الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

أَعلنوا الملك والملكوت!‏ (‏١٩١٩-‏١٩٤١)‏

أَعلنوا الملك والملكوت!‏ (‏١٩١٩-‏١٩٤١)‏

الفصل ٧

أَعلنوا الملك والملكوت!‏ (‏١٩١٩-‏١٩٤١)‏

‏«هل تؤمنون بأن ملك المجد قد بدأ حكمه؟‏ اذًا،‏ عودوا الى الحقل انتم يا ابناء العلي!‏ تقلَّدوا سلاحكم!‏ كونوا صاحين،‏ كونوا حذرين،‏ كونوا نشاطى،‏ كونوا شجعانا.‏ كونوا شهودا امناء وحقيقيين للرب.‏ امضوا قُدُما في القتال الى ان يخرب كل اثر لبابل.‏ أَعلنوا الرسالة في كل مكان.‏ فيجب ان يعرف العالم ان يهوه هو اللّٰه وأن يسوع المسيح هو ملك الملوك ورب والارباب.‏ هذا هو يوم الايام قاطبة.‏ هوذا الملك يحكم!‏ وأنتم وكلاء اعلانه.‏ لذلك أعلنوا،‏ أَعلنوا،‏ أَعلنوا،‏ الملك وملكوته.‏»‏

ان هذه الدعوة المثيرة الى العمل التي وجَّهها ج.‏ ف.‏ رذرفورد في المحفل الاممي في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩٢٢،‏ كان لها تأثير عميق في الحاضرين.‏ فتلاميذ الكتاب المقدس غادروا ذلك المحفل برغبة متقدة في اعلان الملكوت.‏ ولكن قبل سنوات قليلة فقط،‏ بدا توقُّع الخدمة كوكلاء اعلان للملكوت ضعيفا فعلا.‏ فقد كان ج.‏ ف.‏ رذرفورد وسبعة من عشرائه في السجن،‏ ودورهم المقبل داخل الهيئة بدا غامضا.‏ فكيف امكن التغلب على هذه المصاعب؟‏

‏«أعرف شيئا عن قانون الاولياء‏»‏

جرى الترتيب لمحفل في پيتسبورڠ،‏ پنسلڤانيا،‏ في ٢-‏٥ كانون الثاني ١٩١٩،‏ خلال الوقت الذي كان فيه الاخ رذرفورد وعشراؤه في السجن.‏ لكنَّ هذا لم يكن محفلا عاديا —‏ لقد كان ممتزجا بالاجتماع السنوي لجمعية برج المراقبة يوم السبت في ٤ كانون الثاني ١٩١٩.‏ وكان الاخ رذرفورد مدركا جيدا لمعنى هذا الاجتماع.‏ وبعد ظهر يوم السبت هذا بحث عن الاخ ماكميلان ووجده في ملعب تنس السجن.‏ وبحسب ماكميلان،‏ هذا ما حدث:‏

‏«قال رذرفورد،‏ ‹ماك،‏ اريد التحدث اليك.‏›‏

‏«‹عن ايّ شيء تريد التحدث اليَّ؟‏›‏

‏«‹اريد التحدث اليك عما يجري في پيتسبورڠ.‏›‏

‏«‹ارغب في ان ألعب هذه الدورة الى النهاية.‏›‏

‏«‹ألست مهتما بما يجري؟‏ ألا تعلم انه وقت انتخاب الرسميين اليوم؟‏ فقد يجري تجاهلك وإبعادك ونبقى هنا الى الابد.‏›‏

‏«‹ايها الاخ رذرفورد،‏› قلت،‏ ‹دعني اقول لك شيئا ربما لم تفكِّر فيه.‏ هذه هي المرة الاولى منذ تأسيس الجمعية التي يمكن ان يَظهر فيها بوضوح مَن يريد يهوه اللّٰه ان يكون الرئيس.‏›‏

‏«‹ماذا تعني بذلك؟‏›‏

‏«‹اعني ان الاخ رصل كان له صوت مسيطر وقد عيَّن مختلف الرسميين.‏ والآن بكوننا غير عاملين كما يظهر يختلف الوضع.‏ أما اذا خرجنا في الوقت المحدَّد للذهاب الى ذلك المحفل الى اجتماع العمل ذاك،‏ فسندخل الى هناك وسنُقبَل لنأخذ مكان الاخ رصل بالاكرام نفسه الذي ناله.‏ وعندئذ قد يبدو ذلك وكأنه عمل انسان،‏ لا اللّٰه.‏›‏

‏«بدا رذرفورد مستغرقا في التفكير وابتعد.‏»‏

في ذلك اليوم جرى اجتماع متوتر في پيتسبورڠ.‏

‏«سيطر ارتباك،‏ خلاف،‏ ومناقشات لفترة من الوقت،‏» تذكَّرت سيرا سي.‏ كايلِن،‏ التي نشأت في منطقة پيتسبورڠ.‏ «البعض ارادوا تأجيل الاجتماع ستة اشهر؛‏ اخرون شكّوا في شرعية انتخاب رسميين كانوا في السجن؛‏ وآخرون اقترحوا رسميين جددا تماما.‏»‏

وبعد مناقشة مطوَّلة،‏ قرأ و.‏ ف.‏ هَدْجِنڠْز،‏ مدير جمعية منبر الشعوب،‏ * على الحضور رسالة من الاخ رذرفورد.‏ وفيها ارسل محبة وتحيات الى المجتمعين.‏ وحذَّر:‏ ‏«اسلحة الشيطان الرئيسية هي الكبرياء،‏ الطموح و الخوف.‏»‏  واذ اظهر رغبة في الاذعان لمشيئة يهوه،‏ اقترح ايضا بتواضع رجالا مناسبين اذا قرَّر المساهمون انتخاب رسميين جدد للجمعية.‏

واستمرت المناقشة لفترة اطول،‏ ثم عبَّر إ.‏ د.‏ سكستون،‏ الذي كان قد تعيَّن عريفا للجنة الترشيح،‏ عن رأيه قائلا:‏

‏«وصلت منذ قليل.‏ لقد تأخر قطاري ثمانيا وأربعين ساعة،‏ اذ كان محجوزا بسبب الثلج.‏ لديَّ شيء اقوله ولراحتي الخاصة من الافضل ان اقوله الآن.‏ اخوتي الاعزاء،‏ اتيت الى هنا،‏ كما فعل الباقون منكم،‏ بأفكار معيَّنة في ذهني —‏ مؤيِّدة ومعارضة.‏ .‏ .‏ .‏ ليست هنالك اية عقبة شرعية في الطريق.‏ اذا كنا نرغب في اعادة انتخاب اخوتنا في الجنوب لأي مركز يمكن ان يشغلوه،‏ فلا يمكنني ان ارى،‏ او اجد من اية نصيحة [قانونية] نلتها،‏ كيف يتعارض هذا،‏ في ايّ حالة او شكل،‏ مع مَظهر قضيتهم امام المحكمة الفيديرالية او امام الناس.‏

‏«اعتقد ان اعظم اطراء يمكن ان نقدِّمه لأخينا العزيز رذرفورد هو ان نعيد انتخابه رئيسا لجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏ ولا اعتقد ان هنالك ايّ شك في ذهن الناس بالنسبة الى اين نقف من القضية.‏ واذا كان اخوتنا بأية طريقة خالفوا من الوجهة الفنية قانونا لم يفهموه،‏ نعرف ان دوافعهم جيدة.‏ وأمام [اللّٰه] القادر على كل شيء لم يخالفوا ايّ قانون للّٰه او للانسان.‏ ويمكننا ان نظهر اعظم ثقة اذا اعدنا انتخاب الاخ رذرفورد رئيسا للجمعية.‏

‏«انا لست محاميا،‏ ولكن عندما يتعلق الامر بشرعية الوضع،‏ أعرف شيئا عن قانون الاولياء.‏ الولاء هو ما يطلبه اللّٰه.‏ ولا يمكنني ان اتخيَّل اية ثقة يمكن ان نظهرها اعظم من ان نُجري انتخابا ونعيد انتخاب الاخ رذرفورد رئيسا.‏»‏

حسنا،‏ عبَّر الاخ سكستون بوضوح عن مشاعر اغلبية الحاضرين.‏ كانت هنالك ترشيحات؛‏ جرى التصويت؛‏ فانتُخب ج.‏ ف.‏ رذرفورد رئيسا،‏ سي.‏ أ.‏ وايز نائب رئيس،‏ و و.‏ إ.‏ ڤان آمبورڠ امين السر والصندوق.‏

