطوة المعمودية في نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠١٠،‏ اي بعد ستة اشهر فقط من لقائه الاول بشهود يهوه.‏

اعتمدَت في السابعة.‏ ترعرعت پاولا في كنف جدّيها القاطنين غرب المكسيك‏.‏ وحين كانت في الخامسة من عمرها،‏ درست جدتها الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ وإذ اعتادت ان تجلس الى جانبها وتصغي،‏ انغرس الحق في قلبها.‏ ورغم ان الجدة لم تحرز تقدما،‏ صارت پاولا تحضر الاجتماعات وحدها.‏ وكانت تطلب من جدّيها ان يساعداها على ارتداء ثيابها واجتياز الطريق لتصل الى قاعة الملكوت.‏

وما ان تعلمت القراءة والكتابة حتى انخرطت في مدرسة الخدمة الثيوقراطية وغدت ناشرة.‏ وبسبب محبتها ليهوه اعتمدت وهي في السابعة من عمرها.‏ وحين تُسأل پاولا،‏ التي بلغت اليوم العاشرة من عمرها،‏ لمَ تحضر الاجتماعات وتكرز بغيرة شديدة حتى دون دعم عائلتها تجيب:‏ «احب الخطابات كثيرا لأنها تشجعني على الاستمرار في درس الكتاب المقدس والبقاء بعيدة عن المشاكل.‏ وأنا اكرز للناس لأنني احب ان اخبرهم عمّا سيفعله يهوه من اجلهم في المستقبل،‏ ولأنني اعرف ان بمقدورهم ان يكونوا سعداء الآن ايضا اذا درسوا الكتاب المقدس».‏

الشهادة لأشخاص اتصلوا خطأ برقمها‏.‏ كانت اخت في جمهورية الدومينيكان تتلقى الكثير من الاتصالات الهاتفية الخاطئة اثناء عملها.‏ بعد عدة ايام،‏ قالت في نفسها:‏ ‹يمكنني ان استخدم هذه الفرصة لأبشر الناس›.‏ فكيف حققت ذلك؟‏ كانت كلما اتصل بها احد تعبّر له عن اسفها لأنه طلب الرقم الخطأ ثم تقول:‏ «‹اسمح لي ان استغل الفرصة وأسألك:‏ ‹هل قرأت الكتاب المقدس اليوم؟‏›».‏ فيقفل بعضهم الخط،‏ اما كثيرون آخرون فيجيبون انهم لا يقرأون الكتاب المقدس.‏ عندئذ تقول للمتصل:‏ «هل تعرف لماذا من المهم جدا فعل ذلك؟‏».‏ ولتعطي جوابا مؤسسا على الاسفار المقدسة تقرأ مزمور ١:‏١-‏٣‏.‏ وكان بين هؤلاء المتصلين مسؤول حكومي تحدث اليها مطولا وأخبرها انه لا يملك كتابا مقدسا.‏ فرتبت كي يحصل على كتاب مقدس وبعض المطبوعات المؤسسة عليه.‏ وبعد اسبوعين،‏ عاود الاتصال بها ليشكرها على اهتمامها وعلى المطبوعات التي حصل عليها.‏

وفي مناسبة اخرى،‏ سألتها امرأة شابة اتصلت بها خطأ:‏ «هل انت من شهود يهوه؟‏».‏ وبعدما اجابتها بالايجاب،‏ بدأت المرأة تبكي وأخبرتها انها ناشرة خاملة.‏ فشجعتها الاخت ورتبت كي تنال المساعدة الروحية اللازمة،‏ ما ادى الى استعادة نشاطها الروحي.‏

آسيا والشرق الاوسط

عدد البلدان:‏ ٤٧

عدد السكان:‏ ٨٣٣‏,٠٢١‏,٥٨٧‏,٤

عدد الناشرين:‏ ٢٥١‏,٦٥٢

عدد دروس الكتاب المقدس:‏ ٣٠٦‏,٦٠١

‏«المرأة السامرية».‏ ذات يوم من ايام الصيف الحار في قازاخستان،‏ انطلق اخ وأخت فاتحان في الكرازة وشاهدا امرأة تستقي من البئر.‏ فطلب منها الاخ ان تسقيه ماء.‏ وفيما كان يشرب،‏ قدمت لها الاخت الشهادة.‏ فاهتمت المرأة ودعتهما الى بيتها كي تتعلم المزيد.‏ فتحدثا معها قليلا ثم تركا بين يديها مطبوعة مؤسسة على الكتاب المقدس ووعدتها الاخت ان تزورها بعد يومين.‏

