الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

المواعدة والمغازلة

المواعدة والمغازلة

الفصل ١٩

المواعدة والمغازلة

١-‏٤ (‏أ)‏ كيف صارت المواعدة في الآونة الاخيرة ممارسة شائعة؟‏ (‏ب)‏ حيث لا توجد عادة المواعدة،‏ كيف يمكن الترتيب لعقود الزواج؟‏ (‏ج)‏ في التحليل الاخير،‏ ماذا يقرر مقدار جودة او رداءة هذه العادات؟‏

كل شخص عادي يريد ان ينال من الحياة متعة حقيقية.‏ ويظهر الكتاب المقدس ان ذلك لائق،‏ اذ يذكر الفرح بين «ثمر» روح اللّٰه.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢‏)‏ وكثيرون من الاحداث،‏ وخاصة في البلدان الغربية،‏ يعتبرون المواعدة وسيلة رئيسية لايجاد المتعة.‏ وغالبا ما يرتبون لصرف الوقت،‏ دون حراسة،‏ مع شخص من الجنس الآخر.‏ فماذا يمكن القول في هذا الامر؟‏

٢ قد تعتبرون المواعدة ممارسة عادية متوقعة،‏ نظرا الى كونها شائعة في اماكن كثيرة.‏ ولكنّ الامر لم يكن كذلك دائما،‏ كما يوضح كتاب «العائلة في البيئة الاجتماعية»:‏ «المواعدة كما نعرفها ربما نشأت بعد الحرب العالمية الاولى.‏» ولكنّ المواعدة في بلدان عديدة لم تصر قط عادة.‏ فالعروس والعريس المقبلان،‏ في الواقع،‏ ربما لا يتقابلان ايضا حتى يوم الزفاف.‏ وترتيبات زواجهما يقوم بها الآباء او ربما احد الوسطاء.‏

٣ وطبعا،‏ اذا كنتم تعيشون حيث تكون المواعدة والمغازلة مقبولة كشيء عادي فان عدم وجود هذه العادات في بعض البلدان قد يظهر صعب الفهم.‏ ولكنّ الناس العائشين في هذه البلدان قد يستغربون كذلك العادات الموجودة حيث تعيشون.‏ وقد يعتبرون المواعدة والمغازلة غير حكيمة او حتى كريهة الى حد ما.‏ اوضحت فتاة من الهند لمشير زواج غربي شهير:‏ «كيف يمكن ان نعرف الصفة المميزة للفتى الذي نقابله ونصادقه؟‏ فنحن صغار وعديمو الخبرة.‏ وآباؤنا اكبر وأحكم،‏ ولا ينخدعون مثلنا بسهولة .‏ .‏ .‏ من المهم جدا ان يكون الرجل الذي اتزوجه الشخص الصائب.‏ ويمكن ان ارتكب الخطأ بسهولة اذا كان عليّ ان اجده وحدي.‏»‏

٤ ولذلك عوض ان تتبنوا وجهة النظر الضيقة والتفكير القائل بان الطريقة الوحيدة لفعل الامور هي تلك التي للناس في منطقتكم المحلية يحسن بكم ان توسّعوا تفكيركم.‏ ومع ذلك،‏ في التحليل الاخير،‏ فان نتائج الامور هي التي تقرر مقدار جودة او رداءة العادات.‏ وفي الكتاب المقدس،‏ في الجامعة ٧:‏٨‏،‏ نقرأ:‏ «نهاية امر خير من بدايته.‏» ويجب ان نعترف بان نسبة مئوية كبيرة من عقود الزواج في كثير من البلدان،‏ حيث توجد عادة المواعدة والمغازلة،‏ لا تكون حسنة النتائج بل تنتهي الى الطلاق.‏

اذن،‏ ما القول في المواعدة؟‏

٥-‏٨ (‏أ)‏ كيف يساعدنا ما ورد في الجامعة ١١:‏٩،‏ ١٠ على تبني نظرة طويلة المدى الى مسلكنا؟‏ (‏ب)‏ لماذا يريد كثيرون من الشبان ان يتواعدوا؟‏

