الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كيف صرنا معروفين بشهود يهوه

كيف صرنا معروفين بشهود يهوه

الفصل ١١

كيف صرنا معروفين بشهود يهوه

خلال العقود الباكرة من تاريخهم العصري،‏ كثيرا ما أُشير اليهم بتلاميذ الكتاب المقدس.‏ وعندما كان الآخرون يسألون عن اسم الهيئة،‏ كان اخوتنا يجيبون في الغالب،‏ «نحن مسيحيون.‏» وردّ الاخ رصل على مثل هذا السؤال قائلا في برج المراقبة:‏ «نحن لا نفصل انفسنا عن المسيحيين الآخرين باتخاذ اسم مميِّز او خصوصي.‏ نحن مكتفون بالاسم،‏ مسيحي،‏ الذي عُرف به القديسون الاولون.‏» —‏ عدد ايلول ١٨٨٨ (‏بالانكليزية)‏.‏

اذًا،‏ كيف حدث ان صرنا معروفين اليوم بشهود يهوه؟‏

الاسم مسيحي

ان الأتباع الحقيقيين ليسوع المسيح،‏ في القرن الاول وفي الازمنة العصرية على حد سواء،‏ اشاروا الى انفسهم والى الرفقاء المؤمنين بصفتهم «الاخوة،‏» «الرفقاء،‏» و «جماعة اللّٰه.‏» (‏اعمال ١١:‏٢٩؛‏ ٣ يوحنا ١٤‏،‏ ع‌ج؛‏ ١ كورنثوس ١:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وتكلموا ايضا عن المسيح بصفته «السيد» وعن انفسهم بصفتهم ‹عبيد يسوع المسيح› و «عبيد اللّٰه.‏» (‏كولوسي ٣:‏​٢٤‏،‏ ع‌ج‏؛‏ فيلبي ١:‏١؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٦‏)‏ ومثل هذه التسميات استُعملت بوفرة داخل الجماعة،‏ وكانت مفهومة جيدا هناك.‏

وفي القرن الاول أُشير الى طريقة الحياة التي تتركَّز حول الايمان بيسوع المسيح (‏وبالتوسيع،‏ الجماعة نفسها)‏ بصفتها «الطريق.‏» (‏اعمال ٩:‏٢؛‏ ١٩:‏٩‏)‏ ويدل عدد من الترجمات للاعمال ١٨:‏٢٥ انها دُعيت ايضا «طريق يهوه.‏»‏ * ومن ناحية اخرى،‏ اشار اليها باستهزاء بعض الذين هم خارج الجماعة بأنها «شيعة الناصريين.‏» —‏ اعمال ٢٤:‏٥‏.‏

بحلول السنة ٤٤ ب‌م،‏ او بعد ذلك بوقت غير طويل،‏ كان أتباع يسوع المسيح الامناء معروفين بصفتهم مسيحيين.‏ ويدَّعي البعض ان الذين من خارج هم مَن دعوهم مسيحيين،‏ فاعلين ذلك بازدراء.‏ إلا ان عددا من واضعي قواميس الكتاب المقدس والمعلِّقين عليه يصرِّحون بأن الفعل المستعمل في الاعمال ١١:‏٢٦ يدلّ ضمنا على التوجيه او الاعلان الالهي.‏ وهكذا،‏ في ترجمة العالم الجديد،‏ تقول هذه الآية:‏ «كان في انطاكية اولا ان التلاميذ بعناية الهية دُعُوا مسيحيين.‏» (‏يوجد نقل مماثل في ترجمة حرفية للكتاب المقدس لروبرت يونڠ،‏ طبعة منقحة،‏ للسنة ١٨٩٨؛‏ الكتاب المقدس بالانكليزية البسيطة،‏ للسنة ١٩٨١؛‏ و العهد الجديد لهوڠو مَكورد،‏ للسنة ١٩٨٨.‏)‏ وبحلول السنة ٥٨ ب‌م تقريبا كان الاسم مسيحي معروفا جيدا حتى عند الرسميين الرومان.‏ —‏ اعمال ٢٦:‏٢٨‏.‏