ورجعت الاخت حسب وعدها برفقة والدتها التي كانت هي الاخرى شاهدة ليهوه.‏ فوجدتا المرأة بانتظارهما خارج البيت وفي يدها المطبوعة.‏ فأعادتها الى الاخت وقالت:‏ «هذه المطبوعة من شهود يهوه!‏ دينكم دين روسي!‏».‏

فاستأذنت الام من المرأة ان تقرأ عليها آية من الاسفار المقدسة قبل ان تغادرا،‏ وهدفها ان تريها اسم يهوه في الكتاب المقدس.‏ فقرأت خروج ٣:‏١٥‏:‏ «يهوه إله آبائكم،‏ إله ابراهيم وإله اسحاق وإله يعقوب ارسلني اليكم».‏ وكم اندهشت الاختان حين دعتهما الى داخل بيتها!‏ فما الذي غيّر فجأة رأيها؟‏ لقد كان للمرأة اجداد يُدعون ابراهيم،‏ اسحاق،‏ ويعقوب.‏ لذلك استنتجت انه اذا كان يهوه هو إله آبائها فلا ينبغي ان ترفض استقبال شهوده.‏ وفي الزيارة التالية،‏ ابتدئ معها بدرس في الكتاب المقدس.‏ وبسبب رغبتها الشديدة في تعلم الحق،‏ طلبت ان يُعقد الدرس مرتين في الاسبوع.‏ وقد احرزت تقدما روحيا ملموسا رغم مقاومة ابنائها لها،‏ وهي اليوم ناشرة غير معتمدة.‏ اضف الى ذلك ان كنتها ووالدة كنتها تدرسان الكتاب المقدس وتحضران الاجتماعات بانتظام.‏ ولأن اللقاء الاول بها كان شبيها بالرواية في يوحنا ٤:‏٣-‏١٥‏،‏ يدعوها الاخوة في الجماعة «المرأة السامرية».‏

‏‹‏لديّ بعض الاسئلة›.‏ كتبت فاتحة مسنة من قبرص‏:‏ «صباح يوم اربعاء،‏ شعرت بتوعك.‏ ولكن عوض ملازمة البيت،‏ رغبت ان اقوم بالشهادة في الشوارع.‏ فصليت الى يهوه ملتمسة منه ان يرسل احدا لديه الوقت ليجلس بقربي على المقعد علّني اباشر درسا معه في الكتاب المقدس.‏ ولم تمض فترة طويلة حتى اقترب مني شاب من نيبال بعدما لفتت المجلات بين يدي نظره.‏ فسألني عنها قبل ان اتلفظ بكلمة واحدة.‏ ولما اوضحت له انها مؤسسة على الكتاب المقدس،‏ قال:‏ ‹سيدتي،‏ لديّ متسع من الوقت.‏ فهل لي ان اجلس قربك؟‏ لديّ بعض الاسئلة حول الكتاب المقدس›.‏

‏«طبعا،‏ لم اكن لأرفض طلبه هذا وقد لمست فيه استجابة من يهوه لصلاتي!‏ تابع الشاب:‏ ‹سؤالي الاول هو:‏ ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏›.‏ فلم استطع ان اتفوه بكلمة واحدة لشدة ما اذهلني سؤاله.‏ لكنني اخرجت كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏ من حقيبتي وأريته اياه.‏ فنظر الى الكتاب ثم نظر الي وسأل:‏ ‹أوليس عنوان الكتاب هو نفسه السؤال الذي طرحته عليك للتوّ؟‏›.‏ وهكذا تحققت امنيتي وباشرت معه على الفور درسا في الكتاب المقدس.‏ وهو اليوم يداوم على الدرس وحضور الاجتماعات،‏ كما عبّر عن رغبته في الاشتراك في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏ وأنا اقدر حق التقدير قيمة الاتكال كاملا على قوة يهوه وإرشاده عند القيام بالخدمة المسيحية حتى لو شعرت احيانا بتعب جسدي».‏

