الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

انتاج مطبوعات الكتاب المقدس للاستعمال في الخدمة

انتاج مطبوعات الكتاب المقدس للاستعمال في الخدمة

الفصل ٢٦

انتاج مطبوعات الكتاب المقدس للاستعمال في الخدمة

لعبت الكلمة المكتوبة دورا حيويا في العبادة الحقة.‏ فقد اعطى يهوه الوصايا العشر لاسرائيل،‏ اولا شفهيا وبعد ذلك كتابة.‏ (‏خروج ٢٠:‏​١-‏١٧؛‏ ٣١:‏١٨؛‏ غلاطية ٣:‏١٩‏)‏ وللتأكُّد ان كلمته ستُنقَل بدقة،‏ اوصى اللّٰه موسى وسلسلة طويلة من الانبياء والرسل بعده ان يكتبوا.‏ —‏ خروج ٣٤:‏٢٧؛‏ ارميا ٣٠:‏٢؛‏ حبقوق ٢:‏٢؛‏ رؤيا ١:‏١١‏.‏

كانت معظم هذه الكتابة الباكرة تدوَّن في ادراج.‏ ولكن بحلول القرن الثاني ب‌م،‏ تطوَّر المجلَّد،‏ او الكتاب المؤلَّف من صحائف.‏ وكان هذا اقتصاديا اكثر وأسهل استعمالا.‏ وكان المسيحيون في طليعة الذين استعملوه،‏ اذ رأوا قيمته في نشر البشارة عن ملكوت اللّٰه المسيَّاني.‏ يذكر الپروفسور ا.‏ ج.‏ ڠودسپيد في كتابه المسيحية تلجأ الى الطباعة عن اولئك المسيحيين الاولين كناشري كتب:‏ «لم يكونوا فقط متماشين مع عصرهم في امور كهذه،‏ بل سبقوه،‏ وقد تبعهم الناشرون في القرون اللاحقة.‏» —‏ ١٩٤٠،‏ ص ٧٨.‏

ولذلك ليس مدهشا ان يكون شهود يهوه اليوم،‏ كمنادين بملكوت اللّٰه،‏ بين الذين هم في طليعة الصناعة الطباعية من بعض النواحي.‏

تزويد المطبوعات لتلاميذ الكتاب المقدس الاولين

احدى المقالات الاولى بقلم ت.‏ ت.‏ رصل نُشرت في السنة ١٨٧٦ في فاحص الكتاب المقدس،‏ التي كان يحرِّرها جورج ستورز من بروكلين،‏ نيويورك.‏ وبعد ان صار الاخ رصل شريك ن.‏ ه‍.‏ باربور من روتشستر،‏ نيويورك،‏ زوَّد الاخ رصل رأس المال لاصدار كتاب العوالم الثلاثة والمجلة المعروفة بـ‍ بشير الصباح.‏ وقد خدم كمحرِّر مساعد لتلك المجلة واستعمل في السنة ١٨٧٧ تسهيلات الـ‍ بشير لاصدار كراس هدف وطريقة رجوع ربنا.‏ وكان الاخ رصل يتمتع بذكاء متوقِّد في الامور الروحية وكذلك الشؤون التجارية،‏ ولكنَّ باربور كان الخبير بتنضيد الحروف المطبعية والاخراج الفني.‏

ولكن عندما انكر باربور القيمة الكفَّارية لذبيحة يسوع المسيح الفدائية،‏ قطع الاخ رصل علاقاته به.‏ وهكذا،‏ في السنة ١٨٧٩ عندما باشر رصل اصدار برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح،‏ كان يجب ان يعتمد على المطابع التجارية.‏

في السنة التالية،‏ أُعِدَّت للنشر الاولى في سلسلة واسعة من النشرات المصمَّمة لاثارة اهتمام الناس بحقائق الكتاب المقدس.‏ وسرعان ما اتَّخذ هذا العمل ابعادا هائلة.‏ وبهدف معالجة الامر تشكَّلت جمعية برج مراقبة زيون للكراريس في ١٦ شباط ١٨٨١،‏ مع و.‏ ه‍.‏ كونلي رئيسا و ت.‏ ت.‏ رصل امينا للسر والصندوق.‏ وصُنعت الترتيبات لتقوم بالطبع شركات تجارية في مدن مختلفة من پنسلڤانيا،‏ نيويورك،‏ وأوهايو،‏ وكذلك من بريطانيا.‏ وفي السنة ١٨٨٤،‏ تأسست شرعيا جمعية برج مراقبة زيون للكراريس،‏ * مع ت.‏ ت.‏ رصل رئيسا،‏ وأظهر ميثاقها انها اكثر من جمعية تدير النشر.‏ فهدفها الحقيقي كان دينيا؛‏ وقد رُخِّص لها في «نشر حقائق الكتاب المقدس بلغات مختلفة.‏»‏

ويا للغيرة التي وسمت السعي الى هذا الهدف!‏ ففي السنة ١٨٨١،‏ خلال فترة اربعة اشهر،‏ صدرت ٠٠٠‏,٢٠٠‏,١ نشرة يبلغ مجموع صفحاتها نحو ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢٠٠ صفحة.‏ (‏الكثير من هذه «النشرات» كان في الواقع في شكل كتب صغيرة.‏)‏ وبعد ذلك ارتفع انتاج نشرات الكتاب المقدس للتوزيع المجاني الى عشرات الملايين سنة بعد سنة.‏ وهذه النشرات طُبعت بنحو ٣٠ لغة ولم تُوزَّع فقط في اميركا بل ايضا في اوروپا،‏ جنوب افريقيا،‏ اوستراليا،‏ وبلدان اخرى.‏

وافتُتح وجه آخر للعمل في السنة ١٨٨٦ عندما انهى الاخ رصل كتابة نظام الدهور الالهي،‏ الاول في سلسلة من ستة مجلَّدات كتبها شخصيا.‏ وفي ما يتعلق باصدار المجلَّدات الاربعة الاولى في تلك السلسلة (‏١٨٨٦-‏١٨٩٧)‏،‏ وكذلك النشرات وبرج المراقبة من السنة ١٨٨٧ الى ١٨٩٨،‏ استخدم شركة البرج للنشر.‏ * وعلى مر الوقت،‏ صار الاخوة يقومون بتنضيد الحروف المطبعية والاخراج الفني في بيت الكتاب المقدس في پيتسبورڠ.‏ ولإبقاء النفقات منخفضة،‏ اشتروا ايضا الورق للطباعة.‏ وفي ما يتعلق بالطبع والتجليد الفعليين كثيرا ما كان الاخ رصل يطلب ذلك من اكثر من شركة واحدة.‏ وكان يخطط باعتناء،‏ مقدِّما الطلب قبل وقت كافٍ للحصول على اسعار مؤاتية.‏ ومن وقت اصدار الكتاب الاول الذي كتبه ت.‏ ت.‏ رصل حتى السنة ١٩١٦،‏ أُنتج ووُزِّع مجموع ٠٠٠‏,٣٨٤‏,٩ من تلك المجلَّدات الستة.‏

لم يتوقف اصدار مطبوعات الكتاب المقدس عند موت الاخ رصل.‏ ففي السنة التالية طُبع المجلَّد السابع من دروس في الاسفار المقدسة.‏ وأُعلن اصداره لعائلة البتل في ١٧ تموز ١٩١٧.‏ وكان الطلب عليه كثيرا جدا حتى انه بحلول نهاية تلك السنة كانت الجمعية قد قدَّمت طلبات من اجل ٠٠٠‏,٨٥٠ نسخة بالانكليزية لدى اولئك الذين يطبعون ويجلدون الكتب تجاريا.‏ وكانت تُنتَج طبعات بلغات اخرى في اوروپا.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ طُبع في تلك السنة نحو ٣٨ مليون نشرة.‏

ولكن بعدئذ،‏ خلال فترة من الاضطهاد الشديد في السنة ١٩١٨،‏ فيما كان رسميو الجمعية مسجونين ظلما،‏ جُرِّد مركزهم الرئيسي (‏الواقع في بروكلين،‏ نيويورك)‏ من محتوياته.‏ وأُتلفت الالواح المستعمَلة للطباعة.‏ وهيئة المستخدَمين التي خُفض عددها كثيرا نقلت المكتب من جديد الى پيتسبورڠ الى الطابق الثالث من بناء في ١١٩ شارع فيديرال.‏ فهل كان ذلك سيضع حدا لانتاجهم مطبوعات الكتاب المقدس؟‏

هل يجب ان يقوموا بطباعتهم الخاصة؟‏

بعد اطلاق سراح رئيس الجمعية ج.‏ ف.‏ رذرفورد وعشرائه من السجن اجتمع تلاميذ الكتاب المقدس في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩١٩.‏ وتأملوا في ما سمح اللّٰه بحدوثه خلال السنة السابقة وما تدل كلمته انه يجب ان يفعلوه خلال الايام المقبلة.‏ وأُعلن ان مجلة جديدة،‏ العصر الذهبي،‏ كانت ستصدر كأداة لاستعمالها في ارشاد الناس الى ملكوت اللّٰه بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري.‏

وكما فعلت في الماضي،‏ رتَّبت الجمعية ان تقوم شركة تجارية بالطبع.‏ لكنَّ الاوقات تغيَّرت.‏ فكانت هنالك صعوبات عمَّالية في الصناعة الطباعية ومشاكل في سوق الورق.‏ ولزم ترتيب يُعتمَد عليه اكثر.‏ فصلَّى الاخوة بخصوص المسألة وتطلعوا الى توجيهات الرب.‏

اولا،‏ اين يجب ان يقيموا مكاتب الجمعية؟‏ هل يجب ان يعيدوا المركز الرئيسي الى بروكلين؟‏ تأمَّل مجلس ادارة الجمعية في المسألة،‏ وعُيِّنت لجنة لتفحُّص الوضع.‏

اوصى الاخ رذرفورد سي.‏ أ.‏ وايز،‏ نائب رئيس الجمعية،‏ ان يذهب الى بروكلين ليبحث في اعادة فتح البتل واستئجار عقارات حيث يمكن ان تبدأ الجمعية عمليات الطبع.‏ واذ رغب في معرفة ايّ مسلك سيباركه اللّٰه،‏ قال الاخ رذرفورد:‏ «اذهب وتحقق ما اذا كانت مشيئة الرب ان نعود ثانية الى بروكلين.‏»‏

فسأل الاخ وايز،‏ «وكيف اعرف ما اذا كانت مشيئة الرب ان نعود او لا؟‏»‏

‏«الفشل في الحصول على مخزون من الفحم في السنة ١٩١٨ هو ما جعلنا نعود من بروكلين الى پيتسبورڠ،‏»‏ * اجاب الاخ رذرفورد.‏ «فلنجعل الفحم امتحانا.‏ اذهب واطلب شيئا من الفحم.‏»‏

‏«كم طنًّا تعتقد انه يجب ان اطلب لاجراء الامتحان؟‏»‏

‏«اجعله امتحانا كبيرا،‏» اوصى الاخ رذرفورد.‏ «اطلب ٥٠٠ طن.‏»‏

هذا تماما ما فعله الاخ وايز.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ عندما قدَّم طلبا الى السلطات،‏ مُنح موافقة للحصول على ٥٠٠ طن من الفحم —‏ ما يكفي للاعتناء بحاجاتهم عدة سنوات!‏ ولكن اين كانوا سيضعونه؟‏ حُوِّلَت اقسام كبيرة من الطابق السفلي في «بيت ايل» الى مخزن للفحم.‏

