الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كم من الوقت سيدوم النظام الحاضر؟‏

كم من الوقت سيدوم النظام الحاضر؟‏

الفصل ٣

كم من الوقت سيدوم النظام الحاضر؟‏

١ في ما يتعلق بوعود الكتاب المقدس ماذا سأل كثيرون منا؟‏

من الطبيعي جدا ان نرغب في معرفة كم من الوقت سيمضي حتى تحصل الحوادث الموصوفة بوضوح في الكتاب المقدس والتي تبلغ ذروتها في هرمجدون.‏ فمتى سيجري تدمير النظام الشرير الحاضر؟‏ وهل نعيش لنرى الارض تصبح مكانا حيث يمكن لمحبي البر ان يتمتعوا بسلام وامن كاملين؟‏

٢ (‏أ)‏ اي سؤال مماثل طرحه رسل يسوع؟‏ (‏ب)‏ هل نعرف بالضبط متى سينتهي النظام الشرير الحاضر؟‏ (‏ج)‏ ولكن أية معلومات مساعدة جدا زودها يسوع؟‏

٢ زوّد يسوع المسيح تفاصيل بارزة تجيب عن هذه الاسئلة.‏ وقد فعل ذلك عندما سأله رسلُه:‏ «ماذا تكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟‏» وفي ما يتعلق بالدمار الفعلي للنظام الشرير الحاضر قال يسوع بوضوح:‏ «واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات الا ابي وحده.‏» (‏متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع⁠ج‏،‏ ٣٦‏)‏ لكنه وصف بتفصيل كبير الجيل الذي يرى «اختتام (‏في اليونانية:‏ سينتيليا)‏ نظام الاشياء،‏» الفترة الزمنية التي تؤدي الى «المنتهى (‏باليونانية:‏ تيلوس)‏.‏» اقرأوا ذلك لأنفسكم في كتابكم المقدس في متى ٢٤:‏٣–‏٢٥:‏٤٦‏،‏ وايضا في الروايتين المناظرتين في مرقس ١٣:‏​٤-‏٣٧ ولوقا ٢١:‏​٧-‏٣٦‏.‏

٣ كيف نعرف ان جواب يسوع لم يكن يصف مجرد حوادث في القرن الاول؟‏

٣ واذ تقرأون هذه الروايات ستدركون ان يسوع كان،‏ وعلى نحو جزئي فقط،‏ يصف حوادث تقود تدريجيا الى وتشمل دمار اورشليم وهيكلها في السنة ٧٠ ب⁠م.‏ ومن الواضح انه كان يفكر في شيء على نطاق ابعد بكثير.‏ لماذا؟‏ لانه في متى ٢٤:‏٢١ يتحدث عن «ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.‏» ويتطلب ذلك اكثر بكثير من دمار مدينة واحدة والشعب المحاصر فيها.‏ وفي لوقا ٢١:‏٣١ يقال ان الحوادث الموصوفة تشير الى مجيء «ملكوت اللّٰه» المنتظر منذ زمن بعيد.‏ فما هي «العلامة» الجديرة بالملاحظة التي قال يسوع ان ننتظرها؟‏

علامة مركبة

٤ ما هي «العلامة» التي اعطاها يسوع؟‏

٤ لقد انبأ بحروب ومجاعات واوبئة واسعة الانتشار وزلازل عظيمة وروح مجردة من المحبة خلال وقت من ازدياد التمرد على القانون،‏ لكن واحدة من هذه على حدة ليست «العلامة.‏» فجميع الاوجه المنبأ بها يجب ان تتم في مدى حياة جيل واحد حتى تكتمل الصورة،‏ ويشمل ذلك ايضا «كرب امم لا تعرف طريق الخروج .‏ .‏ .‏ فيما الناس يغشى عليهم من الخوف» بسبب الحوادث الجارية في السموات فوقهم وفي البحار حولهم.‏ (‏لوقا ٢١:‏​١٠،‏ ١١،‏ ٢٥-‏٣٢‏،‏ ع⁠ج‏؛‏ متى ٢٤:‏١٢‏،‏ ع⁠ج‏؛‏ قارن ٢ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٥‏.‏)‏ وبالتباين مع كل هذا،‏ ولكن كجزء من العلامة،‏ انبأ يسوع بكرازة عالمية ببشارة ملكوت اللّٰه بالرغم من الاضطهاد الاممي لاتباعه.‏ (‏مرقس ١٣:‏​٩-‏١٣‏)‏ فهل يلائم بدقة هذا الوصف المركب الوقت الذي نعيش فيه؟‏