جدّ يعلّم قاتل حفيده.‏ قُتل حفيد ميڠال منذ سنوات عديدة.‏ وقُبض على القاتل إسميرالدو الذي لم يعترف بجريمته امام المحكمة.‏ لكنّ الادلة ادّت الى الحكم عليه بالسجن.‏

وذات يوم،‏ دعا احد الشيوخ ميڠال ليشترك معه في الشهادة للسجناء في معتقل بالفيليبين يُحتجز فيه إسميرالدو.‏ فتردد ميڠال لعلمه ان قاتل حفيده هناك.‏ لكنه ذهب مع الاخ وشارك في الدرس الذي كان يُعقد مع بعض المعتقلين.‏ وخلال الدرس،‏ رفع عينيه فرأى إسميرالدو يتجه نحوه.‏ فبادر ميڠال الى التحدث اليه وقال له بلطف تجنبا للمشاكل:‏ «إسمير،‏ انا لم آت الى هنا للمشاجرة،‏ بل لأظهر محبتي لمَن هم في وضعك.‏ انظر انت بنفسك.‏ اننا نناقش الكتاب المقدس مع هذا الرجل.‏ وما حدث معك ما كان ليحدث لو كنت مطلعا على كلمة اللّٰه.‏ فأرجوك ان تنضم الينا في درس الكتاب المقدس».‏ وكم دهش حين قبل عرضه وبقي حتى نهاية الدرس!‏ وما سمعه إسميرالدو اثّر فيه بعمق بحيث اعترف لميڠال انه قتل حفيده فعلا وطلب منه المغفرة.‏

ومع ان الشيخ لم يسمع ما دار بينهما من حديث،‏ فقد بدا له انهما يتبادلان كلاما ودّيا.‏ لذا،‏ طلب من ميڠال ان يدرس مع إسميرالدو.‏ فوافق ميڠال رغم انه خاف في البداية لأن حفيده لم يكن الضحية الوحيدة لهذا الرجل.‏ وقد واجه إسميرالدو صراعا طويلا كي يكيّف حياته وفق مقاييس اللّٰه.‏ لكنّ جهوده الدؤوبة اثمرت في نهاية المطاف فاعتمد في ١ شباط (‏فبراير)‏ ٢٠١٠ رمزا الى انتذاره ليهوه.‏ وبدافع المحبة المسيحية،‏ سامح ميڠال قاتل حفيده.‏ وهو اليوم يبذل كل ما في وسعه كي تقصَّر مدة العقوبة التي يقضيها إسميرالدو في السجن راجيا ان تُتاح لهذا الاخير فرصة اخبار الآخرين بحقائق الكتاب المقدس على نحو اكمل.‏

اوروبا

عدد البلدان:‏ ٤٧

عدد السكان:‏ ٨٥٥‏,١٩٣‏,٧٣٩

عدد الناشرين:‏ ٠٩٤‏,٥٧٥‏,١

عدد دروس الكتاب المقدس:‏ ٨٨٨‏,٨٣٠

تحققت رغبتها.‏ تعيش نيلينا البالغة من العمر ١٩ سنة في بلغاريا.‏ وكانت رغبتها القلبية ان تعتمد وتخدم فاتحة اضافية.‏ لكنها تعاني من اعتلال وراثي في الاعصاب الحركية والحسية لا علاج له في الوقت الحاضر.‏ وهي تتنفس بواسطة آلة،‏ ما يحدّ من قدرتها على التنقل.‏ وقد شكّل تحقيق رغبتها في المعمودية تحديا لأن وضعها الصحي منعها من مغادرة شقتها وحضور المحافل.‏ لذا،‏ حين بلغت الثامنة عشرة من عمرها أُلقي في بيتها خطاب مؤسس على الكتاب المقدس واعتمدت في حوض الاستحمام.‏

