الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الدرس رقم ٤:‏ الكتاب المقدس وقانونه

الدرس رقم ٤:‏ الكتاب المقدس وقانونه

دروس في الاسفار المقدسة الموحى بها وخلفيتها

الدرس رقم ٤:‏ الكتاب المقدس وقانونه

اصل الكلمة الانكليزية «بايبل» (‏الكتاب المقدس )‏؛‏ تحديد اية اسفار تنتمي بالصواب الى المكتبة الالهية؛‏ رفض الاپوكريفا.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ما هو المعنى العام للكلمة اليونانية بيبليا؟‏ (‏ب)‏ كيف تُستعمل هذه والكلمات المرافقة في الاسفار اليونانية المسيحية؟‏ (‏ج)‏ كيف اتت الكلمة «بايبل» الى اللغة الانكليزية؟‏

 بما ان الاسفار المقدسة الموحى بها يُشار اليها عموما بالانكليزية بكلمة «بايبل،‏» فإن البحث في اصل كلمة «بايبل» ومعناها هو ذو اهمية.‏ انها مشتقة من الكلمة اليونانية بيبليا،‏ ومعناها «اسفار صغيرة.‏» وهذه،‏ بدورها،‏ مشتقة من بيبلوس،‏ كلمة تصف الجزء الداخلي من نبتة البردي التي منها كان يُنتج،‏ في الازمنة القديمة،‏ «ورق» للكتابة.‏ (‏ان المرفأ الفينيقي جبيل،‏ الذي كان البردي يُستورَد عبره من مصر،‏ دعاه اليونانيون بيبلوس.‏ انظروا يشوع ١٣:‏٥‏،‏ حاشية ع‌ج.‏ )‏ وصارت شتى الرسائل المكتوبة على هذا النوع من المواد تُعرف بالكلمة بيبليا.‏ ومن ثم،‏ صارت بيبليا تصف اية كتابات او ادراج وكتب ووثائق او اسفار او حتى مجموعة مكتبية من الكتيِّبات.‏

٢ ومن المدهش ان التعبير «الكتاب المقدس» نفسه غير موجود عموما في نص ترجمات الاسفار المقدسة بالعربية او باللغات الاخرى.‏ ولكن بحلول القرن الثاني ق‌م،‏ كان يُشار الى مجموعة الاسفار الموحى بها للاسفار العبرانية بصفتها تا بيبليا في اللغة اليونانية.‏ وفي دانيال ٩:‏٢ كتب النبي:‏ «انا دانيال فهمت من الكتب .‏ .‏ .‏»‏ وهنا يوجد في الترجمة السبعينية الكلمة بيبلويس،‏ صيغة المفعول غير المباشر للكلمة بيبلوس بالجمع.‏ وفي ٢ تيموثاوس ٤:‏١٣‏،‏ كتب بولس:‏ «أَحضِر .‏ .‏ .‏ متى جئت .‏ .‏ .‏ الكتب [باليونانية،‏ بيبليا ].‏» وبصِيَغهما اللغوية المتعددة،‏ ترد الكلمتان اليونانيتان بيبليون و بيبلوس اكثر من ٤٠ مرة في الاسفار اليونانية المسيحية وتترجم عادة بـ‍ «سفر،‏ اسفار» او «كتاب،‏ كتب.‏» واستُعملت بيبليا في ما بعد باللاتينية ككلمة بصيغة المفرد،‏ ومن اللاتينية،‏ اتت الكلمة «بايبل» الى اللغة الانكليزية.‏

٣ كيف شهد كتبة الكتاب المقدس لكونه كلمة اللّٰه الموحى بها؟‏

٣ انه كلمة اللّٰه.‏ في حين استُخدِم رجال مختلفون في كتابة الكتاب المقدس بالوحي واشترك آخرون ايضا في ترجمته من اللغات الاصلية باللغات المكتوبة ليومنا،‏ فإن الكتاب المقدس هو،‏ بالمعنى الاكمل،‏ كلمة اللّٰه،‏ كشفه الموحى به الخاص للبشر.‏ والكتبة الملهَمون انفسهم نظروا اليه بهذه الطريقة،‏ كما هو ظاهر من استعمالهم لتعابير كهذه،‏ «ما يخرج من فم الرب» (‏تثنية ٨:‏٣‏)‏،‏ «كلام الرب» (‏يشوع ٢٤:‏٢٧‏)‏،‏ «وصايا الرب» (‏عزرا ٧:‏١١‏)‏،‏ «ناموس الرب» (‏مزمور ١٩:‏٧‏)‏،‏ «قول الرب» (‏اشعياء ٣٨:‏٤‏)‏،‏ ‹كلمة اللّٰه› (‏متى ٤:‏٤‏)‏،‏ و «كلمة الرب» (‏١ تسالونيكي ٤:‏١٥‏)‏.‏

المكتبة الالهية

٤ ممَّ يتألف الكتاب المقدس،‏ ومن حدَّد ذلك؟‏

٤ ما يعرفه الانسان اليوم انه الكتاب المقدس هو في الواقع مجموعة من الوثائق القديمة الموحى بها الهيا.‏ وقد ألِّفت هذه وجُمِعت بشكل مكتوب خلال فترة ١٦ قرنا.‏ ومجموعة الوثائق هذه بأجمعها تشكِّل ما احسن جيروم وصفه باللاتينية انه بيبليوثِكا ديڤينا،‏ او المكتبة الالهية.‏ ولهذه المكتبة قائمة،‏ او جدول رسمي للمطبوعات،‏ تقتصر على تلك الكتب التي لها علاقة بمجال تلك المكتبة وتخصُّصها.‏ وكل الكتب غير الموافق عليها لا تُشمل.‏ ويهوه اللّٰه هو القيِّم العظيم على المكتبة الذي يضع المقياس الذي يحدِّد اية كتابات يجب شملها.‏ وهكذا فإن للكتاب المقدس قائمة محدَّدة تحتوي على ٦٦ سفرا،‏ كلها من نتاج روح اللّٰه القدس المرشِد.‏

