الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«الدفاع عن البشارة وتثبيتها شرعيا»‏

‏«الدفاع عن البشارة وتثبيتها شرعيا»‏

الفصل ٣٠

‏«الدفاع عن البشارة وتثبيتها شرعيا»‏

ان الاضطهاد الشديد الذي جُلب على شهود يهوه ادَّى الى سوقهم امام رسميي الشرطة،‏ القضاة،‏ والحكام حول الارض.‏ والقضايا القانونية التي تشمل الشهود بلغ عددها آلافا عديدة،‏ واستؤنف منها المئات في المحاكم العليا.‏ وهذا الامر كان له تأثير بالغ في القانون نفسه وكثيرا ما عزَّز الضمانات القانونية للحريات الاساسية للناس عموما.‏ ولكنَّ ذلك لم يكن الهدف الرئيسي لشهود يهوه.‏

فرغبتهم الرئيسية هي المناداة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ والاجراء القانوني الذي يتَّخذونه ليس لأنهم مهيِّجون للمجتمع او مصلحون للقانون.‏ فهدفهم هو ان ‹يدافعوا عن البشارة ويثبِّتوها شرعيا،‏› تماما كما صحَّ في الرسول بولس.‏ (‏فيلبي ١:‏٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ وتُعتبر ايضا جلسات السماع امام رسميي الحكومة،‏ سواء كانت بطلب الشهود او بسبب القبض عليهم لنشاطهم المسيحي،‏ فرصا لاعطاء شهادة.‏ قال يسوع المسيح لأتباعه:‏ «تساقون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم وللامم.‏» —‏ متى ١٠:‏١٨‏.‏

فيض اممي من الاجراءات القانونية

قبل الحرب العالمية الاولى بزمن طويل حاول رجال الدين،‏ بالضغط على الرسميين المحليين،‏ ان يمنعوا تلاميذ الكتاب المقدس من توزيع المطبوعات في مناطقهم.‏ ولكن عقب الحرب العالمية الاولى اشتدت المقاومة.‏ فكانت توضع،‏ في بلد بعد آخر،‏ عقبات قانونية من كل نوع يمكن تصوُّره امام الذين يحاولون ان يطيعوا امر المسيح النبوي بالكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه بقصد الشهادة.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

واذ اثارهم الدليل على اتمام نبوة الكتاب المقدس،‏ غادر تلاميذ الكتاب المقدس محفلهم في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩٢٢،‏ مصممين على جعل العالم يعرف ان ازمنة الامم قد انتهت وأن الرب اخذ سلطته العظيمة وهو يحكم من السموات كملك.‏ وكان شعارهم «أَعلنوا،‏ أَعلنوا،‏ أَعلنوا،‏ الملك وملكوته.‏» وفي تلك السنة عينها حرَّض رجال الدين في المانيا الشرطة على اعتقال بعض تلاميذ الكتاب المقدس وهم يوزِّعون مطبوعات الكتاب المقدس.‏ وهذه الحادثة لم تكن الوحيدة.‏ فبحلول السنة ١٩٢٦ كانت هنالك ٨٩٧ قضية كهذه معلَّقة في المحاكم الالمانية.‏ كانت القضايا كثيرة جدا حتى انه صار ضروريا في السنة ١٩٢٦ ان تؤسِّس جمعية برج المراقبة دائرة قانونية في مكتب فرعها في ماڠْدَبورڠ.‏ وخلال السنة ١٩٢٨ كان هنالك في المانيا وحدها ٦٦٠‏,١ اجراء قانونيا ضد تلاميذ الكتاب المقدس،‏ واستمر الضغط في الازدياد سنة بعد سنة.‏ فكان رجال الدين مصممين على وضع حدّ لعمل تلاميذ الكتاب المقدس،‏ وكانوا يفرحون عندما يشير ايّ قرار للمحكمة الى انهم احرزوا مقدارا من النجاح.‏

حدثت في الولايات المتحدة اعتقالات لتلاميذ الكتاب المقدس بسبب الكرازة من بيت الى بيت في السنة ١٩٢٨،‏ في جنوب امبوي،‏ نيو جيرزي.‏ وفي غضون عقد كان العدد السنوي للاعتقالات بسبب خدمتهم في الولايات المتحدة اكثر من ٥٠٠.‏ وخلال السنة ١٩٣٦ ارتفع العدد كثيرا —‏ الى ١٤٩‏,١.‏ ولتزويد المشورة اللازمة،‏ صار ضروريا تشكيل دائرة قانونية في مركز الجمعية الرئيسي ايضا.‏

وعلى نحو مماثل،‏ واجه النشاط الكرازي المكثَّف في رومانيا مقاومة شديدة من السلطات الحاكمة آنذاك.‏ وشهود يهوه الذين يوزِّعون مطبوعات الكتاب المقدس كثيرا ما كان يُقبض عليهم ويُضربون بقسوة.‏ ومن السنة ١٩٣٣ حتى السنة ١٩٣٩ واجه الشهود هناك ٥٣٠ دعوى.‏ لكنَّ قانون البلد تضمَّن ضمانات للحرية،‏ ولذلك ادَّت قضايا الاستئناف في المحكمة العليا في رومانيا الى قرارات مؤاتية عديدة.‏ واذ ابتدأت الشرطة تدرك ذلك،‏ كانت تصادر المطبوعات وتسيء معاملة الشهود لكنها كانت تحاول تجنب الاجراءات القضائية.‏ وبعد ان سُمح للجمعية اخيرا بأن تُسجَّل كمؤسسة في رومانيا،‏ حاول المقاومون ان يحبطوا القصد من هذا التسجيل الشرعي بالحصول على امر من المحكمة يمنع توزيع مطبوعات برج المراقبة.‏ فأبطلت محكمة اعلى هذا القرار،‏ لكنَّ رجال الدين اقنعوا حينئذ وزير الاديان ليعمل على الغاء هذا الحكم.‏

وفي ايطاليا وهنڠاريا،‏ كما في رومانيا،‏ قامت الشرطة تحت سلطة الحكومة التي كانت تحكم آنذاك بمصادرة مطبوعات الكتاب المقدس التي يستخدمها الشهود.‏ وحدث الامر نفسه في اليابان،‏ كوريا،‏ وساحل الذهب (‏الآن غانا)‏.‏ وأُمر شهود يهوه الذين اتوا من الخارج بمغادرة فرنسا.‏ ولسنين كثيرة لم يُمنح ايٌّ من شهود يهوه اذنا في الدخول الى الاتحاد السوڤياتي للكرازة بملكوت اللّٰه.‏

واذ اكتسحت حمى القومية العالم من السنة ١٩٣٣ حتى اربعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ حظرت الحكومات شهود يهوه في بلد بعد آخر.‏ وسيق آلاف من الشهود امام المحاكم خلال هذه الفترة بسبب رفضهم المؤسس على الضمير لتحية العلم واصرارهم على الحياد المسيحي.‏ وفي السنة ١٩٥٠ ذُكر انه خلال الـ‍ ١٥ سنة السابقة خضع شهود يهوه في الولايات المتحدة وحدها لاكثر من ٠٠٠‏,١٠ اعتقال.‏

وعندما سيق اكثر من ٤٠٠ شاهد امام محاكم اليونان في خلال فترة قصيرة في السنة ١٩٤٦،‏ لم تكن تلك المرة الاولى لمثل هذا الاجراء هناك.‏ فقد كان جاريا طوال سنوات.‏ وبالاضافة الى السجن،‏ فُرضت غرامات كبيرة،‏ مستنزفة اموال الاخوة.‏ ولكن عندما تأملوا في حالتهم قالوا:‏ «الرب فتح الطريق ليصل عمل الشهادة الى الرسميين في اليونان،‏ الذين سمعوا عن تأسيس ملكوت البر؛‏ والقضاة ايضا في المحاكم حصلوا على الفرصة نفسها.‏» فمن الواضح ان شهود يهوه نظروا الى المسألة بالطريقة التي قال يسوع ان أتباعه يجب ان ينظروا اليها.‏ —‏ لوقا ٢١:‏​١٢،‏ ١٣‏.‏

معركة بدا ربحها مستحيلا

خلال اربعينات وخمسينات الـ‍ ١٩٠٠ صارت مقاطعة كْويبك الكندية ساحة قتال حقيقية.‏ وكانت الاعتقالات بسبب الكرازة بالبشارة تحدث هناك منذ السنة ١٩٢٤.‏ وبحلول شتاء ١٩٣١ كانت الشرطة تلقي القبض على بعض الافراد الشهود كل يوم،‏ وفي بعض الاحيان مرتين في اليوم.‏ وصارت نفقات دعاوي الشهود في كندا كبيرة.‏ ثم في وقت باكر من السنة ١٩٤٧ ارتفع مجموع عدد القضايا التي تشمل الشهود والتي كانت معلَّقة في المحاكم في مقاطعة كْويبك الى ٣٠٠‏,١؛‏ مع انه كانت هنالك فرقة صغيرة فقط من شهود يهوه هناك.‏

كان ذلك عصرا كانت فيه الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ذات نفوذ قوي يحسب له حسابا كل سياسي وكل قاض في المقاطعة.‏ وكان رجال الدين عموما يتمتعون باحترام رفيع في كْويبك،‏ وكان الآخرون يسرعون الى اطاعة اوامر الكاهن المحلي.‏ وكما وصف كتاب الدولة والخلاص (‏١٩٨٩)‏ الحالة:‏ «كان لدى كردينال كْويبك كرسي حيث تجتمع الجمعية التشريعية مباشرة بجانب الكرسي المحفوظ لنائب حاكم المقاطعة.‏ وبطريقة او بأخرى كان جزء كبير من كْويبك تحت السيطرة المباشرة للكنيسة .‏ .‏ .‏ وكانت مهمة الكنيسة،‏ في الواقع،‏ ان تجعل الحياة السياسية في كْويبك تنسجم مع المفهوم الكاثوليكي الروماني بأن الحق هو الكاثوليكية،‏ الخطأ هو ايّ شيء غير كاثوليكي،‏ والحرية هي حرية تكلم وعيش الحق الكاثوليكي الروماني.‏»‏

ومن وجهة النظر البشرية فان ربح الشهود للمعركة ليس فقط في كْويبك بل في كل العالم بدا مستحيلا.‏

اتهامات من كل نوع يمكن تصوُّره

بحث مقاومو الشهود في كتب القانون ليجدوا اية ذريعة ممكنة لوضع حدّ لنشاطهم.‏ وكثيرا ما اتهموهم بالبيع بدون ترخيص،‏ مدَّعين بالتالي ان العمل تجاري.‏ وبشكل مناقض لذلك،‏ اتُّهم بعض الفاتحين في مكان آخر بالتشرد اذ جرى القول بأنهم لم يكونوا يعملون في استخدام مربح.‏

لعقود حاول الرسميون باستمرار في بعض كانتونات سويسرا ان يصنِّفوا توزيع شهود يهوه لمطبوعات الكتاب المقدس كبيع تجاري.‏ وبشكل خصوصي،‏ كان المدَّعي العام في كانتون ڤود الناطق بالفرنسية مصمما على ابطال اية قرارات من المحاكم الادنى تصدر لمصلحة الشهود.‏

وفي مكان بعد آخر أُخبر شهود يهوه بوجوب الحصول على رخص لتوزيع مطبوعاتهم او لعقد اجتماعاتهم للكتاب المقدس.‏ ولكن هل كانت الرخصة لازمة حقا؟‏ اجاب الشهود «لا!‏» وعلى ايّ اساس؟‏

اوضَحوا:‏ ‹يأمر يهوه اللّٰه شهوده بأن يكرزوا ببشارة ملكوته،‏ ووصايا اللّٰه هي الاسمى ويجب ان يطيعها شهوده.‏ وما من هيئة تشريعية او تنفيذية ارضية يمكنها ان تمنع بحق شريعة يهوه.‏ وبما انه لا يمكن لأية سلطة حاكمة في العالم ان تمنع بحق الكرازة بالبشارة،‏ لا يمكن لأية سلطة او دولة عالمية كهذه ان تمنح رخصة في الكرازة بالبشارة.‏ فليس للدول العالمية سلطة في المسألة بطريقة او بأخرى.‏ وأن نطلب من البشر رخصة لنقوم بشيء امر به اللّٰه انما هو اهانة للّٰه.‏›‏

