الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الجزء ٣ —‏ شهود الی اقصی الارض

الجزء ٣ —‏ شهود الی اقصی الارض

الفصل ٢٢

الجزء ٣ —‏ شهود الى اقصى الارض

يُنشر تقرير عالمي عن الكرازة برسالة الملكوت من السنة ١٩٣٥ حتى السنة ١٩٤٥ في الصفحات ٤٤٤ الى ٤٦١.‏ ان السنة ١٩٣٥ مهمة الى حد كبير لأنه في ذلك الحين حُدِّدت هوية الجمع الكثير في الرؤيا ٧:‏٩‏.‏ وفي ما يتعلق بتجميع هذا الفريق،‏ ابتدأ شهود يهوه يفهمون ان الكتاب المقدس وضع امامهم عملا ذا أبعاد اعظم من ايّ عمل سبقه.‏ فكيف شرعوا فيه عندما صارت الامم متورطة في الحرب العالمية الثانية وفرضت غالبية البلدان حظرا عليهم او على مطبوعاتهم المؤسسة على الكتاب المقدس؟‏

عندما كان شهود يهوه يقومون بخدمتهم خلال ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان هدفهم ان يبلغوا اكبر عدد ممكن من الناس برسالة الملكوت.‏ واذا ميَّزوا اهتماما استثنائيا،‏ كان بعضهم يبقون معظم الليل يوضحون حقائق الكتاب المقدس ويجيبون عن الاسئلة لاشباع الجياع روحيا.‏ ولكن في اغلب الحالات،‏ كان الشهود يستعملون عروضا موجزة مصمَّمة لاثارة اهتمام اصحاب البيوت،‏ ثم يدَعون مطبوعة او محاضرة عامة من الكتاب المقدس تقوم بالباقي.‏ فعملهم كان عمل إعلام للناس،‏ زارعين بزور حق الملكوت.‏

جهد مكثَّف لبلوغ اناس كثيرين بالبشارة

أُنجز العمل بشعور الالحاح.‏ على سبيل المثال،‏ قديما في ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ عندما قرأ أرماندو مِنَتْسي،‏ في كوردوبا،‏ الارجنتين،‏ العرض الواضح لحق الكتاب المقدس في الكراسين الهاوية و اين هم الموتى؟‏،‏ عمل بشكل حاسم.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٢٠؛‏ جامعة ٩:‏٥؛‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ واذ اندفع بما تعلَّمه،‏ وأثارته الغيرة التي اظهرها نيكولاس أرخيروس،‏ باع محله لاصلاح السيارات ليقف نفسه للكرازة بالحق كفاتح.‏ ثم في اوائل اربعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بتشجيع منه،‏ اشترى الشهود في كوردوبا باصا قديما،‏ ركَّبوا اسرَّة،‏ واستخدموا هذه المركبة لاخذ عشرة ناشرين او اكثر في رحلات كرازية تدوم اسبوعا،‏ اسبوعين،‏ او حتى ثلاثة اشهر.‏ وفيما كان يخطَّط لهذه الرحلات،‏ كانت تُتاح لاخوة وأخوات مختلفين من الجماعة فرصة الذهاب.‏ وكان لكل واحد في الفريق عمله المعيَّن —‏ التنظيف،‏ الطبخ،‏ او صيد السمك وصيد الحيوانات من اجل الطعام.‏ فكرز هذا الفريق الغيور من بيت الى بيت في عشر مقاطعات ارجنتينية على الاقل،‏ مغطِّيا المدن والقرى وبالغا المزارع المتفرقة.‏

ظهرت روح مماثلة في الحقل الاوسترالي.‏ فكثير من الشهادة أُنجز في المدن الساحلية الآهلة بالسكان بكثافة.‏ لكنَّ الشهود هناك سعَوا ايضا الى بلوغ الناس الساكنين في المناطق النائية.‏ وهكذا،‏ في ٣١ آذار ١٩٣٦،‏ لبلوغ الناس في مزارع الغنم والبقر المتفرقة في كل مكان من الريف المنعزل،‏ باشر آرثر ويليس وبيل نيولَنْدز رحلة اخذتهما ما مجموعه ٢٥٠‏,١٢ ميلا (‏٧١٠‏,١٩ كلم)‏.‏ ولم تكن هنالك طرقات في معظم رحلتهما —‏ مجرد مسالك وعرة عبر صحراء لا شجر فيها بحرارتها الثقيلة الوطأة وعواصفها الغبارية القوية.‏ لكنهما واصلا السير بعزم.‏ وحيثما وُجد اهتمام،‏ كانا يشغِّلان محاضرات مسجَّلة من الكتاب المقدس ويتركان المطبوعات.‏ وفي مناسبات اخرى،‏ كان جون إ.‏ (‏تِد)‏ سيووِل يذهب معهما؛‏ وبعد ذلك تطوع ليخدم في جنوب شرق آسيا.‏

كانت المقاطعة التى يشرف عليها فرع الجمعية في اوستراليا تتجاوز كثيرا حدود اوستراليا نفسها.‏ فقد شملت الصين ومجموعات جزر ودُوَلًا تمتد من تاهيتي شرقا الى بورما (‏الآن ميانمار)‏ غربا،‏ مسافة ٥٠٠‏,٨ ميل (‏٧٠٠‏,١٣ كلم)‏.‏ وكانت ضمن هذه المنطقة اماكن مثل هونڠ كونڠ،‏ الهند الصينية (‏الآن كمبوديا،‏ لاوُس،‏ وڤيتنام)‏،‏ جزر الهند الشرقية الهولندية (‏بما فيها جزر مثل سومَطْرة،‏ جاوا،‏ وبورنيو)‏،‏ نيوزيلندا،‏ سَيام (‏الآن تايلند)‏،‏ وملايو.‏ ولم يكن غير عادي لناظر الفرع،‏ ألكسندر ماڠيلِڤْراي،‏ أسكتلندي،‏ ان يدعو فاتحا شابا غيورا الى مكتبه،‏ يريه خريطة لمقاطعة الفرع،‏ ويسأل:‏ ‹هل تريد ان تكون مرسَلا؟‏› ثم يسأل،‏ مشيرا الى بقعة أُنجِز فيها القليل او لا شيء من الكرازة:‏ ‹ما رأيك في افتتاح العمل في هذه المقاطعة؟‏›‏

في اوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان بعض هؤلاء الفاتحين قد انجزوا الكثير من العمل في جزر الهند الشرقية الهولندية (‏الآن إندونيسيا)‏ وسنڠافورة.‏ وفي السنة ١٩٣٥،‏ سافر فرانك دِيوَر،‏ نيوزيلندي،‏ مع فريق من هؤلاء الفاتحين على متن حامل النور حتى سنڠافورة.‏ ثم مباشرة قبل ان يتابع المركب سفره الى ساحل ملايو الشمالي الغربي،‏ قال القبطان ايريك إوِينز:‏ «حسنا،‏ فرانك،‏ ها قد وصلنا.‏ لا يمكننا ان نأخذك ابعد من ذلك.‏ انت اخترت الذهاب الى سَيام.‏ فاذهب الآن!‏» ولكنَّ فرانك كان قد صرف النظر تقريبا عن سَيام.‏ فقد تمتع بخدمته مع الفريق في المركب.‏ والآن ها هو وحده.‏

توقف في كْوالالومپور الى ان استطاع جمع مال يكفي لبقية الرحلة،‏ ولكن فيما كان هناك وقع له حادث سير —‏ صدمته شاحنة فأوقعته عن دراجته.‏ وبعد ان استردّ عافيته،‏ وبخمسة دولارات فقط في جيبه،‏ ركب القطار متوجِّها من سنڠافورة الى بانكوك.‏ ولكن بايمان بقدرة يهوه على الاعالة،‏ واصل العمل.‏ وكان كلود ڠودمان قد كرز هناك لوقت قصير في السنة ١٩٣١؛‏ ولكن عندما وصل فرانك في تموز ١٩٣٦،‏ لم يكن هنالك شهود حاضرون ليرحِّبوا به.‏ ولكن خلال السنوات القليلة التالية،‏ اشترك آخرون في العمل —‏ ڤيلي أُنڠْلوب،‏ هانز توماس،‏ وكُرت ڠروبر من المانيا وتِد سيووِل من اوستراليا.‏ فوزَّعوا الكثير من المطبوعات،‏ ولكنَّ غالبيتها كانت بالانكليزية،‏ الصينية،‏ واليابانية.‏

