الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الجزء ١ —‏ شهود الی اقصی الارض

الجزء ١ —‏ شهود الی اقصی الارض

الفصل ٢٢

الجزء ١ —‏ شهود الى اقصى الارض

هذا هو الجزء الاول من خمسة اجزاء في فصل واحد يخبر كيف بلغ نشاط شهود يهوه كل مكان في الارض.‏ والجزء ١،‏ الذي يغطي الحقبة من سبعينات الـ‍ ١٨٠٠ حتى السنة ١٩١٤،‏ هو في الصفحات ٤٠٤ الى ٤٢٢.‏ والمجتمع البشري لم يشفَ قط من الاضطرابات التي سبَّبتها الحرب العالمية الاولى،‏ التي بدأت سنة ١٩١٤.‏ تلك كانت السنة التي طالما اثبت تلاميذ الكتاب المقدس انها تسم نهاية ازمنة الامم.‏

قبل صعوده الى السماء،‏ فوَّض يسوع المسيح المهمة الى رسله،‏ قائلا:‏ «تكونون لي شهودا .‏ .‏ .‏ الى اقصى الارض.‏» (‏اعمال ١:‏٨‏)‏ وسبق فأنبأ ايضا بأنه «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏» (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وهذا العمل لم يُكمَل في القرن الاول.‏ والجزء الاعظم منه يجري في الازمنة العصرية.‏ وسجل انجازه من سبعينات الـ‍ ١٨٠٠ الى الوقت الحاضر مثير حقا.‏

مع ان تشارلز تاز رصل صار معروفا بشكل واسع بسبب محاضراته المعلَن عنها جيدا حول الكتاب المقدس،‏ لم يكن اهتمامه بمجرد الحضور الكبير وانما بالناس.‏ وهكذا،‏ بُعيد ابتدائه بنشر برج المراقبة في السنة ١٨٧٩،‏ شرع في رحلة واسعة النطاق لزيارة فرق صغيرة من قرَّاء المجلة كي يناقش معهم الاسفار المقدسة.‏

حثَّ ت.‏ ت.‏ رصل اولئك الذين آمنوا بوعود كلمة اللّٰه الثمينة ان يكون لهم دور في مشاركة الناس الآخرين في هذه الوعود.‏ والذين تأثرت قلوبهم بعمق بما كانوا يتعلَّمونه اظهروا غيرة حقيقية في فعل ذلك.‏ وللمساعدة في العمل،‏ زُوِّدت مواد مطبوعة.‏ فظهر عدد من النشرات في وقت باكر من السنة ١٨٨١.‏ والمواد فيها جُمعت بعد ذلك مع معلومات اضافية لتشكّل المطبوعة الاكثر شمولا طعام للمسيحيين المفكرين،‏ وأُعدّ ٠٠٠‏,٢٠٠‏,١ نسخة منها للتوزيع.‏ فكيف كان ممكنا لفرقة تلاميذ الكتاب المقدس الصغيرة (‏ربما ١٠٠ في ذلك الوقت)‏ ان توزع كل هذه؟‏

بلوغ روَّاد الكنائس

أُعطي بعضها للاقرباء والاصدقاء.‏ ووافق عدد من الصحف على ارسال نسخة الى كلٍّ من مشتركيها.‏ (‏وشُدِّد خصوصا على الصحف الاسبوعية والشهرية لكي تبلغ المطبوعة طعام للمسيحيين المفكرين اناسا كثيرين يسكنون في مناطق ريفية.‏)‏ ولكنَّ مقدارا كبيرا من التوزيع أُنجز في ايام آحاد متعاقبة عديدة امام الكنائس في الولايات المتحدة وبريطانيا.‏ ولم يكن هنالك ما يكفي من تلاميذ الكتاب المقدس لفعل كل ذلك شخصيا،‏ فاستأجروا آخرين للمساعدة.‏

ارسل الاخ رصل اثنين من عشرائه،‏ ج.‏ سي.‏ سانْدِرْلِن و ج.‏ ج.‏ بِندر،‏ الى بريطانيا للإشراف على توزيع ٠٠٠‏,٣٠٠ نسخة هناك.‏ فذهب الاخ سانْدِرْلِن الى لندن،‏ فيما سافر الاخ بِندر شمالا الى أسكتلندا ثم تابع طريقه جنوبا.‏ ومُنحت المدن الاكبر انتباها رئيسيا.‏ وبواسطة اعلانات الصحف،‏ حُدِّدت اماكن رجال مقتدرين،‏ وصُنعت معهم عقود للترتيب من اجل ما يكفي من المساعدين كي يوزعوا حصتهم من النسخ.‏ فجُنِّد نحو ٥٠٠ موزع في لندن وحدها.‏ فجرى العمل بسرعة،‏ في يومَي احد متعاقبين.‏

في تلك السنة عينها،‏ صُنعت ترتيبات من اجل تلاميذ الكتاب المقدس الذين يستطيعون ان يصرفوا بشكل مطلق نصف وقتهم او اكثر في عمل الرب لكي يصيروا موزعين جائلين للمطبوعات المساعدة على درس الكتاب المقدس.‏ وهؤلاء السابقون للمعروفين اليوم بالفاتحين حقَّقوا انتشارا رائعا حقا للبشارة.‏

خلال العقد التالي،‏ اعدَّ الاخ رصل تنوُّعا من النشرات التي يمكن استعمالها بسهولة لنشر بعض حقائق الكتاب المقدس البارزة التي جرى تعلُّمها.‏ وكتب ايضا عدة مجلدات من الفجر الالفي (‏المعروفة لاحقا بـ‍ دروس في الاسفار المقدسة‏)‏.‏ ثم ابتدأ يقوم برحلات تبشيرية شخصية الى بلدان اخرى.‏

رصل يسافر الى الخارج

في السنة ١٨٩١ زار كندا،‏ حيث كان قد تولَّد منذ السنة ١٨٨٠ ما يكفي من الاهتمام ليُعقد الآن محفل في تورونتو حضره ٧٠٠.‏ وسافر ايضا الى اوروپا في السنة ١٨٩١ ليرى ما يمكن فعله لتعزيز انتشار الحق هناك.‏ وهذه الرحلة اخذته الى ايرلندا،‏ أسكتلندا،‏ انكلترا،‏ كثير من البلدان في القارة الاوروپية،‏ روسيا (‏المنطقة المعروفة الآن بمولدوڤا)‏،‏ والشرق الاوسط.‏

فماذا استنتج من احتكاكه بالناس في هذه الرحلة؟‏ «لم نرَ ايّ انفتاح او ميل الى الحق في روسيا .‏ .‏ .‏ ولم نرَ ما يشجعنا على الرجاء بأيّ حصاد في ايطاليا او تركيا او النمسا او المانيا،‏» ذكر،‏ «لكنَّ النَّروج،‏ السويد،‏ الدنمارك،‏ سويسرا،‏ وخصوصا انكلترا،‏ ايرلندا،‏ وأسكتلندا،‏ هي حقول جاهزة وتنتظر الحصاد.‏ وهذه الحقول يبدو انها تصرخ،‏ تعالوا وساعدونا!‏» كان ذلك عصرا لا تزال فيه الكنيسة الكاثوليكية تحرّم قراءة الكتاب المقدس،‏ فيما كان كثيرون من الپروتستانت يهجرون كنائسهم،‏ وكان عدد ليس بقليل،‏ اذ خيَّبتهم الكنائس،‏ يرفضون الكتاب المقدس كليا.‏