ان الاتهامات ضد الشهود غالبا ما كانت تقدِّم دليلا قويا على العداء الديني.‏ وهكذا،‏ عندما نُشر كراسا Face the Facts  (‏واجهوا الوقائع‏)‏ و Cure (‏الشفاء‏)‏،‏ استُدعي ناظر فرع الجمعية في النَّذَرلند الى المحكمة في هارلِم،‏ في السنة ١٩٣٩،‏ للردّ على الاتهام باهانة فريق من الجماهير الهولندية.‏ مثلا،‏ حاجَّ المدَّعي العام بأن مطبوعات برج المراقبة ذكرت ان اساقفة الروم الكاثوليك ينتزعون المال من الناس بطريقة خدَّاعة بالادِّعاء انهم يحرِّرون الموتى من مكان ليسوا موجودين فيه —‏ من المطهر،‏ الذي قالت المطبوعات ان الكنيسة لا يمكنها ان تثبت وجوده.‏

وفي مكان وقوف الشاهد شكا الشاهد الرئيسي للاساقفة،‏ «الاب» هنري دو خرِڤي:‏ «ان ألمي الاكبر هو ان الغريب يمكن ان يملك الانطباع اننا نحن الكهنة مجرد فريق من الاوغاد والخدَّاعين.‏» وعندما دُعي ناظر فرع الجمعية الى الشهادة،‏ فتح الكتاب المقدس الكاثوليكي وأظهر للمحكمة ان ما قاله الكراس عن تعاليم الكاثوليك ينسجم مع كتابهم المقدس الخاص.‏ وعندما سأل محامي الجمعية بعدئذ دو خرِڤي عما اذا كان بامكانه ان يثبت عقيدتي نار الهاوية والمطهر،‏ اجاب:‏ «لا يمكنني اثبات ذلك؛‏ انا أومن بذلك فقط.‏» فأدرك القاضي بسرعة ان هذا هو تماما ما ادَّعاه الكراس.‏ فرُفض النظر في القضية،‏ وخرج الكاهن من المحكمة بغضب!‏

واذ اثارهم نشاط شهود يهوه المتزايد في الجزء الشرقي مما كان آنذاك تشيكوسلوڤاكيا،‏ اتهم رجال الدين هناك الشهود بالتجسس.‏ وكانت الحالة مشابهة لتلك التي اختبرها الرسول بولس عندما اتهمه رجال الدين اليهود في القرن الاول بالتحريض على الفتنة.‏ (‏اعمال ٢٤:‏٥‏)‏ وفي ١٩٣٣-‏١٩٣٤ أُحيلت مئات القضايا الى المحكمة الى ان اقتنعت الحكومة بأنه لم يكن هنالك اساس صحيح للاتهام.‏ وفي ثلاثينات وأربعينات الـ‍ ١٩٠٠ سيق الشهود ايضا في مقاطعة كْويبك الكندية الى المحاكم بتهمة المؤامرة للتحريض على الفتنة.‏ حتى ان رجال الدين انفسهم —‏ الكاثوليك والپروتستانت على السواء،‏ ولكن خصوصا الروم الكاثوليك —‏ ذهبوا الى المحكمة ليشهدوا ضدهم.‏ فماذا فعل شهود يهوه؟‏ حاجَّ رجال الدين بأنهم كانوا يعرِّضون الوحدة الوطنية للخطر بنشر امور يمكن ان تسبِّب النفور من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.‏ لكنَّ الشهود اجابوا انهم كانوا في الواقع يوزِّعون مطبوعات تجلب التعزية من كلمة اللّٰه للناس المتواضعين لكنَّ ذلك اغاظ رجال الدين لأن التعاليم والممارسات غير المؤسسة على الاسفار المقدسة جرى تشهيرها.‏

فماذا مكَّن شهود يهوه من الاستمرار في وجه مثل هذه المقاومة المتواصلة؟‏ كان ذلك ايمانهم باللّٰه وكلمته الموحى بها،‏ ولاءهم غير الاناني ليهوه وملكوته،‏ والقوة التي تنتج من عمل روح اللّٰه.‏ وكما تذكر الاسفار المقدسة،‏ «فضل القوة للّٰه لا منا.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٧‏.‏

شهود يهوه يبدأون بالهجوم في الميدان القانوني

لعقود قبل الحرب العالمية الاولى انهمك تلاميذ الكتاب المقدس في توزيع مجاني واسع لمطبوعات الكتاب المقدس في الشوارع قرب الكنائس ومن بيت الى بيت.‏ لكنَّ بلدات ومدنا كثيرة في الولايات المتحدة اصدرت بعدئذ قوانين محلية اعاقت كثيرا مثل هذا «العمل الطوعي.‏» فماذا كان يمكن فعله؟‏

اوضحت برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول ١٩١٩ (‏بالانكليزية)‏:‏ «اذ نعتقد انه من واجبنا ان نبذل كل جهد ممكن لنشهد لملكوت الرب ولا نرخي يدنا بسبب رؤيتنا العقبات،‏ ونظرا الى وجود مثل هذا الجهد المنظَّم ضد العمل الطوعي،‏ صُنعت الترتيبات لاستعمال مجلة،‏ .‏ .‏ .‏ العصر الذهبي.‏»‏ *

ولكن اذ تكثَّفت اكثر الشهادة من بيت الى بيت،‏ تكثَّفت ايضا المحاولات لتطبيق القوانين بغية التقليل منها او منعها.‏ ليس لدى كل البلدان تدابير قانونية يمكن ان تضمن حريات الاقليات في وجه المقاومة الرسمية.‏ لكنَّ شهود يهوه عرفوا ان دستور الولايات المتحدة يضمن حرية الدين،‏ حرية التعبير،‏ وحرية الصحافة.‏ ولذلك،‏ عندما فسَّر القضاة القوانين المحلية بطريقة تعيق الكرازة بكلمة اللّٰه،‏ رفع الشهود قضاياهم الى المحاكم العليا.‏ *

وفي مراجعة ما حدث اوضح لاحقا هايدن ك.‏ كوڤنڠتن،‏ الذي كان له دور بارز في المسائل القانونية لجمعية برج المراقبة:‏ «لو لم تُستأنف آلاف الاحكام التي سجَّلها القضاة،‏ محاكم الجزاء والمحاكم الادنى الاخرى،‏ لتَكدَّس جبل من السوابق القانونية كعقبة ضخمة في مجال العبادة.‏ فبالاستئناف منعنا اقامة عقبة كهذه.‏ وطريقة عبادتنا صارت مشمولة بقانون الولايات المتحدة وغيرها من البلدان بسبب اصرارنا على استئناف القرارات غير الملائمة.‏» وفي الولايات المتحدة أُحيلت عشرات القضايا الى المحكمة العليا.‏

تعزيز ضمانات الحرية

ان احدى القضايا الاولى المتعلقة بخدمة شهود يهوه التي وصلت الى المحكمة العليا للولايات المتحدة نشأت في جورجيا ونوقشت في المحكمة في ٤ شباط ١٩٣٨.‏ فقد سبق ان أُدينت أَلما لوڤِل في المحكمة الجنائية المحلية في ڠْرِفِن،‏ جورجيا،‏ بانتهاك قانون محلي يمنع توزيع ايّ نوع من المطبوعات بدون رخصة من رئيس بلدية المدينة.‏ وبين امور اخرى،‏ كانت الاخت لوڤِل قد قدَّمت للناس مجلة العصر الذهبي.‏ وفي ٢٨ آذار ١٩٣٨ حكمت المحكمة العليا للولايات المتحدة بأن القانون المحلي باطل لأنه يُخضع حرية الصحافة للترخيص والرقابة.‏ *

وفي السنة التالية رافع ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ كمحامٍ عن المستدعية،‏ امام المحكمة العليا في قضية كلارا شنايدر ضد ولاية نيو جيرزي.‏ * وتبعت ذلك،‏ في السنة ١٩٤٠،‏ قضية كانتوِل ضد ولاية كونكتيكُت،‏ * التي اعدَّ فيها ج.‏ ف.‏ رذرفورد ملخَّص الدعوى القانوني وقدَّم فيها هايدن كوڤنڠتن مرافعة شفهية امام المحكمة.‏ والنتيجة الايجابية لهذه القضايا دعمت الضمانات الدستورية لحرية الدين،‏ حرية التعبير،‏ وحرية الصحافة.‏ ولكن كانت هنالك نكسات.‏

نكسات قوية في المحاكم

وصلت مسألة تحية العلم المتعلقة بأولاد شهود يهوه في المدارس الى المحاكم الاميركية لأول مرة في السنة ١٩٣٥ في قضية كارلتون ب.‏ نيكولز ضد رئيس بلدية ولجنة مدرسة لين (‏ماساتشوستس‏)‏‏.‏ * أُحيلت القضية الى المحكمة القضائية العليا في ماساتشوستس.‏ فحكمت المحكمة،‏ في السنة ١٩٣٧،‏ بأنه بصرف النظر عما قال كارلتون نيكولز،‏ الاصغر،‏ ووالداه انهم يؤمنون به،‏ لا مجال لأخذ المعتقد الديني في الاعتبار لأن «تحية العلم وتعهُّد الولاء اللذين نحن بصددهما الآن،‏» كما قالت «لا يرتبطان بأيّ معنى صحيح بالدين.‏ .‏ .‏ .‏ لا يتعلقان بآ‌راء ايّ شخص في ما يختص بخالقه.‏ ولا يمسّان علاقاته بصانعه.‏» وعندما رُفعت مسألة تحية العلم الالزامية الى المحكمة العليا للولايات المتحدة في قضية ليولِس ضد لاندرز * في السنة ١٩٣٧،‏ ومرة ثانية في هيرينڠ ضد هيئة التعليم للولاية  * في السنة ١٩٣٨،‏ رفضت المحكمة النظر في هاتين القضيتين لأنه،‏ في رأيها،‏ لا توجد مسألة فيديرالية مهمة للبحث فيها.‏ وفي السنة ١٩٣٩ رفضت المحكمة العليا مرة ثانية النظر في استئناف يتعلق بالمسألة نفسها،‏ في قضية ڠبرِيللي ضد نِكربَكر.‏ * وفي ذلك اليوم نفسه،‏ دون سماع المرافعة الشفهية،‏ اقرُّوا القرار غير المؤاتي للمحكمة الادنى في قضية جونسون ضد بلدة ديرفيلد.‏ *

وأخيرا،‏ في السنة ١٩٤٠،‏ استمعت المحكمة العليا كاملا الى القضية المسمَّاة المجلس التعليمي لمقاطعة ماينرزڤِل ضد ڠوبايتس.‏ * وقدَّم عدد كبير من المحامين المشهورين ملخصات للدعوى في كلا الطرفين.‏ وقدَّم ج.‏ ف.‏ رذرفورد مرافعة شفهية لمصلحة والتر ڠوبايتس وولديه.‏ ومثَّل عضو في الدائرة القانونية في جامعة هارْڤَرْد نقابة المحامين الاميركية واتحاد الحريات المدنية في المرافعة ضد تحية العلم الالزامية.‏ لكنَّ مرافعتهما رُفضت،‏ وبصوت معارض واحد فقط،‏ حكمت المحكمة العليا في ٣ حزيران بأن الاولاد الذين لا يحيّون العلم يمكن طردهم من المدارس الحكومية.‏

