الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

سفر الكتاب المقدس رقم ٤٩:‏ افسس

سفر الكتاب المقدس رقم ٤٩:‏ افسس

سفر الكتاب المقدس رقم ٤٩:‏ افسس

الكاتب:‏ بولس

مكان الكتابة:‏ رومية

إِكمال الكتابة:‏ نحو ٦٠-‏٦١ ب‌م

١ متى وفي اية ظروف كتب بولس الرسالة الى اهل افسس؟‏

 تصوَّروا انكم في السجن.‏ وأَنتم هناك لأنكم مضطهَدون بسبب نشاطكم الغيور كمرسَل مسيحي.‏ والآن اذ لم يعد بإمكانكم ان تسافروا وتزوروا الجماعات لتشديدهم،‏ ماذا ستفعلون؟‏ أَلا يمكنكم ان تكتبوا رسائل الى الذين صاروا مسيحيين بواسطة عملكم الكرازي؟‏ أَلا يتساءلون على الارجح كيف حالكم،‏ أَوليسوا ربما بحاجة الى التشجيع؟‏ بلى،‏ بالتأكيد!‏ لذلك تبدأون بالكتابة.‏ انكم الآن تفعلون تماما ما فعله الرسول بولس عندما كان سجينا في رومية المرة الاولى،‏ نحو ٥٩-‏٦١ ب‌م.‏ كان قد رفع دعواه الى قيصر،‏ وبالرغم من انه كان ينتظر المحاكمة وتحت الحراسة،‏ فقد كانت لديه الحرية للقيام ببعض النشاطات.‏ فكتب بولس رسالته «الى اهل افسس» من رومية،‏ على الارجح سنة ٦٠ او ٦١ ب‌م،‏ وأَرسلها بواسطة تيخيكس،‏ الذي رافقه أُنسيمس.‏ —‏ افسس ٦:‏٢١؛‏ كولوسي ٤:‏​٧-‏٩‏.‏

٢،‏ ٣ ماذا يبرهن على نحو قاطع ان بولس هو الكاتب،‏ وفي الوقت نفسه،‏ قانونيَّة سفر افسس؟‏

٢ يعرِّف بولس بنفسه بأنه الكاتب في الكلمة الاولى عينها ويشير او يلمِّح الى نفسه اربع مرات بصفته «الاسير في الرب.‏» (‏افسس ١:‏١؛‏ ٣:‏​١،‏ ١٣؛‏ ٤:‏١؛‏ ٦:‏٢٠‏)‏ والحجج ضد كون بولس هو الكاتب لم تسفر عن شيء.‏ وبَرْديَّة تشيستر بيتي رقم ٢ (‏ب ٤٦‏)‏،‏ ويُعتقَد انها تعود الى نحو سنة ٢٠٠ ب‌م،‏ فيها ٨٦ ورقة من مجلَّد يحتوي رسائل بولس.‏ وبينها توجد الرسالة الى اهل افسس،‏ مما يُظهِر انها كانت مصنَّفة بين رسائله في ذلك الوقت.‏

٣ ويثبت الكتبة الكنسيُّون الاوَّلون ان بولس كتب الرسالة وأنها كانت «الى اهل افسس.‏» مثلا اقتبس ايريناوس،‏ من القرن الثاني ب‌م،‏ افسس ٥:‏٣٠ كما يلي:‏ «كما يقول بولس المبارَك في الرسالة الى اهل افسس،‏ اننا اعضاء جسده.‏» واقتبس اقليمس الاسكندري،‏ وهو من الفترة نفسها،‏ افسس ٥:‏٢١ اذ ذكر:‏ «لذلك،‏ ايضا،‏ في الرسالة الى اهل افسس يكتب،‏ كونوا خاضعين بعضكم لبعض في خوف اللّٰه.‏» واوريجانس،‏ الذي كتب في النصف الاول من القرن الثالث ب‌م،‏ اقتبس افسس ١:‏٤ بالقول:‏ «لكن الرسول ايضا في الرسالة الى اهل افسس،‏ يستعمل اللغة نفسها عندما يقول،‏ الذي اختارنا قبل تأسيس العالم.‏»‏ a ويشمل اوسابيوس،‏ مرجعٌ آخر في التاريخ المسيحي الباكر (‏نحو ٢٦٠-‏٣٤٠ ب‌م)‏،‏ رسالةَ افسس في قانون الكتاب المقدس،‏ ويشير معظم الكتبة الكنسيِّين الاوَّلين الآخرين الى رسالة افسس بصفتها جزءا من الاسفار المقدسة الموحى بها.‏ b

