الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

سفر الكتاب المقدس رقم ٦٦:‏ الرؤيا

سفر الكتاب المقدس رقم ٦٦:‏ الرؤيا

سفر الكتاب المقدس رقم ٦٦:‏ الرؤيا

الكاتب:‏ الرسول يوحنا

مكان الكتابة:‏ بطمس

إِكمال الكتابة:‏ نحو ٩٦ ب‌م

١ (‏أ)‏ في ما يتعلق بمجموعة رموز سفر الرؤيا،‏ علامَ يوافق خدام اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ لأي سبب سفر الرؤيا موضوع بالصواب في آخِر الكتاب المقدس؟‏

 هل المقصود من مجموعة رموز سفر الرؤيا هو الترهيب؟‏ كلا على الاطلاق!‏ فلئن جلب اتمام النبوة الرهبة للاشرار،‏ فخدام اللّٰه الامناء يوافقون على المقدمة الموحى بها وتعليق الملاك في النهاية:‏ «طوبى للذي يقرأ وللذين يسمعون اقوال النبوة.‏» «طوبى لمن يحفظ اقوال نبوة هذا الكتاب.‏» (‏رؤيا ١:‏٣؛‏ ٢٢:‏٧‏)‏ وعلى الرغم من ان سفر الرؤيا كتبه يوحنا قبل كتابته الاسفار الموحى بها الاربعة الاخرى،‏ فهو موضوع بالصواب في آخِر مجموعة الاسفار الـ‍ ٦٦ الموحى بها التي تؤلف كتابنا المقدس،‏ لأن سفر الرؤيا هو الذي يأخذ قرَّاءه الى المستقبل البعيد،‏ بتزويد رؤيا كليَّة الشمول لما يقصده اللّٰه للجنس البشري،‏ والذي به ينتهي الى ذروة مجيدة محورُ الكتاب المقدس العظيم،‏ تقديس اسم يهوه وتبرئة سلطانه بواسطة الملكوت تحت حكم المسيح،‏ النسل الموعود به.‏

٢ بأية وسيلة وصلت الرؤيا الى يوحنا،‏ ولماذا تكون التسمية «الكشف» عنوانا ملائما اكثر؟‏

٢ بحسب الرؤيا ١:‏١‏،‏ انه «(‏كشف)‏ يسوع المسيح الذي اعطاه اياه اللّٰه .‏ .‏ .‏ وبيَّنه (‏برموز)‏ مرسِلا بيد ملاكه لعبده يوحنا.‏» اذًا،‏ كان يوحنا كاتبَ المواد فحسب،‏ لا مُنشئها.‏ فليس يوحنا هو مصدر الكشف،‏ ولا السفر هو كشف يوحنا.‏ لقد درجت تسمية السفر بالعربية بـ‍ «الرؤيا.‏» لكن اسم السفر باليونانية،‏ أَپوكاليپسيس،‏ معناه «كشف الستار» او «رفع الحجاب.‏» لذلك تكون التسمية «الكشف» عنوانًا ملائمًا اكثر،‏ فهو رفع الحجاب لعبد اللّٰه عن مقاصده الرائعة للمستقبل.‏

٣ مَنْ يدل سفرُ الرؤيا نفسه ان الكاتب المدعو يوحنا هو،‏ وكيف يدعم ذلك المؤرخون القدماء؟‏

