الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

سفر الكتاب المقدس رقم ٤٧:‏ ٢ كورنثوس

سفر الكتاب المقدس رقم ٤٧:‏ ٢ كورنثوس

سفر الكتاب المقدس رقم ٤٧:‏ ٢ كورنثوس

الكاتب:‏ بولس

مكان الكتابة:‏ مكدونية

إِكمال الكتابة:‏ نحو ٥٥ ب‌م

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا ادى الى كتابة بولس رسالته الثانية الى اهل كورنثوس؟‏ (‏ب)‏ من اين كتب بولس،‏ وبشأن ماذا كان قلقا؟‏

 كان الوقت آنذاك ربَّما اواخر صيف سنة ٥٥ ب‌م او اوائل خريفها.‏ وكانت لا تزال هنالك بعض المسائل في الجماعة المسيحية في كورنثوس تُقلق الرسول بولس.‏ ولم تكن قد مرَّت اشهر كثيرة منذ كتابة رسالته الاولى الى اهل كورنثوس.‏ ومنذ ذلك الحين كان قد أُرسل تيطس الى كورنثوس للمساعدة في الجمع الجاري هناك لأجل القديسين في اليهودية وربما ايضا لملاحظة رد فعل الكورنثيين تجاه الرسالة الاولى.‏ (‏٢ كورنثوس ٨:‏​١-‏٦؛‏ ٢:‏١٣‏)‏ وكيف تقبَّلوها؟‏ كم أَراح بولسَ ان يعرف انها دفعتهم الى الاسف والتوبة!‏ وكان تيطس قد رجع الى بولس في مكدونية بهذا التقرير الجيد،‏ وكان قلب الرسول آنذاك يطفح بالمحبة لرفقائه المؤمنين الكورنثيين الاحباء.‏ —‏ ٧:‏​٥-‏٧؛‏ ٦:‏١١‏.‏

٢ لذلك كتب بولس ثانية الى الكورنثيين.‏ وقد كُتبت هذه الرسالة الثانية القوية والمبهجة للقلب من مكدونية وسلَّمها كما يظهر تيطس.‏ (‏٩:‏​٢،‏ ٤؛‏ ٨:‏​١٦-‏١٨،‏ ٢٢-‏٢٤‏)‏ كانت احدى المسائل المُقلقة التي دفعت بولس الى الكتابة وجود «فائقي الرسل» بين الكورنثيين،‏ وقد وصفهم ايضا بأنهم «رسل كذبة فعلة ماكرون.‏» (‏١١:‏​٥،‏ ١٣،‏ ١٤‏)‏ فكان الخير الروحي للجماعة الجديدة نسبيا عرضة للخطر،‏ وسلطة بولس كرسول تحت الهجوم.‏ لذلك سدَّت رسالته الثانية الى كورنثوس حاجة عظيمة.‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ اية زيارتين قام بهما بولس نفسه لكورنثوس؟‏ (‏ب)‏ كيف تنفعنا كورنثوس الثانية الآن؟‏

٣ ويمكن الملاحظة ان بولس قال:‏ «هوذا المرة الثالثة انا مستعد ان آتي اليكم.‏» (‏٢ كورنثوس ١٢:‏١٤؛‏ ١٣:‏١‏)‏ فكان قد خطَّط لزيارتهم مرة ثانية عندما كتب رسالته الاولى،‏ ولكن مع انه استعدَّ،‏ لم تتحقَّق تلك ‹الفرصة الثانية للفرح.‏› (‏١ كورنثوس ١٦:‏٥؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏١٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكان بولس،‏ في واقع الامر،‏ لم يذهب الى هناك إِلَّا مرة واحدة من قبل،‏ مدة ١٨ شهرا في ٥٠-‏٥٢ ب‌م،‏ عندما تأسست الجماعة المسيحية في كورنثوس.‏ (‏اعمال ١٨:‏​١-‏١٨‏)‏ ولكن بولس حقق لاحقا اتمام رغبته في زيارة كورنثوس مرة اخرى.‏ فبينما كان في اليونان مدة ثلاثة اشهر،‏ ربما في سنة ٥٦ ب‌م،‏ قضى على الاقل جزءا من الوقت في كورنثوس،‏ ومن هناك كتب رسالته الى اهل رومية.‏ —‏ رومية ١٦:‏​١،‏ ٢٣؛‏ ١ كورنثوس ١:‏١٤‏.‏

