الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

المناداة برجوع الرب (‏١٨٧٠-‏١٩١٤)‏

المناداة برجوع الرب (‏١٨٧٠-‏١٩١٤)‏

الفصل ٥

المناداة برجوع الرب (‏١٨٧٠-‏١٩١٤)‏

‏«ان التاريخ التالي لا يُعطى لمجرد انني مندفع الى اعطاء نظرة عامة الى توجيهات اللّٰه في طريق النور،‏ وإنما لأنني أومن بشكل خصوصي بأنه من الضروري ان يقال الحق باحتشام،‏ أن يجري التغلب على اساءات الفهم والبيانات الكاذبة المؤذية،‏ وأن يرى قرَّاؤنا كيف قدَّم الرب المساعدة والتوجيه حتى اليوم.‏»‏ *

بعد هذه الكلمات شرع تشارلز تاز رصل يلخِّص التطورات التي ادَّت الى اصداره Millennial Dawn  (‏الفجر الالفي،‏ التي دُعيت في ما بعد دروس في الاسفار المقدسة )‏ و Watch Tower and Herald of Christ’s Presence Zion’s  (‏برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح،‏ المعروفة الآن بـ‍ The Watchtower Announcing Jehovah’s Kingdom  برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه‏)‏.‏ وهذا التاريخ هو ذو اهمية خصوصية لشهود يهوه.‏ ولماذا؟‏ لأن فهمهم الحاضر لحقائق الكتاب المقدس ونشاطاتهم يمكن ان ترجع الى سبعينات الـ‍ ١٨٠٠ والى عمل ت.‏ ت.‏ رصل وعشرائه،‏ ومن هناك الى الكتاب المقدس والمسيحية الباكرة.‏

فمَن كان تشارلز تاز رصل؟‏ وهل يعطي تاريخ عمله الدليل على مساعدة وتوجيه الرب؟‏

بحث عن الحق

وُلد ت.‏ ت.‏ رصل في الولايات المتحدة،‏ في ألليڠيني (‏الآن جزء من پيتسبورڠ)‏،‏ پنسلڤانيا،‏ في ١٦ شباط ١٨٥٢.‏ وكان الابن الثاني لجوزيف ل.‏ و آن إليزا (‏بِرْني)‏ رصل،‏ اللذين كانا مشيَخيَّين من اصل اسكتلندي-‏ايرلندي.‏ ماتت ام تشارلز عندما كان بعمر تسع سنوات فقط،‏ ولكن من عمر باكر،‏ كان تشارلز متأثرا بكِلا والدَيه الميَّالَين الى الدين.‏ وكما عبَّر عن ذلك عشير لاحق لـ‍ ت.‏ ت.‏ رصل،‏ «لقد وجَّها نمو الغصن الصغير؛‏ فنما في توجيه الرب.‏» وعلى الرغم من انه تربَّى كمشيخي،‏ انضم تشارلز اخيرا الى الكنيسة الجماعية لأنه فضَّل آراءها.‏

وكما يتَّضح،‏ كان تشارلز الصغير رجل اعمال فعلا.‏ فبعمر ١١ سنة فقط،‏ صار شريكا لأبيه في محل تجاري مزدهر للملابس الرجالية.‏ ووسَّع تشارلز العمل،‏ مديرًا في النهاية شخصيا عددا من المحلات التجارية المختلفة.‏ وعلى الرغم من ان الامور سارت حسنا بالنسبة اليه في العمل،‏ إلا انه كان مضطربا جدا روحيا.‏ ولماذا كان الامر كذلك؟‏

آمن والدا تشارلز باخلاص بعقائد كنائس العالم المسيحي وربَّياه ليقبلها ايضا.‏ وهكذا جرى تعليم تشارلز الصغير ان اللّٰه محبة،‏ وأنه مع ذلك كان قد خلق البشر خالدين بالطبيعة وزوَّد مكانا ناريا يعذِّب فيه الى الابد الجميع ما عدا اولئك الذين قُدِّر لهم مسبقا ان يَخلصوا.‏ وفكرة كهذه خيَّبت القلب المخلص لتشارلز المراهق.‏ وفكَّر:‏ «ان الها يستعمل قوته ليخلق كائنات بشرية عرف مقدَّما وقدَّر لهم مسبقا ان يتعذَّبوا الى الابد،‏ لا يمكن ان يكون حكيما،‏ عادلا ولا محبا.‏ ومقياسه يكون ادنى من مقياس كثيرين من البشر.‏»‏

لكنَّ رصل الحدث لم يكن ملحدا؛‏ فهو لم يستطع ان يقبل تعاليم الكنائس المفهومة عموما.‏ اوضح قائلا:‏ «توصَّلتُ تدريجيا الى الفهم انه على الرغم من ان كلًّا من العقائد احتوى على بعض عناصر الحق،‏ إلا انها،‏ ككل،‏ كانت مضلِّلة ومناقضة لكلمة اللّٰه.‏» لقد كانت «عناصر الحق» في عقائد الكنائس مدفونة في الواقع في مستنقع التعاليم الوثنية التي كانت قد تسلَّلت الى المسيحية المفسَدة خلال الارتداد الذي دام قرونا.‏ واذ تحوَّل عن عقائد الكنيسة وبحث عن الحق،‏ فحص رصل بعض الاديان الشرقية الرئيسية،‏ ولكن ليجد انها لا تمنح الاكتفاء.‏

مترسِّخ ثانية في الايمان

ولكنَّ الغصن كان قد وُجِّه من قِبل والدَين يخافان اللّٰه؛‏ فكان ميَّالا الى «توجيه الرب.‏» وبينما كان لا يزال يبحث عن الحق،‏ ذات مساء في السنة ١٨٦٩،‏ حدث امر رسَّخ ثانية ايمان تشارلز المتقلقل.‏ فإذ كان يمشي قرب محل رصل التجاري في شارع فيديرال،‏ سمع ترتيلا دينيا آتيا من قاعة تحت الارض.‏ وبكلماته الخاصة،‏ هذا ما حدث:‏

‏«بالصدفة كما يبدو،‏ زرت ذات مساء قاعة قذرة يعلوها الغبار،‏ حيث كنت قد سمعت انه تُعقد اجتماعات دينية،‏ لأرى ما اذا كان لدى العدد الصغير من الناس المجتمعين هناك ايّ شيء ليقدِّموه معقول اكثر من عقائد الكنائس الكبرى.‏ وهناك،‏ للمرة الاولى،‏ سمعت شيئا من آراء ‹المؤمنين بالمجيء الثاني› [الكنيسة المسيحية المجيئية]،‏ وكان الكارز السيد جوناس وِندَل .‏ .‏ .‏ وهكذا،‏ أعترف بكوني مدينا للمجيئيين وكذلك لطوائف دينية اخرى.‏ وعلى الرغم من ان شرحه للاسفار المقدسة لم يكن واضحا تماما،‏ .‏ .‏ .‏ إلا انه كان كافيا،‏ تحت توجيه اللّٰه،‏ ليرسِّخ ثانية ايماني المتقلقل بالوحي الالهي للكتاب المقدس،‏ وليُظهر ان سجلات الرسل والانبياء مترابطة بشكل وثيق.‏ وما سمعته وجَّهني الى كتابي المقدس لأدرس بغيرة واعتناء اكثر من ايّ وقت مضى،‏ وأنا اشكر الرب دوما على ذلك التوجيه؛‏ لأنه على الرغم من ان مذهب المجيئية لم يقدِّم لي ولا حقيقة واحدة،‏ إلا انه ساعدني كثيرا في نبذ الاخطاء،‏ وبالتالي هيَّأني للحق.‏»‏

لقد جدَّد ذلك الاجتماع تصميم رصل الحدث على البحث عن حق الاسفار المقدسة.‏ ووجَّهه الى كتابه المقدس بتوق اكثر من ايّ وقت مضى.‏ وسرعان ما اعتقد رصل ان الوقت قريب لكي يأتي اولئك الذين يخدمون الرب الى معرفة واضحة لقصده.‏ ولذلك،‏ في السنة ١٨٧٠،‏ اذ كانوا متَّقدين حماسة،‏ اجتمع هو وبعض معارفه في پيتسبورڠ وجوار ألليڠيني وشكَّلوا صفا لدرس الكتاب المقدس.‏ ووفقا لعشير لاحق لرصل،‏ كان صف الكتاب المقدس الصغير يُدار بهذه الطريقة:‏ «يثير احد سؤالا.‏ فيناقشونه.‏ ويبحثون عن كل الآيات المتعلقة بالموضوع ثم،‏ عندما يقتنعون بانسجام هذه الآيات،‏ يذكرون اخيرا استنتاجهم ويدوِّنونه.‏» وكما اعترف رصل لاحقا،‏ كانت الفترة «من ١٨٧٠ الى ١٨٧٥ وقت نمو مستمر في النعمة والمعرفة والمحبة للّٰه وكلمته.‏»‏