ولكن ماذا عن رغبتها في الخدمة كفاتحة اضافية؟‏ خلال الفصل الذي يكون فيه المناخ معتدلا،‏ تستطيع نيلينا ان تتنفس احيانا حوالي ساعة دون استخدام الآلة.‏ فتنخرط آنذاك في الفتح الاضافي،‏ ويرافقها ناشر يعمل على دفع كرسيّها المتحرك من باب الى باب.‏ وهي تعقد ايضا درسا بيتيا في الكتاب المقدس بواسطة الهاتف عبر الانترنت.‏ وفي بعض الاحيان،‏ تدير اخوات في الجماعة دروسهن البيتية في منزلها كي تتمكن من الاشتراك معهن.‏ وهكذا استطاعت نيلينا ان تخدم فاتحة اضافية ثلاث مرات خلال السنة الماضية.‏ تقول:‏ «انا سعيدة لأنني حققت رغبتي.‏ فقد قرّبني ذلك من خالقي المحب يهوه».‏

يضع اليوم ربطة عنق.‏ تعرضت اخت في ارمينيا للاستهزاء في مكان عملها لأنها واحدة من شهود يهوه.‏ فقد اعتاد احد زملائها ان يسخر منها قائلا ان «الناس الذين يضعون ربطة عنق» استطاعوا اقناعها بالتملُّق ان تعتنق ديانتهم.‏ وقد حاولت محاججته منطقيا عدة مرات انما دون جدوى،‏ فقررت تجاهل تعليقاته و ‹لم تعد تجيبه بشيء› تمثّلا بيسوع المسيح.‏ (‏مت ٢٧:‏١٢‏)‏ وفي النهاية،‏ صُرف هذا الموظف من العمل بسبب تصرفه السيِّئ ومضايقته للأخت.‏ وبعد مضي اشهر،‏ قصد رجل مركز عملها بحثا عنها.‏ فإذا بها ترى زميلها السابق الذي سبّب لها الكثير من الغم واقفا امامها وهو يضع ربطة عنق،‏ رغم انه كان يستهزئ بالشهود لفعلهم ذلك،‏ ويحمل في يده حقيبة كتب.‏ فقال للأخت:‏ «اعتذر لأنني جرحتك بكلماتي.‏ فأنا اليوم ادرك انني وجدت الحق».‏ فقد درس الكتاب المقدس مع شهود يهوه ثم اعتمد وانخرط في الفتح العادي رغم المقاومة التي تلقاها من عائلته.‏

‏«هل تعرفين السيدة ناديا؟‏».‏ ناديا اخت فاتحة تنتمي الى جماعة في شمال ايطاليا.‏ في ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٠٠٩،‏ تحدثت عبر جهاز الاتصال الداخلي (‏الانترفون)‏ الى رجل قاطعها فورا ليخبرها ان زوجته توفيت للتو وأنه لا يرغب في التكلم معها.‏ ويوم الاحد التالي،‏ عادت ناديا لتقدم له التعزية وتخبره عن رجاء القيامة المذكور في الكتاب المقدس.‏ لكن ردّ فعل الرجل بقي هو هو.‏ وبعد ظهر اليوم نفسه،‏ عُقد درس برج المراقبة الذي ورد فيه اختبار عن اخت كتبت رسالة الى شخص غيّب الموت احد احبائه.‏ ففكرت ناديا ان تتبع الطريقة نفسها مع الرجل الذي تحدثت اليه.‏ فكتبت رسالة تعزية ضمنتها تفاصيل عن رجاء القيامة،‏ ووضعتها بعد يومين في صندوق البريد.‏

بعد عدة ايام،‏ فيما كانت تقوم بالشهادة في الشوارع،‏ اقتربت من رجل في سبعيناته لتقرأ عليه آية من الكتاب المقدس.‏ فسألها هل هي من شهود يهوه.‏ ولما عرف انها واحدة منهم،‏ اوضح لها انه تلقى زيارة من شاهدة تركت له رسالة اثرت فيه كثيرا.‏ وسألها:‏ «هل تعرفين السيدة ناديا؟‏».‏ فعرّفته بنفسها والذهول يستحوذ عليهما كليهما،‏ ثم رتبت ان تزوره مع زوجها.‏ وهكذا بدأ يدرس الكتاب المقدس وهو اليوم يحضر الاجتماعات بانتظام.‏