وعندما أُرسلت رسالة الى مركز الجمعية الرئيسي تقول ان الاخوة يحتاجون الى مطبوعات باللغة التايية ولكن لا يوجد مترجمون،‏ اجاب الاخ رذرفورد:‏ «انا لست في تايلند؛‏ انتم هناك.‏ آمنوا بيهوه واعملوا بجدّ،‏ وستجدون مترجما.‏» وهذا ما حدث.‏ فقد اعتنقت الحقَّ جومْجاي إنتاپان،‏ مديرة سابقة لمدرسة البنات المشيخية في شيانڠ ماي،‏ وبحلول السنة ١٩٤١ صارت تترجم مطبوعات الكتاب المقدس بالتايية.‏

بعد اسبوع من مباشرة فرانك دِيوَر الكرازة في بانكوك،‏ عرَّج فرانك رايس،‏ الذي كان قد افتتح عمل الملكوت في جاوا (‏الآن جزء من إندونيسيا)‏،‏ على بانكوك في طريقه الى تعيين جديد في ما كان آنذاك الهند الصينية الفرنسية.‏ وكما فعل في مقاطعته السابقة،‏ كرز للذين يتكلمون الانكليزية فيما كان يتعلَّم اللغة المحلية.‏ وبعد تغطية سايڠون (‏الآن مدينة هو تشي مِنْهْ)‏،‏ درَّس اللغة الانكليزية لكي يشتري سيارة قديمة يستعملها لبلوغ الجزء الشمالي من البلد.‏ وكان اهتمامه لا الرفاهية المادية بل مصالح الملكوت.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٥‏)‏ واذ استخدم السيارة التي اشتراها،‏ شهد في البلدات والقرى وفي البيوت المنعزلة في كل الطريق الى هانوي.‏

دعاية جريئة

لاثارة الاهتمام برسالة الملكوت ولتنبيه الناس الى ضرورة اتخاذ اجراء حاسم،‏ استخدم الشهود في بلدان كثيرة وسائل لافتة للنظر.‏ فابتداء من السنة ١٩٣٦ في ڠلاسكو،‏ أسكتلندا،‏ كان الشهود يعلنون محاضرات المحافل بلبس اللافتات وتوزيع اوراق الدعوة في اماكن التسوق.‏ وبعد سنتين،‏ في السنة ١٩٣٨،‏ في ما يتعلق بمحفل في لندن،‏ انكلترا،‏ أُضيف وجه مؤثر آخر.‏ فقد قاد ناثان ه‍.‏ نور وألبرت د.‏ شرودر،‏ اللذان خدما معا في وقت لاحق في الهيئة الحاكمة،‏ موكبا من ألف شاهد تقريبا عبر المنطقة التجارية المركزية في لندن.‏ ولبس واحد من كل اثنين لافتة تعلن الخطاب العام «واجهوا الوقائع،‏» الذي كان ج.‏ ف.‏ رذرفورد سيلقيه في قاعة ألبرت الملكية.‏ والآخرون حملوا لافتات تقول «الدين هو شرك وخدعة.‏» (‏في ذلك الحين كانوا يفهمون ان الدين هو كل عبادة غير منسجمة مع كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏)‏ وفي وقت لاحق من الاسبوع،‏ لابطال تأثير ردّ الفعل العدائي عند بعض العامة،‏ حمل بعض الذين في المقدمة لافتات تقول «اخدموا اللّٰه والمسيح الملك.‏» ولم يكن هذا النشاط سهلا على كثيرين من شهود يهوه،‏ لكنهم اعتبروه طريقة اخرى لخدمة يهوه،‏ امتحانا آخر لولائهم له.‏

لم يكن الجميع مسرورين بالدعاية الجريئة التي منحها شهود يهوه لرسالتهم.‏ فرجال الدين في اوستراليا ونيوزيلندا كانوا يضغطون على مديري المحطات الاذاعية ليمنعوا كل البرامج الاذاعية التي يرعاها شهود يهوه.‏ وفي نيسان ١٩٣٨،‏ عندما كان الاخ رذرفورد في طريقه الى اوستراليا ليلقي محاضرة اذاعية،‏ اقتنع الرسميون الحكوميون بأن يلغوا ترتيبات صُنعت له لاستخدام قاعة مدينة سيدني والتسهيلات الاذاعية.‏ فاستُؤجر ملعب سيدني الرياضي بسرعة،‏ ونتيجة للدعاية الاعلامية الواسعة التي غطَّت المعارضة لزيارة الاخ رذرفورد،‏ اتى جمهور اكبر ايضا لسماع محاضرته.‏ وفي مناسبات اخرى،‏ عندما كان الشهود يُحرَمون حق استعمال التسهيلات الاذاعية،‏ كانوا يتجاوبون بمنح دعاية مكثَّفة للاجتماعات التي يجري الاستماع فيها الى محاضرات الاخ رذرفورد بواسطة جهاز الفونوڠراف.‏

كان رجال الدين في بلجيكا يرسلون اولادا ليرموا الشهود بالحجارة،‏ وكان الكهنة يذهبون شخصيا الى البيوت ليجمعوا المطبوعات التي وُزِّعت.‏ ولكنَّ بعض القرويين كانوا يحبون ما يتعلَّمونه من شهود يهوه.‏ وكانوا يقولون غالبا:‏ «أَعطوني بعض كراريسكم؛‏ وعندما يأتي الكاهن،‏ يمكنني ان اعطيه واحدا لارضائه وأحتفظ بالباقي للقراءة!‏»‏

ولكن ادَّت السنوات التالية الى مقاومة اقوى ايضا لشهود يهوه ورسالة الملكوت التي كانوا ينادون بها.‏

الكرازة في اوروپا في وجه اضطهاد زمن الحرب

لأنهم لم يكونوا ليهجروا ايمانهم ويكفّوا عن الكرازة،‏ سُجن آلاف من شهود يهوه في المانيا،‏ بلجيكا،‏ فرنسا،‏ النَّذَرلند،‏ والنمسا او أُرسلوا الى معسكرات الاعتقال النازية.‏ وهناك كانت المعاملة الوحشية امرا يوميا.‏ وأولئك الذين لم يكونوا في السجن بعدُ كانوا يواصلون خدمتهم بحذر.‏ وغالبا ما كانوا يعملون ومعهم مجرد الكتاب المقدس ويعرضون المطبوعات الاخرى فقط عندما يقومون بالزيارات المكررة للاشخاص المهتمين.‏ ولتفادي الاعتقال،‏ كان الشهود يزورون بيتا واحدا في مبنى سكني ثم ينتقلون ربما الى مبنى آخر،‏ او بعد زيارة بيت واحد فقط كانوا يذهبون الى شارع آخر قبل الاقتراب من بيت آخر.‏ ولكنهم لم يكونوا جبناء قط حيال تقديم شهادة.‏

في ١٢ كانون الاول ١٩٣٦،‏ بعد اشهر قليلة فقط من اعتقال الڠستاپو آلافا من الشهود والاشخاص المهتمين الآخرين في جهد قومي النطاق لايقاف عملهم،‏ شنَّ الشهود انفسهم حملة.‏ فبسرعة البرق وضعوا عشرات الآلاف من النسخ من قرار مطبوع في العلب البريدية وتحت ابواب الناس في كل انحاء المانيا.‏ وهذه كانت تعترض على المعاملة القاسية التي كان يعانيها اخوتهم وأخواتهم المسيحيون.‏ وفي غضون ساعة واحدة بعد الابتداء بالتوزيع،‏ كانت الشرطة تعمل بسرعة محاولة القبض على الموزِّعين،‏ ولكنها لم تلقِ القبض إلا على نحو اثني عشر في البلد بكامله.‏

صُعق الرسميون من امكانية القيام بحملة كهذه بعد كل ما فعلته الحكومة النازية لقمع العمل.‏ وعلاوة على ذلك،‏ صاروا خائفين من عامة الشعب.‏ ولماذا؟‏ لأنه عندما ذهبت الشرطة ورسميون آخرون يرتدون بِزَّات رسمية الى البيوت وسألوا عما اذا تسلَّم السكان منشورة كهذه،‏ نفى ذلك معظم الناس.‏ وفي الواقع،‏ لم تتسلَّم غالبيتهم اية منشورة.‏ فكانت قد سُلِّمت نسخ الى بيتين او ثلاثة فقط في كل مبنى.‏ لكنَّ الشرطة لم تكن تعرف ذلك.‏ فاعتقدت ان نسخة تُركت عند كل باب.‏