اعتُبرت نتيجة هذا الامتحان دليلا واضحا على مشيئة اللّٰه.‏ وبحلول اول تشرين الاول ١٩١٩ كانوا مرة اخرى يبدأون بمواصلة نشاطهم من بروكلين.‏

والآن هل يجب ان يقوموا بطباعتهم الخاصة؟‏ سعوا الى شراء مطبعة دوَّارة للمجلات ولكن قيل لهم ان هنالك فقط عددا قليلا منها في الولايات المتحدة وانه لا امل في الحصول على واحدة لأشهر عديدة.‏ ولكنهم كانوا واثقين انه اذا كان ذلك مشيئة الرب،‏ يمكن ان يفتح الطريق.‏ وقد فعل ذلك!‏

بعد اشهر قليلة فقط من عودتهم الى بروكلين نجحوا في شراء مطبعة دوَّارة.‏ وعلى بُعد ثمانية مجمَّعات من «بيت ايل،‏» في ٣٥ جادة ميرتل،‏ استأجروا ثلاث طبقات في بناء.‏ وبحلول اوائل السنة ١٩٢٠،‏ كان للجمعية مصنعها الخاص للطباعة —‏ صغير،‏ ولكن حسن التجهيز.‏ والاخوة الذين كانت لديهم الخبرة الكافية لتشغيل التجهيزات ابدوا استعدادهم للمساعدة في العمل.‏

طُبع عدد ١ شباط من برج المراقبة في تلك السنة بمطبعة الجمعية الخاصة.‏ وبحلول نيسان كانت العصر الذهبي ايضا تُنتَج في مطبعتهم الخاصة.‏ وعند نهاية السنة كان من الممتع ان تذكر برج المراقبة:‏ «خلال الجزء الاكبر من السنة أُنجز العمل كله المتعلق بـ‍ برج المراقبة،‏ العصر الذهبي،‏ والكثير من الكراريس،‏ بأيدٍ مكرَّسة لا يوجِّه اعمالها سوى دافع واحد،‏ وهذا الدافع هو المحبة للرب وقضية بره.‏ .‏ .‏ .‏ وعندما اقتضى الامر ان تتوقف المجلات والمطبوعات الاخرى عن الصدور مؤقتا لسبب النقص في الورق او المشاكل العمَّالية،‏ استمر انتاج مطبوعاتنا دون مشاكل.‏»‏

كانت فسحة المصنع محدودة الى حد بعيد،‏ ولكنَّ مقدار العمل المنجَز كان مدهشا.‏ فالكميات المطبوعة من برج المراقبة كانت ٠٠٠‏,٦٠ نسخة لكل عدد.‏ ولكنَّ العصر الذهبي كانت تُطبع ايضا هناك،‏ وخلال السنة الاولى كان عدد ٢٩ ايلول عددا خصوصيا.‏ فقد حمل تشهيرا مفصَّلا للمذنبين باضطهاد تلاميذ الكتاب المقدس من السنة ١٩١٧ الى السنة ١٩٢٠.‏ وطُبعت اربعة ملايين نسخة!‏ وفي ما بعد قال احد عمَّال المطبعة في المصنع:‏ ‹لزم ان يعمل الجميع ما عدا الطبَّاخ لاصدار هذا العدد.‏›‏

في السنة الاولى لاستعمالهم مطبعة المجلات الدوَّارة،‏ سأل الاخ رذرفورد الاخوة عما اذا كان يمكنهم ان يطبعوا ايضا الكراريس على هذه المطبعة.‏ في بادئ الامر لم يبدُ ذلك محتملا.‏ وصانعو المطبعة قالوا انه لا يمكن فعل ذلك.‏ لكنَّ الاخوة حاولوا ونجحوا تماما.‏ واخترعوا ايضا آلتهم الخاصة لطيّ الورق وهكذا خفضوا حاجتهم الى عمَّال لهذا الوجه من العمل من ١٢ الى ٢.‏ وماذا كان سبب نجاحهم؟‏ «الخبرة وبركة الرب» هي الطريقة التي لخَّص بها مدير المصنع الامر.‏

لكنَّ الجمعية لم تكن تتولى عمليات الطبع في بروكلين فقط.‏ فبعض العمليات المتعلقة باللغات الاجنبية كان يجري الاشراف عليها من مكتب في ميشيڠان.‏ وبغية الاعتناء بالحاجات المتعلقة بذلك العمل،‏ اعدَّت الجمعية في السنة ١٩٢١ آلة لَينوتَيپ،‏ مطابع،‏ وتجهيزات ضرورية اخرى في ديترويت،‏ ميشيڠان.‏ وهناك كانت المطبوعات تُطبع بالاوكرانية،‏ الپولندية،‏ الروسية،‏ وبلغات اخرى.‏

في تلك السنة عينها اصدرت الجمعية كتاب قيثارة اللّٰه،‏ الذي كُتب بأسلوب يلائم المبتدئين بدرس الكتاب المقدس.‏ وحتى السنة ١٩٢١،‏ لم تكن الجمعية قد حاولت ان تطبع وتجلِّد كتبها الخاصة.‏ فهل يجب ان يسعوا الى اخذ هذا العمل ايضا على عاتقهم؟‏ مرة اخرى تطلَّعوا الى توجيه الرب.‏

اخوة منتذرون يطبعون ويجلِّدون الكتب

في السنة ١٩٢٠ اخبرت برج المراقبة ان كثيرين من موزِّعي المطبوعات الجائلين اضطروا الى ترك هذه الخدمة لأن الذين يطبعون ويجلِّدون الكتب كانوا غير قادرين على تلبية طلبات الجمعية.‏ ففكَّر الاخوة في المركز الرئيسي انه اذا استطاعوا التحرر من الاعتماد على اصحاب المصانع التجارية مع كل مشاكلهم العمَّالية،‏ فسيكونون في وضع يمكِّنهم من انجاز شهادة اعظم عن قصد اللّٰه للجنس البشري.‏ واذا طبعوا وجلَّدوا كتبهم الخاصة،‏ فسيصعب اكثر ايضا على المقاومين ان يتدخَّلوا في العمل.‏ وأملوا على مر الوقت ان يتمكنوا من التوفير في كلفة المجلَّدات وهكذا يصيرون في وضع يمكِّنهم من جعلها متوافرة بأكثر سرعة للعموم.‏

لكنَّ ذلك يتطلب المزيد من الفسحة والمعدات،‏ ويجب ان يتعلَّموا مهارات جديدة.‏ فهل يمكنهم ذلك؟‏ تذكَّر روبرت ج.‏ مارتن،‏ ناظر المصنع،‏ ان يهوه في ايام موسى،‏ ‹ملأ بصلئيل وأهوليآ‌ب حكمة قلب ليصنعا كل عمل› لازم لبناء المسكن المقدس.‏ (‏خروج ٣٥:‏​٣٠-‏٣٥‏)‏ واذ كان يفكِّر في رواية الكتاب المقدس هذه،‏ وثق الاخ مارتن بأن يهوه سيقوم ايضا بما يلزم لكي يتمكن خدامه من نشر المطبوعات لاعلان الملكوت.‏

بعد الكثير من التأمل والصلاة بدأت تبرز خطط محدَّدة.‏ واذ نظر الى ما حدث قبلًا كتب الاخ مارتن في ما بعد الى الاخ رذرفورد:‏ «اعظم يوم على الاطلاق كان اليوم الذي اردتَ فيه ان تعرف ما اذا كان هنالك سبب وجيه لعدم طبعنا وتجليدنا كل كتبنا الخاصة.‏ لقد كانت فكرة مثيرة،‏ لانها عنت فتح مصنع كامل لتنضيد الحروف المطبعية،‏ الطلاء الكهربائي،‏ الطباعة والتجليد،‏ الى جانب تشغيل عدد كبير من الآلات غير المألوفة لنا،‏ ومعظمها آلات لم نكن نعرف قط انها موجودة،‏ وضرورة تعلُّم عدد كبير من المهن.‏ ولكنها بدت الطريقة الفضلى لمواجهة الاسعار المرتفعة المطلوبة ثمنا للكتب بعد الحرب.‏

‏«استأجرْتَ المبنى المؤلَّف من ست طبقات في ١٨ شارع كونكورد (‏وكان هنالك مستأجرون في طابقين)‏؛‏ وفي ١ آذار ١٩٢٢ انتقلنا اليه.‏ واشتريتَ لنا معدات كاملة لتنضيد الحروف المطبعية،‏ الطلاء الكهربائي،‏ آلات للطباعة والتجليد،‏ معظمها جديد،‏ وبعضها مستعمل؛‏ فبدأنا العمل.‏

‏«احدى المؤسسات الطباعية الكبرى التي كانت تنجز الكثير من عملنا سمعت بما نحن عاملون وأتت،‏ ممثَّلةً بشخص الرئيس،‏ لزيارتنا.‏ فرأى التجهيزات الجديدة وعلَّق بعبوس،‏ ‹لديكم هنا مؤسسة طباعية من الدرجة الاولى،‏ ولا احد في المصنع يعرف شيئا عن كيفية ادارتها.‏ بعد ستة اشهر سيصير كل شيء خُردةً؛‏ وستكتشفون ان مَن يجب ان يطبعوا لكم مطبوعاتكم هم الذين كانوا يفعلون ذلك على الدوام،‏ والذين جعلوا ذلك مهنتهم.‏›‏

‏«بدا ذلك منطقيا كفاية،‏ ولكنه استثنى الرب؛‏ فقد كان دائما معنا.‏ وعندما بدأ معمل التجليد ارسل اخا قضى حياته كلها في مهنة التجليد.‏ وقد كان نافعا جدا حين كانت هنالك حاجة ماسة اليه.‏ وبمساعدته،‏ وبعمل روح الرب من خلال الاخوة الذين كانوا يحاولون ان يتعلَّموا،‏ سرعان ما صرنا نصنع الكتب.‏»‏

لأن فسحة المصنع في شارع كونكورد كانت كبيرة،‏ أُدمجت عمليات الطبع من ديترويت في تلك التي في بروكلين.‏ وبحلول السنة الثانية كان الاخوة في هذا الموقع يُنتجون ٧٠ في المئة من الكتب والكراريس المطلوبة،‏ بالاضافة الى المجلات،‏ النشرات،‏ وأوراق الدعوة.‏ وفي السنة التالية،‏ بسبب نمو العمل،‏ صار ضروريا استعمال طابقي المصنع الباقيين.‏

وهل يمكنهم ان يجعلوا انتاجهم للكتب اسرع؟‏ لقد ركَّبوا مطبعة في المانيا،‏ شحنوها بحرا الى اميركا،‏ وشغَّلوها في السنة ١٩٢٦ خصوصا لهذا القصد.‏ وعلى حد علمهم،‏ كانت هذه اول مطبعة دوَّارة تُستعمل في اميركا لطبع الكتب.‏

لكنَّ عمليات الطبع التي يوجِّهها تلاميذ الكتاب المقدس لم تكن كلها في اميركا.‏

عمليات الطباعة الباكرة في البلدان الاخرى

باستخدام الشركات التجارية،‏ كان الاخ رصل ينجز الطباعة في بريطانيا قديما في السنة ١٨٨١.‏ وكانت تُنجَز في المانيا بحلول السنة ١٩٠٣،‏ اليونان بحلول السنة ١٩٠٦،‏ فنلندا بحلول السنة ١٩١٠،‏ وحتى اليابان بحلول السنة ١٩١٣.‏ وخلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الاولى،‏ كان يُنجَز مقدار كبير من مثل هذه الطباعة —‏ الكتب،‏ الكراريس،‏ المجلات،‏ والنشرات —‏ في بريطانيا،‏ البلدان الاسكنديناڤية،‏ المانيا،‏ وپولندا،‏ والبعض كان يُنجَز في البرازيل والهند.‏