٥ اذا كنتم تؤمنون بالتفكير في الامور تريدون ان تتأملوا،‏ ليس فقط في الآثار القصيرة المدى للمواعدة،‏ بل ايضا في النتائج ذات المدى الاطول.‏ وخالقنا يساعدنا على النظر الى الامور من وجهة النظر الطويلة المدى هذه.‏ فهو يريد لنا ما يجلب السعادة الحقيقية الدائمة.‏ ولذلك يحثّ في كلمته:‏ «افرح ايها الشاب في حداثتك وليسرّك قلبك في ايام شبابك واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك واعلم أنه على هذه الامور كلها يأتي بك اللّٰه الى الدينونة.‏ فانزع الغم من قلبك وأبعد الشر عن لحمك لانّ الحداثة والشباب باطلان.‏» (‏جامعة ١١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فماذا يعني ذلك؟‏

٦ يعني ان الخالق يريد ان تتمتعوا بحداثتكم،‏ وفي الوقت ذاته،‏ ان لا تنهمكوا في مسلك يؤثر في حياتكم في ما بعد بشكل مضاد.‏ ومن سوء الحظ غالبا ما يحدث ذلك،‏ كما قال احد الكتاب في الازمنة الحديثة:‏ «ان الغالبية العظمى للجنس البشري يستعملون سنواتهم الاولى ليجعلوا الاخيرة تعيسة».‏ فهل تريدون ان يحدث ذلك لكم؟‏ واللّٰه ايضا لا يريد ان يحدث ذلك.‏ ولكنّ الكتاب المقدس يظهر ايضا هنا في الجامعة ان اللّٰه يعتبر الشبان مسؤولين عما يفعلونه.‏ وحداثتهم لن تستثنيهم من مواجهة عواقب المسلك الذي يختارونه.‏

٧ كل ذلك يتعلق مباشرة بقضية المواعدة.‏ كيف؟‏ اسألوا نفسكم:‏ «لماذا اريد ان أتواعد؟‏ ماذا ابحث عنه مما لا استطيع ان اتمتع به،‏ مثلا،‏ كجزء من فريق؟‏ لماذا اريد ان اجتمع على انفراد مع شخص من الجنس الآخر؟‏» أليس السبب الاساسي الانجذاب المتزايد الذي تشعرون به نحو اولئك الذين من الجنس الآخر؟‏ يمكن رؤية ذلك من العلاقة الكبيرة للجاذبية الجسدية عادة بكون الشخص مرغوبا فيه للمواعدة.‏

٨ وكثيرون من الشبان الذين يتواعدون لا يفكرون في الزواج بجد في الوقت الحاضر ولا يحبون بالضرورة الشخص الذي يتواعدون معه كرفيق زواج.‏ وفي اغلب الاماكن التي تعتبر فيها المواعدة شيئا عاديا يجري النظر اليها كمجرد شكل للتسلية،‏ طريقة لقضاء الامسية او نهاية الاسبوع.‏ وبعض الاشخاص،‏ اذ لا يريدون ان يعتبروا «مختلفين،‏» يتواعدون لان الآخرين من عمرهم يفعلون ذلك.‏ ولكنّ المواعدة دون شك يمكن ان تؤدي الى «الاغاظة» وحتى الى «الكارثة.‏» فلنتأمل لماذا يمكن ذلك.‏

آثار الملامسة الجسدية

٩-‏١١ (‏أ)‏ اية ملامسة جسدية تقترن عادة بالمواعدة؟‏ ولماذا يوجد الميل الطبيعي الى التورط اكثر تدريجيا؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن ان ينتج ذلك التوتر العصبي للشخص غير المتزوج؟‏ (‏ج)‏ اذا ادت الملامسة الجسدية الى العهارة،‏ كيف يمكن ان ينتج ذلك كارثة من انواع عديدة؟‏