وفي اليوم التالي قرع الاخ رذرفورد حائط زنزانة ماكميلان وقال:‏ «أَخرج يدك.‏» ثم اعطى ماكميلان برقية تقول انه قد أُعيد انتخاب رذرفورد رئيسا.‏ «كان سعيدا جدا،‏» تذكَّر ماكميلان لاحقا،‏ «ان يرى هذا الاعراب عن التأكيد ان يهوه يدير الجمعية.‏»‏

انتهى الانتخاب،‏ لكنَّ الاخ رذرفورد والسبعة الآخرين كانوا لا يزالون في السجن.‏

‏«اهتياج في كل انحاء البلاد» لاجل السجناء

‏«خلال الاسابيع القليلة الماضية بدأ اهتياج في كل انحاء البلاد لاجل هؤلاء الاخوة،‏» ذكرت برج المراقبة عدد ١ نيسان ١٩١٩ (‏بالانكليزية)‏.‏ وكانت بعض الصحف تدعو الى اطلاق سراح ج.‏ ف.‏ رذرفورد وعشرائه.‏ وتلاميذ الكتاب المقدس في كل انحاء الولايات المتحدة اظهروا دعمهم بكتابة رسائل الى محرري الصحف،‏ اعضاء الكونڠرس،‏ اعضاء مجلس الشيوخ،‏ والحكام،‏ يحثونهم على اتخاذ اجراء لاجل السجناء الثمانية.‏ ومن الواضح ان تلاميذ الكتاب المقدس ما كانوا ليرتاحوا حتى يتحرَّر اخوتهم الثمانية.‏

وبحلول آذار ١٩١٩،‏ كان تلاميذ الكتاب المقدس في الولايات المتحدة يتداولون عريضة يطلبون فيها من الرئيس وودرو ولسون ان يستخدم نفوذه لينجز واحدا مما يلي لاجل الاخوة السجناء:‏

‏«اولا:‏ عفو تام،‏ اذا كان ذلك ممكنا الآن،‏ او

‏«ثانيا:‏ ان توجِّهوا وزارةَ العدل كي ترفض الدعوى ضدهم،‏ وأن يُطلَق سراحهم تماما،‏ او

‏«ثالثا:‏ ان يُطلَق سراحهم فورا بكفالة في انتظار القرار النهائي لقضيتهم من قبل المحاكم العليا.‏»‏

وخلال اسبوعين حصل تلاميذ الكتاب المقدس على ٠٠٠‏,٧٠٠ توقيع.‏ لكنَّ العريضة لم تُقدَّم قط الى الرئيس او الحكومة.‏ ولِمَ لا؟‏ لأنه قبل ان يحدث ذلك،‏ أُطلق سراح الرجال الثمانية بكفالة.‏ اذًا،‏ ماذا انجز عمل العريضة؟‏ ذكرت برج المراقبة عدد ١ تموز ١٩١٩ (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الدليل ساحق على ان الرب اراد ان يجري القيام بهذا العمل،‏ ليس ان يخرج الاخوة من السجن بقدر ما هو من اجل قصد الشهادة للحق.‏»‏

‏«اهلا بكم،‏ ايها الاخوة»‏

يوم الثلاثاء في ٢٥ آذار،‏ ترك الاخوة الثمانية اتلانتا متَّجهين الى بروكلين.‏ وانتشر بسرعة خبر اطلاق سراحهم.‏ لقد كان حقا مشهدا مؤثرا —‏ تلاميذ الكتاب المقدس مجتمعون في محطات القطار على طول الطريق بأمل رؤيتهم والتعبير عن الفرح باطلاق سراحهم.‏ وآخرون اندفعوا الى «بيت ايل» في بروكلين،‏ الذي كان قد أُقفل،‏ لترتيب وليمة ترحيبية.‏ وعند رجوعهم الى بروكلين،‏ في ٢٦ آذار،‏ أُطلق سراح الاخوة بكفالة ٠٠٠‏,١٠ دولار اميركي لكل واحد.‏

‏«وفورا رافقهم عدد من الاصدقاء الى ‹بيت ايل،‏› حيث كان قد اجتمع ما بين خمس وست مئة صديق للترحيب بهم،‏» اخبرت برج المراقبة عدد ١٥ نيسان ١٩١٩ (‏بالانكليزية)‏.‏ وفي غرفة الطعام كانت هنالك لافتة كبيرة تقول،‏ «اهلا بكم،‏ ايها الاخوة.‏» وبعد نحو ٥٠ سنة،‏ تذكرت مايبل هاسلَت،‏ التي كانت موجودة في تلك الوليمة:‏ «اتذكر انني صنعت مئة كعكة دونات،‏ وبدا ان الاخوة تمتعوا بها بعد تسعة اشهر من طعام السجن.‏ ولا ازال استطيع ان ارى الاخ رذرفورد يمدّ يده ليتناولها.‏ لقد كانت مناسبة لا تُنسى اذ روى هو والآخرون اختباراتهم.‏ وأذكر ايضا الاخ دَتشيكا القصير القامة واقفا على كرسي لكي يتمكَّن الجميع من رؤيته وسماعه.‏»‏

وصباح يوم الثلاثاء في ١ نيسان وصل الاخ رذرفورد الى پيتسبورڠ،‏ حيث كانت آنذاك تقع مكاتب المركز الرئيسي.‏ وهنا ايضا،‏ اذ علم الاخوة انه كان على وشك الوصول،‏ رتَّبوا وليمة جرت تلك الامسية في فندق تشاذام.‏ لكنَّ الاحوال في السجن كانت قد اخذت ضريبتها من الاخ رذرفورد.‏ فكان قد طوَّر رئة ضعيفة،‏ ونتيجة لذلك،‏ بعد اطلاق سراحه أُصيب بحالة شديدة لذات الرئة.‏ وهكذا،‏ بعد ذلك بوقت قصير،‏ ألزمته صحته الضعيفة بالذهاب الى كاليفورنيا،‏ حيث كان له بعض الاقرباء.‏

الامتحان في لوس انجلوس

والآن اذ تحرَّر الاخ رذرفورد والآخرون،‏ نشأ السؤال،‏ ماذا بشأن عمل المناداة بملكوت اللّٰه؟‏ فخلال الوقت الذي كان فيه هؤلاء الاخوة في السجن،‏ كان الاشراف التنظيمي على عمل الشهادة قد توقَّف الى حد بعيد.‏ وكان «مسكن بروكلين» قد بيع و «بيت ايل» قد أُقفل.‏ ومكاتب المركز الرئيسي في پيتسبورڠ كانت صغيرة،‏ والموارد المالية كانت محدودة.‏ والى جانب ذلك،‏ الى ايّ حد كان هنالك اهتمام حقا برسالة الملكوت؟‏ من كاليفورنيا،‏ قرَّر الاخ رذرفورد ان يرتِّب لامتحان.‏

جرى ترتيب اجتماع في قاعة استماع كْلون في لوس انجلوس،‏ يوم الاحد في ٤ ايار ١٩١٩.‏ وكان عنوان المحاضرة التي دُعي الناس اليها «الرجاء للبشرية المتضايقة.‏» لكنَّ الخطاب كان يجب ان يقدِّمه ج.‏ ف.‏ رذرفورد —‏ رجل خرج من السجن منذ فترة قصيرة.‏ ومن خلال اعلانات الصحف الواسعة،‏ وعد رذرفورد بعرض صريح للوقائع،‏ بما فيها توضيح اسباب الادانات غير الشرعية لرسميي الجمعية.‏ فهل سيهتم احد بما فيه الكفاية ليحضر؟‏

كان التجاوب عظيما.‏ وفي الواقع،‏ اتى ٥٠٠‏,٣ لسماع المحاضرة،‏ ونحو ٦٠٠ آخرين لم يُسمح لهم بالدخول لسبب ضيق المكان.‏ كان الاخ رذرفورد مسرورا!‏ ووافق ان يتكلم الى الجمع الفائض يوم الاثنين ليلا،‏ فحضر ٥٠٠‏,١.‏ لكنه كان مريضا بحيث لم يستطع انهاء تلك المحاضرة.‏ فبعد ساعة وجب ان يحلَّ محله احد العشراء.‏ ومع ذلك كان الامتحان في لوس انجلوس ناجحا.‏ فكان الاخ رذرفورد مقتنعا بأن هنالك اهتماما كبيرا برسالة الملكوت،‏ وكان مصمِّما على ان يراها مُعلَنة.‏

هيَّا الى العمل!‏

بحلول تموز ١٩١٩،‏ عاد الاخ رذرفورد الى العمل في المركز الرئيسي في پيتسبورڠ.‏ وجرت الامور بسرعة خلال الاشهر القليلة التالية.‏ فصُنعت ترتيبات لعقد محفل لتلاميذ الكتاب المقدس في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في ١-‏٨ ايلول ١٩١٩.‏ وأُعيدت مكاتب الجمعية الى بروكلين وصارت تعمل هناك بحلول ١ تشرين الاول.‏