ثم في السنة ١٩٢٠،‏ السنة نفسها التي تولَّت فيها الجمعية طباعتها الخاصة للمجلات في بروكلين،‏ صُنعت الترتيبات ليقوم اخوتنا في اوروپا بشيء من هذا العمل ايضا.‏ فنظَّم فريق منهم في سويسرا مؤسسة طباعية في برْن.‏ فصارت شركتهم التجارية الخاصة.‏ ولكنهم كانوا جميعا من تلاميذ الكتاب المقدس،‏ وقد انتجوا المطبوعات للجمعية باللغات الاوروپية بأسعار مؤاتية جدا.‏ وعلى مر الوقت،‏ حصلت الجمعية على حق ملكية هذا المعمل الطباعي ووسَّعته.‏ وبغية تلبية حاجة ملحَّة في البلدان الاوروپية الفقيرة اقتصاديا في ذلك الوقت،‏ أُنتجت هناك كميات هائلة من المطبوعات المجانية.‏ وفي اواخر عشرينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ شُحنت بحرا من هذا المصنع مطبوعات بأكثر من اثنتي عشرة لغة.‏

وفي الوقت عينه كان يَظهر الكثير من الاهتمام برسالة الملكوت في رومانيا.‏ وعلى الرغم من المقاومة القاسية لعملنا هناك،‏ اسست الجمعية معمل طباعة في كلوج،‏ بهدف خفض كلفة المطبوعات وجعلها متوافرة بأكثر سهولة للجياع للحق في رومانيا والبلدان المجاورة.‏ وفي السنة ١٩٢٤،‏ كان بإمكان هذه المطبعة ان تنتج نحو ربع مليون كتاب مجلَّد،‏ بالاضافة الى المجلات والكراريس،‏ بالرومانية والهنڠارية.‏ ولكن،‏ تبيَّن ان الشخص المشرف على العمل هناك لم يكن امينا على وديعته وارتكب اعمالا ادَّت الى خسارة الجمعية ملكيتها ومعداتها.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ استمر الاخوة الامناء في رومانيا في فعل ما في وسعهم لاخبار الآخرين حقائق الكتاب المقدس.‏

وفي المانيا عقب الحرب العالمية الاولى كانت اعداد كبيرة من الناس تتدفَّق الى اجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس.‏ ولكن،‏ كان الشعب الالماني يعاني ضيقة اقتصادية كبيرة.‏ وبهدف ابقاء كلفة مطبوعات الكتاب المقدس منخفضة لفائدتهم،‏ طوَّرت الجمعية عملياتها الطباعية الخاصة هناك ايضا.‏ ففي بارمن،‏ في السنة ١٩٢٢،‏ أُنجزت الطباعة على طابعة مستوية عند بَسْطة الدرج في «بيت ايل» وعلى اخرى في سقيفة لخزن الحطب.‏ وفي السنة التالية انتقل الاخوة الى ماڠْدَبورڠ الى تسهيلات ملائمة اكثر.‏ فكانت لديهم ابنية جيدة هناك،‏ وأُضيف اليها المزيد،‏ ورُكِّبت معدات للطباعة وتجليد الكتب.‏ وبحلول نهاية السنة ١٩٢٥ أُخبر ان القدرة الانتاجية لهذا المصنع كانت ستصير على الاقل بحجم قدرة المصنع المستخدَم آنذاك في المركز الرئيسي في بروكلين.‏

معظم الطباعة التي انجزها الاخوة فعليا بدأ على نطاق صغير.‏ وقد صحَّ ذلك في كوريا حيث اقامت الجمعية في السنة ١٩٢٢ مصنع طباعة صغيرا مجهَّزا لانتاج المطبوعات باللغة الكورية بالاضافة الى اليابانية والصينية.‏ وبعد سنوات قليلة نُقلت التجهيزات الى اليابان.‏

وبحلول السنة ١٩٢٤،‏ كانت طباعة المواد الاصغر تُنجَز ايضا في كندا وفي جنوب افريقيا.‏ وفي السنة ١٩٢٥،‏ رُكِّبت مطبعة صغيرة في اوستراليا وأخرى في البرازيل.‏ وسرعان ما صار الاخوة في البرازيل يستعملون معداتهم لطبع النسخة الپرتغالية من برج المراقبة.‏ وحصل فرع الجمعية في انكلترا على تجهيزاته الاولى للطباعة في السنة ١٩٢٦.‏ وفي السنة ١٩٢٩ كان الجوع الروحي للاشخاص المتواضعين في اسپانيا يُسدّ بطبع برج المراقبة على مطبعة صغيرة هناك.‏ وبعد سنتين،‏ ابتدأت مطبعة تعمل في الطبقة السفلى لمكتب الفرع في فنلندا.‏

وفي هذه الاثناء كان التوسُّع في المركز الرئيسي العالمي جاريا.‏

مصنعهم الخاص في المركز الرئيسي العالمي

منذ السنة ١٩٢٠،‏ كانت الجمعية تستأجر فسحة مصنع في بروكلين.‏ وحتى المبنى المستعمل من السنة ١٩٢٢ فصاعدا لم يكن في حالة جيدة؛‏ فكل شيء كان يرتجّ بقوة عندما تدور المطبعة الدوَّارة في الطبقة السفلية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانت تلزم فسحة اضافية بغية الاعتناء بالعمل النامي.‏ ففكَّر الاخوة ان المال المتوافر يمكن استخدامه بطريقة افضل اذا كان لديهم مصنعهم الخاص.‏

بدا ان ارضا تقع على بُعد مجمَّعات قليلة من «بيت ايل» هي الموقع المرغوب فيه جدا،‏ ولذلك عرضوا ثمنا لها.‏ وحدث ان دفعت شركة سْكْوِيب للصيدلة ثمنا اعلى؛‏ ولكن عندما بنوا في هذه الملكية،‏ كان عليهم ان يركِّزوا في الارض ١٦٧‏,١ دعامة للحصول على اساس متين.‏ (‏بعد سنوات اشترت جمعية برج المراقبة هذه الابنية من شركة سْكْوِيب،‏ بذلك الاساس الجيد الذي سبق فوُضع!‏)‏ ولكنَّ قطعة الارض التي اشترتها الجمعية في السنة ١٩٢٦ كانت لها تربة بقدرة جيدة على تحمُّل الثقل للبناء عليها.‏

وفي شباط ١٩٢٧ انتقلوا الى مبناهم الجديد في ١١٧ شارع آدمز في بروكلين.‏ وقد زوَّدهم تقريبا ضعف الفسحة التي كانوا يستعملونها حتى ذلك الوقت.‏ وكان حسَن التصميم،‏ اذ كان العمل ينتقل من الطبقات العليا نزولا عبر مختلف الاقسام حتى يصل الى قسم الشحن في الطبقة الارضية.‏

لكنَّ النمو لم ينتهِ.‏ فقد وجب توسيع هذا المصنع في خلال عشر سنوات؛‏ وكان المزيد سيأتي في ما بعد.‏ وبالاضافة الى طباعة ملايين النسخ من المجلات والكراريس سنويا،‏ كان المصنع ينتج ما مقداره ٠٠٠‏,١٠ كتاب مجلَّد في اليوم.‏ وعندما صارت هذه الكتب تشمل الكتب المقدسة الكاملة في السنة ١٩٤٢،‏ كانت جمعية برج المراقبة تفتتح ثانية حقلا جديدا في الصناعة الطباعية.‏ فقام الاخوة بالتجارب حتى صاروا قادرين على استعمال ورق الكتاب المقدس الخفيف الوزن على المطابع الدوَّارة —‏ الامر الذي لم تجرِّبه المطابع الاخرى حتى سنوات لاحقة.‏

وفيما كان مثل هذا الانتاج الواسع النطاق جاريا،‏ لم تُغفَل الفِرَق ذات الحاجات الخصوصية.‏ فباكرا في السنة ١٩١٠ كان احد تلاميذ الكتاب المقدس في بوسطن،‏ ماساتشوستس،‏ وآخر في كندا يتعاونان على اعادة انتاج مطبوعات الجمعية بنظام برايل.‏ وبحلول السنة ١٩٢٤،‏ من مكتب في لوڠانسپورت،‏ إنديانا،‏ كانت الجمعية تنتج مطبوعات لفائدة العميان.‏ ولكن بسبب التجاوب المحدود جدا في ذلك الوقت،‏ انتهى العمل بنظام برايل في السنة ١٩٣٦،‏ وجرى التشديد على مساعدة العميان بواسطة اسطوانات الفونوڠراف والانتباه الشخصي.‏ وفي ما بعد،‏ في السنة ١٩٦٠،‏ بدأ من جديد انتاج المطبوعات بنظام برايل —‏ وهذه المرة بتنويع اكبر،‏ وتدريجيا بتجاوب افضل.‏

مواجهة تحدي المقاومة الشديدة

في عدد من البلدان كانت الطباعة تجري في وجه ظروف صعبة للغاية.‏ لكنَّ اخوتنا ثابروا،‏ مقدِّرين ان المناداة ببشارة الملكوت هي عملٌ امر يهوه اللّٰه،‏ بواسطة ابنه،‏ بانجازه.‏ (‏اشعياء ٦١:‏​١،‏ ٢؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ ففي اليونان،‏ مثلا،‏ كان الاخوة قد ركَّبوا مطبعتهم في السنة ١٩٣٦ وشغَّلوها اشهرا قليلة فقط عندما حدث تغيير في الحكومة وأقفلت السلطات معملهم.‏ وبشكل مماثل،‏ في الهند،‏ في السنة ١٩٤٠،‏ عمل كلود ڠودمان طوال اشهر على تركيب مطبعة وتعلُّم كيفية تشغيلها،‏ ولكن لتهاجم المكان الشرطة التي ارسلها المهاراجا،‏ تنقل المطبعة بشاحنة،‏ وتلقي كل الاحرف المفروزة باعتناء في اوعية تنك كبيرة.‏

وفي مواقع عديدة اخرى فرضت القوانين المتعلقة بالمطبوعات المستوردة على الاخوة ان يوكلوا العمل الى مطابع تجارية محلية،‏ مع ان الجمعية تملك مؤسسة طباعية في بلد مجاور مجهَّزة للقيام بالعمل.‏ وصحَّ ذلك في اماكن كالدنمارك،‏ لاتڤيا،‏ وهنڠاريا في اواسط ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠.‏

وفي السنة ١٩٣٣ بدأت الحكومة الالمانية،‏ مدفوعة من رجال الدين،‏ بايقاف النشاطات الطباعية لشهود يهوه في المانيا.‏ فاحتلَّت الشرطة مصنع جمعية برج المراقبة في ماڠْدَبورڠ وأقفلته في نيسان من تلك السنة،‏ ولكنهم لم يتمكنوا من ايجاد دليل إدانة،‏ ولذلك انسحبوا.‏ إلا انهم تدخَّلوا من جديد في حزيران.‏ وبهدف متابعة نشر رسالة الملكوت اسَّست الجمعية مطبعة في پراڠ،‏ تشيكوسلوڤاكيا،‏ ونُقل كثير من المعدات الى هناك من ماڠْدَبورڠ.‏ وبهذه الترتيبات أُنتجت المجلات بلغتين والكراريس بست لغات خلال السنوات القليلة التي تلت.‏