٥ ماذا يجعل هذه الحوادث اكثر من تكرار للتاريخ؟‏

٥ قد يسخر المستهزئون قائلين انه كثيرا ما حدثت حروب ومجاعات وزلازل وهلم جرا في تاريخ البشر.‏ لكن حوادث كهذه تتخذ مغزى خصوصيا عندما تظهر جميعها معا،‏ ليس فقط في اماكن منعزلة قليلة،‏ بل على نطاق عالمي خلال فترة مطولة من الوقت تبتدئ بسنة انبئ بها مسبقا منذ زمن بعيد.‏

٦،‏ ٧ اية حوادث واحوال في القرن الـ‍ ٢٠ تناظر بلا ريب تلك العلامة المركبة؟‏ (‏عند الاجابة استعمل كتابك المقدس وأظهر اية اجزاء من نبوة يسوع تناقش.‏)‏

٦ تأملوا في هذه الحقائق:‏ ان الحرب التي اندلعت في السنة ١٩١٤ كانت ذات ابعاد ضخمة حتى باتت تُعرف بالحرب العالمية الاولى،‏ ومنذ ذلك الحين لم يرجع السلام في الواقع الى الارض قط.‏ وتبعت الحربَ العالمية الاولى واحدةٌ من اعظم المجاعات التي اختبرها الجنس البشري على الاطلاق،‏ وحتى اليوم يموت حوالى ٤٠ مليون شخص سنويا بسبب المجاعات.‏ والحمى الاسبانية في السنة ١٩١٨ جلبت الموت بنسبة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الامراض،‏ ورغم البحث العلمي فان عشرات الملايين من الاشخاص يصابون حتى الآن بالسرطان ومرض القلب وامراض تناسلية كريهة والملاريا وحمى القوقعة والعمى النهري.‏ وتكرر الزلازل الكبرى ازداد حوالى ٢٠ مرة على ما كان عليه كمعدل خلال الالفي سنة قبل السنة ١٩١٤.‏ والخوف والكرب على نطاق عالمي يضايقان الناس من جميع الاعمار.‏ ومن بين الاسباب الاضطراب الاقتصادي وجرائم العنف والتهديد بالابادة في حرب نووية باسلحة تُطلق من الغواصات او تنزل بسرعة البرق من السموات —‏ شيء لم يكن ممكنا قط قبل القرن الـ‍ ٢٠.‏

٧ وسط كل هذا تجري مناداة غير عادية ببشارة ملكوت اللّٰه حول الارض كما انبأ يسوع.‏ وفي اكثر من ٢٠٠ من البلدان وجزر البحار يخصص شهود يهوه مئات الملايين من الساعات كل سنة،‏ مجانا،‏ لمساعدة الناس من جميع مسالك الحياة على فهم معنى هذه الحوادث العالمية على ضوء كلمة اللّٰه.‏ وباجتهاد يوجّه الشهود الناس الى طريقة النجاة عبر ‏«الضيق العظيم» كرعايا لملكوت اللّٰه.‏ ويفعل الشهود هذا على الرغم من انهم «يحتملون على الارجح اضطهادا اكثر من ايّ فريق ديني آخر في العالم لاجل اساءة اقل،‏» كما علّق تقرير اخباري في كندا.‏

٨ اية فترة زمنية تضمنتها ايضا هذه النبوة؟‏

٨ ينبغي ايضا ان نأخذ بعين الاعتبار ان يسوع اشار،‏ كجزء من نبوته،‏ الى انتهاء فترة محددة من الوقت،‏ قائلا:‏ «ستكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تتم الازمنة المعينة للامم.‏» (‏لوقا ٢١:‏٢٤‏،‏ ع⁠ج‏)‏ فهل انتهت تلك «الازمنة المعينة»؟‏

