الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الملكان المتنافسان يدخلان القرن العشرين

الملكان المتنافسان يدخلان القرن العشرين

الفصل الخامس عشر

الملكان المتنافسان يدخلان القرن العشرين

١ اية دولتَين كانتا على رأس اوروپا في القرن الـ‍ ١٩،‏ كما يقول احد المؤرخين؟‏

يكتب المؤرخ نورمان دايڤيز:‏ «تميَّزت اوروپا في القرن التاسع عشر بحركة ناشطة جدا لم تُعهد من قبل قط».‏ ويضيف:‏ «صارت اوروپا تنبض بقوة لم يسبق لها مثيل:‏ قوة التقنية،‏ قوة الاقتصاد،‏ قوة الثقافة،‏ وقوة علاقتها بالقارات الاخرى».‏ وعلى رأس «‹قرن القوة› الاوروپي المنتصر»،‏ كما يقول دايڤيز،‏ برزت «بريطانيا العظمى اولا .‏ .‏ .‏ ثم المانيا في العقود الاخيرة من القرن».‏

‏«قلبهما لفعل الشر»‏

٢ عندما انتهى القرن الـ‍ ١٩،‏ اية دولتَين كانتا تشغلان دور «ملك الشمال» و «ملك الجنوب»؟‏

٢ عندما اقترب القرن الـ‍ ١٩ من نهايته،‏ كانت الامبراطورية الالمانية «ملكَ الشمال» وبريطانيا في مركز «ملك الجنوب».‏ (‏دانيال ١١:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ قال ملاك يهوه:‏ «هذان الملكان قلبهما لفعل الشر ويتكلمان بالكذب على مائدة واحدة».‏ وتابع:‏ «لا ينجح [شيء] لأن الانتهاء بعد الى ميعاد».‏ —‏ دانيال ١١:‏٢٧‏.‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ مَن صار الامبراطور الاول على رأس الرايخ الالماني،‏ وأيّ تحالف شكّله؟‏ (‏ب)‏ اية سياسة اتَّبعها القيصر وِلهَلم؟‏

٣ في ١٨ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٨٧١،‏ صار وِلهَلم (‏ڠليوم)‏ الاول الامبراطور الاول على رأس الرايخ الالماني،‏ او الامبراطورية الالمانية.‏ وعيَّن أوتو فون بسمارك مستشارا.‏ ركّز بسمارك اهتمامه على تطوير الامبراطورية الجديدة،‏ لذلك تجنَّب الصراعات مع الدول الاخرى،‏ وشكّل تحالفا مع النمسا-‏المجر وإيطاليا عُرف بـ‍ «التحالف الثلاثي».‏ ولكن سرعان ما اصطدمت مصالح ملك الشمال الجديد هذا بمصالح ملك الجنوب.‏

٤ بعدما مات وِلهَلم الاول سنة ١٨٨٨،‏ وكذلك خليفته فريدريك الثالث في السنة نفسها،‏ اعتلى العرش وِلهَلم الثاني بعمر ٢٩ سنة.‏ وأجبر وِلهَلم الثاني،‏ او القيصر وِلهَلم،‏ بسمارك على الاستقالة واتَّبع سياسة تهدف الى توسيع نفوذ المانيا في كل انحاء العالم.‏ «وفي ظل حكم وِلهَلم الثاني»،‏ كما يقول احد المؤرخين،‏ «صارت [المانيا] تتبنى مواقف عدائية ومتعجرفة».‏