وفيما كان رسل المسيح لا يزالون احياء،‏ كان الاسم مسيحي مميِّزا ومحدَّدا.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٦‏)‏ وجميع الذين كانوا يدَّعون انهم مسيحيون ولكنَّ معتقداتهم او سلوكهم كان يناقض ادعاءهم طُردوا من الجماعة المسيحية.‏ ولكن،‏ كما سبق وأنبأ يسوع،‏ بعد موت الرسل زرع الشيطان بزورا انتجت مسيحيين زائفين.‏ وهؤلاء الزائفون ادَّعوا ايضا بالاسم مسيحي.‏ (‏متى ١٣:‏​٢٤،‏ ٢٥،‏ ٣٧-‏٣٩‏)‏ وعندما لجأت المسيحية المرتدة الى الهداية القسرية،‏ ادَّعى البعض انهم مسيحيون لمجرد تجنب الاضطهاد.‏ وعلى مر الوقت،‏ غالبا ما كان ايّ اوروپي لا يدَّعي انه يهودي،‏ مسلم،‏ او ملحد يُعتبر مسيحيا،‏ بصرف النظر عن معتقداته او سلوكه.‏

ألقاب استهزاء

من القرن الـ‍ ١٦ فصاعدا انشأ هذا الوضع مشكلة للمصلِحين.‏ فبما ان الاسم مسيحي استُعمل بشكل غير دقيق،‏ كيف كان بإمكانهم ان يميِّزوا انفسهم من الآخرين الذين يدَّعون انهم مسيحيون؟‏

غالبا ما كانوا يوافقون على استعمال لقب استهزاء يطلقه عليهم اعداؤهم.‏ وهكذا كان الخصوم اللاهوتيون لمارتن لوثر،‏ في المانيا،‏ اول من اطلقوا اسمه على أتباعه،‏ داعين اياهم باللوثريين.‏ والذين تبعوا جون ويزلي،‏ في انكلترا،‏ لُقِّبوا بالمنهجيين لأنهم كانوا بشكل غير عادي دقيقين ومنهجيين في حفظ الواجبات الدينية.‏ والمعمدانيون في بادئ الامر قاوموا اللقب «مجدِّدو المعمودية» (‏الذي يعني «المعمِّد ثانية»)‏ لكنهم تدريجيا تبنوا الاسم معمداني كنوع من المسايرة.‏

وماذا عن تلاميذ الكتاب المقدس؟‏ دعاهم رجال الدين بالرصليين والرذرفورديين.‏ لكنَّ تبني مثل هذا الاسم كان سيعزِّز روح الطائفية.‏ وكان سيتعارض مع التوبيخ المعطى للمسيحيين الاولين من قبل الرسول بولس،‏ الذي كتب:‏ «متى قال واحد انا لبولس وآخر انا لأبلوس أفَلَستم جسديين [اي،‏ جسديين في وجهة النظر عوض روحيين].‏» (‏١ كورنثوس ٣:‏٤‏)‏ ولقَّبهم بعض الناس بـ‍ «المؤمنون بالفجر الالفي»؛‏ لكنَّ ملْك المسيح الالفي كان مجرد واحد من تعاليمهم.‏ ودعاهم آخرون «شعب برج المراقبة»؛‏ لكنَّ ذلك ايضا لم يكن ملائما،‏ لأن برج المراقبة كانت مجرد واحدة من المطبوعات التي استخدموها لنشر حق الكتاب المقدس.‏

الحاجة الى اسم مميِّز

على مر الوقت اتَّضح اكثر فأكثر انه بالاضافة الى التسمية مسيحي،‏ كانت جماعة خدام يهوه تحتاج حقا الى اسم مميِّز.‏ فمعنى الاسم مسيحي صار مشوَّها في ذهن العامة لأن الناس الذين ادَّعوا انهم مسيحيون غالبا ما كانت لديهم فكرة ضئيلة او لم تكن لديهم اية فكرة عمَّن كان يسوع المسيح،‏ ما علَّمه،‏ وما يجب ان يفعلوه اذا كانوا حقا أتباعه.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ اذ تقدَّم اخوتنا في فهمهم كلمة اللّٰه،‏ رأوا بوضوح الحاجة ان يكونوا منفصلين ومتميِّزين من تلك الانظمة الدينية التي تدَّعي على نحو خادع انها مسيحية.‏