٤ ماذا ادَّى الى ان يظن البعض ان الرسالة الى اهل افسس كانت موجَّهة الى مكان آخر،‏ ولكن اي دليل يدعم ان افسس كانت وجهتها؟‏

٤ ان بَرْديَّة تشيستر بيتي والمخطوطة الڤاتيكانية رقم ١٢٠٩ والمخطوطة السينائية لا تأتي على ذكر الكلمتين «في افسس» في الاصحاح ١،‏ العدد ١‏،‏ وبالتالي لا تشير الى وجهة الرسالة.‏ وقد ادَّى هذا الواقع،‏ مع غياب التحيَّات الى الافراد في افسس (‏بالرغم من ان بولس عمل باجتهاد هناك ثلاث سنوات)‏،‏ الى ان يظن البعض ان الرسالة ربما كانت موجَّهة الى مكان آخر او ربما كانت على الاقل رسالة لتُعمَّم على الجماعات في اسيا الصغرى،‏ بما فيها افسس.‏ ولكنَّ معظم المخطوطات الاخرى تتضمن الكلمتين «في افسس،‏» وكما لاحظنا اعلاه،‏ فإن الكتبة الكنسيِّين الاوَّلين قبلوها بصفتها رسالة الى اهل افسس.‏

٥ ماذا كان جديرا بالملاحظة بشأن افسس في ايام بولس؟‏

٥ ستساعدنا بعض المعلومات الخلفية على فهم القصد من هذه الرسالة.‏ ففي القرن الاول لعصرنا الميلادي،‏ اشتهرت افسس بشعوذتها وسحرها وتنجيمها وعبادتها لإِلاهة الخصب أَرطاميس.‏ c وحول تمثال الإِلاهة،‏ شُيِّد هيكل رائع اعتُبر احدى العجائب السبع للعالم القديم.‏ وبحسب الحفريَّات في الموقع في القرن الـ‍ ١٩،‏ كان الهيكل مبنيًّا على مِسطبة يبلغ عرضها نحو ٢٤٠ قدما (‏٧٣ م)‏ وطولها نحو ٤١٨ قدما (‏١٢٧ م)‏.‏ وكان عرض الهيكل نحو ١٦٤ قدما (‏٥٠ م)‏ وطوله نحو ٣٤٣ قدما (‏١٠٥ م)‏.‏ وقد احتوى على ١٠٠ عمود رخامي،‏ يبلغ ارتفاع كلٍّ منها نحو ٥٥ قدما (‏١٧ م)‏.‏ وكان السقف مغطًّى ببلاط رخامي ابيض كبير.‏ ويُقال ان الذهب استُعمل عوض المِلاط في الفُسح بين القطع الرخامية.‏ وقد اجتذب الهيكل السيَّاح من كل انحاء الارض،‏ وكان الزائرون الذين يبلغ عددهم مئات الآلاف يحتشدون الى المدينة خلال المهرجانات.‏ وكان صاغة افسس يشتغلون بصناعة مربحة بائعين الحجَّاج نماذج فضية صغيرة لهيكل أَرطاميس كتذكارات.‏