ولمساعدة اولئك الناس الذين كانوا جياعا روحيا،‏ بُذلت جهود مكثَّفة بعد رحلة الاخ رصل في السنة ١٨٩١ لترجمة المطبوعات بلغات اوروپا.‏ وصُنعت الترتيبات ايضا لطبع وخزن مؤن المطبوعات في لندن لكي تصير متوافرة للاستعمال بسهولة اكثر في بريطانيا.‏ وتبيَّن حقا ان الحقل البريطاني مستعد للحصاد.‏ فبحلول السنة ١٩٠٠،‏ كانت هنالك تسع جماعات ومجموع من ١٣٨ تلميذا للكتاب المقدس —‏ بينهم بعض موزعي المطبوعات الجائلين الغيورين.‏ وعندما زار الاخ رصل بريطانيا ثانية في السنة ١٩٠٣،‏ اجتمع ألف في ڠلاسكو ليستمعوا اليه يتكلم عن «الآمال والتوقعات الالفية،‏» حضر ٨٠٠ في لندن،‏ وحضر ٥٠٠ الى ٦٠٠ في البلدات الاخرى.‏

ومن ناحية اخرى،‏ تأكيدا لملاحظات الاخ رصل،‏ مرَّت ١٧ سنة بعد زيارته قبل ان تتشكل اول جماعة لتلاميذ الكتاب المقدس في ايطاليا،‏ في پينيرولو.‏ وماذا عن تركيا؟‏ في وقت متأخر من ثمانينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ كرز بازِل سْتِفانوڤ في مقدونيا،‏ في ما كان يُدعى آنذاك تركيا الاوروپية.‏ ومع ان البعض بدوا مهتمين،‏ قدَّم بعض الاشخاص الذين ادَّعوا انهم اخوة تقارير كاذبة،‏ مما ادَّى الى سجنه.‏ وليس حتى السنة ١٩٠٩ حدث ان وصلت رسالة من يوناني في سميرنا (‏الآن إزمير)‏،‏ تركيا،‏ تذكر ان فريقا هناك يدرس بتقدير مطبوعات برج المراقبة.‏ أما بالنسبة الى النمسا،‏ فقد رجع الاخ رصل نفسه في السنة ١٩١١ ليلقي خطابا في ڤيينا،‏ ولكن لتقاطِع الاجتماع مجموعة من الرعاع.‏ وفي المانيا ايضا،‏ كان التجاوب المتسم بالتقدير بطيء البروز.‏ ولكنَّ الإسكنديناڤيين اظهروا شعورا اقوى بحاجتهم الروحية.‏

الإسكنديناڤيون يشاركون احدهم الآخر

كان سويديون كثيرون يعيشون في اميركا.‏ وفي السنة ١٨٨٣ توافرت نسخة نموذجية من برج المراقبة مترجمة بالسويدية للتوزيع بينهم.‏ وسرعان ما وجدت هذه طريقها بالبريد الى الاصدقاء والاقرباء في السويد.‏ ولم تكن قد أُنتجت بعدُ اية مطبوعات نَروجية.‏ إلا انه،‏ في السنة ١٨٩٢،‏ السنة التي تلت رحلة الاخ رصل الى اوروپا،‏ رجع كْنوت پايدَرْسن هامر،‏ نَروجي تعلَّم الحق في اميركا،‏ شخصيا الى النَّروج ليشهد لاقربائه.‏

ثم،‏ في السنة ١٨٩٤،‏ عندما ابتدأ نشر المطبوعات بالدنماركية والنَّروجية،‏ أُرسل سوفوس ڤينتر،‏ شاب دنماركي-‏اميركي في الـ‍ ٢٥ من العمر،‏ الى الدنمارك مع مخزون للتوزيع.‏ وبحلول الربيع التالي،‏ كان قد وزع ٥٠٠ مجلَّد من الفجر الالفي.‏ وفي غضون وقت قصير،‏ صار قليلون آخرون ممَّن قرأوا هذه المطبوعات يشتركون معه في العمل.‏ ومن المؤسف انه لاحقا لم يعد يدرك قيمة الامتياز الثمين الذي كان لديه؛‏ لكنَّ آخرين استمروا في جعل النور يضيء.‏

ولكنَّ ڤينتر،‏ قبل ان يترك الخدمة،‏ قام بشيء من عمل موزعي المطبوعات الجائلين في السويد.‏ وبُعيد ذلك،‏ في بيت احد الاصدقاء في جزيرة ستوركو،‏ رأى اوڠُست لُوندْبورڠ،‏ نقيب شاب في جيش الخلاص،‏ مجلَّدين من الفجر الالفي.‏ فاستعارهما،‏ قرأهما بتوق،‏ استقال من الكنيسة،‏ وابتدأ يخبر الآخرين بما تعلَّمه.‏ وثمة شاب آخر،‏ پ.‏ ج.‏ يوهانسن،‏ تفتَّحت عيناه نتيجة لقراءة نشرة التقطها من على مقعد في منتزه.‏

واذ ابتدأ الفريق السويدي ينمو،‏ ذهب البعض الى النَّروج لتوزيع مطبوعات الكتاب المقدس.‏ وحتى قبل ذلك،‏ وصلت المطبوعات الى النَّروج بالبريد من اقرباء في اميركا.‏ وبهذه الطريقة حدث ان راسموس بلينتهايم بدأ بخدمة يهوه.‏ وبين آخرين في النَّروج،‏ تلقَّى تيودور سايمونسن،‏ واعظ من «الارسالية الحرَّة،‏» الحق خلال تلك السنوات الباكرة.‏ وشرع يدحض تعليم نار الهاوية في خطاباته في «الارسالية الحرَّة.‏» فقفز الحضور على اقدامهم من الاثارة بسبب هذه الانباء الرائعة؛‏ ولكن عندما عُلم انه يقرأ «الفجر الالفي،‏» صُرف من الكنيسة.‏ إلا انه داوم على التكلم عن الامور الصالحة التي تعلَّمها.‏ والشاب الآخر الذي تسلَّم بعض المطبوعات كان اندرياس آسِت.‏ وحالما اقتنع بأنه وجد الحق،‏ ترك مزرعة العائلة وباشر عمل موزعي المطبوعات الجائلين.‏ ونظاميا،‏ شقَّ طريقه شمالا،‏ ثم جنوبا بمحاذاة الألسنة البحرية،‏ دون ان يتجاهل ايّ مجتمع سكاني.‏ وفي الشتاء كان يحمل مؤنه —‏ الطعام،‏ اللباس،‏ والمطبوعات —‏ على مزلج يُدفع بالقدم،‏ وكان الناس المضيافون يزوِّدونه بأماكن للنوم.‏ وفي رحلة دامت ثماني سنوات،‏ غطى تقريبا كامل البلد بالبشارة.‏

وزوجة اوڠُست لُوندْبورڠ،‏ إِبّا،‏ ذهبت من السويد الى فنلندا لتقوم بعمل موزعي المطبوعات الجائلين في السنة ١٩٠٦.‏ وفي الوقت نفسه تقريبا،‏ جلب رجال عائدون من الولايات المتحدة بعض مطبوعات برج المراقبة معهم وشرعوا يخبرون بما كانوا يتعلَّمونه.‏ وهكذا في غضون سنوات قليلة،‏ حصل اميل اوسترمَن،‏ الذي كان يتطلع الى شيء افضل مما تقدِّمه الكنائس،‏ على نظام الدهور الالهي.‏ واشترك فيه مع صديقه كارلو هارتِڤا،‏ الذي كان يبحث ايضا.‏ واذ ادرك هارتِڤا قيمة ما لديهما،‏ ترجمه بالفنلندية،‏ وبمساعدة اوسترمَن في التمويل،‏ رتَّب ان يُنشر.‏ ومعا شرعا يوزعانه.‏ واذ اعربا عن روح التبشير الاصيلة،‏ تحدثا الى الناس في الاماكن العامة،‏ قاما بالزيارات من بيت الى بيت،‏ وألقيا المحاضرات في قاعات استماع كبيرة كانت تمتلئ تماما من الحضور.‏ وفي هلسنكي،‏ بعد تشهير عقائد العالم المسيحي الباطلة،‏ دعا الاخ هارتِڤا الحضور الى استخدام الكتاب المقدس للدفاع عن معتقد خلود النفس،‏ اذا استطاعوا.‏ فتحولت كل الانظار الى رجال الدين الحاضرين.‏ فلم يتكلم احد؛‏ ولم يقدر احد ان يردَّ على العبارة الواضحة الموجودة في حزقيال ١٨:‏٤‏.‏ وقال بعض الحاضرين انهم لن يتمكَّنوا من النوم في تلك الليلة بعد ان سمعوا ذلك.‏