٣ من هو يوحنا هذا المشار اليه بصفته كاتب سفر الرؤيا في الاصحاح الاول منه؟‏ يُقال لنا انه عبد يسوع المسيح،‏ وأخ ايضا وشريك في الضيقة،‏ وانه كان منفيًّا في جزيرة بطمس.‏ ومن الواضح انه كان مشهورا لدى قرَّائه الاوَّلين،‏ الذين لم يكن ضروريا بالنسبة اليهم اي تعريف اضافي.‏ فلا بدَّ انه الرسول يوحنا.‏ ويدعم هذا الاستنتاجَ معظمُ المؤرخين القدماء.‏ فيُقال ان پاپياس،‏ الذي كتب في الجزء الاول من القرن الثاني ب‌م،‏ اعتبر ان السفر من منشإ رسولي.‏ ويقول يوستينوس الشهيد،‏ من القرن الثاني،‏ في مؤلَّفه «حوار مع تريفو،‏ يهودي» (‏٨١‏)‏:‏ «كان معنا رجل،‏ اسمه يوحنا،‏ احد رسل المسيح،‏ الذي تنبأ برؤيا كُشفت له.‏»‏ a ويتكلم ايريناوس كلاما صريحا عن الرسول يوحنا بصفته الكاتب،‏ وكذلك اقليمس الاسكندري وترتليانوس،‏ من اواخر القرن الثاني وأوائل الثالث.‏ وقد قال اوريجانس،‏ عالِم مهم للكتاب المقدس من القرن الثالث:‏ «اتكلم عن ذاك الذي اتَّكأ على صدر يسوع،‏ يوحنا،‏ الذي ترك وراءه انجيلًا واحدا،‏ .‏ .‏ .‏ وكتب ايضا الكشف.‏»‏ b

٤ (‏أ)‏ ماذا يفسِّر التباعدَ في الاسلوب في سفر الرؤيا بالمقارنة مع كتابات يوحنا الاخرى؟‏ (‏ب)‏ ماذا يثبت ان سفر الرؤيا جزء صحيح من الاسفار المقدسة الموحى بها؟‏

٤ وواقع ان كتابات يوحنا الاخرى تشدِّد كثيرا على المحبة لا يعني انه لا يمكن ان يكون قد كتب سفر الرؤيا القوي والدينامي جدا.‏ فهو واخوه يعقوب هما اللذان امتلأا سخطا على السامريين في احدى المدن حتى ارادا استنزال نار من السماء.‏ ولهذا السبب أُعطيا اللقب «بُوانَرْجس،‏» او «ابنَي الرعد.‏» (‏مرقس ٣:‏١٧؛‏ لوقا ٩:‏٥٤‏)‏ ولا يجب ان يشكِّل هذا التباعدُ في الاسلوب عائقا اذا تذكرنا ان موضوع البحث في سفر الرؤيا مختلف.‏ فما رآه يوحنا في هذه الرؤى كان مغايرا لكل ما سبق ورآه على الاطلاق.‏ وانسجام السفر البارز مع باقي الاسفار المقدسة النبوية يُثبت بصورة لا تقبل الشك انه جزء صحيح من كلمة اللّٰه الموحى بها.‏

٥ متى كتب يوحنا سفر الرؤيا،‏ وفي اية ظروف؟‏

٥ بحسب الشهادة الابكر،‏ كتب يوحنا سفر الرؤيا نحو سنة ٩٦ ب‌م،‏ بعد ٢٦ سنة تقريبا من دمار اورشليم.‏ ويكون هذا نحو نهاية حكم الامبراطور دوميتيان.‏ واثباتا لصحة ذلك،‏ يقول ايريناوس في عمله «ضد الهرطقات» (‏٥:‏٣٠‏)‏ عن الكشف:‏ «لأن ذلك لم يُرَ منذ زمن بعيد جدا،‏ بل يكاد يكون في ايامنا،‏ نحو آخِر حكم دوميتيان.‏»‏ c ويوافق اوسابيوس وجيروم كلاهما على هذه الشهادة.‏ لقد كان دوميتيان اخا تيطس،‏ الذي قاد الجيوش الرومانية لتدمير اورشليم.‏ وصار امبراطورا عند موت تيطس،‏ قبل ١٥ سنة من كتابة سفر الرؤيا.‏ وطالب ان يُعبَد كإِله وانتحل اللقب noster Deus et Dominus  (‏الذي يعني «سيدنا وإِلهنا»)‏.‏ d ولم تزعج عبادة الامبراطور اولئك الذين كانوا يعبدون الآلهة الباطلة،‏ ولكن لم يكن ممكنا ان ينغمس فيها المسيحيون الاولون،‏ الذين رفضوا ان يسايروا على ايمانهم في هذه النقطة.‏ وهكذا،‏ نحو نهاية حكم دوميتيان (‏٨١-‏٩٦ ب‌م)‏،‏ حلَّ بالمسيحيين اضطهاد قاسٍ.‏ ويُعتقد ان دوميتيان هو الذي نفى يوحنا الى بطمس.‏ وعندما اغتيل دوميتيان في سنة ٩٦ ب‌م،‏ خلفه الامبراطور الاكثر تسامحا نيرڤا،‏ الذي اطلق سراح يوحنا كما يتبيَّن.‏ وخلال هذا السَّجن في بطمس تسلَّم يوحنا الرؤى التي دوَّنها.‏