واذ كانوا يبحثون في الاسفار المقدسة،‏ كان عدد من الامور يصير اوضح لطالبي الحق المخلصين هؤلاء.‏ لقد رأوا حقائق الاسفار المقدسة المتعلقة بكون النفس البشرية عرضة للفناء وأن الخلود هبة سيحصل عليها اولئك الذين يصيرون وارثين مع المسيح في ملكوته السماوي.‏ (‏حزقيال ١٨:‏٢٠؛‏ رومية ٢:‏​٦،‏ ٧‏)‏ وابتدأوا يفهمون عقيدة الذبيحة الفدائية ليسوع المسيح والفرصة التي جعلها هذا التدبير ممكنة للجنس البشري.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ وأدركوا انه على الرغم من ان يسوع اتى اولا الى الارض كانسان في الجسد،‏ إلا انه سيكون حاضرا بشكل غير منظور كشخص روحاني عند رجوعه.‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٩‏)‏ وتعلَّموا ايضا ان الهدف من رجوع يسوع هو،‏ لا ان يهلك كل شخص،‏ بل ان يبارك عائلات الارض الطائعة.‏ (‏غلاطية ٣:‏٨‏)‏ كتب رصل:‏ «شعرنا بالحزن العميق على خطإ ‹المؤمنين بالمجيء الثاني،‏› الذين كانوا ينتظرون المسيح في الجسد،‏ ويعلِّمون ان العالم وكل ما فيه ما عدا ‹المؤمنين بالمجيء الثاني› سيحترق.‏»‏

وحقائق الاسفار المقدسة التي صارت واضحة لصف الكتاب المقدس الصغير هذا كانت من غير ريب هجرا للعقائد الوثنية التي تسلَّلت الى المسيحية في اثناء الارتداد الذي دام قرونا.‏ ولكن هل حصل رصل وعشراؤه ذوو الميل الروحي على هذه الحقائق من الكتاب المقدس دون مساعدة آخرين؟‏

تأثير الآخرين

اشار رصل علانية الى المساعدة التي كان قد نالها من الآخرين في درس الكتاب المقدس.‏ وهو لم يعترف بكونه مدينا للمؤمن بالمجيء الثاني جوناس وِندَل فحسب بل تكلم ايضا بمحبة عن شخصين آخرين كانا قد ساعداه في درس الكتاب المقدس.‏ قال رصل عن هذين الرجلين:‏ «ان درس كلمة اللّٰه مع هذين الاخوين قاد،‏ خطوة فخطوة،‏ الى مراعٍ اكثر اخضرارا.‏» احدهما،‏ جورج و.‏ سْتِتْسون،‏ كان تلميذا جدّيا للكتاب المقدس وقسّا للكنيسة المسيحية المجيئية في إدِنبورو،‏ پنسلڤانيا.‏

والآخر،‏ جورج ستورز،‏ كان ناشر مجلة فاحص الكتاب المقدس،‏ في بروكلين،‏ نيويورك.‏ وستورز،‏ الذي وُلد في ١٣ كانون الاول ١٧٩٦،‏ اندفع في البداية الى فحص ما يقوله الكتاب المقدس عن حالة الموتى نتيجة لقراءة شيء اصدره (‏على الرغم من انه كان في ذلك الوقت بدون اسم الكاتب)‏ تلميذ يقظ للكتاب المقدس،‏ هنري ڠرُو من فيلادلفيا،‏ پنسلڤانيا.‏ فصار ستورز مدافعا غيورا عما كان يُدعى الخلود المشروط —‏ التعليم بأن النفس فانية وأن الخلود هبة سيحصل عليها المسيحيون الامناء.‏ وحاجَّ ايضا بأنه ما دام الاشرار لا يملكون الخلود،‏ فلا يوجد عذاب ابدي.‏ وسافر ستورز الى مناطق كثيرة،‏ ملقيا محاضرات حول موضوع لا خلود للاشرار.‏ وكان بين منشوراته المواعظ الست،‏ التي بلغ توزيعها اخيرا ٠٠٠‏,٢٠٠ نسخة.‏ ولا شك ان آراء ستورز القوية المؤسسة على الكتاب المقدس حول كون النفس عرضة للفناء وكذلك حول الكفارة والردّ (‏اعادة ما جرت خسارته بسبب الخطية الآدمية؛‏ اعمال ٣:‏٢١‏)‏ كان لها تأثير ايجابي وقوي في تشارلز ت.‏ رصل الشاب.‏

لكنَّ رجلا آخر ممن كان لهم تأثير عميق في حياة رصل جعل ايضا ولاءه لحق الاسفار المقدسة يوضع تحت الامتحان.‏

النبوات المتعلقة بالازمنة وحضور الرب

ذات صباح في كانون الثاني ١٨٧٦،‏ تسلَّم رصل البالغ من العمر ٢٣ سنة نسخة من مجلة دينية دورية تدعى بشير الصباح.‏ ومن الصورة على الغلاف،‏ استطاع ان يرى انها مقترنة بمذهب المجيئية.‏ والمؤلِّف،‏ نلسون ه‍.‏ باربور من روتشستر،‏ نيويورك،‏ اعتقد ان الهدف من رجوع المسيح لم يكن ان يهلك قبائل الارض بل ان يباركها وأن مجيئه سيكون لا في الجسد بل كروح.‏ وكان ذلك منسجما مع ما كان رصل وعشراؤه يعتقدونه في ألليڠيني لمدة من الوقت!‏ * ولكن،‏ بشكل غريب،‏ اعتقد باربور من النبوات المتعلقة بالازمنة في الكتاب المقدس ان المسيح كان آنذاك حاضرا (‏بشكل غير منظور)‏ وأن عمل الحصاد لتجميع «الحنطة» (‏المسيحيين الحقيقيين الذين يؤلفون صف الملكوت)‏ كان آنذاك قد آن اوانه.‏ —‏ متى،‏ الاصحاح ١٣‏.‏

كان رصل يتجنَّب نبوات الكتاب المقدس المتعلقة بالازمنة.‏ ولكنه تساءل الآن:‏ «أيمكن ان يكون المقصود حقا من النبوات المتعلقة بالازمنة التي طالما استخففت بها،‏ بسبب اساءة استعمالها من قبل المجيئيين،‏ ان تبيِّن متى يكون الرب حاضرا بشكل غير منظور لتأسيس ملكوته؟‏» وبتعطُّشه الى حق الاسفار المقدسة كان على رصل ان يتعلَّم المزيد.‏ ولذلك رتَّب ان يقابل باربور في فيلادلفيا.‏ وهذه المقابلة اكَّدت اتفاقهما في عدد من تعاليم الكتاب المقدس وزوَّدتهما الفرصة لتبادل الآراء.‏ «عندما التقينا لأول مرة،‏» ذكر رصل لاحقا،‏ «كان لديه الكثير ليتعلَّمه مني عن تمام الردّ المؤسس على كفاية الفدية المقدَّمة عن الجميع،‏ كما كان لديَّ الكثير لأتعلَّمه منه عن الازمنة.‏»‏ ونجح باربور في اقناع رصل بأن حضور المسيح غير المنظور كان قد ابتدأ في السنة ١٨٧٤.‏ *

‏‹عزمتُ على القيام بحملة قوية من اجل الحق›‏

كان ت.‏ ت.‏ رصل رجلا ذا اقتناعات ثابتة.‏ واذ اقتنع بأن حضور المسيح غير المنظور قد ابتدأ،‏ صمَّم على المناداة به للآخرين.‏ قال لاحقا:‏ «ان معرفة واقع كوننا الآن في فترة الحصاد اعطتني زخما لنشر الحق لم يكن لديَّ مثله من قبل قط.‏ ولذلك عزمتُ فورا على القيام بحملة قوية من اجل الحق.‏» وقرَّر رصل الآن ان يقلِّل من مصالحه التجارية لكي يقف نفسه للكرازة.‏

ولكي يبطل الآراء الخاطئة في رجوع الرب،‏ كتب رصل كراس The Object and Manner of Our Lord’s Return  (‏هدف وطريقة رجوع ربنا‏)‏.‏ وقد نُشر في السنة ١٨٧٧.‏ وفي تلك السنة عينها نشر باربور ورصل معا Three Worlds٬ and the Harvest of This World  (‏العوالم الثلاثة،‏ وحصاد هذا العالم‏)‏‏.‏ وناقش هذا الكتاب المؤلَّف من ١٩٦ صفحة موضوعَي الردّ ونبوات الكتاب المقدس المتعلقة بالازمنة.‏ وعلى الرغم من ان كل موضوع كان قد عالجه آخرون من قبل،‏ إلا ان هذا الكتاب،‏ في رأي رصل،‏ كان «الاول الذي يجمع بين فكرة الردّ والنبوة المتعلقة بالازمنة.‏» وقد قدَّم الفكرة ان حضور يسوع المسيح غير المنظور يبتدئ تاريخه من خريف السنة ١٨٧٤.‏

واذ سافر رصل وكرز،‏ اتَّضح له ان شيئا اكثر يلزم لابقاء بزور الحق التي يزرعها حية ومرويَّة.‏ والجواب؟‏ «مجلة شهرية،‏» قال رصل.‏ ولذلك قرَّر هو وباربور ان يعيدا احياء المطبوعة بشير،‏ التي كانت قد توقَّفت بسبب الاشتراكات الملغاة والمال النافد.‏ فتبرَّع رصل بماله الخاص لاعادة احياء المجلة،‏ صائرا واحدا من المشتركين في تحريرها.‏