ثم،‏ في السنة ١٩٣٩،‏ زحفت جيوش هتلر الى پراڠ،‏ ولذلك فكَّك الاخوة بسرعة معداتهم وشحنوها بحرا الى خارج البلاد.‏ فذهب بعضها الى النَّذَرلند.‏ وكان ذلك في حينه.‏ فالاتصال بسويسرا صار اصعب على الاخوة الهولنديين.‏ ولذلك استأجروا الآن مكانا،‏ وبمطابعهم التي حصلوا عليها حديثا قاموا بطباعتهم الخاصة.‏ غير ان ذلك استمر فترة قصيرة فقط قبل ان يستولي الغزاة النازيون على المصنع.‏ ولكنَّ الاخوة كانوا قد استمروا في استعمال هذه المعدات اطول فترة ممكنة.‏

عندما منع اجراء رسمي اعتباطي في فنلندا نشر برج المراقبة خلال الحرب،‏ قام الاخوة هناك بنسخ المقالات الرئيسية بالآلة الناسخة وتوزيعها بواسطة سعاة.‏ وبعد ان صارت النمسا تحت السيطرة النازية في السنة ١٩٣٨،‏ طُبعت برج المراقبة على آلة ناسخة وجب نقلها على الدوام من مكان الى آخر بهدف ابقائها بعيدة عن ايدي الڠستاپو.‏ وبشكل مماثل،‏ في كندا،‏ خلال الوقت الذي كان فيه الشهود تحت الحظر في زمن الحرب،‏ كان عليهم ان يغيِّروا مكان معداتهم تكرارا لكي يستمروا في تزويد الطعام الروحي لاخوتهم.‏

وفي اوستراليا،‏ خلال الوقت الذي كان فيه عمل شهود يهوه تحت الحظر،‏ طبع الاخوة مجلاتهم الخاصة،‏ حتى انهم طبعوا الكتب وجلَّدوها —‏ الامر الذي لم يفعلوه هناك حتى في الظروف المؤاتية اكثر.‏ وكان عليهم ان ينقلوا معمل التجليد ١٦ مرة للحؤول دون مصادرة المعدات،‏ ولكنهم استطاعوا ان يُنتجوا ٠٠٠‏,٢٠ كتاب مجلَّد في الوقت المناسب للاصدار في محفل عُقد في السنة ١٩٤١ على الرغم من العوائق الكبيرة!‏

التوسُّع بعد الحرب العالمية الثانية

بعد انتهاء الحرب اجتمع شهود يهوه في محفل اممي في كليڤلَنْد،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩٤٦.‏ وهناك تكلَّم ناثان ه‍.‏ نور،‏ رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك،‏ عن اعادة البناء والتوسُّع.‏ فمنذ اندلاع الحرب العالمية الثانية ازداد عدد الشهود ١٥٧ في المئة،‏ وكان المرسلون يفتتحون العمل سريعا في حقول جديدة.‏ ولتلبية الطلب العالمي على مطبوعات الكتاب المقدس اوجز الاخ نور خططا لتوسيع تسهيلات المركز الرئيسي العالمي.‏ ونتيجة للتوسُّع المقترَح،‏ كانت فسحة المصنع ستصير اكثر من ضعف فسحة البناء الاصلي الذي شُيِّد في السنة ١٩٢٧،‏ وكان «بيت ايل» الموسَّع كثيرا سيُزوَّد للعمَّال المتطوِّعين.‏ وهذه الاقسام الاضافية أُكملت ووُضعت موضع الاستعمال في وقت باكر من السنة ١٩٥٠.‏

وجب توسيع تسهيلات المصنع والمكتب في المركز الرئيسي العالمي في بروكلين مرة بعد اخرى منذ السنة ١٩٥٠.‏ وفي السنة ١٩٩٢ كانت تغطي مساحة ما يقارب ثمانية مجمَّعات في المدينة وكانت مساحة الارضيات تبلغ ٤٦٠‏,٤٧٦‏,٢ قدما مربعة (‏٠٧١‏,٢٣٠ م٢‏)‏.‏ وهذه ليست مجرد مبانٍ لصنع الكتب.‏ انها موقوفة ليهوه،‏ للاستعمال في انتاج المطبوعات المصمَّمة لتعليم الناس مطالبه للحياة.‏

في بعض المناطق كان من الصعب الابتداء من جديد بالعمليات الطباعية للجمعية بعد الحرب العالمية الثانية.‏ فمجمَّع المصنع والمكتب الذي تملكه الجمعية في ماڠْدَبورڠ،‏ المانيا،‏ كان في المنطقة الواقعة تحت السيطرة الشيوعية.‏ وعاد الشهود الالمان من جديد اليه،‏ ولكنهم لم يتمكنوا من العمل إلا لفترة وجيزة قبل ان يصادَر من جديد.‏ ولسدّ الحاجة في المانيا الغربية وجب تأسيس مطبعة هناك.‏ وكانت المدن قد تحوَّلت الى انقاض نتيجة القصف.‏ ولكن سرعان ما تمكن الشهود من استعمال مطبعة صغيرة كان يشغِّلها النازيون في كارلْسْروهه.‏ وبحلول السنة ١٩٤٨ كانت لديهم طابعتان مستويتان تدوران ليل نهار في مبنى حصلوا عليه في ڤيسبادن.‏ وفي السنة التالية وسَّعوا التسهيلات في ڤيسبادن وزادوا عدد المطابع اربعة اضعاف بهدف سدّ حاجات العدد المتزايد بسرعة من المنادين بالملكوت في ذلك الجزء من الحقل.‏

عندما استأنفت الجمعية الطباعة علانية في اليونان في السنة ١٩٤٦،‏ لم يكن ممكنا الاعتماد على التيار الكهربائي.‏ فأحيانا كان ينقطع طوال ساعات كل مرة.‏ وفي نَيجيريا،‏ في السنة ١٩٧٧،‏ واجه الاخوة مشكلة مماثلة.‏ والى ان حصل الفرع في نَيجيريا على مولِّده الخاص كان عمَّال المصنع يعودون الى العمل في ايّ وقت يعود فيه التيار ليلا او نهارا.‏ وبروح كهذه لم يفوِّتوا قط ايّ عدد من برج المراقبة.‏

بعد ان زار الاخ نور جنوب افريقيا في السنة ١٩٤٨ اشتُريت ارض في إلانْتسفُنتاين؛‏ وفي وقت باكر من السنة ١٩٥٢ انتقل الفرع الى مصنع جديد هناك —‏ الاول الذي تبنيه الجمعية فعليا في جنوب افريقيا.‏ وباستعمال طابعة مستوية جديدة ابتدأوا يطبعون المجلات بثماني لغات يُنطَق بها في افريقيا.‏ وفي السنة ١٩٥٤،‏ جُهِّز الفرع في السويد ليطبع مجلاته على طابعة مستوية،‏ وكذلك الفرع في الدنمارك في السنة ١٩٥٧.‏

واذ ازداد الطلب على المجلات،‏ زُوِّدت مطابع دوَّارة للطباعة البارزة عالية السرعة،‏ اولا لفرع واحد ثم لآخر.‏ وحصلت كندا على مطبعتها الاولى في السنة ١٩٥٨؛‏ وانكلترا في السنة ١٩٥٩.‏ وبحلول السنة ١٩٧٥ كانت جمعية برج المراقبة تملك ٧٠ مطبعة دوَّارة كبيرة تعمل في مطابعها حول العالم.‏

شبكة عالمية لنشر حق الكتاب المقدس

في اواخر ستينات الـ‍ ١٩٠٠ وبعدها بُذِل جهد مركَّز لتحقيق مزيد من اللامركزية في العمليات الطباعية لجمعية برج المراقبة.‏ فازدياد عدد شهود يهوه كان سريعا.‏ وكانت تلزم فسحة مصنع اضافية لتزويد مطبوعات الكتاب المقدس لاستعمالهم الخاص وللتوزيع العام.‏ ولكن كان التوسُّع في بروكلين عملية بطيئة لسبب العدد المحدود للعقارات المتوافرة وكذلك الاجراءات الروتينية القانونية.‏ فصُنعت الخطط للقيام بالمزيد من الطباعة في مكان آخر.‏

وهكذا،‏ في السنة ١٩٦٩،‏ بدأ العمل على تصميم مطبعة جديدة تُبنى بالقرب من وولكيل،‏ نيويورك،‏ على بعد نحو ٩٥ ميلا (‏١٥٠ كلم)‏ شمالي غربي بروكلين.‏ وهذا كان سيعمل على ازدياد وانتشار تسهيلات المركز الرئيسي،‏ وأخيرا كانت تقريبا كل مجلات برج المراقبة واستيقظ!‏ من اجل الولايات المتحدة ستأتي من وولكيل.‏ وبعد ثلاث سنوات كان يُخطَّط لمصنع ثانٍ في وولكيل،‏ وكان هذا اكبر بكثير من الاول.‏ وبحلول السنة ١٩٧٧ كانت المطابع الدوَّارة للطباعة البارزة هناك تنتج ما يزيد على ١٨ مليون مجلة في الشهر.‏ وفي السنة ١٩٩٢ كانت تُستعمل مطابع أوفست كبيرة من نوع مان-‏رولاند وهانشو (‏٤ مطابع أوفست فقط بدلا من مطابع الطباعة البارزة الـ‍ ١٥ السابقة)‏،‏ وكانت القدرة الانتاجية اكثر بكثير من مليون مجلة في اليوم.‏

عندما وُضعت اولا الخطط للعمليات الطباعية في وولكيل،‏ كانت برج المراقبة تصدر في بروكلين بـ‍ ٣٢ لغة من لغاتها الـ‍ ٧٢ آنذاك؛‏ واستيقظ!‏ بـ‍ ١٤ لغة من لغاتها الـ‍ ٢٦.‏ ونحو ٦٠ في المئة من مجموع عدد النسخ المطبوعة حول العالم كان يُنتَج هناك في المركز الرئيسي العالمي.‏ وكان من المفيد انجاز المزيد من هذا العمل في بلدان خارج الولايات المتحدة وبواسطة اخوتنا هناك بدلا من الشركات التجارية.‏ وهكذا،‏ اذا كانت الازمات العالمية او التدخل الحكومي في عمل شهود يهوه ستعيق في المستقبل العمليات في اية ناحية من الارض،‏ كان سيبقى بالامكان ايضا تزويد الطعام الروحي الضروري.‏

ولذلك في السنة ١٩٧١،‏ قبل ان يباشِر العمل اول مصنع لبرج المراقبة في وولكيل بسنتين تقريبا،‏ بدأ العمل على تزويد معمل طباعة جديد ممتاز في نومازو،‏ اليابان.‏ وزيادة المنادين بالملكوت في اليابان التي بلغت اكثر من خمسة اضعاف خلال العقد السابق اشارت انه ستكون هنالك حاجة الى الكثير من مطبوعات الكتاب المقدس هناك.‏ وفي الوقت نفسه كانت تسهيلات الفرع في البرازيل توسَّع.‏ وصحَّ الامر نفسه في جنوب افريقيا،‏ حيث كانت مطبوعات الكتاب المقدس تُنتَج بأكثر من اربع وعشرين لغة افريقية.‏ وفي السنة التالية،‏ ١٩٧٢،‏ ازداد حجم تسهيلات الجمعية للنشر في اوستراليا اربعة اضعاف بهدف توفير كل عدد من برج المراقبة واستيقظ!‏ في تلك الناحية من العالم دون التأخيرات المطوَّلة في الشحن البحري.‏ وشُيِّدت ايضا مصانع اضافية في فرنسا والفيليپين.‏