٩ غالبا ما تشمل المواعدة شيئا من الملامسة الجسدية —‏ المسك بالايدي او التقبيل او اكثر من ذلك.‏ وفي بادئ الامر قد يكون مجرد لمس يد الشخص الآخر ممتعا جدا،‏ جاعلا المرء يشعر بتوهج حار.‏ ولكنّ ذلك بعد مدة قد يخسر روعته فلا يكون له نفس الاثر.‏ والشيء الاكثر،‏ كالتقبيل،‏ قد يروق.‏ ولكنّ ذلك ايضا بعدئذ قد يصير عاديا وحتى زهيدا.‏ ولماذا؟‏

١٠ لانه حيث توجد الشهوة الجنسية يكون كل ذلك جزءا من سلسلة حوادث مرتبة لتؤدي الى نتيجة معيّنة.‏ فالحلقة الاولى هي اللمسة الاولى.‏ والحلقة الاخيرة هي العلاقات الجنسية،‏ التي تظهر كلمة اللّٰه انها محفوظة لرفقاء الزواج.‏ وكل شيء بينهما يمكن ان يؤدي الى هذه الحلقة الاخيرة من السلسلة.‏ ولذلك،‏ ان لم تكونوا متزوجين،‏ هل من الحكمة ان تبتدئوا بالحلقة الاولى او اية حلقة اخرى؟‏ ان فعل ذلك يمكن ان يجلب «الاغاظة.‏» ولماذا؟‏ لان جسدكم سيستعد لشيء لا يجب ان يناله الآن،‏ الحلقة الاخيرة.‏ واثارة الرغبة في العلاقات الجنسية دون اتمام هذه الرغبة يمكن ان تؤدي الى الخيبة والتوتر العصبي.‏

١١ والعهارة لن تنتهي الى «الاغاظة.‏» ولكن يمكن ان تؤدي الى «الكارثة.‏» كيف؟‏ بطرائق عديدة.‏ فيمكن ان تنتج المرض التناسلي.‏ والفتاة يمكن ان تصير حبلى،‏ وهذا الامر يمكن ان يجبر الشخصين على زواج ليسا حقا على استعداد له مما يؤثر بشكل مضاد في سعادتهما المقبلة.‏ او قد يرفض الفتى الزواج بالفتاة،‏ وحينئذ تضطر الى تربية الولد شخصيا دون زوج.‏ او قد تغرى باختبار الاجهاض،‏ الذي يظهر الكتاب المقدس انه شكل من اشكال القتل.‏ أليس ذلك «كارثة»؟‏ وقد تعتقدون ان المواعدة لن تجلب لكم هذه العواقب.‏ ولكنّ كثيرين من الذين كانوا يعتقدون ذلك مثلكم انتهوا الى مواجهة هذه المشاكل.‏ اذن،‏ حقا،‏ ينشأ السؤال ثانية ما اذا كنتم على استعداد للزواج ام لا.‏

تطوركم الشخصي

١٢،‏ ١٣ كيف يمكن للمواعدة ان تعيق التطور؟‏ ولذلك،‏ اية علاقات يمكن ان تكون مفيدة اكثر؟‏

١٢ وحتى عندما لا تؤدي المواعدة مباشرة الى «الكارثة» يمكن ان تنتج اضرارا اخرى.‏ وأحدها هو ميلها الى تحديد اهتمامكم سريعا بمجرد شخص واحد.‏ وذلك في الوقت الذي تستطيعون فيه،‏ لتطوير نضجكم العاطفي،‏ ان تستفيدوا اكثر من معاشرة عدد اكبر من مختلف الاشخاص.‏ فاذا كنتم تنمون الى الرجولة،‏ لمَ لا تهتمون اولا بالصيرورة رجلا حقيقيا اذ تصادقون بصورة رئيسية الرجال الآخرين الذين يظهرون الاعتبار لما هو صواب؟‏ فيمكن ان تتعلموا منهم قدرات وطرق الرجال.‏ واذا كنت تسيرين الى الانوثة،‏ لمَ لا تهتمين اولا بالصيرورة امرأة حقيقية اذ تستفيدين من معاشرة اللواتي يملكن ويستطعن ان يساعدنك على تطوير القدرات والطرق الحسنة للنساء؟‏ فالمواعدة انما تقاطع وتعيق مثل هذا التطور.‏