فماذا كان عليهم ان يفعلوا الآن؟‏ جرى التشديد على مهمتهم بوضوح في محفل سيدر پوينت.‏ ففي يوم الثلاثاء ٢ ايلول اوضح الاخ رذرفورد:‏ «ان مهمة المسيحي على الارض .‏ .‏ .‏ هي المناداة برسالة ملكوت برّ الرب،‏ الذي سيجلب البركات لكل الخليقة التي تئن.‏» وبعد ثلاثة ايام،‏ يوم الجمعة في ٥ ايلول،‏ الذي دُعي يوم العاملين معا،‏ ذكر ايضا الاخ رذرفورد:‏ «في اللحظات الهادئة يسأل المسيحي نفسه بشكل طبيعي،‏ لماذا انا على الارض؟‏ والجواب يجب ان يكون بالضرورة،‏ الرب جعلني بلطف سفيره لأحمل رسالة المصالحة الالهية الى العالم،‏ وامتيازي ومهمتي هما اعلان هذه الرسالة.‏»‏

نعم،‏ لقد حان الوقت للمُضي قُدُما في عمل المناداة بملكوت اللّٰه!‏ وللمساعدة في انجاز هذه المهمة،‏ اعلن الاخ رذرفورد:‏ «تحت عناية الرب رتَّبنا لنشر مجلة جديدة تحت اسم وعنوان العصر الذهبي.‏‏» ولم يعرف المحتفلون كم ستكون العصر الذهبي مجلة جريئة.‏

‏«ان ذلك المحفل الاول بعد الحرب العالمية الاولى كان تشجيعا عظيما لجميعنا،‏» تذكَّر هِرْمان ل.‏ فِلبْرِك،‏ الذي سافر الى المحفل من بيته في بوسطن،‏ ماساتشوستس.‏ حقا،‏ لقد حثَّ محفل سيدر پوينت هذا تلاميذ الكتاب المقدس على العمل.‏ فكانوا مستعدين للمُضي قُدُما في عمل المناداة بالبشارة.‏ وكان ذلك كما لو انهم عادوا الى الحياة من الاموات.‏ —‏ قارنوا حزقيال ٣٧:‏​١-‏١٤؛‏ رؤيا ١١:‏​١١،‏ ١٢‏.‏

في تلك الاثناء،‏ كانت تحدث امور مهمة على المسرح العالمي.‏ فقد جرى توقيع معاهدة ڤرساي في ٢٨ حزيران ١٩١٩،‏ وصارت سارية المفعول في ١٠ كانون الثاني ١٩٢٠.‏ واذ انهت رسميا الاجراءات العسكرية ضد المانيا في الحرب العالمية الاولى،‏ مهّدت المعاهدة ايضا لتشكيل عصبة الامم —‏ جمعية دولية خُلقت للحفاظ على السلام في العالم.‏

‏‹أَعلنوا الملك والملكوت›‏

في السنة ١٩٢٢ عاد تلاميذ الكتاب المقدس الى سيدر پوينت من اجل برنامج من تسعة ايام،‏ من ٥ الى ١٣ ايلول.‏ واشتدت الاثارة حين وصل المندوبون من اجل هذا المحفل الاممي.‏ وجرى بلوغ ذروة المحفل يوم الجمعة في ٨ ايلول عندما قدَّم الاخ رذرفورد الخطاب «الملكوت.‏»‏

تذكَّر لاحقا توماس ج.‏ سوليڤان:‏ «ان اولئك الذين نالوا امتياز حضور ذلك الاجتماع يمكنهم حتى الآن ان يتخيَّلوا جدّية الاخ رذرفورد عندما امر بعض الاشخاص المنزعجين الذين كانوا يمشون في الجوار بسبب الحرّ الشديد ‏‹اجلسوا›‏ و ‏‹أَصغوا›‏ الى الخطاب مهما كلَّف الامر.‏» وأولئك الذين فعلوا لم يخب املهم،‏ لأن تلك كانت المحاضرة التاريخية التي فيها حثَّ الاخ رذرفورد مستمعيه ان ‹يعلنوا الملك والملكوت.‏›‏

تجاوب الحضور بحماس كبير.‏ اخبرت برج المراقبة‏:‏ «كل شخص موجود تأثَّر تماما بواقع ان الالتزام موضوع على كلٍّ من المكرَّسين من هذا الوقت فصاعدا للعمل كوكيل اعلان للملك والملكوت.‏» وخرج تلاميذ الكتاب المقدس من ذلك المحفل بغيرة متقدة لعمل الكرازة.‏ قالت الاخت إثَل بِنِكَف،‏ موزعة للمطبوعات جائلة آنذاك في اواخر عشريناتها:‏ «كنا مثارين لكي ‹نعلن،‏ نعلن،‏ نعلن الملك وملكوته› —‏ نعم،‏ بغيرة ومحبة في قلوبنا اكثر من ايّ وقت مضى.‏»‏

واذ صار نور الفهم الروحي اسطع فأسطع،‏ ابتدأ تلاميذ الكتاب المقدس يدركون بعض حقائق الكتاب المقدس المثيرة.‏ (‏امثال ٤:‏١٨‏)‏ وفهْم هذه الحقائق الثمينة اعطى عملهم للمناداة بملكوت اللّٰه زخما قويا.‏ وفي الوقت عينه،‏ كان عليهم ان يعدِّلوا تفكيرهم —‏ وبالنسبة الى البعض كان هذا امتحانا حقيقيا.‏

‏«الآمال غير المتحققة ليست قصرا على ايامنا»‏

‏«يمكن ان نتوقع بثقة،‏» ذكر كراس Millions Now Living Will Never Die  (‏ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا‏)‏‏،‏ قديما في السنة ١٩٢٠،‏ «ان تسم السنة ١٩٢٥ عودة إبرهيم،‏ اسحق،‏ يعقوب والانبياء الامناء القدامى [من الاموات] .‏ .‏ .‏ الى حالة الكمال البشري.‏» ولم يجرِ توقع قيامة الرجال الامناء القدامى في السنة ١٩٢٥ فحسب بل رجا البعض ان ينال المسيحيون الممسوحون مكافأتهم السماوية في تلك السنة.‏ *

اتت السنة ١٩٢٥ وولَّت.‏ وهجر البعض رجاءهم.‏ لكنَّ الاغلبية الساحقة لتلاميذ الكتاب المقدس بقوا امناء.‏ «ان عائلتنا،‏» اوضح هيرالد توتجيان،‏ الذي صار جدّاه تلميذين للكتاب المقدس نحو بداية القرن،‏ «قدَّرتْ ان الآمال غير المتحققة ليست قصرا على ايامنا.‏ فالرسل انفسهم كانت لديهم توقعات مماثلة في غير محلها.‏ .‏ .‏ .‏ ويهوه يستحق الخدمة الولية والتسبيح مع او بدون المكافأة الاخيرة.‏» —‏ قارنوا اعمال ١:‏​٦،‏ ٧‏.‏

اية هيئة —‏ هيئة يهوه ام الشيطان؟‏

‏«ولادة الامة» —‏ كان هذا عنوان مقالة مثيرة ظهرت في عدد ١ آذار ١٩٢٥ (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة‏.‏ لقد قدَّمت فهما منوَّرا للرؤيا الاصحاح ١٢ الذي وجد البعض صعوبة في قبوله.‏

والشخصيات الرمزية المذكورة في هذا الاصحاح من الرؤيا جرى تحديد هويتها كما يلي:‏ ‹المرأة› التي تلد (‏العددان ١،‏ ٢‏)‏ بصفتها «هيئة اللّٰه [السماوية]»؛‏ ‹التنين› (‏العدد ٣‏)‏ بصفته «هيئة ابليس»؛‏ و ‹الابن الذكر› (‏العدد ٥‏)‏ بصفته «الملكوت الجديد،‏ او الحكومة الجديدة.‏» وعلى اساس ذلك،‏ جرى توضيح شيء بشكل جليّ للمرة الاولى:‏ هنالك هيئتان متميِّزتان ومتضادتان —‏ هيئة يهوه وهيئة الشيطان.‏ وبعد ‹الحرب في السماء› (‏العدد ٧‏)‏،‏ طُرد الشيطان ومؤيدوه الابالسة من السماء وطُرحوا الى الارض.‏