صحيح ان اخوتنا غالبا ما كانوا يشيرون الى انفسهم بتلاميذ الكتاب المقدس،‏ وابتداء من السنة ١٩١٠ استعملوا الاسم جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم في ما يتعلق باجتماعاتهم.‏ وفي السنة ١٩١٤،‏ بغية تجنب الخلط بمؤسستهم الشرعية المشكَّلة حديثا المدعوة جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم،‏ تبنوا الاسم معشر تلاميذ الكتاب المقدس لفرقهم المحلية.‏ لكنَّ عبادتهم شملت اكثر من درس الكتاب المقدس.‏ وفضلا عن ذلك،‏ كان هنالك آخرون يدرسون ايضا الكتاب المقدس —‏ البعض باخلاص؛‏ آخرون كنقَّاد؛‏ وكثيرون كاشخاص يعتبرونه مجرد قطعة ادبية بديعة.‏ ثم،‏ بعد موت الاخ رصل،‏ رفض بعض العشراء السابقين ان يتعاونوا مع جمعية برج المراقبة وجمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم،‏ حتى انهم قاوموا عمل هاتين الجمعيتين.‏ ومثل هذه الفرق المجزَّأة استعملت مجموعة منوَّعة من الاسماء،‏ وبعضها التصق بالتسمية معشر تلاميذ الكتاب المقدس.‏ فتسبَّب ذلك بتشويش اضافي.‏

ولكننا بعد ذلك،‏ في السنة ١٩٣١،‏ اعتنقنا الاسم المميِّز حقا شهود يهوه.‏ والمؤلِّف تشانلر و.‏ سترلينڠ يشير الى ذلك بصفته «اعظم مسحة للعبقرية» من جهة ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك.‏ وكما نظر ذلك الكاتب الى المسألة،‏ كانت هذه خطوة حاذقة لم تزوِّد فقط اسما رسميا للفريق بل سهَّلت عليهم ايضا تفسير جميع اشارات الكتاب المقدس الى «شاهد» و «شهادة» بصفتها تنطبق خصوصا على شهود يهوه.‏ وبالتباين،‏ قال أ.‏ ه.‏ ماكميلان،‏ رفيق اداري لثلاثة رؤساء لجمعية برج المراقبة،‏ عن ذلك الاعلان من قبل الاخ رذرفورد:‏ «لا يوجد شك في ذهني —‏ لا آنذاك ولا الآن —‏ في ان الرب وجَّهه في ذلك،‏ وهذا هو الاسم الذي يريد يهوه ان نحمله،‏ ونحن سعداء جدا ومسرورون جدا بحيازته.‏» فأية وجهة نظر تؤيدها الوقائع؟‏ هل كان الاسم ‹مسحة عبقرية› من جهة الاخ رذرفورد،‏ ام انه كان نتيجة العناية الالهية؟‏

تطورات تشير الى الاسم

كان في القرن الثامن ق‌م ان يهوه جعل اشعياء يكتب:‏ «انتم شهودي يقول (‏يهوه)‏ وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا اني انا هو.‏ قبلي لم يصوَّر اله وبعدي لا يكون.‏ .‏ .‏ .‏ وأنتم شهودي يقول (‏يهوه)‏ وأنا اللّٰه.‏» (‏اشعياء ٤٣:‏​١٠،‏ ١٢‏)‏ وكما يظهر في الاسفار اليونانية المسيحية،‏ هنالك نبوات عديدة سجَّلها اشعياء لها اتمام في ما يتعلق بالجماعة المسيحية.‏ (‏قارنوا اشعياء ٨:‏١٨ بالعبرانيين ٢:‏​١٠-‏١٣‏؛‏ اشعياء ٦٦:‏٢٢ بالرؤيا ٢١:‏​١،‏ ٢ ‏.‏)‏ غير ان اشعياء ٤٣:‏​١٠،‏ ١٢ لم تُناقَش قط بأيّ تفصيل في برج المراقبة خلال سنوات نشرها الـ‍ ٤٠ الاولى.‏