خلال الاشهر التي تلت،‏ نفى الرسميون النازيون بكثير من الضجة التهم الموجَّهة في ذلك القرار المطبوع.‏ ولذلك،‏ في ٢٠ حزيران ١٩٣٧،‏ وزَّع الشهود الذين كانوا لا يزالون احرارا رسالة اخرى،‏ رسالة مفتوحة وافرة في تفصيلها عن الاضطهاد،‏ وثيقة سمَّت الرسميين وذكرت التواريخ والاماكن.‏ فكان الخوف عظيما بين الڠستاپو بسبب هذا التشهير وبسبب قدرة الشهود على تحقيق توزيع كهذا.‏

والاختبارات العديدة لعائلة كوسِرو،‏ من باد ليپْشْپرينڠ،‏ المانيا،‏ اظهرت هذا التصميم عينه على تقديم شهادة.‏ وثمة مثال يشمل ما حدث بعد ان اعدم الحكم النازي ڤيلْهَلْم كوسِرو علنا في مونْسْتر بسبب رفضه المسايرة على ايمانه.‏ فقد ذهبت فورا والدة ڤيلْهَلْم،‏ هيلدا،‏ الى السجن وطلبت بالحاح الجثة من اجل الدفن.‏ قالت لعائلتها:‏ «سنقدِّم شهادة عظيمة للناس الذين يعرفونه.‏» وفي المأتم قدَّم والد ڤيلْهَلْم،‏ فرانز،‏ صلاة تعبِّر عن الايمان بتدابير يهوه الحبية.‏ وعند المدفن تكلم اخو ڤيلْهَلْم،‏ كارلْهاينْز،‏ بكلمات تعزية من الكتاب المقدس.‏ ولم يذهب ذلك دون عقاب،‏ ولكن بالنسبة اليهم كان الشيء المهم اكرام يهوه بتقديم شهادة عن اسمه وملكوته.‏

واذ تفاقمت ضغوط زمن الحرب في النَّذَرلند،‏ عدَّل الشهود هناك بحكمة ترتيبات اجتماعاتهم.‏ فكانت هذه تُعقَد الآن في مجرد فرق من عشرة او اقل في بيوت خاصة.‏ وكانت اماكن الاجتماعات تتغير تكرارا.‏ وكل شاهد كان يحضر فقط مع فريقه الخاص،‏ وما من احد كان يبوح بعنوان مكان الدرس،‏ حتى ولا الى صديق موثوق به.‏ وفي ذلك الوقت من التاريخ،‏ حين كانت مجموعات بكاملها من السكان يُجبَرون على ترك بيوتهم نتيجة للحرب،‏ عرف شهود يهوه ان الناس يحتاجون بالحاح الى رسالة التعزية الموجودة فقط في كلمة اللّٰه،‏ وكانوا يخبرون بها بلا خوف.‏ ولكنَّ رسالة من مكتب الفرع ذكَّرت الاخوة بالحذر الذي اعرب عنه يسوع في مناسبات مختلفة عندما واجهه المقاومون.‏ (‏متى ١٠:‏١٦؛‏ ٢٢:‏​١٥-‏٢٢‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ عندما يلتقون شخصا يُظهر العداء،‏ كانوا يسجِّلون العنوان بدقة لكي تُتَّخَذ احتياطات خصوصية عند العمل في تلك المقاطعة في المستقبل.‏

في اليونان اختبر عامة الشعب خلال الاحتلال الالماني شدَّة واسعة النطاق.‏ لكنَّ المعاملة الاقسى التي عاناها شهود يهوه اتت نتيجة لتشويه الحقائق الاثيم من قبل رجال دين الكنيسة الارثوذكسية اليونانية،‏ الذين اصرُّوا ان تَتَّخذ الشرطة والمحاكم اجراء ضدهم.‏ فكان كثيرون من الشهود يُسجَنون او يُطرَدون من بلداتهم ويُرسَلون الى قرى نائية او يُحجَزون في ظروف قاسية في جزر قاحلة.‏ ومع ذلك استمروا في الشهادة.‏ (‏قارنوا اعمال ٨:‏​١،‏ ٤‏.‏)‏ وغالبا ما كان ذلك يُنجَز بالتحدث الى الناس في المنتزهات والحدائق العامة،‏ بالجلوس على المقاعد معهم واخبارهم عن ملكوت اللّٰه.‏ وعندما يوجد اهتمام اصيل،‏ كانت تجري اعارة الشخص مطبوعة مؤسسة على الكتاب المقدس.‏ وهذه المطبوعة كانت تُسترجَع لاحقا وتُستعمَل مرة بعد اخرى.‏ وكثيرون من محبي الحق كانوا يقبلون بشكر المساعدة التي يقدِّمها الشهود وينضمون اليهم ايضا في اخبار الآخرين بالبشارة،‏ مع ان ذلك جلب عليهم اضطهادا مرّا.‏

وأحد العوامل المهمة في شجاعة ومثابرة الشهود كان بناءهم بالطعام الروحي.‏ ومع ان مخزونات المطبوعات للتوزيع على الآخرين صارت اخيرا مستنفدة تماما في بعض انحاء اوروپا خلال الحرب،‏ رتَّبوا ان يوزِّعوا في ما بينهم مواد مقوية للايمان كانت قد اعدتها الجمعية ليدرسها شهود يهوه في كل العالم.‏ ورغم المخاطرة بحياتهم،‏ اشترك أُوڠست كرافت،‏ پيتر ڠولز،‏ لوتڤيخ سايْرَنِك،‏ تيريز شْرايبِر،‏ وآخرون كثيرون في اعادة انتاج وتوزيع مواد الدرس التي كانت تُهرَّب الى النمسا من ايطاليا،‏ تشيكوسلوڤاكيا،‏ وسويسرا.‏ وفي النَّذَرلند،‏ ساعد حارس سجن لطيف بجلب كتاب مقدس لآرثر وينكْلِر.‏ وعلى الرغم من كل الاحتياطات التي اتخذها العدو،‏ وصلت مياه حق الكتاب المقدس المنعشة من برج المراقبة حتى الى معسكرات الاعتقال الالمانية ووُزِّعت بين الشهود هناك.‏

لم يوقف الحجز في السجون ومعسكرات الاعتقال شهود يهوه عن الكينونة شهودا.‏ وعندما كان الرسول بولس في السجن في روما كتب:‏ «أَحتمل المشقات حتى القيود .‏ .‏ .‏ لكنَّ كلمة اللّٰه لا تقيَّد.‏» (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٩‏)‏ وصح الامر نفسه في حالة شهود يهوه في اوروپا خلال الحرب العالمية الثانية.‏ فالحراس كانوا يلاحظون سلوكهم؛‏ البعض كانوا يطرحون الاسئلة،‏ وقليلون صاروا رفقاء مؤمنين،‏ مع ان ذلك عنى خسارة حريتهم.‏ وسجناء كثيرون ممَّن كانوا محتجَزين مع الشهود اتوا من بلدان مثل روسيا،‏ حيث كان قد أُنجز القليل جدا من الكرازة بالبشارة.‏ وبعد الحرب عاد بعض هؤلاء الى موطنهم كشهود ليهوه،‏ تواقين الى نشر رسالة الملكوت هناك.‏

ان الاضطهاد الوحشي وآثار الحرب الشاملة لم تقدر ان تحول دون التجميع المنبإ به للناس الى بيت يهوه الروحي العظيم للعبادة.‏ (‏اشعياء ٢:‏​٢-‏٤‏)‏ ومن السنة ١٩٣٨ الى السنة ١٩٤٥،‏ اظهرت معظم بلدان اوروپا زيادات كبيرة في عدد المشتركين علنا في عبادة كهذه بالمناداة بملكوت اللّٰه.‏ ففي بريطانيا،‏ سويسرا،‏ فرنسا،‏ وفنلندا،‏ اختبر الشهود زيادات تبلغ ١٠٠ في المئة تقريبا.‏ وفي اليونان،‏ كانت هنالك زيادة سبعة اضعاف تقريبا.‏ وفي النَّذَرلند،‏ اثني عشر ضعفا.‏ ولكن بحلول نهاية السنة ١٩٤٥،‏ لم تكن قد اتت تفاصيل بعدُ من المانيا او رومانيا،‏ ولم تصل إلا تقارير ناقصة من عدد من البلدان الاخرى.‏