لا يمكنهم ان يدرسوا مع الجميع.‏ يعيش اربعة شهود معتمدون في بلدة بويانوڤاتس في جنوب صربيا.‏ وقد فرح كثيرا المنادون بالملكوت هؤلاء حين حضر ٤٦٠ شخصا الذِّكرى عام ٢٠١٠.‏ لذلك رتب شيوخ يخدمون في جماعة قريبة ان تُعقد اجتماعات منتظمة في قاعة مستأجرة في بويانوڤاتس.‏ ويبلغ معدل عدد الحضور فيها اكثر من ٥٠ شخصا معظمهم من الغجر.‏ وبسبب الاقبال الشديد على رسالة الملكوت،‏ يعجز الفاتحون الخصوصيون المعيّنون في هذه المقاطعة عن درس الكتاب المقدس مع كل المهتمين.‏ لذلك قرروا ان يدرسوا فقط مع الذين يستعدون جيدا للاجتماعات ويحضرونها كلها.‏

تخطت المئة العام!‏ بلغت إلِن،‏ اكبر ناشرة في السويد‏،‏ سنواتها الـ‍ ١١٠ —‏ العمر الذي بلغه يشوع قديما.‏ (‏يش ٢٤:‏٢٩‏)‏ وهي تعيش في دار للعجزة وتغتنم كل فرصة لتتحدث الى الزائرين وكل من تلتقيهم هناك.‏ كما انها توزع عددا كبيرا من الكتب.‏ وذات يوم،‏ كان شيخ يكرز برفقة ابنته من بيت الى بيت في جوار دار العجزة.‏ فالتقيا شابة اخبرتهما ان إلِن بشرتها وأعطتها كتابا،‏ فأدّى ذلك الى محادثة بناءة.‏ *

وجدَتِ الكتابين في الكنيسة.‏ دُهشت تاتيانا التي تعيش في روسيا البيضاء حين تلقت ذات يوم اتصالا هاتفيا من شابة لا تعرفها.‏ وقد ارادت هذه الشابة ان تنال اجوبة عن اسئلتها من الكتاب المقدس.‏ فتبع ذلك محادثة مثيرة.‏ ولكن كيف حصلت الشابة على رقم هاتف تاتيانا؟‏ اخبرتها انها وجدت اثناء زيارتها للكنيسة كتاب يعلّم الكتاب المقدس و ترجمة العالم الجديد تحت المقعد وعليهما رقم هاتفها.‏ وكيف وصل الكتابان الى الكنيسة؟‏ لقد حملتهما الى هناك والدة فتاة كانت قد درست معها تاتيانا الكتاب المقدس.‏ ومن الواضح ان الام رغبت ان تسأل الكاهن اذا كان من المستحسن ان تقرأ ابنتها هاتين المطبوعتين.‏ ولسبب ما،‏ تُرك الكتابان تحت المقعد.‏ فرأتهما الشابة وقررت ان تأخذهما معها الى البيت.‏ وقد ادى اتصالها الهاتفي الى مناقشات اخرى في الكتاب المقدس.‏

معطف ضائع يمهد السبيل.‏ لمحت فاتحة خصوصية تُدعى يلينا معطفا جميلا ملقى في الشارع في مِنسك،‏ روسيا البيضاء.‏ وبدا لها ان هذا المعطف النظيف لم يرمَ قصدا.‏ فالتقطته ووجدت في جيبه ٢٠٠‏,١ دولار اميركي!‏ فتطلعت في الناس حولها واستطاعت ان تميز بسرعة صاحبه.‏ فقد كان يجري هنا وهناك بعصبية كمن يبحث عن غرض ضائع.‏ فركضت الاخت بسرعة كي تلحق به.‏ ولما ادركته علمت انه رجل اعمال من بنغلادش يعيش في موسكو.‏ وقد فرح جدا حين استعاد معطفه وماله وأراد ان يعرف لمَ بذلت كل هذا الجهد لإعادة المعطف اليه.‏ وعندما اوضحت له انها من شهود يهوه،‏ اخبرها انه التقى شاهدتين منذ ايام قليلة ودخل معهما في نقاش طال نحو ٣٠ دقيقة اخذ يدافع خلاله عن معتقداته الدينية.‏ ثم سأل الاخت كيف له ان يردّ لها الجميل.‏ فذكرت انها لا تريد شيئا لنفسها،‏ بل ان افضل طريقة لشكرها هي بدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه متى عاد الى موسكو.‏ فوافق على ذلك.‏