٥ ما هو قانون الكتاب المقدس،‏ وكيف نشأت هذه التسمية؟‏

٥ ان مجموعة،‏ او لائحة،‏ الاسفار المقبولة بصفتها اسفارا مقدسة اصيلة وموحى بها يُشار اليها غالبا بأنها قانون الكتاب المقدس.‏ وفي الاصل،‏ كانت القصبة (‏بالعبرانية،‏ قَنِه‏)‏ تُستخدَم كعصا للقياس ان لم تكن قطعة من الخشب في المتناول.‏ وطبَّق الرسول بولس الكلمة اليونانية كانون على ‹قاعدة سلوك› بالاضافة الى «المقاطعة» التي أُعطيَت له كتعيين.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏،‏ حاشية ع‌ج؛‏ ٢ كورنثوس ١٠:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولذلك فإن الاسفار القانونية هي تلك الاسفار الصحيحة والموحى بها والجديرة بأن تُستخدم كمِسطرة مستقيمة لتحديد الايمان الصائب،‏ العقيدة الصائبة،‏ والسلوك الصائب.‏ واذا استخدمنا اسفارا ليست «مستقيمة» كخيط الشاقول،‏ فلن يكون «بناؤنا» صحيحا،‏ فيسقط في امتحان المعاين العظيم.‏

٦ ما هي بعض العوامل التي تحدِّد قانونية السفر؟‏

٦ تحديد القانونية.‏ ما هي بعض الدلائل الالهية التي تحدِّد قانونية اسفار الكتاب المقدس الـ‍ ٦٦؟‏ اولا،‏ يجب ان تُعنَى الوثائق بشؤون يهوه في الارض،‏ محوِّلة الناس الى عبادته ومثيرة الاحترام العميق لاسمه ولعمله ومقاصده في الارض.‏ ويجب ان يكون فيها أَدلَّة على الوحي،‏ اي انها من نتاج الروح القدس.‏ (‏٢ بطرس ١:‏٢١‏)‏ ولا يجب ان يكون فيها احتكام الى الخرافة او عبادة المخلوقات بل بالاحرى احتكام الى محبة اللّٰه وخدمته.‏ ولا يجب ان يكون في اية من الكتابات الفردية ما يتعارض مع الانسجام الداخلي للكل،‏ بل بالاحرى يجب ان يدعم كلُّ سفر،‏ باتحاده مع الاسفار الاخرى،‏ التأليف الواحد،‏ ذاك الذي ليهوه اللّٰه.‏ ونتوقع ايضا ان يكون في الكتابات ما يدل على الدقة حتى في اصغر التفاصيل.‏ واضافة الى هذه النقاط الرئيسية،‏ هنالك دلائل معيَّنة اخرى على الوحي،‏ وبالتالي على القانونية،‏ وفقا لطبيعة محتويات كل سفر،‏ وقد نوقشت هذه في هذا الكتاب في المواد التمهيدية لكلٍّ من اسفار الكتاب المقدس.‏ وهنالك ايضا حالات خصوصية تنطبق على الاسفار العبرانية واخرى على الاسفار اليونانية المسيحية تساعد في إقرار قانون الكتاب المقدس.‏

الاسفار العبرانية

٧ بواسطة اية خطوات متوالية أُكمل قانون الاسفار العبرانية،‏ ومع ماذا كان يلزم ان ينسجم اي جزء احدث؟‏

٧ لا يجب الاعتقاد ان قبول ما يشكِّل الاسفار المقدسة الموحى بها وجب ان ينتظر حتى اكمال قانون الاسفار العبرانية في القرن الخامس ق‌م.‏ فمن البداية عينها كانت كتابات موسى تحت توجيه روح اللّٰه مقبولة من الاسرائيليين بصفتها موحى بها،‏ من تأليف الهي.‏ وعندما أُكمل الپانتاتيك،‏ كان القانون مؤلَّفا منه حتى ذلك الوقت.‏ والاعلانات الاضافية بخصوص مقاصد يهوه المعطاة للانسان تحت الوحي كان يلزم ان تتبع منطقيا المبادئَ الاساسية المتعلقة بالعبادة الحقة المعلَنةَ في الپانتاتيك وأن تكون على انسجام معها.‏ وقد رأينا ان ذلك صحيح عندما تأملنا في اسفار الكتاب المقدس المختلفة،‏ وخصوصا من حيث تناولها مباشرة المحورَ العظيم للكتاب المقدس،‏ تقديس اسم يهوه وتبرئة سلطانه بواسطة الملكوت برئاسة المسيح،‏ النسل الموعود به.‏

٨ ماذا يثبت قانونية اسفار الكتاب المقدس النبوية؟‏

٨ ان الاسفار العبرانية خصوصا تزخر بالنبوة.‏ وقد هيَّأَ يهوه نفسه الاساس،‏ بواسطة موسى،‏ لتثبيت اصالة النبوة،‏ هل هي حقا من اللّٰه ام لا،‏ وقد ساعد ذلك على تحديد قانونية السفر النبوي.‏ (‏تثنية ١٣:‏​١-‏٣؛‏ ١٨:‏​٢٠-‏٢٢‏)‏ وفحص كلٍّ من الاسفار العبرانية النبوية الى جانب الكتاب المقدس ككل والتاريخ الدنيوي يثبت على نحو لا يقبل الشك ان «الكلام» الذي تكلمت به كان باسم يهوه،‏ انه ‹حدث وصار،‏› إما كاملا وإما بطريقة مصغَّرة او جزئية اذا كانت له علاقة بأمور لا تزال في المستقبل،‏ وانه وجَّه الناس الى اللّٰه.‏ وكان بلوغ هذه المطالب يثبت ان النبوة اصيلة وموحى بها.‏

٩ اي عامل مهم لا يجب ان يغيب عن تفكير المرء عندما يتأمل في مسألة قانون الكتاب المقدس؟‏