بستاني متواضع يصير مبشرا في اوروپا

في هذه الاثناء،‏ وبتشجيع من صديق مسنّ من مجدِّدي المعمودية،‏ غادر ادولف وايبر سويسرا الى الولايات المتحدة بحثا عن فهم اكمل للاسفار المقدسة.‏ وهناك،‏ تجاوبا مع احد الاعلانات،‏ صار بستانيا للاخ رصل.‏ وبمساعدة نظام الدهور الالهي (‏المتوافر آنذاك بالالمانية)‏ والاجتماعات التي كان يديرها الاخ رصل،‏ نال ادولف معرفة الكتاب المقدس التي كان يبحث عنها،‏ واعتمد في السنة ١٨٩٠.‏ لقد ‹استنارت عينا قلبه› حتى انه قدَّر فعلا الفرصة الكبيرة التي انفتحت امامه.‏ (‏افسس ١:‏١٨‏)‏ وبعد الشهادة بغيرة مدة من الوقت في الولايات المتحدة،‏ رجع الى مسقط رأسه ليباشر العمل «في كرم الرب» هناك.‏ وهكذا،‏ بحلول منتصف تسعينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ عاد الى سويسرا ليشترك في حق الكتاب المقدس مع اولئك الذين قلوبهم متقبلة.‏

كان ادولف يحصِّل معيشته كبستاني ومراقب احراج،‏ ولكنَّ اهتمامه الاول كان التبشير.‏ فكان يشهد للذين يعمل معهم،‏ وكذلك للناس في البلدات والقرى السويسرية المجاورة.‏ وكان يعرف عدة لغات،‏ فاستعمل هذه المعرفة ليترجم مطبوعات الجمعية بالفرنسية.‏ وعندما يأتي الشتاء كان يملأ حقيبته التي تُحمل على الظهر بمطبوعات الكتاب المقدس ويمشي الى فرنسا،‏ وأحيانا كان يسافر نحو الشمال الغربي الى بلجيكا وجنوبا الى ايطاليا.‏

ولبلوغ الناس الذين قد لا يتصل بهم شخصيا،‏ نشر اعلانات في الصحف والمجلات،‏ لافتا الانتباه الى المطبوعات المتوافرة لدرس الكتاب المقدس.‏ فتجاوب ايلي تايرون،‏ في فرنسا الوسطى،‏ مع احد الاعلانات،‏ ميَّز رنة الحق في ما قرأه،‏ وسرعان ما بدأ هو نفسه بنشر الرسالة.‏ وجان باتيست تيلمان،‏ الاب،‏ في بلجيكا،‏ رأى ايضا احد الاعلانات في السنة ١٩٠١ وحصل على مجلَّدين من الفجر الالفي.‏ ويا لبهجة رؤيته حق الكتاب المقدس معروضا بوضوح الى هذا الحد!‏ فكيف يمكن ان يحجم عن إخبار اصدقائه!‏ وبحلول السنة التالية،‏ كان فريق درس يجتمع قانونيا في بيته.‏ وبعد ذلك بوقت قصير صار نشاط هذا الفريق الصغير ينتج ثمرا حتى في شمالي فرنسا.‏ أما الاخ وايبر فبقي على اتصال بهم،‏ قائما دوريا بزيارة الفرق المختلفة التي تطوَّرت،‏ بانيا اياهم روحيا ومانحا اياهم الارشادات حول كيفية الاشتراك في البشارة مع الآخرين.‏

عندما بلغت البشارة المانيا

بعد وقت قصير من ابتداء ظهور بعض المطبوعات بالالمانية،‏ في منتصف ثمانينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ ابتدأ الالمان-‏الاميركيون الذين قدَّروها يرسلون نسخا الى الاقرباء في مسقط رأسهم.‏ ووزَّعت ممرضة تعمل في مستشفى في هامبورڠ على آخرين في المستشفى نسخا من الفجر الالفي‏.‏ وفي السنة ١٨٩٦ كان ادولف وايبر،‏ في سويسرا،‏ ينشر اعلانات في الصحف التي تصدر باللغة الالمانية ويرسل النشرات بالبريد الى المانيا.‏ وفي السنة التالية افتُتح في المانيا مستودع مطبوعات لتسهيل توزيع الطبعة الالمانية من برج المراقبة،‏ لكنَّ النتائج كانت بطيئة.‏ إلا انه في السنة ١٩٠٢ انتقلت مرڠريت دايموت،‏ التي تعلَّمت الحق في سويسرا،‏ الى تايلفينڠن،‏ شرقي الغابة السوداء.‏ فساعدت شهادتها الشخصية الغيورة على وضع الاساس لاحدى فرق تلاميذ الكتاب المقدس الباكرة في المانيا.‏ وانتقل سامْويل لوپر،‏ من سويسرا،‏ الى برڠيشز لاند،‏ شمال شرق كولون،‏ لينشر البشارة في تلك المنطقة.‏ وبحلول السنة ١٩٠٤،‏ كانت الاجتماعات تُعقد هناك في ڤيرملسْكيرخِن.‏ وكان بين الحاضرين رجل يبلغ الـ‍ ٨٠ من العمر،‏ ڠوتليپ پَس،‏ الذي كان يبحث عن الحق.‏ وعلى فراش موته،‏ ليس طويلا بعد ابتداء تلك الاجتماعات،‏ امسك پَس بمجلة برج المراقبة وقال:‏ «هذا هو الحق؛‏ تمسكوا به.‏»‏

ازداد تدريجيا عدد المهتمين بحقائق الكتاب المقدس هذه.‏ وعلى الرغم من الكلفة الكبيرة،‏ صُنعت الترتيبات لادراج نسخ نموذجية مجانية من برج المراقبة في الصحف في المانيا.‏ ونُشر تقرير في السنة ١٩٠٥ يقول ان اكثر من ٠٠٠‏,٥٠٠‏,١ نسخة من نماذج برج المراقبة هذه قد وُزِّع.‏ فكان ذلك انجازا عظيما بالنسبة الى فريق صغير جدا.‏

لم يشعر جميع تلاميذ الكتاب المقدس انه ببلوغ الناس القريبين من بيوتهم ينجزون كل ما هو ضروري.‏ فقديما في السنة ١٩٠٧ قام الاخ ايرلر،‏ من المانيا،‏ برحلات الى بوهيميا في ما كان آنذاك النمسا-‏المجر (‏لاحقا صارت جزءا من تشيكوسلوڤاكيا)‏.‏ فوزَّع مطبوعات تحذِّر من هرمجدون وتخبر بالبركات التي سينالها الجنس البشري بعد ذلك.‏ وبحلول السنة ١٩١٢ وزَّع شخص آخر من تلاميذ الكتاب المقدس مطبوعات الكتاب المقدس في منطقة مَيْمل،‏ في ما هو الآن ليثوانيا.‏ فتجاوب كثيرون بحماسة مع الرسالة،‏ وتشكَّلت هناك بسرعة عدة فرق كبيرة الى حد ما من تلاميذ الكتاب المقدس.‏ ولكن،‏ عندما علموا ان المسيحيين الحقيقيين يجب ان يكونوا ايضا شهودا،‏ ابتدأت اعدادهم تتضاءل.‏ إلا ان قليلين برهنوا انهم متمثلون حقيقيون بالمسيح،‏ «الشاهد الامين الصادق.‏» —‏ رؤيا ٣:‏١٤‏.‏