اوقيانيا

عدد البلدان:‏ ٣٠

عدد السكان:‏ ٤٠٨‏,٣٨٤‏,٣٩

عدد الناشرين:‏ ٤٨٣‏,١٠١

عدد دروس الكتاب المقدس:‏ ٣٦٧‏,٦٢

التعايش مع اضطراب في النطق.‏ هاميش اخ عمره ٢٣ سنة يعيش في اوستراليا ويعاني اضطرابا حادا في النطق يجعله يتفوه بكلمات غير مفهومة،‏ هذا اذا تمكن من التكلم اساسا.‏ لكنّ اعاقته هذه لا تخفف غيرته في الخطابة العامة او في خدمة الحقل.‏ مثلا،‏ كي يلقي خطابا في قاعة الملكوت،‏ يطبع النص على جهاز الكتروني يحوّل النص المكتوب الى خطاب مسموع.‏ وعند القاء الخطاب،‏ يضع الجهاز على منصة الخطيب ويشغّل لوحة المفاتيح ليختار مجموعة من الجمل ويُسمعها للحضور.‏ فيتلقاها الميكروفون وتضخَّم عبر جهاز الصوت.‏ على نحو مماثل،‏ عند ادارة جزء من الاجتماع يتطلب مشاركة الحضور،‏ يستعمل هاميش الجهاز نفسه ليطلب منهم تعليقات ويشكرهم عليها.‏ وفي خدمة الحقل،‏ يستعين بطريقة مشابهة للتواصل مع الآخرين.‏ فهو يستخدم جملا معدّة مسبقا واقتباسات من الاسفار المقدسة ويلجأ الى الطباعة السريعة.‏ ونتيجة ذلك،‏ لديه الكثير من الزيارات المكررة الناجحة.‏ ومذ عيِّن هاميش خادما مساعدا عام ٢٠٠٧،‏ يخدم فاتحا اضافيا عدة مرات في السنة.‏

مشكلة في آلة الطباعة.‏ في كاليدونيا الجديدة،‏ تلقى دايڤيد الاختصاصي في تصليح اجهزة الكمبيوتر اتصالا هاتفيا من امرأة تشكو من وجود عطل في آلة الطباعة لديها.‏ فقد حاولت ان تطبع نصا انما دون جدوى.‏ فعالج دايڤيد المشكلة بسرعة،‏ لكنه تفاجأ حين قرأ في النص العبارة التالية:‏ ‏«لا تقرع الباب.‏ فيسوع في منزلنا.‏ ونحن لا نحتاج الى دين آخر».‏

فقال دايڤيد لصاحبة المنزل:‏ «عفوا،‏ ولكن صدف ان رأيت النص المطبوع فيما كنت اصلح الآلة.‏ فهل لي ان اسألك لمَ كتبته؟‏».‏

فأجابت:‏ «انت تعلم ان شهود يهوه يأتون كل نهاية اسبوع.‏ وقد تعبنا من مشاهدتهم في المنطقة.‏ لذا اؤكد لك ان لا احد منهم سيخطو خطوة داخل بيتي!‏».‏

فقال دايڤيد:‏ «ولكن أتعلمين انك دعوت للتو احدهم الى دخول بيتك؟‏».‏

فأجابت:‏ «مستحيل.‏ هذا لن يحصل ابدا!‏».‏

فقال دايڤيد:‏ «انا واحد من شهود يهوه.‏ وقد دعوتني انت الى بيتك».‏ فدهشت المرأة وشعرت بشيء من الخجل.‏ فأوضح لها دايڤيد بلطف لمَ يزور الشهود الناس في بيوتهم،‏ وتبع ذلك مناقشة دامت ساعتين.‏ وبعد عدة ايام،‏ عاد دايڤيد لزيارة المرأة وزوجها.‏ فأخبراه انهما تأملا في ما حصل وتأكدا ان اللّٰه هو من ارسله اليهما.‏ لذا لا يستطيعان رفض زيارته.‏ وهما اليوم يأخذان مجلاتنا بانتظام.‏