٥ كيف جلس الملكان «على مائدة واحدة»،‏ وبماذا تكلما؟‏

٥ عندما دعا القيصر الروسي نقولا الثاني الى مؤتمر سلام في لاهاي،‏ هولندا،‏ في ٢٤ آب (‏اغسطس)‏ ١٨٩٨،‏ كان الجو بين الدول مشحونا بالتوتر.‏ وبفضل هذا المؤتمر والمؤتمر الذي تلاه سنة ١٩٠٧،‏ تأسست محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي.‏ وبصيرورة الرايخ الالماني وكذلك بريطانيا العظمى عضوَين في هذه المحكمة،‏ ظهرا وكأنهما يريدان السلام.‏ وجلسا «على مائدة واحدة» متصنِّعَين الصداقة،‏ لكنَّ ‹قلبيهما كانا لفعل الشر›.‏ وهذه الطريقة الدبلوماسية التي يجري فيها ‏‹التكلم بالكذب على مائدة واحدة› لا تروِّج سلاما حقيقيا.‏ أما بالنسبة الى طموحاتهما السياسية والتجارية والعسكرية،‏ ‹فلا ينجح شيء› لأن انتهاء الملكَين «بعد الى ميعاد» يحدِّده يهوه الله.‏

‏«على العهد المقدس»‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ بأية طريقة ‹رجع› ملك الشمال «الى ارضه»؟‏ (‏ب)‏ كيف تجاوب ملك الجنوب مع توسُّع نفوذ ملك الشمال؟‏

٦ تابع ملاك الله قائلا:‏ «يرجع [ملك الشمال] الى ارضه بغنى جزيل وقلبه على العهد المقدس فيعمل ويرجع الى ارضه».‏ —‏ دانيال ١١:‏٢٨‏.‏

٧ رجع القيصر وِلهَلم الى ‹الارض›،‏ او الى الحالة الارضية لملك الشمال القديم.‏ كيف؟‏ بإنشاء حكم امبراطوري يهدف الى تكبير الرايخ الالماني وتوسيع دائرة نفوذه.‏ فقد كانت لوِلهَلم الثاني اهداف استعمارية في افريقيا وأماكن اخرى.‏ وأراد ان يتحدى بريطانيا المتفوِّقة بحريًّا،‏ لذلك شرع يبني اسطولا بحريا قويا.‏ تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «انطلقت القوة البحرية لألمانيا من الصفر وبلغت المرتبة الثانية بعد بريطانيا في غضون عشر سنوات تقريبا».‏ فاضطرت بريطانيا،‏ للمحافظة على تفوُّقها،‏ الى التوسُّع في خطة بناء اسطولها الخاص.‏ وأبرمت بريطانيا ايضا «الاتفاق الودي» مع فرنسا وعقدت اتفاقا مماثلا مع روسيا،‏ وهكذا تَشكّل «الاتفاق الثلاثي».‏ فأصبحت اوروپا منقسمة الى معسكرَين:‏ «التحالف الثلاثي» من جهة و «الاتفاق الثلاثي» من جهة اخرى.‏

٨ كيف تنعَّمت المانيا «بغنى جزيل»؟‏

٨ واتَّبعت الامبراطورية الالمانية سياسة عدوانية،‏ ونتج من ذلك تنعُّم المانيا «بغنى جزيل» لأنها الطرف البارز في «التحالف الثلاثي».‏ وكانت النمسا-‏المجر وإيطاليا كاثوليكيتَين.‏ لذلك حظي «التحالف الثلاثي» ايضا برضى البابا،‏ الامر الذي لم يكن من نصيب ملك الجنوب،‏ اذ كان ينتمي الى «الاتفاق الثلاثي» الذي كان بمعظمه غير كاثوليكي.‏