خارج اوروپا خلال سنوات الحرب هذه

وفي المشرق ايضا احدثت الحرب العالمية مشقة قاسية لشهود يهوه.‏ ففي اليابان وكوريا اعتُقلوا وأُخضعوا للضرب والتعذيب لأنهم يؤيدون ملكوت اللّٰه ولا يعبدون الامبراطور الياباني.‏ وأخيرا انقطع كل اتصال لهم بالشهود في البلدان الاخرى.‏ وبالنسبة الى كثيرين منهم،‏ كانت الفرصتان الوحيدتان لتقديم شهادة عندما كانوا يُستنطَقون او عند المثول امام محكمة.‏ وبحلول نهاية الحرب،‏ كانت الخدمة العامة لشهود يهوه في هذه البلدان قد توقفت فعلا.‏

وعندما بلغت الحرب الفيليپين،‏ أُسيئت معاملة الشهود من كلا الطرفين لأنهم لم يدعموا لا اليابانيين ولا قوات المقاومة.‏ ولتجنب احتجازهم ترك كثيرون من الشهود بيوتهم.‏ ولكنهم اذ كانوا يتنقلون من مكان الى مكان،‏ كانوا يكرزون —‏ معيرين المطبوعات عندما يكون بعضها متوافرا،‏ ومستعملين لاحقا الكتاب المقدس فقط.‏ حتى انهم،‏ عندما تراجعت جبهة القتال،‏ حصلوا على عدة مراكب لنقل فرق كبيرة من الشهود الى الجزر حيث كان القليل او لا شيء من الشهادة قد قُدِّم.‏

ان ما ادَّى الى حظر مطبوعات شهود يهوه في ايار ١٩٤١ في بورما (‏الآن ميانمار)‏ لم يكن الغزو الياباني وانما الضغط الذي مارسه رجال الدين الانڠليكانيون،‏ المنهجيون،‏ الروم الكاثوليك،‏ والمعمدانيون الاميركيون على الرسميين في المستعمرة.‏ ورأى شاهدان يعملان في مكتب للاتصالات السلكية برقية نبَّهتهم لما سيأتي،‏ فأخرج الاخوة بسرعة المطبوعات من مستودع الجمعية لتفادي مصادرتها.‏ وبُذلت الجهود بعد ذلك لارسال كثير من المطبوعات برّا الى الصين.‏

في ذلك الوقت كانت الحكومة الاميركية تنقل بالشاحنات كميات كبيرة من المعدات الحربية على طريق بورما لدعم الحكومة الوطنية الصينية.‏ فحاول الاخوة ان يحصلوا على مكان في احدى هذه الشاحنات ولكن جرى صدّهم.‏ وفشلت ايضا الجهود للحصول على مركبة من سنڠافورة.‏ ولكن عندما اقترب مِيك انْڠل،‏ الذي كان مسؤولا عن مستودع الجمعية في رانڠون (‏الآن يانڠُن)‏،‏ من رسمي اميركي برتبة عالية،‏ مُنح الاذن في نقل المطبوعات في شاحنات الجيش.‏

ولكن بعد ذلك عندما اقترب فْرِد پايتن وهكْتُر اوتْس من الضابط الذي يراقب القافلة الذاهبة الى الصين وطلبا مكانا،‏ كاد يغضب!‏ «ماذا؟‏» صرخ.‏ «كيف يمكنني ان اعطيكما مكانا ثمينا في شاحناتي من اجل كراريسكم التافهة في حين انني لا املك اطلاقا مكانا للمؤن العسكرية والطبية اللازمة بالحاح التي تبلى هنا في العراء؟‏» فتوقف فْرِد،‏ مدَّ يده الى محفظته،‏ اراه رسالة الترخيص،‏ وأشار الى انه ستكون مسألة خطيرة جدا اذا تجاهل الامر الذي اعطاه الرسميون في رانڠون.‏ فلم يرتِّب مراقب القافلة لنقل طنَّين من الكتب فقط بل وضع تحت تصرف الاخوين شاحنة صغيرة مع سائق ومؤن.‏ فتوجَّها الى الشمال الشرقي على الطريق الجبلي الخطر الى الصين بحمولتهما الثمينة.‏ وبعد الشهادة في باوشان،‏ واصَلا السفر الى تشونڠ كنڠ (‏باشين)‏.‏ فوُزِّعت خلال السنة التي قضياها في الصين آلاف المطبوعات التي تخبر عن ملكوت يهوه.‏ وكان بين الآخرين الذين شهدا لهم شخصيا شيانڠ كاي شيك،‏ رئيس الحكومة الوطنية الصينية.‏

وفي هذه الاثناء،‏ اذ اشتد القصف في بورما،‏ غادر جميع الشهود هناك البلد ما عدا ثلاثة،‏ ومعظمهم الى الهند.‏ وبحكم الضرورة كان نشاط الثلاثة الذين بقوا محدودا.‏ ولكنهم استمروا يشهدون بطريقة غير رسمية،‏ فأثمرت جهودهم بعد الحرب.‏

وفي اميركا الشمالية ايضا واجهت شهود يهوه عقبات صعبة خلال الحرب.‏ فعنف الرعاع الواسع الانتشار وتطبيق القوانين المحلية المخالف للدستور جلبا ضغطا كبيرا على عمل الكرازة.‏ وسُجن الآلاف بسبب اتخاذ موقفهم كمسيحيين محايدين.‏ إلا ان ذلك لم يُبطئ بخدمة الشهود من بيت الى بيت.‏ وعلاوة على ذلك،‏ ابتداء من شباط ١٩٤٠،‏ صارت مألوفة رؤيتهم في الشوارع في المناطق التجارية يقدِّمون برج المراقبة و التعزية (‏الآن استيقظ!‏‏)‏.‏ وصارت غيرتهم اقوى ايضا.‏ ورغم اختبارهم بعض الاضطهادات الاكثر شدة في تلك الناحية من العالم،‏ صار عدد الشهود في الولايات المتحدة وكندا كلتيهما من السنة ١٩٣٨ الى السنة ١٩٤٥ اكثر من الضعف،‏ وازداد الوقت الذي خصَّصوه لخدمتهم العامة ثلاثة اضعاف.‏

وفي بلدان كثيرة معروفة بالكومُنْولث البريطاني (‏في اميركا الشمالية،‏ افريقيا،‏ آسيا،‏ وجزر الكاريبي والپاسيفيك)‏ وُضع إما شهود يهوه او مطبوعاتهم تحت حظر حكومي.‏ وأحد هذه البلدان كان اوستراليا.‏ فالاشعار الرسمي الذي نُشر هناك في ١٧ كانون الثاني ١٩٤١،‏ بأمر من الجنرال الحاكم،‏ جعل اجتماع شهود يهوه للعبادة،‏ توزيع ايٍّ من مطبوعاتهم،‏ او حتى امتلاكها،‏ غير شرعية.‏ وتحت القانون كان ممكنا الاعتراض على الحظر في المحكمة،‏ وهذا ما جرى فعله على الفور.‏ ولكن مرّ اكثر من سنتين قبل ان يعلن حضرة قاضي المحكمة العليا ستارك ان الانظمة التي تأسس عليها الحظر هي «استبدادية،‏ اعتباطية وظالمة.‏» فرفعت كامل هيئة المحكمة العليا الحظر.‏ وماذا فعل شهود يهوه في هذه الاثناء؟‏