١٣ وقبل ان تصير المواعدة عادة شائعة كان الاحداث يجدون امورا كثيرة تجلب لهم المتعة.‏ فيمكن ان تفعلوا ذلك انتم ايضا.‏ يمكن ان تجدوا المتعة الحقيقية في المحادثة،‏ والتعلم،‏ وتطوير القدرات،‏ والعمل في المشاريع،‏ واللعب،‏ والذهاب الى الاماكن،‏ ورؤية الامور.‏ ويمكن ان تجدوا مسرة كبيرة في فعل هذه الامور مع شخص من جنسكم او مع فريق من الاشخاص.‏ وستجدون غالبا انه كلما تنوع الاشخاص في الفريق اكثر —‏ البعض من عمركم،‏ والبعض اكبر،‏ والبعض اصغر —‏ كانت متعتكم اعظم.‏

متى ستتزوجون؟‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ ماذا تفكرون في ملاءمة زواج المراهقين؟‏ (‏ب)‏ اية مسؤولية تقع على الآباء في ما يتعلق برغبة اولادهم في الزواج؟‏

١٤ ولكن يأتي وقت يريد فيه الشاب عادة ان يتزوج.‏ فمتى يكون افضل وقت لذلك —‏ عندما تكونون بعد في سن المراهقة؟‏ عموما لا،‏ لان الوقائع التي لا يمكن انكارها تظهر ان اغلب عقود زواج المراهقين لا تحظى بنفس نجاح عقود الزواج التي يبلغ فيها احد الطرفين او كلاهما سنا اكثر نضجا.‏ وكما قال احد علماء الاجتماع:‏ «تظهر الدراسات الدقيقة ان عقود زواج المراهقين تتميز عموما بدرجة عالية من الطلاق او الشقاء بالنسبة الى عقود الزواج في سن تالية.‏»‏

١٥ ومن جهة اخرى،‏ لا يوجد اساس من الاسفار المقدسة للنفي الصارم لكل زواج بين امثال هؤلاء الاحداث.‏ وعموما تمنح قوانين البلد الآباء الحق في ممارسة تمييزهم الناضج لتقرير ما يعتقدون انه لافضل مصالح اولادهم ويؤدي اكثر الى سعادتهم وفائدتهم.‏ فقد يقررون السماح او عدم السماح بزواج بنيهم او بناتهم الذين هم تحت اشرافهم.‏ ولا شك ان المشاكل الكثيرة لاوقاتنا والنسبة المئوية الكبيرة لعقود الزواج الفاشلة يجب ان تحملهم على ممارسة الحذر.‏ ويجب ان تحمل الشبان المفكرين ايضا على ممارسة الحذر —‏ عوض الاسراع الى الزواج ثم الندم.‏ فمن الحماقة الدخول من باب بعجلة لمجرد كونه مفتوحا فيما لا تملكون فكرة سليمة عما يوجد في الجانب الآخر.‏

اختيار رفيق الزواج

١٦-‏١٩ (‏أ)‏ في الاماكن التي يسمح فيها بالمغازلة،‏ كيف يكون تطبيق المبدأ في غلاطية ٥:‏١٣ مفيدا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان يكون هدف المغازلة؟‏ واولئك الذين ينهمكون فيها يجب ان يكونوا على استعداد لاي شيء؟‏ (‏ج)‏ لماذا من المفيد لكم ان تتعرفوا بالشخص من الجنس الآخر كجزء من فريق عوض الاجتماع به على انفراد؟‏

١٦ في بعض الاماكن لا يسمح للفتى بان يكون مع الفتاة الا بحضرة احد الوالدين على الاقل او شخص كبير آخر.‏ أما في كثير من البلدان الغربية فيمكن ان يكون امثال هؤلاء الشبان غالبا معا دون حراسة.‏ اذن،‏ حيثما يسمح بهذا المجال الاوسع للحرية،‏ ينشأ السؤال،‏ ماذا يمكن للشخص الشاب ان يفعل ليضمن انتهاء المغازلة الى زواج سعيد ناجح حقا؟‏