وخلال السنوات الثلاث التالية،‏ حكمت المحكمة العليا ضد شهود يهوه في ١٩ قضية.‏ والاهم كان القرار غير المؤاتي،‏ في السنة ١٩٤٢،‏ في قضية جونز ضد مدينة أُوپِلايكا.‏ * وكان راسكو جونز قد اتُّهم بالانهماك في توزيع المطبوعات في شوارع أُوپِلايكا،‏ آلاباما،‏ دون دفع رسم ترخيص.‏ فأيَّدت المحكمة العليا الاتهام وقالت ان الحكومات لها الحق في فرض رسوم معقولة على البيع بالتجوُّل وان قوانين كهذه لا يمكن الاعتراض عليها حتى ولو ألغت السلطات المحلية اعتباطا رسم الترخيص.‏ فشكَّل ذلك نكسة قوية،‏ لأنه يمكن الآن لأية مجموعة من الناس،‏ بتحريض من رجال الدين او ايّ شخص آخر مقاوم للشهود،‏ ان تمنعهم قانونيا وبالتالي أن توقف،‏ كما يمكن ان يفكر المقاومون،‏ نشاط شهود يهوه الكرازي.‏ ولكن حدث شيء غريب.‏

الحالة تتغيَّر

في قضية جونز ضد أُوپِلايكا،‏ القرار عينه الذي كان بمثابة نكسة لخدمة شهود يهوه العلنية،‏ ذكر ثلاثة من القضاة انهم لا يعارضون فقط الاكثرية في المحكمة العليا في القضية قيد المعالجة بل يشعرون ايضا بأنهم كانوا قد ساعدوا على وضع الاساس لها في قضية ڠوبايتس.‏ «بما اننا اشتركنا في الرأي في قضية ڠوبايتس،‏» اضافوا،‏ ‏«نرى ان هذه هي فرصة مناسبة لنذكر اننا نعتقد الآن ان القرار فيها كان خاطئا ايضا.‏» فاتخذ شهود يهوه ذلك حافزا الى رفع القضايا من جديد الى المحكمة العليا.‏

قُدِّم طلب لسماع الدعوى ثانية في قضية جونز ضد أُوپِلايكا.‏ وفي هذا الطلب قُدِّمت حجج قانونية قوية.‏ وأعلن ايضا بثبات:‏ «يجب ان تأخذ هذه المحكمة العليا بعين الاعتبار الواقع الاسمى انها تتعامل قضائيا مع خدام الاله الكلي القدرة.‏» وجرت مراجعة السوابق القضائية للكتاب المقدس التي تظهر الادلة الضمنية على ذلك.‏ ولُفت الانتباه الى النصيحة التي قدَّمها معلِّم الناموس غمالائيل للمحكمة العليا اليهودية في القرن الاول،‏ وهي:‏ «تنحَّوا عن هؤلاء الناس واتركوهم.‏ .‏ .‏ .‏ لئلا توجَدوا محاربين للّٰه ايضا.‏» —‏ اعمال ٥:‏​٣٤-‏٣٩‏.‏

وأخيرا،‏ في ٣ ايار ١٩٤٣،‏ في قضية ميردوك ضد ولاية پنسلڤانيا  * التي مثَّلت نقطة تحوُّل،‏ نقضت المحكمة العليا قرارها الابكر في قضية جونز ضد أُوپِلايكا.‏ وأعلنت ان ايّ رسم ترخيص كشرط لممارسة المرء حرية الدين بتوزيع المطبوعات الدينية انما هو امر مخالف للدستور.‏ وهذه القضية زوَّدت فرصا جديدة لشهود يهوه في الولايات المتحدة وجرت الاشارة اليها كمرجع في مئات القضايا منذ ذلك الحين.‏ وكان ٣ ايار ١٩٤٣ يوما جديرا بالذكر حقا لشهود يهوه في ما يتعلق بالقضايا امام المحكمة العليا للولايات المتحدة.‏ وفي ذلك اليوم الواحد حكمت المحكمة العليا في ١٢ من ١٣ قضية (‏جُمعت كلها في اربع جلسات لسماع الشهادة وابداء الرأي)‏ لمصلحتهم.‏ *

بعد نحو شهر —‏ في ١٤ حزيران،‏ عيد العلم السنوي للامة —‏ ناقضت المحكمة العليا ثانية نفسها،‏ وهذه المرة في ما يتعلق بقرارها في قضية ڠوبايتس،‏ فاعلة ذلك في القضية المسمَّاة هيئة التعليم في ولاية ڤرجينيا الغربية ضد بارْنِت.‏ * فحكمت انه «لا يمكن لأيّ رسمي،‏ كبير او صغير،‏ ان يفرض ما يكون مقبولا كشيء صحيح في السياسة،‏ القومية،‏ الدين،‏ او مسائل الرأي الاخرى او ان يجبر المواطنين على الاعتراف بالقول او العمل بايمانهم في هذا الشأن.‏» والكثير من الحجج التي عُرضت في هذا القرار تبنَّته بعد ذلك في كندا محكمة الاستئناف في اونتاريو في قضية دونالد ضد هيئة التعليم في هاملتون،‏ القرار الذي رفضت المحكمة العليا الكندية إلغاءه.‏

وانسجاما مع قرارها في قضية بارْنِت،‏ وفي اليوم نفسه،‏ في قضية تايلور ضد ولاية ميسيسيپي،‏ * حكمت المحكمة العليا للولايات المتحدة بأنه لا يمكن اتهام شهود يهوه بشكل صحيح بالتحريض على الفتنة لمجرد انهم يوضحون اسباب امتناعهم عن تحية العلم وأنهم يعلّمون ان كل الامم هي في الجانب الخاسر لأنها تقاوم ملكوت اللّٰه.‏ وهذه القرارات ايضا مهَّدت الطريق لاحكام مؤاتية لاحقة في محاكم اخرى في قضايا تشمل والدين شهود رفض اولادهم ان يحيّوا العلم في المدرسة،‏ وكذلك في مسائل تشمل الاستخدام والوصاية على الاولاد.‏ لقد تغيَّرت الحالة بشكل واضح.‏ *

افتتاح عصر جديد من الحرية في كْويبك

كان شهود يهوه يعملون ايضا بجد في قضية حرية العبادة في كندا.‏ فمن السنة ١٩٤٤ الى السنة ١٩٤٦ قُبض على مئات من الشهود في كْويبك عندما كانوا يشتركون في خدمتهم العلنية.‏ كان القانون الكندي يضمن حرية العبادة،‏ لكنَّ الرعاع كانوا يحولون دون عقد الاجتماعات حيث يُناقَش الكتاب المقدس.‏ وكانت الشرطة تذعن لمطالب رجال الدين الكاثوليك ان يوقفوا شهود يهوه.‏ وكان قضاة المحاكم الجنائية المحلية يسيئون معاملة الشهود في حين لم يكن يُتَّخذ ايّ اجراء ضد الرعاع.‏ فماذا كان يمكن فعله؟‏

رتَّبت الجمعية لمحفل خصوصي في مونتريال في ٢ و ٣ تشرين الثاني ١٩٤٦.‏ فراجع الخطباء موقف شهود يهوه على اساس الاسفار المقدسة ومن وجهة نظر قانون البلد.‏ ثم أُعلنت الترتيبات لحملة في كل انحاء البلد مدتها ١٦ يوما لكي تُوزَّع —‏ بالانكليزية،‏ الاوكرانية،‏ والفرنسية —‏ نشرة Is the Shame of All Canada Quebec’s Burning Hate for God and Christ and Freedom  (‏بغض كْويبك المتَّقد للّٰه والمسيح والحرية هو عار كل كندا‏)‏‏.‏ وذكرت بالتفصيل عنف الرعاع والفظائع الاخرى المرتكبة ضد شهود يهوه في كْويبك.‏ وتبعت ذلك نشرة ثانية،‏ ‏,‏You Have Failed Your People! Quebec  (‏لقد خذلت شعبك يا كْويبك!‏‏)‏.‏

ازدادت الاعتقالات فجأة في كْويبك.‏ ولمعالجة الحالة اقام فرع جمعية برج المراقبة في كندا دائرة قانونية مع ممثلين في تورونتو وفي مونتريال كلتيهما.‏ وعندما وصلت الاخبار الى الصحافة ان موريس دوپْلِسّي،‏ رئيس وزراء كْويبك،‏ سبَّب عمدا افلاس مطعم فرانك رونكارِلي،‏ واحد من شهود يهوه،‏ لمجرد انه زوَّد كفالة من اجل الرفقاء الشهود احتجَّ عامة الناس الكنديون بشدة.‏ ثم في ٢ آذار ١٩٤٧ بدأ شهود يهوه بحملة في كل انحاء البلد داعين الناس في كندا ان يلتمسوا من الحكومة وثيقة حقوق.‏ فجرى الحصول على اكثر من ٠٠٠‏,٥٠٠ توقيع —‏ اكبر عريضة قُدِّمت الى البرلمان الكندي على الاطلاق!‏ وفي السنة التالية تبعت ذلك عريضة اكبر ايضا لدعم العريضة الاولى.‏

وفي هذه الاثناء،‏ اختارت الجمعية قضيتي امتحان لاستئنافهما امام المحكمة العليا في كندا.‏ وإحداهما،‏ ايميه بوشيه ضد جلالة الملك،‏ عالجت تهمة التحريض على الفتنة التي وُجِّهت تكرارا الى الشهود.‏

كانت قضية بوشيه مؤسسة على الدور الذي كان لإيميه بوشيه،‏ مزارع وديع،‏ في توزيع نشرة بغض كْويبك المتَّقد.‏ فهل كان تحريضا على الفتنة ان يعلن عنف الرعاع الموجَّه ضد الشهود في كْويبك،‏ تجاهل القانون من جهة الرسميين الذين تعاملوا معهم،‏ والدليل على ان الاسقف الكاثوليكي وغيره من رجال الدين الكاثوليك كانوا يحرِّضون على عنف الرعاع؟‏

وفي تحليل النشرة التي وُزِّعت قال احد قضاة المحكمة العليا:‏ «كانت الوثيقة بعنوان ‹بغض كْويبك المتَّقد للّٰه والمسيح والحرية هو عار كل كندا؛‏› وكانت تتألف اولا من دعوة الى الهدوء والتعقُّل في تقييم المسائل التي ستُعالَج دعما للعنوان؛‏ ثم من اشارات عامة الى الاضطهاد الانتقامي الذي عاناه في كْويبك الشهود كإخوة في المسيح؛‏ رواية مفصَّلة لحوادث اضطهاد معيَّنة؛‏ ومناشدة ختامية للناس في المقاطعة،‏ احتجاجا على حكم الرعاع وأساليب الڠستاپو،‏ لكي يجري،‏ من خلال درس كلمة اللّٰه وإطاعة وصاياها،‏ انتاج ‹غلة وافرة من ثمار المحبة الجيدة للّٰه والمسيح وحرية الانسان.‏›»‏

ابطل قرار المحكمة العليا ادانة ايميه بوشيه،‏ لكنَّ ثلاثة من القضاة الخمسة طلبوا محاكمة جديدة.‏ فهل كان ذلك سيؤدي الى قرار غير متحيز في المحاكم الادنى؟‏ قدَّم محامي شهود يهوه طلبا الى المحكمة العليا نفسها لسماع الدعوى ثانية.‏ ومن المدهش انها وافقت على ذلك.‏ وبينما كان الطلب معلَّقا،‏ ازداد عدد القضاة في المحكمة العليا،‏ وغيَّر احد القضاة الاولين رأيه.‏ وكانت النتيجة في كانون الاول ١٩٥٠ قرارا بـ‍ ٥ مقابل ٤ يبرِّئ الاخ بوشيه كاملا.‏

في بادئ الامر،‏ تحدَّى هذا القرارَ الوكيل العام ورئيس الوزراء (‏الذي كان ايضا نائبا عاما)‏ في مقاطعة كْويبك كلاهما،‏ لكنَّ المحاكم فرضت تنفيذه تدريجيا.‏ وهكذا أُزيلت تماما تهمة التحريض على الفتنة التي أُثيرت تكرارا ضد شهود يهوه في كندا.‏