اقتداء برسل يسوع المسيح،‏ ‹اطاعوا اللّٰه كحاكم اكثر من الناس.‏› (‏اعمال ٤:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ ٥:‏٢٩‏)‏ واستمروا في الكرازة.‏ حتى انهم،‏ على الرغم من العقبات العديدة،‏ رتَّبوا لمحفل في منتزه هارْڠْرايڤ،‏ قرب سيدني،‏ في ٢٥-‏٢٩ كانون الاول ١٩٤١.‏ وعندما رفضت الحكومة تأمين المواصلات بالقطار لبعض المندوبين،‏ جهَّز فريق من اوستراليا الغربية سياراتهم بوحدات منتجة للغاز تعمل بالفحم وبدأوا رحلة عبر البلد استغرقت ١٤ يوما،‏ الامر الذي شمل قضاء اسبوع في عبور سهل نولاربور الصحراوي.‏ فوصلوا بأمان وتمتعوا بالبرنامج مع الستة آلاف مندوب الآخرين.‏ وفي السنة التالية عُقد محفل آخر،‏ ولكن هذه المرة قُسِّم الى ١٥٠ فريقا اصغر في سبع مدن رئيسية عبر البلد،‏ بخطباء يقومون برحلات مكوكية من موقع الى آخر.‏

واذ كانت الاحوال في اوروپا تتدهور سنة ١٩٣٩،‏ تطوَّع بعض الخدام الفاتحين من شهود يهوه للخدمة في حقول اخرى.‏ (‏قارنوا متى ١٠:‏٢٣؛‏ اعمال ٨:‏٤‏.‏)‏ فأُرسل ثلاثة فاتحين المان من سويسرا الى شَنڠهاي،‏ الصين.‏ وذهب عدد الى اميركا الجنوبية.‏ وبين الذين نُقلوا الى البرازيل كان اوتو اسْتِلْمان،‏ الذي كان يزور ويساعد الجماعات في تشيكوسلوڤاكيا،‏ وأيريخ كاتْنِر،‏ الذي كان يخدم في مكتب جمعية برج المراقبة في پراڠ.‏ وتعيينهما الجديد لم يكن تعيينا سهلا.‏ فقد وجدا في بعض مناطق المزارع ان الشهود ينهضون باكرا ويكرزون حتى الساعة ٠٠:‏٧ صباحا ثم يقومون بخدمة حقل اضافية حتى وقت متأخر من المساء.‏ ويتذكَّر الاخ كاتْنِر انه اذ كان يتنقل من مكان الى مكان،‏ غالبا ما كان ينام في العراء،‏ مستخدما حقيبة مطبوعاته كوسادة.‏ —‏ قارنوا متى ٨:‏٢٠‏.‏

كان الأخَوان اسْتِلْمان وكاتْنِر كلاهما قد تعرَّضا لملاحقة البوليس السري النازي في اوروپا.‏ فهل حرَّرهما انتقالهما الى البرازيل من الاضطهاد؟‏ على العكس،‏ فبعد سنة فقط وجدا انفسهما تحت الاقامة الجبرية والحبس المطوَّل بتحريض من رسميين متعاطفين كما يبدو مع النازيين!‏ والمقاومة من رجال الدين الكاثوليك كانت ايضا شائعة،‏ لكنَّ الشهود ثابروا على عملهم المعطى من اللّٰه.‏ فبلغوا بثبات المدن والبلدات في البرازيل حيث لم يكن قد كُرز بعدُ برسالة الملكوت.‏

ان مراجعة الوضع العالمي تُظهر ان شهود يهوه في غالبية البلدان التي كانوا فيها خلال الحرب العالمية الثانية واجهوا حظرا حكوميا إما على هيئتهم او على مطبوعاتهم.‏ فمع انهم كانوا يكرزون في ١١٧ بلدا في السنة ١٩٣٨،‏ شهدت سنوات الحرب (‏١٩٣٩-‏١٩٤٥)‏ حظرا على هيئتهم او مطبوعاتهم،‏ او ترحيلا لخدامهم،‏ في اكثر من ٦٠ من هذه البلدان.‏ وحتى حيث لم يكن هنالك حظر،‏ كانوا يواجهون عنف الرعاع وكانوا يُعتقَلون تكرارا.‏ وعلى الرغم من هذا كله،‏ لم تتوقف الكرازة بالبشارة.‏

الجمع الكثير يبدأون بالظهور في اميركا اللاتينية

في منتصف سنوات الحرب،‏ في شباط ١٩٤٣،‏ اذ كانت تخطِّط للعمل الواجب انجازه في فترة ما بعد الحرب،‏ افتتحت جمعية برج المراقبة مدرسة جلعاد في ولاية نيويورك لتدريب المرسلين على الخدمة في البلدان الاجنبية.‏ وقبل نهاية السنة،‏ كان ١٢ من هؤلاء المرسلين قد ابتدأوا يخدمون في كوبا.‏ وكان الحقل هناك مثمرا جدا.‏

قديما في السنة ١٩١٠،‏ كانت بعض بزور حق الكتاب المقدس قد وصلت الى كوبا.‏ وألقى ت.‏ ت.‏ رصل محاضرة هناك في السنة ١٩١٣.‏ وخطب ج.‏ ف.‏ رذرفورد بالراديو في هاڤانا في السنة ١٩٣٢،‏ وأُعيد بث المواد بالاسپانية.‏ لكنَّ النمو كان بطيئا.‏ وكانت هنالك في ذلك الحين امية واسعة الانتشار وكثير من التحامل الديني.‏ والاهتمام الذي ظهر كان في البداية الى حد كبير بين السكان الناطقين بالانكليزية الذين كانوا قد اتوا من جامايكا وأماكن اخرى.‏ وبحلول السنة ١٩٣٦ كان هنالك ٤٠ مناديا بالملكوت فقط في كوبا.‏ ولكن بعد ذلك ابتدأ غرس وسقي بزور حق الملكوت يعطيان مزيدا من الثمر.‏

في السنة ١٩٣٤ اعتمد الكوبيون الاولون؛‏ وتبعهم آخرون.‏ وابتداء من السنة ١٩٤٠،‏ عزَّز البث الاذاعي اليومي المقترن بشهادة الشارع الجريئة الخدمة من بيت الى بيت هناك.‏ وحتى قبل ان يصل المرسلون المدرَّبون في جلعاد في السنة ١٩٤٣،‏ كان هنالك ٩٥٠ في كوبا ممَّن اعتنقوا البشارة وكانوا يكرزون بها للآخرين،‏ مع انهم لم يكونوا جميعا يشتركون قانونيا.‏ وخلال السنتين اللتين تبعتا وصول المرسلين،‏ ازدادت الاعداد بسرعة اكبر ايضا.‏ وبحلول السنة ١٩٤٥،‏ بلغ عدد شهود يهوه في كوبا ٨٩٤‏,١.‏ وبالرغم من ان معظمهم كانوا قد اتوا من دين يعلِّم ان كل مؤيدي الكنيسة الامناء سيذهبون الى السماء،‏ اعتنقت بتوق الغالبية الساحقة لاولئك الذين صاروا شهودا ليهوه رجاء الحياة الابدية على الارض في فردوس مسترد.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨؛‏ ٢:‏١٥؛‏ مزمور ٣٧:‏​٩،‏ ٢٩؛‏ رؤيا ٢١:‏​٣،‏ ٤‏)‏ ومنهم ٤‏,١ في المئة فقط اقرُّوا بأنهم اخوة ممسوحون بالروح للمسيح.‏

وبطريقة اخرى ايضا،‏ زوَّد المركز الرئيسي العالمي للجمعية المساعدة لحقل اميركا اللاتينية.‏ ففي وقت باكر من السنة ١٩٤٤ قضى ن.‏ ه‍.‏ نور،‏ ف.‏ و.‏ فرانز،‏ و.‏ إ.‏ ڤان آمبورڠ،‏ و م.‏ ج.‏ هنشل عشرة ايام في كوبا لتقوية الاخوة هناك روحيا.‏ وفي اثناء ذلك الوقت عُقد محفل في هاڤانا،‏ وذُكرت الترتيبات لتنسيق عمل الكرازة بشكل افضل.‏ وأخذت هذه الرحلة ايضا الاخ نور والاخ هنشل الى ڠواتيمالا،‏ كوستاريكا،‏ والمكسيك لمساعدة شهود يهوه في تلك البلدان.‏