‏«الازمنة المعينة للامم»‏

٩ (‏أ)‏ ما هي «اورشليم» «المدوسة» من الامم؟‏ (‏ب)‏ متى بدأ ذلك الدوس؟‏

٩ لكي نفهم الجواب،‏ يجب ان ندرك ماهية اورشليم نفسها.‏ فالمدينة بمسكنها الملكي على جبل صهيون جرى التحدث عنها بصفتها «مدينة الملك العظيم .‏ .‏ .‏ مدينة يهوه.‏» (‏مزمور ٤٨:‏​٢،‏ ٨‏،‏ ع⁠ج‏؛‏ متى ٥:‏​٣٤،‏ ٣٥‏)‏ والملوك من بيت داود الملكي قيل انهم جلسوا «على عرش يهوه.‏» فلذلك كانت اورشليم رمزا منظورا الى ممارسة يهوه الحكم في الارض.‏ (‏١ أخبار الايام ٢٩:‏٢٣‏،‏ ع⁠ج‏)‏ وهكذا عندما سمح اللّٰه للجيوش البابلية بتدمير اورشليم وأخذ ملكها الى السبي وترك الارض خرابا كانوا يدوسون ملكوت اللّٰه كما جرت ممارسته بواسطة متحدر ملكي للملك داود.‏ وحدوث ذلك في السنة ٦٠٧ ق⁠م وسم بداية «الازمنة المعينة للامم.‏» ومنذ ذلك الحين لم يحكم متحدر من داود ملكا في اورشليم.‏

١٠ (‏أ)‏ ماذا تعني نهاية الدوس؟‏ (‏ب)‏ من اية «اورشليم» سيحكم يسوع آنذاك،‏ ولماذا؟‏

١٠ ماذا تعني اذاً نهاية ذلك الدوس على اورشليم؟‏ تعني ان يهوه قد توج ثانية ملكا من اختياره الخاص،‏ متحدرا من داود،‏ ليمارس السلطة الآن،‏ ليس فقط بين اليهود بل وفي شؤون الجنس البشري ككل.‏ وذلك الشخص هو السيد يسوع المسيح.‏ (‏لوقا ١:‏​٣٠-‏٣٣‏)‏ ولكن من اين سيحكم؟‏ هل يكون ذلك من مدينة اورشليم الارضية؟‏ ذكر يسوع بوضوح ان الامتيازات المتعلقة بملكوت اللّٰه كانت ستنزع من اسرائيل الجسدي.‏ (‏متى ٢١:‏٤٣‏؛‏ انظر ايضا ٢٣:‏​٣٧،‏ ٣٨ ‏.‏)‏ من ذلك الحين فصاعدا نظر عباد الاله الحقيقي الى «اورشليم العليا،‏» هيئة اللّٰه السماوية المؤلفة من مخلوقات روحانية ذات ولاء،‏ بصفتها امهم.‏ (‏غلاطية ٤:‏٢٦‏)‏ وكان سيجري في اورشليم السماوية هذه تتويج يسوع ليمارس سلطة الحكم نحو الارض.‏ (‏مزمور ١١٠:‏​١،‏ ٢‏)‏ وكان ذلك سيحدث عند نهاية «الازمنة المعينة للامم.‏» فمتى يكون ذلك؟‏

١١،‏ والجدول (‏الصفحة ٢٧)‏.‏ (‏أ)‏ كيف يُحسب انتهاء «الازمنة المعينة»؟‏ (‏ب)‏ اذن ماذا بدأ عندما انتهت تلك «الازمنة المعينة»؟‏ (‏ج)‏ كيف ينظر المؤرخون الى السنة ١٩١٤؟‏ (‏انظر الصفحة ٢٩.‏)‏

١١ لعقود سابقة كان معروفا ان هذا سيأتي في السنة ١٩١٤ عند نهاية الاتمام الرئيسي «للسبعة الازمنة» لدانيال ٤:‏​١٠-‏١٧ *‏.‏ لكن الادراك الكامل لمغزاها جاء تدريجيا خلال السنوات التي تلت.‏ وتدريجيا رأى تلاميذ الكتاب المقدس تفاصيل تتضح امام اعينهم عن العلامة المركبة التي قال يسوع انها تدل على حضوره السماوي في سلطة الملكوت.‏ وبات واضحا انهم دخلوا فعلا «اختتام نظام الاشياء» وان المسيح بدأ يحكم كملك في السنة ١٩١٤ وان نهاية هذا العالم الشرير ستأتي ضمن الجيل الذي شاهد بداية هذه الامور.‏

كم تكون توقعاتكم سليمة؟‏

١٢ اية توقعات خاطئة تجعل هذا الاستنتاج صعبا على البعض ليقبلوه؟‏ (‏متى ٢٤:‏​٢٦،‏ ٢٧؛‏ يوحنا ١٤:‏​٣،‏ ١٩‏)‏