إلا ان درس خدام يهوه الاسفار المقدسة وجَّه بعد ذلك انتباههم الى تطورات جديدة مهمة.‏ فملكوت اللّٰه برئاسة يسوع بصفته الملك المسيَّاني وُلِد في السموات في السنة ١٩١٤.‏ وفي السنة ١٩٢٥،‏ السنة التي فيها وُضِّح ذلك في برج المراقبة،‏ لُفِت الانتباه الى الوصية النبوية،‏ في اشعياء الاصحاح ٤٣‏،‏ بأن يكونوا شهودا ليهوه في ١١ عددا مختلفا من المجلة.‏

وفي برج المراقبة عدد ١ كانون الثاني ١٩٢٦ (‏بالانكليزية)‏،‏ ابرزت المقالة الرئيسية سؤال التحدي:‏ «مَن سيكرمون يهوه؟‏» وخلال السنوات الخمس التالية ناقشت برج المراقبة جزءا من اشعياء ٤٣:‏​١٠-‏١٢ في ٤٦ عددا منفصلا وفي كل مرة طبقته على المسيحيين الحقيقيين.‏ * وفي السنة ١٩٢٩ أُشير الى ان القضية البارزة التي تواجه الخليقة العاقلة كلها تشمل اكرام اسم يهوه.‏ وفي ما يتعلق بالمسؤولية الملقاة على عاتق خدام يهوه بشأن هذه القضية،‏ جرى التأمل تكرارا في اشعياء ٤٣:‏​١٠-‏١٢‏.‏

وهكذا تظهر الوقائع انه،‏ نتيجة لدرس الكتاب المقدس،‏ لُفِت الانتباه تكرارا الى التزامهم ان يكونوا شهودا ليهوه.‏ فلم يكن اسم الفريق موضع البحث بل العمل الذي يجب ان يقوموا به.‏

ولكن بأيّ اسم يجب ان يُعرَف اولئك الشهود؟‏ وماذا سيكون ملائما نظرا الى العمل الذي يقومون به؟‏ والى ايّ استنتاج اشارت كلمة اللّٰه نفسها؟‏ نوقشت هذه المسألة في محفل في كولومبوس،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ في ٢٤-‏٣٠ تموز ١٩٣١.‏

اسم جديد

ظهر الحرفان الكبيران ش ي بشكل بارز على الغلاف الامامي من برنامج المحفل.‏ فماذا عنيا؟‏ لم يُفسَّر مغزاهما حتى يوم الاحد في ٢٦ تموز.‏ ففي ذلك اليوم ألقى الاخ رذرفورد المحاضرة العامة «الملكوت،‏ رجاء العالم.‏» وفي هذه المحاضرة،‏ عند اثبات هوية اولئك المنادين بملكوت اللّٰه،‏ اشار الخطيب بشكل خصوصي الى الاسم شهود يهوه.‏

وفي وقت لاحق من ذلك النهار ألحق الاخ رذرفورد ذلك بخطاب آخر ناقش فيه اسباب الحاجة الى اسم مميِّز.‏ * فالى ايّ اسم كانت الاسفار المقدسة نفسها تشير؟‏ اقتبس الخطيب من الاعمال ١٥:‏١٤‏،‏ التي توجِّه الانتباه الى قصد اللّٰه ان يأخذ من الامم «شعبا على اسمه.‏» وفي محاضرته ابرز الواقع ان يسوع المسيح،‏ كما ذُكر في الرؤيا ٣:‏١٤‏،‏ هو «الشاهد الامين الصادق.‏» وأشار الى يوحنا ١٨:‏٣٧ حيث اعلن يسوع:‏ «لهذا قد اتيت الى العالم لأشهد للحق.‏» ووجَّه الانتباه الى ١ بطرس ٢:‏​٩،‏ ١٠‏،‏ التي تقول ان خدام اللّٰه يجب ان ‹يخبروا بفضائل الذي دعاهم من الظلمة الى نوره العجيب.‏› وبحث في عدد من الآيات من اشعياء،‏ التي لم تكن كلها مفهومة بوضوح في ذلك الحين،‏ ولكنه بعدئذ بلغ ذروة عرضه باشعياء ٤٣:‏​٨-‏١٢‏،‏ التي تشمل المهمة الالهية:‏ «انتم شهودي يقول (‏يهوه)‏ وأنا اللّٰه.‏» اذًا،‏ الى ايّ استنتاج كانت كلمة يهوه نفسها توجِّههم؟‏ وأيّ اسم كان سينسجم مع الطريقة التي بها كان يهوه في الواقع يستخدمهم؟‏