٦ بأَيَّة صفة ينبغي ان نرى سفر الرؤيا،‏ وكيف يمكن تقسيمه؟‏

٦ لا بد لنا ان ندرك ان ما رآه يوحنا وقيل له ان يكتبه الى الجماعات لم يكن مجرد سلسلة رؤى غير مترابطة،‏ مسجَّلة على نحو اعتباطي.‏ كلا،‏ فكامل سفر الرؤيا،‏ من البداية الى النهاية،‏ يعطينا صورة متماسكة لأمور ستأتي،‏ منتقلا من رؤيا الى اخرى حتى بلوغ الكشف الكامل لمقاصد ملكوت اللّٰه في نهاية الرؤى.‏ لذلك ينبغي ان نرى سفر الرؤيا بصفته وحدة كاملة وبصفته مؤلفا من اجزاء مترابطة ومنسجمة،‏ تنقلنا الى المستقبل البعيد عن زمن يوحنا.‏ وبعد مقدمة السفر (‏رؤيا ١:‏​١-‏٩‏)‏،‏ يمكن اعتباره مقسَّما الى ١٦ رؤيا:‏ (‏١)‏ ١:‏​١٠–‏٣:‏٢٢‏؛‏ (‏٢)‏ ٤:‏​١–‏٥:‏١٤‏؛‏ (‏٣)‏ ٦:‏​١-‏١٧‏؛‏ (‏٤)‏ ٧:‏​١-‏١٧‏؛‏ (‏٥)‏ ٨:‏​١-‏٩:‏٢١‏؛‏ (‏٦)‏ ١٠:‏​١–‏١١:‏١٩‏؛‏ (‏٧)‏ ١٢:‏​١-‏١٧‏؛‏ (‏٨)‏ ١٣:‏​١-‏١٨‏؛‏ (‏٩)‏ ١٤:‏​١-‏٢٠‏؛‏ (‏١٠)‏ ١٥:‏​١–‏١٦:‏٢١‏؛‏ (‏١١)‏ ١٧:‏​١-‏١٨‏؛‏ (‏١٢)‏ ١٨:‏​١-‏١٩:‏١٠‏؛‏ (‏١٣)‏ ١٩:‏​١١-‏٢١‏؛‏ (‏١٤)‏ ٢٠:‏​١-‏١٠‏؛‏ (‏١٥)‏ ٢٠:‏​١١–‏٢١:‏٨‏؛‏ (‏١٦)‏ ٢١:‏​٩–‏٢٢:‏٥‏.‏ ويلي هذه الرؤى خاتمةٌ مؤثِّرة،‏ فيها يتكلم يهوه ويسوع والملاك ويوحنا جميعا،‏ مساهمين للمرة الاخيرة بصفتهم الاشخاص الرئيسيين في قناة الاتصال.‏ —‏ ٢٢:‏​٦-‏٢١‏.‏

محتويات سفر الرؤيا

٧ ماذا يقول يوحنا عن منشَإ سفر الرؤيا،‏ وأَيَّة امور يقول انه يشترك فيها مع الذين في الجماعات السبع؟‏