وسار كل شيء حسنا مدة من الوقت —‏ حتى السنة ١٨٧٨.‏

رصل يقطع الصلة بباربور

في عدد آب ١٨٧٨ من بشير الصباح،‏ ظهرت مقالة كتبها باربور انكرت القيمة التعويضية لموت المسيح.‏ واستطاع رصل،‏ الذي كان اصغر من باربور بنحو ٣٠ سنة،‏ ان يرى ان ذلك كان في الواقع انكارا للجزء الاساسي من عقيدة الفدية.‏ ولذلك في العدد التالي عينه (‏ايلول ١٨٧٨)‏،‏ في مقالة بعنوان «الكفارة،‏» ايَّد رصل الفدية وناقض اقوال باربور.‏ واستمر الجدال في صفحات المجلة للاشهر القليلة التالية.‏ وأخيرا،‏ قرَّر رصل ان ينسحب من الشركة مع السيد باربور وأوقف الدعم المالي الاضافي للـ‍ بشير.‏

لكنَّ ت.‏ ت.‏ رصل شعر بأن الانسحاب من الـ‍ بشير لم يكن كافيا؛‏ فيجب الدفاع عن عقيدة الفدية ويجب المناداة بحضور المسيح.‏ ولذلك،‏ في تموز ١٨٧٩،‏ ابتدأ رصل ينشر برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح.‏ * وكان رصل المحرِّر والناشر،‏ مع خمسة آخرين كانت اسماؤهم مسجَّلة في الاصل كمساهمين في اعمدتها.‏ وطُبع من العدد الاول ٠٠٠‏,٦ نسخة.‏ وبحلول السنة ١٩١٤ كان يُطبع من كل عدد نحو ٠٠٠‏,٥٠ نسخة.‏

‏«ليس بصفتها جديدة،‏ ليس بصفتها لنا،‏ بل بصفتها للرب»‏

استخدم ت.‏ ت.‏ رصل برج المراقبة ومطبوعات اخرى لدعم حقائق الكتاب المقدس ولدحض التعاليم الدينية الباطلة والفلسفات البشرية التي تناقض الكتاب المقدس.‏ ولكنه لم يدَّعِ اكتشاف حقائق جديدة.‏

من الجزء الاخير للقرن الـ‍ ١٨،‏ كان كثيرون من القسوس وعلماء الكتاب المقدس يشهِّرون التعليمَين الباطلَين لخلود النفس والعقاب الابدي للاشرار.‏ وهذا التشهير كان قد ذُكر بشكل شامل في كتاب الكتاب المقدس ضد التقليد،‏ لواضعه هارون إليس،‏ الذي نشره جورج ستورز اولا في انكلترا ثم في الولايات المتحدة في السنة ١٨٥٣.‏ ولكن لا احد في ذلك الوقت فعل اكثر مما فعله ت.‏ ت.‏ رصل وعشراؤه لجعل هذا الحق معروفا.‏

وماذا عن عقائد الكتاب المقدس الاخرى التي نوقشت في برج المراقبة والمطبوعات الاخرى؟‏ هل اكتسب رصل كل الفضل في كشف جواهر الحق هذه؟‏ اوضح رصل:‏ «وجدنا انه طوال قرون كانت طوائف وفرق مختلفة قد قسَّمت عقائد الكتاب المقدس في ما بينها،‏ مازجة اياها بالتخمين والخطإ البشريين بنسب متفاوتة ‏.‏ .‏ .‏ ووجدنا ان العقيدة المهمة للتبرير بالايمان وليس بالاعمال قد اعلنها بوضوح لوثر وفي وقت احدث مسيحيون كثيرون؛‏ أن العدل والقدرة والحكمة الالهية حفظها المشيخيون باعتناء على الرغم من انهم لم يفهموها بوضوح؛‏ أن المنهجيين قدَّروا ومجَّدوا محبة وعطف اللّٰه؛‏ أن المجيئيين آمنوا بعقيدة رجوع الرب الثمينة؛‏ أن المعمدانيين آمنوا بين نقاط اخرى بعقيدة المعمودية على نحو صائب رمزيا،‏ على الرغم من انهم كانوا قد فشلوا في ادراك المعمودية الحقيقية؛‏ أن بعض الخلاصيين كانوا قد آمنوا لفترة طويلة وعلى نحو غير واضح ببعض الافكار المتعلقة ‹بالردّ.‏› وهكذا فان كل الطوائف الدينية تقريبا اعطت الدليل على ان مؤسِّسيها كانوا يبحثون عن الحق:‏ ولكن من الواضح تماما ان الخصم الكبير كان قد حاربهم وكان قد قسَّم على نحو خاطئ كلمة اللّٰه التي لم يستطع تدميرها كليا.‏»‏

وفي ما يتعلق بجدول التواريخ الذي كثيرا ما قدَّمه،‏ ذكر رصل:‏ «عندما نقول جدول ‹تواريخنا› نعني فقط الذي نستعمله،‏ جدول تواريخ الكتاب المقدس،‏ الذي ينتمي الى جميع شعب اللّٰه الذين يوافقون عليه.‏ وفي الواقع كان مستعمَلا قبل وقت طويل من يومنا بالشكل الذي نقدِّمه فيه تقريبا،‏ تماما كما كانت النبوات المختلفة التي نستخدمها مستخدَمة من المجيئيين لقصد مختلف،‏ وتماما كما كانت العقائد المختلفة التي نعتنقها والتي تبدو جديدة ونقية ومختلفة جدا معتنَقة بشكل ما منذ وقت طويل:‏ مثلا —‏ الانتخاب،‏ النعمة المجانية،‏ الردّ،‏ التبرير،‏ التقديس،‏ التمجيد،‏ القيامة.‏»‏

اذًا كيف فهم رصل الدور الذي لعبه هو وعشراؤه في نشر حق الاسفار المقدسة؟‏ اوضح:‏ «ان عملنا .‏ .‏ .‏ هو ان نجمع معا اجزاء الحق المبعثرة لفترة طويلة هذه ونقدِّمها لشعب الرب —‏ ليس بصفتها جديدة،‏ ليس بصفتها لنا،‏ بل بصفتها للرب.‏ .‏ .‏ .‏ فيجب ان ننكر ايّ فضل حتى في العثور على جواهر الحق وإعادة ترتيبها.‏» وذكر ايضا:‏ «ان العمل الذي سُرَّ الرب بأن يستخدم مواهبنا المتواضعة فيه ليس عمل انشاء بقدر ما هو اعادة بناء،‏ تعديل،‏ وتنسيق.‏»‏

وهكذا،‏ كان رصل محتشما جدا بشأن انجازاته.‏ ومع ذلك فإن «اجزاء الحق المبعثرة» التي جمعها معا وقدَّمها لشعب الرب كانت خالية من عقيدتي الثالوث وخلود النفس الوثنيتين المحقِّرتين اللّٰه،‏ اللتين صارتا راسختين في كنائس العالم المسيحي نتيجة للارتداد العظيم.‏ وخلافا لأي شخص في ذلك الحين،‏ نادى رصل وعشراؤه عالميا بمعنى رجوع الرب والقصد الالهي وما يشمله ذلك.‏

‏‹بناء واحدنا الآخر في الايمان الاقدس›‏

تجاوب بسرعة الاشخاص المستقيمو القلوب مع الحقائق المحرِّرة التي كان ت.‏ ت.‏ رصل وعشراؤه ينادون بها من خلال الصفحة المطبوعة وفي المحاضرات على السواء.‏ وسرعان ما ادرك رصل،‏ مع ان عمره كان يقل عن ٣٠ سنة،‏ انه كانت هنالك حاجة ان يتعرَّف قرَّاء برج المراقبة بالرفقاء المؤمنين ويشجِّعوا واحدهم الآخر.‏ وتلاميذ الكتاب المقدس في پيتسبورڠ كانوا يفعلون ذلك بالاجتماع معا قانونيا،‏ ولكن ماذا كان يمكن فعله لمساعدة قرَّاء برج المراقبة في الاماكن الاخرى؟‏

اتى الجواب في عددي برج المراقبة لأيار وحزيران ١٨٨٠ (‏بالانكليزية)‏.‏ فهنا اعلن رصل خططه لزيارة عدد من البلدات والمدن في پنسلڤانيا،‏ نيو جيرزي،‏ ماساتشوستس،‏ ونيويورك.‏ ولأي قصد؟‏ «ان قرَّاءنا،‏» اوضح الاعلان،‏ «مشتَّتون كثيرا،‏ في بعض الاماكن ٢ و ٣،‏ وأكثر حتى الى ٥٠.‏ وفي اماكن كثيرة لا يعرفون واحدهم الآخر كليا،‏ وهكذا يخسرون التعاطف والتعزية اللذين قصد ابونا ان يحصلوا عليهما بواسطة ‹الاجتماع معا كما لقوم عادة.‏› وقصده هو ان ‹نشدِّد واحدنا الآخر،‏› وأن نبني واحدنا الآخر في الايمان الاقدس.‏ والاجتماعات المقترَحة التي نرجوها يمكن ان تؤدي الى تعارف شخصي.‏» —‏ عبرانيين ١٠:‏​٢٤،‏ ٢٥‏.‏

عُقدت «الاجتماعات المقترَحة» خلال رحلة رصل،‏ وتَبرهن انها ناجحة جدا؛‏ فقرَّاء برج المراقبة اقتربوا اكثر واحدهم الى الآخر.‏ وهذه وغيرها من الرحلات لزيارة «الفرق الصغيرة من المنتظرين» سرعان ما ادَّت الى تشكيل عدد من الصفوف،‏ او الكنائس (‏التي دُعيت في ما بعد جماعات)‏،‏ التي كانت موجودة في المناطق المذكورة آنفا بالاضافة الى اوهايو وميشيڠان.‏ وجرى تشجيع هذه الصفوف على عقد الاجتماعات القانونية.‏ ولكن ايّ نوع من الاجتماعات؟‏