ولكن استؤنفت قضية امتحان اخرى امام المحكمة العليا الكندية —‏ لورييه سومور ضد مدينة كْويبك.‏ وهذه القضية واجهت القوانين المحلية المتعلقة بالرخص التي لها صلة بعدد كبير من الادانات في المحاكم الادنى.‏ وفي قضية سومور كانت الجمعية تسعى الى الحصول على امر قضائي دائم ضد مدينة كْويبك لمنع السلطات من اعاقة شهود يهوه عن توزيع المطبوعات الدينية.‏ وفي ٦ تشرين الاول ١٩٥٣ اصدرت المحكمة العليا قرارها.‏ فكان الجواب «نعم» لشهود يهوه،‏ «لا» لمقاطعة كْويبك.‏ وهذا القرار حقَّق النصر ايضا في ألف قضية اخرى حيث كان مبدأ الحرية الدينية نفسه العامل السائد.‏ وافتتح ذلك عصرا جديدا لعمل شهود يهوه في كْويبك.‏

تعلُّم الحقوق والاجراءات القانونية

اذ ازداد عدد قضايا المحاكم في اواخر عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ وبعدها،‏ صار ضروريا ان يتعلَّم شهود يهوه الاجراءات القانونية.‏ وبما ان ج.‏ ف.‏ رذرفورد كان محاميا وعمل هو نفسه احيانا كقاضٍ،‏ قدَّر حاجة الشهود الى التوجيه في هذه الامور.‏ وخصوصا منذ السنة ١٩٢٦ يشدِّد الشهود على الكرازة من بيت الى بيت ايام الآحاد،‏ مستعملين الكتب التي تشرح الكتاب المقدس.‏ ولسبب المقاومة لتوزيعهم مطبوعات الكتاب المقدس ايام الآحاد اعدَّ الاخ رذرفورد كراسة Liberty to Preach  (‏الحرية للكرازة‏)‏ لمساعدة الذين في الولايات المتحدة على فهم حقوقهم في ظل القانون.‏ لكنه لم يكن شخصيا قادرا على القيام بكل العمل القانوني،‏ ولذلك رتَّب ان يخدم محامون آخرون كجزء من مستخدَمي المركز الرئيسي للجمعية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ تعاون محامون آخرون منتشرون في انحاء مختلفة من البلد بشكل وثيق.‏

لم يكن المحامون قادرين على المثول امام المحكمة في آلاف القضايا التي شملت نشاط شهود يهوه الكرازي،‏ لكنهم كانوا قادرين على منح المشورة القيِّمة.‏ ولهذه الغاية صُنعت الترتيبات لتدريب جميع شهود يهوه في الاجراءات القانونية الاساسية.‏ وجرى ذلك في محافل خصوصية في الولايات المتحدة في السنة ١٩٣٢ وفي ما بعد في برامج اجتماعات الخدمة العادية في الجماعات.‏ ونُشر «نظام المحاكمة» المفصَّل في الكتاب السنوي لعام ١٩٣٣ لشهود يهوه (‏وفي ما بعد كنشرة منفصلة)‏.‏ وهذه الارشادات جرى تعديلها حسبما تطلبته الظروف.‏ وفي عدد ٣ تشرين الثاني ١٩٣٧ من التعزية أُعطيت مشورة قانونية اضافية تتعلق بحالات معيَّنة تجري مواجهتها.‏

وباستعمال هذه المعلومات،‏ كان الشهود يتولَّون عادةً دفاعهم الخاص في المحاكم المحلية عوضا عن طلب خدمات محام.‏ ووجدوا انهم بهذه الطريقة غالبا ما يتمكنون من تقديم شهادة للمحكمة وعرض القضايا مباشرة على القاضي عوضا عن ان يُتَّخذ القرار في قضاياهم على اساس مجرد تقنيات قانونية.‏ وعندما كان يُتَّخذ قرار مضاد في اية قضية،‏ كانت تُستأنف عادةً،‏ مع ان بعض الشهود كانوا يقضون فترة السجن عوضا عن استخدام محامٍ تلزم خدماته في محكمة استئنافية.‏

اذ نشأت حالات جديدة وأحدثت القرارات في المحاكم سوابق قانونية،‏ زُوِّدت معلومات اضافية لابقاء الشهود على علم بالمستجدات.‏ وهكذا،‏ طُبع في السنة ١٩٣٩ (‏بالانكليزية)‏ كراس Advice for Kingdom Publishers  (‏نصيحة لناشري الملكوت‏)‏ لمساعدة الاخوة في معارك المحاكم.‏ وبعد سنتين وردت مناقشة اوسع في كراس Jehovah’s Servants Defended  (‏دفاع خدام يهوه‏)‏.‏ واقتبس او ناقش ٥٠ قرارا مختلفا للمحاكم الاميركية يشمل شهود يهوه،‏ وكذلك قضايا اخرى عديدة،‏ وأوضح كيف يمكن استخدام هذه السوابق القانونية بشكل مفيد.‏ ثم،‏ في السنة ١٩٤٣،‏ جُعلت نسخة من Freedom of Worship  (‏حرية العبادة‏)‏ متوافرة لكل شاهد ودُرست باجتهاد في اجتماعات الخدمة في الجماعات.‏ وبالاضافة الى تزويد مجموعة قيِّمة من القضايا القانونية،‏ اورد هذا الكراس بالتفصيل الاسباب المؤسسة على الاسفار المقدسة لمعالجة الامور بطرائق معيَّنة.‏ وفي السنة ١٩٥٠ تبع ذلك الكراس الحديث Defending and Legally Establishing the Good News  (‏الدفاع عن البشارة وتثبيتها شرعيا‏)‏‏.‏

كل ذلك كان تعلُّما تقدُّميا يتعلق بالقانون.‏ لكنَّ الهدف لم يكن جعل الشهود محامين بل ابقاء الطريق مفتوحة امام الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه جهارا ومن بيت الى بيت.‏

مثل سرب من الجراد

حيثما اعتبر الرسميون انفسهم فوق القانون،‏ كانت معاملتهم للشهود احيانا عديمة الرحمة.‏ ولكن،‏ بصرف النظر عن الاساليب التي استخدمها مقاوموهم،‏ عرف شهود يهوه ان كلمة اللّٰه تنصح:‏ «لا تنتقموا لأنفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب.‏ لأنه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب.‏» (‏رومية ١٢:‏١٩‏)‏ ومع ذلك،‏ شعروا بأنهم تحت التزام قوي لتقديم شهادة.‏ فكيف فعلوا ذلك عندما واجهتهم مقاومة رسمية؟‏

رغم ان جماعات شهود يهوه كانت عادةً صغيرة الى حد ما خلال ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان هنالك رابط قوي بينها.‏ فعندما يوجد اضطراب خطير في مكان ما،‏ يكون الشهود من المناطق المجاورة توّاقين الى المساعدة.‏ مثلا،‏ في السنة ١٩٣٣ في الولايات المتحدة نُظِّم ٦٠٠‏,١٢ شاهد في ٧٨ فرقة كبيرة.‏ وعندما كانت تحدث اعتقالات متواصلة في احدى المناطق،‏ او عندما ينجح المقاومون في الضغط على المحطات الاذاعية لالغاء الاتفاقيات لبثّ برامج اعدَّها شهود يهوه،‏ كان مكتب الجمعية في بروكلين يبلَّغ بذلك.‏ وفي غضون اسبوع كانت التعزيزات ترسل الى تلك المنطقة لتقديم شهادة مكثَّفة.‏

وحسب الحاجة،‏ كان يلتقي من ٥٠ الى ٠٠٠‏,١ شاهد في وقت معيَّن،‏ وعادةً في الريف قرب المنطقة التي سيخدمون فيها.‏ كانوا جميعا متطوعين؛‏ وكان البعض يأتون من اماكن تبعد ٢٠٠ ميل (‏٣٢٠ كلم)‏.‏ وكانت الفِرق تُعطى مقاطعة يمكن تغطيتها في ٣٠ دقيقة او ربما ساعتين.‏ واذ كان ركَّاب كل سيارة يبتدئون بالعمل في جزئهم المعيَّن،‏ كانت لجنة من الاخوة تزور الشرطة لاعلامهم بالعمل الجاري ولتزويد لائحة بجميع الشهود الذين يعملون ضمن المنطقة في ذلك الصباح.‏ واذ يدرك الرسميون ان عدد الشهود يفوق عدد قواتهم،‏ كانوا يسمحون في معظم الاماكن باستمرار العمل دون اعاقة.‏ وفي بعض المواقع كانوا يملأون سجنهم ولكنهم بعد ذلك لا يستطيعون ان يفعلوا شيئا اكثر.‏ وبالنسبة الى الذين يُقبَض عليهم،‏ كان لدى الشهود محامون حاضرون مع كفالة.‏ وكان التأثير كذاك الذي لسرب الجراد الرمزي المشار اليه في الاسفار المقدسة في يوئيل ٢:‏​٧-‏١١ ورؤيا ٩:‏​١-‏١١‏.‏ وبهذه الطريقة كان من الممكن الاستمرار في الكرازة بالبشارة حتى في وجه المقاومة الشديدة.‏

تشهير اعمال الرسميين المستبدين امام الرأي العام

اعتُبر مفيدا ان يجري اعلام الناس في بعض المناطق بما يفعله رسميوهم المحليون.‏ ففي كْويبك،‏ عندما اخضعت المحاكم الشهود لاجراءات تذكِّر بمحاكم التفتيش،‏ أُرسلت رسالة تصف الوقائع الى جميع اعضاء الهيئة التشريعية في كْويبك.‏ وعندما لم يُتَّخذ ايّ اجراء،‏ ارسلت الجمعية نسخة من الرسالة الى ٠٠٠‏,١٤ رجل اعمال في كل انحاء المقاطعة.‏ ثم أُخذت المعلومات الى محرِّري الصحف للنشر.‏

وفي شرقي الولايات المتحدة جرى اعلام العامة بواسطة البرامج الاذاعية.‏ ففي بتل بروكلين،‏ شكَّل عدد من المدرَّبين في التمثيل،‏ المهرة في التقليد،‏ ما دُعي بمسرح الملك.‏ وعندما كان الرسميون المستبدون يحيلون شهود يهوه الى المحاكمة،‏ كان يُصنع سجل اختزالي كامل باجراءات المحكمة.‏ وكان الممثلون يحضرون المحكمة لكي يصيروا ملمّين جيدا بنبرة صوت وأسلوب تكلم رجال الشرطة،‏ المدَّعي العام،‏ والقاضي.‏ وبعد حملة اعلانية واسعة لضمان عدد كبير من المستمعين للراديو،‏ كان مسرح الملك يمثِّل مشاهد قاعة المحكمة بواقعية جديرة بالملاحظة لكي تعرف العامة تماما ما يفعله رسميوهم.‏ وعلى مر الوقت،‏ بسبب فيض تشهيرهم العلني،‏ صار بعض هؤلاء الرسميين اكثر حذرا في معالجتهم القضايا المتعلقة بالشهود.‏

اجراء متَّحد في وجه الظلم النازي

عندما قامت حكومة المانيا النازية بحملة لايقاف نشاط شهود يهوه في المانيا،‏ بُذلت جهود متكررة لنيل فرصة للتعبير عن رأيهم امام السلطات الالمانية.‏ ولكن لم يكن الفرج قريبا.‏ وبحلول صيف السنة ١٩٣٣ كان عملهم محظورا في غالبية الولايات الالمانية.‏ ولذلك،‏ في ٢٥ حزيران ١٩٣٣،‏ تبنَّى شهود يهوه بيانا يتعلق بخدمتهم وأهدافها في محفل في برلين.‏ وأُرسلت نسخ الى جميع الرسميين الحكوميين ذوي المراتب العالية،‏ ووُزِّعت ملايين اخرى على العامة.‏ ومع ذلك،‏ رفضت المحاكم في تموز ١٩٣٣ ان تخصص جلسة سماع بهدف انصافهم.‏ وفي وقت باكر من السنة التالية كتب ج.‏ ف.‏ رذرفورد رسالة شخصية الى ادولف هتلر تتعلق بالحالة وأرسلها اليه بواسطة رسول خصوصي.‏ وبعد ذلك شرعت الاخوَّة العالمية النطاق بكاملها في التحرُّك.‏