٧ المقدمة (‏١:‏​١-‏٩‏)‏.‏ يوضح يوحنا المصدر الالهي والدور الملائكي في القناة التي تُعطى بواسطتها الرؤيا،‏ ويتابع مخاطبا الذين في السبع الجماعات التي في اسيا.‏ لقد جعلهم يسوع المسيح «ملوكا وكهنة للّٰه ابيه،‏» يهوه اللّٰه،‏ القادر على كل شيء.‏ ويذكِّرهم يوحنا بأنه شريكهم «في الضيقة وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره،‏» لكونه في المنفى في بطمس.‏ —‏ ١:‏​٦،‏ ٩‏.‏

٨ (‏أ)‏ ماذا يوصَى يوحنا بأن يفعل؟‏ (‏ب)‏ من يرى في وسط المناير،‏ وماذا يشرح هذا الشخص؟‏

٨ الرسائل الى السبع الجماعات (‏١:‏​١٠–‏٣:‏٢٢‏)‏.‏ اذ تبدأ الرؤيا الاولى،‏ يجد يوحنا نفسَه بالوحي في يوم الرب.‏ فيأمره صوت عظيم شبيه بصوت البوق ان يكتب في كتاب الذي يراه ويرسله الى السبع الجماعات،‏ في افسس وسميرنا وبرغامس وثياتيرا وساردس وفيلادلفيا ولاودكية.‏ وإذ يلتفت يوحنا نحو الصوت،‏ يرى «شبه ابن انسان» في وسط سبع مناير،‏ ومعه سبعة كواكب في يده اليمنى.‏ ويعرِّف هذا الشخص بنفسه بأنه «الاول والآخِر،‏» الذي كان ميتا لكنه الآن حي الى ابد الآبدين والذي له مفاتيح الموت والهاوية.‏ انه اذًا يسوع المسيح المقام.‏ وهو يشرح:‏ «السبعة الكواكب هي ملائكة السبع (‏الجماعات)‏ والمناير السبع التي رأيتها هي السبع (‏الجماعات)‏.‏» —‏ ١:‏​١٣،‏ ١٧،‏ ٢٠‏.‏

٩ اي مدح ومشورة يعطَيان للجماعات في افسس،‏ سميرنا،‏ برغامس،‏ وثياتيرا؟‏

٩ يقال ليوحنا ان يكتب الى ملاك جماعة افسس،‏ التي،‏ بالرغم من تعبها واحتمالها ورفضها ان تتحمَّل الاشرار،‏ قد تركت محبتها الاولى ويجدر بها ان تتوب وتعمل الاعمال الاولى.‏ ويُقال للجماعة في سميرنا انه بالرغم من الضيقة والفقر،‏ فهي في الواقع غنية ولا يجب ان تخاف:‏ «كن امينا الى الموت فسأعطيك اكليل الحياة.‏» والجماعة في برغامس،‏ التي تسكن «حيث كرسي الشيطان،‏» تتمسك باسم المسيح ولكنْ في وسطها مرتدون.‏ وهؤلاء يجب ان يتوبوا وإلَّا فإن المسيح سيحاربهم بسيف فمه الطويل.‏ وللجماعة في ثياتيرا ‹محبة وخدمة وإيمان واحتمال،‏› لكنها تتساهل مع «المرأة ايزابل.‏» اما الامناء الذين يثبتون فسينالون «سلطانا على الامم.‏» —‏ ٢:‏​١٠،‏ ١٣،‏ ١٩،‏ ٢٠،‏ ٢٦‏.‏