كان صف پيتسبورڠ قد اسس عادة الاجتماع معا مرتين على الاقل كل اسبوع.‏ والاجتماع الاول لصف پيتسبورڠ غالبا ما كان يشمل محاضرة يلقيها خطيب كفء امام كامل الكنيسة،‏ ربما في قاعة مستأجَرة.‏ ولكن في الاجتماعات الاخرى،‏ التي كانت تُعقد عادة في بيوت خاصة،‏ كان يُطلب من الحاضرين ان يجلبوا الكتاب المقدس،‏ فهرس الكلمات،‏ الاوراق،‏ وقلم الرصاص —‏ وأن يساهموا.‏

والرفقة الروحية الدافئة المختبرة في تلك الاجتماعات الاسبوعية القانونية كانت تغييرا منعشا عن الجو غير الشخصي البارد في الطقوس الدينية لكثير من كنائس العالم المسيحي.‏ لكنَّ رصل وعشراءه لم يبتدعوا فكرة الاجتماع معا قانونيا.‏ فعادة الاجتماع هذه،‏ حتى في البيوت الخاصة،‏ اسسها مسيحيو القرن الاول.‏ —‏ رومية ١٦:‏​٣،‏ ٥؛‏ كولوسي ٤:‏١٥‏.‏

‏«هل تكرزون؟‏»‏

اعتقد ت.‏ ت.‏ رصل وعشراؤه بقوة انهم كانوا في وقت حصاد وأن الناس يحتاجون الى سماع الحق المحرِّر.‏ لكنهم كانوا قليلي العدد.‏ وكانت برج المراقبة تسدّ حاجة حيوية،‏ ولكن هل كان يمكن فعل المزيد؟‏ اعتقد رصل والعاملون معه ان الامر هو كذلك.‏ وخلال السنة ١٨٨٠ ابتدأوا ينتجون Bible Students’ Tracts  (‏نشرات تلاميذ الكتاب المقدس،‏ التي دُعيت ايضا لاحقا اللاهوت القديم الربع سنوي‏)‏،‏ وكانت هذه تُزوَّد لقرَّاء برج المراقبة من اجل توزيع مجاني على الناس.‏

نعم،‏ جرى تشجيع قرَّاء برج المراقبة ان يشتركوا مع الآخرين في الحقائق الثمينة التي يتعلَّمونها.‏ وكان السؤال المطروح في برج المراقبة عددي تموز وآب ١٨٨١ (‏بالانكليزية)‏ «هل تكرزون؟‏» فالى ايّ حد كان مهما ان يكرزوا؟‏ مضت المقالة تقول:‏ «نؤمن بأنه لا احد سيكون من القطيع الصغير إلا الكارزين.‏ .‏ .‏ .‏ نعم،‏ لقد دُعينا لنتألم معه ولننادي بهذه البشارة الآن،‏ لكي نتمجَّد في الوقت المعيَّن وننجز الامور التي يُكرز بها الآن.‏ ونحن لم نُدعَ ولم نُمسح لننال الاكرام ونجمع ثروة،‏ بل لنُنفِق ونُنفَق،‏ ولنكرز بالبشارة.‏»‏

من اللائق ان تلاميذ الكتاب المقدس الاولين هؤلاء شعروا بقوة بالحاجة الى الكرازة بالبشارة.‏ وفي الواقع،‏ أُلقيت مهمة الكرازة على كاهل مسيحيي القرن الاول؛‏ وهي مسؤولية تقع على كل المسيحيين الحقيقيين الى هذا اليوم.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ اعمال ١:‏٨‏)‏ ولكن ماذا كان هدف الكرازة التي قام بها رصل والقرَّاء الاولون لـ‍ برج المراقبة؟‏ هل كان مجرد توزيع مطبوعات الكتاب المقدس او تنبيه الذين يرتادون الكنائس الى حقائق الاسفار المقدسة؟‏

‏«يجب عليكم .‏ .‏ .‏ ان تتركوها»‏

‏«اخرجوا منها يا شعبي،‏» حذَّر الكتاب المقدس منذ زمن طويل.‏ من ايّ شيء؟‏ «بابل العظيمة ام الزواني ورجاسات الارض.‏» (‏رؤيا ١٧:‏٥؛‏ ١٨:‏٤‏)‏ ولماذا الخروج من بابل؟‏ «لأن خطاياها لحقت السماء وتذكَّر اللّٰه آثامها.‏» (‏رؤيا ١٨:‏٥‏)‏ فمَن هي هذه الزانية الام التي يجب ان ينفصل عنها الناس؟‏

حدَّد مارتن لوثر وقادة الاصلاح الآخرون هوية الكنيسة الكاثوليكية وبابويتها بصفتها بابل العظيمة.‏ وماذا عن الكنائس الپروتستانتية التي نشأت نتيجة الاصلاح؟‏ الواقع هو انه،‏ بصرف النظر عن رفضها سلطة البابا العليا،‏ لم يكن بعضها مختلفا كثيرا عن الكاثوليكية في البنية الكنسية،‏ وقد احتفظت بعقائد غير مؤسسة على الاسفار المقدسة،‏ كالثالوث،‏ خلود النفس،‏ والعذاب الابدي.‏ ولهذا السبب حثَّ بعض الكارزين الناسَ على التحرُّر ليس فقط من الكنيسة الكاثوليكية بل ايضا من انظمة الكنيسة الپروتستانتية الرئيسية.‏

ادرك ايضا ت.‏ ت.‏ رصل وعشراؤه ان هذه الزانية السيئة السمعة لم تكن فقط الكنيسة الكاثوليكية.‏ وهكذا،‏ فيما حدَّدت برج المراقبة عدد تشرين الثاني ١٨٧٩ (‏بالانكليزية)‏ هوية بابل العظيمة بصفتها ‏«البابوية كنظام،‏» اضافت المقالة:‏ «يجب ان نذهب الى ابعد من ذلك ونُظهر انها تشير الى،‏ (‏لا الاعضاء الافراد،‏ بل الانظمة الكنسية)‏،‏ الكنائس الاخرى المتحدة بامبراطوريات الارض.‏ فكل كنيسة تدَّعي انها عذراء طاهرة مخطوبة للمسيح،‏ ولكنها في الواقع متحدة بالعالم (‏الوحش)‏ وتنال منه الدعم،‏ يجب ان ندينها بأنها بلغة الاسفار المقدسة كنيسة زانية.‏»‏

ولذلك،‏ ماذا جرى تشجيع قرَّاء برج المراقبة ان يفعلوا؟‏ كتب رصل:‏ «اذا كانت الكنيسة التي بها انتم مرتبطون تعيش في اتحاد زنى مع العالم يجب عليكم،‏ اذا اردتم ان تُبقوا ثيابكم بيضاء،‏ ان تتركوها.‏» لم يفهم رصل وعشراؤه آنذاك المدى التام لتأثير بابل العظيمة.‏ ومع ذلك،‏ جرى حثّ قرَّاء برج المراقبة على الانفصال عن الانظمة الكنسية التي كانت فاسدة وعالمية.‏ —‏ يوحنا ١٨:‏٣٦‏.‏

‏«حقُّه اسر قلبي فورا»‏

ان نشر حقائق الكتاب المقدس اتخذ خطوة مهمة الى الامام في السنة ١٨٨٦ بإصدار المجلد الاول من سلسلة الكتب الموعود بها المدعوة الفجر الالفي،‏ بقلم ت.‏ ت.‏ رصل.‏ ودُعي المجلد الاول The Divine Plan of the Ages  (‏نظام الدهور الالهي‏)‏.‏ وقد احتوى دروسا حول ١٦ موضوعا،‏ مثل «اثبات وجود خالق ذكي اسمى،‏» «النظر الى الكتاب المقدس كاعلان الهي في ضوء العقل،‏» «رجوع ربنا —‏ هدفه،‏ ردّ كل شيء،‏» و «السماح بالشر وعلاقته بقصد اللّٰه.‏» وأخيرا،‏ كتب ت.‏ ت.‏ رصل خمسة كتب اخرى من سلسلة الفجر الالفي.‏ *

لم يعش رصل ليكتب المجلد السابع المنتظَر للسلسلة،‏ لكنَّ التوزيع الواسع الانتشار للمجلدات الستة التي اكملها لقي تجاوبا ايجابيا عند الاشخاص المستقيمي القلوب.‏ «ان كتابكم الفجر الالفي وصلني في الخريف الماضي،‏» كتبت امرأة في السنة ١٨٨٩،‏ «وكان ذلك اول مرة ارى فيها مؤلَّفا كهذا.‏ تسلَّمته يوم السبت مساء،‏ بدأت بقراءته فورا،‏ ولم اضعه جانبا إلا عندما كنت مجبَرة،‏ حتى انتهيت منه.‏ وحقُّه اسر قلبي فورا؛‏ فانسحبت حالا من الكنيسة المشيخية حيث كنت لفترة طويلة اتلمَّس طريقي في الظلام بحثا عن الحق،‏ ولم اجده.‏»‏