٤ لقد اعتُبرت كورنثوس الثانية دائما مع كورنثوس الاولى والرسائل البولُسية الاخرى جزءا صحيحا من قانون الكتاب المقدس.‏ ومرة ثانية يُتاح لنا ان ننظر الى داخل جماعة كورنثوس ونستمدَّ النَّفع من كلمات بولس الموحى بها المعطاة لنصحهم ونصحنا ايضا.‏

محتويات كورنثوس الثانية

٥ (‏أ)‏ ماذا يكتب بولس عن التعزية؟‏ (‏ب)‏ ماذا حصل بواسطة المسيح وهو تأكيد اضافي؟‏

٥ المساعدة من «إِله كل تعزية»‏ (‏١:‏​١–‏٢:‏١١‏)‏.‏ يشمل بولس تيموثاوس بالتحية الافتتاحية.‏ ويقول بولس،‏ «مبارك .‏ .‏ .‏ أَبو الرأفة وإِله كل تعزية الذي يعزِّينا في كل ضيقتنا،‏» لكي نتمكن،‏ نحن بدورنا،‏ من تعزية الآخرين.‏ ومع ان بولس ورفقاءه كانوا تحت ضغط شديد وكانت حياتهم في خطر،‏ فقد نجاهم اللّٰه.‏ ويمكن للكورنثيين ان يساعدوا ايضا بالصلاة لأَجلهم.‏ وهو يكتب اليهم واثقا بإخلاصه وبلطف اللّٰه غير المستحَق.‏ لقد صارت مواعيد اللّٰه «نعم» بواسطة يسوع،‏ ومسح اللّٰه الذين للمسيح وأَعطاهم «عربون الروح» في قلوبهم.‏ —‏ ١:‏​٣،‏ ٤،‏ ٢٠،‏ ٢٢‏.‏

٦ ماذا ينصح بولس ان يُفعل بالخاطئ المفصول الذي هو تائب الآن؟‏

٦ يبدو ان الرجل الذي استهدفته تعليقات بولس في الاصحاح الخامس من رسالته الاولى قد طُرِد من الجماعة.‏ وقد تاب وهو يعرب عن الاسف.‏ لذلك يقول بولس للكورنثيين ان يقدِّموا المسامحة الاصيلة ويؤكدوا للنادم محبتهم.‏

٧ كيف يقدِّم بولس نفسه والكورنثيين،‏ وماذا يؤكد؟‏

٧ أَكفاء كخدام عهد جديد (‏٢:‏​١٢-‏٦:‏١٠‏)‏.‏ يقدِّم بولس نفسه والمسيحيين الكورنثيين بصفتهم في موكب نصرة مع المسيح.‏ (‏كان الكورنثيون يعرفون رائحة البخور الذكي الذي يُحرق على طول طريق مواكب الجيوش المنتصرة في تلك الايام.‏)‏ وهنالك تباين قوي بين «رائحة» المسيحي للذين سينالون الحياة و ‹الرائحة› للهالكين.‏ ويؤكد بولس «لسنا .‏ .‏ .‏ غاشِّين كلمة اللّٰه.‏» —‏ ٢:‏​١٦،‏ ١٧‏.‏

٨ (‏أ)‏ اية اوراق اعتماد كان بولس والعاملون معه يملكونها كخدام؟‏ (‏ب)‏ كيف تكون خدمة العهد الجديد افضل؟‏

٨ لا يحتاج بولس والعاملون معه الى مستندات،‏ رسائل توصية مكتوبة،‏ الى الكورنثيين او منهم.‏ فالمؤمنون الكورنثيون انفسهم هم رسائل توصية مكتوبة «منا كخدام» ومنقوشة،‏ لا في الواح من حجر،‏ بل «في أَلواح قلب لحمية،‏» كما يصرِّح بولس.‏ فاللّٰه جعل خدام العهد الجديد أكفاء.‏ لقد كانت مدوَّنةُ الشريعة خدمةَ موت،‏ بمجد يضمحل،‏ وكانت وقتية.‏ اما خدمة الروح فتقود الى الحياة،‏ وهي ابدية،‏ وذات مجد وافر.‏ وحين «يُقرأ موسى،‏» يستقر برقع على قلوب بني اسرائيل،‏ اما عند الرجوع الى يهوه فيُنزع البرقع و ‹يتغيرون الى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد.‏› —‏ ٣:‏٣‏،‏ ع‌ج،‏ ١٥،‏ ١٨ ‏.‏