ونيكولاوس فون تورنُو،‏ بارون الماني ذو املاك كثيرة في روسيا،‏ عندما كان في سويسرا نحو السنة ١٩٠٧،‏ تسلَّم احدى نشرات جمعية برج المراقبة.‏ وبعد سنتين ظهر في جماعة برلين،‏ في المانيا،‏ مرتديا افضل لباس لديه ويرافقه خادمه الشخصي.‏ ولزمه بعض الوقت ليقدِّر سبب استئمان اللّٰه شعبا متواضعا كهذا على حقائق لا تقدَّر بثمن،‏ لكنَّ ما قرأه في ١ كورنثوس ١:‏​٢٦-‏٢٩ كان مساعدا:‏ «انظروا دعوتكم ايها الاخوة أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ليس كثيرون اقوياء ليس كثيرون شرفاء .‏ .‏ .‏ لكي لا يفتخر كل ذي جسد امامه [اللّٰه].‏» واذ اقتنع بأنه وجد الحق،‏ باع فون تورنُو املاكه في روسيا ووقف نفسه وموارده لتعزيز مصالح العبادة النقية.‏

وفي السنة ١٩١١،‏ عندما تزوج الفتى والفتاة الالمانيان،‏ آل هِرْكِنْدِل،‏ طلبت العروس من ابيها مالا،‏ كهدية،‏ لشهر عسل غير اعتيادي.‏ فكانت هي وزوجها يفكِّران في القيام برحلة مضنية تستغرق اشهرا عديدة.‏ وكان شهر عسلهما رحلة كرازية الى روسيا لبلوغ الناس الناطقين بالالمانية هناك.‏ وهكذا بطرائق عديدة اشترك اناس من كل الانواع مع الآخرين في ما تعلَّموه عن قصد اللّٰه الحبي.‏

النمو في الحقل البريطاني

بعد توزيع كثيف للمطبوعات في بريطانيا في السنة ١٨٨١،‏ رأى بعض روَّاد الكنائس الحاجة الى العمل وفق ما تعلَّموه.‏ وكان توم هارت من إزْلينڠتُن،‏ لندن،‏ احد الذين تأثروا بمشورة برج المراقبة المؤسسة على الاسفار المقدسة،‏ «اخرجوا منها يا شعبي» —‏ اي اخرجوا من كنائس العالم المسيحي البابلية واتَّبعوا تعليم الكتاب المقدس.‏ (‏رؤيا ١٨:‏٤‏)‏ فاستقال من الكنيسة في السنة ١٨٨٤،‏ وتبعه عدد من الآخرين.‏

وكثيرون ممَّن عاشروا فرق الدرس صاروا مبشرين فعَّالين.‏ فكان البعض يقدِّمون مطبوعات الكتاب المقدس في منتزهات لندن والاماكن الاخرى حيث يطلب الناس الراحة.‏ وكان آخرون يركِّزون على الاماكن التجارية.‏ ولكنَّ الطريقة المعتادة اكثر كانت الزيارات من بيت الى بيت.‏

كتبت سارة فيرّي،‏ مشتركة في برج المراقبة،‏ الى الاخ رصل تقول انها هي وعدة اصدقاء في ڠلاسكو يرغبون في التطوع للاشتراك في توزيع النشرات.‏ ويا لها من مفاجأة عندما توقفت شاحنة عند بابها تحمل ٠٠٠‏,٣٠ كراس،‏ لتوزَّع جميعها مجانا!‏ فبدأوا بالعمل.‏ وميني ڠرينليز،‏ مع ابنائها الاحداث الثلاثة،‏ بواسطة عربة خفيفة يجرها حصان للتنقل،‏ جاهدت من اجل توزيع مطبوعات الكتاب المقدس في الريف الأسكتلندي.‏ ولاحقا،‏ اذ سافر ألفرِد ڠرينليز وألكسندر ماڠيلِڤْراي على دراجتين،‏ وزَّعا النشرات في معظم انحاء أسكتلندا.‏ وبدلا من دفع المال الى الآخرين لتوزيع المطبوعات،‏ كان هنالك الآن متطوعون منتذرون ينجزون العمل شخصيا.‏

قلوبهم دفعتهم

في احد امثاله،‏ قال يسوع ان الناس الذين ‹يسمعون كلمة اللّٰه بقلب جيد صالح› يُثمرون.‏ فالتقدير المخلص لتدابير اللّٰه الحبية يدفعهم الى الاشتراك مع الآخرين في البشارة عن ملكوت اللّٰه.‏ (‏لوقا ٨:‏​٨،‏ ١١،‏ ١٥‏)‏ وبصرف النظر عن ظروفهم،‏ يجدون وسيلة لفعل ذلك.‏

وهكذا من بحَّار ايطالي كان ان مسافرا ارجنتينيا حصل على كمية من الكراس طعام للمسيحيين المفكرين.‏ وفيما هو في المرفإ في الپيرو،‏ كتب المسافر من اجل المزيد،‏ وباهتمام متزايد كتب ثانية،‏ من الارجنتين في السنة ١٨٨٥،‏ الى رئيس تحرير برج المراقبة ليطلب مطبوعات.‏ وفي تلك السنة عينها،‏ اخذ عضو في البحرية البريطانية،‏ كان قد أُرسل مع سريته المدفعية الى سنڠافورة،‏ برج المراقبة معه.‏ فكان مسرورا بما تعلَّمه من المجلة واستخدمها بحرية هناك لاعلان نظرة الكتاب المقدس في ما يتعلق بالمواضيع التي كانت مسألة نقاش عام.‏ وفي السنة ١٩١٠ رست سفينة في المرفإ في كولومبو،‏ سيلان (‏الآن سْري لانكا)‏،‏ وعلى متنها امرأتان مسيحيتان كانتا مسافرتين.‏ فاغتنمتا الفرصة لتشهدا للسيد ڤان تْوِست،‏ مدير الشحن في المرفإ.‏ وتحدثتا اليه بحماس عن الامور الجيدة التي تعلَّمتاها من كتاب نظام الدهور الالهي.‏ ونتيجة لذلك،‏ صار السيد ڤان تْوِست تلميذا للكتاب المقدس،‏ وأخذت الكرازة بالبشارة تتقدَّم في سْري لانكا.‏

وحتى اولئك الذين كانوا غير قادرين على السفر بحثوا عن طرائق لاخبار الناس في البلدان الاخرى بحقائق الكتاب المقدس المبهجة.‏ وكما كُشف برسالة تقدير نُشرت في السنة ١٩٠٥،‏ كان شخص ما في الولايات المتحدة قد ارسل نظام الدهور الالهي الى رجل في سانت توماس،‏ في ما كان آنذاك جزر الهند الغربية الدنماركية.‏ وبعد ان قرأه جثا المتسلِّم وعبَّر عن رغبته المخلصة ان يستخدمه اللّٰه في فعل مشيئته.‏ وفي السنة ١٩١١،‏ اشارت بِلونا فِرْڠَسُن في البرازيل الى حالتها بأنها «برهان ايجابي حي على انه ما من احد ابعد من الوصول اليه» بمياه الحق.‏ فكما يتضح كانت تتسلَّم مطبوعات الجمعية بالبريد منذ السنة ١٨٩٩.‏ وفي وقت ما قبل الحرب العالمية الاولى،‏ وجد مهاجر الماني في پاراڠواي احدى نشرات الجمعية في صندوقه البريدي.‏ فطلب المزيد من المطبوعات وسرعان ما قطع صلاته بكنائس العالم المسيحي.‏ واذ لم يكن هنالك شخص آخر في البلد ليقوم بذلك،‏ قرَّر هو وأخو زوجته ان يعمِّدا احدهما الآخر.‏ حقا،‏ أُعطيت الشهادة في اقصى الارض،‏ وكانت مثمرة.‏