‏«جلسنا ودرسناها طوال الليل الى ان تمكنتُ من فهمها بشكل جيد،‏» كتب إيرْل إ.‏ نيووِل،‏ الذي خدم لاحقا كممثل جائل لجمعية برج المراقبة.‏ «ذهبنا الى محفل في پورتْلَند،‏ اوريڠون،‏ وهناك وجدنا كل الاخوة قلقين وكان بعضهم مستعدين لنبذ برج المراقبة بسبب هذه المقالة.‏» فلماذا كان قبول هذا الشرح للرؤيا الاصحاح ١٢ صعبا على البعض الى هذا الحد؟‏

اولا،‏ كان ذلك مختلفا بشكل لافت للنظر عما كان قد نُشر في السر المنتهي،‏ الذي كان الى حد كبير مجموعة لكتابات الاخ رصل المنشورة بعد موته.‏ * اوضح وولتر ج.‏ ثورن،‏ الذي خدم كناظر جائل:‏ «ان المقالة حول ‹ولادة الامة› كانت .‏ .‏ .‏ صعبة القبول بسبب تفسير سابق للاخ العزيز رصل،‏ الذي اعتقدنا انه الكلمة الاخيرة حول الرؤيا.‏» فلا عجب ان يعثر البعض بسبب الشرح.‏ «لا شك ان هذا التفسير يمكن ان يبرهن انه وسيلة غربلة،‏» لاحظ ج.‏ أ.‏ بونِت،‏ ناظر جائل آخر،‏ «أما الاشخاص الجدّيون والمخلصون حقا للايمان فسيثبتون ويبتهجون.‏»‏

فعلا،‏ ان الاشخاص الجدّيين والمخلصين حقا ابتهجوا بسبب الشرح الجديد.‏ لقد صار الامر الآن واضحا جدا لهم:‏ كل شخص ينتمي إما الى هيئة يهوه او الى هيئة الشيطان.‏ «تذكَّروا،‏» اوضحت المقالة «ولادة الامة،‏» «سيكون امتيازنا .‏ .‏ .‏ ان نحارب بشجاعة في سبيل قضية ملكنا بالمناداة برسالته،‏ التي اعطانا اياها لننادي بها.‏»‏

واذ كانت عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ ثم ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ تتقدَّم،‏ تبع المزيد من ومضات فهم الكتاب المقدس.‏ فقد جرى التخلي عن الاحتفالات والاعياد العالمية،‏ كعيد الميلاد.‏ وجرى ايضا نبذ ممارسات ومعتقدات اخرى عندما فُهم ان لها جذورا تحقِّر اللّٰه.‏ * ولكن اكثر من هجر الممارسات والمعتقدات الخاطئة،‏ استمر تلاميذ الكتاب المقدس في التطلع الى يهوه من اجل اعلانات تقدمية للحق.‏

‏«انتم شهودي»‏

‏«انتم شهودي يقول (‏يهوه)‏ وأنا اللّٰه.‏» (‏اشعياء ٤٣:‏١٢‏)‏ وابتداء من عشرينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ صار تلاميذ الكتاب المقدس مدركين بشكل متزايد للمغزى العميق لكلمات النبي اشعياء هذه.‏ فمن خلال صفحات برج المراقبة‏،‏ لُفت الانتباه تكرارا الى مسؤوليتنا ان نشهد لاسم يهوه وملكوته.‏ ولكن جرى بلوغ مَعْلم في محفل عُقد في كولومبس،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩٣١.‏

يوم الاحد في ٢٦ تموز،‏ عند الظهر،‏ قدَّم الاخ رذرفورد المحاضرة العامة «الملكوت،‏ رجاء العالم،‏» التي جرى بثها بواسطة شبكة اذاعية واسعة،‏ مع اكثر من ٣٠٠ محطة ارسال اضافية اعادت بث الرسالة لاحقا.‏ وفي نهاية المحاضرة،‏ حذَّر الاخ رذرفورد العالم المسيحي بقراءة قرار لاسع بعنوان «تحذير من يهوه،‏» كان موجَّها «الى الحكام والى الشعب.‏» واستجابة لدعوته ان يتبنوا القرار،‏ وقف كامل الحضور المنظور وصرخ،‏ «نعم!‏» والبرقيات التي جرى تسلُّمها لاحقا اظهرت ان كثيرين من المستمعين بواسطة الراديو رفعوا اصواتهم بشكل مماثل موافقين.‏

ومن الساعة الواحدة،‏ عندما انتهت المحاضرة العامة،‏ حتى الساعة الرابعة،‏ عندما دخل الاخ رذرفورد ثانية الى قاعة الاستماع،‏ كان الجو مشحونا بالاثارة.‏ فالاخ رذرفورد كان قد طلب خصوصا من كل مَن كان مهتما حقا عند الظهر بتحذير العالم المسيحي ان يكون في مقعده عند الساعة الرابعة.‏

وعند الساعة الرابعة تماما،‏ ابتدأ الاخ رذرفورد بالقول انه يعتبر ما هو على وشك ان يقوله ذا اهمية حيوية لكل مَن يستطيع سماع صوته.‏ فكان مستمعوه مهتمين بشدة.‏ وخلال محاضرته قدَّم قرارا آخر،‏ وكان هذا بعنوان «اسم جديد،‏» وقد بلغ ذروته بالاعلان:‏ «نرغب في ان نُعرَف ونُدعى بالاسم،‏ اي شهود يهوه.‏»‏ ومرة ثانية قفز المحتفلون المثارون على اقدامهم بالصرخة المدوّية «نعم!‏» ومن ذلك الحين فصاعدا صاروا يُعرَفون بشهود يهوه!‏

‏«روح يهوه جعلنا شجعانا»‏

خلال السنة ١٩٢٧،‏ جرى تشجيع شعب يهوه على قضاء جزء من كل يوم احد في شهادة الفرق.‏ فنشأت مقاومة قانونية فورية.‏ وفي سنوات قليلة،‏ ابتدأت الاعتقالات تتزايد —‏ ٢٦٨ في الولايات المتحدة وحدها في السنة ١٩٣٣،‏ ٣٤٠ في السنة ١٩٣٤،‏ ٤٧٨ في السنة ١٩٣٥،‏ و ١٤٩‏,١ في السنة ١٩٣٦.‏ وبأية تهمة؟‏ في الواقع،‏ بتهم مختلفة،‏ بما فيها البيع من دون رخصة،‏ تعكير السلام،‏ ومخالفة قوانين الراحة يوم الاحد.‏ وفرق الشهود المحلية لم تكن خبيرة بكيفية التعامل مع رسميي الشرطة والمحاكم.‏ والحصول على المساعدة القانونية محليا كان إما مكلفا جدا او غير ممكن بسبب التحامل.‏ لذلك اسست جمعية برج المراقبة بحكمة قسما قانونيا في بروكلين لتقديم المشورة.‏

لكنَّ الدفاع القانوني القوي لم يكن كافيا.‏ فشهود يهوه المخلصون هؤلاء كانوا مصمِّمين على العيش وفق الاسم الذي اعتنقوه.‏ ولذلك،‏ في وقت باكر من ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ردُّوا الهجوم بالهجوم.‏ كيف؟‏ بواسطة مهمات كرازية خصوصية عُرفت بحملات الفِرق.‏ فجرى تنظيم آلاف المتطوعين في كل انحاء الولايات المتحدة في فِرق.‏ وعندما كان الشهود يُعتقلون في بلدة واحدة بسبب الكرازة من بيت الى بيت،‏ سرعان ما كانت تصل فرقة من المتطوعين من مناطق اخرى و «تحاصر» البلدة،‏ معطية شهادة شاملة.‏ *

وحملات الفِرق هذه فعلت الكثير لتقوية الشهود المحليين.‏ وفي كل فرقة كان هنالك اخوة مؤهلون تدرَّبوا على التعامل مع السلطات.‏ لقد كان تشجيعا كبيرا للاخوة الساكنين في منطقة مشاكل،‏ ربما في بلدة صغيرة،‏ ان يعرفوا انهم ليسوا وحدهم في المناداة بملكوت اللّٰه.‏

لزم مقدار كبير من الشجاعة للاشتراك في حملات الفِرق في ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وفي منتصف فترة الكساد الاعظم،‏ كانت الاعمال نادرة.‏ ومع ذلك يتذكَّر نيقولاس كوڤالاك الابن،‏ ناظر جائل لنحو ٤٠ سنة:‏ «عندما كانت الدعوة تأتي لتغطية بقعة مشاكل،‏ كان ‹مدير الخدمة› يطلب متطوعين.‏ وكان يُقال للافراد ان لا يتطوَّعوا اذا كانوا يخافون ان يخسروا اعمالهم.‏ .‏ .‏ .‏ لكننا كنا دائما سعداء بأن نرى تجاوبا ايجابيا ١٠٠٪!‏» وعلَّق جون دَلتشينوس،‏ ناظر من سْپْرينڠفيلد،‏ ماساتشوستس:‏ «حقا،‏ تلك كانت سنوات مثيرة وذكرياتها ثمينة.‏ روح يهوه جعلنا شجعانا.‏»‏