وصباح الاحد في ٧ تشرين الاول ١٩٣٤،‏ عند الساعة التاسعة،‏ اجتمعت كل فرقة من الشهود في المانيا.‏ وصلَّوا طلبا لتوجيه يهوه وبركته.‏ ثم ارسلت كل فرقة رسالة الى الرسميين الحكوميين الالمان تعلن تصميمهم الثابت على الاستمرار في خدمة يهوه.‏ وقبل الانصراف ناقشوا معا كلمات ربهم،‏ يسوع المسيح،‏ في متى ١٠:‏​١٦-‏٢٤‏.‏ وبعد ذلك خرجوا لتقديم شهادة لجيرانهم عن يهوه وملكوته برئاسة المسيح.‏

وفي ذلك اليوم نفسه اجتمع شهود يهوه في كل انحاء الارض،‏ وبعد صلاة متَّحدة الى يهوه ارسلوا برقية تحذِّر حكومة هتلر:‏ «ان معاملتكم السيئة لشهود يهوه تصدم جميع الناس الصالحين في الارض وتهين اسم اللّٰه.‏ امتنعوا عن اضطهاد شهود يهوه؛‏ وإلا فسيدمركم اللّٰه وحزبكم الوطني.‏» ولكنَّ ذلك لم يكن نهاية الامر.‏

كثَّف الڠستاپو جهودهم لسحق نشاط شهود يهوه.‏ وبعد اعتقالات واسعة في السنة ١٩٣٦ اعتقدوا انهم ربما نجحوا.‏ ولكن بعدئذ،‏ في ١٢ كانون الاول ١٩٣٦،‏ شنَّ نحو ٤٥٠‏,٣ شاهدا كانوا لا يزالون احرارا في المانيا حملة خاطفة في البلد موزِّعين قرارا مطبوعا يذكر بوضوح قصد يهوه ويعلن تصميم شهود يهوه على اطاعة اللّٰه كحاكم اكثر من الناس.‏ ولم يقدر المقاومون ان يفهموا كيف امكن القيام بمثل هذا التوزيع.‏ وبعد اشهر قليلة،‏ عندما استخفَّ الڠستاپو بالاتهامات الواردة في القرار،‏ اعدَّ شهود يهوه رسالة مفتوحة ذكروا فيها عددا كبيرا من اسماء الرسميين النازيين الذين عاملوا شهود يهوه بوحشية.‏ وفي السنة ١٩٣٧ وُزِّعت هذه الرسالة ايضا بشكل واسع في المانيا.‏ وهكذا شُهِّرت اعمال الرجال الاشرار ليراها الجميع.‏ وأعطى ذلك ايضا فرصة للعامة ليقرروا ايّ مسلك سيتبعونه شخصيا في ما يتعلق بخدام العلي هؤلاء.‏ —‏ قارنوا متى ٢٥:‏​٣١-‏٤٦‏.‏

حملة اعلانية عالمية تجلب شيئا من الراحة

عاملت حكومات اخرى ايضا شهود يهوه بقساوة،‏ مانعة اجتماعاتهم وكرازتهم العلنية.‏ وفي بعض الحالات تسبَّبت هذه الحكومات بطرد الشهود من استخدامهم الدنيوي ومنع اولادهم من حضور المدارس.‏ ولجأ عدد من الحكومات ايضا الى الاعمال الوحشية الجسدية.‏ ومع ذلك،‏ لدى هذه البلدان نفسها عادةً دساتير تضمن الحرية الدينية.‏ وبهدف جلب الراحة لاخوتهم المضطهَدين،‏ قامت جمعية برج المراقبة تكرارا بحملة اعلانية عالمية النطاق للفت الانظار الى التفاصيل المتعلقة بمثل هذه المعاملة.‏ وجرى ذلك بواسطة مجلتي برج المراقبة واستيقظ!‏،‏ وكانت الصحافة العامة تتبنَّى احيانا هذه التقارير.‏ وبعد ذلك كانت آلاف عديدة من الرسائل التي تقدِّم التماسات لمصلحة الشهود تتدفق الى مكاتب الرسميين الحكوميين من كل انحاء العالم.‏

ونتيجة لحملة كهذه في السنة ١٩٣٧،‏ تسلَّم حاكم جورجيا،‏ في الولايات المتحدة،‏ نحو ٠٠٠‏,٧ رسالة من اربعة بلدان في فترة يومين،‏ وانهالت ايضا آلاف الرسائل على محافظ لاڠرانج،‏ جورجيا.‏ وكذلك أُديرت حملات كهذه من اجل شهود يهوه في إثيوپيا في السنة ١٩٥٧،‏ الارجنتين في السنتين ١٩٧٨ و ١٩٧٩،‏ الاردن في السنة ١٩٥٩،‏ اسپانيا في السنة ١٩٦١ وثانية في السنة ١٩٦٢،‏ الپرتغال في السنتين ١٩٦٤ و ١٩٦٦،‏ بوروندي في السنة ١٩٨٩،‏ بينين في السنة ١٩٧٦،‏ جمهورية الدومينيكان في السنتين ١٩٥٠ و ١٩٥٧،‏ سنڠافورة في السنة ١٩٧٢،‏ سْوازيلند في السنة ١٩٨٣،‏ ڠابون في السنة ١٩٧١،‏ الكَمَرون في السنة ١٩٧٠،‏ ملاوي في السنوات ١٩٦٨،‏ ١٩٧٢،‏ ١٩٧٥،‏ ومرة اخرى في السنة ١٩٧٦،‏ ملايو في السنة ١٩٥٢،‏ موزَمبيق في السنة ١٩٧٦،‏ وأيضا اليونان في السنتين ١٩٦٣ و ١٩٦٦.‏

وكمثال حديث لما يفعله شهود يهوه على نطاق عالمي لجلب الراحة لاخوتهم المتضايقين،‏ تأملوا في الحالة في اليونان.‏ فبسبب شدة اضطهاد شهود يهوه بتحريض من رجال الدين الارثوذكس هناك،‏ ذكرت في السنة ١٩٨٦ مجلتا برج المراقبة واستيقظ!‏ كلتاهما (‏بمجموع توزيع اممي لأكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢٢ نسخة)‏ تفاصيل الاضطهاد.‏ ودُعي الشهود في البلدان الاخرى الى الكتابة الى رسميي الحكومة اليونانية لمصلحة اخوتهم.‏ ففعلوا ذلك؛‏ وكما أُخبر في صحيفة ڤراثيني في اثينا،‏ انهال على وزير العدل اكثر من ٠٠٠‏,٢٠٠ رسالة من اكثر من ٢٠٠ بلد وب‍ ١٠٦ لغات.‏

وفي السنة التالية،‏ عندما سُمعت قضية تشمل الشهود في محكمة الاستئناف في هانيا،‏ كريت،‏ حضر ممثلو شهود يهوه من سبعة بلدان اخرى (‏اسپانيا،‏ المانيا،‏ انكلترا،‏ ايطاليا،‏ فرنسا،‏ الولايات المتحدة،‏ واليابان)‏ كأطراف في القضية ودعما لاخوتهم المسيحيين.‏ ثم،‏ عقب اتخاذ المحكمة العليا في اليونان قرارا غير مؤاتٍ في السنة ١٩٨٨ في قضية اخرى ايضا تشمل الشهود،‏ رُفع استئناف الى اللجنة الاوروپية لحقوق الانسان.‏ وهناك،‏ في ٧ كانون الاول ١٩٩٠،‏ قُدِّم الى ١٦ عالما بالقانون من كل انحاء اوروپا تقريبا ملف بـ‍ ٠٠٠‏,٢ اعتقال ومئات من قضايا المحاكم التي أُدين فيها شهود يهوه في اليونان لأنهم تحدثوا عن الكتاب المقدس.‏ (‏في الواقع،‏ كان هنالك ١٤٧‏,١٩ اعتقالا كهذا في اليونان من السنة ١٩٣٨ الى ١٩٩٢.‏)‏ وقرَّرت اللجنة بالاجماع انه يجب ان تسمع القضية المحكمة الاوروپية لحقوق الانسان.‏

وفي بعض الحالات يجلب مثل هذا التشهير لانتهاك حقوق الانسان مقدارا من الراحة.‏ ولكن،‏ بصرف النظر عن الاجراء الذي يتَّخذه القضاة او الحكام،‏ يستمر شهود يهوه في اطاعة اللّٰه بصفته حاكمهم الاسمى.‏

ضمان الاعتراف الشرعي

من الواضح ان التفويض لممارسة العبادة الحقة لا يصدر من ايّ انسان او اية حكومة بشرية.‏ فهو يأتي من يهوه اللّٰه نفسه.‏ ولكن في بلدان عديدة تَبرهن انه،‏ لضمان الحماية التي يمنحها القانون الدنيوي،‏ من المفيد ان يكون شهود يهوه مسجَّلين في الحكومة كجمعية دينية.‏ والخطط لشراء ملكية لمكتب الفرع او لطبع مطبوعات الكتاب المقدس بشكل واسع يمكن ان تصير سهلة بتشكيل مؤسسات شرعية محلية.‏ وانسجاما مع السابقة القانونية التي رسمها الرسول بولس في فيلبي القديمة في ‹تثبيت البشارة شرعيا،‏› يتَّخذ شهود يهوه الاجراء المناسب لتحقيق ذلك.‏ —‏ فيلبي ١:‏٧‏.‏

وأحيانا كان ذلك صعبا جدا.‏ مثلا،‏ في النمسا،‏ حيث يضمن اتفاق مع الڤاتيكان دعم الحكومة المالي للكنيسة الكاثوليكية،‏ صدَّ الرسميون في بادئ الامر جهود شهود يهوه قائلين:‏ ‹ان هدفكم هو تشكيل هيئة دينية،‏ ولا يمكن انشاء هيئة من هذا النوع تحت القانون النمساوي.‏› ولكن،‏ في السنة ١٩٣٠،‏ استطاعوا ان يسجِّلوا جمعية لتوزيع الكتب المقدسة ومطبوعات الكتاب المقدس.‏

وفي اسپانيا يرجع تاريخ نشاط شهود يهوه للقرن الـ‍ ٢٠ الى زمن الحرب العالمية الاولى.‏ ولكن منذ السنوات الباكرة لمحكمة التفتيش في القرن الـ‍ ١٥ كانت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والدولة الاسپانية،‏ باستثناءات قليلة،‏ على وفاق تام.‏ والتغيُّرات في الوضع السياسي والديني ادَّت الى السماح للافراد بممارسة دين آخر،‏ إلا ان التعبير العلني عن ايمانهم كان ممنوعا.‏ رغم هذه الظروف،‏ سعى شهود يهوه،‏ في السنة ١٩٥٦ ومرة ثانية في السنة ١٩٦٥،‏ الى الحصول على الاعتراف الشرعي في اسپانيا.‏ ولكن لم يكن ايّ تقدُّم حقيقي ممكنا حتى اصدر البرلمان الاسپاني قانون الحرية الدينية في السنة ١٩٦٧.‏ وأخيرا،‏ في ١٠ تموز ١٩٧٠،‏ عندما كان عدد الشهود قد بلغ اكثر من ٠٠٠‏,١١ في اسپانيا،‏ مُنح الاعتراف الشرعي.‏

وفي السنة ١٩٤٨ قُدِّم الى حاكم المستعمرة الفرنسية داهومي (‏المعروفة الآن بِـ‍ بينين)‏ طلب لتسجيل جمعية برج المراقبة شرعيا.‏ ولكنَّ تسجيلا شرعيا كهذا لم يُمنح حتى السنة ١٩٦٦،‏ بعد ست سنوات من صيرورة البلد جمهورية مستقلة.‏ ومع ذلك،‏ سُحب هذا الاعتراف الشرعي في السنة ١٩٧٦ ثم استُردَّ في السنة ١٩٩٠ عندما حدثت تغيُّرات في الوضع السياسي وفي الموقف الرسمي من الحرية الدينية.‏