لكنَّ آخرين من تلاميذ الكتاب المقدس شعروا بالاندفاع الى السفر الى المكان الذي وُلدوا فيه هم او والدوهم كي يخبروا الاصدقاء والاقرباء عن قصد يهوه الرائع وكيفية الاشتراك فيه.‏ وهكذا،‏ في السنة ١٨٩٥،‏ رجع الاخ اولِشْزاينْسكي الى پولندا ومعه البشارة عن «الفدية،‏ الردّ والدعوة العليا»؛‏ لكنه،‏ للاسف،‏ لم يحتمل في تلك الخدمة.‏ وفي السنة ١٨٩٨ غادر كندا پروفسور سابق،‏ هنڠاري،‏ لينشر رسالة الكتاب المقدس الملحة في موطنه.‏ وفي السنة ١٩٠٥ رجع الى اليونان رجل كان قد صار تلميذا للكتاب المقدس في اميركا لكي يشهد.‏ وفي السنة ١٩١٣ حمل شاب بزور حق الكتاب المقدس من نيويورك عائدا الى موطن عائلته،‏ رام اللّٰه،‏ ليس بعيدا عن اورشليم.‏

افتتاح منطقة البحر الكاريبي

فيما كان عدد المبشرين ينمو في الولايات المتحدة،‏ كندا،‏ وأوروپا،‏ ابتدأ حق الكتاب المقدس ايضا يترسخ في پاناما،‏ كوستاريكا،‏ ڠِييانا الهولندية (‏الآن سورينام)‏،‏ وڠِييانا البريطانية (‏الآن ڠَيانا)‏.‏ جوزيف بْراثْوايت،‏ الذي كان في ڠِييانا البريطانية عندما جرت مساعدته على فهم قصد اللّٰه،‏ غادر الى باربادوس في السنة ١٩٠٥ ليخصِّص وقته الكامل لتعليمه الناس هناك.‏ لويس فايسي و ه‍.‏ پ.‏ كلارك،‏ اللذان سمعا البشارة عندما كانا يعملان في كوستاريكا،‏ عادا الى جامايكا في السنة ١٨٩٧ ليخبرا بايمانهما المكتشف حديثا بين شعبهما.‏ وأولئك الذين اعتنقوا الحق هناك كانوا عاملين غيورين.‏ وفي السنة ١٩٠٦ وحدها،‏ وزَّع الفريق في جامايكا نحو ٠٠٠‏,٢٠٠‏,١ نشرة ومطبوعة اخرى.‏ وعاد عامل مهاجر آخر،‏ كان قد تعلَّم الحق في پاناما،‏ الى ڠرانادا حاملا رسالة رجاء الكتاب المقدس.‏

والثورة في المكسيك في ١٩١٠-‏١٩١١ كانت عاملا آخر في جلب رسالة ملكوت اللّٰه الى الاشخاص الجياع الى الحق.‏ فكثيرون من الناس هربوا شمالا الى الولايات المتحدة.‏ وهناك اتصل بعضهم بتلاميذ الكتاب المقدس،‏ تعلَّموا عن قصد يهوه ان يجلب سلاما دائما للجنس البشري،‏ وأرسلوا مطبوعات الى المكسيك.‏ ولكن،‏ لم تكن هذه المرة الاولى التي تبلغ فيها هذه الرسالة المكسيك.‏ فقديما في السنة ١٨٩٣،‏ نشرت برج المراقبة رسالة من ف.‏ دي پ.‏ ستيڤنسُن،‏ من المكسيك،‏ الذي كان قد قرأ بعض مطبوعات جمعية برج المراقبة وأراد ان يحصل على المزيد لكي يخبر اصدقاءه في المكسيك وأوروپا على السواء.‏

ولافتتاح المزيد من بلدان البحر الكاريبي امام الكرازة بحق الكتاب المقدس ولتنظيم اجتماعات قانونية للدرس،‏ ارسل الاخ رصل إ.‏ ج.‏ كاوارد الى پاناما في السنة ١٩١١ ثم الى الجزر.‏ كان الاخ كاوارد خطيبا مشدِّدا في كلامه ومؤثرا،‏ وكان الحضور يتدفقون بالمئات تكرارا لكي يسمعوا محاضراته التي تدحض عقيدتي نار الهاوية وخلود النفس البشرية،‏ والتي تخبر ايضا بمستقبل مجيد للارض.‏ وتنقَّل من بلدة الى بلدة،‏ ومن جزيرة الى اخرى —‏ سانت لوسيا،‏ دومينيكا،‏ سانت كيتس،‏ باربادوس،‏ ڠرانادا،‏ وترينيداد —‏ بالغا اكبر عدد ممكن من الناس.‏ وخطب ايضا في ڠِييانا البريطانية.‏ وفيما كان في پاناما التقى و.‏ ر.‏ براون،‏ اخ شاب غيور من جامايكا،‏ الذي خدم لاحقا مع الاخ كاوارد في عدد من جزر البحر الكاريبي.‏ وفي ما بعد،‏ ساعد الاخُ براون على افتتاح حقول اخرى ايضا.‏

في السنة ١٩١٣،‏ خطب الاخ رصل نفسه في پاناما،‏ كوبا،‏ وجامايكا.‏ وامتلأت قاعتا استماع من اجل محاضرة عامة ألقاها في كينڠزتون،‏ جامايكا،‏ ووجب ايضا منع نحو ٠٠٠‏,٢ شخص من الدخول لسبب ضيق المكان.‏ وعندما لم يقل الخطيب شيئا عن المال وعندما لم تؤخذ اية لمَّة،‏ لاحظت الصحافة ذلك.‏

نور الحق يبلغ افريقيا

وافريقيا ايضا اخترقها نور الحق خلال هذه الفترة.‏ فقد كشفت رسالة مرسلة من لَيبيريا في السنة ١٨٨٤ ان قارئا للكتاب المقدس هناك حصل على نسخة من طعام للمسيحيين المفكرين وأراد المزيد لتوزيعه على الآخرين.‏ وبعد ذلك بسنوات قليلة،‏ أُخبر ان رجل دين في لَيبيريا ترك منبره لكي يكون حرا لتعليم حقائق الكتاب المقدس التي كان يتعلَّمها بمساعدة برج المراقبة وأن اجتماعات قانونية يعقدها هناك فريق من تلاميذ الكتاب المقدس.‏

وأخذ قَس من هولندا في الكنيسة المُصلَحة الهولندية بعض مطبوعات ت.‏ ت.‏ رصل معه عندما أُرسل الى جنوب افريقيا في السنة ١٩٠٢.‏ ومع انه لم يستفد منها بشكل دائم،‏ إلا ان فرانس آيْبِرْسُن و سْتوفِل فُوري،‏ اللذين رأيا المطبوعات في مكتبته،‏ استفادا منها.‏ وبعد سنوات قليلة،‏ تعزَّزت الصفوف في ذلك الجزء من الحقل عندما هاجر اثنان من تلاميذ الكتاب المقدس الغيورين من أسكتلندا الى دوربان،‏ جنوب افريقيا.‏

من المؤسف انه بين اولئك الذين حصلوا على المطبوعات التي كتبها الاخ رصل ثم علَّموا آخرين شيئا منها،‏ كان هنالك قليلون،‏ مثل جوزيف بوث وإيليوت كَمْوانا،‏ ممَّن ادخلوا افكارهم الخاصة،‏ التي كانت مصمَّمة للتحريض على التغيير الاجتماعي.‏ وبالنسبة الى بعض المراقبين في جنوب افريقيا ونياسالَنْد (‏لاحقا ملاوي)‏،‏ مال ذلك الى تشويش هوية تلاميذ الكتاب المقدس الحقيقيين.‏ ومع ذلك كان كثيرون يسمعون ويُظهرون التقدير للرسالة التي لفتت الانتباه الى ملكوت اللّٰه بصفته الحل لمشاكل الجنس البشري.‏

أما في ما يتعلق بالانتشار الواسع للكرازة في افريقيا،‏ فكان ذلك لا يزال في المستقبل.‏