٩ كيف كان قلب ملك الشمال «على العهد المقدس»؟‏

٩ وماذا عن شعب يهوه؟‏ لقد كانوا يعلنون قبل وقت طويل ان «الازمنة المعيَّنة للامم» ستنتهي سنة ١٩١٤.‏ * (‏لوقا ٢١:‏٢٤‏)‏ ففي تلك السنة تأسس في السموات ملكوت الله برئاسة وريث عرش الملك داود،‏ يسوع المسيح.‏ (‏٢ صموئيل ٧:‏​١٢-‏١٦؛‏ لوقا ٢٢:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وكانت مجلة برج المراقبة قد ربطت منذ آذار (‏مارس)‏ ١٨٨٠ حكم ملكوت الله بنهاية «الازمنة المعيَّنة للامم»،‏ او «ازمنة الامم».‏ (‏ترجمة الملك جَيمس‏)‏ لكنَّ قلب ملك الشمال الالماني كان ‹على عهد الملكوت المقدس›.‏ فبدلا من الاعتراف بحكم الملكوت،‏ «عمل» القيصر وِلهَلم بحيث عزَّز خططه ليحرز السيطرة على العالم.‏ ولكنه بذلك زرع بذار الحرب العالمية الاولى.‏

الملك «ييئس» في حرب

١٠،‏ ١١ كيف اشتعلت الحرب العالمية الاولى،‏ وكيف كان ذلك في «الميعاد»؟‏

١٠ انبأ الملاك:‏ «في الميعاد يعود [ملك الشمال] ويدخل [‹يأتي على›،‏ ع‌ج‏] الجنوب ولكن لا يكون الآخِر كالاول».‏ (‏دانيال ١١:‏٢٩‏)‏ ان «الميعاد» الذي حدَّده الله لانهاء السيطرة الاممية على الارض اتى سنة ١٩١٤ عندما اسس الملكوت السماوي.‏ وفي ٢٨ حزيران (‏يونيو)‏ من تلك السنة،‏ اغتيل الارشيدوق النمساوي فرانز فيرديناند وزوجته على يد ارهابي صربي في ساراييڤو في البوسنة.‏ وكان ذلك الشرارة التي اشعلت الحرب العالمية الاولى.‏

١١ حثَّ القيصر وِلهَلم النمسا-‏المجر على الثأر من صربيا.‏ ولما تأكد للنمسا-‏المجر ان المانيا ستدعمها،‏ اعلنت الحرب على صربيا في ٢٨ تموز (‏يوليو)‏ ١٩١٤.‏ لكنَّ روسيا هبَّت لمساعدة صربيا.‏ وعندما اعلنت المانيا الحرب على روسيا،‏ ايَّدت فرنسا جانب روسيا (‏لكونها حليفة في «الاتفاق الثلاثي».‏)‏ فأعلنت المانيا الحرب على فرنسا.‏ ولتسهيل دخول پاريس،‏ اجتاحت المانيا بلجيكا التي كانت بريطانيا تضمن حيادها.‏ فأعلنت بريطانيا الحرب على المانيا.‏ وتورَّطت في الحرب دول اخرى،‏ ولم تبقَ ايطاليا مع الطرف المتحالفة معه.‏ وخلال الحرب،‏ جعلت بريطانيا مصر محمية لكي تمنع ملك الشمال من قطع قناة السويس واجتياح مصر،‏ ارض ملك الجنوب قديما.‏

١٢ خلال الحرب العالمية الاولى،‏ بأيّ معنى لم يكن «الآخِر كالاول»؟‏

١٢ ‏«على الرغم من ضخامة قوة الحلفاء»،‏ كما تقول دائرة معارف الكتاب العالمي ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ «بدا ان المانيا ستربح الحرب».‏ وفي الصراعات السابقة بين الملكَين،‏ كانت الامبراطورية الرومانية —‏ بصفتها ملك الشمال —‏ في الجانب المنتصر دائما.‏ لكنَّ ‹الآخِر لم يكن كالاول› هذه المرة.‏ فقد خسر ملك الشمال الحرب.‏ والسبب كما قال الملاك:‏ «تأتي عليه سفن من كتيم فييئس».‏ (‏دانيال ١١:‏٣٠أ‏)‏ فماذا كانت ‹السفن من كتيم›؟‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ ماذا كانت بشكل رئيسي ‹السفن من كتيم› التي اتت على ملك الشمال؟‏ (‏ب)‏ كيف اتت سفن اخرى من كتيم فيما كانت الحرب العالمية الاولى مستعرة؟‏