وفي وقت باكر من السنة ١٩٧٢ قام ن.‏ ه‍.‏ نور وناظر مصنع بروكلين،‏ م.‏ ه‍.‏ لارسن،‏ بجولة اممية لتفحُّص العمل الجاري انجازه بغية تنظيم الامور من اجل الاستعمال الافضل لهذه التسهيلات ووضع الاساس لمزيد من التوسُّع في المستقبل.‏ وشملت زياراتهما ١٦ بلدا في اميركا الجنوبية،‏ افريقيا،‏ والشرق الاقصى.‏

وبعد ذلك بوقت قصير كان الفرع في اليابان ينتج المجلات باللغة اليابانية اللازمة لذلك الجزء من الحقل بدلا من الاعتماد على مطبعة تجارية.‏ وفي تلك السنة عينها،‏ ١٩٧٢،‏ ابتدأ الفرع في غانا يطبع برج المراقبة بثلاث من لغاته المحلية بدلا من انتظار الشحنات البحرية من الولايات المتحدة ونَيجيريا.‏ ثم ابتدأ فرع الفيليپين يعتني بالاخراج الفني والطبع لـ‍ برج المراقبة واستيقظ!‏ بثماني لغات محلية (‏بالاضافة الى طبع المجلات اللازمة باللغة الانكليزية)‏.‏ ومثَّل ذلك خطوة رئيسية اضافية في جعل العمليات الطباعية لبرج المراقبة لامركزية.‏

بحلول نهاية السنة ١٩٧٥ كانت جمعية برج المراقبة تطبع مطبوعات الكتاب المقدس في تسهيلاتها الخاصة في ٢٣ بلدا منتشرا حول الكرة الارضية —‏ الكتب في ثلاثة بلدان؛‏ الكراريس او المجلات او كلتيهما في المواقع الـ‍ ٢٣ كلها.‏ وفي ٢٥ بلدا آخر كانت الجمعية تصنع مواد اصغر على معداتها الخاصة.‏

وقدرة الجمعية على انتاج الكتب المجلَّدة كانت تزداد ايضا.‏ فبعض اعمال تجليد الكتب أُنجز في سويسرا وفي المانيا باكرا في اواسط عشرينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وبعد الحرب العالمية الثانية،‏ في السنة ١٩٤٨،‏ تولَّى الاخوة في فنلندا تجليد الكتب (‏اولا،‏ باليد في الاغلب)‏ لسدّ حاجات ذلك البلد بشكل رئيسي.‏ وبعد سنتين كان الفرع في المانيا يدير من جديد معملا للتجليد،‏ وعلى مر الوقت صار يتولَّى تجليد الكتب الذي كان يُنجَز في سويسرا.‏

ثم،‏ في السنة ١٩٦٧،‏ بأكثر من مليون شاهد حول العالم وباصدار الكتب بحجم الجيب للمرة الاولى لاستعمالها في خدمتهم،‏ ارتفع الطلب كثيرا على هذا النوع من مطبوعات الكتاب المقدس.‏ وفي غضون تسع سنين كانت هنالك زيادة اكثر من ستة اضعاف في خطوط التجليد في بروكلين.‏ وفي السنة ١٩٩٢ كان لجمعية برج المراقبة ما مجموعه ٢٨ خطا للتجليد يعمل في ثمانية بلدان مختلفة.‏

في تلك السنة عينها،‏ ١٩٩٢،‏ لم تكن جمعية برج المراقبة تطبع مطبوعات الكتاب المقدس بـ‍ ١٨٠ لغة في الولايات المتحدة فقط،‏ لكنَّ اربعا من مطابعها الرئيسية الموجودة في اميركا اللاتينية كانت تزوِّد الكثير من المطبوعات اللازمة محليا وللبلدان الاخرى على السواء في تلك الناحية من العالم.‏ وكان احد عشر مصنعا اضافيا للطباعة ينتج المطبوعات في اوروپا،‏ وكل هذه المصانع كانت تساعد على سدّ حاجات بلدان اخرى الى المطبوعات.‏ ومن هذه كانت فرنسا تزوِّد المطبوعات قانونيا لـ‍ ١٤ بلدا،‏ والمانيا،‏ التي كانت تطبع بأكثر من ٤٠ لغة،‏ كانت تشحن بحرا كميات كبيرة الى ٢٠ بلدا وكميات اصغر الى بلدان كثيرة اخرى.‏ وفي افريقيا كانت ستة مصانع للطباعة تابعة لبرج المراقبة تصدر مطبوعات الكتاب المقدس بما مجموعه ٤٦ لغة.‏ و ١١ مصنعا آخر للطباعة —‏ البعض كبير،‏ والبعض صغير —‏ كانت تزوِّد الشرق الاوسط والشرق الاقصى،‏ جزر الپاسيفيك،‏ كندا،‏ ومناطق اخرى بالمطبوعات لاستعمالها في نشر الرسالة الملحَّة عن ملكوت اللّٰه.‏ وفي ٢٧ بلدا آخر ايضا كانت الجمعية تطبع مواد اصغر تحتاج اليها الجماعات لكي تعمل بنعومة.‏

اساليب جديدة،‏ معدات جديدة

خلال ستينات وسبعينات الـ‍ ١٩٠٠ اكتسحت ثورةٌ الصناعة الطباعية.‏ وبسرعة مذهلة استُبدلت الطباعة البارزة بطباعة الأوفست.‏ * ولم تتحوَّل جمعية برج المراقبة بسرعة الى اساليب الطباعة الجديدة.‏ فالالواح التي كانت متوافرة لمطابع الأوفست لم تكن ملائمة تماما لطبع الكميات الكبيرة من المطبوعات التي تحتاج اليها الجمعية.‏ وفضلا عن ذلك،‏ كان تغيير من هذا النوع يتطلَّب طرائق جديدة كليا لتنضيد الحروف المطبعية والاخراج الفني.‏ فكانت تلزم مطابع جديدة.‏ وكان يجب تعلُّم تكنولوجيا جديدة.‏ وفي الواقع،‏ كان يجب استبدال كل معدات الطباعة في مصانع الجمعية.‏ وكانت الكلفة ستصير مذهلة.‏

ولكن،‏ على مر الوقت،‏ اتضح ان المواد لمواصلة الطباعة البارزة لن تعود متوافرة بعد مدة من الوقت.‏ ومتانة الواح الأوفست كانت تتحسَّن بسرعة.‏ فوجب صنع التغيير.‏

وباكرا في السنة ١٩٧٢،‏ لسبب اهتمامهم الشديد بالتطوُّرات في طباعة الأوفست،‏ اشترى ثلاثة اعضاء في عائلة البتل في جنوب افريقيا مطبعة أوفست تُغذَّى بصحائف الورق صغيرة ومستعمَلة.‏ واكتُسب شيء من الخبرة في القيام بأعمال طباعية صغيرة عليها.‏ ثم،‏ في السنة ١٩٧٤،‏ استُعملت تلك المطبعة لطبع الحق الذي يقود الى الحياة الابدية،‏ كتاب بحجم الجيب،‏ بالرونڠية.‏ وقدرتهم على فعل ذلك بسرعة مكَّنت من ايصال ارشاد الكتاب المقدس القيِّم الى آلاف الناس الجياع للحق قبل ان يُحظَر عمل شهود يهوه من جديد في المنطقة التي يعيش فيها هؤلاء الناس.‏ ومطبعة الأوفست التي تُغذَّى بصحائف الورق الاخرى،‏ التي أُعطيت لفرع الجمعية في جنوب افريقيا بعد وقت قصير من شراء الاخوة للاولى،‏ شُحنت بحرا الى زامبيا واستُعملت هناك.‏

وكانت ايضا لمصنع الجمعية في المانيا بداية باكرة في طباعة الأوفست.‏ ففي نيسان ١٩٧٥ ابتدأ الاخوة هناك يستعملون مطبعة تُغذَّى بصحائف الورق لطباعة المجلات على ورق الكتاب المقدس لشهود يهوه في المانيا الشرقية حيث كان الشهود آنذاك تحت الحظر.‏ وتبع ذلك،‏ في السنة التالية،‏ انتاج الكتب على مطبعة الأوفست هذه لاولئك الاخوة المضطهدين.‏

وفي الوقت عينه تقريبا،‏ في السنة ١٩٧٥،‏ وضعت جمعية برج المراقبة قيد العمل اول مطبعة أوفست بشريط ورق للمجلات في الارجنتين.‏ لكنها اشتغلت فقط اكثر بقليل من سنة قبل ان تحظر حكومة الارجنتين عمل الشهود وتقفل مطبعتهم.‏ لكنَّ عمليات طباعة الأوفست في البلدان الاخرى استمرت في التوسُّع.‏ ففي وقت باكر من السنة ١٩٧٨،‏ في معمل المركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة في بروكلين،‏ نيويورك،‏ ابتدأت مطبعة أوفست بشريط ورق تنتج طباعة بثلاثة ألوان للكتب.‏ * واشتُريت مطبعة ثانية في تلك السنة عينها.‏ ولكن كانت تلزم معدات اكثر بكثير بغية اكمال التغيير.‏

كانت الهيئة الحاكمة واثقة بأن يهوه سيزوِّد كل ما يلزم لاتمام العمل الذي يريد ان يُنجَز.‏ وفي نيسان ١٩٧٩ وكانون الثاني ١٩٨٠ أُرسلت رسائل الى الجماعات في الولايات المتحدة تشرح الوضع.‏ فأتت الهبات —‏ ببطء في بادئ الامر،‏ ولكن كان هنالك في حينه ما يكفي لتجهيز كامل الشبكة العالمية لمصانع برج المراقبة من اجل طباعة الأوفست.‏

وفي هذه الاثناء،‏ للاستفادة من المعدات الموجودة وللاسراع بالتغيير،‏ عقدت جمعية برج المراقبة اتفاقا لتحويل مطابعها من نوع مان ذات الطراز الاحدث الى طباعة الأوفست.‏ فزُوِّد اثنا عشر بلدا بهذه المطابع،‏ بما فيها ستة لم تكن قد طبعت مجلاتها من قبل محليا.‏

الطباعة بأربعة الوان

كان الفرع في فنلندا اول فرع يطبع كل عدد من مجلاته بالأوفست بأربعة الوان،‏ مبتدئا بطريقة بسيطة من الأعداد في كانون الثاني ١٩٨١ ثم مستعملا تدريجيا تقنيات محسَّنة.‏ وبعد ذلك طبعت اليابان كتابا مجلَّدا بأربعة الوان.‏ وحذت حذوهما مطابع اخرى لبرج المراقبة اذ صارت المعدات متوافرة.‏ وبعض المطابع اشتراها وشحنها بحرا المركز الرئيسي العالمي.‏ وأخرى موَّلها شهود يهوه في البلد حيث يقع المصنع.‏ وفي حالات اخرى ايضا وهب الشهود في البلد الواحد المعدات اللازمة لاخوتهم في البلد الآخر.‏

في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية صار العالم ميَّالا خصوصا الى المطبوعات التي تحتوي على صور،‏ واستعمال الالوان الطبيعية كان له دور كبير في جعل المطبوعات تروق العين اكثر.‏ وهذا الاستعمال للالوان جعل الصفحة المطبوعة جذَّابة اكثر وشجَّع بالتالي على القراءة.‏ وفي اماكن عديدة وُجد ان توزيع برج المراقبة واستيقظ!‏ ازداد كثيرا بعد تجميل مظهرهما على هذا النحو.‏