كان الجواب الواضح متضمَّنا في قرار جرى تبنيه بحماسة في تلك المناسبة.‏ * قال هذا القرار جزئيا:‏

‏«لكي يكون موقفنا الحقيقي معروفا،‏ واذ نعتقد ان ذلك ينسجم مع مشيئة اللّٰه،‏ كما يجري التعبير عنها في كلمته،‏ نقرِّر ما يلي،‏ اي:‏

‏«أننا نملك محبة عظيمة للاخ تشارلز ت.‏ رصل،‏ من اجل عمله،‏ وأننا نعترف بسرور ان الرب استخدمه وبارك عمله كثيرا،‏ ومع ذلك لا يمكننا انسجاما مع كلمة اللّٰه ان نوافق على ان نُدعى بالاسم ‹رصليون›؛‏ أن جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس وجمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم وجمعية منبر الشعوب هي مجرد اسماء للمؤسسات التي نملكها،‏ نوجِّهها ونستخدمها كجماعة من الناس المسيحيين لانجاز عملنا اطاعة لوصايا اللّٰه،‏ ومع ذلك لا يرتبط ايّ من هذه الاسماء بلياقة بنا او ينطبق علينا كهيئة من المسيحيين الذين يتبعون خطوات ربنا وسيدنا،‏ المسيح يسوع؛‏ أننا تلاميذ للكتاب المقدس،‏ ولكننا،‏ كهيئة من المسيحيين يشكِّلون معشرا،‏ نرفض ان نتخذ او نُدعى بالاسم ‹تلاميذ الكتاب المقدس› او بأسماء مماثلة كوسيلة لتحديد موقفنا اللائق امام الرب؛‏ نأبى ان نحمل او ان نُدعى باسم ايّ انسان؛‏

‏«أننا،‏ اذ اشتُرينا بالدم الثمين ليسوع المسيح ربنا وفادينا،‏ تبرَّرنا ووُلِدنا من يهوه اللّٰه ودُعينا الى ملكوته،‏ نعلن دون تردد كامل ولائنا وتعبدنا ليهوه اللّٰه وملكوته؛‏ أننا خدام ليهوه اللّٰه مفوَّض الينا ان نقوم بعمل باسمه،‏ واطاعة لوصيته،‏ ان نوصل الشهادة عن يسوع المسيح،‏ وأن نعلن للناس ان يهوه هو الاله الحقيقي والقادر على كل شيء؛‏ ولذلك بفرح نعتنق ونتخذ الاسم الذي سمَّاه فم الرب الاله،‏ ونرغب في ان نُعرف ونُدعى بالاسم،‏ اي شهود يهوه‏.‏ —‏ اشعياء ٤٣:‏​١٠-‏١٢‏.‏»‏ *

بعد عرض كامل القرار دلّ التصفيق المدوّي الطويل على موافقة الحضور التامة على ما ذُكر.‏

قبول المسؤولية

يا له من شرف ان نحمل اسم الاله الحقيقي الوحيد،‏ سيد الكون!‏ ولكنَّ هذا الاسم ترافقه المسؤولية.‏ انها مسؤولية لا تريدها الفرق الدينية الاخرى.‏ وكما قال الاخ رذرفورد في محاضرته:‏ «سعداء هم الذين يمكنهم ان يتخذوا اسما لا يريده احد تحت الشمس سوى اولئك المتعبدين ليهوه كليا ودون تحفظ.‏» ولكن،‏ كم هو ملائم ان يحمل خدام يهوه اسم اللّٰه الشخصي،‏ ان يعلنوه،‏ وأن يقترن بشكل بارز بالمناداة بقصده!‏