٩ تزوِّد اقتباسات يسوع وكتبة الاسفار اليونانية المسيحية الملهَمين طريقة مباشرة لإقرار قانونية الكثير من الاسفار العبرانية،‏ على الرغم من ان هذا المقياس لا ينطبق على الجميع،‏ مثل سفرَي استير والجامعة.‏ اذًا،‏ عند التأمل في مسألة القانونية،‏ لا يجب ان يغيب عن تفكيرنا عامل آخر في غاية الاهمية،‏ عامل ينطبق على قانون الكتاب المقدس بكامله.‏ فكما اوحى يهوه الى اناس بأن يدوِّنوا رسائله الالهية من اجل ارشادهم وبنائهم وتشجيعهم في عبادته وخدمته،‏ يلزم من ذلك منطقيا ان يدير يهوه ويوجِّه تجميعَ الكتابات الموحى بها وإقرارَ قانون الكتاب المقدس.‏ وكان سيفعل ذلك لكي لا يكون هنالك شك في ما يؤلف كلمة حقه وما سيشكِّل خيط القياس الثابت للعبادة الحقة.‏ وفي الواقع،‏ بهذه الطريقة فقط كان يمكن للمخلوقات على الارض ان تستمر في ان ‹تولد ثانية بكلمة اللّٰه› وتكون قادرة ان تشهد ان «كلمة الرب .‏ .‏ .‏ تثبت الى الابد.‏» —‏ ١ بطرس ١:‏​٢٣،‏ ٢٥‏.‏

١٠ بحلول اي وقت كان قد تحدَّد قانون الاسفار العبرانية؟‏

١٠ إقرار قانون الاسفار العبرانية.‏ ينسب التقليد اليهودي الى عزرا الابتداء بجمع قانون الاسفار العبرانية وتنظيمه في قائمة،‏ ويقول ان نحميا قد اكمل ذلك.‏ وكان عزرا من غير ريب مجهَّزا جيدا لعمل كهذا،‏ لكونه احد كتبة الكتاب المقدس الملهَمين بالاضافة الى كونه كاهنا وعالما وناسخا رسميا للكتابات المقدسة.‏ (‏عزرا ٧:‏​١-‏١١‏)‏ وليس من سبب للشك في النظرة التقليدية ان قانون الاسفار العبرانية كان قد تحدَّد بحلول نهاية القرن الخامس ق‌م.‏

١١ كيف يعدِّد القانون اليهودي التقليدي الاسفار العبرانية؟‏

١١ نعدِّد نحن اليوم ٣٩ سفرا للاسفار العبرانية؛‏ وفي حين يشتمل القانون اليهودي التقليدي على هذه الاسفار نفسها،‏ فانه يعدّها بـ‍ ٢٤.‏ وقد حسبت بعض المراجع عدد الاسفار انه ٢٢،‏ بوضع راعوث مع القضاة ومراثي ارميا مع ارميا،‏ على الرغم من انها لا تزال تحتفظ بالكتابات القانونية نفسها تماما.‏ a وقد ساوى ذلك عدد الاسفار الموحى بها بعدد الاحرف في الابجدية العبرانية.‏ وما يلي هو لائحة الاسفار الـ‍ ٢٤ وفقا للقانون اليهودي التقليدي:‏

 الشريعة (‏الپانتاتيك)‏

  ١-‏ التكوين

  ٢-‏ الخروج

  ٣-‏ اللاويِّين

  ٤-‏ العدد

  ٥-‏ التثنية

 الانبياء

  ٦-‏ يشوع

  ٧-‏ القضاة

  ٨-‏ صموئيل (‏الاول والثاني معا كسفر

  ٩-‏ ملوك (‏الاول والثاني معا كسفر واحد)‏

  ١٠-‏ اشعياء

  ١١-‏ ارميا

  ١٢-‏ حزقيال

  ١٣-‏ الانبياء الاثنا عشر (‏هوشع،‏ يوئيل،‏ عاموس،‏ عوبديا،‏ يونان،‏ ميخا،‏ ناحوم،‏ حبقُّوق،‏ صفنيا،‏ حجَّي،‏ زكريا،‏ وملاخي،‏ كسفر واحد)‏

 الكتابات (‏الهاجيوجرافا)‏

 ١٤-‏ المزامير

 ١٥-‏ الامثال

 ١٦-‏ ايوب

 ١٧-‏ نشيد الانشاد

 ١٨-‏ راعوث

 ١٩-‏ مراثي ارميا

 ٢٠-‏ الجامعة

 ٢١-‏ استير

 ٢٢-‏ دانيال

 ٢٣-‏ عزرا (‏نحميا كان مشمولا مع عزرا)‏

 ٢٤-‏ أخبار الايام (‏الاول والثاني معا كسفر واحد)‏

١٢ ماذا يؤكِّد على نحو اضافي قانونَ الاسفار العبرانية،‏ وبأية كتابات انتهى؟‏

١٢ هذه هي القائمة،‏ او القانون،‏ التي قبلها المسيح يسوع والجماعة المسيحية الباكرة بصفتها اسفارا مقدسة موحى بها.‏ ومن هذه الكتابات فقط اقتبس الكتبة الملهَمون للاسفار اليونانية المسيحية،‏ وبتقديم مثل هذه الاقتباسات بتعابير مثل «كما هو مكتوب،‏» اكَّدوا ان هذه هي كلمة اللّٰه.‏ (‏رومية ١٥:‏٩‏)‏ واشار يسوع،‏ في التحدث عن كامل الاسفار المقدسة الموحى بها المكتوبة حتى زمن خدمته،‏ الى الامور المسجَّلة في «ناموس موسى والانبياء والمزامير.‏» (‏لوقا ٢٤:‏٤٤‏)‏ وهنا يُستخدم «المزامير،‏» بصفته اول سفر من الهاجيوجرافا،‏ للاشارة الى هذا القسم بكامله.‏ وكان سفر نحميا آخر سفر تاريخي يُشمَل في القانون العبراني.‏ اما ان ذلك كان تحت توجيه روح اللّٰه فيُرى في ان هذا السفر وحده يزوِّد نقطة البداية لحساب نبوة دانيال البارزة انه «من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها» الى مجيء المسيا ستكون هنالك فترة من ٦٩ اسبوعا نبويا.‏ (‏دانيال ٩:‏٢٥؛‏ نحميا ٢:‏​١-‏٨؛‏ ٦:‏١٥‏)‏ ويزوِّد سفر نحميا ايضا الخلفية التاريخية لآخِر الاسفار النبوية،‏ ملاخي.‏ اما ان ملاخي ينتمي الى قانون الاسفار المقدسة الموحى بها فلا يمكن الشك فيه،‏ لأنه حتى يسوع،‏ ابن اللّٰه،‏ اقتبس منه عددا من المرات.‏ (‏متى ١١:‏​١٠،‏ ١٤‏)‏ وفي حين تُقتبَس اقتباسات مماثلة من اغلبية اسفار القانون العبراني،‏ وجميعها كُتبت قبل نحميا وملاخي،‏ فإن كتبة الاسفار اليونانية المسيحية لا يقتبسون اية اقتباسات من الكتابات التي يُزعم باطلا انها موحى بها والمكتوبة بعد زمن نحميا وملاخي حتى زمن المسيح.‏ وهذا يؤكد نظرة اليهود التقليدية،‏ وايضا اعتقاد الجماعة المسيحية للقرن الاول ب‌م،‏ ان قانون الاسفار العبرانية انتهى بكتابات نحميا وملاخي.‏