كانت تلزم شجاعة حقيقية في تلك الايام لينسحب المرء من كنيسته.‏ وقد اظهرت ذلك امرأة في مانيتوبا،‏ كندا،‏ امتلكت الفجر الالفي في السنة ١٨٩٧.‏ في البداية حاولت ان تبقى مع كنيستها وتعلِّم في مدارس الاحد المحلية.‏ وأتى اليوم،‏ في السنة ١٩٠٣،‏ حين قررت ان تترك الكنيسة.‏ فوقفت وأخبرت جميع الحاضرين لماذا شعرت بأنه يجب ان تنفصل عن الكنيسة.‏ وحاولت الجارة الاقرب (‏الشخص العزيز على الناس في المجتمعات الصغيرة في تلك الايام)‏ ان تقنعها بأن ترجع الى الكنيسة.‏ لكنها وقفت ثابتة،‏ مع انه لم تكن هنالك اية جماعة لتلاميذ الكتاب المقدس في الجوار.‏ وكما وصف ابنها في ما بعد وضعها:‏ «لا خادم درْس [شيخ] للاتكال عليه.‏ لا اجتماعات.‏ قلب منسحق.‏ كتاب مقدس بالٍ.‏ ساعات طويلة من الصلاة.‏»‏

فماذا كان هنالك في الفجر الالفي،‏ برج المراقبة‏،‏ والمطبوعات الاخرى للجمعية مما اسر قلوب الناس ودفعهم الى اتخاذ اجراء حاسم كهذا؟‏ اتخذ ت.‏ ت.‏ رصل اقترابا لشرح تعاليم الكتاب المقدس مختلفا عن كتبة كثيرين في ايامه.‏ فقد آمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه المعصومة من الخطإ وأن تعاليمه يجب ان تكون منسجمة.‏ ولذلك شعر بأنه اذا كان ايّ جزء من الكتاب المقدس صعب الفهم،‏ يجب توضيحه وتفسيره بواسطة جزء آخر من الكلمة الموحى بها.‏ فلم يحاول ان يدعم التفسيرات التي كان يقدِّمها بشهادة اللاهوتيين في ايامه او بآ‌راء المدعوين آباء الكنيسة الباكرة.‏ وكما كتب في المجلد ١ من الفجر الالفي:‏ «نعتقد انه ضعف شائع في الوقت الحاضر وكل الاوقات ان يؤمن البشر بمعتقدات معيَّنة لأن آخرين،‏ ممن يثقون بهم،‏ آمنوا بها.‏ .‏ .‏ .‏ فيجب على طالبي الحق ان يفرغوا آنيتهم من مياه التقليد العَكِرة ويملأوها من ينبوع الحق —‏ كلمة اللّٰه.‏»‏

واذ تجاوب عدد متزايد من طالبي الحق هؤلاء مع ما قرأوه في مطبوعات جمعية برج المراقبة،‏ صار بعض التغييرات غير المتوقعة ضروريا في ألليڠيني.‏

المركز الرئيسي في بيت الكتاب المقدس

ان تلاميذ الكتاب المقدس في ألليڠيني،‏ المقترنين بنشر برج المراقبة،‏ اعتُبروا الاكثر خبرة في القيام بعمل الرب ونُظر اليهم من قبل كل الكنائس،‏ او الجماعات،‏ بصفتهم الذين يأخذون القيادة.‏ وفي البداية كانت لديهم مكاتب للمركز الرئيسي في ١٠١ الجادَّة الخامسة،‏ پيتسبورڠ،‏ وفي ما بعد في ٤٤ شارع فيديرال،‏ ألليڠيني.‏ ولكن،‏ في اواخر ثمانينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ صار التوسُّع ضروريا.‏ ولذلك رتَّب رصل لبناء تسهيلات اوسع.‏ وفي السنة ١٨٨٩ أُكمل بناء قرميدي من اربع طبقات في ٥٦-‏٦٠ شارع آرْك،‏ ألليڠيني.‏ وقُدِّر ثمنه بـ‍ ٠٠٠‏,٣٤ دولار اميركي،‏ وكان معروفا ببيت الكتاب المقدس.‏ وخدم كمركز رئيسي للجمعية نحو ١٩ سنة.‏

واعتبارا من السنة ١٨٩٠ صارت عائلة بيت الكتاب المقدس الصغيرة تخدم حاجات مئات عديدة من عشراء جمعية برج المراقبة النشاطى.‏ ولكن اذ تقدَّم عقد تسعينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ اظهر عدد اكبر من الناس اهتماما بما يفعله هؤلاء.‏ وفي الواقع،‏ بحسب تقرير غير كامل نُشر في برج المراقبة،‏ في ٢٦ آذار ١٨٩٩،‏ جرى الاحتفال بذكرى موت المسيح في ٣٣٩ اجتماعا مختلفا مع ٥٠١‏,٢ مساهم.‏ ولكن،‏ ماذا كان سيساعد على ابقاء العدد المتزايد من تلاميذ الكتاب المقدس متحدين؟‏

توحيد الرعية المتزايدة

شجَّع ت.‏ ت.‏ رصل جميع قرَّاء برج المراقبة ان يجتمعوا حيثما استطاعوا ليشكِّلوا فِرقا،‏ صغيرة او كبيرة،‏ بهدف بنيان واحدهم الآخر روحيا.‏ وكانت مشورة الاسفار المقدسة تُزوَّد من خلال اعمدة برج المراقبة.‏ والممثِّلون الجائلون لجمعية برج المراقبة كانوا يُرسَلون ايضا من المركز الرئيسي للبقاء على اتصال بالفِرق المختلفة ولبنائهم روحيا.‏

وبين حين وآخر،‏ كانت هنالك ايضا محافل خصوصية يحضرها تلاميذ الكتاب المقدس من اماكن كثيرة.‏ «هذه دعوة خصوصية لكل قارئ يستطيع ان يأتي،‏» حثَّ عدد آذار ١٨٨٦ (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة.‏ وماذا كانت المناسبة؟‏ الاحتفال السنوي بذكرى عشاء الرب الذي كان سيُعقد يوم الاحد في ١٨ نيسان ١٨٨٦ في ألليڠيني.‏ ولكن،‏ جرى التخطيط لاكثر من ذلك:‏ وُضع برنامج لسلسلة من الاجتماعات الخصوصية خلال امسيات الاسبوع التالي.‏ وتلاميذ الكتاب المقدس في ألليڠيني فتحوا بيوتهم —‏ وقلوبهم —‏ مجانا للمندوبين الزائرين.‏ وطوال السنوات القليلة التالية،‏ عُقدت محافل مماثلة في ألليڠيني في وقت ذكرى موت الرب.‏

وفي اواخر تسعينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ بدأ تنظيم المحافل في اماكن عديدة.‏ وتكرارا ألقى ت.‏ ت.‏ رصل خطابات في هذه المناسبات.‏ فكيف كانت الحال عند الاستماع اليه؟‏

ذكر رالف لِفْلَر،‏ الذي سمع ت.‏ ت.‏ رصل يتكلم:‏ «عندما يكون على المنبر امام حضور،‏ كان دائما يلبس سترة سوداء طويلة وربطة عنق بيضاء.‏ وصوته لم يكن عاليا،‏ ولم يكن يستعمل ميكروفونا او مكبِّرا للصوت،‏ لأنهما لم يكونا قد اختُرعا؛‏ ومع ذلك،‏ كان صوته ينفذ دائما بطريقة ما الى ابعد جزء في قاعة الاستماع.‏ وكان يستطيع ان يستأسر انتباه حضور ضخم ليس لساعة واحدة فقط بل احيانا لساعتين او ثلاث.‏ وكان دائما يستهل محاضرته بانحناءة لطيفة للحضور.‏ وعندما يتكلم،‏ لم يكن يقف دون حراك كتمثال،‏ وإنما كان دائما يتحرك،‏ يومئ بذراعيه ويخطو من جانب الى جانب او من الامام الى الوراء.‏ ولم اره مرة يحمل اية ملاحظات او مخطوطة في يديه —‏ فقط الكتاب المقدس،‏ الذي كان يستعمله كثيرا جدا.‏ وكان يتكلم من القلب وبطريقة مقنعة جدا.‏ وعادة كان الشيء الوحيد على المنبر في تلك الايام طاولة صغيرة عليها كتاب مقدس وإبريق ماء وكوب كان الخطيب يتناول منه احيانا رشفة ماء.‏»‏

كانت تلك المحافل الباكرة فترات من الرفقة الدافئة والانتعاش الروحي.‏ وقد عملت على تقوية وحدة كل تلاميذ الكتاب المقدس وعلى اعلان حقائق الكتاب المقدس.‏ وفي تلك الاثناء،‏ اذ كان عقد تسعينات الـ‍ ١٨٠٠ يقترب من نهايته،‏ اتضح لتلاميذ الكتاب المقدس ان هنالك الكثير جدا لانجازه في نشر حق الكتاب المقدس.‏ ولكنهم كانوا لا يزالون قليلي العدد نسبيا.‏ فهل كانت هنالك طريقة للوصول الى ملايين من الناس اكثر ممن يمكن الاتصال بهم بالطرائق المستعملة آنذاك؟‏ حقا كانت هنالك طريقة!‏

فتح باب «التبشير بواسطة الصحف»‏

بحلول نهاية القرن الـ‍ ١٩،‏ كانت شبكة خطوط التلڠراف تملأ العالم.‏ وكان الاتصال التلڠرافي رخيص الثمن وسريعا؛‏ وأحدث ثورة في الصحافة.‏ فكان يمكن نقل الاخبار بسرعة عبر مسافات طويلة وطبعها في الصحف.‏ وفي الجزء الباكر من القرن الـ‍ ٢٠،‏ رأى ت.‏ ت.‏ رصل وعشراؤه ان الصحف طريقة فعَّالة للوصول الى اعداد كبيرة من الناس.‏ قال رصل لاحقا:‏ «صارت الصحيفة العامل الرئيسي في الحياة اليومية للعالم المتمدِّن.‏»‏