١٣ في ايام دانيال،‏ كانت كتيم هي قبرص.‏ وفي الفترات الباكرة من الحرب العالمية الاولى،‏ ضمَّت بريطانيا قبرص اليها.‏ وتقول ايضا دائرة معارف زوندرڤان التصويرية للكتاب المقدس ‏(‏بالانكليزية)‏ ان الاسم كتيم «يُستعمل توسُّعا ليشمل الغرب عموما والغرب الجائب البحار خصوصا».‏ وتنقل الترجمة الاممية الجديدة ‏(‏بالانكليزية)‏ عبارة «سفن من كتيم» الى «سفن من الاراضي الساحلية الغربية».‏ وقد تبيَّن خلال الحرب العالمية الاولى ان السفن من كتيم هي بشكل رئيسي سفن من بريطانيا،‏ الواقعة قبالة الساحل الغربي لأوروپا.‏

١٤ وفيما كانت رحى الحرب تواصل دورانها ببطء،‏ حصلت البحرية البريطانية على دعمِ سفنٍ اخرى من كتيم.‏ ففي ٧ ايار (‏مايو)‏ ١٩١٥،‏ اغرقت الغواصة الالمانية أو-‏٢٠ السفينة المدنية لوزيتانيا قبالة الساحل الجنوبي من ايرلندا.‏ وكان ١٢٨ اميركيا في عداد القتلى.‏ ثم جعلت المانيا حرب الغواصات تمتد الى المحيط الاطلسي (‏الاطلنطي)‏.‏ ونتيجةً لذلك اعلن الرئيس الاميركي وودرو ولسون،‏ في ٦ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩١٧،‏ الحرب على المانيا.‏ وبدخول الجيوش والسفن الحربية الاميركية على خط المواجهة،‏ اكتملت قوة ملك الجنوب —‏ الذي صار الدولة العالمية الانكلواميركية —‏ في حربه ضد الملك المنافس.‏

١٥ متى «يئس» ملك الشمال؟‏

١٥ وتحت وطأة الهجوم الذي شنَّته الدولة العالمية الانكلواميركية،‏ ‹يئس› ملك الشمال واعترف بهزيمته في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩١٨.‏ وفرَّ وِلهَلم الثاني الى منفاه في هولندا،‏ وصارت المانيا جمهورية.‏ لكنَّ ملك الشمال لم ينتهِ امره بعد.‏

الملك يعمل ‹بفعالية›‏

١٦ حسبما ذكرت النبوة،‏ ماذا كان رد فعل ملك الشمال بعد هزيمته؟‏

١٦ ‏«ويرجع [ملك الشمال] ويغتاظ على العهد المقدس ويعمل [‹بفعالية›،‏ ع‌ج‏] ويرجع ويصغى الى الذين تركوا العهد المقدس».‏ (‏دانيال ١١:‏٣٠ب‏)‏ هذا ما تنبأ به الملاك،‏ وهذا ما حدث.‏

١٧ ماذا ادى الى ظهور ادولف هتلر؟‏

١٧ بعدما وضعت الحرب اوزارها سنة ١٩١٨،‏ فرض الحلفاء المنتصرون معاهدة سلام تأديبية على المانيا.‏ فوجد الشعب الالماني شروط المعاهدة قاسية،‏ وكانت الجمهورية الجديدة ضعيفة من بدايتها.‏ فرزحت المانيا لسنوات تحت وطأة الضائقة الشديدة،‏ وعانت الازمة الاقتصادية الكبرى التي جعلت في النهاية ستة ملايين شخص عاطلين عن العمل.‏ وبحلول اوائل الثلاثينات،‏ كانت الاوضاع مؤاتية لظهور ادولف هتلر.‏ فقد صار مستشارا في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٣٣،‏ وفي السنة التالية تولى رئاسة ما دعاه النازيون «الرايخ الثالث».‏ *