الاسفار الاپوكريفية للاسفار العبرانية

١٣ (‏أ)‏ ما هي الاسفار الاپوكريفية؟‏ (‏ب)‏ كيف صارت مقبولة في القانون الكاثوليكي الروماني؟‏

١٣ ما هي الاسفار الاپوكريفية؟‏ انها الكتابات التي ادخلها البعض في كتب مقدسة معيَّنة ولكن رفضها الآخرون لأنها لا تحمل الدليل على كونها موحى بها من اللّٰه.‏ والكلمة اليونانية أَپوكريفوس تشير الى امور ‹مكتومة بعناية.‏› (‏مرقس ٤:‏٢٢‏،‏ ع‌ج؛‏ لوقا ٨:‏١٧‏،‏ ع‌ج؛‏ كولوسي ٢:‏٣ ع‌ج‏)‏ ويطبَّق التعبير على الاسفار المشكوك في تأليفها او مرجعيتها او تلك التي،‏ في حين انها تُعتبر ذات قيمة ما للقراءة الشخصية،‏ ينقصها الدليل على الوحي الالهي.‏ وكانت اسفار كهذه تُحفظ على حدة ولا تُقرأ علنا،‏ ومن هنا فكرة ‹مكتومة.‏› وفي مجمع قرطاجة،‏ في سنة ٣٩٧ ب‌م،‏ اقتُرح ان تُضاف سبعة من الاسفار الاپوكريفية الى الاسفار العبرانية،‏ الى جانب اضافات الى سفرَي استير ودانيال القانونيين.‏ ولكن لم يكن إلَّا في وقت متأخر كسنة ١٥٤٦،‏ في مجمع تْرَنت،‏ ان الكنيسة الكاثوليكية الرومانية اقرَّت نهائيا قبول هذه الاضافات في قائمتها لأسفار الكتاب المقدس.‏ وهذه الاضافات كانت طوبيا،‏ يهوديت،‏ اضافات الى استير،‏ الحكمة،‏ يشوع بن سيراخ،‏ باروك،‏ ثلاث اضافات الى دانيال،‏ المكابيين الاول،‏ والمكابيين الثاني.‏

١٤ (‏أ)‏ بأية طريقة يكون سفر المكابيين الاول ذا اهمية؟‏ (‏ب)‏ اية مراجع لم تشر قط الى الاپوكريفا،‏ ولماذا؟‏

١٤ ان سفر المكابيين الاول،‏ في حين انه لا يجب ان يُعتبر ولا بأية طريقة سفرا موحى به،‏ يحتوي على معلومات ذات اهمية تاريخية.‏ فهو يروي صراع اليهود من اجل الاستقلال خلال القرن الثاني ق‌م تحت قيادة عائلة المكابيين الكهنوتية.‏ وباقي الاسفار الاپوكريفية ملآنة اساطير وخرافات وزاخرة بالأغلاط.‏ ولم يشر اليها او يقتبس منها قط يسوع او كتبة الاسفار اليونانية المسيحية.‏

١٥،‏ ١٦ كيف دل يوسيفوس وجيروم اية اسفار هي قانونية؟‏

١٥ والمؤرخ اليهودي فلاڤيوس يوسيفوس،‏ من القرن الاول ب‌م،‏ في عمله ضد اپِيَن (‏١،‏ ٣٨-‏٤١ [٨])‏،‏ يشير الى كل الاسفار التي اعترف بها العبرانيون بصفتها مقدسة.‏ كتب:‏ «ليس لدينا ربوات من الاسفار المتناقضة والمتضاربة.‏ فأسفارنا،‏ تلك المعتمَدة بحق،‏ ليست سوى اثنين وعشرين [ما يعادل اسفارنا الـ‍ ٣٩ اليوم،‏ كما أُظهر في الفقرة ١١]،‏ وفيها سجل كل زمان.‏ ومن بين هذه،‏ خمسة هي اسفار موسى،‏ التي تتضمَّن الشرائع والتاريخ التقليدي من بداية الانسان حتى موت معطي الشريعة.‏ .‏ .‏ .‏ ومن موت موسى الى ارتحشستا الذي خلف حشستا ملكا لفارس،‏ كتب الانبياء الذين تلوا موسى تاريخ احداث ازمنتهم الخاصة في ثلاثة عشر سفرا.‏ والاسفار الاربعة الباقية تحتوي على تسابيح للّٰه وقواعد سلوك لحياة البشر.‏» وهكذا يُظهِر يوسيفوس ان قانون الاسفار العبرانية كان قد حدِّد قبل القرن الاول ب‌م بزمن طويل.‏

١٦ وعالِم الكتاب المقدس جيروم،‏ الذي اكمل ترجمة الڤولڠات اللاتينية للكتاب المقدس نحو سنة ٤٠٥ ب‌م،‏ كان واضحا تماما في موقفه من الاسفار الاپوكريفية.‏ فبعد صنع لائحة بالاسفار الموحى بها،‏ مستخدما التعداد نفسه مثل يوسيفوس،‏ حاسبا الاسفار الـ‍ ٣٩ الموحى بها للاسفار العبرانية انها ٢٢،‏ يكتب في مقدمته لسفرَي صموئيل وملوك في الڤولڠات:‏ «ومن ثم هنالك اثنان وعشرون سفرا .‏ .‏ .‏ وهذه المقدمة للاسفار المقدسة يمكن استخدامها كمدخل حصين الى كل الاسفار التي نترجمها من العبرانية الى اللاتينية؛‏ بحيث يمكننا ان نعرف ان اي شيء غير هذه يجب ان يوضع في الاپوكريفا.‏»‏