١٠ اية رسائل تُرسَل الى الجماعات في ساردس،‏ فيلادلفيا،‏ ولاودكية؟‏

١٠ وللجماعة في ساردس صيتٌ انها حيَّة،‏ لكنها ميتة لأن اعمالها ليست منجَزة كاملا امام اللّٰه.‏ لكن اسماء الذين يغلبون لن تُمحى من سفر الحياة.‏ والجماعة في فيلادلفيا حفظت كلمة المسيح،‏ لذلك يعد ان يحفظ الجماعة «من ساعة التجربة العتيدة ان تأتي على العالم كله.‏» وسيجعل المسيح الذي يغلب عمودا في هيكل الهه.‏ يقول المسيح:‏ «أَكتب عليه اسم الهي واسم مدينة الهي اورشليم الجديدة .‏ .‏ .‏ واسمي الجديد.‏» وإِذ يشير المسيح الى نفسه بصفته «بداءة خليقة اللّٰه،‏» يقول لجماعة اللاودكيين انها ليست باردة ولا حارة وانه سيتقيَّأها من فمه.‏ ان الذين في هذه الجماعة،‏ بالرغم من افتخارهم بالغنى،‏ هم في الواقع فقراء وعميان وعراة.‏ وتلزمهم ثياب بيض،‏ ويلزمهم كحل حتى يبصروا.‏ وسيدخل المسيح ويتعشَّى مع كل من يفتح له الباب.‏ من يغلب فسيعطيه المسيح ان يجلس معه على عرشه،‏ كما جلس هو مع ابيه على عرشه.‏ —‏ ٣:‏​١٠،‏ ١٢،‏ ١٤‏.‏

١١ اية رؤيا رائعة يلاحظها يوحنا بعد ذلك؟‏

١١ رؤيا قداسة يهوه ومجده (‏٤:‏​١–‏٥:‏١٤‏)‏.‏ تأخذنا الرؤيا الثانية الى امام عرش عظمة يهوه السماوي.‏ والمشهد باهر الجمال،‏ كالجواهر الكريمة تألُّقًا.‏ وحول العرش جالس ٢٤ شيخا وهم لابسون اكاليل.‏ وتنسب اربعة مخلوقات حيَّة القداسة الى يهوه،‏ وهو يُعبد بصفته مستحقا ‹ان يأخذ المجد والكرامة والقدرة› لأنه خالق كل الاشياء.‏ —‏ ٤:‏١١‏.‏

١٢ من وحده هو مستحق ان يفتح السفر ذا الختوم السبعة؟‏

١٢ ان «الجالس على العرش» يمسك سفرا بسبعة ختوم.‏ ولكن من هو مستحق ان يفتح السفر؟‏ «الاسد الذي من سبط يهوذا اصل داود» هو وحده مستحق!‏ فيأخذ هذا،‏ الذي هو ايضا «الخروف المذبوح،‏» السفرَ من يهوه.‏ —‏ ٥:‏​١،‏ ٥،‏ ١٢‏.‏

١٣ اية رؤيا مركَّبة ترافق فتح الختوم الستة الأُولى؟‏

١٣ الخروف يفتح ستة ختوم من السفر (‏٦:‏​١–‏٧:‏١٧‏)‏.‏ تبدأ الآن الرؤيا الثالثة.‏ ويشرع الخروف في فتح الختوم.‏ اولا،‏ يَخرج فارس على فرس ابيض «غالبا (‏وليكمل غلبته)‏.‏» ثم ينزع الراكب على فرس احمر السلام من الارض،‏ ويقوم آخَر على فرس اسود بتقنين الحبوب.‏ والموت يركب فرسا شاحبا،‏ والهاوية تتبعه.‏ ويُفتح الختم الخامس،‏ فيُرى «الذين قُتلوا من اجل كلمة اللّٰه» يطلبون الانتقام لدمائهم.‏ (‏٦:‏​٢،‏ ٩‏)‏ وعند فتح الختم السادس،‏ تحدث زلزلة عظيمة،‏ وتظلم الشمس والقمر،‏ ويطلب عظماء الارض من الجبال ان تسقط عليهم وتخفيهم عن يهوه وغضب الخروف.‏