١٢ ان البعض،‏ الذين يدركون هذه الحقائق اتماما لنبوة يسوع،‏ يجدون صعوبة في تقبُّل الاستنتاج الذي تدل عليه.‏ لماذا؟‏ لانهم يتوقعون شيئا آخر.‏ لقد جرى تعليمهم ان مجيء المسيح الثاني سيكون منظورا وسيؤدي الى هداية جماعية للجنس البشري.‏ وفي القرن الاول امتلك اليهود ايضا توقعات لم يجرِ اتمامها.‏ لقد رجوا ان يكون مجيء المسيح بقوة عظيمة تحررهم من رومية.‏ واذ تمسكوا بتوقعاتهم الخاطئة رفضوا ابن اللّٰه.‏ فكم تكون حماقة ان يكرر المرء نفس الخطأ حين يكون المسيح حاضرا في سلطة الملكوت!‏ وكم هو افضل بكثير ان يرى ما تقوله حقا الاسفار المقدسة نفسها!‏

١٣ اية حوادث يربطها الكتاب المقدس بحضور المسيح؟‏

١٣ يظهر الكتاب المقدس ان المسيح سيشرع في الحكم في وسط اعدائه.‏ (‏مزمور ١٠٠:‏​١،‏ ٢‏)‏ وهو يخبر عن طرد الشيطان وابالسته من السماء الى جوار الارض بعد اعطاء المسيح سلطة الملكوت.‏ لذلك سيكون هنالك فترة من الويل المتزايد للارض.‏ (‏رؤيا ١٢:‏​٧-‏١٢‏)‏ وخلال ذلك الوقت ستجري كرازة مكثفة برسالة الملكوت لاعطاء الاشخاص فرصة للعمل بهدف النجاة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ رؤيا ١٢:‏١٧‏)‏ ولكن هل يؤدي ذلك الى هداية العالم؟‏ على العكس،‏ يظهر الكتاب المقدس انه سيلي ذلك هلاك لا مثيل له في تاريخ الجنس البشري.‏ ومع ان البشر لن يروا ابدا يسوع المسيح الممجد باعينهم اللحمية،‏ فان جميع الذين لم يقبلوا عن طيب خاطر الحقائق المتعلقة بحضور المسيح الملكي سيجبرون على ان «يروا» انه هو الذي يجلب الهلاك عليهم،‏ اتماما للنبوة.‏ ‏—‏ رؤيا ١:‏٧؛‏ متى ٢٤:‏٣٠‏؛‏ قارن ١ تيموثاوس ٦:‏​١٥،‏ ١٦؛‏ يوحنا ١٤:‏١٩‏.‏

١٤،‏ ١٥ لماذا لا يعطي مرور السنوات منذ ١٩١٤ سببا للشك في اننا حقا في «الايام الاخيرة»؟‏

١٤ ولكن،‏ الا يدعو مرور ٧٠ سنة حتى الآن منذ ١٩١٤ الى الشك في ما اذا كنا حقا في «الايام الاخيرة» منذ تلك السنة وما اذا كان مجيء المسيح كمنفذ للحكم قريبا؟‏ ابدا!‏ ففي ما يتعلق بهؤلاء الذين سيرون اتمام «العلامة» من بدايتها،‏ بدءا من السنة ١٩١٤،‏ قال يسوع:‏ «الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله.‏» (‏مرقس ١٣:‏٣٠‏)‏ وافراد ذلك الجيل لا يزالون هنا،‏ رغم ان عددهم يتناقص بسرعة.‏

١٥ صحيح ان الاحصاءَات تبيّن ان معدل العمر المتوقع على اساس عالمي هو الآن ٦٠ سنة فقط،‏ لكن ملايين الاشخاص يتجاوزون هذا العمر.‏ وبحسب الاحصاءَات المتوافرة فان حوالى ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢٥٠ من اولئك الذين كانوا عائشين في السنة ١٩١٤ كانوا لا يزالون على قيد الحياة في السنة ١٩٨٠.‏ فذلك الجيل لم يمضِ بعدُ.‏ ولكن،‏ وبشكل يثير الاهتمام،‏ تدل الارقام التي نشرتها الامم المتحدة على ان ٠٠٠‏,٣١٦‏,٣٥ فقط على وجه التقدير من اولئك المولودين في السنة ١٩٠٠ وما قبل كانوا لا يزالون على قيد الحياة في السنة ١٩٨٠.‏ فالعدد ينخفض بسرعة فيما يبلغ الافراد سبعيناتهم وثمانيناتهم.‏ وهذه الحقائق،‏ الى جانب كل تفاصيل علامة يسوع النبوية،‏ تدل بقوة على ان النهاية قريبة.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٨‏.‏