مجهّز بالنشرات.‏ نايثن ولد عمره ١٢ سنة يعيش في اوستراليا.‏ وقد اعتاد ان يحمل في حقيبة المدرسة نشرات مؤسسة على الكتاب المقدس ويشهد لزملائه في المدرسة.‏ ذات يوم،‏ فيما كان عائدا من مدرسته سيرا على الاقدام،‏ رأى سيدة مسنة تقف امام باحة منزلها.‏ وإذ ابتسمت له بادلها الابتسامة وأعطاها احدى نشراته.‏ فأخبرته ان زوجها مات منذ ثلاث سنوات.‏ فما كان من نايثن الا ان سحب من حقيبته نشرة اي رجاء هنالك للاحباء الموتى؟‏ وقدمها لها.‏ فاغرورقت عيناها بالدموع فيما راح يخبرها عن القيامة المقبلة ورؤية زوجها ثانية في الفردوس.‏ عندئذ سألته:‏ «ولكن متى تنتهي كل هذه الآلام؟‏».‏ مرة اخرى،‏ اعطاها نايثن نشرة بعنوان نهاية الألم باتت وشيكة!‏.‏ ثم سألته السيدة بماذا يؤمن ايضا.‏ فأعطاها نشرة بماذا يؤمن شهود يهوه؟‏ وغادر المكان.‏ وبعد مضي اسابيع،‏ رأى نايثن السيدة المسنة مجددا امام باحة منزلها.‏ فنادته وعانقته وقالت له:‏ «أتعلم؟‏!‏ بعدما اعطيتني النشرات زارتني شاهدتان،‏ وأنا اليوم ادرس معهما الكتاب المقدس!‏».‏

لم يكن في جعبتهما سوى ورقة دعوة واحدة للذِّكرى.‏ بعدما ساعد مايكل في بناء مجمَّع الفرع الجديد في جزر سليمان،‏ قرر ان يكرز للناس في جزيرة مبانيكا النائية،‏ حيث امضى طفولته وعاش اخوته الاكبر سنا.‏ فلم يكن هنالك في الجزيرة اي شاهد ليهوه.‏ كما ان القوارب لا تقصدها بانتظام.‏ زد على ذلك افتقارها الى الخدمة البريدية وامتلاكها هاتفا واحدا فقط.‏

قصد مايكل الجزيرة مع فاتح شاب اسمه هانسلي.‏ وحالما وصلا اليها،‏ باشرا بإقامة قاعة ملكوت صغيرة من ورق النخيل وراحا يدعوان الناس الى حضور ذكرى موت المسيح.‏ وإذ لم يكن في جعبتهما سوى ورقة دعوة واحدة،‏ اكتفيا بأن يرياها للناس ويوضحا لهم اهمية الذِّكرى.‏

وفي اليوم الذي سبق الذِّكرى،‏ جذف الاخوان قاربهما طوال ساعتين وبلغا الجانب الآخر من الجزيرة ليدعوا عائلة تعيش هناك.‏ لكنهما لم يجدا سوى الاولاد في البيت.‏ فقرر مايكل ان يترك معهم ورقة الدعوة الوحيدة التي في حوزتهما.‏ فأعطاها للبنت الكبرى وطلب منها ان تسلّمها لوالديها.‏

بعد ظهر اليوم التالي،‏ كان مايكل وهانسلي يستعدان للذِّكرى حين شاهدا العائلة تصل في القارب.‏ فبعدما قرأ الاب الدعوة واستنتج ان الذِّكرى حدث هام جدا،‏ جلب معه كامل افراد عائلته.‏ وهكذا بلغ الحضور في ذلك المساء ٥٢ شخصا.‏ ويستمر مايكل وهانسلي في الكرازة للناس ودرس الكتاب المقدس مع الذين حضروا الذِّكرى.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 68‏ ماتت إلِن فيما كان هذا الكتاب يعدّ للنشر.‏

‏[الجدول في الصفحات ٤٠-‏٤٧]‏

تقرير سنة الخدمة ٢٠١٠ لشهود يهوه حول العالم

‏(‏انظر المطبوعة)‏

‏[الخرائط في الصفحات ٤٨-‏٥٠]‏

‏(‏انظر المطبوعة)‏