١٤ ماذا يشاهَد بعد ذلك في ما يتعلق بعبيد اللّٰه وجمع كثير لا يُحصى؟‏

١٤ ثم تبدأ الرؤيا الرابعة.‏ فيُشاهَد اربعة ملائكة يضبطون اربع رياح الارض حتى يُختم عبيد اللّٰه على جباههم.‏ وعددهم هو ٠٠٠‏,١٤٤.‏ وفي ما بعد يرى يوحنا جمعا كثيرا لا يُحصى من كل الامم،‏ واقفين امام اللّٰه والخروف،‏ واليهما ينسبون الخلاص،‏ خادمين نهارا وليلا في هيكل اللّٰه.‏ والخروف نفسه سوف «يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماء حية.‏» —‏ ٧:‏١٧‏.‏

١٥ ماذا يلي فتحَ الختم السابع؟‏

١٥ الختم السابع يُفتَح (‏٨:‏​١-‏١٢:‏١٧‏)‏.‏ يحدث سكوت في السماء.‏ ثم يُسلَّم السبعة الملائكة سبعة ابواق.‏ ونفخات الابواق الستة الأُولى تشكِّل الرؤيا الخامسة.‏

١٦ (‏أ)‏ ماذا يرافق النفخَ المتتابع للابواق الخمسة الأُولى،‏ وما هو اول الويلات الثلاثة؟‏ (‏ب)‏ ماذا يذيع البوق السادس؟‏

١٦ وإِذ يُنفخ في الابواق الثلاثة الاولى بالتتابع،‏ تنهال النكبات على الارض والبحر والانهار بالاضافة الى ينابيع المياه.‏ وعند البوق الرابع،‏ يُظلم ثلث الشمس والقمر والنجوم.‏ وعند صوت الخامس،‏ يطلِق كوكبٌ من السماء ضربةَ جراد يهاجم الذين «ليس لهم ختم اللّٰه على جباههم.‏» وهذا هو ‹ويل واحد،‏› وسيأتي ويلان آخران.‏ ويعلن البوق السادس فكَّ اربعة ملائكة يتقدَّمون ليَقتلوا.‏ فيجلب «عشرون الف ربوة» من الفرسان مزيدا من النكبات والقتل،‏ ومع ذلك لا يتوب الناس عن افعالهم الشريرة.‏ —‏ ٩:‏​٤،‏ ١٢،‏ ١٦‏،‏ ع‌ج.‏

١٧ اية احداث تبلغ الذروة بالاعلان ان الويل الثاني مضى؟‏

١٧ وإِذ تبدأ الرؤيا السادسة،‏ ينزل ملاك آخر قوي من السماء ويعلن انه «في ايام صوت الملاك السابع .‏ .‏ .‏ يتم ايضا سر اللّٰه (‏المقدس)‏ كما بشَّر.‏» ويُعطى يوحنا سفرا صغيرا ليأكله.‏ فيكون ‹حلوًا كالعسل› في فمه،‏ لكنه يجعل جوفه مرًّا.‏ (‏١٠:‏​٧،‏ ٩‏)‏ ويتنبأ شاهدان ٢٦٠‏,١ يوما في مسوح؛‏ ثم يقتلهما «الوحش الصاعد من (‏المهواة)‏،‏» وتُترك جثتاهما ثلاثة ايام ونصفًا «على شارع المدينة العظيمة.‏» ويشمت بهما الساكنون على الارض،‏ لكن ذلك يتحول الى ذعر عندما يقيمهما اللّٰه الى الحياة.‏ وفي تلك الساعة،‏ تحدث زلزلة عظيمة.‏ «الويل الثاني مضى.‏» —‏ ١١:‏​٧،‏ ٨،‏ ١٤‏.‏

١٨ اي اعلان مهم يحدث عند التبويق في البوق السابع،‏ والآن هو الوقت المعيَّن لأي امر؟‏

١٨ والآن ينفخ الملاك السابع في البوق.‏ فتعلن اصوات سماوية:‏ «قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه.‏» ويسجد «الاربعة والعشرون شيخا» للّٰه ويقدمون الشكر،‏ لكن الامم تغضب.‏ انه وقت اللّٰه المعيَّن ليدين الاموات وليكافئ قديسيه و «ليهلك الذين كانوا يهلكون الارض.‏» ويُفتح مقدس هيكله،‏ وفيه يَظهر تابوت عهده.‏ —‏ ١١:‏​١٥،‏ ١٦،‏ ١٨‏.‏