٩ كيف يصف بولس كنز الخدمة؟‏

٩ ثم يتابع بولس:‏ ‹لنا هذه الخدمة لأننا رُحمنا.‏ لقد رفضنا الخفايا ولم نغشَّ كلمة اللّٰه،‏ بل مدَحنا انفسنا بإظهار الحق.‏ وإذا كانت رسالة البشارة مكتومة فذلك لأن اله هذا العالم قد اعمى اذهان غير المؤمنين.‏ ولكن قلوبنا تُنار بمعرفة اللّٰه المجيدة بوجه المسيح.‏ وما اعظم هذا الكنز الذي نملكه!‏ انه في اوانٍ خزفية لكي تكون القدرة فوق ما هو عادي للّٰه.‏ وتحت الاضطهاد والضغط،‏ بل في وجه الموت عينه،‏ نمارس الايمان ولا نستسلم،‏ لأن الضيقة الوقتية تنشئ لنا مجدا بثقل فائق اكثر فاكثر وهو ابدي.‏ لذلك نستمر في النظر الى الاشياء التي لا تُرى.‏› —‏ ٤:‏​١-‏١٨‏.‏

١٠ (‏أ)‏ ماذا يقول بولس عن الذين هم في اتحاد بالمسيح؟‏ (‏ب)‏ كيف يُظهر بولس نفسه كخادم للّٰه؟‏

١٠ ويكتب بولس:‏ ‹نعلم ان بيتنا الارضي سيُستبدل ببيت ابدي في السموات.‏ وفي هذه الاثناء نتقدم في الايمان وبثقة.‏ ومع اننا متغربون عن المسيح،‏ نسعى لكي نكون مرضيين عنده.‏› (‏٥:‏​١،‏ ٧-‏٩‏)‏ والذين هم في اتحاد بالمسيح هم «خليقة جديدة» وعندهم خدمة مصالحة.‏ انهم «سفراء عن المسيح.‏» (‏٥:‏​١٧،‏ ٢٠‏)‏ وفي كل شيء يُظهر بولس نفسه كخادم للّٰه.‏ كيف؟‏ ‹بالصبر الكثير في اثناء الشدائد،‏ والضربات والاتعاب والاسهار؛‏ بالطهارة،‏ بالمعرفة،‏ بطول الاناة،‏ باللطف،‏ بالروح القدس،‏ بالمحبة بلا رياء،‏ بكلام الحق،‏ بقوة اللّٰه،‏ كفقير وهو يُغني كثيرين،‏ كأن لا شيء له وهو يملك كل شيء.‏› —‏ ٦:‏​٤-‏١٠‏.‏

١١ اية مشورة وتحذير يعطيهما بولس؟‏

١١ ‏«مكمِّلين القداسة في خوف اللّٰه»‏ (‏٦:‏​١١–‏٧:‏١٦‏)‏.‏ يقول بولس للكورنثيين:‏ ‹قلبنا متَّسع لقبولكم.‏› وهم ايضا يجب ان يوسِّعوا مشاعرهم الرقيقة.‏ ولكن الآن يأتي تحذير!‏ «لا تكونوا تحت نير (‏غير متكافئ)‏ مع غير المؤمنين.‏» (‏٦:‏​١١،‏ ١٤‏)‏ فأية خلطة للنور مع الظلمة،‏ او للمسيح مع بليعال؟‏ وبصفتهم هيكل اللّٰه الحي يجب ان يعتزلوا ولا يمسُّوا نجسا.‏ ويقول بولس:‏ «لنطهِّر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكمِّلين القداسة في خوف اللّٰه.‏» —‏ ٧:‏١‏.‏