١٨ كيف عمل هتلر ‹بفعالية›؟‏

١٨ فور تولي هتلر الحكم،‏ اطلق حملة عنيفة على «العهد المقدس» الممثَّل بإخوة يسوع المسيح الممسوحين.‏ (‏متى ٢٥:‏٤٠‏)‏ وفي هذا المجال عمل ‹بفعالية› ضد هؤلاء المسيحيين الاولياء،‏ مضطهِدا كثيرين منهم بوحشية.‏ وحقق هتلر نجاحات اقتصادية ودبلوماسية،‏ عاملا ‹بفعالية› في هذَين المضمارَين ايضا.‏ وبعد سنوات قليلة جعل المانيا دولة يُحسب لها حساب في العالم.‏

١٩ الى مَن تقرَّب هتلر ليربح تأييده؟‏

١٩ اصغى هتلر «الى الذين تركوا العهد المقدس».‏ فمَن هم هؤلاء؟‏ انهم كما يتَّضح قادة العالم المسيحي الذين يدّعون انه تربطهم بالله علاقة عهد،‏ لكنهم لم يعودوا تلاميذ ليسوع المسيح.‏ لقد سعى هتلر الى ربح تأييد «الذين تركوا العهد المقدس»،‏ ونال مبتغاه.‏ مثلا،‏ عقد اتفاقية مع البابا في روما.‏ وفي سنة ١٩٣٥ أوجد هتلر وزارة الشؤون الكنسية.‏ وكان احد اهدافها جعل الكنائس الانجيلية تحت اشراف الدولة.‏

‏‹الاذرع› تقوم من الملك

٢٠ اية «اذرع» استخدمها ملك الشمال،‏ وضد مَن؟‏

٢٠ لم يمضِ وقت طويل حتى اشعل هتلر الحرب،‏ كما سبق فتنبأ الملاك تماما:‏ «تقوم منه اذرع وتنجِّس المقدس الحصين وتنزع المحرقة الدائمة».‏ (‏دانيال ١١:‏٣١أ‏)‏ تمثِّل ‹الاذرع› القوى العسكرية التي استخدمها ملك الشمال ليحارب ملك الجنوب في الحرب العالمية الثانية.‏ ففي ١ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٣٩ اجتاحت ‹الاذرع› النازية پولندا.‏ وبعد يومين اعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على المانيا لمساعدة پولندا.‏ وهكذا بدأت الحرب العالمية الثانية.‏ وسقطت پولندا بسرعة،‏ وبعد وقت قصير احتلت القوات الالمانية الدانمارك والنَّروج وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورڠ وفرنسا.‏ «وفي نهاية سنة ١٩٤١»،‏ كما تقول دائرة معارف الكتاب العالمي،‏ ‏«كانت المانيا النازية تسيطر على القارة».‏

٢١ كيف انعكس الوضع ضد ملك الشمال خلال الحرب العالمية الثانية،‏ وماذا كانت النتيجة؟‏

٢١ ومع ان المانيا كانت قد وقّعت مع الاتحاد السوڤياتي معاهدة صداقة وتعاون وتعيين حدود،‏ شرع هتلر في اجتياح الاراضي السوڤياتية في ٢٢ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٤١.‏ وهذا ما جعل الاتحاد السوڤياتي يقف الى جانب بريطانيا.‏ وقد ابدى الجيش السوڤياتي مقاومة شديدة رغم التقدُّم الباهر الذي احرزته الجيوش الالمانية في البداية.‏ فهُزم الجيش الالماني في موسكو في ٦ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٤١.‏ وفي اليوم التالي قصفت اليابان،‏ حليفة المانيا،‏ ميناء پيرل هاربر في هاواي.‏ وعندما علم هتلر بذلك،‏ قال لمساعديه:‏ «يستحيل الآن ان نخسر الحرب».‏ وفي ١١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏،‏ اعلن بتسرُّع الحرب على الولايات المتحدة.‏ لكنه استخفَّ بقدرة الاتحاد السوڤياتي والولايات المتحدة.‏ فبهجوم الجيش السوڤياتي عليه من الشرق واقتراب القوات البريطانية والاميركية من الغرب،‏ انعكس الوضع وبدأ هتلر يتقهقر.‏ وأخذت القوات الالمانية تخسر الاراضي الواحدة تلو الاخرى.‏ وبعد انتحار هتلر،‏ استسلمت المانيا للحلفاء في ٧ ايار (‏مايو)‏ ١٩٤٥.‏