١٦ اذن ماذا يجب ان يكون موقفنا؟‏

١٦ ليس الوقت الآن ليكون المرء عديم المبالاة.‏ انه وقت للعمل بالحاح!‏ وكما حذر يسوع تلاميذه:‏ «كونوا انتم ايضا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان (‏يسوع المسيح)‏.‏» —‏ متى ٢٤:‏٤٤‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 11‏ من اجل التفاصيل انظر كتاب «ليأتِ ملكوتك،‏» الصفحات ١٢٧-‏١٣٩،‏ ١٨٦-‏١٨٩.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٩]‏

كيف ينظر المؤرخون الى ١٩١٤

لاسباب وجيهة سميت الحرب التي اندلعت في السنة ١٩١٤ بالحرب الكبرى والحرب العالمية الاولى.‏ فلم يجرِ خوض حرب مدمرة كهذه من قبل قط.‏ والحروب منذ ذلك الحين انما تابعت ما ابتدأ في السنة ١٩١٤.‏ تأملوا في هذه التعليقات عن آثار تلك السنة الهامة:‏

‏• «لم تغير الحرب خريطة اوروبا وتحدث الثورات التي دمرت ثلاث امبراطوريات وحسب،‏ ولكن آثارها المباشرة وغير المباشرة جاوزت ذلك كثيرا في كل حقل تقريبا.‏ فبعد الحرب حاول السياسيون وغيرهم ايضا ان يبطئوا او يوقفوا التطوّر ويعيدوا الامور ثانية الى حالتها السوية،‏ الى العالم الذي كان قبل السنة ١٩١٤.‏ لكن ذلك كان مستحيلا.‏ فالزلزلة كانت عنيفة ومطولة جدا حتى ان العالم القديم انهدم الى الحضيض.‏ وما من احد استطاع ان يعيد بناءه كما كان سابقا،‏ بأنظمته الاجتماعية وعالم مفاهيمه ومبادئه الاخلاقية.‏

«.‏ .‏ .‏ وما لم يكن اقل اهمية هو تغيّر القيم الذي حدث والذي اسس مقياسا جديدا كليا من القيم في حقول كثيرة جدا .‏ .‏ .‏ فلم يكن الجنود على الجبهة وحدهم الذين اصبحوا متوحشين وغير مبالين بممتلكات القريب.‏ ولم يجرِ تحطيم اضاليل كثيرة وتحامل كثير وقيم زائفة كثيرة وحسب بل ايضا الكثير من المقاييس التقليدية للحياة والسلوك الاجتماعي.‏ فالقيم كانت تتغير،‏ وبدا ان كل شيء ينجرف،‏ كأن الاشياء لم يعد لها اية جذور عميقة في ما بعد —‏ هكذا كانت الحال في النظام المالي وايضا في ما يتعلق بالاخلاق الجنسية،‏ في المبادئ الاساسية بالاضافة الى قواعد الفن .‏ .‏ .‏

«وعدم الامن الاساسي الذي ميز العصر كان جديرا بالملاحظة خصوصا في الحقل الاقتصادي.‏ فلقد دمرت الحرب بوحشية نظاما مركّبا ومرنا ومتزنا جيدا ذا قوانين صارمة وقيم ثابتة .‏ .‏ .‏ وفي هذا الحقل ايضا لم تكن العودة الى الحالة السوية ممكنة.‏» —‏ Folkens liv och kultur‏—‏ Världshistoria ‏(‏ستوكهولم:‏ ١٩٥٨)‏ المجلد ٧ الصفحتان ٤٢١ و ٤٢٢.‏

‏• «انقضى نصف قرن،‏ لكن الاثر الذي تركته مأساة الحرب الكبرى على جسم ونفسية الامم لم يضمحل.‏ .‏ .‏ .‏ والجسامة المادية والادبية لهذه المحنة كانت بحيث لم يبق شيء كما كان من قبل.‏ فالمجتمع باسره:‏ انظمة الحكم،‏ الحدود القومية،‏ القوانين،‏ القوات المسلحة،‏ العلائق بين الدول،‏ بل ايضا المفاهيم،‏ الحياة العائلية،‏ الثروات،‏ المناصب،‏ العلائق الشخصية —‏ كل شيء تغير من الرأس الى القدمين.‏ .‏ .‏ .‏ لقد فقدت الانسانية اتزانها اخيرا لئلا تستعيده ثانية حتى هذا اليوم.‏» —‏ الجنرال شارل ديغول،‏ في خطاب القاه في السنة ١٩٦٨ (‏«لوموند»،‏ ١٢ تشرين الثاني ١٩٦٨)‏.‏