تطوير انظمة كمپيوتر ملائمة

لدعم الطباعة بأربعة الوان وجب تطوير نظام لإعداد المواد للطبع يضبطه الكمپيوتر؛‏ وقرار المضي في ذلك اتُّخذ في السنة ١٩٧٧.‏ وتطوَّع الشهود المتخصصون في هذا الحقل للعمل في المركز الرئيسي العالمي لمساعدة الجمعية على سدّ هذه الحاجات بسرعة.‏ (‏بعد ذلك بوقت قصير،‏ في السنة ١٩٧٩،‏ بدأ فريق في اليابان شمل اخيرا نحو ٥٠ شاهدا بالعمل على برامج لازمة للغة اليابانية.‏)‏ واستُخدمت معدات hardware الكمپيوتر التجارية المتوافرة،‏ وأعد الشهود برامج للمساعدة على سدّ حاجات الجمعية الادارية وتلك المتعلقة بالنشر بلغات متعدِّدة.‏ وللمحافظة على مقاييس رفيعة وحيازة المرونة اللازمة اقتضى الامر تطوير برامج متخصِّصة لتنضيد الحروف المطبعية والاخراج الفني بواسطة الكمپيوتر.‏ ولم تكن هنالك برامج تجارية متوافرة لإدخال النصوص وإجراء التنضيد التصويري لكثير من الـ‍ ١٦٧ لغة التي كانت جمعية برج المراقبة تطبع بها آنذاك،‏ ولذلك وجب على الشهود ان يطوِّروا برامجهم الخاصة.‏

في ذلك الحين لم يرَ العالم التجاري ايّ ربح في اللغات التي تستعملها اعداد قليلة من الناس او ذوو الدَّخل المحدود جدا،‏ لكنَّ شهود يهوه مهتمون بالحياة.‏ وفي غضون وقت قصير نسبيا كانت برامج تنضيد الحروف المطبعية التي طوَّروها تُستعمَل لانتاج المطبوعات بأكثر من ٩٠ لغة.‏ وفي ما يتعلق بعملهم قال تقرير سيبولد عن انظمة النشر الحسن السمعة:‏ «لا يسعنا إلا ان نُثني على المشروع،‏ روح المبادرة وبصيرة اعضاء برج المراقبة.‏ فهنالك اليوم قليلون طموحون كفاية او شجعان كفاية للشروع في تطبيق كهذا،‏ وخصوصا في الواقع من لا شيء.‏» —‏ المجلد ١٢،‏ العدد ١،‏ ١٣ ايلول ١٩٨٢.‏

تصير العمليات الطباعية والصيانة اسهل الى حد بعيد اذا كانت الاجهزة المستعملة عالميا متوافقة تماما.‏ ولذلك في السنة ١٩٧٩ تقرَّر ان تطوِّر جمعية برج المراقبة نظامها الخاص للتنضيد التصويري.‏ وكان على الفريق العامل في هذا المشروع ان يصنع المعدات الاساسية،‏ بدلا من الاعتماد كثيرا على الاجهزة التجارية.‏

وهكذا في السنة ١٩٧٩ بدأ فريق من شهود يهوه مركز عملياته في مزارع برج المراقبة،‏ وولكيل،‏ نيويورك،‏ بتصميم وبناء نظام التنضيد التصويري الالكتروني المتعدِّد اللغات (‏MEPS‏)‏.‏ وبحلول ايار ١٩٨٦ لم يكن الفريق العامل في هذا المشروع قد صمَّم وبنى فقط اجهزة كمپيوتر MEPS‏،‏ منضدات تصويرية،‏ وطرفيات رسوم بيانية graphics terminals بل،‏ بشكل اهم،‏ كانوا قد طوَّروا ايضا البرمجيَّات software اللازمة لمعالجة المواد للنشر بـ‍ ١٨٦ لغة.‏

نُسِّق بين تطوُّر البرمجيَّات هذا والعملية الكبيرة لترقيم طقم الحروف الطباعية font-digitizing‏.‏ وهذه تطلَّبت درسا مكثَّفا للخصائص التي تميِّز كل لغة.‏ وكان يجب انجاز العمل الفني لكل حرف في اللغة (‏مثلا،‏ كل حرف في حالته الاستهلالية والصغيرة،‏ بالاضافة الى العلامات الصوتية المميِّزة والترقيم —‏ كل ذلك في مجموعات حجوم متنوِّعة)‏،‏ برسوم مختلفة لكل وجه طباعي typeface (‏كالحرف الرقيق،‏ المائل،‏ الاسود،‏ والاسود الثخين)‏،‏ ربما بعدد من طقوم او نماذج الحروف الطباعية المتميِّزة.‏ وكل طقم من الحروف الطباعية اللاتينية تطلَّب ٢٠٢ حرف.‏ ولذلك فان طقوم الحروف الطباعية اللاتينية الـ‍ ٣٦٩ تطلَّبت ما مجموعه ٥٣٨‏,٧٤ حرفا.‏ وإعداد طقوم الحروف الطباعية الصينية اقتضى رسم ٣٦٤‏,٨ حرفا لكل منها،‏ بمزيد من الحروف ستضاف لاحقا.‏

بعد انجاز العمل الفني صُمِّمت البرمجيَّات التي تمكِّن من طبع الحروف في شكل حسن وواضح.‏ ووجب ان تكون البرمجيَّات قادرة ليس فقط على معالجة الابجدية اللاتينية بل ايضا البنڠالية،‏ السيريلية،‏ الكمبودية،‏ الكورية،‏ الهندية،‏ واليونانية،‏ بالاضافة الى العبرانية والعربية (‏اللتين تُقرأان كلتاهما من اليمين الى اليسار)‏ واليابانية والصينية (‏اللتين لا تستعملان حروفا ابجدية)‏.‏ وفي السنة ١٩٩٢ كانت البرمجيَّات متوافرة لمعالجة مواد بأكثر من ٢٠٠ لغة،‏ وكانت برامج للغات اخرى يستعملها ملايين الناس لا تزال قيد التطوير.‏

وإنجاز التغيير في الفروع استلزم تبنّي اجراءات جديدة وتعلُّم مهارات جديدة.‏ فأُرسل المستخدَمون الى المركز الرئيسي العالمي ليتعلَّموا كيفية تركيب،‏ تشغيل،‏ وصيانة مطابع أوفست بشريط ورق كبيرة.‏ والبعض تعلَّموا كيفية القيام بعمل فرز الالوان بماسحة ليزَريّة.‏ ودُرِّب مستخدَمون اضافيون على استعمال وصيانة اجهزة الكمپيوتر.‏ وهكذا يمكن ان تُحل بسرعة مشاكل الانتاج التي تنشأ في ايّ مكان من العالم بحيث يستمر سير العمل.‏

ادركت الهيئة الحاكمة انه اذا تمكَّن شهود يهوه حول العالم من درس المواد نفسها في اجتماعاتهم اسبوعا بعد اسبوع وتوزيع المطبوعات نفسها في خدمة الحقل فسيكون لذلك اثر موحِّد قوي.‏ في الماضي لم تكن المطبوعات الصادرة بالانكليزية تتوافر عادةً بلغات اخرى إلا بعد اربعة اشهر على الاقل؛‏ وبالنسبة الى لغات عديدة بعد سنة،‏ او احيانا كثيرة بعد سنوات.‏ ولكن الآن صار التغيير ممكنا.‏ وامتلاك اجهزة متوافقة تماما في الفروع التي تقوم بالطباعة كان عاملا مهما في التمكُّن من اصدار المطبوعات في آن واحد بلغات متنوِّعة.‏ وبحلول السنة ١٩٨٤ جرى اصدار برج المراقبة في آن واحد بـ‍ ٢٠ لغة.‏ وفي السنة ١٩٨٩،‏ عندما وُزِّعت على العموم الرسالة القوية التي يحتويها كتاب الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏ بعد مجرد اشهر قليلة من اصداره،‏ كان هذا الكتاب متوافرا بـ‍ ٢٥ لغة.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢ توسَّع اصدار برج المراقبة في آن واحد ليشمل ٦٦ لغة،‏ تلك التي تستعملها نسبة كبيرة من سكان العالم.‏

منذ مباشرة مشروع MEPS في السنة ١٩٧٩ احرزت صناعة الكمپيوتر تقدُّما غير عادي.‏ وأجهزة الكمپيوتر الشخصية الفعَّالة المتعددة الاستعمالات الى حد كبير كانت الآن متوافرة بسعر اقل بكثير من الاجهزة الابكر.‏ ولمجاراة حاجات عمل طباعتها،‏ قرَّرت جمعية برج المراقبة ان تستخدم اجهزة الكمپيوتر الشخصية هذه الى جانب برمجيَّاتها الخاصة.‏ وهذا جعل عملية الانتاج اسرع بكثير.‏ ومكَّن ايضا من تزويد فوائد برامج الكمپيوتر للمزيد من فروع الجمعية،‏ وسرعان ما ارتفع عدد الفروع التي تستعملها الى ٨٣.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢ كانت جمعية برج المراقبة تملك حول العالم اكثر من ٨٠٠‏,٣ جهاز طرفي تستعمل فيها برامج الكمپيوتر الخاصة بها.‏ والفروع المجهَّزة على هذا النحو لا تقوم كلها بالطباعة،‏ ولكنَّ ايّ فرع يملك جهاز كمپيوتر صغيرا وبرمجيَّات الجمعية،‏ بالاضافة الى طابعة ليزَريّة صغيرة،‏ يستطيع انجاز عمل إعداد المواد لطبع النشرات،‏ المجلات،‏ الكتب،‏ وأية مطبوعة اخرى يلزم اصدارها.‏

دعم الكمپيوتر المتزايد للمترجمين

هل يمكن ايضا لاستعمال الكمپيوتر ان يقدِّم دعما اكبر للذين يقومون بعمل الترجمة؟‏ ينجز الآن مترجمو مطبوعات برج المراقبة عملهم،‏ في معظم الاحوال،‏ على اجهزة كمپيوتر طرفية.‏ وكثيرون من هؤلاء موجودون في مكاتب فروع الجمعية.‏ والآخرون،‏ الذين ربما يترجمون في البيت والذين قاموا بعملهم لسنوات كثيرة على آلات كاتبة او حتى يدويا،‏ جرت مساعدتهم على تعلُّم كيفية ادخال ترجمتهم في محطات تشغيل الكمپيوتر computer workstation او في اجهزة كمپيوتر قابلة للحمل (‏اجهزة صغيرة بشكل ملائم)‏ اشترتها الجمعية.‏ والتعديلات في الترجمة يمكن اجراؤها بسهولة على شاشة الكمپيوتر مباشرة.‏ واذا كانت الترجمة تجري في مكان غير مكتب الفرع حيث تُنجَز الطباعة الفعلية فكل ما يلزم هو نقل النص الى قرص مرن ورقيق وارساله الى الفرع الذي يقوم بالطباعة لمعالجته.‏

خلال ١٩٨٩-‏١٩٩٠،‏ اذ حدثت تغييرات سريعة في الحكومات في بلدان عديدة،‏ صار الاتصال الدولي اسهل.‏ وبسرعة دعا شهود يهوه الى حلقة دراسية لمترجميهم من اوروپا الشرقية.‏ وهذه صُمِّمت لمساعدتهم على تحسين نوعية عملهم،‏ لتمكينهم من الاستفادة من اجهزة الكمپيوتر المتوافرة،‏ ولجعل اصدار برج المراقبة بلغاتهم في آن واحد امرا ممكنا.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ مُنح المترجمون في جنوب شرق آسيا مساعدة مماثلة.‏