١٢ لماذا فرح بولس بالتقرير من كورنثوس؟‏

١٢ ويذكر بولس ايضا:‏ «قد امتلأتُ تعزية وازددت فرحا جدا في جميع ضيقاتنا.‏» (‏٧:‏٤‏)‏ لماذا؟‏ ليس بسبب حضور تيطس فقط بل ايضا بسبب التقرير الجيد من كورنثوس،‏ عن شوقهم ونوحهم وغيرتهم لأَجل بولس.‏ وهو يدرك ان رسالته الاولى سببت حزنا وقتيا،‏ ولكنه يفرح بأن الكورنثيين أُحزِنوا للتوبة للخلاص.‏ ويمدحهم على التعاون مع تيطس.‏

١٣ (‏أ)‏ ايَّة أَمثلة للسخاء يستشهد بها بولس؟‏ (‏ب)‏ اي مبدأين يناقشهما بولس في ما يتعلق بالعطاء؟‏

١٣ السخاء سيُكافأ (‏٨:‏​١–‏٩:‏١٥‏)‏.‏ في ما يتعلق بالتبرعات «للقديسين» المحتاجين يستشهد بولس بمثال المكدونيين الذين كان سخاؤهم على الرغم من فقرهم العميق فوق طاقتهم حقا؛‏ وهو الآن يرجو ان يرى النوع نفسه من العطاء من جهة الكورنثيين كبرهان على اصالة محبتهم للرب يسوع المسيح الذي افتقر لكي يستغنوا.‏ وهذا العطاء بحسب ما لهم يُنتج مساواة،‏ لكي يكون الذي له كثير لا يفضل عنه،‏ والذي له قليل لا ينقص عنه.‏ وسيرسَل اليهم تيطس وغيره بخصوص نعمة العطاء هذه.‏ لقد كان بولس يفتخر بسخاءِ الكورنثيين ونشاطهم،‏ وهو لا يريد ان يُخجَلوا بسبب اي فشل في إكمال عطيَّتهم السخيَّة.‏ نعم «من يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد.‏» وليكن ذلك من القلب لأن «المعطي المسرور يحبه اللّٰه.‏» وهو قادر ايضا ان يزيدهم كل لطف غير مستحق وأن يغنيهم في كل شيء لكل سخاء.‏ «فشكرا للّٰه على عطيته التي لا يُعبَّر عنها.‏» —‏ ٩:‏​١،‏ ٦،‏ ٧،‏ ١٥‏.‏

١٤ اية نقاط يذكرها بولس دعما لرسوليَّته؟‏

١٤ بولس يبرهن رسوليَّته (‏١٠:‏​١–‏١٣:‏١٤‏)‏.‏ يعترف بولس بأنه في الحضرة ذليل.‏ ولكنَّ المسيحيين لا يحاربون حسب الجسد؛‏ فأَسلحتهم روحية،‏ «قادرة باللّٰه» على هدم الحجج المناقضة لمعرفة اللّٰه.‏ (‏١٠:‏٤‏)‏ والبعض،‏ اذ ينظرون الى الامور بحسب قيمتها الظاهرية،‏ يقولون ان رسائل الرسول ثقيلة لكن كلامه حقير.‏ فليعلموا ان بولس كما هو بكلامه بالرسالة هكذا سيكون بأفعاله.‏ وينبغي ان يدرك الكورنثيون ان بولس ليس يفتخر بالانجازات في مقاطعة آخرين.‏ فقد حمل البشارة شخصيا اليهم.‏ واضافة الى ذلك،‏ إِنْ يكن من افتخار فليكن بيهوه.‏

١٥ (‏أ)‏ بأي مثالين يتكلم بولس جهارا ضد الرسل الكذبة؟‏ (‏ب)‏ ما هو سجل بولس الخاص؟‏

١٥ يشعر بولس بمسؤوليته ان يقدِّم الجماعة الكورنثية عذراء عفيفة للمسيح.‏ وكما خُدعت حواء بمكر الحية،‏ كذلك يوجد خطر ان تُفسَد اذهانهم.‏ لذلك بقوة يتكلم بولس جهارا ضد «فائقي الرسل» في الجماعة الكورنثية.‏ (‏١١:‏٥‏)‏ انهم رسل كذبة.‏ والشيطان نفسه لا ينفكُّ يغيِّر شكله الى ملاك نور،‏ فلا عجب ان يفعل خدامه الامر عينه.‏ اما من ناحية كونهم خداما للمسيح،‏ فأين هم من سجل بولس؟‏ لقد احتمل الكثير:‏ السَّجن،‏ الضربات،‏ انكسار السفينة ثلاث مرات،‏ اخطارا كثيرة،‏ المضي مرارا كثيرة دون نوم او طعام.‏ ولكن في ذلك كله لم تغب عن باله قط حاجات الجماعات وشعر دائما بأنه يلتهب كلما عثر احد.‏