٦ ماذا كان مدى نشاط بولس في افسس؟‏

٦ كان بولس قد توقف في افسس في رحلته الارسالية الثانية لزيارة كرازية قصيرة ثم ترك أَكيلا وبريسكِلَّا هناك ليكملا العمل.‏ (‏اعمال ١٨:‏​١٨-‏٢١‏)‏ ورجع في رحلته الارسالية الثالثة وبقي نحو ثلاث سنوات يكرز ويعلِّم «الطريق» لكثيرين.‏ (‏اعمال ١٩:‏​٨-‏١٠؛‏ ٢٠:‏٣١‏)‏ وقد عمل بولس باجتهاد وهو في افسس.‏ يكتب أ.‏ إ.‏ بايلي في كتابه الحياة اليومية في ازمنة الكتاب المقدس:‏ «كانت عادة بولس عامَّةً ان يعمل في حرفته من شروق الشمس حتى الساعة ١١ ق‌ظ (‏اعمال ٢٠:‏​٣٤،‏ ٣٥‏)‏ الساعة التي فيها يكون تيرانُّس قد أَنهى تعليمه؛‏ ثم من الساعة ١١ ق‌ظ الى ٤ ب‌ظ ان يكرز في القاعة ويعقد المؤتمرات مع المساعدين،‏ .‏ .‏ .‏ ثم اخيرا ان يقوم بطواف تبشيري من بيت الى بيت يستمر من الساعة ٤ ب‌ظ حتى وقت متأخر من الليل.‏ (‏اعمال ٢٠:‏​٢٠،‏ ٢١،‏ ٣١‏)‏ ويتساءل المرء متى كان يجد الوقت ليأكل وينام.‏» —‏ ١٩٤٣،‏ الصفحة ٣٠٨.‏

٧ ماذا نتج من كرازة بولس الغيورة؟‏

٧ وفي مجرى كرازته الغيورة هذه،‏ شهَّر بولس استعمال التماثيل في العبادة.‏ فأَثار ذلك غضب الذين يصنعونها ويبيعونها،‏ كالصائغ ديمتريوس،‏ وفي الشغب اضطر بولس اخيرا الى مغادرة المدينة.‏ —‏ اعمال ١٩:‏​٢٣–‏٢٠:‏١‏.‏

٨ من اية نواحٍ كانت رسالة بولس الى اهل افسس في حينها للغاية؟‏

٨ ان بولس الآن،‏ وهو في السجن،‏ يفكر في المشاكل التي تواجهها جماعة افسس،‏ المحاطة بعبَّاد وثنيين والقريبة من هيكل أَرطاميس الذي يوحي بالرهبة.‏ فكان اولئك المسيحيون الممسوحون يحتاجون دون شك الى المثل الملائم الذي يعطيهم اياه بولس الآن،‏ الذي يُظهِر انهم يؤلفون «هيكلا مقدسا» يسكن فيه يهوه بروحه.‏ (‏افسس ٢:‏٢١‏)‏ ولا ريب ان ‹السر المقدس› المكشوف لأهل افسس،‏ المتعلق بتدبير اللّٰه (‏طريقته لإدارة شؤون بيته)‏ الذي بواسطته سيرد الوحدة والسلام بيسوع المسيح،‏ كان الى حد كبير عاملا محييًا وتعزية لهم.‏ (‏١:‏٩‏،‏ ع‌ج،‏ ١٠‏)‏ ويشدِّد بولس على اتحاد اليهود والامم في المسيح.‏ وهو يحضُّ على الوحدانية،‏ على الوحدة.‏ وهكذا،‏ يمكننا الآن ان ندرك القصد من هذا السفر،‏ وقيمته،‏ ووحيه الجليّ.‏

محتويات افسس

٩ كيف أَجزل اللّٰه محبته،‏ وما هي صلاة بولس؟‏

٩ قصْد اللّٰه ان يجلب الوحدة بواسطة المسيح (‏١:‏​١–‏٢:‏٢٢‏)‏.‏ يرسل بولس الرسول التحيات.‏ ويجب ان يُبارَك اللّٰهُ من اجل لطفه المجيد غير المستحَق.‏ ولهذا علاقة باختياره اياهم ليكونوا متَّحدين بيسوع المسيح،‏ الذي بواسطته لهم الفداء بدمه.‏ وعلاوة على ذلك،‏ أَجزل اللّٰه محبته لهم بجعل سر مشيئته المقدس معروفا.‏ لأنه قصد تدبيرًا،‏ «ليجمع كل شيء في المسيح،‏» الذي في اتحاد به عُيِّنوا ايضا ورثة.‏ (‏١:‏١٠‏)‏ وكعربون لذلك،‏ خُتموا بالروح القدس.‏ وصلاة بولس هي ان يكونوا مقتنعين بثبات بالرجاء الذي دُعوا اليه ويدركوا ان اللّٰه سيستخدم نحوهم القوة عينها التي استخدمها في اقامة المسيح وفي وضعه اياه فوق كل رياسة وسلطان وجعله رأسا فوق كل شيء للجماعة.‏