١٧ ان الحرية دائما تجلب معها المسؤولية.‏ فاذا كنتم تواجهون الآن هذا السؤال يحسن بكم ان تذكروا المبدأ الجيد المرسوم في الكتاب المقدس في غلاطية ٥:‏١٣‏.‏ وطبعا،‏ كان الرسول بولس هنا يتكلم عن الحرية الروحية التي جلبتها المسيحية لاولئك الذين يعتنقونها.‏ ولكنّ المبدأ ينطبق على ايّ نوع من الحرية،‏ وخاصة اذا اردنا ان تجلب ممارستنا لها النتائج الجيدة ورضى اللّٰه.‏ يكتب الرسول قائلا:‏ «فانكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة.‏ غير أنه لا تصيّروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا.‏» والمحبة الاصيلة —‏ للّٰه وقريبنا،‏ وكذلك للشخص الذي ربما كنا نغازله —‏ تساعدنا على تجنب استعمال الحرية التي لدينا بطريقة انانية مضرة.‏

١٨ وبشكل لائق تجري المغازلة بهدف الزواج.‏ فلا يجب ان تبتدئ قبل ان يكون المرء على استعداد لتحمل مسؤوليات الزواج.‏ وطبعا،‏ لا تستطيعون ان تعرفوا من البداية ما اذا كنتم تريدون ان تتزوجوا الشخص ام لا.‏ ولذلك من المعقول ان تثبّتوا انتباهكم بسرعة في فرد معيّن.‏ ولكنّ ذلك ليس سببا للقيام «بمغازلات» لا تعني سوى المداعبة او سلسلة من المداعبات.‏

١٩ وحتى اذا كنتم «مهتمين» بشخص ما فمن الحكمة لمدة من الوقت ان تحاولوا ابقاء معاشرتكم لمثل هذا الشخص كجزء من فريق،‏ ضمن نشاطات الفريق.‏ ولماذا؟‏ لانكم في هذه الظروف تستطيعون غالبا ان تحصلوا على فكرة افضل عما هو عليه كشخص.‏ ذلك لاننا جميعا نميل الى ان نكون ما نحن عليه اكثر عندما لا نكون تحت ضغط الشعور بان احدا يوجّه الينا انتباها خصوصيا.‏ اما عندما يبتعد الشخصان عن الفريق فان الميل الطبيعي من ذلك الحين فصاعدا هو ان يكون المرء ما يريد الشخص الآخر ان يكون،‏ ان يعكس ايضا ما يحبّ ولا يحبّ.‏ وهذا الامر يمكن احيانا ان يخفي الشخصية الحقيقية.‏ وعندما يجتمع الشخصان على انفراد يمكن ايضا ان يتورطا عاطفيا بسرعة،‏ وهكذا يبتدئان برؤية احدهما الآخر من خلال «نظارة وردية اللون.‏» واذا تزوج الشخصان تحت تأثير عاطفة كهذه غالبا ما يواجهان يقظة عنيفة.‏

٢٠-‏٢٢ (‏أ)‏ لماذا الاقتراب المستقيم غير الاناني الى المغازلة مهم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان تتعلموا عن رفيق الزواج المقبل في فترة المغازلة؟‏ وأية صفات تريدونها خصوصا في رفيق الزواج؟‏

٢٠ والرجل عموما هو الذي يأخذ المبادرة في المغازلة اذ يعبّر عن اهتمامه بالمرأة.‏ فاذا كان مستقيما وجادّا في هذا الامر يكون لديها الحق في الاعتقاد انه يتأمل على الاقل في الزواج.‏ وحينئذ ماذا؟‏ حينئذ تكون لديها المسؤولية لتسأل نفسها ما اذا كانت تعتقد انها تستطيع ان تفكر في الزواج به.‏ واذا كانت على يقين تام من عدم اعتباره زوجا مقبلا،‏ حينئذ من القسوة ان تدعه يطور اهتماما عميقا بها.‏ فبعض الفتيات يرغبن في السماح للشخص بمغازلتهنّ لمجرد تعزيز مظهرهنّ للشهرة او الاهلية بأمل ان يلاحظهنّ الآن الشبان الآخرون.‏ وبعض الشبان يتصرفون بشكل مماثل،‏ معتقدين انهم يستطيعون ان يلهوا،‏ ان ينالوا وقتا طيبا ثم ينصرفوا قبل ان تصير الامور جدّية اكثر من اللازم.‏ ولكنّ مثل هذا الاستعمال الاناني للحرية يمكن ان يسبب ضررا حقيقيا،‏ جروحا خطيرة قد تتطلب اشهرا وحتى سنوات لتشفى.‏