ولكن هل يمكن استعمال الكمپيوتر لجعل عمل الترجمة اسرع او لتحسين نوعيته؟‏ نعم.‏ فبحلول السنة ١٩٨٩ كان شهود يهوه يستخدمون انظمة كمپيوتر فعَّالة للمساعدة في ترجمة الكتاب المقدس.‏ وبعد عمل تمهيدي شامل زُوِّدت ملفَّات الكترونية تمكِّن المترجم من ان يُحضِر بسرعة على شاشة الكمپيوتر عرضا مرئيا لأية كلمة باللغة الاصلية الى جانب سجل لكل الطرائق التي نُقلت بها الى الانكليزية،‏ انسجاما مع سياق الكلام،‏ في ترجمة العالم الجديد.‏ ويمكنه ايضا ان يختار كلمة انكليزية رئيسية ويحضر كل كلمات اللغة الاصلية التي أُخذت منها هذه (‏وربما كلمات ذات معنى مماثل)‏.‏ وهذا كثيرا ما يكشف انه استُعملت مجموعة كلمات بالانكليزية لنقل الفكرة التي تتضمَّنها كلمة واحدة باللغة الاصلية.‏ ويمنح ذلك المترجم بسرعة نظرة عميقة الى ما يترجمه.‏ ويساعده على فهم المعنى المميَّز للعبارة الاساسية باللغة الاصلية بالاضافة الى المعنى الدقيق الذي يتطلَّبه سياق الكلام وبالتالي على التعبير عنها بدقة بلغته الخاصة.‏

باستعمال ملفَّات الكمپيوتر هذه يفحص المترجمون ذوو الخبرة كل ورود لأية كلمة في الكتاب المقدس ويحدِّدون باللغة المحلية ما يقابل كل ورود حسبما يتطلَّبه سياق الكلام.‏ وهذا يضمن درجة عالية من الانسجام والثبات.‏ ويراجع عمل كل مترجم آخرون يعملون في الفريق بحيث تجري الاستفادة في الترجمة من بحثهم وخبرتهم جميعا.‏ وبعد ذلك يمكن استعمال الكمپيوتر لعرض مقطع من الاسفار المقدسة،‏ مبيِّنا كل كلمة في النص الانكليزي،‏ رقما معيَّنا يشير الى ما يظهر باللغة الاصلية،‏ والكلمة المقابلة باللغة المحلية التي اختيرت.‏ وهذا لا يكمل العمل.‏ فالمترجم يحتاج بعدُ الى صقل تركيب الجملة وجعلها حسنة القراءة بلغته.‏ ولكن في اثناء ذلك من الحيوي فهم معنى الآية فهما واضحا.‏ ولمساعدته مُنح طريقة فورية بالكمپيوتر للوصول الى التعليق المنشور لبرج المراقبة على آية الكتاب المقدس او اية عبارة فيه.‏

وهكذا يمكن الحدّ من وقت البحث،‏ ويمكن احراز درجة عالية من الانسجام والثبات.‏ وبالتطوير الاضافي لهذه الامكانية،‏ يؤمَل ان يُجعل المزيد من المطبوعات القيِّمة متوافرا بسرعة حتى باللغات التي لها عدد محدود من العاملين في الترجمة.‏ واستعمال هذه الاداة لتزويد المطبوعات دعمًا للمناداة برسالة الملكوت فتح حقلا كبيرا للنشر.‏

وهكذا،‏ كنظرائهم المسيحيين الاولين،‏ يستخدم شهود يهوه في الازمنة العصرية الاساليب الاحدث لنشر كلمة اللّٰه.‏ وبهدف الوصول الى اكبر عدد ممكن من الناس بالبشارة،‏ لم يهابوا مواجهة التحديات الجديدة في حقل النشر.‏

‏[الحواشي]‏

^ في السنة ١٨٩٦ تغيَّر اسم المؤسسة رسميا الى جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏

^ كانت هذه الشركة ملكا لتشارلز تاز رصل.‏ وفي السنة ١٨٩٨ نقل موجودات شركة البرج للنشر،‏ عن طريق التبرع،‏ الى جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏

^ هذا الفشل في الحصول على الفحم لم يكن ناتجا فقط من النقص في زمن الحرب.‏ كتب في ما بعد هوڠو رِيمِر،‏ الذي كان آنذاك عضوا في هيئة المستخدمين في المركز الرئيسي،‏ ان ذلك بصورة رئيسية كان لسبب البغض لتلاميذ الكتاب المقدس الذي كان متفشِّيا كثيرا في نيويورك في ذلك الوقت.‏

^ الطباعة البارزة تجري من سطح بارز تظهر عليه صورة معكوسة لما سيكون في الصفحة المطبوعة.‏ ثم يُحبَّر هذا السطح البارز ويُضغَط على الورق.‏ أما طباعة الأوفست فتجري بصنع طبعة محبَّرة من لوح على اسطوانة مطاطية ثم بنقل هذه الطبعة الى الورق.‏

^ من السنة ١٩٥٩ الى السنة ١٩٧١ كانت الجمعية قد استعملت مطبعة أوفست تُغذَّى بصحائف الورق في معملها في بروكلين لانتاج روزنامات بأربعة ألوان تُبرز محاور تتعلق بالكرازة بالبشارة.‏

‏[النبذة في الصفحة ٥٧٩]‏

‏«فلنجعل الفحم امتحانا»‏

‏[النبذة في الصفحة ٥٩٥]‏

تجهيز كامل الشبكة العالمية لمصانع برج المراقبة لطباعة الأوفست

‏[النبذة في الصفحة ٥٩٧]‏

‏«لا يسعنا إلا ان نُثني على .‏ .‏ .‏ اعضاء برج المراقبة»‏

‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٥٨٠]‏

تنضيد الحروف المطبعية

في البداية كان كل شيء يُنجَز باليد،‏ حرف واحد كل مرة

جنوب افريقيا

من السنة ١٩٢٠ حتى ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ كانت تُستعمل آلات لَينوتَيپ

الولايات المتحدة

في بعض الاماكن كان يجري تنضيد الحروف المطبعية بجهاز مونوتَيپ

اليابان

تُستعمل الآن عملية تنضيد تصويري بواسطة الكمپيوتر

المانيا

‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٥٨٣]‏

صنع الالواح

من عشرينات الى ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ كانت تُصنع ألواح رصاصية للطباعة البارزة

‏[الصور]‏

١-‏ كانت اسطر الحروف لصفحات المواد المطبوعة تُثبَّت في أُطُر معدنية تدعى اطواقا

٢-‏ تحت الضغط كانت تُصنع طبعة للحروف على مادة يمكن استعمالها كقالب

٣-‏ كان الرصاص الساخن يُسكب على القالب لصنع ألواح طباعية معدنية مقوَّسة

٤-‏ كان المعدن غير المرغوب فيه يُزال عن وجه اللوح

٥-‏ كانت الالواح تُغطَّى بالنيكل من اجل المتانة

في ما بعد،‏ كانت الصور السلبية لصفحات الحروف المنضَّدة تصويريا توضع في موضعها الملائم،‏ وكانت الصور تُلصَق في اماكنها.‏ وكانت مجموعات الصفحات تُنقل بالتصوير الفوتوڠرافي الى ألواح مرنة لطباعة الأوفست

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥٨٥]‏

‏‹الدليل على روح يهوه›‏

«ان الطباعة الناجحة للكتب والكتب المقدسة على مطابع دوَّارة بواسطة اشخاص لديهم القليل او لا شيء من الخبرة السابقة [وفي وقت لم يكن فيه الآخرون يفعلون ذلك بعد] هي دليل على اشراف يهوه وتوجيه روحه،‏» قال تشارلز فِكِل.‏ عرف الاخ فِكِل جيدا ما يشمله ذلك،‏ لأنه كان قد شارك في تطوُّر عمليات الطباعة في مركز الجمعية الرئيسي لأكثر من نصف قرن.‏ وفي سنواته المتأخرة خدم كعضو في الهيئة الحاكمة.‏

‏[الصورة]‏

تشارلز فِكِل

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥٨٧]‏

الاتكال على اللّٰه الكلي القدرة

يعكس اختبار رواه هوڠو رِيمِر،‏ وكيل مشتريات سابق لجمعية برج المراقبة،‏ الطريقة التي تنجز بها جمعية برج المراقبة اعمالها.‏

خلال الحرب العالمية الثانية،‏ جرى تقنين ورق الطباعة في الولايات المتحدة.‏ وللحصول على مخزون كان يجب تقديم طلب للجنة معيَّنة من الحكومة.‏ وفي احدى المناسبات كان يمثِّل احدى جمعيات الكتاب المقدس البارزة امام اللجنة محامون،‏ رجال اعمال كبيرة،‏ واعظون،‏ وغيرهم.‏ فأُعطوا اقل بكثير مما ارادوا.‏ وبعد النظر في طلبهم استدعت اللجنة جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏ وعندما مثل امامها هوڠو رِيمِر وماكس لارسن،‏ سأل الرئيس:‏ «انتما الاثنين فقط؟‏» فكان الجواب:‏ «نعم.‏ ونأمل ان يكون اللّٰه الكلي القدرة معنا ايضا.‏» فمُنحا كل ما طلباه من مخزون.‏

‏[الصورة]‏

هوڠو رِيمِر

‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٥٨٦]‏

المطابع

استعملت جمعية برج المراقبة تنوُّعا كبيرا من المطابع في عملياتها الطباعية

‏[الصور]‏

لسنوات عديدة استُعملت طابعات مستوية متعدِّدة المواصفات (‏المانيا)‏

استُعملت مطابع الاشغال ليس فقط لطبع النماذج وأوراق الدعوة بل ايضا المجلات (‏الولايات المتحدة الاميركية)‏

في مطابعها المتنوعة استُعملت ٥٨ من هذه المطابع الدوَّارة للطباعة البارزة من نوع مان من المانيا (‏كندا)‏

تُستعمل الآن في مطابع الجمعية الرئيسية مطابع أوفْست بشريط ورق مصنوعة في بلدان متنوِّعة وهي عالية السرعة وتطبع بالالوان الطبيعية

ايطاليا

المانيا

‏[الصور في الصفحتين ٥٨٨ و ٥٨٩]‏

تجليد الكتب

بعض الاعمال الباكرة لتجليد الكتب في مصانع برج المراقبة كان يُنجَز باليد (‏سويسرا)‏

الانتاج الواسع النطاق في الولايات المتحدة تطلَّب عمليات منفصلة عديدة

١-‏ جمع الملازم

٢-‏ خياطتها معا

٣-‏ لَصْق اوراق البطانة

٤-‏ التشذيب

٥-‏ بصم الغُلُف

٦-‏ وضع الغُلُف على الكتب

٧-‏ كبس الكتب حتى يثبت اللِّصاق

الآن،‏ بدلا من الخياطة،‏ غالبا ما يُستعمل التجليد بالغراء،‏ ويمكن لكل آلة عالية السرعة ان تُنتج ٠٠٠‏,٢٠ كتاب او اكثر في اليوم

‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٥٩٤]‏

لترويج المعرفة عن ملكوت اللّٰه

انتجت جمعية برج المراقبة في اوقات مختلفة مطبوعات بأكثر من ٢٩٠ لغة مختلفة.‏ وفي السنة ١٩٩٢ كانوا يصدرون المطبوعات بنحو ٢١٠ لغات.‏ كل ذلك أُنجز لمساعدة الناس ليعرفوا عن ملكوت اللّٰه وما يعنيه لهم.‏ وبين مساعِداتهم على درس الكتاب المقدس الاكثر توزيعا حتى الآن ما يلي:‏