١٠ كيف صار اهل افسس «ابناء وطن القديسين»؟‏

١٠ ان اللّٰه،‏ بدافع غنى رحمته ومحبته الكثيرة،‏ احياهم بالرغم من انهم كانوا امواتا بذنوبهم وخطاياهم،‏ وأَجلسهم معا «في السماويات في (‏اتحاد بـ‍ )‏ المسيح يسوع.‏» (‏٢:‏٦‏)‏ وهذا كله بسبب اللطف غير المستحَق والايمان وليس نتيجة لأية اعمال من ذواتهم.‏ ان المسيح هو سلامهم الذي هدم الحائطَ،‏ ناموسَ الوصايا،‏ الذي كان يفصل الامم عن اليهود.‏ والآن للشعبَين كليهما اقتراب الى الآب بواسطة المسيح.‏ لذلك لم يعد اهل افسس متغرِّبين بل هم «ابناء وطن القديسين» وينمون هيكلا مقدسا يسكنه يهوه بالروح.‏ —‏ ٢:‏١٩‏،‏ ع‌ج.‏

١١ ما هو ‹السر المقدس،‏› وبخصوص ماذا يصلِّي بولس لأَجل اهل افسس؟‏

١١ ‏«سر المسيح المقدس»‏ (‏٣:‏​١-‏٢١‏)‏.‏ لقد اعلن اللّٰه الآن لرسله القديسين وأنبيائه «سر المسيح المقدس .‏ .‏ .‏ ان اناسا من الامم ينبغي ان يكونوا شركاء في الميراث ورفقاء في عضويَّة الجسد ونائلين معنا الموعد في اتحاد بالمسيح يسوع بواسطة البشارة.‏» (‏٣:‏​٤،‏ ٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ وبلطف اللّٰه غير المستحَق،‏ صار بولس خادما لهذا،‏ ليعلن غنى المسيح الذي لا يُستقصى ويُري الناس ما هو تدبير السر المقدس.‏ انه بواسطة الجماعة تصير حكمة اللّٰه المتنوعة معروفة.‏ وبسبب ذلك،‏ يصلِّي بولس ان يتشدَّدوا بالقوة بروح اللّٰه لكي يعرفوا تماما محبة المسيح التي تفوق كل معرفة،‏ ويدركوا ان اللّٰه يمكنه ان «يفعل فوق كل شيء اكثر جدا مما نطلب او نفتكر.‏» —‏ ٣:‏٢٠‏.‏

١٢ (‏أ)‏ كيف ينبغي ان يسلك المسيحيون،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ اية عطايا اعطاها المسيح،‏ ولأي قصد؟‏ (‏ج)‏ ماذا يشمله لبس «الشخصية الجديدة»؟‏

١٢ لبس «الشخصية الجديدة»‏ (‏٤:‏​١–‏٥:‏٢٠‏)‏.‏ ينبغي ان يسلك المسيحيون كما يحق لدعوتهم،‏ بتواضع العقل وبطول اناة ومحبة وبرباط السلام الموحِّد.‏ لأنه لا يوجد سوى روح واحد ورجاء واحد وإيمان واحد،‏ و «اله وآب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم.‏» (‏٤:‏٦‏)‏ وهكذا اعطى المسيحُ،‏ ‹الربُّ الواحد،‏› انبياءَ ومبشِّرين ورعاة ومعلِّمين،‏ «لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح.‏» لذلك،‏ يكتب بولس،‏ «(‏اذ نتكلَّم بالحق لنَنْمُ بالمحبة)‏ في كل شيء الى ذاك الذي هو الرأس المسيح،‏» كجسد مركَّب معا بانسجام تتعاون فيه كل الاعضاء.‏ (‏٤:‏​٥،‏ ١٢،‏ ١٥‏)‏ ان طرق الشخصية العتيقة الفاسدة ادبيا،‏ الباطلة والجاهلة،‏ يجب خلعها؛‏ وينبغي ان يتجدد كل شخص بالقوة التي تنشِّط ذهنه و ‹يلبس (‏الشخصية الجديدة المخلوقة)‏ بحسب اللّٰه في البر وقداسة الحق.‏› ولأن الجميع هم بعضهم لبعض،‏ يجب ان يتكلموا بالحق ويخلعوا الغضب والسرقة والكلمات الرديَّة ومرارة الحقد —‏ غير محزنين روح اللّٰه القدس.‏ وعوض ذلك،‏ ‹فليكونوا لطفاء بعضهم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحهم اللّٰه ايضا في المسيح.‏› —‏ ٤:‏​٢٤،‏ ٣٢‏.‏