٢٢ كيف نجّس ملك الشمال ‹المقدس ونزع المحرقة الدائمة›؟‏

٢٢ قال الملاك:‏ «تنجِّس [الاذرع النازية] المقدس الحصين وتنزع المحرقة الدائمة».‏ في يهوذا القديمة،‏ كان المقدس جزءا من الهيكل في اورشليم.‏ ولكن عندما رفض اليهود يسوع،‏ رفضهم يهوه هم وهيكلهم.‏ (‏متى ٢٣:‏٣٧–‏٢٤:‏٢‏)‏ وابتداءً من القرن الاول الميلادي،‏ صار هيكل يهوه هيكلا روحيا قُدْسُ اقداسه في السموات وداره الروحية على الارض،‏ حيث يخدم الاخوة الممسوحون لرئيس الكهنة يسوع.‏ ومن ثلاثينات القرن العشرين فصاعدا،‏ يشارك ‹الجمع الكثير› البقية الممسوحة في العبادة،‏ لذلك يقال انهم يخدمون ‹في هيكل الله›.‏ (‏كشف ٧:‏​٩،‏ ١٥؛‏ ١١:‏​١،‏ ٢؛‏ عبرانيين ٩:‏​١١،‏ ١٢،‏ ٢٤‏)‏ وفي البلاد الخاضعة لسيطرة ملك الشمال،‏ نجّس هذا الملك دار الهيكل الارضية باضطهاد البقية الممسوحة ورفقائهم بلا رحمة.‏ وكان الاضطهاد قاسيا جدا حتى ان «المحرقة الدائمة» —‏ ذبيحة التسبيح العلنية لاسم الله —‏ نُزعت.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ ولكن على الرغم من هذه الآلام الفظيعة،‏ استمر المسيحيون الممسوحون الامناء مع ‹الخراف الاخر› يكرزون خلال الحرب العالمية الثانية.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

‏‹الرجسة تُجعل في مكانها›‏

٢٣ ماذا كانت «الرجسة» في القرن الاول؟‏

٢٣ عندما اشرفت الحرب العالمية الثانية على نهايتها،‏ حدث تطوُّر آخر ينسجم مع ما انبأ به ملاك الله.‏ ‹وتَجعل الرجسة التي تسبِّب الخراب في مكانها›.‏ (‏دانيال ١١:‏​٣١ب‏،‏ ع‌ج‏)‏ تحدث يسوع ايضا عن «الرجسة».‏ وفي القرن الاول،‏ تبيَّن انها الجيش الروماني الذي اتى على اورشليم سنة ٦٦ ب‌م ليقمع التمرُّد اليهودي.‏ * —‏ متى ٢٤:‏١٥؛‏ دانيال ٩:‏٢٧‏.‏

٢٤،‏ ٢٥ (‏أ)‏ ما هي «الرجسة» في الازمنة العصرية؟‏ (‏ب)‏ متى وكيف ‹جُعلت الرجسة في مكانها›؟‏