‏«الحق الذي يقود الى الحياة الابدية» (‏١٩٦٨)‏:‏ ٨٨٨‏,٥٥٣‏,١٠٧ نسخة بـ‍ ١١٧ لغة

‏«يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض» (‏١٩٨٢)‏:‏ ٢٣١‏,٤٢٨‏,٦٢ نسخة بـ‍ ١١٥ لغة

‏«تمتعوا بالحياة على الارض الى الابد!‏» (‏١٩٨٢)‏:‏ ٦٤٦‏,٢٠٣‏,٧٦ نسخة بـ‍ ٢٠٠ لغة

الارقام المذكورة اعلاه هي للسنة ١٩٩٢.‏

‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٥٩٩]‏

التسجيلات على كسيتات سمعية

بالاضافة الى استعمال الصفحة المطبوعة في عمل تبشيرها،‏ انتجت جمعية برج المراقبة منذ السنة ١٩٧٨ كسيتات سمعية —‏ اكثر من ٦٥ مليون نسخة على اجهزتها الخاصة في الولايات المتحدة والمانيا.‏

ان كامل «ترجمة العالم الجديد» مسجَّلة على كسيتات سمعية بالاسپانية،‏ الالمانية،‏ الانكليزية،‏ الايطالية،‏ الفرنسية،‏ واليابانية.‏ وفي السنة ١٩٩٢ كانت اجزاء مختلفة من ترجمة الكتاب المقدس هذه متوافرة ايضا على كسيتات سمعية بثماني لغات اخرى.‏

وكمساعِد على تعليم الاولاد الصغار،‏ صُنعت تسجيلات على اشرطة لـ‍ «كتابي لقصص الكتاب المقدس» و «الاستماع الى المعلم الكبير،‏» مطبوعتان مصمَّمتان خصوصا للصغار.‏

وبالاضافة الى ذلك،‏ تُنتَج في بعض البلدان اشرطة سمعية للاستعمال في البثّ الاذاعي.‏

وتسجيلات الموسيقى تنتجها اوركسترا كلها من الشهود.‏ وهذه الاشرطة تُستعمل لمصاحبة الترنيم في محافل شهود يهوه.‏ ولهذه الموسيقى توزيع اوركسترالي جميل متوافر ايضا للتمتع به في البيت.‏

المسرحيات المسجَّلة (‏العصرية وروايات الكتاب المقدس على السواء)‏ تُستعمل في المحافل حيث يساعد الممثِّلون الشهود الحضور على تخيُّل الحوادث.‏ وبعضها يُستعمل لاحقا من اجل تسلية تعليمية وممتعة للعائلة.‏

مجلَّتا «برج المراقبة» و «استيقظ!‏» متوافرتان كلتاهما على كسيتات سمعية بالانكليزية والفنلندية.‏ و «برج المراقبة» متوافرة ايضا بالفرنسية،‏ الالمانية،‏ الدنماركية،‏ النَّروجية،‏ والسويدية.‏ وهي معدَّة في الاصل لذوي البصر الضعيف،‏ وآلاف كثيرة غيرهم يقدِّرون هذه الاشرطة.‏

‏[الصور]‏

ج.‏ إ.‏ بار في ستديو التسجيل

‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٦٠٠ و ٦٠١]‏

استعمال كسيتات الڤيديو في المناداة بالملكوت

في السنة ١٩٩٠ دخلت جمعية برج المراقبة حقلا جديدا بإصدار اول كسيتة ڤيديو لها مصمَّمة للتوزيع العام.‏

وقُدِّر في تلك السنة ان اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢٠٠ بيت حول الكرة الارضية يملكون اجهزة ڤيديو من مختلف الانواع.‏ وحتى في البلدان التي لم تكن توجد فيها محطات تلفزيونية كانت تُستعمل اجهزة الڤيديو.‏ لذلك فان استعمال كسيتات الڤيديو كوسيلة للتعليم قدَّم طريقة جديدة للوصول الى حضور واسع الانتشار.‏

آنذاك في السنة ١٩٨٥ كان قد بدأ العمل على عرض ڤيديوي مصمَّم ليُري زائري تسهيلات مركز الجمعية الرئيسي العالمي بعض نشاطاته.‏ وعلى مر الوقت،‏ تبرهن ايضا ان العروض الڤيديوية توفِّر الوقت في توجيه اعضاء عائلة البتل الجدد.‏ فهل يمكن ان تُستعمل وسيلة التعليم هذه بطرائق اخرى للمساعدة في عمل التلمذة العالمي؟‏ اعتقد بعض الاخوة ان ذلك ممكن.‏

ونتيجة لذلك،‏ في تشرين الاول ١٩٩٠،‏ صدرت (‏بالانكليزية)‏ كسيتة الڤيديو ”Jehovah’s Witnesses— The Organization Behind the Name“ (‏«شهود يهوه —‏ الهيئة وراء الاسم»)‏.‏ وكان التجاوب رائعا.‏ وجرى تسلُّم فيض من الطلبات لمزيد من برامج كهذه.‏ ولسدّ الحاجة تأسس قسم جديد يدعى خدمات الڤيديو.‏

والشهود الذين كانوا خبراء بهذا الحقل قدَّموا مساعدتهم بسرور.‏ فجرى الحصول على الاجهزة.‏ وأُنشئت الستديوهات.‏ وابتدأ فريق تصوير يسافر الى بلدان مختلفة ليصوِّر اناسا وأشياء يمكن استخدامهم في العروض الڤيديوية المصمَّمة لبناء الايمان.‏ والاوركسترا الاممية المؤلَّفة كلها من الشهود التي كانت قد ساعدت تكرارا في مشاريع خصوصية زوَّدت الموسيقى التي تجمِّل العروض الڤيديوية.‏

نُفِّذت الخطط لبلوغ فرق لغوية اكثر.‏ وبحلول منتصف السنة ١٩٩٢ كان قد صدر الڤيديو «شهود يهوه —‏ الهيئة وراء الاسم» بأكثر من اثنتي عشرة لغة.‏ وكان قد سُجِّل بـ‍ ٢٥ لغة،‏ بما فيها بعض لغات اوروپا الشرقية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانت الترتيبات جارية لتسجيله بالمَندرينية وكذلك الكانتونية للصينيين.‏ وكانت الجمعية قد حصلت ايضا على حق اعادة انتاج وتوزيع «المثلَّثات الارجوانية،‏» كسيتة ڤيديو عن استقامة عائلة من الشهود في المانيا خلال الفترة النازية.‏ وفي غضون سنتين كان قد أُنتج اكثر من مليون كسيتة ڤيديو ليستعملها شهود يهوه في خدمتهم.‏

ومُنح انتباه خصوصي لحاجات الصمّ.‏ فأُنتجت نسخة من «شهود يهوه —‏ الهيئة وراء الاسم» بلغة الاشارات الاميركية.‏ وبوشرت الدراسات بهدف تزويد كسيتات ڤيديو تناسب الصمّ في بلدان اخرى.‏

وفيما كان يجري القيام بذلك كان العمل جاريا لانتاج سلسلة تساعد على بناء الايمان بالكتاب الذي هو اساس الايمان المسيحي،‏ الكتاب المقدس.‏ وبحلول ايلول ١٩٩٢ أُكمل بالانكليزية الجزء الاول من هذا البرنامج،‏ ”Reliable Prophecy ‏,The Bible — Accurate History“ (‏«الكتاب المقدس —‏ تاريخ دقيق،‏ نبوة موثوق بها»)‏،‏ وكان يجري الإعداد لنُسَخ بلغات اخرى.‏

لا تحل كسيتات الڤيديو على الاطلاق محل الصفحة المطبوعة او الشهادة الشخصية.‏ فمطبوعات الجمعية تستمر في لعب دور حيوي في نشر البشارة.‏ وعمل شهود يهوه من بيت الى بيت يبقى وجها لخدمتهم مؤسسا بقوة على الاسفار المقدسة.‏ لكنَّ كسيتات الڤيديو تُكمِّل الآن تينك الوسيلتين كأدوات قيِّمة لتنمية الايمان بوعود يهوه الثمينة واثارة التقدير لما ينجزه على الارض في ايامنا.‏

‏[الصور]‏

١-‏ بعد تقرير المحتوى الاساسي يبدأ التصوير بالڤيديو فيما يُطوَّر النص

٢-‏ يجري اختيار الصور وتقرير تسلسلها خلال عملية تحرير editing منفصلة

٣-‏ لتجميل العرض تسجَّل موسيقى الاوركسترا المؤلَّفة خصوصا

٤-‏ الموسيقى الرقمية digital music والمؤثِّرات الصوتية تُدمَج في صوت الراوي والصور

٥-‏ يجري تحرير الصوت والصورة بشكل نهائي

‏[الصور في الصفحة ٥٧٧]‏

الطبع الفعلي لهذه المطبوعات الباكرة قامت به شركات تجارية

‏[الصورة في الصفحة ٥٧٦]‏

اجرى سي.‏ أ.‏ وايز امتحانا ليرى ما اذا كان على تلاميذ الكتاب المقدس ان يعيدوا تأسيس المركز الرئيسي في بروكلين

‏[الصورتان في الصفحة ٥٧٨]‏

اول مطبعة دوَّارة للجمعية استُعملت لطبع ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٤ نسخة من «العصر الذهبي» الشديدة الوقع عدد ٢٧

‏[الصورة في الصفحة ٥٨١]‏

ر.‏ ج.‏ مارتن (‏الى اليمين)‏،‏ اول ناظر لمصنع الجمعية في بروكلين،‏ يتشاور مع الاخ رذرفورد

‏[الصورة في الصفحة ٥٨٢]‏

احدى اولى مطابع الجمعية في اوروپا (‏برْن،‏ سويسرا)‏

‏[الصور في الصفحة ٥٨٤]‏

في ماڠْدَبورڠ،‏ المانيا،‏ اقامت الجمعية مطبعة خلال عشرينات الـ‍ ١٩٠٠

‏[الصورة في الصفحتين ٥٩٠ و ٥٩١]‏

إلانْتسفُنتاين،‏ جنوب افريقيا (‏١٩٧٢)‏

‏[الصورة في الصفحة ٥٩١]‏

نومازو،‏ اليابان (‏١٩٧٢)‏

‏[الصورة في الصفحة ٥٩١]‏

ستراثفيلد،‏ اوستراليا (‏١٩٧٢)‏

‏[الصورة في الصفحة ٥٩١]‏

سان پاولو،‏ البرازيل (‏١٩٧٣)‏

‏[الصورة في الصفحة ٥٩٠]‏

لاڠوس،‏ نَيجيريا (‏١٩٧٤)‏

‏[الصورة في الصفحة ٥٩٠]‏

ڤيسبادن،‏ المانيا (‏١٩٧٥)‏

‏[الصورة في الصفحة ٥٩٠]‏

تورونتو،‏ كندا (‏١٩٧٥)‏

‏[الصورة في الصفحة ٥٩٦]‏

قام الشهود بترقيم مكثَّف لطقم الحروف الطباعية لسدّ حاجتهم الى مطبوعات الكتاب المقدس بلغات عديدة (‏بروكلين،‏ نيويورك)‏

‏[الصورة في الصفحة ٥٩٨]‏

محطات تشغيل الكمپيوتر الملوَّن تمكِّن المصمِّمين الفنيين من وضع الصور في مكانها الصحيح،‏ تشذيبها،‏ وتحسين نوعيتها الكترونيا

‏[الصورة في الصفحة ٦٠٢]‏

يستعمل شهود يهوه انظمة الكمپيوتر للاسراع بعمل ترجمة الكتاب المقدس وتحسين نوعيته (‏كوريا)‏