١٦ (‏أ)‏ بمَ يمكن ان يفتخر بولس،‏ ولكن لماذا يتكلم بالحري عن ضعفاته؟‏ (‏ب)‏ كيف قدَّم بولس براهين على رسوليته؟‏

١٦ لذلك إِنْ كان احد له سبب للافتخار فهو بولس.‏ فهل يمكن للآخَرين المدعوين رسلا في كورنثوس ان يخبروا عن اختطافهم الى الفردوس لسماع امور لا يُنطق بها؟‏ ومع ذلك يتكلم بولس عن ضعفاته.‏ ولئلا يرتفع بإفراط أُعطي «شوكة في الجسد.‏» وتضرع بولس ان تُنزَع ولكن قيل له:‏ «تكفيك نعمتي.‏» وبولس يفتخر بالحري في ضعفاته لكي تحل عليه «قوة المسيح.‏» (‏١٢:‏​٧،‏ ٩‏)‏ لا لم يَنْقُص بولس شيئا عن «فائقي الرسل،‏» وقد رأى الكورنثيون ما قدَّمه بينهم من براهين على رسوليَّته «في كل صبر بآ‌يات وعجائب وقوات.‏» وهو لا يطلب ممتلكاتهم،‏ تماما كما ان تيطس وغيره من العاملين معه الذين ارسلهم لم يستغلُّوهم.‏ —‏ ١٢:‏​١١،‏ ١٢‏.‏

١٧ اي نصح نهائي يقدمه بولس للكورنثيين؟‏

١٧ ان كل الاشياء هي لأَجل بنيانهم.‏ ولكن بولس يبدي تخوُّفه اذا جاء الى كورنثوس ان يجد البعضَ لم يتوبوا عن اعمال الجسد.‏ ويحذِّر الخطاة سلفا انه سيتخذ الاجراء الملائم ولن يستثني احدا،‏ وينصح الجميع في الجماعة ان يداوموا على تجربة انفسهم هل هم في الايمان في اتحاد بيسوع المسيح.‏ ان بولس وتيموثاوس سيصلِّيان الى اللّٰه لأَجلهم.‏ وهو يدعوهم الى الفرح وإلى العودة الى الوحدة لكي يكون معهم اله المحبة والسلام،‏ ويختتم بإِرسال تحيات من القديسين وأَفضل تمنياته لبركتهم الروحية.‏

لماذا هو نافع

١٨ اية نظرة صحيحة الى الخدمة ينبغي ان يتبناها المسيحيون؟‏

١٨ كم هو مثير ومشجِّع تقدير بولس للخدمة المسيحية كما هو معبَّر عنه في كورنثوس الثانية!‏ فلننظر اليها النظرة نفسها.‏ ان الخادم المسيحي الذي جعله اللّٰه كفؤًا ليس غاشًّا للكلمة بل يخدم من اخلاص.‏ والتوصية به ليست مستندا مكتوبا ما،‏ بل الثمر الذي يُنتجه في الخدمة.‏ ولكن في حين ان الخدمة هي حقا مجيدة،‏ ليس ذلك سببا للانتفاخ.‏ فخدام اللّٰه كبشر ناقصين لهم كنز الخدمة هذا في اوانٍ خزفية ضعيفة،‏ لكي يُرى بوضوح ان القوة للّٰه.‏ ولذلك يستدعي هذا اتضاعا في قبول الامتياز المجيد للكون خدام اللّٰه،‏ ويا له من لطف من اللّٰه غير مستحق ان نخدم «كسفراء عن المسيح»!‏ اذًا،‏ كم كان ملائما حثّ بولس ‹ان لا نقبل (‏لطف اللّٰه غير المستحق)‏ باطلا›!‏ —‏ ٢:‏​١٤-‏١٧؛‏ ٣:‏​١-‏٥؛‏ ٤:‏٧؛‏ ٥:‏​١٨-‏٢٠؛‏ ٦:‏١‏.‏