١٣ ليصير المرء متمثِّلا باللّٰه،‏ ماذا يجب ان يفعل؟‏

١٣ وينبغي ان يصير الجميع متمثِّلين باللّٰه.‏ فالعهارة والنجاسة والجشع لا يجب حتى ان تسمَّى بينهم،‏ لأن الذين يمارسون امورا كهذه ليس لهم ميراث في الملكوت.‏ وينصح بولس اهل افسس:‏ «اسلكوا كأولاد نور.‏» «انظروا» كيف تسلكون،‏ مفتدين الوقت،‏ «لأن الايام شريرة.‏» اجل،‏ يجب ان ‹يفهموا ما هي مشيئة الرب› ويتكلموا بتسابيح اللّٰه بشكر.‏ —‏ ٥:‏​٨،‏ ١٥-‏١٧‏.‏

١٤ ما هي المسؤوليات المشتركة بين الازواج والزوجات؟‏

١٤ الخضوع اللائق؛‏ الحرب المسيحية (‏٥:‏​٢١–‏٦:‏٢٤‏)‏.‏ ينبغي ان تخضع الزوجات لأزواجهن،‏ كما تخضع الجماعة للمسيح،‏ وينبغي ان يستمر الازواج في محبة زوجاتهم،‏ «كما احب المسيح ايضا (‏الجماعة)‏.‏» وكذلك،‏ ‹ينبغي ان تحترم الزوجة زوجها احتراما عميقا.‏› —‏ ٥:‏​٢٥،‏ ٣٣‏،‏ ع‌ج.‏

١٥ ماذا ينصح بولس في ما يتعلق بالاولاد والوالدين،‏ العبيد والسادة،‏ وسلاح المسيحي؟‏

١٥ وينبغي ان يحيا الاولاد في وحدة مع الوالدين،‏ طائعين اياهم ومتجاوبين مع التأديب الالهي.‏ ويجدر بالعبيد والسادة ايضا ان يتصرَّفوا بحيث يرضون اللّٰه،‏ لأن سيِّد الجميع هو «في السموات وليس عنده محاباة.‏» وأخيرا،‏ فليستمر الجميع في ‹التقوِّي في الرب وفي شدة قوَّته،‏› لابسين سلاح اللّٰه الكامل لكي يقدروا ان يثبتوا ضد ابليس،‏ «حاملين فوق الكل ترس الايمان،‏» وأيضا «سيف الروح الذي هو كلمة اللّٰه.‏» واصلوا الصلاة،‏ وابقوا ساهرين.‏ ويسأل بولس ان يصلُّوا ايضا لأجله،‏ لكي يتمكَّن بكل حرية كلام ان ‹يُعْلِم .‏ .‏ .‏ بسر (‏البشارة المقدس)‏.‏› —‏ ٦:‏​٩،‏ ١٠،‏ ١٦،‏ ١٧،‏ ١٩‏.‏

لماذا هو نافع

١٦ اية اسئلة تجد جوابا عمليا في رسالة افسس،‏ وماذا يُقال عن الشخصية التي ترضي اللّٰه؟‏

١٦ تمسُّ الرسالة الى اهل افسس كل وجه تقريبا من حياة المسيحي.‏ وبالنظر الى الزيادة السريعة الحالية للمشاكل المقلقة والجناح في العالم،‏ فإن نصيحة بولس السليمة والعملية هي ذات نفع حقيقي للراغبين في ان يحيوا حياة التقوى.‏ فكيف ينبغي ان يتصرَّف الاولاد مع الوالدين،‏ والوالدون مع الاولاد؟‏ ما هي مسؤوليات الزوج تجاه زوجته،‏ ومسؤوليات الزوجة تجاه زوجها؟‏ ماذا يجب ان يفعل الافراد في الجماعة للمحافظة على الوحدة في المحبة والنقاوة المسيحية وسط عالم شرير؟‏ تتناول مشورة بولس كل هذه الاسئلة،‏ ويمضي مُظهِرا ما يشمله لبس الشخصية المسيحية الجديدة.‏ ومن خلال درس رسالة افسس،‏ سيتمكن الجميع من ان يدركوا حق الادراك نوع الشخصية التي ترضي اللّٰه و ‹المخلوقة بحسب اللّٰه في البر وقداسة الحق.‏› —‏ ٤:‏​٢٤-‏٣٢؛‏ ٦:‏​١-‏٤؛‏ ٥:‏​٣-‏٥،‏ ١٥-‏٢٠،‏ ٢٢-‏٣٣‏.‏