وفي هذه الاثناء،‏ كانت تتطور ومضة لفهم الكتاب المقدس سيكون لها تأثير هائل في العمل.‏

ماذا عن اليونادابيين؟‏

في السنة ١٩٣٢ جرى الايضاح ان يهوناداب (‏يوناداب)‏،‏ عشير الملك ياهو،‏ رمز الى صف من الاشخاص الذين سيتمتعون بالحياة الابدية على الارض.‏ * (‏٢ ملوك ١٠:‏​١٥-‏٢٨‏)‏ واليونادابيون،‏ كما صاروا معروفين،‏ اعتبروه امتيازا ان يقترنوا بخدام يهوه الممسوحين وأن يشتركوا معهم في اعلان الملكوت.‏ ولكن في ذلك الوقت لم يكن هنالك جهد خصوصي لتجميع وتنظيم هؤلاء الافراد برجاء ارضي.‏

لكنَّ التشجيع الحقيقي أُعطي لليونادابيين في برج المراقبة عدد ١٥ آب ١٩٣٤ (‏بالانكليزية)‏.‏ ذكرت المقالة «لطفه»:‏ «هل يجب على اليونادابي ان يكرِّس نفسه للرب ويعتمد؟‏ الجواب:‏ بكل تأكيد يليق باليونادابي ان يكرِّس نفسه لفعل مشيئة اللّٰه.‏ فلا احد يحصل على الحياة على الاطلاق من دون فعل ذلك.‏ والتغطيس في الماء هو مجرد رمز لصنع تكريس [او،‏ كما نقول الآن،‏ انتذار] لفعل مشيئة اللّٰه،‏ ولن يكون ذلك مخالفا للترتيب.‏» فكان اليونادابيون مسرورين!‏

لكنَّ فرحا اعظم ايضا كان قريبا بالنسبة اليهم.‏ ففي الربيع التالي حملت عدة اعداد من برج المراقبة‏،‏ ابتداء من عدد ١ نيسان ١٩٣٥ (‏بالانكليزية)‏،‏ هذا الاعلان:‏ «مرة ثانية تذكِّر برج المراقبة قرَّاءها بأن محفلا لشهود يهوه واليونادابيين * سيُعقد في واشنطن،‏ دي.‏ سي.‏،‏ ابتداء من ٣٠ ايار حتى ٣ حزيران ١٩٣٥.‏» فانتظر اليونادابيون المحفل بتوق.‏

و ‹الجمع الكثير،‏› المنبأ به مسبقا في الرؤيا ٧:‏​٩-‏١٧‏،‏ كان موضوع خطاب قدَّمه الاخ رذرفورد في فترة بعد الظهر من اليوم الثاني من المحفل.‏ وفي تلك المحاضرة اوضح ان الجمع الكثير مؤلف من اليونادابيين العصريين وأن هؤلاء اليونادابيين يجب ان يظهروا المقدار عينه من الامانة ليهوه كالممسوحين.‏ كان الحضور مثارا!‏ وتجاوبا مع طلب الخطيب،‏ وقف اليونادابيون.‏ «كان هنالك في البداية سكون،‏» تذكَّرت مِلْدْرَد كَب،‏ التي اعتمدت في صيف ١٩٠٨،‏ «ثم صرخة ابتهاج،‏ وكان الهتاف عاليا وطويلا.‏»‏

ان ومضة فهم الكتاب المقدس هذه كان لها تأثير عميق على نشاط شهود يهوه.‏ «بحماس متأجج،‏» لاحظت سادي كارپنتَر،‏ كارزة كامل الوقت لاكثر من ٦٠ سنة،‏ «رجعنا الى مقاطعاتنا للبحث عن هؤلاء الناس المشبهين بالخراف الذين كانوا سيُجمعون بعدُ.‏» ولاحقا ذكر Yearbook of Jehovah’s Witnesses  (‏الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٣٦‏)‏:‏ «اثار هذا الاعلان الاخوة وحرَّضهم على تجديد نشاطاتهم،‏ وفي كل مكان حول الارض ترد التقارير مظهرة الفرح بواقع ان البقية الآن لديها امتياز حمل الرسالة الى الجمع الكثير،‏ وهؤلاء يعملون معا لاكرام اسم الرب.‏» ولمساعدتهم في هذا العمل،‏ احتوى كتاب Riches (‏الغنى‏)‏‏،‏ الصادر في السنة ١٩٣٦،‏ على مناقشة شاملة للآمال المقدَّمة في الاسفار المقدسة للجمع الكثير.‏

وأخيرا،‏ صار الاعضاء المنتذرون المعتمدون من الجمع الكثير يجدون مكانهم اللائق الى جانب الممسوحين في اعلان ملكوت اللّٰه!‏

‏«جعل لون السيدة العجوز يصفرّ»‏

في ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ شملت الرسالة التي نادى بها هؤلاء الشهود الغيورون تشهيرا لاسعا للدين الباطل.‏ والاداة المساعِدة في هذا المجال جرى اصدارها في المحفل العام لشهود يهوه،‏ في ١٥-‏٢٠ ايلول ١٩٣٧،‏ في كولومبس،‏ اوهايو.‏

فيوم السبت في ١٨ ايلول،‏ عقب محاضرته الصباحية،‏ اصدر الاخ رذرفورد كتاب Enemies (‏الاعداء‏)‏ ذا اللون الاسمر الضارب الى الصفرة.‏ وهذا الكتاب شهَّر الدين الباطل بصفته «عدوا كبيرا،‏ يسبِّب الاذى دائما للجنس البشري.‏» والدينيون الزائفون جرى تحديد هويتهم بصفتهم «عملاء ابليس،‏ سواء كانوا مدركين لهذا الواقع او لا.‏» وعند عرض الكتاب على الحضور،‏ قال الاخ رذرفورد:‏ «تلاحظون ان غلافه اسمر ضارب الى الصفرة،‏ وبه سنجعل لون السيدة العجوز * يصفرّ.‏» وعلى هذا الامر وافق الحضور بصوت عالٍ وحماس.‏

ولعدة سنوات كان الفونوڠراف قد لعب دورا في «جعل لون السيدة العجوز يصفرّ.‏» ولكن في ما يتعلق بعمل الفونوڠراف،‏ كانت هنالك مفاجأة في محفل السنة ١٩٣٧.‏ «في هذا المحفل جرى تقديم عمل استخدام الفونوڠراف القابل للحمل على عتبة الباب،‏» يتذكَّر إلوود لَنسْتْرَم،‏ الذي كان آنذاك بعمر ١٢ سنة فقط.‏ «سابقا كنا نحمل الفونوڠراف معنا في الخدمة،‏ ولكن كنا ندوِّره فقط عندما نُدعى الى الداخل.‏ .‏ .‏ .‏ فجرى ايجاز تنظيم في محفل كولومبس ليأخذ ‹الفاتحون الخصوصيون› القيادة في استخدام مشروع الفونوڠراف على عتبة الباب وفي عمل ملاحقة الاشخاص المهتمين (‏اولا ثم دُعي ‹الزيارات المكررة›)‏ ودروس الكتاب المقدس بترتيب دُعي ‹الدرس النموذجي.‏›»‏

غادر شعب يهوه ذلك المحفل مجهَّزين جيدا لعمل المناداة بملكوت اللّٰه.‏ لقد احتاجوا بالتأكيد الى كل التشجيع الذي امكنهم نيله.‏ فارتفاع مدّ القومية في ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ جلب المقاومة،‏ وفي بعض الحالات عنف الرعاع،‏ من افراد كانوا مصمِّمين ان يوقفوا شهود يهوه عن الاجتماع معا وعن الكرازة.‏

‏«مجموعة من السارقين»‏

اتت مقاومة شديدة من بعض فرق «العمل الكاثوليكي.‏» وفي ٢ تشرين الاول ١٩٣٨ كان الاخ رذرفورد صريحا في تقديم المحاضرة «الفاشية ام الحرية،‏» التي ظهرت لاحقا في شكل كراس (‏Fascism or Freedom ‏)‏ ووُزعت بالملايين.‏ والاخ رذرفورد في هذا الخطاب فصَّل عددا من حوادث الاعمال المخالفة للقانون ليظهر التواطؤ بين بعض الرسميين الحكوميين وممثلي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.‏