١٩ بأية طرائق متنوعة زوَّد بولس نموذجا بارزا للخدام المسيحيين اليوم،‏ وخصوصا للنظار؟‏

١٩ لا ريب ان بولس زوَّد مثالا رائعا ليقتدي به الخدام المسيحيون.‏ فمن وجهة اولى،‏ كان يقدِّر قيمة الاسفار العبرانية الموحى بها ويدرسها،‏ مقتبسا منها تكرارا وملمحا اليها ومطبقا اياها.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏​٢،‏ ١٦-‏١٨؛‏ ٧:‏١؛‏ ٨:‏١٥؛‏ ٩:‏٩؛‏ ١٣:‏١؛‏ اشعياء ٤٩:‏٨؛‏ لاويين ٢٦:‏١٢؛‏ اشعياء ٥٢:‏١١؛‏ حزقيال ٢٠:‏٤١؛‏ ٢ صموئيل ٧:‏١٤؛‏ هوشع ١:‏١٠‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ اعرب كناظر عن اهتمام عميق بالرعية،‏ قائلا:‏ «وأما انا فبكل سرور أُنفِق وأُنفَق لأَجل انفسكم.‏» لقد بذل نفسه كلِّيًّا لأَجل الاخوة،‏ كما يُظهر السجل بوضوح.‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏١٥؛‏ ٦:‏​٣-‏١٠‏)‏ ولم يكلَّ في كدِّه وهو يعلِّم ويحثُّ ويقوِّم الامور في جماعة كورنثوس.‏ وحذَّر بوضوح من الخلطة مع الظلمة،‏ قائلا للكورنثيين:‏ «لا تكونوا تحت نير (‏غير متكافئ)‏ مع غير المؤمنين.‏» وبسبب اهتمامه الحبي بهم،‏ لم يُرِدْ ان يرى اذهانهم تُفسَد «كما خدعت الحية حواء بمكرها،‏» فنصحهم بإخلاص:‏ «جرِّبوا انفسكم هل انتم في الايمان.‏ امتحنوا انفسكم.‏» وحرَّضهم على السخاء المسيحي مظهرا لهم ان «المعطي المسرور يحبه اللّٰه،‏» وعبَّر هو نفسه عن عظيم الشكر والتقدير للّٰه على عطيته التي لا يعبَّر عنها.‏ حقا كان اخوة بولس في كورنثوس منقوشين بمحبة في لوح قلبه اللحمي،‏ وخدمته السخية لمصالحهم هي كل ما ينبغي ان يسم الناظر الغيور اليقظ.‏ فيا له من نموذج بارز لنا اليوم!‏ —‏ ٦:‏١٤؛‏ ١١:‏٣؛‏ ١٣:‏٥؛‏ ٩:‏​٧،‏ ١٥؛‏ ٣:‏٢‏.‏

٢٠ (‏أ)‏ كيف يوجه بولس اذهاننا في الاتجاه الصحيح؟‏ (‏ب)‏ الى اي رجاء مجيد تشير كورنثوس الثانية؟‏

٢٠ يوجه الرسول بولس اذهاننا في الاتجاه الصحيح في الاشارة الى ‹ابي الرأفة وإِله كل تعزية› بأنه مصدر القوة الحقيقي في وقت المحنة.‏ انه هو الذي «يعزِّينا في كل ضيقتنا» لكي نحتمل للخلاص الى عالمه الجديد.‏ ويشير بولس ايضا الى الرجاء المجيد بـ‍ «بناء من اللّٰه بيت غير مصنوع بيد ابديّ» و «في السموات،‏» ويقول:‏ «اذًا إِنْ كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة.‏ الاشياء العتيقة قد مضت.‏ هوذا الكل قد صار جديدا.‏» ان في كورنثوس الثانية لكلمات مطمئنة رائعة للذين سيرثون كبولس الملكوت السماوي.‏ —‏ ١:‏​٣،‏ ٤؛‏ ٥:‏​١،‏ ١٧‏.‏

‏[اسئلة الدرس]‏