الى المشرق وجزر الپاسيفيك

بُعيد توزيع مطبوعات الكتاب المقدس التي اعدَّها ت.‏ ت.‏ رصل في بريطانيا اولا،‏ وصلت ايضا الى المشرق.‏ ففي السنة ١٨٨٣،‏ تسلَّمت الآنسة سي.‏ ب.‏ داونينڠ،‏ مرسلة مشيخية في جِفو (‏يَنْتاي)‏،‏ الصين،‏ نسخة من برج المراقبة.‏ فقدَّرت ما تعلَّمته عن الردّ وأعطت المطبوعة لمرسلين آخرين،‏ بمن فيهم هورِس راندِل،‏ المقترن بمجلس الارسالية المعمدانية.‏ ولاحقا اثار اهتمامَه اكثر اعلانٌ عن الفجر الالفي ظهر في تايمز اللندنية،‏ وتبعت ذلك نسختان من الكتاب نفسه —‏ واحدة من الآنسة داونينڠ وأخرى ارسلتها امه في انكلترا.‏ في البداية،‏ صدمه ما قرأه.‏ ولكن حالما اقتنع بأن الثالوث ليس تعليما للكتاب المقدس،‏ استقال من الكنيسة المعمدانية وشرع يخبر المرسلين الآخرين بما تعلَّمه.‏ وفي السنة ١٩٠٠ أَخبر انه ارسل ٣٢٤‏,٢ رسالة ونحو ٠٠٠‏,٥ نشرة الى المرسلين في سَيام (‏تايلند)‏،‏ الصين،‏ كوريا،‏ واليابان.‏ وفي ذلك الحين كان ان الشهادة أُعطيت بشكل رئيسي لمرسلي العالم المسيحي في المشرق.‏

خلال فترة الوقت عينها هذه،‏ زُرعت بزور الحق ايضا في اوستراليا ونيوزيلندا.‏ وأول هذه «البزور» التي وصلت الى اوستراليا ربما اخذها الى هناك في السنة ١٨٨٤ او بُعيد ذلك رجل اقترب اليه اولا احد تلاميذ الكتاب المقدس في منتزه في انكلترا.‏ وأتت «بزور» اخرى بالبريد من اصدقاء وأقرباء وراء البحار.‏

وفي غضون سنوات قليلة بعد تشكُّل الكومُنْولث الاوسترالي في السنة ١٩٠١،‏ صار مئات الاشخاص هناك مشتركين في برج المراقبة.‏ ونتيجة لنشاط اولئك الذين ادركوا امتياز اخبار الآخرين الحق،‏ أُرسلت آلاف النشرات الى الناس الذين كانت اسماؤهم في اللوائح الانتخابية.‏ ووُزِّع المزيد في الشوارع،‏ وقُذفت حُزَم منها عبر نوافذ القطارات الى العمال وساكني الاكواخ المنعزلين في المناطق النائية على طول خطوط السكة الحديدية.‏ وجرى اشعار الناس بالنهاية الوشيكة لازمنة الامم في السنة ١٩١٤.‏ وآرثر وليمز،‏ الاب،‏ تحدث عن ذلك الى جميع الزبائن في متجره في اوستراليا الغربية ودعا المهتمين الى بيته من اجل مناقشات اضافية.‏

أما مَن وصل الى نيوزيلندا اولا ومعه حق الكتاب المقدس فليس معروفا الآن.‏ ولكن بحلول السنة ١٨٩٨،‏ كان أندرو أندرسون،‏ احد سكان نيوزيلندا،‏ قد قرأ ما يكفي من مطبوعات برج المراقبة ليندفع الى نشر الحق هناك كموزع جائل للمطبوعات.‏ وعزَّز جهوده في السنة ١٩٠٤ موزعون جائلون للمطبوعات آخرون اتوا من اميركا ومن مكتب فرع الجمعية الذي كان قد تأسس في تلك السنة نفسها في اوستراليا.‏ وقبلت السيدة توماس باري،‏ في كنيسة المسيح،‏ ستة مجلَّدات من دروس في الاسفار المقدسة من احد موزعي المطبوعات الجائلين.‏ فقرأها ابنها بيل في السنة ١٩٠٩ في خلال رحلة بالمركب لستة اسابيع الى انكلترا وأدرك صدق ما تحتويه.‏ وبعد سنوات صار ابنه لويد عضوا في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏

وكان بين العاملين الغيورين في تلك الايام الباكرة أد نلسون،‏ الذي،‏ مع انه لم يكن لبقا جدا،‏ خصَّص وقته الكامل طوال ٥٠ سنة لنشر رسالة الملكوت من الطرف الشمالي في نيوزيلندا الى الجنوب.‏ وبعد سنوات قليلة،‏ انضم اليه فرانك ڠروڤ،‏ الذي نمَّى ذاكرته للتعويض عن البصر الضعيف والذي خدم ايضا كفاتح طوال اكثر من ٥٠ سنة حتى موته.‏

جولة عالمية لتعزيز الكرازة بالبشارة

بُذل جهد كبير اضافي في ١٩١١-‏١٩١٢ لمساعدة الناس في المشرق.‏ فقد ارسلت جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم لجنة من سبعة رجال،‏ برئاسة ت.‏ ت.‏ رصل،‏ لتفحُّص الاحوال هناك مباشرة.‏ وحيثما ذهبوا كانوا يتكلمون عن قصد اللّٰه ان يجلب البركات للجنس البشري بواسطة الملكوت المسيَّاني.‏ وأحيانا كان مستمعوهم قليلي العدد،‏ ولكن في الفيليپين وفي الهند كان هنالك الآلاف.‏ وهم لم يوافقوا على الحملة الشائعة آنذاك في العالم المسيحي لجمع الاموال من اجل هداية العالم.‏ وكان تعليقهم ان معظم جهود مرسلي العالم المسيحي تُبذل لترويج الثقافة الدنيوية.‏ لكنَّ الاخ رصل كان مقتنعا بأن ما يلزم الناس هو «انجيل تدبير اللّٰه الحبي لملكوت المسيَّا القادم.‏» وبدلا من توقع هداية العالم،‏ فهم تلاميذ الكتاب المقدس من الاسفار المقدسة ان ما كان يجب فعله آنذاك هو تقديم شهادة وأن ذلك كان سيعمل على تجميع «نخبة قليلة من جميع الامم،‏ الشعوب،‏ القبائل والالسنة من اجل العضوية في صف عروس [المسيح] —‏ ليجلسوا معه في عرشه خلال الالف السنة،‏ متعاونين في عمل تحسين حالة الجنس البشري ككل.‏»‏ * —‏ رؤيا ٥:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ١٤:‏​١-‏٥‏.‏

بعد قضاء وقت في اليابان،‏ الصين،‏ الفيليپين،‏ وأمكنة اخرى،‏ اجتاز اعضاء اللجنة ٠٠٠‏,٤ ميل (‏٤٠٠‏,٦ كلم)‏ اضافي من السفر في الهند.‏ وقديما في السنة ١٨٨٧ قرأ بعض الافراد الساكنين في الهند مطبوعات الجمعية وكتبوا رسائل تعبيرا عن تقديرهم لها.‏ وجرى القيام بشهادة فعَّالة ايضا بين الناس الناطقين بالتاميلية منذ السنة ١٩٠٥ بواسطة شاب كان،‏ كتلميذ في اميركا،‏ قد التقى الاخ رصل وتعلَّم الحق.‏ وهذا الشاب ساعد على تأسيس نحو ٤٠ فريقا لدرس الكتاب المقدس في جنوب الهند.‏ ولكن،‏ بعد ان كرز للآخرين،‏ صار هو نفسه مرفوضا اذ هجر المقاييس المسيحية.‏ —‏ قارنوا ١ كورنثوس ٩:‏​٢٦،‏ ٢٧‏.‏