الاسفار اليونانية المسيحية

١٧ اية مسؤولية تدَّعيها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية،‏ ولكن من حدَّد حقا اية اسفار تؤلف قانون الكتاب المقدس؟‏

١٧ تدَّعي الكنيسة الكاثوليكية ان مسؤولية تقرير اية اسفار يجب ادخالها في قانون الكتاب المقدس تقع على عاتقها،‏ ويُشار الى مجمع قرطاجة (‏٣٩٧ ب‌م)‏،‏ حيث صيغت قائمة للاسفار.‏ ولكن العكس هو الصحيح،‏ لأن القانون،‏ بما فيه لائحة الاسفار التي تؤلف الاسفار اليونانية المسيحية،‏ كان مقرَّرا بحلول ذلك الوقت،‏ وذلك ليس بمرسوم اي مجمع،‏ بل بتوجيه روح اللّٰه القدس —‏ الروح نفسه الذي اوحى بكتابة هذه الاسفار في المقام الاول.‏ وشهادة منظِّمي القوائم غير الملهَمين اللاحقين هي قيِّمة إنما من حيث كونها اعترافا بقانون الكتاب المقدس،‏ الذي سبق فأقرَّه روح اللّٰه.‏

١٨ اية استنتاجات مهمة يمكن استخلاصها من الجدول الذي يُظهر القوائم الباكرة للاسفار اليونانية المسيحية؟‏

١٨ أَدلَّة القوائم الباكرة.‏ ان لمحة الى الجدول المرافِق تكشف ان عددا من قوائم الاسفار المسيحية من القرن الرابع،‏ التي يعود تاريخها الى ما قبل المجمع المذكور آنفا،‏ يوافق تماما قانوننا الحالي،‏ وبعض القوائم الاخرى لا تذكر الرؤيا فقط.‏ وقبل نهاية القرن الثاني،‏ هنالك قبول شامل للاناجيل الاربعة واعمال و ١٢ من رسائل الرسول بولس.‏ وكان عدد قليل فقط من الكتابات الصغرى مشكوكا فيه في بعض المجالات.‏ وقد كان ذلك على الارجح لأن كتابات كهذه كانت محصورة في تداولها الاولي لسبب او لآخر فاستغرقت صيرورتها مقبولة كأسفار قانونية وقتا اطول.‏

١٩ (‏أ)‏ اية وثيقة بارزة عُثر عليها في ايطاليا،‏ وما هو تاريخها؟‏ (‏ب)‏ كيف تحدِّد القانون المقبول لذلك الوقت؟‏

١٩ ان احدى القوائم الباكرة الاكثر جدارة بالاهتمام هي الجُذاذة التي اكتشفها ل.‏ أ.‏ موراتوري في مكتبة امبروز،‏ ميلانو،‏ ايطاليا،‏ ونشرها في سنة ١٧٤٠.‏ وعلى الرغم من ان البداية مفقودة،‏ فإن اشارتها الى لوقا بصفته الانجيل الثالث تشير الى انها ذكرت اولا متى ومرقس.‏ ويرجع تاريخ هذه الوثيقة الموراتورية،‏ وهي باللاتينية،‏ الى الجزء الاخير من القرن الثاني ب‌م.‏ وهي وثيقة جديرة بالاهتمام الى حد بعيد،‏ كما تُظهِر الترجمة الجزئية التالية:‏ «ان السفر الثالث للانجيل هو ذاك الذي بحسب لوقا.‏ فلوقا،‏ الطبيب المشهور،‏ كتبه باسمه الخاص .‏ .‏ .‏ وسفر الانجيل الرابع هو ذاك الذي ليوحنا،‏ احد التلاميذ.‏ .‏ .‏ .‏ وهكذا بالنسبة الى ايمان المؤمنين لا يوجد تضارب،‏ على الرغم من ان منتخَبات مختلفة تُعطى من الوقائع في الاسفار الفردية للاناجيل،‏ لأنه في الكل [كلها] تحت توجيه الروح المرشِد الواحد أُعلِنت كل الامور التي لها علاقة بولادته،‏ آلامه،‏ قيامته،‏ تحدّثه الى تلاميذه،‏ ومجيئه المزدوج،‏ الاول في الخزي الناتج من الاحتقار،‏ الذي حدث،‏ والثاني في مجد السلطة الملكية،‏ الذي سيأتي بعدُ.‏ اين العجب،‏ اذًا،‏ إنْ ادلى يوحنا بمنتهى التوافق في رسائله بهذه الامور الكثيرة،‏ قائلا شخصيا:‏ ‹ما رأيناه بعيوننا،‏ وسمعناه بآ‌ذاننا،‏ ولمسته ايدينا،‏ فهذا ما كتبناه.‏› فهو بذلك يعترف انه ليس شاهد عيان فقط ولكنه ايضا سامع وراوٍ لكل امور الرب العجيبة بحسب تسلسلها.‏ واضافة الى ذلك،‏ فإن اعمال الرسل كلهم مكتوبة في سفر واحد.‏ [هكذا] شملها لوقا من اجل صاحب السُّمُوِّ ثاوفيلس .‏ .‏ .‏ والآن رسائل بولس،‏ ما هي،‏ من اين او لأي سبب أُرسلت،‏ فهي نفسها توضح للذي سيفهم.‏ اولا كتب بإسهاب الى اهل كورنثوس ليمنع انشقاق الهرطقة،‏ ثم الى اهل غلاطية [ضد] الختان،‏ والى اهل رومية عن امر الاسفار المقدسة،‏ مصرِّحا ايضا ان المسيح هو القضية الرئيسية فيها —‏ التي من الضروري ان نناقش كلًّا منها،‏ اذ نرى ان الرسول المبارَك بولس نفسه،‏ باتباع مثال سلفه يوحنا،‏ لا يكتب الى اكثر من سبع كنائس بالاسم بالترتيب التالي:‏ الى اهل كورنثوس (‏الاولى)‏،‏ الى اهل افسس (‏الثانية)‏،‏ الى اهل فيلبي (‏الثالثة)‏،‏ الى اهل كولوسي (‏الرابعة)‏،‏ الى اهل غلاطية (‏الخامسة)‏،‏ الى اهل تسالونيكي (‏السادسة)‏،‏ الى اهل رومية (‏السابعة)‏.‏ ولكن على الرغم من انه يكتب مرتين من اجل التصحيح الى اهل كورنثوس واهل تسالونيكي،‏ يجري الاظهار ان هنالك كنيسة واحدة منتشرة في كل الارض [؟‏ اي بواسطة هذه الكتابة ذات السبعة اقسام]؛‏ ويوحنا ايضا في الكشف،‏ مع انه يكتب الى سبع كنائس،‏ يتحدث مع ذلك الى الجميع.‏ ولكنه [كتب] بدافع العاطفة والمحبة واحدة الى فليمون،‏ وواحدة الى تيطس،‏ واثنتين الى تيموثاوس؛‏ [وهذه] تُحسب مقدسة في اعتبار الكنيسة المكرَّم.‏ .‏ .‏ .‏ وايضا،‏ تُعدّ رسالة ليهوذا واثنتان تحملان اسم يوحنا .‏ .‏ .‏ ونتسلَّم الكشفَيْن ليوحنا وبطرس فقط،‏ الذي [الاخير] لا يرغب البعض منا ان يُقرأ في الكنيسة.‏» —‏ دائرة معارف شاف-‏هرتسوك الجديدة للمعرفة الدينية،‏ ١٩٥٦،‏ المجلد ٨،‏ الصفحة ٥٦.‏