في السنتين ١٩٤٥ و١٩٤٦،‏ قام ن.‏ ه‍.‏ نور و ف.‏ و.‏ فرانز بجولات مكَّنتهما من التكلم والعمل مع الشهود في ٢٤ بلدا في المنطقة الممتدة من المكسيك الى الطرف الجنوبي من اميركا الجنوبية وكذلك في البحر الكاريبي.‏ وقضيا شخصيا خمسة شهور في ذلك الجزء من العالم،‏ مزوِّدَين العون والتوجيه الحبيَّين.‏ وفي بعض الاماكن كانا يلتقيان مجموعة صغيرة من الاشخاص المهتمين.‏ ولكي تكون هنالك ترتيبات قانونية للاجتماعات وخدمة الحقل،‏ ساعدا شخصيا في تنظيم الجماعات الاولى في ليما،‏ پيرو،‏ وفي كاراكاس،‏ ڤنزويلا.‏ وحيثما كانت تُعقَد اجتماعات جماعية،‏ كانا يحضرانها وأحيانا كانا يزوِّدان المشورة في كيفية تحسين قيمتها العملية في ما يتعلق بالعمل التبشيري.‏

وحيثما امكن،‏ كانت تُصنع ترتيبات للخطابات العامة من الكتاب المقدس خلال هذه الزيارات.‏ وكُثِّف الاعلان عن الخطابات من خلال استعمال اللافتات التي يلبسها الشهود ومن خلال اوراق الدعوة التي تُوزَّع في الشوارع.‏ ونتيجة لذلك،‏ سرّ الشهود الـ‍ ٣٩٤ في البرازيل بأن يحضر ٧٦٥ محفلهم في سان پاولو.‏ وفي تشيلي،‏ حيث كان هنالك ٨٣ مناديا بالملكوت،‏ اتى ٣٤٠ لسماع المحاضرة المعلَن عنها خصوصا.‏ وفي كوستاريكا ابتهج الشهود المحليون الـ‍ ٢٥٣ بأن يحضر محفلَيهم ما مجموعه ٨٤٩.‏ لقد كانت هذه مناسبات لرفقة حميمة بين الاخوة.‏

ولكنَّ الهدف لم يكن مجرد عقد محافل مشهورة.‏ فخلال هذه الجولات شدَّد الممثلون من المركز الرئيسي خصوصا على اهمية القيام بزيارات مكررة للناس المهتمين وادارة دروس بيتية في الكتاب المقدس معهم.‏ فإذا كان الناس سيصيرون تلاميذ حقيقيين،‏ يحتاجون الى الارشاد القانوني من كلمة اللّٰه.‏ ونتيجة لذلك،‏ نما بسرعة عدد الدروس البيتية في الكتاب المقدس في هذا الجزء من العالم.‏

بينما كان الاخ نور والاخ فرانز يقومان بجولات الخدمة هذه،‏ كان المزيد من المرسلين المدرَّبين في جلعاد يصلون الى تعييناتهم.‏ وبحلول نهاية السنة ١٩٤٤،‏ كان البعض يخدمون في پورتو ريكو،‏ كوستاريكا،‏ والمكسيك.‏ وفي السنة ١٩٤٥،‏ كان مرسلون آخرون يساعدون على جعل عمل الكرازة افضل تنظيما في اورڠواي،‏ باربادوس،‏ پاناما،‏ البرازيل،‏ تشيلي،‏ جامايكا،‏ السلڤادور،‏ ڠواتيمالا،‏ كولومبيا،‏ نيكاراڠْوا،‏ هايتي،‏ وهُندوراس البريطانية (‏الآن بيليز)‏.‏ وعندما وصل المرسَلان الاولان الى جمهورية الدومينيكان في السنة ١٩٤٥،‏ كانا الشاهدَين الوحيدَين في البلد.‏ وتأثير خدمة المرسلين الاولين جرى الشعور به بسرعة.‏ قال ترينيداد پانْياڠْوا عن المرسلَين الاولَين اللذين أُرسلا الى ڠواتيمالا:‏ «كان ذلك تماما ما نحتاج اليه —‏ معلِّمين لكلمة اللّٰه يساعدوننا على فهم كيفية الشروع في انجاز العمل.‏»‏

وهكذا وُضع الاساس للتوسع في هذا الجزء من الحقل العالمي.‏ ففي جزر الكاريبي كان هنالك ٣٩٤‏,٣ مناديا بالملكوت بحلول نهاية السنة ١٩٤٥.‏ وفي المكسيك كان هنالك ٢٧٦‏,٣،‏ و ٤٠٤ آخرون كانوا في اميركا الوسطى.‏ وفي اميركا الجنوبية ٠٤٢‏,١.‏ وبالنسبة الى هذا الجزء من العالم،‏ يمثِّل ذلك زيادة ٣٨٦ في المئة خلال السنوات السبع السابقة،‏ فترة مضطربة جدا من التاريخ البشري.‏ ولكنَّ ذلك كان مجرد البداية.‏ فالنمو بأبعاد كبيرة حقا كان لا يزال في المستقبل!‏ وقد سبق الكتاب المقدس وأنبأ ان ‹جمعا كثيرا .‏ .‏ .‏ من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة› سيُجمَعون كعبَّاد ليهوه قبل الضيقة العظيمة.‏ —‏ رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٠،‏ ١٤‏.‏

عندما بدأت الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٣٩،‏ كان هنالك ٤٧٥‏,٧٢ شاهدا ليهوه فقط يكرزون في ١١٥ بلدا (‏اذا حُسبت وفقا للتقسيمات القومية في وقت باكر من تسعينات الـ‍ ١٩٠٠)‏.‏ وعلى الرغم من الاضطهاد الشديد الذي اختبروه على نطاق عالمي،‏ ازداد عددهم اكثر من الضعف بحلول نهاية الحرب.‏ وهكذا اظهر تقرير السنة ١٩٤٥ ٢٩٩‏,١٥٦ شاهدا نشيطا في الـ‍ ١٠٧ بلدان التي كان يمكن جمع التقارير عنها.‏ ولكن،‏ بحلول ذلك الوقت،‏ كان هنالك ١٦٣ بلدا جرى بلوغها فعلا برسالة الملكوت.‏

ان الشهادة المعطاة خلال السنوات من ١٩٣٦ الى ١٩٤٥ كانت مذهلة حقا.‏ فخلال عقد الاضطراب العالمي هذا خصَّص شهود يهوه الغيورون هؤلاء ما مجموعه ٢٨٥‏,٠٦٩‏,٢١٢ ساعة للمناداة للعالم بأن ملكوت اللّٰه هو الرجاء الوحيد للجنس البشري.‏ ووزَّعوا ايضا ٥٧٩‏,٠٥٤‏,٣٤٣ كتابا،‏ كراسا،‏ ومجلة لمساعدة الناس على فهم اساس الاسفار المقدسة لهذه الثقة.‏ ولمساعدة المهتمين باخلاص،‏ كانوا في السنة ١٩٤٥ يديرون،‏ كمعدل،‏ ٨١٤‏,١٠٤ درسا بيتيا مجانيا في الكتاب المقدس.‏

‏[النبذة في الصفحة ٤٥٥]‏

مع ان ظروف زمن الحرب اجبرتهم على الهرب،‏ داوموا على الكرازة

‏[الاطار/‏الصور في الصفحات ٤٥١-‏٤٥٣]‏

رفضوا التوقف عن الشهادة على الرغم من السجن

يظهر هنا مجرد قليلين من الآلاف الذين تألموا بسبب ايمانهم في السجون ومعسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية

١-‏ أدريان تومپسون،‏ نيوزيلندا.‏ سُجن سنة ١٩٤١ في اوستراليا؛‏ رُفض طلبه الاعفاء من الخدمة الالزامية عندما حظرت اوستراليا شهود يهوه.‏ وبعد اطلاق سراحه،‏ كناظر جائل،‏ قوَّى الجماعات في خدمتها العامة.‏ خدم كمرسل وأول ناظر جائل في اليابان بعد الحرب؛‏ استمر يكرز بغيرة حتى موته في السنة ١٩٧٦.‏

٢-‏ أَلُويْس موزِر،‏ النمسا.‏ في سبعة سجون ومعسكرات اعتقال.‏ ولا يزال شاهدا نشيطا في السنة ١٩٩٢ بعمر ٩٢ سنة.‏

٣-‏ فرانز ڤولْفارْت،‏ النمسا.‏ اعدام ابيه وأخيه لم يثنِ عزم فرانز.‏ وُضع في معسكر رولْڤالْت في المانيا خمس سنوات.‏ ولا يزال يشهد في السنة ١٩٩٢ بعمر ٧٠ سنة.‏