٢١ وحرية المغازلة يمكن ان تجلب الفوائد فقط اذا استعملت بطريقة غير انانية.‏ فيمكن ان تمنحكم الفرصة للتعرف اكثر بالشخص الذي تفكرون في صرف بقية حياتكم معه.‏ وحسب استقامة كل فرد نحو الآخر يمكن ان تتعلموا ما يحبه الآخر ولا يحبه،‏ مقاييسه وعاداته ووجهات نظره،‏ اجل،‏ طبعه ومزاجه وتجاوبه مع المشاكل او الصعوبات.‏ وانتم بالصواب تريدون ان تعرفوا امورا كهذه:‏ هل هو شخص يتحلى باللطف والكرم والاعتبار للآخرين؟‏ وما القول في الاحترام للابوين والاشخاص الاكبر سنا؟‏ هل هنالك دليل جيد على الاتضاع والتواضع،‏ ام هو شخص يتصف بالتفاخر والعناد؟‏ وهل ارى ضبط النفس والاتزان،‏ ام عوض ذلك الضعف والسخافة،‏ وربما تقطيب الوجه او نوبة الغضب؟‏ وبما ان العمل جزء كبير من الحياة،‏ ما القول في ادلة الكسل او عدم الشعور بالمسؤولية او موقف التبذير من المال؟‏ وما القول في الخطط للمستقبل؟‏ هل هنالك رغبة في عائلة،‏ ام هنالك اهتمام بخدمة خصوصية؟‏ وفي مقالة بعنوان،‏ «علامات الخطر في المغازلة،‏» يقول احد الكتّاب:‏ «ان دراستنا للمخطوبين وللاشخاص المتزوجين السعداء وغير السعداء وجدت ان المتزوجين غير السعداء هم على غير اتفاق في اهداف الحياة وقيمها.‏»‏

٢٢ وقبل كل شيء،‏ يجب ان ترغبوا في معرفة مقدار ظهور مقاصد اللّٰه في اهتمامات وخطط الشخص الآخر.‏ اجل،‏ عندما تكمل الصورة تماما،‏ الى اي حد يكون كل فرد ملائما للآخر؟‏ واذا وجدت فوارق خطيرة،‏ لا تخدعوا نفسكم بالاعتقاد ان الزواج يحلّها آليا.‏ فقد يجعل ذلك الخلاف الذي تسببه ظاهرا اكثر.‏

المسلك المكرّم في المغازلة

٢٣-‏٢٦ (‏أ)‏ كيف تشعرون تجاه المسك بالايدي والتقبيل والمعانقة من جهة الاشخاص الذين يخططون للزواج؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يصير المرء مذنبا بالانحلال الخلقي و «النجاسة»؟‏ ولماذا من المهم تجنب امثال هذه الامور؟‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩،‏ ٢١‏)‏

٢٣ وفي البلدان التي يسمح فيها الآباء بالمعاشرة دون حراسة كثيرا ما ينهمك الاشخاص الذين يتغازلون في تعابير التودد،‏ كالمسك بالايدي او التقبيل او حتى المعانقة.‏ وطبعا،‏ يقع على الآباء التزام ارشاد بنيهم وبناتهم في ما يتعلق بالمقاييس التي يريدون ان يتصرفوا بموجبها.‏ ويمكن للشيوخ في الجماعة المسيحية ان يلفتوا انتباه الاحداث الى المبادئ الارشادية السليمة الموجودة في كلمة اللّٰه،‏ وكل من يريد باستقامة ان يتخذ المسلك الحكيم في الحياة يصغي طوعا وبسرور الى مثل هذه المشورة.‏