والفريق او الافراد الذين يتكلمون باسم يهوه يضعون انفسهم تحت التزام نقل كلمته بصدق.‏ (‏ارميا ٢٣:‏​٢٦-‏٢٨‏)‏ ويجب ان يعلنوا ليس فقط تدابير يهوه لمباركة محبي البر بل ايضا احكامه على ممارسي الاثم.‏ وكما اوصى يهوه انبياءه في الازمنة الماضية،‏ كذلك اليوم ينبغي لشهوده الا ينقِّصوا شيئا من كلمة اللّٰه بالفشل في اعلانه.‏ (‏ارميا ١:‏١٧؛‏ ٢٦:‏٢؛‏ حزقيال ٣:‏​١-‏١١‏)‏ ويجب ان ينادوا «بسنة مقبولة (‏ليهوه)‏ وبيوم انتقام لالهنا» على السواء.‏ (‏اشعياء ٦١:‏​١،‏ ٢‏)‏ وأولئك الذين تبنوا القرار اعلاه ادركوا هذه المسؤولية،‏ وفي الجزء الاخير من القرار اعلنوا:‏

‏«كشهود ليهوه،‏ قصدنا الفريد والوحيد هو أن نكون طائعين كاملا لوصاياه؛‏ أن نعلن انه الاله الحقيقي الوحيد والقادر على كل شيء؛‏ أن كلمته صادقة وأن اسمه يستحق كل اكرام ومجد؛‏ أن المسيح هو مَلك اللّٰه،‏ الذي جعله على عرش سلطته؛‏ أن ملكوته جاء الآن،‏ واطاعة لوصايا الرب يجب ان نعلن الآن هذه البشارة شهادة للامم ونخبر الحكام والشعب عن هيئة الشيطان الوحشية والظالمة،‏ وخصوصا في ما يتعلق بـ‍ ‹العالم المسيحي› الذي هو الجزء الاكثر شرا في تلك الهيئة المنظورة،‏ وعن قصد اللّٰه ان يهلك قريبا هيئة الشيطان،‏ الاجراء العظيم الذي سيليه سريعا جلب المسيح الملِك لشعوب الارض الطائعين السلام والازدهار،‏ الحرية والصحة،‏ السعادة والحياة الابدية؛‏ أن ملكوت اللّٰه هو رجاء العالم،‏ ولا يوجد رجاء آخر،‏ وأن هذه الرسالة يجب ان يسلِّمها اولئك الذين تحدَّد هويتهم كشهود ليهوه.‏

‏«ندعو بتواضع جميع الاشخاص الاولياء كليا ليهوه وملكوته ان يشتركوا في المناداة بهذه البشارة للآخرين،‏ لكي يرتفع المقياس البار للرب،‏ لكي تعرف شعوب العالم اين يجدون الحق والرجاء بالراحة؛‏ وقبل كل شيء،‏ لكي يُبرَّأ ويُرفَّع الاسم العظيم والقدوس ليهوه اللّٰه.‏»‏

ليس فقط في كولومبوس،‏ اوهايو،‏ في اميركا،‏ بل بعيدا في اوستراليا انفجر الحاضرون بالتصفيق عندما سمعوا الاعلان عن هذا الاسم الجديد.‏ وفي اليابان،‏ بعد ساعات من المحاولة،‏ جرى التقاط جزء قصير فقط من البرنامج على جهاز راديو للموجات القصيرة في منتصف الليل.‏ فتُرجم على الفور.‏ وهكذا سمع الفريق الصغير هناك القرار والتصفيق المدوّي.‏ وكانت ماتسو ايشي هناك معهم،‏ وكما كتبت في ما بعد،‏ ‹رفعوا هتاف الفرح انسجاما مع اخوتهم في اميركا.‏› وعقب المحفل في كولومبوس،‏ عبَّرت محافل وجماعات شهود يهوه في جميع البلدان حيث كانوا يواصلون خدمتهم انها على وفاق تام مع ذلك القرار.‏ ومن النروج،‏ على سبيل المثال،‏ اتى التقرير:‏ «في محفلنا السنوي .‏ .‏ .‏ في اوسلو وقفنا على ارجلنا جميعا وبحماس عظيم هتفنا ‹نعم›،‏ عند تبنِّي اسمنا الجديد ‹شهود يهوه›.‏»‏