رغم ان شهود يهوه كانوا قد تمتعوا بالاعتراف الشرعي لسنوات في كندا،‏ قدَّمت الحرب العالمية الثانية عذرا للمقاومين لاقناع الحاكم العام الجديد بأن يعلن ان الشهود غير شرعيين.‏ وجرى ذلك في ٤ تموز ١٩٤٠.‏ وبعد سنتين،‏ عندما مُنح الشهود فرصة لتوجيه احتجاجات الى لجنة برلمانية لمجلس العموم،‏ اوصت هذه اللجنة بقوة ان يُرفع الحظر عن شهود يهوه ومؤسساتهم الشرعية.‏ لكنَّ وزير العدل،‏ وهو من الروم الكاثوليك،‏ لم يشعر بأنه ملزم برفع الحظر كاملا إلا بعد مناقشة متكررة ومطوَّلة في مجلس العموم وقيام الشهود بعمل كثير لجمع تواقيع على عريضتين تشمل كامل الامة.‏

كانت التغيُّرات الاساسية في وجهة نظر الحكومات في اوروپا الشرقية لازمة قبل ان يتمكَّن شهود يهوه من الحصول على الاعتراف الشرعي هناك.‏ وأخيرا،‏ بعد عقود من الالتماسات لنيل الحرية الدينية،‏ مُنح الشهود اعترافا شرعيا في پولندا وهنڠاريا سنة ١٩٨٩،‏ في رومانيا والمانيا الشرقية (‏قبل اتحادها مع جمهورية المانيا الاتحادية)‏ سنة ١٩٩٠،‏ في بلغاريا وما كان آنذاك الاتحاد السوڤياتي سنة ١٩٩١،‏ وفي البانيا سنة ١٩٩٢.‏

يسعى شهود يهوه الى العمل بانسجام مع قوانين اية امة.‏ وهم يؤيدون بقوة،‏ على اساس الكتاب المقدس،‏ الاحترام للرسميين الحكوميين.‏ ولكن عندما تتعارض قوانين الناس مع وصايا اللّٰه المعلَنة بوضوح،‏ يجيبون:‏ «ينبغي ان يُطاع اللّٰه (‏كحاكم)‏ اكثر من الناس.‏» —‏ اعمال ٥:‏٢٩‏.‏

عندما يجعل الخوف الناس ينسون الحريات الاساسية

بسبب ازدياد اساءة استعمال المخدرات من جهة اناس كثيرين والتضخم المالي،‏ الذي كثيرا ما يجبر الازواج والزوجات على السواء على القيام بأعمال دنيوية،‏ وجد شهود يهوه في الولايات المتحدة انفسهم يواجهون حالات جديدة في خدمتهم.‏ فالكثير من المناطق يكون فارغا تقريبا اثناء النهار،‏ وأعمال السطو منتشرة.‏ والناس خائفون.‏ وفي اواخر سبعينات الـ‍ ١٩٠٠ وأوائل ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ سُنَّت مجموعة جديدة من القوانين التي تتطلب الترخيص للباعة لمعرفة مكان وجود الغرباء في المجتمعات.‏ وهدَّدت بعض البلدات شهود يهوه بالاعتقال اذا لم يحصلوا على إذن.‏ ولكن كان قد وُضع اساس قانوني متين،‏ ولذلك امكن بذل الجهود لمعالجة المشاكل خارج المحكمة.‏

وحيثما تنشأ صعوبات يمكن ان يجتمع الشيوخ المحليون برسميي البلدة لايجاد حل.‏ ويرفض شهود يهوه بثبات ان يطلبوا إذنا للقيام بعمل امر به اللّٰه،‏ ودستور الولايات المتحدة،‏ الذي تدعمه قرارات المحكمة العليا،‏ يضمن حرية العبادة والصحافة التي لا تخضع لدفع ايّ رسم كشرط.‏ ولكنَّ شهود يهوه يفهمون ان الناس خائفون،‏ ويمكن ان يوافقوا على اعلام الشرطة قبل ان يبدأوا بالشهادة في منطقة معيَّنة،‏ اذا كان ذلك ضروريا.‏ ولكن اذا لم يجرِ الوصول الى تسوية مقبولة،‏ يراسل محامٍ من مركز الجمعية الرئيسي الرسميين المحليين موضحا عمل شهود يهوه،‏ القانون الدستوري الذي يدعم حقهم في الكرازة،‏ وقدرتهم على فرض هذا الحق من خلال دعاوى الحقوق المدنية الفيديرالية ضد البلدية ورسمييها تطالب بالتعويض المالي.‏ *

في بعض البلدان يتبرهن ايضا انه من الضروري الذهاب الى المحكمة لاعادة تأكيد الحريات الاساسية التي طالما اعتُبرت من المسلَّمات.‏ وصحَّ ذلك في فنلندا في السنة ١٩٧٦ وثانية في السنة ١٩٨٣.‏ واذ جرى الادّعاء بالحفاظ على سلام اصحاب البيوت،‏ منع عدد كبير من القوانين المحلية العمل الديني الذي يشمل الذهاب من بيت الى بيت.‏ ولكن أُظهر في المحكمة في لوڤيسا وفي راوما ان الكرازة من بيت الى بيت هي جزء من دين شهود يهوه وأن الحكومة سبق ان وافقت على طريقة التبشير هذه عندما منحت اجازة لجمعية شهود يهوه الدينية.‏ وأُظهر ايضا ان اناسا كثيرين يرحِّبون بزيارات الشهود وأن حظر نشاط كهذا لمجرد ان البعض لا يقدِّرونه هو انتقاص للحرية.‏ وعقب النتيجة الناجحة لتلك القضايا،‏ ألغت بلدات ومدن كثيرة قوانينها.‏

صياغة قانون دستوري

كان نشاط شهود يهوه،‏ في بعض البلدان،‏ عاملا رئيسيا في صياغة القانون.‏ وكل تلميذ حقوق اميركي يعرف جيدا المساهمة التي قام بها شهود يهوه في المدافعة عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.‏ وتعكس مدى هذه المساهمة مقالات كالتالية:‏ «دَيْن القانون الدستوري لشهود يهوه،‏» التي ظهرت في مجلة قانون مينيسوتا،‏ عدد آذار ١٩٤٤،‏ و «حافز على تطوُّر القانون الدستوري:‏ شهود يهوه في المحكمة العليا،‏» التي نُشرت في مجلة قانون جامعة سِنسِناتي،‏ في السنة ١٩٨٧.‏

تشكل قضاياهم في المحكمة جزءا مهما من القانون الاميركي المتعلق بحرية الدين،‏ حرية التعبير،‏ وحرية الصحافة.‏ وهذه القضايا فعلت الشيء الكثير ليس فقط لصون حريات شهود يهوه بل ايضا الشعب بكامله.‏ وفي خطاب في جامعة درايك قال إيرڤِنڠ ديليارد،‏ مؤلِّف ومحرِّر مشهور:‏ «سواء اعجبكم ذلك او لا،‏ ساهم شهود يهوه في صون حرياتنا اكثر من ايّ فريق ديني آخر.‏»‏

وفي ما يتعلق بالحالة في كندا تعلن مقدِّمة كتاب الدولة والخلاص —‏ شهود يهوه وصراعهم من اجل الحقوق المدنية:‏ «علَّم شهود يهوه الدولة،‏ والشعب الكندي،‏ ماذا يجب ان يكون التطبيق العملي للحماية القانونية للفرق المعارضة.‏ وفضلا عن ذلك،‏ .‏ .‏ .‏ ادَّى الاضطهاد [اضطهاد الشهود في مقاطعة كْويبك] الى سلسلة من القضايا التي،‏ في اربعينات وخمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ شقَّت طريقها الى المحكمة العليا في كندا.‏ وساهمت هذه القضايا ايضا بشكل مهم في المواقف الكندية حيال الحقوق المدنية،‏ وشكَّلت الاساس الراسخ لعلم قانون الحريات المدنية في كندا اليوم.‏» ويوضح الكتاب ان «احدى نتائج» معركة الشهود القانونية من اجل حرية العبادة «كانت السلسلة الطويلة من المناقشات والمناظرات التي ادَّت الى ميثاق الحقوق،‏» الذي هو الآن جزء من قانون كندا الاساسي.‏

تفوُّق قانون اللّٰه

ولكن،‏ بصورة رئيسية،‏ كان السجل القانوني لشهود يهوه شهادة لاقتناعهم بأن القانون الالهي هو الاسمى.‏ وسبب اتخاذهم هذا الموقف هو تقديرهم لقضية السلطان الكوني.‏ فهم يعترفون بأن يهوه هو الاله الحقيقي الوحيد والمتسلط الشرعي في الكون.‏ ولذلك يتخذون بثبات الموقف ان اية قوانين او قرارات قضائية تمنع ما يأمر به يهوه هي باطلة وأن الوكالة البشرية التي تفرض قيودا كهذه تتجاوز سلطتها.‏ وموقفهم هو كذاك الذي لرسل يسوع المسيح،‏ الذين اعلنوا:‏ «ينبغي ان يطاع اللّٰه (‏كحاكم)‏ اكثر من الناس.‏» —‏ اعمال ٥:‏٢٩‏.‏

وبعون اللّٰه شهود يهوه مصممون على الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم قبل ان يأتي المنتهى.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ كان تاريخ العدد الاول ١ تشرين الاول ١٩١٩.‏ وكان توزيع هذه المجلة وخليفتيها،‏ التعزية واستيقظ!‏،‏ غير عادي.‏ وفي السنة ١٩٩٢ كان التوزيع القانوني لاستيقظ!‏ ٠٠٠‏,١١٠‏,١٣ نسخة بـ‍ ٦٧ لغة.‏

^ كخطة عامة،‏ عندما كان شهود يهوه يؤخذون الى المحكمة بسبب الشهادة،‏ كانوا يستأنفون قضاياهم بدلا من دفع غرامات.‏ واذا خسروا قضية عند الاستئناف،‏ كانوا حينئذ يذهبون الى السجن بدلا من دفع الغرامة،‏ اذا كان القانون يسمح بذلك.‏ ورفْض الشهود المتواصل دفع غرامات عمِل على تثبيط بعض الرسميين عن الاستمرار في اعاقة نشاط شهادتهم.‏ وبينما لا يزال اتِّباع هذه الخطة ممكنا في بعض الظروف،‏ اظهرت برج المراقبة عدد ١ نيسان ١٩٧٥ (‏بالانكليزية)‏ انه في قضايا كثيرة يمكن ان تُعتبر الغرامة بلياقة عقابا قضائيا،‏ ولذلك لا يعني دفعها اعترافا بالذنب،‏ كما ان الذهاب الى السجن لا يثبت ان الشخص مذنب.‏

^ لوڤِل ضد مدينة ڠْرِفِن،‏ ٣٠٣ الولايات المتحدة ٤٤٤ (‏١٩٣٨)‏.‏

^ شنايدر ضد ولاية نيو جيرزي (‏بلدة إيرڤنڠتون‏)‏‏،‏ ٣٠٨ الولايات المتحدة ١٤٧ (‏١٩٣٩)‏.‏

^ ٣١٠ الولايات المتحدة ٢٩٦ (‏١٩٤٠)‏.‏

^ ٢٩٧ ماساتشوستس ٦٥ (‏١٩٣٥)‏.‏ شملت القضية تلميذا يبلغ الثامنة من العمر اسمه كارلتون نيكولز.‏

^ ٣٠٢ الولايات المتحدة ٦٥٦ (‏١٩٣٧)‏ (‏من جورجيا)‏.‏

^ ٣٠٣ الولايات المتحدة ٦٢٤ (‏١٩٣٨)‏ (‏من نيو جيرزي)‏.‏

^ ٣٠٦ الولايات المتحدة ٦٢١ (‏١٩٣٩)‏ (‏من كاليفورنيا)‏.‏

^ ٣٠٦ الولايات المتحدة ٦٢١ (‏١٩٣٩)‏ (‏من ماساتشوستس)‏.‏

^ ٣١٠ الولايات المتحدة ٥٨٦ (‏١٩٤٠)‏.‏ ذهب والتر ڠوبايتس،‏ الاب،‏ مع ولديه وليم وليليان الى المحكمة لمنع هيئة التعليم من رفض السماح للولدين بالذهاب الى مدرسة ماينرزڤِل الحكومية لأن الولدين لا يحيّيان العلم القومي.‏ فحكمت المحكمة الاتحادية المحلية ومحكمة الاستئناف الدورية كلتاهما لمصلحة شهود يهوه.‏ ثم رفعت هيئة التعليم القضية الى المحكمة العليا.‏