وبعد عرض الوقائع،‏ لاحظ رذرفورد:‏ «عندما يُخبَر الناس بالوقائع عن فريق يعمل تحت قناع ديني ليسرق حقوقهم،‏ يصرخ الاساقفة ويقولون:‏ ‹اكاذيب!‏ ضعوا شكيمة في افواه هؤلاء ولا تسمحوا لهم بالتكلم.‏›» ثم سأل:‏ «هل هو خطأ نشر الحق عن مجموعة من السارقين الذين يسلبون الناس؟‏ لا!‏ .‏ .‏ .‏ هل يجب وضع شكيمة في افواه الرجال المخلصين واجبارهم على البقاء صامتين في حين تدمِّر هذه المجموعة من السارقين حريات الناس؟‏ وفوق كل شيء،‏ هل يجب ان تُنكَر على الناس امتيازاتهم المعطاة من اللّٰه للاجتماع السلمي وحرية عبادة الاله الكلي القدرة،‏ وحرية الكلام عن ملكوته واولئك الذين يقاومونه؟‏»‏

بعد هذا التوبيخ اللاسع،‏ استمرت المقاومة من فرق «العمل الكاثوليكي» في كل الولايات المتحدة.‏ وشنَّ شهود يهوه معارك قانونية من اجل حرية العبادة وحقوقهم في اعلان ملكوت اللّٰه.‏ لكنَّ الوضع ازداد سوءا اذ مضى العالم الى الحرب.‏ والقيود القانونية والسجن فُرضت ايضا على شهود يهوه في بلد بعد بلد في اوروپا،‏ افريقيا،‏ وآسيا.‏

‏«اراد كل شخص ان يذهب الى سانت لويس»‏

‏«في السنة ١٩٤١،‏» يتذكر نورمَن لارسن،‏ الذي كان قد دخل مؤخرا الخدمة كامل الوقت،‏ «شعرنا جميعا بأن اياما صعبة تكمن امامنا باحتدام الحرب الآن في اوروپا.‏ لذلك اراد كل شخص ان يذهب الى سانت لويس.‏» ولماذا؟‏ لاجل المحفل الثيوقراطي لشهود يهوه في سانت لويس،‏ ميسوري،‏ في ٦-‏١٠ آب ١٩٤١!‏ وأتى «كل شخص.‏» وتسهيلات المحفل امتلأت حتى فاضت.‏ وبحسب تقدير الشرطة،‏ فان ذروة من ٠٠٠‏,١١٥ شخص حضروا.‏

ومن اليوم الاول،‏ زوَّد برنامج المحفل تشجيعا في حينه.‏ فمحاضرة الاخ رذرفورد الافتتاحية،‏ «الاستقامة،‏» اعلنت الفكرة الاساسية للمحفل.‏ «ادركنا بوضوح اكثر من ايّ وقت مضى لماذا كان يهوه يسمح بمثل هذا الاضطهاد الشديد لشعبه حول العالم،‏» تذكَّرت هايزل بَرْفورد،‏ التي خدمت كمرسلة لنحو ٤٠ سنة،‏ حتى موتها في السنة ١٩٨٣.‏ وفي تقريره عن المحفل،‏ اضاف الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٤٢:‏ «تمكَّن الجميع من ان يروا بوضوح ان عمل شهادة عظيما يكمن امامهم للقيام به،‏ وأنه بفعلهم ذلك يحافظون على استقامتهم،‏ على الرغم من بغض جميع الناس والهيئات العالمية لهم.‏»‏

والمشهد المؤثِّر في المحفل كان يوم الاحد في ١٠ آب،‏ الذي كان «يوم الاولاد.‏» فعندما بدأت الفترة الصباحية،‏ كان ٠٠٠‏,١٥ ولد —‏ بين الـ‍ ٥ والـ‍ ١٨ من العمر —‏ مجتمعين في المدرَّج الرئيسي مباشرة امام المنصة وفي مكان مخصَّص على نحو مماثل في مدينة عربات مقطورة حيث كان جمع فائض يصغي.‏ واذ خطا الى المنصة الاخ رذرفورد،‏ الذي كان آنذاك في اوائل سبعيناته،‏ ابتهج الاولاد وصفَّقوا.‏ فلوَّح بمنديله،‏ ثم لوَّح له الاولاد.‏ وبعدئذ،‏ بصوت واضح ولطيف،‏ خاطب كامل الحضور حول المحور «اولاد الملك.‏» وبعد التكلم لأكثر من ساعة الى الحضور عموما،‏ وجَّه ملاحظاته الى الاولاد الجالسين في الاقسام المخصَّصة لهم.‏

‏«جميعكم .‏ .‏ .‏ ايها الاولاد،‏» قال،‏ مركِّزا انتباهه على الاوجه المبتسمة الصغيرة امامه،‏ «الذين وافقتم على فعل مشيئة اللّٰه واتخذتم موقفكم الى جانب حكومته الثيوقراطية برئاسة المسيح يسوع والذين وافقتم على اطاعة اللّٰه ومَلكه،‏ من فضلكم قفوا.‏» فوقف الاولاد كجسد واحد.‏ «انظروا،‏» هتف الخطيب المتحمِّس،‏ «اكثر من ٠٠٠‏,١٥ شاهد جديد للملكوت!‏» فكان هنالك انفجار من التصفيق.‏ «جميعكم انتم الذين تريدون ان تفعلوا ما في وسعكم لتخبروا الآخرين عن ملكوت اللّٰه وبركاته المرافقة،‏ من فضلكم قولوا نعم.‏» فعلت صرخة مدوّية،‏ «نعم!‏»‏

ولبلوغ ذروة خطابه،‏ اعلن الاخ رذرفورد اصدار الكتاب الجديد Children (‏الاولاد‏)‏‏،‏ الذي لقي صرخات فرح وتصفيقا هائلا.‏ وبعد ذلك شارك الخطيب،‏ رجل طويل،‏ في توزيع نسخ مجانية من الكتاب اذ صعد الى المنصة صف طويل من الاولاد ومشوا عابرين امامه.‏ وكثيرون بكوا عند رؤية المشهد.‏

وكان في الحضور صباح يوم الاحد هذا اولاد كثيرون عاشوا حياتهم وفقا لصرختهم «نعم!‏» لاڤون كْريبز،‏ مَرتون كامپبِل،‏ ويوجين وكاميلا روزام كانوا بين الاحداث الذين تسلَّموا كتاب الاولاد في تلك المناسبة.‏ وهم لا يزالون يخدمون في المركز الرئيسي للجمعية في السنة ١٩٩٢،‏ وقد قضوا ٥١،‏ ٤٩،‏ ٤٩،‏ و ٤٨ سنة على التوالي في الخدمة كامل الوقت.‏ وبعض الاولاد مضوا للخدمة في تعيينات ارسالية اجنبية،‏ بمن فيهم إلدَن دين (‏بوليڤيا)‏،‏ ريتشارد وپيڠي كِلْسي (‏المانيا)‏،‏ رايمون تمْپلتن (‏المانيا)‏،‏ وجيني كلوكاوسكي (‏البرازيل)‏.‏ حقا،‏ احدث برنامج صباح يوم الاحد هذا اثرا دائما في قلوب احداث كثيرين!‏

وبعد ظهر يوم الاحد كانت لدى الاخ رذرفورد بعض الكلمات الوداعية للمحتفلين.‏ فشجعهم ان يمضوا قُدُما في عمل المناداة بملكوت اللّٰه.‏ «اشعر بيقين تام،‏» قال لهم،‏ «بأنه من الآن فصاعدا .‏ .‏ .‏ سينمو اولئك الذين يشكِّلون الجمع الكثير بسرعة فائقة.‏» وحثَّهم ان يعودوا الى أنحائهم الخاصة من الارض وأن ‹يزيدوا القوة الدافعة اكثر .‏ .‏ .‏ ويصرفوا كل ما يمكنهم من الوقت.‏› ثم جاءت كلماته الاخيرة الى الحضور:‏ «حسنا،‏ يا اخوتي الاعزاء،‏ فليبارككم الرب.‏ والآن لن اقول وداعا،‏ لأنني اتوقع ان اراكم في وقت ما ثانية.‏»‏