٢٤ ولا يرفض الكتاب المقدس بالتحديد العهارة فقط،‏ التي هي الاتصال الجنسي بين الاشخاص غير المتزوجين،‏ بمن فيهم الاشخاص الخاطبون،‏ ولكنه يحذر ايضا من الفساد الادبي و «النجاسة،‏» التي يمكن ان تحدث في فترة المغازلة.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏)‏ والاشخاص الذين يصغون الى هذه التحذيرات يتجنبون الكثير من الحزن ولا يخاطرون بامتلاك ذكريات مزعجة لمسلك خاطئ.‏ ولكن ما هو المسلك النجس حسب مقاييس الكتاب المقدس؟‏ وماذا يمكن ان يشمل؟‏

٢٥ ان المسك بالايدي يمكن ان يكون تعبيرا طاهرا من تعابير التودد بين الاشخاص الذين يفكرون في الزواج.‏ صحيح انه قد يكون له اثر مثير،‏ ولكنّ ذلك طبيعي وليس بالضرورة رديئا.‏ فمجرد منظر الشخص الذي يفكر المرء في الزواج به قد يثير ايضا،‏ قد يجعل القلب ينبض باكثر سرعة.‏ (‏نشيد الانشاد ٤:‏٩‏،‏ ع‌ج)‏ ولكن،‏ اذا نعرف ماهية الطبيعة البشرية،‏ يجب ان نذكر ان الملامسة الجسدية تزيد قوة الجاذبية الجنسية.‏ ولذلك،‏ اذ يدرك بعض الاشخاص العواقب المحتملة التي يمكن ان تؤدي اليها،‏ قد يفضلون وضع القيود الشديدة على انفسهم في ما يتعلق بالملامسة الجسدية في فترة المغازلة.‏ ولا يجب ان يزدري احد او يستخف بالموقف الذي يتخذونه بضمير حي.‏

٢٦ والتقبيل ايضا يمكن ان يكون تعبيرا طاهرا من تعابير التودد بين الاشخاص الذين يفكرون في الزواج —‏ او يمكن ان لا يكون كذلك.‏ والسؤال بالحقيقة هو،‏ الى اي حد تظهر الشهوة على المسرح؟‏ فالتقبيل يمكن ان يجري بطريقة تهيّج الشهوة الى حد الاثارة الجنسية العميقة لدى الشخصين.‏ والاثارة الجنسية تعدّ الشخصين للاتصال الجنسي،‏ ولكنّ هذا الامتياز حسب شريعة اللّٰه محفوظ للاشخاص المتزوجين فقط.‏ فاذا تباهى الشخصان بكسر شريعة اللّٰه عن معرفة بالانهماك العمدي الوقح في مسلك يثير الشهوة،‏ سواء كان ذلك بمداعبة كل منهما الاعضاء الجنسية للآخر او بطريقة اخرى،‏ يكونان مذنبين «بالنجاسة» والانحلال الخلقي.‏

٢٧-‏٣٠ اية اسباب وجيهة هنالك لتجنب المسلك المثير للشهوة قبل الزواج؟‏

٢٧ ويجب ان نكون مستقيمين مع انفسنا.‏ فاذا عرفنا اننا لا نملك قوة ضبط النفس في هذه الامور يجب ان لا نخاطر بمستقبلنا او ذاك الذي للشخص الآخر بالمجازفة.‏ وهل تقودون سيارة في منعطف شديد الانحدار اذا عرفتم ان جهاز ايقافها بحالة رديئة؟‏ ووقت تبني القرار العقلي والاختيار القلبي لهذه الامور هو قبل ان تبتدئوا،‏ وليس بعد ذلك.‏ فمتى ابتدأت الرغبة الجسدية بالتهيّج من الصعب جدا عموما ايقاف ازديادها.‏ واولئك الذي يدعون الشهوة تزداد فيهم الى حد الرغبة في العلاقات الجنسية —‏ فيما لا يملكون الحق في ذلك بالزواج —‏ يخضعون انفسهم للتوتر والخيبة.‏ ويكون ذلك كقراءة كتاب مشوّق —‏ ولكن ليجدوا الفصل الاخير ممزقا.‏