٢٠ (‏أ)‏ كيف يُشرَح عدم ذكر احدى رسائل يوحنا واحدى رسالتَي بطرس؟‏ (‏ب)‏ اذًا،‏ الى اي حد تتوافق هذه القائمة مع قائمتنا الحالية؟‏

٢٠ يُلاحظ انه نحو نهاية الوثيقة الموراتورية،‏ تُذكَر اثنتان فقط من رسائل يوحنا.‏ ولكن،‏ حول هذه النقطة تذكر دائرة المعارف الآنفة الذكر،‏ الصفحة ٥٥،‏ ان رسالتَي يوحنا هاتين «لا يمكن إلَّا ان تكونا الثانية والثالثة،‏ اللتين يدعو كاتبهما نفسَه ‹الشيخ› فحسب.‏ فإذ سبق الكاتب وتناول الاولى،‏ وإنْ على نحو عرضي فقط،‏ في ما يتعلق بالانجيل الرابع،‏ وهناك اعلن ثقته المطلقة ان مصدرها هو يوحنا،‏ شعر ان بامكانه هنا الاقتصار على الرسالتين الصغريَيْن.‏» اما بالنسبة الى الغياب الظاهري لأي ذكر لرسالة بطرس الاولى،‏ فيتابع هذا المصدر:‏ «ان الافتراض الارجح هو افتراض فقدان بضع كلمات،‏ وربما سطر،‏ حيث ذُكِر ان ١ بطرس والكشف ليوحنا جرى تسلُّمهما.‏» ولذلك،‏ من وجهة نظر الوثيقة الموراتورية،‏ تستنتج دائرة المعارف هذه،‏ في الصفحة ٥٦:‏ «يُعتبر العهد الجديد انه مؤلف بشكل نهائي من الاناجيل الاربعة،‏ الاعمال،‏ ثلاث عشرة رسالة لبولس،‏ الكشف ليوحنا،‏ وثلاث على الارجح من رسائله،‏ ويهوذا،‏ وعلى الارجح ١ بطرس،‏ في حين انه لم تكن قد أُسكِتت بعدُ المعارضة لكتابة اخرى من كتابات بطرس.‏»‏

٢١ (‏أ)‏ ما اهمية تعليقات اوريجانس على الكتابات الموحى بها؟‏ (‏ب)‏ بمَ اعترف كتبة لاحقون؟‏

٢١ وقد قبل اوريجانس،‏ نحو سنة ٢٣٠ ب‌م،‏ بين الاسفار المقدسة الموحى بها سفرَي العبرانيين ويعقوب،‏ وكلاهما ناقصان من الوثيقة الموراتورية.‏ وفي حين يشير الى ان البعض شكوا في صفتهما القانونية،‏ فهذا يُظهِر ايضا انه بحلول ذلك الوقت،‏ كانت قانونية معظم الاسفار اليونانية مقبولة،‏ مع وجود اشخاص قليلين فقط يشكون في بعض الرسائل الاقل شهرة.‏ ولاحقا،‏ اعترف اثناسيوس وجيروم واوغسطين بما انتهت اليه اللوائح الابكر بتحديد القانون بالاسفار الـ‍ ٢٧ نفسها التي لدينا الآن.‏ b

٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ كيف أُعِدَّت لوائح القوائم في الجدول؟‏ (‏ب)‏ لماذا لم يكن هنالك كما يَظهر لوائح كهذه قبل الوثيقة الموراتورية؟‏

٢٢ ان غالبية القوائم في الجدول هي لوائح محدَّدة تُظهِر اية اسفار كانت مقبولة بصفتها قانونية.‏ وقوائم ايريناوس واقليمس الاسكندري وترتليانوس واوريجانوس تُستكمَل من الاقتباسات التي اقتبسوها،‏ التي تكشف كيف نظروا الى الكتابات المشار اليها.‏ ولهذه تتمَّة اضافية من سجلات المؤرخ القديم اوسابيوس.‏ ولكن واقع عدم ذكر هؤلاء الكتّاب لبعض الكتابات القانونية ليس حجة ضد قانونيتها.‏ وانما حدث اتفاقا انهم لم يشيروا اليها في كتاباتهم إما اختيارا او بسبب المواضيع قيد المناقشة.‏ ولكن لماذا لا نجد لوائح دقيقة اقدم من الوثيقة الموراتورية؟‏