‏• «منذ السنة ١٩١٤ فان كل شخص واعٍ للاتجاهات في العالم منزعج بعمق مما يبدو وكأنه زحف محتوم ومقدر نحو كارثة اعظم.‏ وكثيرون من الاشخاص الجدّيين باتوا يشعرون بأن لا شيء يمكن فعله لتجنب الاندفاع المتهور نحو الدمار.‏ فهم يرون الجنس البشري،‏ كبطل مأساة يونانية،‏ تسوقه آلهة غضبى ولم يعد سيد القدر.‏» —‏ برتراند راسل،‏ «مجلة تايمز» النيويوركية،‏ ٢٧ ايلول ١٩٥٣.‏

‏• «اذ ننظر الى الوراء من المنظورية الشاملة للحاضر نرى بوضوح اليوم ان اندلاع الحرب العالمية الاولى أدخل عصرا من الضيقات في القرن العشرين —‏ بحسب تعبير المؤرخ البريطاني آرنولد توينبي —‏ الذي لم تخرج حضارتنا منه مطلقا حتى الآن.‏ فبشكل مباشر او غير مباشر فان جميع الاضطرابات العنيفة في النصف الماضي من هذا القرن ناجمة عن السنة ١٩١٤.‏» —‏ سقوط السلالات الملكية:‏ انهيار النظام القديم» (‏نيويورك،‏ ١٩٦٣)‏،‏ بواسطة ادموند تايلور،‏ الصفحة ١٦.‏

لكن ماذا يعلل مثل هذا التحول للاحداث الذي يحطم العالم؟‏

الكتاب المقدس وحده يعطي تفسيرا مرضيا

‏[الجدول في الصفحة ٢٧]‏

١٩١٤ —‏ سنة موسومة بجدول تواريخ الكتاب المقدس وحوادث العالم

جدول التواريخ

← انبأ الكتاب المقدس بفترة من «سبعة ازمنة»‏

يسلم بعدها اللّٰه الحكم العالمي

للشخص الذي اختاره

(‏دانيال ٤:‏​٣-‏١٧‏)‏

← «السبعة الازمنة» = ٥٢٠‏,٢ سنة

(‏قارن رؤيا ١١:‏​٢،‏ ٣؛‏ ١٢:‏​٦،‏ ١٤‏؛‏

حزقيال ٤:‏٦‏.‏)‏

← ابتداء «السبعة الازمنة»:‏ ٦٠٧ ق⁠م

(‏حزقيال ٢١:‏​٢٥-‏٢٧؛‏ لوقا ٢١:‏٢٤‏)‏

← انتهاء «السبعة الازمنة»:‏ ١٩١٤ ب⁠م

تُوج المسيح آنذاك

في السماء وشرع في الحكم وسط

اعدائه (‏مزمور ١١٠:‏​١،‏ ٢‏)‏

طرد الشيطان من السماء،‏

الويل للجنس البشري (‏رؤيا ١٢:‏​٧-‏١٢‏)‏

بدأت الايام الاخيرة (‏٢ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٥‏)‏

حوادث منبأ بها لوسم الايام الاخيرة

← الحرب (‏ابتدأت الحرب العالمية الاولى سنة ١٩١٤،‏

لم يرجع السلام في الواقع قط)‏

← المجاعة (‏تقضي الآن على حوالى ٤٠ مليون

شخص في السنة)‏

← الامراض الوبائية (‏رغم

البحث العلمي المتقدم)‏

← الزلازل (‏بمعدل

نحو ٢٠ ضعفا من الزلازل الكبرى

في السنة منذ ١٩١٤)‏

← خوف (‏من الجريمة،‏ التدهور الاقتصادي،‏

ابادة نووية)‏

العالم الشرير الحاضر سيجري تدميره بواسطة اللّٰه قبل ان يمضي الجيل الذي رأى ١٩١٤ (‏متى ٢٤:‏​٣-‏٣٤؛‏ لوقا ٢١:‏​٧-‏٣٢‏)‏