ولكن بالنسبة الى كثيرين كانت هذه المرة الاخيرة التي يرون فيها الاخ رذرفورد.‏

الايام الختامية لِـ‍ ج.‏ ف.‏ رذرفورد

طوَّر الاخ رذرفورد سرطان القولون وكان في صحة رديئة في محفل سانت لويس.‏ ومع ذلك نجح في اعطاء خمس محاضرات قوية.‏ ولكن بعد المحفل صارت حالته اسوأ،‏ واضطر الى الخضوع لعملية فغر القولون.‏ يتذكَّر ارثر وورزلي اليوم الذي قال فيه الاخ رذرفورد وداعا لعائلة البتل.‏ «اعلمنا بأنه سيخضع لعملية خطيرة وأنه،‏ سواء بقي حيا بعدها او لا،‏ متأكد اننا سنستمر في المناداة باسم يهوه.‏ وقد .‏ .‏ .‏ اختتم بالقول،‏ ‹لذلك،‏ إن شاء اللّٰه،‏ سأراكم ثانية.‏ وإلا فاستمروا في الجهاد.‏› فبكى الجميع في العائلة.‏»‏

بقي الاخ رذرفورد،‏ البالغ من العمر ٧٢ سنة،‏ حيا بعد العملية الجراحية.‏ وبعد ذلك بوقت قصير نُقل الى مسكن في كاليفورنيا كان قد سمَّاه بيث-‏ساريم.‏ وكان واضحا لاحبائه،‏ وللخبراء الطبيين،‏ انه لن يشفى.‏ وفي الواقع،‏ تطلَّب عملية جراحية اضافية.‏

ونحو منتصف كانون الاول،‏ وصل ناثان ه‍.‏ نور،‏ فردريك و.‏ فرانز،‏ وهايدن ك.‏ كوڤنڠتَن من بروكلين.‏ وتذكَّرت لاحقا هايزل بَرْفورد،‏ التي اعتنت بالاخ رذرفورد خلال تلك الايام الحزينة والصعبة:‏ «قضوا عدة ايام معه يدرسون التقرير السنوي من اجل الكتاب السنوي ومسائل تنظيمية اخرى.‏ وبعد رحيلهم استمر الاخ رذرفورد يضعف،‏ وبعد نحو ثلاثة اسابيع،‏ يوم الخميس في ٨ كانون الثاني ١٩٤٢،‏ انهى بأمانة مسلكه الارضي.‏»‏ *

وكيف جرى تلقِّي نبإ موت الاخ رذرفورد في البتل؟‏ «لن انسى ابدا اليوم الذي علمنا فيه برحيل الاخ رذرفورد،‏» تذكَّر وليم أ.‏ إلْرود،‏ الذي كان عضوا في عائلة البتل طوال تسع سنوات.‏ «كان ذلك وقت الظهر حين اجتمعت العائلة للغداء.‏ كان الاعلان وجيزا.‏ ولم تكن هنالك خطابات.‏ ولا احد عطَّل عن العمل حدادا عليه.‏ وانما عدنا الى المصنع وعملنا بجدّ اكثر من ايّ وقت مضى.‏»‏

تلك كانت اوقاتا عصيبة للغاية بالنسبة الى شهود يهوه.‏ فالحرب كانت قد صارت صراعا عالميا.‏ وامتد القتال من اوروپا الى افريقيا،‏ ثم الى ما كان معروفا بالاتحاد السوڤياتي.‏ وفي ٧ كانون الاول ١٩٤١،‏ قبل شهر فقط من موت الاخ رذرفورد،‏ جرَّ هجوم اليابان على پيرل هاربر الولايات المتحدة الى الحرب.‏ وفي اماكن كثيرة كان الشهود اهدافا لعنف الرعاع وأشكال اخرى من الاضطهاد الشديد.‏

فماذا كان سيحدث الآن؟‏

‏[الحواشي]‏

^ مؤسسة في نيويورك تشكَّلت في السنة ١٩٠٩ في ما يتعلق بنقل الجمعية مكاتبها الرئيسية الى بروكلين،‏ نيويورك.‏

^ انظروا الفصل ٢٨،‏ «امتحان وغربلة من الداخل.‏»‏

^ بحسب التفسير الوارد في السر المنتهي،‏ فإن المرأة في الرؤيا الاصحاح ١٢ كانت «الكنيسة الباكرة،‏» والتنين كان «الامبراطورية الرومانية الوثنية،‏» والابن الذكر كان «البابوية.‏»‏

^ انظروا الفصل ١٤،‏ «ليسوا جزءا من العالم.‏»‏

^ انظروا الفصل ٣٠،‏ «الدفاع عن البشارة وتثبيتها شرعيا.‏»‏

^ Vindication (‏التبرئة‏)‏‏،‏ المجلد الثالث،‏ الصفحة ٧٧.‏ انظروا ايضا الفصل ١٢،‏ «الجمع الكثير —‏ ليحيوا في السماء؟‏ ام على الارض؟‏»‏

^ في ذلك الوقت لم يكن اليونادابيون معتبَرين «شهودا ليهوه.‏» (‏انظروا برج المراقبة،‏ ١٥ آب ١٩٣٤،‏ الصفحة ٢٤٩،‏ بالانكليزية.‏)‏ ولكن بعد سنوات قليلة ذكرت برج المراقبة عدد ١ تموز ١٩٤٢ (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان هؤلاء ‹الخراف الاخر› [اليونادابيين] يصيرون شهودا له،‏ تماما كما ان الرجال الامناء قبل موت المسيح،‏ من يوحنا المعمدان رجوعا الى هابيل،‏ كانوا شهودا ليهوه لا يتوقفون ابدا.‏»‏

^ ان الاشارة الى «الزانية العظيمة» مذكورة في الرؤيا الاصحاح ١٧‏.‏ ذكر كتاب الاعداء:‏ «كل الهيئات على الارض التي تقاوم اللّٰه وملكوته .‏ .‏ .‏ تحمل اسم ‹بابل› و ‹الزانية›،‏ وينطبق هذان الاسمان بشكل خصوصي على الهيئة الدينية الرئيسية،‏ الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.‏» (‏الصفحة ١٩٨)‏ وبعد سنوات فُهم ان الزانية تمثِّل في الواقع الامبراطورية العالمية لكل الدين الباطل.‏

^ ترك الاخ رذرفورد وراءه زوجته،‏ ماري،‏ وابنهما،‏ مالكولم.‏ ولأن صحة الاخت رذرفورد كانت رديئة ووجدت الشتاء في نيويورك (‏حيث يقع المركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة)‏ صعب الاحتمال،‏ سكنت هي ومالكولم في كاليفورنيا الجنوبية،‏ حيث كان الطقس افضل لصحتها.‏ وماتت الاخت رذرفورد في ١٧ كانون الاول ١٩٦٢،‏ بعمر ٩٣ سنة.‏ وخبر موتها الظاهر في دايلي نيوز-‏پوست،‏ مونروڤيا،‏ كاليفورنيا،‏ ذكر:‏ «الى ان حبستها الصحة الرديئة في بيتها،‏ قامت بدور فعَّال في عمل الخدمة لشهود يهوه.‏»‏

‏[النبذة في الصفحة ٧٣]‏

‏«اسلحة الشيطان الرئيسية هي الكبرياء،‏ الطموح و الخوف»‏

‏[النبذة في الصفحة ٧٤]‏

‏«التأكيد ان يهوه يدير الجمعية»‏

‏[النبذة في الصفحة ٧٥]‏

‏‹خرجوا من السجن ليس من اجل انفسهم بقدر ما هو من اجل قصد الشهادة للحق›‏

‏[النبذة في الصفحة ٧٧]‏

‏‹ان مهمة المسيحي على الارض .‏ .‏ .‏ هي المناداة برسالة ملكوت الرب›‏

‏[النبذة في الصفحة ٧٨]‏

‏‹أَعلنوا الملكوت بغيرة ومحبة اكثر من ايّ وقت مضى›‏

‏[النبذة في الصفحة ٨٢]‏

‏‹نرغب في ان نُعرَف بصفتنا .‏ .‏ .‏ شهود يهوه.‏›‏

‏[النبذة في الصفحة ٨٣]‏

نعم!‏ اليونادابيون يجب ان يعتمدوا

‏[النبذة في الصفحة ٨٤]‏

‏‹البحث عن الناس المشبهين بالخراف الذين سيُجمعون بعدُ›‏

‏[النبذة في الصفحة ٨٥]‏

رذرفورد كان صريحا في توبيخ المقاومين الدينيين

‏[النبذة في الصفحة ٨٧]‏

٠٠٠‏,١٥ ولد يتخذون موقفهم الى جانب الملكوت

‏[النبذة في الصفحة ٨٨]‏

‏«إن شاء اللّٰه،‏ سأراكم ثانية.‏ وإلا فاستمروا في الجهاد»‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧٦]‏