اعلن عدد ١ كانون الاول ١٩٠٤ (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة ان مواعظ ت.‏ ت.‏ رصل تظهر في ثلاث صحف.‏ والعدد التالي من برج المراقبة،‏ تحت العنوان «التبشير بواسطة الصحف،‏» ذكر:‏ «وهكذا كانت ملايين المواعظ تنتشر في كل مكان؛‏ وبعضها على الاقل عمل خيرا.‏ وان شاء الرب يسرُّنا ان نرى هذا ‹الباب› مفتوحا دائما،‏ او حتى مفتوحا بشكل اوسع ايضا.‏» لقد فُتح باب «التبشير بواسطة الصحف» بشكل اوسع ايضا.‏ وفي الواقع،‏ بحلول السنة ١٩١٣ قُدِّر انه بواسطة ٠٠٠‏,٢ صحيفة وصلت مواعظ رصل الى ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٥ قارئ!‏

ولكن كيف تمكَّن رصل من طبع موعظة اسبوعية حتى عندما يكون مسافرا؟‏ كان يرسل كل اسبوع بواسطة التلڠراف موعظة (‏بطول عمودَي صحيفة تقريبا)‏ الى وكالة صحف.‏ والوكالة،‏ بدورها،‏ كانت تعيد ارسالها تلڠرافيا الى صحف في الولايات المتحدة،‏ كندا،‏ وأوروپا.‏

كان رصل مقتنعا بأن الرب كان قد فتح باب الكرازة بواسطة الصحف بشكل واسع.‏ وخلال العقد الاول من القرن الـ‍ ٢٠،‏ صارت رسالة الكتاب المقدس التي اعلنها رصل وعشراؤه معروفة بشكل واسع من خلال مواعظ الصحف هذه.‏ والمطبوعة التي تدعى ذا كونتيننت ذكرت مرة عن رصل:‏ «يُقال ان لكتاباته انتشارا في الصحف كل اسبوع اكثر من تلك التي لأي انسان حي آخر؛‏ اكثر على الارجح من الانتشار المشترك لكتابات كل الكهنة والكارزين في اميركا الشمالية.‏»‏

الانتقال الى بروكلين

اذ نالت الكرازة بواسطة الصحف زخما،‏ بحث تلاميذ الكتاب المقدس عن مكان آخر يُصدرون منه المواعظ.‏ ولماذا؟‏ لقد صار بيت الكتاب المقدس في ألليڠيني صغيرا جدا.‏ وجرى الاعتقاد ايضا انه اذا صدرت مواعظ رصل من مدينة اكبر ومعروفة اكثر،‏ فسيؤدي ذلك الى نشر المواعظ في صحف اكثر.‏ ولكن اية مدينة؟‏ اوضحت برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول ١٩٠٨ (‏بالانكليزية)‏:‏ «وصلنا معا،‏ بعد طلب التوجيه الالهي،‏ الى القرار ان بروكلين،‏ نيويورك،‏ التي عدد كبير من السكان فيها من الطبقة الوسطى،‏ والتي تُعرف بـ‍ ‹مدينة الكنائس،‏› يمكن ان تكون،‏ لهذه الاسباب،‏ مركزنا الاكثر ملاءمة لعمل الحصاد خلال السنوات القليلة الباقية.‏»‏

لذلك،‏ في السنة ١٩٠٨،‏ أُرسل عدة ممثِّلين لجمعية برج المراقبة،‏ بمن فيهم مستشارها القانوني جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ الى مدينة نيويورك.‏ وهدفهم؟‏ الحصول على عقار كان ت.‏ ت.‏ رصل قد وجده في رحلة ابكر.‏ فاشتروا «بتل پلايموث» القديم،‏ الواقع في ١٣-‏١٧ شارع هيكس،‏ بروكلين.‏ وكان قد استُخدم كبناء ارسالي للكنيسة الجماعية المجاورة في پلايموث،‏ حيث خدم ذات مرة هنري وورد بيتشر كقس.‏ واشترى ممثِّلو الجمعية ايضا منزل بيتشر السابق،‏ بناء من الحجر الاسمر بأربع طبقات في ١٢٤ كولومبيا هايتس،‏ على بُعد بضعة مبانٍ ضخمة.‏

وبناء شارع هيكس عُدِّلت بنيته وسُمِّي «مسكن بروكلين.‏» وقد اشتمل على مكاتب الجمعية وقاعة استماع.‏ وبعد اصلاحات كثيرة،‏ صار منزل بيتشر السابق في ١٢٤ كولومبيا هايتس البيت الجديد لهيئة مستخدَمي مركز الجمعية الرئيسي.‏ فماذا كان سيُدعى؟‏ اوضحت برج المراقبة عدد ١ آذار ١٩٠٩ (‏بالانكليزية)‏:‏ «سندعو البيت الجديد ‹بيت ايل› [ومعناه،‏ «بيت اللّٰه»].‏»‏ *

نال «التبشير بواسطة الصحف،‏» كما كان يُدعى،‏ زخما بعد الانتقال الى بروكلين.‏ لكنَّ ذلك لم يكن الطريقة الوحيدة للوصول الى جماهير الناس.‏

توسيع المناداة بالبشارة

في السنة ١٩١٢،‏ شرع رصل وعشراؤه في مغامرة تعليمية جريئة كانت سابقة جدا لأوانها.‏ وفي الواقع،‏ كانت للوصول الى ملايين الناس حول العالم.‏ لقد كانت «رواية الخلق المصوَّرة» —‏ مزيج من فيلم سينمائي وعرض للصور المنزلقة متزامنين مع تسجيلات موسيقية وخطابات على اسطوانات فونوڠرافية.‏ لقد كانت بطول ثماني ساعات تقريبا وكانت تُقدَّم في اربعة اجزاء.‏ والى جانب ‹الرواية المصوَّرة› المألوفة،‏ صارت «رواية يوريكا (‏Eureka‏)‏،‏» المؤلَّفة إما من المحاضرات المسجَّلة والتسجيلات الموسيقية او الاسطوانات مع الصور المنزلقة،‏ متوافرة ايضا.‏ ومع انه كانت تنقصها الافلام السينمائية،‏ إلا انها كانت تُقدَّم بنجاح في المناطق السكنية الاقل كثافة.‏

تخيَّلوا المشهد التاريخي:‏ في كانون الثاني ١٩١٤،‏ خلال عصر السينما الصامتة،‏ * اجتمع حضور من ٠٠٠‏,٥ في ذا تمْپِلْ،‏ بناء في الشارع الـ‍ ٦٣ الغربي،‏ في مدينة نيويورك.‏ وكثيرون آخرون لم يكن ادخالهم ممكنا لسبب ضيق المكان.‏ والمناسبة؟‏ العرض الاول في نيويورك لـ‍ «رواية الخلق المصوَّرة»!‏ وكانت هنالك امام الحضور شاشة افلام سينمائية كبيرة.‏ واذ كانوا يشاهدون —‏ ويسمعون —‏ حدث شيء مدهش حقا.‏ ت.‏ ت.‏ رصل،‏ الذي كان آنذاك في اوائل ستيناته،‏ ظهر على الشاشة.‏ وابتدأت شفتاه تتحركان،‏ وسُمعت كلماته!‏ واذ استمر العرض،‏ اخذ اولئك الحاضرين —‏ بواسطة الكلمات،‏ الصور الملونة،‏ والموسيقى —‏ من خلق الارض الى نهاية حكم المسيح الالفي.‏ وخلال العرض رأوا ايضا (‏بواسطة التصوير السريع)‏ امورا اخرى اذهلتهم —‏ تفتُّح زهرة ونقْف فرخ لبيضة.‏ فتأثروا حقا!‏

وبحلول نهاية السنة ١٩١٤،‏ كانت ‹الرواية المصوَّرة› قد عُرضت امام ملايين الناس في اميركا الشمالية،‏ اوروپا،‏ نيوزيلندا،‏ وأوستراليا.‏ وبرهنت ‹الرواية المصوَّرة› فعلا انها وسيلة فعَّالة للوصول الى جماهير الناس في فترة قصيرة نسبيا من الوقت.‏

وفي هذه الاثناء،‏ ماذا عن تشرين الاول ١٩١٤؟‏ طوال عقود نادى رصل وعشراؤه بأن ازمنة الامم ستنتهي في السنة ١٩١٤.‏ وكانت التوقعات شديدة.‏ لقد كان ت.‏ ت.‏ رصل انتقاديا لاولئك الذين كانوا قد وضعوا تواريخ مختلفة لرجوع الرب،‏ مثل وليم ميلر وبعض فرق «المؤمنين بالمجيء الثاني.‏» ولكن،‏ من وقت اقترانه الباكر بنلسون باربور،‏ صار مقتنعا بأن هنالك جدول تواريخ دقيقا،‏ مؤسسا على الكتاب المقدس،‏ وأنه يشير الى السنة ١٩١٤ بصفتها نهاية ازمنة الامم.‏

واذ اقتربت تلك السنة المهمة،‏ كانت هنالك توقعات عظيمة بين تلاميذ الكتاب المقدس،‏ ولكن ليس كل ما توقعوه كان مذكورا بشكل مباشر في الاسفار المقدسة.‏ فماذا كان سيحدث؟‏