^ ٣١٦ الولايات المتحدة ٥٨٤ (‏١٩٤٢)‏.‏

^ ٣١٩ الولايات المتحدة ١٠٥ (‏١٩٤٣)‏.‏

^ خلال السنة الشمسية ١٩٤٣ قُدِّمت عرائض واستئنافات في ٢٤ قضية قانونية تشمل شهود يهوه الى المحكمة العليا للولايات المتحدة.‏

^ ٣١٩ الولايات المتحدة ٦٢٤ (‏١٩٤٣)‏.‏

^ ٣١٩ الولايات المتحدة ٥٨٣ (‏١٩٤٣)‏.‏

^ من السنة ١٩١٩ الى السنة ١٩٨٨ أُحيلت الى المحكمة العليا للولايات المتحدة عرائض واستئنافات في ما مجموعه ١٣٨ قضية تشمل شهود يهوه.‏ مئة وثلاثون من هذه القضايا قدَّمها شهود يهوه؛‏ وثماني قضايا قدَّمها خصومهم في القانون.‏ في ٦٧ قضية رفضت المحكمة العليا مراجعة القضايا لأنه،‏ كما اعتبرت المحكمة العليا المسألة في ذلك الوقت،‏ لم تنشأ مسائل فيديرالية دستورية او قانونية مهمة.‏ وفي ٤٧ من القضايا التي نظرت فيها المحكمة العليا كانت القرارات لمصلحة شهود يهوه.‏

^ جاين مونِل ضد دائرة الخدمات الاجتماعية لمدينة نيويورك،‏ ٤٣٦ الولايات المتحدة ٦٥٨ (‏١٩٧٨)‏.‏

‏[النبذة في الصفحة ٦٨٠]‏

حظرت الحكومات شهود يهوه في بلد بعد آخر

‏[النبذة في الصفحة ٦٨٣]‏

رُفض النظر في القضية،‏ وخرج الكاهن من المحكمة بغضب!‏

‏[النبذة في الصفحة ٦٩٣]‏

صار بعض الرسميين اكثر حذرا في معالجتهم القضايا المتعلقة بالشهود

‏[الاطار في الصفحة ٦٨٤]‏

شهادة للمحكمة العليا للولايات المتحدة

عندما مثل امام المحكمة العليا للولايات المتحدة كمستشار قانوني في قضية «ڠوبايتس،‏» ركَّز جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ عضو في نقابة محامي نيويورك ورئيس جمعية برج المراقبة،‏ الانتباه بوضوح على اهمية الخضوع لسلطان يهوه اللّٰه.‏ قال:‏

«شهود يهوه هم الذين يشهدون لاسم الاله الكلي القدرة،‏ الذي اسمه وحده يهوه.‏ .‏ .‏ .‏

«ألفت الانتباه الى واقع ان يهوه اللّٰه،‏ منذ اكثر من ستة آلاف سنة،‏ وعد بأن يؤسِّس بواسطة المسيَّا حكومة بر.‏ وسيَفي بهذا الوعد في الوقت المعيَّن.‏ وتدل الوقائع الحاضرة على ضوء النبوة ان ذلك قريب.‏ .‏ .‏ .‏

«اللّٰه،‏ يهوه،‏ هو المصدر الوحيد للحياة.‏ ولا يمكن لأحد غيره ان يعطي الحياة.‏ ولا يمكن لولاية پنسلڤانيا ان تعطي الحياة،‏ ولا الحكومة الاميركية.‏ لقد صنع اللّٰه هذا القانون [تحريم عبادة الصور]،‏ كما يعبِّر عن ذلك بولس،‏ ليحمي شعبه من الصنمية.‏ هذا قليل الاهمية،‏ تقولون.‏ وكذلك كان عمل آدم في اكل الثمرة المحرَّمة.‏ فالقضية لم تكن التفاحة التي اكلها آدم،‏ بل كانت عمل عصيانه على اللّٰه.‏ والمسألة هي ما اذا كان الانسان سيطيع اللّٰه او يطيع مؤسسة بشرية.‏ .‏ .‏ .‏

«اذكِّر هذه المحكمة العليا (‏وليس ضروريا ان افعل ذلك)‏ بأنه في قضية ‹الكنيسة ضد الولايات المتحدة› اعتبرت هذه المحكمة اميركا دولة مسيحية؛‏ وهذا يعني ان اميركا يجب ان تطيع القانون الالهي.‏ ويعني ايضا ان هذه المحكمة تنتبه لواقع ان قانون اللّٰه هو اسمى.‏ واذا آمن انسان بضمير حي بأن قانون اللّٰه هو اسمى وسلك بضمير حي وفقا لذلك،‏ فلا يمكن لأية سلطة بشرية ان تتحكَّم او تتدخَّل في ضميره.‏ .‏ .‏ .‏

«اسمحوا لي بلفت الانتباه الى هذا:‏ أنه عند افتتاح كل جلسة لهذه المحكمة يعلن الحاجب هذه الكلمات:‏ ‹ليحفظ اللّٰه الولايات المتحدة وهذه المحكمة الموقَّرة.‏› والآن اقول،‏ ليحفظ اللّٰه هذه المحكمة الموقَّرة من ارتكاب خطإ يقود شعب الولايات المتحدة هذا الى مجتمع كلِّياني ويدمِّر كل الحريات التي يضمنها الدستور.‏ هذا هو امر مقدس لدى كل اميركي يحب اللّٰه وكلمته.‏»‏

‏[الاطار في الصفحة ٦٨٧]‏

الحوادث المؤدية الى النقض

في السنة ١٩٤٠ عندما حكمت المحكمة العليا الاميركية،‏ في قضية «المجلس التعليمي لمقاطعة ماينرزڤِل ضد ڠوبايتس،‏» بأنه يمكن طلب تحية العلم من اولاد المدارس،‏ كان ثمانية من القضاة التسعة متفقين في الرأي.‏ وكان القاضي ستون وحده غير موافق.‏ ولكن بعد سنتين،‏ عند التعبير عن رأيهم المخالف في قضية «جونز ضد أُوپِلايكا،‏» اغتنم الفرصة ثلاثة قضاة آخرون (‏بلاك،‏ دوڠلاس،‏ ومورفي)‏ للتعبير عن اعتقادهم انه كان يوجد خطأ في الحكم في قضية «ڠوبايتس» لان ذلك وضع الحرية الدينية في مركز ادنى.‏ وعنى ذلك ان اربعة من القضاة التسعة كانوا يفضِّلون نقض القرار في قضية «ڠوبايتس.‏» ومن القضاة الخمسة الآخرين الذين كانوا قد قلَّلوا من اهمية الحرية الدينية تقاعد اثنان.‏ وكان هنالك قاضيان جديدان (‏روتلج وجاكسون)‏ في هيئة المحكمة عندما أُحيلت القضية التالية لتحية العلم الى المحكمة العليا.‏ وفي السنة ١٩٤٣،‏ في قضية «هيئة التعليم في ولاية ڤرجينيا الغربية ضد بارْنِت،‏» صوَّت كلاهما لمصلحة الحرية الدينية بدلا من تحية العلم الالزامية.‏ وهكذا،‏ بـ‍ ٦ اصوات مقابل ٣،‏ نقضت المحكمة العليا الموقف الذي كانت قد اتَّخذته في القضايا الخمس الاولى (‏«ڠوبايتس،‏» «ليولِس،‏» «هيرينڠ،‏» «ڠبرِيللي،‏» و «جونسون»)‏ التي استؤنفت في هذه المحكمة.‏

ومن المثير للاهتمام ان القاضي فرانكفورتر،‏ في التعبير عن رأيه المخالف في قضية «بارْنِت،‏» قال:‏ «كما صحَّ في الماضي،‏ ستنقض المحكمة من حين الى آخر موقفها.‏ ولكنني اعتقد انه قبل قضايا شهود يهوه هذه (‏باستثناء انحرافات طفيفة جرى التراجع عنها لاحقا)‏ لم يسبق ان ألغت هذه المحكمة قرارات بحيث تقيِّد سلطات الحكومة الديموقراطية.‏»‏

‏[الاطار في الصفحة ٦٨٨]‏

‏«شكل قديم العهد من التبشير الارسالي»‏

في سنة ١٩٤٣،‏ في قضية «ميردوك ضد پنسلڤانيا،‏» قالت المحكمة العليا للولايات المتحدة بين امور اخرى:‏

«ان توزيع النشرات الدينية باليد هو شكل قديم العهد من التبشير الارسالي —‏ قديم قدم تاريخ المطابع.‏ لقد كان قوة فعَّالة في مختلف الحركات الدينية على مر السنين.‏ وهذا الشكل من التبشير تستخدمه اليوم على نطاق واسع مختلف الطوائف الدينية التي يحمل موزِّعو مطبوعاتها الجائلون الانجيل الى آلاف وآلاف البيوت ويسعون من خلال الزيارات الشخصية الى الفوز بأتباع لايمانهم.‏ انه اكثر من كرازة؛‏ انه اكثر من توزيع للمطبوعات الدينية.‏ انه مزيج من الاثنين.‏ والقصد منه تبشيري كالاجتماع لايقاظ الروح الدينية.‏ وهذا الشكل من النشاط الديني يحتل المنزلة الرفيعة نفسها تحت التعديل الدستوري الاول كالعبادة في الكنائس والكرازة من المنابر.‏ وهو يتمتع بحق المطالبة بالحماية نفسه كالنشاطات الدينية الاكثر ارثوذكسية وتقليدية.‏ ويتمتع ايضا كالنشاطات الدينية الاخرى بحق المطالبة نفسه بضمانات حرية التعبير وحرية الصحافة.‏»‏

‏[الاطار في الصفحة ٦٩١]‏

‏«حقوق متساوية للجميع»‏

تحت العنوان اعلاه،‏ كتبت في السنة ١٩٥٣ محرِّرة عمود كندية مشهورة في ذلك الوقت:‏ «مشعل كبير على پارلمنت هيل يجب ان يعلن قرار المحكمة العليا في كندا في قضية سومور [التي احالها شهود يهوه الى المحكمة]؛‏ مشعل جدير بمناسبة عظيمة.‏ فقليلة هي القرارات في تاريخ العدالة الكندية التي يمكن ان تكون اكثر اهمية.‏ وقليلة هي المحاكم التي يمكن ان تقدِّم خدمة افضل من هذه لكندا.‏ ولا تستحق اية محكمة من الكنديين الذين يقدِّرون ميراث حريتهم شكرا اعظم.‏ .‏ .‏ .‏ وهذه الحرية تستحق اعلانا اعظم مما يمكن ان يقدِّمه مشعل.‏»‏

‏[الاطار في الصفحة ٦٩٤]‏

بيان حازم للدولة النازية

في ٧ تشرين الاول ١٩٣٤ ارسلت كل جماعة لشهود يهوه في المانيا الرسالة التالية الى الحكومة الالمانية:‏

‏«الى رسميي الحكومة:‏

«ان كلمة يهوه اللّٰه،‏ كما ترد في الكتاب المقدس،‏ هي القانون الاسمى،‏ وبالنسبة الينا هي دليلنا الوحيد لأننا وقفنا انفسنا للّٰه ونحن أتباع حقيقيون ومخلصون للمسيح يسوع.‏