٢٤ وما هي «الرجسة» التي ‹جُعلت في مكانها› في الازمنة العصرية؟‏ انها كما يَظهر بديل مزيَّف «رجس» لملكوت الله.‏ هكذا كانت عصبة الامم،‏ الوحش القرمزي اللون الذي نزل الى المهواة،‏ او لم يعد موجودا كمنظمة للسلام العالمي،‏ عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية.‏ (‏كشف ١٧:‏٨‏)‏ لكنَّ هذا «الوحش» كان «سيصعد من المهواة».‏ وهذا ما فعله عندما تأسست الامم المتحدة،‏ بـ‍ ٥٠ دولة من الدول الاعضاء بما فيها الاتحاد السوڤياتي السابق،‏ في ٢٤ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٤٥.‏ وهكذا جُعلت في مكانها «الرجسة» التي انبأ بها الملاك:‏ الامم المتحدة.‏

٢٥ كانت المانيا عدوا بارزا لملك الجنوب خلال الحربَين العالميتَين،‏ وقد شغلت مركز ملك الشمال.‏ فمَن سيشغل هذا المركز بعدها؟‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 9‏ انظروا الفصل ٦ من هذا الكتاب.‏

^ ‎الفقرة 17‏ كانت الامبراطورية الرومانية المقدسة الرايخ الاول،‏ والامبراطورية الالمانية الرايخ الثاني.‏

^ ‎الفقرة 23‏ انظروا الفصل ١١ من هذا الكتاب.‏

ماذا فهمتم؟‏

‏• عند نهاية القرن الـ‍ ١٩،‏ اية دولتَين شغلتا دور ملك الشمال وملك الجنوب؟‏

‏• خلال الحرب العالمية الاولى،‏ كيف اظهرت نتيجة الصراع ان ‹الآخِر لم يكن كالاول› بالنسبة الى ملك الشمال؟‏

‏• بعد الحرب العالمية الاولى،‏ كيف جعل هتلر المانيا دولة يُحسب لها حساب في العالم؟‏

‏• ماذا كانت نتيجة التنافس بين ملك الشمال وملك الجنوب في الحرب العالمية الثانية؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الجدول/‏الصور في الصفحة ٢٦٨]‏

الملوك في دانيال ١١:‏​٢٧-‏٣١

ملك الشمال ملك الجنوب

دانيال ١١:‏​٢٧-‏٣٠أ الامبراطورية الالمانية بريطانيا،‏ وتلتها

(‏الحرب العالمية الاولى)‏ الدولة العالمية

الانكلواميركية

دانيال ١١:‏٣٠ب،‏ ٣١ الرايخ الثالث بزعامة هتلر الدولة العالمية

(‏الحرب العالمية الثانية)‏ الانكلواميركية

‏[الصورة]‏

الرئيس وودرو ولسون مع الملك جورج الخامس

‏[الصورة]‏

اضطُهد مسيحيون كثيرون في معسكرات الاعتقال

‏[الصورة]‏

القادة في العالم المسيحي ايَّدوا هتلر

‏[الصورة]‏

السيارة التي قُتل فيها الارشيدوق فيرديناند

‏[الصورة]‏

جنود المان،‏ الحرب العالمية الاولى

‏[الصورة في الصفحة ٢٥٧]‏

في يالطا سنة ١٩٤٥،‏ اتفق رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل والرئيس الاميركي فرانكلن د.‏ روزڤلت والزعيم السوڤياتي جوزف ستالين على خطط للاستيلاء على المانيا وتشكيل حكومة جديدة في پولندا وعقد مؤتمر لتأسيس الامم المتحدة

‏[الصور في الصفحة ٢٥٨]‏

١-‏ الارشيدوق فيرديناند ٢-‏ البحرية الالمانية ٣-‏ البحرية البريطانية ٤-‏ لوزيتانيا ٥-‏ الاعلان الاميركي للحرب

‏[الصور في الصفحة ٢٦٣]‏

شعر ادولف هتلر ان النصر اكيد بعدما قصفت اليابان،‏ حليفة المانيا في زمن الحرب،‏ ميناء پيرل هاربر