‏[الحواشي]‏

^ The Watch Tower  (‏برج المراقبة )‏‏،‏ ١٥ تموز ١٩٠٦،‏ ص ٢٢٩ (‏بالانكليزية)‏.‏

^ لم يكن باربور ولا رصل اول مَن يشرح رجوع الرب كحضور غير منظور.‏ ففي وقت ابكر بكثير،‏ كان السّر إسحق نيوتن (‏١٦٤٢-‏١٧٢٧)‏ قد كتب ان المسيح سيعود ويحكم «بشكل غير منظور للناس.‏» وفي السنة ١٨٥٦،‏ كان جوزيف سايس،‏ قس لوثري في فيلادلفيا،‏ پنسلڤانيا،‏ قد كتب عن مجيء ثانٍ بمرحلتين —‏ پاروسيا،‏ او حضور،‏ غير منظور،‏ يليه استعلان منظور.‏ ثم،‏ في السنة ١٨٦٤،‏ كان بنيامين ولسون قد نشر مؤكد اللسانين الذي له،‏ مع كلمة «حضور» ما بين السطور،‏ لا «مجيء،‏» مقابل پاروسيا،‏ وكان ب.‏ و.‏ كِيث،‏ احد عشراء باربور،‏ قد لفت انتباه باربور وعشرائه الى ذلك.‏

^ ان فهما اوضح لجدول تواريخ الكتاب المقدس نُشر في سنوات لاحقة.‏ انظروا الفصل ١٠،‏ «النمو في المعرفة الدقيقة للحق.‏»‏

^ ان عبارة «برج المراقبة» ليست محصورة في كتابات رصل او شهود يهوه.‏ فقد نشر جورج ستورز كتابا في خمسينات الـ‍ ١٨٠٠ يدعى برج المراقبة:‏ او،‏ الانسان في الموت؛‏ والرجاء بحياة مقبلة.‏ وكان الاسم مُدمَجا ايضا في عنوان منشورات دينية دورية مختلفة.‏ وهو ينشأ من فكرة المداومة على مراقبة اتمام مقاصد اللّٰه.‏ —‏ اشعياء ٢١:‏​٨،‏ ١١،‏ ١٢؛‏ حزقيال ٣:‏١٧؛‏ حبقوق ٢:‏١‏.‏

^ لقد كانت:‏ المجلد ٢،‏ The Time Is at Hand  (‏قد دنا الوقت‏)‏ (‏١٨٨٩)‏؛‏ المجلد ٣،‏ Thy Kingdom Come  (‏ليأتِ ملكوتك‏)‏ (‏١٨٩١)‏؛‏ المجلد ٤،‏ The Day of Vengeance  (‏ يوم الانتقام‏)‏ (‏١٨٩٧؛‏ دُعي لاحقا معركة هرمجدون‏)‏؛‏ المجلد ٥،‏ The At-one-ment Between God and Man  (‏المصالحة بين اللّٰه والناس‏)‏ (‏١٨٩٩)‏؛‏ والمجلد ٦،‏ Creation New The  (‏الخليقة الجديدة )‏ (‏١٩٠٤)‏.‏ وعندما ابتدأت مجلدات الفجر الالفي تُدعى Studies in the Scriptures  (‏دروس في الاسفار المقدسة‏)‏‏،‏ سُمِّي المجلد ١ «السلسلة ١،‏» المجلد ٢ «السلسلة ٢،‏» وهلم جرا.‏ وجرى تبنّي الاسم دروس في الاسفار المقدسة في طبعات محدودة ابتداء من حوالي تشرين الاول ١٩٠٤،‏ واستُعمل الاسم الجديد عموما اكثر ابتداء من السنة ١٩٠٦.‏

^ لاحقا،‏ جرى شراء العقار المجاور،‏ ١٢٢ كولومبيا هايتس،‏ مما وسَّع بالتالي «بيت ايل.‏» وأيضا،‏ في السنة ١٩١١ أُضيف مبنى اضافي الى مؤخر «بيت ايل،‏» مما زوَّد تجهيزات سكنية جديدة.‏

^ على الرغم من انه كانت هنالك محاولات باكرة لمزج الافلام السينمائية بالصوت،‏ إلا ان عصر الافلام الناطقة أُدخل في آب ١٩٢٦ بإصدار دون جوان (‏مع موسيقى ولكن دون كلام)‏،‏ تبعه مغنّي الجاز (‏مع كلام)‏ في خريف السنة ١٩٢٧.‏

‏[النبذة في الصفحة ٥٠]‏

‏‹دُعينا لنكرز بالبشارة›‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٤٤]‏

‏«دعوهما ينميان كلاهما معا الى الحصاد»‏

ماذا حدث للمسيحية الحقة بعد القرن الاول؟‏ في ايضاح،‏ كان يسوع قد حذَّر ان ابليس سيزرع «زوانا،‏» المسيحيين الزائفين،‏ في وسط «الحنطة،‏» المسيحيين الحقيقيين،‏ ‹بني الملكوت.‏› وكان كلاهما سينميان معا الى «الحصاد،‏» «اختتام نظام الاشياء.‏» (‏متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏،‏ ع‌ج)‏ وفي اثناء الارتداد العظيم الذي تطوَّر بعد موت الرسل،‏ سيطر «الزوان» لقرون عديدة.‏

ولكن ماذا عن «الحنطة»؟‏ مَن كانوا بين ‹بني الملكوت› في اثناء الارتداد الذي دام قرونا؟‏ لا يمكننا ان نقول ذلك بيقين تام.‏ فالزوان الحرفي في ايضاح يسوع يُعتبر عموما زوانا مُسْكِرا،‏ يشبه كثيرا الحنطة حتى ينضج،‏ حيث يصير ممكنا تمييزه بسهولة من الحنطة ببزوره السوداء الاصغر.‏ وبشكل مماثل،‏ عند «الحصاد» فقط يمكن صنع تمييز واضح بين المسيحيين الزائفين و ‹بني الملكوت› الحقيقيين.‏ لهذا السبب،‏ قال يسوع:‏ «دعوهما ينميان كلاهما معا الى الحصاد.‏» فالمسيحية الحقة،‏ اذًا،‏ لم تُستأصل قط كاملا.‏

على مر القرون كان هنالك دائما محبون للحق.‏ فلنذكر عددا قليلا منهم فقط:‏ جون ويكلِف (‏نحو ١٣٣٠-‏١٣٨٤)‏ ووليم تِندَل (‏نحو ١٤٩٤-‏١٥٣٦)‏ ايَّدا عمل ترجمة الكتاب المقدس حتى الى حدّ المخاطرة بحياتهما او حريتهما.‏ فوفڠَنڠ فابريتسيوس كاپيتو (‏١٤٧٨-‏١٥٤١)‏،‏ مارتن سيلاريوس (‏١٤٩٩-‏١٥٦٤)‏،‏ يوهانس كامپانِس (‏نحو ١٥٠٠-‏١٥٧٥)‏،‏ وتوماس إملِن (‏١٦٦٣-‏نحو ١٧٤١)‏ قبلوا الكتاب المقدس بصفته كلمة اللّٰه ورفضوا الثالوث.‏ هنري ڠرُو (‏١٧٨١-‏١٨٦٢)‏ وجورج ستورز (‏١٧٩٦-‏١٨٧٩)‏ لم يقبلا الكتاب المقدس ويرفضا الثالوث فحسب بل عبَّرا ايضا عن التقدير لذبيحة المسيح الفدائية.‏

وعلى الرغم من اننا لا نستطيع ان نحدِّد تماما هوية ايٍّ من اشخاص كهؤلاء بصفته «الحنطة» في ايضاح يسوع،‏ فبالتأكيد «يعرف يهوه الذين هم له.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٩‏،‏ ع‌ج.‏

‏[الاطار في الصفحة ٤٥]‏

جورج و.‏ سْتِتْسون —‏ ‹رجل ذو مقدرة متميزة›‏

اعترف ت.‏ ت.‏ رصل شاكرا بالمساعدة التي اعطاه اياها جورج و.‏ سْتِتْسون،‏ من إدِنبورو،‏ پنسلڤانيا،‏ في درس الاسفار المقدسة.‏ مات سْتِتْسون في ٩ تشرين الاول ١٨٧٩،‏ بعمر ٦٤ سنة.‏ وفي الشهر التالي حملت «برج المراقبة» اعلانا يخبر بموت سْتِتْسون اظهر فيه رصل البالغ من العمر ٢٧ سنة احتراما عميقا له.‏ «كان اخونا رجلا ذا مقدرة متميزة،‏» كتب رصل،‏ «وقد تنازل عن آمال مشرقة بالاكرام العالمي والسياسي لتتسنى له الكرازة بالمسيح.‏» وكان طلب سْتِتْسون عند موته ان يلقي ت.‏ ت.‏ رصل عظة مأتمه؛‏ فلبَّى رصل الطلب.‏ «حضر خدمات المأتم نحو ألف ومئتي شخص،‏» ذكر رصل،‏ «مما اعطى دليلا على الاعتبار الرفيع الذي كان اخونا يحظى به.‏» —‏ «برج المراقبة،‏» تشرين الثاني ١٨٧٩ (‏بالانكليزية)‏.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٤٦]‏