‏«بيت الامراء»‏

كان الاخ رذرفورد يعاني حالة شديدة لذات الرئة بعد اطلاق سراحه من السجن غير العادل في السنة ١٩١٩.‏ وبعد ذلك،‏ كانت له رئة واحدة فقط سليمة.‏ وفي عشرينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ تحت اشراف طبيب،‏ ذهب الى سان دياڠو،‏ كاليفورنيا،‏ وحثَّه الطبيب على قضاء ما امكن من الوقت هناك.‏ ومن السنة ١٩٢٩ فصاعدا،‏ كان الاخ رذرفورد يقضي فصول الشتاء وهو يعمل في مسكن في سان دياڠو كان قد سمَّاه بيث-‏ساريم.‏ وقد بُني بيث-‏ساريم بأموال كانت تبرعا مباشرا لهذا القصد.‏ والصك،‏ الذي نُشر كاملا في «العصر الذهبي» عدد ١٩ آذار ١٩٣٠ (‏بالانكليزية)‏،‏ نقل هذه الملكية الى ج.‏ ف.‏ رذرفورد وبعد ذلك الى جمعية برج المراقبة.‏

وفي ما يتعلق ببيث-‏ساريم،‏ يوضح كتاب ”Salvation“ (‏«الخلاص»)‏،‏ الصادر في السنة ١٩٣٩:‏ «ان الكلمتين العبرانيتين ‹بيث ساريم› تعنيان ‹بيت الامراء›؛‏ وكان القصد من امتلاك هذا العقار وبناء البيت وجود برهان ملموس على ان هنالك على الارض اليوم افرادا يؤمنون كاملا باللّٰه والمسيح يسوع وملكوته،‏ ويؤمنون بأن الرجال القدماء الامناء سيقيمهم الرب قريبا،‏ يعيدهم الى الارض،‏ ويتولَّون مسؤولية الشؤون المنظورة للارض.‏»‏

وبعد سنوات قليلة من موت الاخ رذرفورد،‏ قرَّرت هيئة مديري جمعية برج المراقبة بيع بيث-‏ساريم.‏ ولماذا؟‏ اوضحت «برج المراقبة» عدد ١٥ كانون الاول ١٩٤٧ (‏بالانكليزية)‏:‏ «لقد خدم قصده كاملا ولا يخدم الآن إلا كتذكار غالٍ جدا للاحتفاظ به؛‏ وايماننا بعودة رجال الازمنة القديمة الذين سيجعلهم الملك المسيح يسوع امراء في كل الارض (‏وليس في كاليفورنيا فقط)‏ مؤسس،‏ ليس على بيت بيث-‏ساريم،‏ بل على كلمة وعد اللّٰه.‏»‏ *

‏[الحاشية]‏

^ في ذلك الوقت،‏ اعتُقد ان رجال الازمنة القديمة الامناء،‏ مثل إبرهيم،‏ يوسف،‏ وداود سيُقامون قبل نهاية نظام الاشياء هذا وسيخدمون بصفتهم «امراء في كل الارض،‏» اتماما للمزمور ،‏ ع‌ج.‏ وجرى تعديل هذه الفكرة في السنة ١٩٥٠،‏ عندما بيَّن الدرس الاضافي للاسفار المقدسة ان اولئك الآباء الاولين الارضيين ليسوع المسيح سيُقامون بعد هرمجدون.‏ —‏ انظروا «برج المراقبة،‏» عدد ١ تشرين الثاني ١٩٥٠،‏ الصفحات ٤١٤-‏٤١٧،‏ بالانكليزية.‏

‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٨٠ و ٨١]‏

بث رسالة الملكوت

في خلال سنتين بعد ان بدأت الاذاعة التجارية بثها النظامي،‏ صار الراديو يُستعمل لنقل رسالة الملكوت.‏ وهكذا،‏ في ٢٦ شباط ١٩٢٢،‏ قدَّم الاخ رذرفورد برنامجه الاذاعي الاول للراديو،‏ في كاليفورنيا.‏ وبعد سنتين،‏ في ٢٤ شباط ١٩٢٤،‏ بدأت محطة جمعية برج المراقبة الاذاعية الخاصة WBBR،‏ في جزيرة ستاتن،‏ نيويورك،‏ بالبث.‏ وأخيرا،‏ نظَّمت الجمعية شبكة عالمية لتبث برامج ومحاضرات من الكتاب المقدس.‏ وبحلول السنة ١٩٣٣ كانت ذروة من ٤٠٨ محطات ارسال تنقل رسالة الملكوت الى ست قارات!‏

‏[الصور]‏

ادارت جمعية برج المراقبة الـ‍ WBBR‏،‏ في نيويورك،‏ من السنة ١٩٢٤ الى السنة ١٩٥٧

فرقة الـ‍ WBBR الموسيقية في السنة ١٩٢٦

ج.‏ ف.‏ رذرفورد يقدِّم المحاضرة «واجهوا الوقائع،‏» في رويال ألبرت هول،‏ في لندن،‏ انكلترا،‏ في ١١ ايلول ١٩٣٨؛‏ اكثر من ٠٠٠‏,١٠ ازدحموا في قاعة الاستماع (‏الاسفل)‏،‏ في حين ان ملايين اكثر استمعوا اليها بواسطة الراديو

برنامج افتتاح الـ‍ WBBR

المستخدَمون في محطة 2HD‏،‏ نيوكاسل،‏ نيوسَوْث ويلز،‏ اوستراليا

المحطة الاذاعية CHCY في ادمونتون،‏ ألبرتا،‏ كانت واحدة من محطات عديدة امتلكتها وأدارتها الجمعية في كندا

البث الى فنلندا بواسطة محطة اذاعية في استونيا

معدات البث في محطة WORD‏،‏ قرب شيكاڠو،‏ ايلينُوي؛‏ امتلكتها وأدارتها الجمعية

‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٨٦]‏

الكرازة بواسطة الفونوڠراف

في السنة ١٩٣٣،‏ ابتدأ شهود يهوه يستخدمون طريقة جديدة اخرى للكرازة.‏ فجرى استخدام آلة اسطوانات قابلة للنقل مع مضخِّم ومكبِّر للصوت لبث اسطوانات محاضرات الاخ رذرفورد الاذاعية التي تدور بسرعة ٣/‏٣٣ ١ دورة في الدقيقة،‏ في القاعات،‏ المتنزهات،‏ والاماكن العامة الاخرى.‏ واستُعملت ايضا سيارات وقوارب مجهَّزة بمكبِّرات صوت لاعلان رسالة الملكوت.‏

ان الاستعمال الفعَّال لآلات الاسطوانات ادَّى الى ابتكار آخر ايضا —‏ الكرازة من بيت الى بيت بواسطة فونوڠراف خفيف الوزن.‏ ففي السنة ١٩٣٤ ابتدأت الجمعية تنتج فونوڠرافات قابلة للحمل وسلسلة من الاسطوانات التي تدور بسرعة ٧٨ دورة في الدقيقة تحتوي على محاضرات من الكتاب المقدس مدتها ٢/‏٤ ١ دقائق.‏ وأخيرا،‏ صارت الاسطوانات تغطي ٩٢ موضوعا مختلفا قيد الاستعمال.‏ وفي المجموع،‏ انتجت الجمعية اكثر من ٠٠٠‏,٤٧ فونوڠراف لاعلان رسالة الملكوت.‏ ولكن،‏ في حينه،‏ صار التشديد اعظم على العروض الشفهية لرسالة الملكوت،‏ فتوقف تدريجيا عمل الفونوڠراف.‏

‏[الصور]‏

بسيارة مجهَّزة بمكبِّر صوت على رأس تلة،‏ كان يمكن سماع رسالة الملكوت على بعد اميال (‏الاعلى)‏

استعمال آلة الاسطوانات في المكسيك (‏اليمين)‏

قارب مجهَّز بمكبِّر صوت يذيع في نهر التَّيمز،‏ في لندن،‏ انكلترا (‏الاعلى)‏

استعمال الفونوڠراف في خدمة الحقل (‏اليسار)‏

تمثيل كيفية استعمال فونوڠراف عمودي الطراز،‏ في السنة ١٩٤٠ (‏اليمين)‏

‏[الصورة في الصفحة ٧٩]‏

ج.‏ أ.‏ بونِت

‏[الصورة في الصفحة ٨٩]‏

من السنة ١٩١٧،‏ عندما صار ج.‏ ف.‏ رذرفورد رئيسا،‏ الى السنة ١٩٤١،‏ انتجت جمعية برج المراقبة فيضا من المطبوعات،‏ بما فيها ٢٤ كتابا،‏ ٨٦ كراسا،‏ و«كتبا سنوية،‏» بالاضافة الى مقالات لـ‍ «برج المراقبة» و «العصر الذهبي» (‏التي دُعيت لاحقا «التعزية»)‏