«خلال السنة الماضية،‏ خلافا لشريعة اللّٰه وانتهاكا لحقوقنا،‏ منعتمونا كشهود ليهوه من الاجتماع معا لدرس كلمة اللّٰه وعبادته وخدمته.‏ وهو يأمرنا في كلمته بأن لا نترك اجتماعنا معا.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٥‏)‏ ويأمرنا يهوه:‏ ‹انتم شهود لي بأني اللّٰه.‏ فاذهبوا وأخبروا الناس برسالتي.‏› (‏اشعياء ٤٣:‏​١٠،‏ ١٢؛‏ اشعياء ٦:‏٩؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وهنالك تناقض بين قانونكم وشريعة اللّٰه،‏ واذ نحذو حذو الرسل الامناء ‹ينبغي لنا ان نطيع اللّٰه اكثر من الناس،‏› وهذا ما سنفعله.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ وبهذا نعلمكم بأننا مهما كان الثمن سنطيع وصايا اللّٰه،‏ سنجتمع معا لدرس كلمته،‏ وسنعبده ونخدمه كما امر.‏ واذا عاملتنا حكومتكم او رسميوكم بعنف لأننا نطيع اللّٰه،‏ فحينئذ سيكون دمنا عليكم وستكونون مسؤولين امام الاله الكلي القدرة.‏

«نحن لا نهتم بالشؤون السياسية،‏ ولكننا نقف انفسنا كليا لملكوت اللّٰه برئاسة المسيح ملكه.‏ ونحن لن نضرّ او نؤذي احدا.‏ ويسرّنا ان نسكن بسلام ونعمل الخير للجميع حسبما لنا فرصة،‏ ولكن بما ان حكومتكم ورسمييها يستمرون في محاولة اجبارنا على مخالفة القانون الاسمى في الكون،‏ نحن مضطرون الآن الى ابلاغكم اننا،‏ بنعمته،‏ سنطيع يهوه اللّٰه ونثق به كاملا لتحريرنا من كل الظلم والظالمين.‏»‏

‏[الاطار في الصفحة ٦٩٧]‏

الشهود تحت الحظر يذكرون موقفهم بوضوح

وُضعت هيئة شهود يهوه تحت الحظر الحكومي في كندا في السنة ١٩٤٠.‏ وبعد ذلك كان هنالك اكثر من ٥٠٠ دعوى.‏ فأيّ دفاع كان يمكن ان يقدِّمه الشهود؟‏ باحترام ولكن بثبات،‏ قدَّموا بيانات الى المحكمة العليا تذكر النقاط التالية:‏

‹ليس لديَّ ما اعتذر عنه بشأن هذه الكتب.‏ فهي تعلِّم الطريق الى الحياة الابدية.‏ وأعتقد باخلاص انها توضح قصد الاله الكلي القدرة ان يؤسس ملكوت بر في الارض.‏ وبالنسبة اليَّ،‏ كانت اعظم بركة في حياتي.‏ وفي رأيي،‏ انها خطية ضد الكلي القدرة ان نتلف هذه الكتب،‏ ورسالة اللّٰه التي تحتويها،‏ تماما كما انها خطية ان نحرق الكتاب المقدس نفسه.‏ ويجب على كل شخص ان يختار ما اذا كان سيجلب لنفسه عدم رضى الناس او عدم رضى الاله الكلي القدرة.‏ وبالنسبة اليَّ،‏ اتَّخذت موقفي الى جانب الرب وملكوته،‏ وأسعى الى اكرام اسم العلي،‏ الذي هو يهوه،‏ واذا كنت سأُعاقَب على ذلك،‏ فحينئذ سيتحمل المسؤولية امام اللّٰه اولئك الذين يفرضون العقوبة.‏›‏

‏[الاطار في الصفحة ٦٩٨]‏

كيف نظر اعضاء الحكومة الكندية الى ذلك

هذه هي بيانات لبعض اعضاء مجلس العموم الكندي في السنة ١٩٤٣ وهم يحثّون وزير العدل على رفع الحظر عن شهود يهوه ومؤسساتهم الشرعية:‏

«لم تضع وزارة العدل امام اللجنة ايّ دليل يشير الى ان شهود يهوه،‏ في ايّ وقت،‏ يجب ان يُعتبروا هيئة غير شرعية .‏ .‏ .‏ وهو احتقار لدولة كندا ان يُحاكَم الناس بسبب قناعاتهم الدينية بالطريقة التي يُحاكَم بها هذا الشعب المسكين.‏» «في رأيي،‏ ان التحامل الديني المحض الواضح هو ما يُبقي الحظر.‏» —‏ السيد أنڠُس مَكينيس.‏

«ان اختبار معظمنا هو ان هؤلاء هم اناس غير مؤذين،‏ وليس في نيتهم ان يضرّوا بالدولة.‏ .‏ .‏ .‏ فلماذا لم يُرفع الحظر؟‏ لا يمكن ان يكون ذلك بسبب ايّ خوف من ان تكون هذه الهيئة ضارّة بخير الدولة،‏ او ان تكون اعمالها هدَّامة للمجهود الحربي.‏ وليس هنالك مطلقا اقل دليل على ان الحالة هي كذلك.‏» —‏ السيد جون ج.‏ دَيفِنْبايكر.‏

«يجعل ذلك المرء يتساءل عما اذا كان الاجراء ضد شهود يهوه هو الى حد بعيد بسبب موقفهم من الروم الكاثوليك،‏ بدلا من موقفهم ذي الطبيعة الهدَّامة.‏» —‏ السيد ڤيكتور كْويلتش.‏

‏[الاطار في الصفحة ٦٩٩]‏

‏«خدمة لقضية الحرية الدينية»‏

«لن يكون منصفا اختتام هذا التقرير الوجيز عن مشاكل شهود يهوه مع الدولة دون الاشارة الى ما قُدِّم من خدمة لقضية الحرية الدينية في ظل دستورنا نتيجة لمثابرتهم.‏ وفي السنوات الاخيرة اخذوا من وقت المحاكم اكثر من ايّ فريق ديني آخر،‏ وظهروا للعامة بأنهم متعصبون،‏ لكنهم كانوا مخلصين لقناعاتهم المتعلقة بالضمير،‏ ونتيجة لذلك اصدرت المحاكم الفيديرالية سلسلة من القرارات التي كفلت ووسَّعت ضمانات الحرية الدينية للمواطنين الاميركيين وحمت وعمَّمت حرياتهم المدنية.‏ ونحو احدى وثلاثين دعوى تتعلق بهم أُحيلت الى المحكمة العليا في السنوات الخمس من ١٩٣٨ الى ١٩٤٣،‏ والقرارات في هذه الدعاوى والدعاوى اللاحقة ساهمت كثيرا في تقدُّم قضية حريات وثيقة الحقوق عموما،‏ وحماية الحرية الدينية خصوصا.‏» —‏ «الكنيسة والدولة في الولايات المتحدة،‏» بواسطة أنسون فِلْپْس ستوكس،‏ المجلَّد ٣،‏ ١٩٥٠،‏ الصفحة ٥٤٦.‏

‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٧٠٠ و ٧٠١]‏

مبتهجون بحريتهم للعبادة

في بلدان كثيرة حيث لم يكن شهود يهوه في الماضي يتمتعون بالحرية الدينية الكاملة،‏ يجتمعون الآن علنا للعبادة ويخبرون الآخرين بحرية ببشارة ملكوت اللّٰه.‏

كْويبك،‏ كندا

خلال اربعينات الـ‍ ١٩٠٠ هاجم الرعاع الشهود القليلين هنا في شاتُڠاي.‏ وفي السنة ١٩٩٢ كان اكثر من ٠٠٠‏,٢١ شاهد في مقاطعة كْويبك يجتمعون بحرية في قاعات ملكوتهم.‏

سانت پيترسبرڠ،‏ روسيا

في السنة ١٩٩٢ تقدَّم ما مجموعه ٢٥٦‏,٣ للمعمودية في اول محفل اممي لشهود يهوه في روسيا

پالما،‏ اسپانيا

بعد منح شهود يهوه في اسپانيا الاعتراف الشرعي في السنة ١٩٧٠،‏ عكست لافتات كبيرة في اماكن الاجتماعات فرحهم بتمكنهم من الاجتماع علنا

تارتيو،‏ استونيا

الشهود في استونيا شاكرون على تسلُّم مطبوعات الكتاب المقدس دون اعاقة منذ السنة ١٩٩٠

ماپوتو،‏ موزَمبيق

في غضون سنة بعد ان صار وضع شهود يهوه شرعيا هنا في السنة ١٩٩١،‏ كان اكثر من ٥٠ جماعة من الشهود الحماسيين ينجزون خدمتهم في العاصمة وحولها

كوتونو،‏ بينين

عند الوصول الى اجتماع في السنة ١٩٩٠،‏ اندهش كثيرون من رؤية لافتة ترحِّب علنا بشهود يهوه.‏ هنا عرفوا ان الحظر على عبادتهم قد رُفع

پراڠ،‏ تشيكوسلوڤاكيا

يَظهر ادناه بعض الذين خدموا يهوه تحت الحظر الحكومي طوال ٤٠ سنة.‏ وفي السنة ١٩٩١ ابتهجوا بأن يكونوا معا في محفل اممي لشهود يهوه في پراڠ

لوواندا،‏ آنڠولا

عندما رُفع الحظر في السنة ١٩٩٢،‏ رحَّب اكثر من ٠٠٠‏,٥٠ شخص وعائلة بالشهود ليدرسوا الكتاب المقدس معهم

كييڤ،‏ أوكرانيا

الاجتماعات في هذا البلد (‏غالبا في قاعات مستأجرة)‏ تتمتع بحضور جيد،‏ وخصوصا منذ مُنح شهود يهوه الاعتراف الشرعي في السنة ١٩٩١

‏[الصور في الصفحة ٦٧٩]‏

في ١٣٨ قضية تشمل شهود يهوه أُحيلت استئنافات وعرائض الى المحكمة العليا للولايات المتحدة.‏ وفي ١١١ من هذه القضايا،‏ من ١٩٣٩ الى ١٩٦٣،‏ خدم هايدن كوڤنڠتن (‏الظاهر هنا)‏ كمحامٍ

‏[الصورة في الصفحة ٦٨١]‏

موريس دوپْلِسّي،‏ رئيس وزراء كْويبك،‏ يركع علنا امام الكردينال ڤيلنوڤ في اواخر ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ ويضع خاتما في اصبعه دليلا على الروابط الوثيقة بين الكنيسة والدولة.‏ وفي كْويبك كان اضطهاد شهود يهوه شديدا بشكل خصوصي

‏[الصورة في الصفحة ٦٨٣]‏

و.‏ ك.‏ جاكسون،‏ الذي كان في الدائرة القانونية في مركز الجمعية الرئيسي،‏ خدم عشر سنوات كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه

‏[الصورة في الصفحة ٦٨٥]‏

راسكو جونز أُحيلت قضيته المتعلقة بخدمة شهود يهوه مرتين الى المحكمة العليا للولايات المتحدة

‏[الصور في الصفحة ٦٨٦]‏

قضاة المحكمة العليا للولايات المتحدة الذين،‏ بـ‍ ٦ اصوات مقابل ٣ في قضية «بارْنِت،‏» رفضوا تحية العلم الالزامية لمصلحة حرية العبادة.‏ وهذا نقض القرار الابكر للمحكمة نفسها في قضية «ڠوبايتس»‏

الاولاد المشمولون بالقضايا

ليليان ووليم ڠوبايتس

ماري (‏اليسار)‏ وڠايثي بارْنِت

‏[الصورة في الصفحة ٦٨٩]‏

ايميه بوشيه برَّأته المحكمة العليا في كندا في قرار رفض تهم التحريض على الفتنة الموجَّهة الى شهود يهوه

‏[الصور في الصفحة ٦٩٠]‏

هذه النشرة،‏ بثلاث لغات،‏ اخبرت كل كندا بالفظائع المرتكبة ضد شهود يهوه في كْويبك

‏[الصور في الصفحة ٦٩٢]‏

صار ضروريا تعليم شهود يهوه الاجراءات القانونية كي يتمكنوا من التعامل مع المقاومة لخدمتهم؛‏ وهذه بعض المطبوعات القانونية التي استخدموها