١٧ ماذا تُظهِر رسالة افسس في ما يختص بالتعاون مع الترتيبات في الجماعة؟‏

١٧ وتُظهِر الرسالة ايضا القصد من اسناد المسؤوليات والتعيينات في الجماعة.‏ فهو «لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح،‏» بهدف النضج.‏ وبالتعاون كاملا في هذه الترتيبات الجماعية،‏ يمكن للمسيحيين ان ‹ينموا بالمحبة في كل شيء الى ذاك الذي هو الرأس المسيح.‏› —‏ ٤:‏​١٢،‏ ١٥‏.‏

١٨ ماذا يجري ايضاحه في ما يتعلق ‹بالسر المقدس› والهيكل الروحي؟‏

١٨ نفعت الرسالة الى اهل افسس الجماعة الباكرة نفعا جزيلا في شحذ فهمهم «سر المسيح المقدس.‏» فهنا جرى الايضاح انه مع اليهود المؤمنين،‏ كان ‹اناس من الامم› يُدعَون ليكونوا «شركاء في الميراث ورفقاء في عضويَّة الجسد ونائلين .‏ .‏ .‏ الموعد في اتحاد بالمسيح يسوع بواسطة البشارة.‏» والحائط الحاجز،‏ «ناموس الوصايا،‏» الذي كان يفصل الاممي عن اليهودي قد أُبطِل،‏ وصار الجميع الآن بدم المسيح ابناء وطن القديسين وأعضاء في بيت اللّٰه.‏ وفي تباين صارخ مع هيكل أَرطاميس الوثني،‏ كان هؤلاء مبنيِّين معا في اتحاد بالمسيح يسوع ليصيروا مسكنا للّٰه بالروح —‏ «هيكلا مقدسا (‏ليهوه)‏.‏» —‏ ٣:‏​٤،‏ ٦‏،‏ ع‌ج؛‏ ٢:‏​١٥،‏ ٢١‏.‏

١٩ اي رجاء وتشجيع لا تزال رسالة افسس تقدمهما حتى هذا اليوم؟‏

١٩ وفي ما يتعلق ‹بالسر المقدس،‏› تكلم بولس ايضا عن «تدبير .‏ .‏ .‏ يجمع كل شيء في المسيح ما في السموات [المختارين ليكونوا في الملكوت السماوي] وما على الارض [الذين سيعيشون على الارض في حيِّز الملكوت].‏» وهكذا يُبرَز قصد اللّٰه العظيم ان يردَّ السلام والوحدة.‏ وفي هذا الصدد صلَّى بولس لأجل اهل افسس،‏ الذين استنيرت عيون قلوبهم،‏ لكي يمسكوا كاملا بالرجاء الذي دعاهم اليه اللّٰه فيروا «ما هو غنى مجد ميراثه في القديسين.‏» ولا بد ان تكون هذه الكلمات قد شجعتهم في رجائهم.‏ ولا تزال الرسالة الموحى بها الى اهل افسس بنَّاءة للجماعة في هذا اليوم،‏ لكي ‹نمتلئ في كل شيء الى كل ملء اللّٰه.‏› —‏ ١:‏​٩-‏١١،‏ ١٨؛‏ ٣:‏١٩‏.‏

‏[الحواشي]‏

a مصدر وتاريخ اسفار الكتاب المقدس،‏ ١٨٦٨،‏ س.‏ إ.‏ سْتو،‏ الصفحة ٣٥٧.‏

b قاموس الكتاب المقدس الجديد،‏ الطبعة الثانية،‏ ١٩٨٦،‏ تحرير ج.‏ د.‏ دوڠلاس،‏ الصفحة ١٧٥.‏

c بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ بالانكليزية،‏ المجلد ١،‏ الصفحة ١٨٢.‏

‏[اسئلة الدرس]‏