ومن جهة اخرى،‏ وفي الوقت نفسه تقريبا،‏ أُرسل الى أ.‏ ج.‏ جوزيف،‏ من تراڤنكور (‏كيرالا)‏،‏ ردا على سؤال بعثه بالبريد الى مجيئي بارز،‏ مجلَّد من دروس في الاسفار المقدسة.‏ هنا وجد اجوبة من الاسفار المقدسة مانحة الاكتفاء عن اسئلته المتعلقة بالثالوث.‏ وسرعان ما خرج هو وآخرون من اعضاء العائلة الى حقول الارزّ ومزارع جوز الهند في جنوب الهند يخبرون بمعتقداتهم المكتشفة حديثا.‏ وبعد زيارة الاخ رصل في السنة ١٩١٢،‏ شرع الاخ جوزيف في الخدمة كامل الوقت.‏ وسافر بالقطار،‏ على عربة يجرها ثور،‏ بالمركب،‏ وسيرا على القدمين لتوزيع مطبوعات الكتاب المقدس.‏ وعندما كان يلقي المحاضرات العامة،‏ غالبا ما كان يقاطعها رجال الدين وأتباعهم.‏ وفي كُندَرا،‏ عندما كان رجل دين «مسيحي» يستخدم أتباعه لمقاطعة اجتماع كهذا ولقذف الاخ جوزيف بالروث،‏ جاء سيد هندوسي ذو نفوذ ليرى ما سبب هذه الضجة.‏ فسأل رجلَ الدين:‏ ‹هل هذا هو المثال الذي رسمه المسيح للمسيحيين ليتبعوه،‏ ام ان ما تفعله هو مثل سلوك الفريسيين في زمن يسوع؟‏› فانسحب رجل الدين.‏

وقبل انتهاء الجولة العالمية التي قامت بها لجنة جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم طوال اربعة اشهر،‏ رتَّب الاخ رصل ان يكون ر.‏ ر.‏ هوليستر ممثل الجمعية في المشرق وأن يتابع نشر رسالة تدبير اللّٰه الحبي للملكوت المسيَّاني بين الشعوب هناك.‏ فأُعدَّت نشرات خصوصية بعشر لغات،‏ وقام موزعون محليون بتوزيع ملايين منها في كل انحاء الهند،‏ الصين،‏ اليابان،‏ وكوريا.‏ ثم تُرجمت الكتب بأربع من هذه اللغات لتزويد مزيد من الطعام الروحي لاولئك الذين يظهرون الاهتمام.‏ هنا حقل واسع،‏ وبقي الكثير لانجازه.‏ ومع ذلك،‏ فان ما أُنجز حتى ذلك الحين كان مذهلا حقا.‏

تقديم شهادة مؤثرة

قبل الخراب الذي سبَّبته الحرب العالمية الاولى،‏ قُدِّمت شهادة واسعة حول العالم.‏ فقد قام الاخ رصل برحلات خطابية الى مئات المدن في الولايات المتحدة وكندا،‏ وشرع في رحلات متكررة الى اوروپا،‏ وقدَّم خطابات في پاناما،‏ جامايكا،‏ وكوبا،‏ وكذلك في مدن المشرق الرئيسية.‏ وعشرات الآلاف من الاشخاص استمعوا شخصيا الى محاضراته المثيرة المؤسسة على الكتاب المقدس وكانوا يراقبون فيما كان يجيب علنا من الاسفار المقدسة عن الاسئلة التي يطرحها الاصدقاء والاعداء على السواء.‏ وهكذا أُثير اهتمام كبير،‏ ونشرت آلاف الصحف في اميركا،‏ اوروپا،‏ جنوب افريقيا،‏ وأوستراليا قانونيا مواعظ الاخ رصل.‏ ووزَّع تلاميذ الكتاب المقدس ملايين الكتب،‏ وكذلك مئات الملايين من النشرات والمطبوعات الاخرى بـ‍ ٣٥ لغة.‏

ومع ان دوره كان بارزا،‏ لم يكن الاخ رصل الشخص الوحيد الذي قام بالكرازة.‏ فآ‌خرون ايضا،‏ اذ كانوا متشتتين حول الكرة الارضية،‏ كانوا يوحِّدون اصواتهم كشهود ليهوه ولابنه،‏ يسوع المسيح.‏ وأولئك الذين شاركوا لم يكونوا جميعا خطباء عامين.‏ فقد اتوا من كل مسالك الحياة،‏ واستخدموا كل وسيلة ملائمة تحت تصرفهم لنشر البشارة.‏

وفي كانون الثاني ١٩١٤،‏ قبل نهاية ازمنة الامم بأقل من سنة،‏ شُنَّت حملة شهادة مكثَّفة اخرى ايضا.‏ وهذه هي «رواية الخلق المصوَّرة،‏» التي شدَّدت بطريقة جديدة على قصد اللّٰه للارض.‏ وقد فعلت ذلك بواسطة صور منزلقة ملوَّنة مرسومة باليد بشكل جميل وصور متحركة متزامنة مع الصوت.‏ والصحافة العامة في الولايات المتحدة اخبرت ان حضورا يبلغ مجموعه مئات الآلاف كانوا يشاهدونها اسبوعيا عبر البلد.‏ وبحلول نهاية السنة الاولى،‏ بلغ مجموع الحضور في الولايات المتحدة وكندا ما يقارب الثمانية ملايين.‏ وفي لندن،‏ انكلترا،‏ تدفقت الجموع الى دار الاوپرا وقاعة ألبرت الملكية لمشاهدة هذا العرض المؤلَّف من اربعة اجزاء كل جزء لمدة ساعتين.‏ وفي غضون نصف سنة،‏ كان اكثر من ٠٠٠‏,٢٢٦‏,١ في ٩٨ مدينة في الجزر البريطانية قد حضروا.‏ والجموع في المانيا وسويسرا ملأوا القاعات المتوافرة.‏ وشاهدها ايضا حضور كبير في إسكنديناڤيا وجنوب الپاسيفيك.‏

يا للشهادة العالمية المكثَّفة الرائعة التي قُدِّمت خلال تلك العقود الباكرة من التاريخ الحديث لشهود يهوه!‏ ولكنَّ العمل كان حقا في مجرد البداية.‏

بضع مئات فقط اشتركوا بنشاط في نشر حق الكتاب المقدس في اوائل ثمانينات الـ‍ ١٨٠٠.‏ وبحلول السنة ١٩١٤،‏ استنادا الى التقارير المتوافرة،‏ كان هنالك نحو ١٠٠‏,٥ يساهمون في العمل.‏ والآخرون ربما وزَّعوا بين حين وآخر بعض النشرات.‏ وكان العاملون قليلين نسبيا.‏

وبحلول الجزء الاخير من السنة ١٩١٤،‏ كان فريق المبشرين الصغير هذا قد نشروا،‏ بطرائق متنوعة،‏ مناداتهم بملكوت اللّٰه في ٦٨ بلدا.‏ وعملهم ككارزين ومعلِّمين بكلمة اللّٰه كان مؤسسا بشكل ثابت تماما في ٣٠ بلدا منها.‏

ملايين الكتب ومئات الملايين من النشرات وُزِّعت قبل انتهاء ازمنة الامم.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ بحلول السنة ١٩١٣،‏ كانت هنالك ٠٠٠‏,٢ صحيفة تنشر قانونيا المواعظ التي يُعدُّها ت.‏ ت.‏ رصل،‏ وفي السنة ١٩١٤،‏ شاهد حضور يبلغ مجموعه اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٩ شخص في ثلاث قارات «رواية الخلق المصوَّرة.‏»‏

حقا،‏ قُدِّمت شهادة مذهلة!‏ ولكن كان هنالك اكثر بكثير سيأتي بعد.‏

‏[الحاشية]‏

^ يَظهر تقرير كامل عن هذه الجولة العالمية في برج المراقبة ١٥ نيسان ١٩١٢ (‏بالانكليزية)‏.‏