٢٨ واولئك الذين يبقون علاقتهم في المغازلة على مستوى رفيع ينالون في الزواج بداية افضل بكثير من اولئك الذين يستسلمون للشهوة التي تزداد تكرارا وشدة.‏ وكم يمكن ان تشعر الفتاة بالاحترام لمن تضطر الى مقاومته باستمرار؟‏ أما الشاب الذي يظهر التحفظ المحترم وقوة الارادة فيربح الاحترام.‏ ويصح الامر ذاته في الفتاة.‏ واذ قد تتطلب اثارة مشاعرها الوقت،‏ يلزم ان تدرك خصوصا ان ذلك نادرا ما يصح في الذكر.‏ فيمكن ان يتهيّج جنسيا بسهولة وسرعة.‏

٢٩ والاستسلام للتعابير المتكررة التي تزداد شهوة يمكن ان يؤدي الى الزواج قبل الاوان.‏ يقول كتاب «المراهقة والحداثة»:‏ «ان المراحل الاولى من المغازلة لا بد ان تكون غرامية على الغالب.‏ والزواج في ذلك الحين قد يجعل المرء يتوقع من الزواج اكثر مما يمكن ان يحققه ايّ زواج.‏ والفترة المطوّلة للمغازلة تجلب عادة مزيدا من الفهم المعقول للشخص الآخر بحيث يمكن ان ينتج زواج يتصف بالفهم.‏» ومن اجل مثل هذه الفترة الاطول للمغازلة تلزم ممارسة الكبح —‏ والا فيمكن ان يزداد الدافع الجنسي قوة في وقت مبكر بحيث يشكل خطرا حقيقيا.‏

٣٠ والشكوك الخطيرة والريبة قد تبرز فجأة بعد الزواج اذا سمح للشهوة بتشويه الصورة كثيرا في فترة المغازلة.‏ وقد يبتدئ الشخصان بالتساؤل،‏ هل تزوجنا حقا عن محبة؟‏ ام وقعنا في شرك الشهوة؟‏ وهل كان ذلك اختيارا حكيما؟‏ وقد تميل الفتاة ايضا الى الشك في اصالة محبة زوجها،‏ متسائلة ما اذا تزوجها لمجرد جسدها لا لما هي عليه كشخص.‏

٣١،‏ ٣٢ ماذا يمكن ان يساعد الشخصين على تجنب المسلك المثير للشهوة الذي يشوه المغازلة؟‏

٣١ فلحماية نفسكم وسعادتكم المقبلة تجنبوا الحالات التي تميل الى الشهوة.‏ والاماكن المنعزلة والمظلمة لن تساعدكم على ابقاء المغازلة مكرّمة.‏ ولا الحالات التي يمر فيها الوقت ببطء ويظهر انه لا يوجد شيء لفعله سوى الانهماك في امثال هذه التعابير للتودد.‏ ولكن يمكن الحصول على متعة انظف بكثير في نشاطات كالتزلّج،‏ واللعب بكرة المضرب او الالعاب الرياضية المماثلة،‏ وتناول الطعام معا في مطعم او زيارة متحف او مكان محلي ممتع وجميل.‏ ففيما تتمتعون بشيء من الشعور بالانفراد لعدم وجود اولئك الذين تعرفونهم شخصيا تنالون الحماية من عدم انعزالكم تماما عن الناس الآخرين.‏

٣٢ وايضا،‏ عوض التفكير في مجرد ما «تخسرونه» نتيجة الكبح،‏ فكروا في ما تستعدون له في المستقبل.‏ وحينئذ في كل السنوات القادمة يمكن ان تنظروا الى الوراء الى مغازلتكم،‏ لا باشمئزاز او ندم،‏ بل بسرور واكتفاء.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥٣]‏

اذا كانت المغازلة سلسلة من التعابير الشهوانية بكبح اقل فأقل،‏ كيف يؤثر ذلك في آمال الزواج الناجح؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥٥]‏

هنالك متعة انظف بكثير يمكن ان يشترك فيها الاحداث