جورج ستورز —‏ «صديق وأخ»‏

شعر ت.‏ ت.‏ رصل بأنه مدين لجورج ستورز،‏ الذي كان اكبر منه بنحو ٥٦ سنة.‏ فكان رصل قد تعلَّم الكثير من ستورز عن فناء النفس.‏ لذلك عندما مرض ستورز على نحو خطير في وقت متأخر من السنة ١٨٧٩،‏ ابدى رصل استعداده ليطبع في «برج المراقبة» بيانا عن حالة ستورز.‏ «ان اخانا،‏» كتب رصل،‏ «محرِّر ‹فاحص الكتاب المقدس› لفترة طويلة معروف لدى اغلبية قرَّائنا؛‏ وأيضا ان المرض القاسي اجبره على ايقاف نشر مجلته.‏» وفي رأي رصل،‏ كانت لدى ستورز «اسباب كثيرة ليشكر اللّٰه على حصوله على امتياز قضاء حياة طويلة وحياة مكرَّسة للسيد.‏» مات ستورز في ٢٨ كانون الاول ١٨٧٩،‏ بعمر ٨٣ سنة.‏ وظهر اعلان موته في عدد شباط ١٨٨٠ (‏بالانكليزية)‏ من «برج المراقبة،‏» التي قالت:‏ «تحزننا خسارة صديق وأخ في المسيح ولكن ‹ليس كالذين لا رجاء لهم.‏›»‏

‏[الصورة]‏

جورج ستورز

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٤٨]‏

‏«أترك الـ‍ ‹بشير› معك»‏

في ربيع السنة ١٨٧٩،‏ سحب ت.‏ ت.‏ رصل كل دعم من مجلة «بشير الصباح،‏» التي كان قد اشترك في نشرها مع ن.‏ ه‍.‏ باربور.‏ وفي رسالة الى باربور مؤرخة في ٣ ايار ١٨٧٩،‏ اوضح رصل سببه:‏ «لقد نشأ خلاف في الرأي بيننا بخصوص تعليم كلمة ابينا [في ما يتعلق بالقيمة التعويضية للفدية] ومع انني امدحك على كل الاخلاص والامانة في آرائك،‏ اللذين ادَّعي امتلاكهما في الرأي المخالف،‏ إلا انه يجب ان يوجِّهني فهمي الخاص لكلمة ابينا،‏ وبالتالي اعتقد انك على خطإ.‏ .‏ .‏ .‏ ونقاط الاختلاف تبدو لي اساسية ومهمة جدا حتى ان الرفقة والانسجام الكاملَين،‏ كاللذين يجب ان يوجدا بين الناشرين والمحررين لصحيفة او مجلة،‏ لم يعودا يوجدان بينك وبيني،‏ ولأن هذه هي الحال،‏ اشعر بأن علاقتنا يجب ان تتوقف.‏»‏

وفي رسالة تابعة مؤرخة في ٢٢ ايار ١٨٧٩،‏ كتب رصل:‏ «الآن أترك الـ‍ ‹بشير› معك.‏ وانسحب كاملا منها،‏ غير طالب شيئا منك .‏ .‏ .‏ فمن فضلك أَعلن في العدد التالي من الـ‍ ‹بشير› فسخ الشركة واسحب اسمي.‏» وابتداء من عدد حزيران ١٨٧٩،‏ لم يعد اسم رصل يظهر كمحرر مساعد في الـ‍ «بشير.‏»‏

استمر باربور في نشر الـ‍ «بشير» حتى السنة ١٩٠٣ حين،‏ بحسب السجلات المكتبية المتوافرة،‏ توقفت عن النشر.‏ ومات باربور بعد عدة سنوات،‏ في السنة ١٩٠٦.‏

‏[الصورة]‏

نلسون ه‍.‏ باربور

‏[الاطار في الصفحة ٥٤]‏

لماذا دُعي راعيا

كان يُشار الى تشارلز تاز رصل من قبل عشرائه بصفته الراعي (‏Pastor)‏ رصل.‏ ولماذا؟‏ لسبب نشاطاته في رعاية رعية اللّٰه.‏ تذكر افسس ٤:‏١١ ان المسيح سيعطي البعض لجماعته ك‍ «رعاة» (‏«ترجمة الملك جيمس»)‏.‏ وقد خدم الاخ رصل بالتأكيد كراعٍ روحي في الجماعة المسيحية.‏

ونظرا الى عمل الرعاية الذي كان يقوم به تحت سلطة الراعي الرئيسي،‏ يسوع المسيح،‏ اعترفت بعض الجماعات بواسطة التصويت بأنه راعيهم.‏ ولم يكن ذلك لقبا منتحَلا ذاتيا.‏ والفريق الاول الذي صوَّت له ليكون راعيهم كان الجماعة في پيتسبورڠ،‏ پنسلڤانيا،‏ في السنة ١٨٨٢.‏ وبعد ذلك،‏ صوَّتت له كراعٍ ٥٠٠ جماعة اخرى تقريبا،‏ في الولايات المتحدة وبريطانيا.‏

وفي ذلك الحين،‏ كان امرا عاديا ان تصوِّت الجماعات كل سنة لاولئك الذين يشرفون بينهم.‏ أما اليوم فلا يجري انتخاب الشيوخ المسيحيين بين شهود يهوه من قبل الجماعات المحلية بل تعيِّنهم الهيئة الحاكمة لشهوه يهوه.‏ ويُمارَس الانتباه ايضا لئلا تُستعمل تعابير مثل «راعٍ» او «شيخ» كألقاب للمخاطبة.‏

‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٥٦ و ٥٧]‏

‏«رواية الخلق المصوَّرة»‏

تألَّفت «رواية الخلق المصوَّرة» من افلام سينمائية وعرض للصور المنزلقة،‏ متزامنة مع الصوت.‏ وهذا العرض المدهش اخذ الحضور من زمن الخلق الى نهاية الحكم الالفي.‏

وجرى تحضير ٢٠ مجموعة على الاقل من اربعة اجزاء،‏ مما جعل عرض الجزء الواحد من ‹الرواية المصوَّرة› ممكنا في ٨٠ مدينة مختلفة كل يوم.‏ وقد كان تحديا حقيقيا الايفاء بهذه الارتباطات الـ‍ ٨٠.‏ فبرامج مواعيد القطار لم تكن دائما ملائمة.‏ والجماعات لم تتمكن دائما من استئجار امكنة للعرض في التواريخ المطلوبة.‏ ومع ذلك،‏ بحلول نهاية السنة ١٩١٤،‏ كانت ‹الرواية المصوَّرة› قد عُرضت امام حضور بلغ مجموعه اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٩ في اميركا الشمالية،‏ اوروپا،‏ وأوستراليا.‏

‏[الصور]‏

‏«سيناريو» ‹الرواية المصوَّرة،‏› الذي تضمَّن المحاضرات والكثير من الايضاحات

مسرحان استُخدما كامل الوقت من اجل عروض ‹الرواية المصوَّرة›‏

شيكاڠو

نيويورك

آلة عرض الفيلم

آلة عرض الصور المنزلقة

اسطوانات فونوڠرافية

صور منزلقة من ‹الرواية المصوَّرة›‏

نشرة اعلانية

‏[الاطار في الصفحة ٦٠]‏

‏«ترقَّبوا السنة ١٩١٤!‏»‏

عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى في السنة ١٩١٤،‏ ذكرت «العالم،‏» صحيفة رئيسية آنذاك في مدينة نيويورك،‏ في زاويتها الخاصة:‏ «ان نشوب الحرب المروِّعة في اوروپا تمَّم نبوة فوق العادة.‏ .‏ .‏ .‏ ‹ترقَّبوا السنة ١٩١٤!‏› كانت صرخة مئات المبشرين الجائلين الذين،‏ اذ مثَّلوا هذا الايمان الغريب [المقترن برصل]،‏ جابوا البلاد معلنين العقيدة ان ‹ملكوت اللّٰه قريب.‏›» —‏ «مجلة العالم،‏» ٣٠ آب ١٩١٤.‏

‏[الصورة في الصفحة ٤٢]‏

تشارلز تاز رصل

‏[الصورة في الصفحة ٤٣]‏

جوزيف ل.‏ رصل،‏ والد تشارلز،‏ كان عضوا في صف درس الكتاب المقدس في ألليڠيني وعشيرا لصيقا لابنه في نشاطات جمعية برج المراقبة حتى موته في السنة ١٨٩٧

‏[الصور في الصفحة ٥١]‏

وزع تلاميذ الكتاب المقدس عشرات الملايين من النشرات التي شهَّرت الخطأ الديني،‏ اوضحت حقائق الاسفار المقدسة،‏ وأعلنت السنة المهمة ١٩١٤

‏[الصورة في الصفحة ٥٣]‏

كتب ت.‏ ت.‏ رصل ستة مجلدات من «الفجر الالفي» (‏١٨٨٦ الى ١٩٠٤)‏ بالاضافة الى النشرات،‏ الكراريس،‏ ومقالات «برج المراقبة» طوال فترة ٣٧ سنة تقريبا

‏[الصورة في الصفحة ٥٢]‏

عندما كان يلقي محاضرات عامة،‏ لم يكن الاخ رصل يستعمل اية ملاحظات،‏ وكان دائما يتحرك —‏ يومئ بذراعيه ويخطو في كل جهة من المنبر

‏[الصور في الصفحة ٥٩]‏

قُدِّر انه في احدى السنوات،‏ بواسطة ٠٠٠‏,٢ صحيفة،‏ وصلت مواعظ ت.‏ ت.‏ رصل الى ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٥ قارئ