‏[الخريطة/‏الصورة في الصفحة ٤٠٥]‏

ألقى ت.‏ ت.‏ رصل شخصيا محاضرات من الكتاب المقدس في اكثر من ٣٠٠ مدينة (‏في المناطق المشار اليها بنُقَط)‏ في اميركا الشمالية والبحر الكاريبي —‏ ١٠ او ١٥ مرة في كثير منها.‏

‏[الخريطة]‏

‏(‏انظر المطبوعة)‏

‏[الخريطة في الصفحة ٤٠٧]‏

‏(‏انظر المطبوعة)‏

جولات رصل الكرازية في اوروپا،‏ عادةً عن طريق انكلترا

١٨٩١

١٩٠٣

١٩٠٨

١٩٠٩

‏(‏مرتين)‏ ١٩١٠

‏(‏مرتين)‏ ١٩١١

‏(‏مرتين)‏ ١٩١٢

١٩١٣

١٩١٤

‏[الخريطة/‏الصورة في الصفحة ٤٠٩]‏

عندما اقتنع بأنه وجد الحق،‏ وزَّع اندرياس آسِت بغيرة مطبوعات الكتاب المقدس في كل ناحية من النَّروج تقريبا

‏[الخريطة]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

النَّروج

الدائرة القطبية الشمالية

‏[الخريطة/‏الصورة في الصفحة ٤٠٨]‏

ادولف وايبر،‏ بستاني متواضع،‏ نشر البشارة من سويسرا الى بلدان اخرى في اوروپا

‏[الخريطة]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

بلجيكا

المانيا

سويسرا

ايطاليا

فرنسا

‏[الخريطة/‏الصورة في الصفحة ٤١٢]‏

بِلونا فِرْڠَسُن،‏ في البرازيل —‏ «ما من احد ابعد من الوصول اليه»‏

‏[الخريطة]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

البرازيل

‏[الخريطة في الصفحة ٤١٥]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

ألاسكا

كندا

ڠرينلندا

سان پيير و ميكِلون

الولايات المتحدة الاميركية

برمودا

جزر بَهاما

جزر

تيرك وكايكس

كوبا

المكسيك

بيليز

جامايكا

هايتي

جمهورية

الدومينيكان

پورتو

ريكو

جزر كَيْمان

ڠواتيمالا

السلڤادور

هُندوراس

نيكاراڠْوا

كوستاريكا

پاناما

ڤنزويلا

ڠَيانا

سورينام

ڠِييانا

الفرنسية

كولومبيا

إكوادور

پيرو

البرازيل

بوليڤيا

پاراڠواي

تشيلي

الارجنتين

اورڠواي

جزر فوكلند

الجزر العذراء الاميركية

الجزر العذراء البريطانية

آنڠويلا

سانت مارتن

سابا

سانت يوستاشِس

سانت كيتس

نيڤِس

آنتيڠوا

مونتْسيرّات

ڠوادلوپ

دومينيكا

مارتينيك

سانت لوسيا

سانت ڤينسَنْت

باربادوس

ڠرانادا

ترينيداد

اروبا

بونير

كوراساو

المحيط الاطلسي

البحر الكاريبي

المحيط الپاسيفيكي

‏[الخريطة في الصفحتين ٤١٦ و ٤١٧]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

ڠرينلندا

السويد

ايسلندا

نَروج

جزر فارو

فنلندا

روسيا

استونيا

لاتڤيا

ليثوانيا

بيلوروسيا

اوكرانيا

مولدوڤا

جورجيا

ارمينيا

أذَربَيْجان

تُركُمانستان

اوزبكْسْتان

قازاخستان

تاجيكستان

كيرجيستان

پولندا

المانيا

النَّذَرلند

الدنمارك

بريطانيا

ايرلندا

بلجيكا

لوكسمبورڠ

ليختَنْشْتاين

سويسرا

تشيكوسلوڤاكيا

النمسا

هنڠاريا

رومانيا

يوڠوسلاڤيا

سلوڤينيا

كرواتيا

البوسنة والهَرْسِك

بلغاريا

ألبانيا

ايطاليا

جبل طارق

اسپانيا

الپرتغال

ماديرا

المملكة المغربية

الصحراء

الغربية

السنڠال

الجزائر

ليبيا

مصر

لبنان

اسرائيل

قبرص

سوريا

تركيا

العراق

ايران

البحرين

الكويت

الاردن

المملكة العربية السعودية

قطر

اتحاد

الامارات العربية

عُمان

اليمن

جيبوتي

الصومال

إثيوپيا

السودان

تشاد

نَيجر

مالي

موريتانيا

ڠامبيا

غينيا-‏بيساو

سيراليون

لَيبيريا

ساحل العاج

غانا

توڠو

بينين

غينيا الاستوائية

سانت هيلانة

غينيا

بركينا

فازو

نَيجيريا

جمهورية افريقيا الوسطى

الكَمَرون

سان

توميه

كونڠو

ڠابون

زائير

آنڠولا

زامبيا

ناميبيا

بوتْسْوانا

جنوب افريقيا

ليسوتو

سْوازيلند

موزَمبيق

مدغشقر

ريونيون

موريشيوس

رودريڠس

زمبابوي

مايوت

جزر كومورو

سايشِل

ملاوي

تَنزانيا

بوروندي

رُوَندا

أوغندا

فرنسا

پاكستان

افغانستان

نيپال

بوتان

ميانمار

بنڠلادِش

الهند

سْري لانكا

اليونان

مالطة

تونس

كينيا

المحيط الاطلسي

المحيط الهندي

ألاسكا

مُنڠوليا

جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية

اليابان

جمهورية كوريا

الصين

ماكاو

تايوان

هونڠ كونڠ

لاوُس

تايلند

ڤيَتْنام

كَمبوديا

الفيليپين

بْروناي

ماليزيا

سنڠافورة

إندونيسيا

سايپان

روتا

ڠوام

ياپ

بيلاو

تشووك

پونپاي

كوسراي

جزر مارشال

ناوُورو

پاپوا

غينيا الجديدة

اوستراليا

نيوزيلندا

جزيرة نورفوك

كاليدونيا الجديدة

جزر والِس وفوتونا

ڤانواتو

توڤالو

فيجي

كيرَباس

توكيلاو

هاوايي

سامْوا الغربية

سامْوا الاميركية

نييووي

تونڠا

جزر كوك

تاهيتي

جزر سليمان

المحيط الپاسيفيكي

‏[الخريطة/‏الصورة في الصفحة ٤٢٠]‏

أ.‏ ج.‏ جوزيف،‏ من الهند،‏ مع ابنته ڠريسي،‏ الذي خدم كمرسل مدرَّب في جلعاد

‏[الخريطة]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

الهند

‏[الصورة في الصفحة ٤١١]‏

هِرْمان هِرْكِنْدِل،‏ مع عروسه،‏ قاما برحلة شهر العسل لاشهر عديدة ليكرزا للناس الناطقين بالالمانية في روسيا

‏[الصور في الصفحة ٤١٣]‏

موزعو المطبوعات الجائلون في انكلترا وأسكتلندا سعوا الى اعطاء كل شخص فرصة نيل الشهادة؛‏ وحتى اولادهم ساعدوا في توزيع النشرات

‏[الصورة في الصفحة ٤١٤]‏

إ.‏ ج.‏ كاوارد نشر بغيرة حق الكتاب المقدس في منطقة البحر الكاريبي

‏[الصورة في الصفحة ٤١٨]‏

فرانك ڠروڤ (‏اليسار)‏ وأد نلسون (‏يُشاهَدان هنا مع زوجتيهما)‏ خصَّص كلٌّ منهما اكثر من ٥٠ سنة لنشر رسالة الملكوت كامل الوقت في كل انحاء نيوزيلندا

‏[الصور في الصفحة ٤٢١]‏

ت.‏ ت.‏ رصل وستة عشراء قاموا برحلة حول العالم في ١٩١١-‏١٩١٢ لتعزيز الكرازة بالبشارة