اكثر من لقب

هل كان العالم عموما سيدرك ان اخوتنا تبنَّوا هذا الاسم الجديد؟‏ نعم،‏ حقا!‏ فالخطاب الذي أُعلن فيه الاسم اولا أُلقي عبر اوسع شبكة اذاعية استُعملت على الاطلاق حتى ذلك الحين.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ شُمل القرار الذي يعلن الاسم الجديد بكراس الملكوت،‏ رجاء العالم.‏ وبعد المحفل وزَّع شهود يهوه ملايين النسخ من هذا الكراس بلغات عديدة في اميركا الشمالية والجنوبية،‏ اوروپا،‏ افريقيا،‏ آسيا،‏ وجزر البحر.‏ وفضلا عن تقديم النسخ من بيت الى بيت،‏ بذلوا جهدا خصوصيا لوضع نسخة في يدي كل رسمي حكومي،‏ رجل اعمال بارز،‏ ورجل دين.‏ وبعض الذين لا يزالون احياء في السنة ١٩٩٢ تذكَّروا جيدا اشتراكهم في تلك الحملة المهمة.‏

لم يتسلَّم الجميع الكراس برضى.‏ تتذكَّر ايڤا ابوت انه فيما كانت تغادر بيت رجل دين في الولايات المتحدة،‏ رُمي بالكراس بقوة في محاذاتها فوقع على الارض.‏ لم ترد ان تتركه هناك،‏ فبادرت الى التقاطه؛‏ لكنَّ كلبا كبيرا هَرَّ،‏ انتزعه من يدها،‏ وأخذه الى سيده،‏ الواعظ.‏ قالت،‏ «ما لم استطع تسليمه،‏ سلَّمه الكلب!‏»‏

مارتن پويتسنڠر،‏ الذي خدم في وقت لاحق كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه،‏ تذكَّر:‏ «وجوه مندهشة ظهرت عند كل باب عندما كنا نعرِّف بأنفسنا بالكلمات:‏ ‹جئت اليكم اليوم كواحد من شهود يهوه.‏› وكان الناس يهزّون رؤوسهم او يسألون:‏ ‹ولكن ألا تزالون تلاميذ الكتاب المقدس؟‏ ام هل انضممتم الى بدعة جديدة؟‏›» وتدريجيا تغيَّر هذا الوضع.‏ وبعد عدة عقود من شروعهم في استعمال اسمهم المميِّز،‏ كتب الاخ پويتسنڠر:‏ «يا له من تغيير!‏ فقبل ان اتفوَّه بكلمة يقول الناس:‏ ‹لا بد انك واحد من شهود يهوه.‏›» اجل،‏ انهم يعرفون الاسم الآن.‏

وهذا الاسم ليس مجرد لقب.‏ فسواء كانوا شبانا او شيوخا،‏ ذكورا او اناثا،‏ يشترك جميع شهود يهوه في عمل الشهادة ليهوه وقصده العظيم.‏ ونتيجة لذلك،‏ كتب ت.‏ س.‏ برادن،‏ پروفسور في التاريخ الديني:‏ «غطَّى شهود يهوه الارض حرفيا بشهادتهم.‏» —‏ هؤلاء ايضا يؤمنون.‏

وعلى الرغم من ان الشهادة التي قام بها اخوتنا قبل تبنِّيهم الاسم شهود يهوه كانت تحيط بالكرة الارضية،‏ إلا انه في التأمل من جديد في ما مضى يَظهر ان يهوه كان يعدّهم لعمل اعظم ايضا —‏ تجميع جمع كثير سيُحفظون احياء عبر هرمجدون،‏ بفرصة الحياة الى الابد على ارض فردوسية.‏

‏[الحواشي]‏

^ ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة؛‏ ترجمة حرفية للعهد الجديد .‏ .‏ .‏ من نص مخطوطة الڤاتيكان،‏ بقلم هِرمان هاينفِتَر؛‏ وست ترجمات بالعبرانية.‏ انظروا ايضا الحاشية في اعمال ١٩:‏٢٣ في ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة.‏