٢٣ لم يكن حتى ظهر نقّاد مثل مرقيون في اواسط القرن الثاني ب‌م ان قضية نشأت بخصوص اية اسفار يجب ان يقبلها المسيحيون.‏ فقد انشأ مرقيون قانونه الخاص ليلائم عقائده،‏ آخذا فقط بعض رسائل الرسول بولس وشكلا منقَّحا لانجيل لوقا.‏ وكان ذلك،‏ بالاضافة الى المقدار الكبير من المطبوعات الاپوكريفية التي كانت بحلول ذلك الوقت تنتشر في كل العالم،‏ هو ما ادَّى الى بيانات منظِّمي القوائم عن اية اسفار قبلوها بصفتها قانونية.‏

٢٤ (‏أ)‏ ماذا يميِّز كتابات «العهد الجديد» الاپوكريفية؟‏ (‏ب)‏ ماذا يقول العلماء عنها؟‏

٢٤ الكتابات الاپوكريفية.‏ تؤكد الأَدلَّة الداخليَّة الفرق الواضح الذي جُعل بين الكتابات المسيحية الموحى بها والاعمال المضافة او غير الموحى بها.‏ فالكتابات الاپوكريفية هي اقل قيمة الى حد بعيد وغالبا ما تكون خيالية وصبيانية.‏ وهي مرارا غير دقيقة.‏ c لاحظوا العبارات التالية من علماء عن هذه الاسفار غير القانونية:‏

 ‏«ليس ثمة شك في ان احدا قد أقصاها عن العهد الجديد:‏ لقد فعلت ذلك هي لنفسها.‏» —‏ م.‏ ر.‏ جيمس،‏ العهد الجديد الاپوكريفي،‏ الصفحتان ١١،‏ ١٢.‏

 ‏«ليس علينا سوى ان نقارن اسفارنا للعهد الجديد كوحدة متكاملة بالمؤلَّفات الاخرى من الصنف نفسه لندرك ما اوسع الثغرة التي تفصلها عنه.‏ وغالبا ما يُقال ان الاناجيل غير القانونية لهي افضل دليل على الاناجيل القانونية.‏» —‏ ج.‏ ميليڠان،‏ وثائق العهد الجديد،‏ الصفحة ٢٢٨.‏

 ‏«لا يمكن ان يقال عن مؤلَّف واحد محفوظ لنا من الفترة الباكرة للكنيسة خارج العهد الجديد انه تصح اضافته اليوم الى القانون.‏» —‏ ك.‏ آلنْد،‏ مشكلة قانون العهد الجديد،‏ الصفحة ٢٤.‏

٢٥ اية وقائع عن الكتبة الافراد للاسفار اليونانية المسيحية تبرهن وحي هذه الكتابات؟‏

٢٥ الكتّاب الملهَمون.‏ ان هذه النقطة الاضافية هي ذات اهمية.‏ فكل كتبة الاسفار اليونانية المسيحية بطريقة او بأخرى كانوا على صلة وثيقة بالهيئة الحاكمة الاصلية للجماعة المسيحية،‏ التي شملت الرسل الذين اختارهم يسوع شخصيا.‏ فمتى ويوحنا وبطرس كانوا من بين الرسل الـ‍ ١٢ الاصليين،‏ واختير بولس لاحقا رسولا لكنه لم يُحسب واحدا من الـ‍ ١٢.‏ d وعلى الرغم من ان بولس لم يكن موجودا عند الانسكاب الخصوصي للروح في يوم الخمسين،‏ فإن متى ويوحنا وبطرس كانوا هناك،‏ اضافة الى يعقوب ويهوذا وربما مرقس.‏ (‏اعمال ١:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ ويَعدّ بطرس على وجه التخصيص رسائل بولس مع «باقي الكتب.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ وكان مرقس ولوقا عشيرَين لصيقَين لبولس وبطرس ورفيقَي سفر لهما.‏ (‏اعمال ١٢:‏٢٥؛‏ ١ بطرس ٥:‏١٣؛‏ كولوسي ٤:‏١٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١١‏)‏ وكل هؤلاء الكتبة كانوا ممنوحين قدرات عجائبية بواسطة الروح القدس،‏ إما بانسكاب خصوصي كما حدث في يوم الخمسين وعندما اهتدى بولس (‏اعمال ٩:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ او دون شك كما في حالة لوقا،‏ بوضع ايادي الرسل.‏ (‏اعمال ٨:‏​١٤-‏١٧‏)‏ وقد أُكملت كل كتابة الاسفار اليونانية المسيحية خلال الوقت الذي كانت فيه مواهب الروح الخصوصية سارية المفعول.‏

٢٦ (‏أ)‏ ماذا نقبل بصفته كلمة اللّٰه،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ كيف ينبغي ان نظهر التقدير للكتاب المقدس؟‏

٢٦ ان الايمان باللّٰه الكلي القدرة،‏ الموحي بكلمته والمحافظ عليها،‏ يجعلنا واثقين انه هو الذي وجَّه تجميع مختلف اجزائها معا.‏ لذلك نقبل بثقة الاسفار الـ‍ ٢٧ للاسفار اليونانية المسيحية الى جانب الاسفار الـ‍ ٣٩ للاسفار العبرانية بصفتها الكتاب المقدس الواحد،‏ بواسطة المؤلف الواحد،‏ يهوه اللّٰه.‏ وكلمته في اسفارها الـ‍ ٦٦ هي مرشِدنا،‏ وانسجامها وتوازنها الكلِّيان يشهدان لتمامها.‏ فالحمد كل الحمد ليهوه اللّٰه،‏ مبدع هذا الكتاب الذي لا يُضاهى!‏ فبامكانه ان يجهِّزنا كاملا ويضع ارجلنا في الطريق الى الحياة.‏ فلنستعمله بحكمة في كل فرصة.‏

‏[الحواشي]‏

a دائرة المعارف اليهودية،‏ ١٩٧٣،‏ المجلد ٤،‏ العمودان ٨٢٦،‏ ٨٢٧.‏

b الاسفار والرقوق،‏ ١٩٦٣،‏ ف.‏ ف.‏ بروس،‏ الصفحة ١١٢.‏

c بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ بالانكليزية،‏ المجلد ١،‏ الصفحات ١٢٢-‏١٢٥.‏

d بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ بالانكليزية،‏ المجلد ١،‏ الصفحتان ١٢٩-‏١٣٠.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الجدول في الصفحة ٣٠٣]‏