٤-‏ توماس جونز،‏ كندا.‏ سُجن سنة ١٩٤٤،‏ ثم وُضع في معسكرَي عمل الزامي.‏ بعد ٣٤ سنة من الخدمة كامل الوقت،‏ عُيِّن سنة ١٩٧٧ عضوا في لجنة الفرع التي تشرف على عمل الكرازة في كل كندا.‏

٥-‏ مارِيا هومباخ،‏ المانيا.‏ اعتُقلت تكرارا؛‏ في حبس انفرادي طوال ثلاث سنوات ونصف.‏ وكساعية بريد،‏ خاطرت بحياتها لاخذ مطبوعات الكتاب المقدس الى الرفقاء الشهود.‏ وهي،‏ في السنة ١٩٩٢،‏ عضو امين في عائلة البتل بعمر ٩٠ سنة.‏

٦-‏ ماكس وكونْرات فرانكي،‏ المانيا.‏ أب وابن،‏ سُجنا كلاهما تكرارا،‏ ولسنوات عديدة.‏ (‏زوجة كونْرات،‏ ڠيرتْرُوت،‏ كانت ايضا في السجن.‏)‏ جميعهم بقوا اولياء،‏ خداما غيورين ليهوه،‏ وكونْرات كان في المقدمة لاعادة بناء عمل كرازة الشهود في المانيا ما بعد الحرب.‏

٧-‏ پرايس هيوز،‏ انكلترا.‏ حُكم عليه بمدتَي سجن في وورمْوود سْكرَبْس،‏ لندن؛‏ وكان قد سُجن ايضا بسبب ايمانه خلال الحرب العالمية الاولى.‏ وكان في مقدمة عمل الكرازة بالملكوت في بريطانيا حتى موته في السنة ١٩٧٨.‏

٨-‏ ادولف وإيما أرنولد مع الابنة سيمون،‏ فرنسا.‏ بعدما سُجن ادولف،‏ واصلت إيما وسيمون الشهادة،‏ وأيضا توزيع المطبوعات على الشهود الآخرين.‏ عندما كانت إيما في السجن،‏ احتُجزت في سجن انفرادي بسبب الشهادة باستمرار للسجينات الاخريات.‏ وأُرسلت سيمون الى مدرسة اصلاحية.‏ الجميع بقوا شهودا غيورين.‏

٩-‏ أرنست وهيلدْڠارت زايْليڠِر،‏ المانيا.‏ قضيا ما مجموعه اكثر من ٤٠ سنة في السجون ومعسكرات الاعتقال بسبب ايمانهما.‏ وحتى في السجن استمرا في اخبار الآخرين بحقائق الكتاب المقدس.‏ وعندما صارا حرَّين خصَّصا وقتهما الكامل للكرازة بالبشارة.‏ مات الاخ زايْليڠِر خادما وليا للّٰه في السنة ١٩٨٥؛‏ والاخت زايْليڠِر في السنة ١٩٩٢.‏

١٠-‏ كارل جونسون،‏ الولايات المتحدة.‏ بعد سنتين من المعمودية،‏ سُجن مع مئات الشهود الآخرين في آشلند،‏ كنتاكي.‏ خدم كفاتح وكناظر دائرة؛‏ لا يزال في السنة ١٩٩٢ يأخذ القيادة في خدمة الحقل كشيخ.‏

١١-‏ أُوڠست پيترز،‏ المانيا.‏ اذ أُبعد عن زوجته وأولاده الاربعة،‏ سُجن في ١٩٣٦-‏١٩٣٧،‏ وأيضا في ١٩٣٧-‏١٩٤٥.‏ وبعد اطلاق سراحه،‏ بدلا من القيام بمقدار اقل من الكرازة،‏ قام بالمزيد،‏ في الخدمة كامل الوقت.‏ وفي السنة ١٩٩٢،‏ بعمر ٩٩ سنة،‏ كان لا يزال يخدم كعضو في عائلة البتل وكان قد رأى عدد شهود يهوه في المانيا ينمو الى ٠٩٥‏,١٦٣.‏

١٢-‏ ڠيرتْرُوت أُتْ،‏ المانيا.‏ سُجنت في لودز،‏ پولندا،‏ ثم في معسكر اعتقال أَوشڤيتس؛‏ وبعد ذلك في ڠروس-‏روزِن وبرڠِن-‏بِلزِن في المانيا.‏ بعد الحرب خدمت بغيرة كمرسلة في إندونيسيا،‏ ايران،‏ ولوكسمبورڠ.‏

١٣-‏ كاتْسْوو مِيُورا،‏ اليابان.‏ بعد سبع سنوات من اعتقاله وسجنه في هيروشيما،‏ دمَّرت القنبلة الذرية التي خرَّبت المدينة قسما كبيرا من السجن الذي كان محبوسا فيه.‏ لكنَّ الاطباء لم يجدوا دليلا على تضرره من الاشعاع.‏ وقد استخدم السنوات الاخيرة من حياته كفاتح.‏

١٤-‏ مارتن وڠيرتْرُوت پويتسنڠر،‏ المانيا.‏ بعد شهور قليلة من الزواج،‏ اعتُقلا وفُصل احدهما عن الآخر بالقوة طوال تسع سنوات.‏ فأُرسل مارتن الى داخاو وماوتهاوزن؛‏ وڠيرتْرُوت الى رَڤنْسْبروك.‏ وعلى الرغم من المعاملة الوحشية،‏ لم يتزعزع ايمانهما.‏ وبعد ان أُطلق سراحهما وقفا كل جهودهما لخدمة يهوه.‏ وطوال ٢٩ سنة خدم كناظر جائل في كل انحاء المانيا؛‏ ثم كعضو في الهيئة الحاكمة حتى موته في السنة ١٩٨٨.‏ وفي السنة ١٩٩٢،‏ كانت ڠيرتْرُوت لا تزال مبشرة غيورة.‏

١٥-‏ جيزو وماتسو إيشي،‏ اليابان.‏ بعد توزيع مطبوعات الكتاب المقدس في كل انحاء اليابان طوال عقد،‏ سُجنا.‏ ومع ان عمل شهود يهوه في اليابان كان مسحوقا خلال الحرب،‏ شهد الاخ والاخت إيشي ثانية بغيرة بعد الحرب.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢،‏ كانت ماتسو إيشي قد شهدت ازدياد عدد الشهود النشاطى في اليابان الى اكثر من ٠٠٠‏,١٧١.‏

١٦-‏ ڤيكتور بروك،‏ لوكسمبورڠ.‏ سُجن في بوكنْوُلد،‏ لوبلين،‏ أَوشڤيتس،‏ ورَڤنْسْبروك.‏ وبعمر ٩٠ سنة،‏ لا يزال نشيطا كشيخ من شهود يهوه.‏

١٧-‏ كارل شورسْتاين،‏ المانيا.‏ ناظر جائل قبل تولي هتلر السلطة.‏ حُبس ثماني سنوات،‏ ثم قتلته وحدات الحماية SS في داخاو سنة ١٩٤٤.‏ وحتى داخل المعسكر،‏ كان يواصل بناء الآخرين روحيا.‏

١٨-‏ كيم پونڠ نيو،‏ كوريا.‏ حُبست ست سنوات.‏ ولا تزال بعمر ٧٢ سنة تخبر الآخرين عن ملكوت اللّٰه.‏

١٩-‏ پامفيل ألبو،‏ رومانيا.‏ بعد اساءة معاملته بوحشية،‏ أُرسل الى معسكر عمل الزامي في يوڠوسلاڤيا لسنتين ونصف.‏ وبعد الحرب سُجن مرتين اضافيتين طوال ١٢ سنة اخرى.‏ ولم يتوقف عن التحدث عن قصد اللّٰه.‏ وقبل موته ساعد الآلاف في رومانيا على الخدمة مع هيئة شهود يهوه العالمية.‏

٢٠-‏ ڤيلْهَلْم شنايدر،‏ پولندا.‏ في معسكرات الاعتقال النازية ١٩٣٩-‏١٩٤٥.‏ في السجون الشيوعية ١٩٥٠-‏١٩٥٦،‏ وأيضا ١٩٦٠-‏١٩٦٤.‏ حتى موته في السنة ١٩٧١،‏ وقف طاقاته دون تزعزع للمناداة بملكوت اللّٰه.‏