^ بين مقالات برج المراقبة الرئيسية المنشورة خلال هذه الفترة كانت «يهوه وأعماله،‏» «أَكرموا اسمه،‏» «شعب على اسمه،‏» «ترفيع اسمه،‏» «الشاهد الامين الصادق،‏» «سبِّحوا يهوه!‏» «تلذَّذوا بيهوه،‏» «يهوه الاسمى،‏» «تبرئة اسمه،‏» «اسمه،‏» و «رنِّموا ليهوه.‏»‏

^ انظروا المقالة «اسم جديد،‏» في برج المراقبة عدد ١ تشرين الاول ١٩٣١ (‏بالانكليزية)‏.‏

^ برج المراقبة،‏ ١٥ ايلول ١٩٣١،‏ الصفحتان ٢٧٨،‏ ٢٧٩ (‏بالانكليزية)‏.‏

^ على الرغم من ان الدليل يشير بشكل مقنع الى توجيه يهوه في اختيار الاسم شهود يهوه،‏ اشارت في وقت لاحق برج المراقبة (‏١ شباط ١٩٤٤،‏ ص ٤٢،‏ ٤٣،‏ بالانكليزية؛‏ ١ تشرين الاول ١٩٥٧،‏ ص ٦٠٧،‏ بالانكليزية)‏ وكتاب ”New Heavens and a New Earth” (‏«سموات جديدة وارض جديدة،‏» الصفحات ٢٣١-‏٢٣٧)‏ الى ان هذا الاسم ليس ‹الاسم الجديد› المشار اليه في اشعياء ٦٢:‏٢؛‏ ٦٥:‏١٥؛‏ ورؤيا ٢:‏١٧‏،‏ مع ان الاسم ينسجم مع العلاقة الجديدة المشار اليها في الآيتين في اشعياء.‏

‏[النبذة في الصفحة ١٤٩]‏

‏«التلاميذ بعناية الهية دُعُوا مسيحيين»‏

‏[النبذة في الصفحة ١٥١]‏

الاسم مسيحي صار مشوَّها في ذهن العامة

‏[النبذة في الصفحة ١٥٠]‏

كانوا اكثر من تلاميذ للكتاب المقدس

‏[النبذة في الصفحة ١٥٦]‏

‏«انتم شهودي يقول (‏يهوه)‏ وأنا اللّٰه»‏

‏[الاطار في الصفحة ١٥٠]‏

الاسم شهود يهوه في الاميركتين

انظر المطبوعة.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٥٣]‏

الآخرون فهموا ذلك

لم تكن «برج المراقبة» الوحيدة التي ابرزت من الكتاب المقدس انه سيكون ليهوه شهود على الارض.‏ مثلا،‏ اشار ه.‏ ا.‏ آيرونْسايْد،‏ في كتاب «محاضرات حول دانيال النبي» (‏الصادر اولا في السنة ١٩١١)‏،‏ الى اولئك الذين تتم فيهم الوعود الثمينة لاشعياء الاصحاح ٤٣ وقال:‏ «هؤلاء لا بد ان يكونوا شهود يهوه،‏ الذين يشهدون لقدرة ومجد الاله الحقيقي الواحد،‏ حين يكون العالم المسيحي المرتد قد سُلِّم لعمل الضلال ليصدّق كذب ضد المسيح.‏»‏

‏[الاطار في الصفحة ١٥٢]‏

الاسم شهود يهوه في المشرق وجزر الپاسيفيك

انظر المطبوعة.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٥٥]‏

الاسم شهود يهوه في افريقيا

انظر المطبوعة.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٥٥]‏

الاسم شهود يهوه في اوروپا والشرق الاوسط

انظر المطبوعة.‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٥٤]‏

كان الحرفان الاولان ش ي (‏دون ايّ تفسير)‏ بارزَين في محفل السنة ١٩٣١.‏ وكُشف عن معناهما في خطاب مثير عن الاسم الجديد

‏[الصورتان في الصفحة ١٥٧]‏

كانوا فخورين بجعل الآخرين يعرفون انهم شهود يهوه