القوائم الباكرة البارزة للاسفار اليونانية المسيحية

ق -‏ مقبول دون تشكك بصفته ينتمي الى الاسفار المقدسة وقانونيا

ش -‏ مشكوك فيه في بعض النواحي

ش‌ق -‏ مشكوك فيه في بعض النواحي،‏ ولكن منظِّم القائمة قبله بصفته ينتمي الى الاسفار المقدسة وقانونيا

‏؟‏ -‏ العلماء غير متأكدين من قراءة النص او كيف يُنظر الى السفر المذكور

-‏ يشير الفراغ الى ان السفر لم يستعمله او يذكره هذا المرجع

الاسم والمكان

الوثيقة الموراتورية،‏ ايريناوس،‏ اقليمس ترتليانوس،‏ ايطاليا اسيا الصغرى الاسكندري شمال افريقيا

التاريخ التقريبي

ب‌م ١٧٠ ١٨٠ ١٩٠ ٢٠٧

متى ق ق ق ق

مرقس ق ق ق ق

لوقا ق ق ق ق

يوحنا ق ق ق ق

اعمال ق ق ق ق

رومية ق ق ق ق

١ كورنثوس ق ق ق ق

٢ كورنثوس ق ق ق ق

غلاطية ق ق ق ق

افسس ق ق ق ق

فيلبي ق ق ق ق

كولوسي ق ق ق ق

١ تسالونيكي ق ق ق ق

٢ تسالونيكي ق ق ق ق

١ تيموثاوس ق ق ق ق

٢ تيموثاوس ق ق ق ق

تيطس ق ق ق ق

فليمون ق ق

العبرانيين ش ش ق ش ق

يعقوب ؟‏

١ بطرس ق؟‏

٢ بطرس ق ق ق ق

١ يوحنا ق ق ش ق ق

٢ يوحنا ق ق ش ق

٣ يوحنا ق؟‏

يهوذا ق ش ق ق

الرؤيا ق ق ق ق

الاسم والمكان

اوريجانس،‏ اوسابيوس،‏ سيريل لائحة تشيلتنام،‏ الاسكندرية فلسطين الاورشليمي شمال افريقيا

التاريخ التقريبي

ب‌م ٢٣٠ ٣٢٠ ٣٤٨ ٣٦٥

متى ق ق ق ق

مرقس ق ق ق ق

لوقا ق ق ق ق

يوحنا ق ق ق ق

اعمال ق ق ق ق

رومية ق ق ق ق

١ كورنثوس ق ق ق ق

٢ كورنثوس ق ق ق ق

غلاطية ق ق ق ق

افسس ق ق ق ق

فيلبي ق ق ق ق

كولوسي ق ق ق ق

١ تسالونيكي ق ق ق ق

٢ تسالونيكي ق ق ق ق

١ تيموثاوس ق ق ق ق

٢ تيموثاوس ق ق ق ق

تيطس ق ق ق ق

فليمون ق ق ق ق

العبرانيين ش ق ش ق ق

يعقوب ش ق ش ق ق

١ بطرس ق ق ق ق

٢ بطرس ش ق ش ق ق ش

١ يوحنا ق ق ق ق

٢ يوحنا ش ق ش ق ق ش

٣ يوحنا ش ق ش ق ق ش

يهوذا ش ق ش ق ق

الرؤيا ق ش ق ق

الاسم والمكان

اثناسيوس،‏ إپيفانيوس،‏ ڠريڠوريوس امفيلوشيوس،‏ الاسكندرية فلسطين النازيانزي،‏ اسيا الصغرى اسيا الصغرى

التاريخ التقريبي

ب‌م ٣٦٧ ٣٧٨ ٣٧٠ ٣٧٠

متى ق ق ق ق

مرقس ق ق ق ق

لوقا ق ق ق ق

يوحنا ق ق ق ق

اعمال ق ق ق ق

رومية ق ق ق ق

١ كورنثوس ق ق ق ق

٢ كورنثوس ق ق ق ق

غلاطية ق ق ق ق

افسس ق ق ق ق

فيلبي ق ق ق ق

كولوسي ق ق ق ق

١ تسالونيكي ق ق ق ق

٢ تسالونيكي ق ق ق ق

١ تيموثاوس ق ق ق ق

٢ تيموثاوس ق ق ق ق

تيطس ق ق ق ق

فليمون ق ق ق ق

العبرانيين ق ق ق ش ق

يعقوب ق ق ق ق

١ بطرس ق ق ق ق

٢ بطرس ق ق ق ش

١ يوحنا ق ق ق ق

٢ يوحنا ق ق ق ش

٣ يوحنا ق ق ق ش

يهوذا ق ق ق ش

الرؤيا ق ش ق ش

الاسم والمكان

فيلاسْتر،‏ جيروم،‏ اوغسطين،‏ مجمع ايطاليا ايطاليا شمال افريقيا قرطاجة الثالث،‏ شمال افريقيا

التاريخ التقريبي

ب‌م ٣٨٣ ٣٩٤ ٣٧٩ ٣٩٧

متى ق ق ق ق

مرقس ق ق ق ق

لوقا ق ق ق ق

يوحنا ق ق ق ق

اعمال ق ق ق ق

رومية ق ق ق ق

١ كورنثوس ق ق ق ق

٢ كورنثوس ق ق ق ق

غلاطية ق ق ق ق

افسس ق ق ق ق

فيلبي ق ق ق ق

كولوسي ق ق ق ق

١ تسالونيكي ق ق ق ق

٢ تسالونيكي ق ق ق ق

١ تيموثاوس ق ق ق ق

٢ تيموثاوس ق ق ق ق

تيطس ق ق ق ق

فليمون ق ق ق ق

العبرانيين ش ق ش ق ق ق

يعقوب ق ش ق ق ق

١ بطرس ق ق ق ق

٢ بطرس ق ش ق ق ق

١ يوحنا ق ق ق ق

٢ يوحنا ق ش ق ق ق

٣ يوحنا ق ش ق ق ق

يهوذا ق ش ق ق ق

الرؤيا ش ق ش ق ق ق