٢١-‏ هارالت وإلزا آبْت،‏ پولندا.‏ خلال الحرب وبعدها،‏ قضى هارالت ١٤ سنة في السجن ومعسكرات الاعتقال بسبب ايمانه لكنه هناك ايضا استمر يكرز.‏ وأُبعدت إلزا عن ابنتها الطفلة ثم احتُجزت في ستة معسكرات في پولندا،‏ المانيا،‏ والنمسا.‏ وعلى الرغم من الحظر ٤٠ سنة على شهود يهوه في پولندا حتى بعد الحرب،‏ بقوا جميعهم خداما غيورين ليهوه.‏

٢٢-‏ آدم سينڠر،‏ هنڠاريا.‏ خلال ست محاكمات،‏ حُكم عليه بـ‍ ٢٣ سنة،‏ خدم منها ٢/‏١ ٨ سنوات في السجن ومعسكرات العمل الالزامي.‏ وعندما صار حرًّا،‏ خدم كناظر جائل طوال ما مجموعه ٣٠ سنة.‏ ولا يزال بعمر ٦٩ سنة شيخا وليا في الجماعة.‏

٢٣-‏ جوزيف دوس سانتوس،‏ الفيليپين.‏ خصَّص ١٢ سنة كمنادٍ كامل الوقت برسالة الملكوت قبل سجنه في السنة ١٩٤٢.‏ اعاد احياء نشاط شهود يهوه في الفيليپين بعد الحرب واستمر شخصيا في خدمة الفتح حتى موته في السنة ١٩٨٣.‏

٢٤-‏ رودولف سونَل،‏ الولايات المتحدة.‏ سُجن في مِل پوينت،‏ ڤرجينيا الغربية.‏ بعد اطلاق سراحه خصَّص كامل الوقت لنشر معرفة ملكوت اللّٰه —‏ كفاتح،‏ عضو في عائلة البتل،‏ وناظر دائرة.‏ ولا يزال في السنة ١٩٩٢،‏ بعمر ٧٨ سنة،‏ يخدم كفاتح.‏

٢٥-‏ مارتن ماڠْياروزي،‏ رومانيا.‏ من السجن،‏ ١٩٤٢-‏١٩٤٤،‏ استمر يعطي التوجيه في ما يتعلق بالكرازة بالبشارة في ترانسيلڤانيا.‏ وعندما أُطلق سراحه سافر بشكل واسع ليشجع الرفقاء الشهود في كرازتهم وكان هو نفسه شاهدا شجاعا.‏ سُجن ثانية في السنة ١٩٥٠،‏ ومات خادما وليا ليهوه في معسكر للعمل الالزامي في السنة ١٩٥٣.‏

٢٦-‏ ر.‏ آرثر ڤنكْلِر،‏ المانيا والنَّذَرلند.‏ أُرسل اولا الى معسكر اعتقال استِرْوَڠِن؛‏ داوم على الكرازة في المعسكر.‏ ولاحقا،‏ في النَّذَرلند،‏ ضربه الڠستاپو حتى لم تعد معرفته ممكنة.‏ وأخيرا أُرسل الى زاكسنهاوزن.‏ بقي شاهدا وليا غيورا حتى موته في السنة ١٩٧٢.‏

٢٧-‏ پاك اوكْخي،‏ كوريا.‏ ثلاث سنوات في سجن سوتايمُن،‏ سييول؛‏ أُخضعت لتعذيب لا يوصَف.‏ وكانت لا تزال بعمر ٩١ سنة،‏ في السنة ١٩٩٢،‏ تشهد بغيرة كفاتحة خصوصية.‏

‏[الخريطة/‏الصورة في الصفحة ٤٤٧]‏

ألكسندر ماڠيلِڤْراي،‏ بصفته ناظر فرع اوستراليا،‏ ساعد على التخطيط لرحلات كرازية الى بلدان وجزر كثيرة

‏[الخريطة]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

اوستراليا

نيوزيلندا

تاهيتي

تونڠا

فيجي

غينيا الجديدة

جاوا

بورنيو

سومَطْرة

بورما

هونڠ كونڠ

ملايو

سيام

الهند الصينية

الصين

المحيط الپاسيفيكي

اسماء الاماكن هي كما كانت مستعملة خلال ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠

‏[الخريطة/‏الصور في الصفحة ٤٦١]‏

بحلول اواخر السنة ١٩٤٥،‏ كان المرسلون من مدرسة جلعاد قد شرعوا في الخدمة في ١٨ بلدا في هذا الجزء من العالم

تشارلز ولورِن آيزنهاور

كوبا

جون وآدا پاركر

ڠواتيمالا

اميل ڤان دالِن

پورتو ريكو

اولاف اولسُن

كولومبيا

دون بيرت

كوستاريكا

ڠلاديس وِلْسون

السلڤادور

هايزل بَرْفورد

پاناما

لويز سْتابْس

تشيلي

‏[الخريطة]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

باربادوس

بيليز

بوليڤيا

البرازيل

تشيلي

كولومبيا

كوستاريكا

كوبا

جمهورية الدومينيكان

السلڤادور

ڠواتيمالا

هايتي

جامايكا

المكسيك

نيكاراڠْوا

پاناما

پورتو ريكو

اورڠواي

‏[الصورة في الصفحة ٤٤٤]‏

بعض موزعي المطبوعات الجائلين وزَّعوا صناديق كرتونية كثيرة من المطبوعات؛‏ وأصحاب البيوت تلقَّوا مواعظ عديدة من الكتاب المقدس في كل كتاب

‏[الصورة في الصفحة ٤٤٥]‏

أرماندو مِنَتْسي (‏الوسط الى الامام)‏ وفريق سعيد سافر معه في رحلة كرازية في «بيت الفاتحين على دواليب» الذي لهم

‏[الصورة في الصفحة ٤٤٥]‏

آرثر ويليس،‏ تِد سيووِل،‏ وبيل نيولَنْدز —‏ ثلاثة اخذوا رسالة الملكوت الى الريف النائي الاوسترالي

‏[الصورة في الصفحة ٤٤٦]‏

فرانك دِيوَر (‏الظاهر هنا مع زوجته وابنتيهما)‏ ذهب الى تايلند كفاتح منعزل سنة ١٩٣٦ وكان لا يزال فاتحا خصوصيا في السنة ١٩٩٢

‏[الصورة في الصفحة ٤٤٦]‏

جومْجاي إنتاپان استخدمت مقدرتها كمترجمة لبلوغ الناس التايلنديين بالبشارة الموجودة في الكتاب المقدس

‏[الصورة في الصفحة ٤٤٩]‏

في المانيا،‏ منح شهود يهوه هذه الرسالة المفتوحة توزيعا عاما واسعا في السنة ١٩٣٧،‏ مع ان عبادتهم كانت تحت حظر حكومي

‏[الصورة في الصفحة ٤٤٨]‏

عائلة فرانز وهيلدا كوسِرو —‏ كل واحد منهم شاهد امين ليهوه،‏ مع ان الجميع في العائلة (‏ما عدا ابنا كان قد مات في حادث)‏ وُضعوا في معسكرات للاعتقال،‏ سجون،‏ او مدارس اصلاحية بسبب ايمانهم

‏[الصور في الصفحة ٤٥٠]‏

بعض الذين خاطروا بحياتهم في النمسا والمانيا لنَسخ او توزيع المواد الثمينة لدرس الكتاب المقدس،‏ كتلك الظاهرة في الخلفية

تيريز شْرايبِر

پيتر ڠولز

إلفريدا لور

ألبرت ڤاندْرِس

أُوڠست كرافت

إلزا أُنتِرْدورْفِر

‏[الصورة في الصفحة ٤٥٤]‏

شهود في محفل في شَنڠهاي،‏ الصين،‏ سنة ١٩٣٦؛‏ تسعة من هذا الفريق اعتمدوا في تلك المناسبة

‏[الصورة في الصفحة ٤٥٦]‏

على الرغم من حظر عبادتهم،‏ عقد هؤلاء الشهود محفلا في منتزه هارْڠْرايڤ،‏ قرب سيدني،‏ اوستراليا،‏ في السنة ١٩٤١

‏[الصورة في الصفحة ٤٥٨]‏

شهود كوبيون في محفل في سيانفواڠوس سنة ١٩٣٩

‏[الصورة في الصفحة ٤٥٩]‏

ن.‏ ه‍.‏ نور (‏اليسار)‏ في محفل سان پاولو سنة ١٩٤٥،‏ مع أيريخ كاتْنِر كمترجم