١٩ اية آية وحرب تُريان في السماء،‏ وما هي النتيجة؟‏

١٩ بعد اعلان تأسيس الملكوت،‏ تُظهِر في الحال الرؤيا السابعة «آية عظيمة» في السماء.‏ انها امرأة تلد «ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد.‏» ويقف «تنين عظيم احمر» مستعدا ليبتلع الولد،‏ لكن الولد يُختطف الى عرش اللّٰه.‏ ويحارب ميخائيلُ التنينَ،‏ ويَطرح الى الارض هذا التنينَ «الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان.‏» انه ‹ويل للارض›!‏ ويضطهد التنين المرأة ويذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها.‏ —‏ ١٢:‏​١،‏ ٣،‏ ٥،‏ ٩،‏ ١٢؛‏ ٨:‏١٣‏.‏

٢٠ اي وحشين يَظهران في ما بعد في الرؤيا،‏ وكيف يؤثران في الناس على الارض؟‏

٢٠ الوحش الذي من البحر (‏١٣:‏​١-‏١٨‏)‏.‏ تُظهِر الرؤيا الثامنة الآن وحشا له سبعة رؤوس وعشرة قرون طالعا من البحر.‏ وهو ينال قدرته من التنين.‏ كان واحد من رؤوسه كأنه مذبوح للموت،‏ لكنه شُفي،‏ وكل الارض أُعجِبت بالوحش.‏ انه يتفوَّه بالتجديف على اللّٰه ويصنع حربا مع القديسين.‏ لكن،‏ انظروا!‏ يرى يوحنا وحشا آخر،‏ وهذا الوحش طالع من الارض.‏ وله قرنان شبه خروف،‏ لكنه يتكلم كتنين.‏ وهو يضلُّ ساكني الارض ويقول لهم ان يصنعوا صورة للوحش الاول.‏ والجميع مجبرون على عبادة هذه الصورة وإِلَّا فيُقتلون.‏ ودون السمة او عدد الوحش لا يمكن لأحد ان يشتري او يبيع.‏ وعدده هو ٦٦٦.‏

٢١ ماذا يرى يوحنا على جبل صهيون،‏ ماذا يحمل الملائكة ويعلنون،‏ وكيف يُتَخلَّص من كرمة الارض؟‏

٢١ ‏‹البشارة الابدية› والرسائل ذات العلاقة (‏١٤:‏​١-‏٢٠‏)‏.‏ في تباين موفَّق،‏ في الرؤيا التاسعة،‏ يرى يوحنا الخروف على جبل صهيون،‏ ومعه ٠٠٠‏,١٤٤ لهم اسمَا الخروف والآب على جباههم.‏ «وهم يترنمون كترنيمة جديدة امام العرش،‏» وقد «اشتُروا من بين الناس باكورة للّٰه وللخروف.‏» ويَظهر ملاك آخر في وسط السماء،‏ حاملا «بشارة ابدية ليبشِّر» كل امة ومعلنا:‏ «خافوا اللّٰه وأَعطوه مجدا.‏» ويذيع ملاك آخر ايضا:‏ «سقطت بابل المدينة العظيمة.‏» وينادي ملاك آخر،‏ ثالث،‏ ان الذين يعبدون الوحش وصورته سيشربون من غضب اللّٰه.‏ ويلقي «شبه ابن انسان» منجله.‏ ويلقي ملاك آخر ايضا منجله ويقطف كرمة الارض،‏ طارحا اياها الى «معصرة غضب اللّٰه العظيمة.‏» وإذ تُداس المعصرة خارج المدينة،‏ يخرج دم حتى الى لُجُم الخيل،‏ «مسافة الف وستمئة غَلوة» (‏نحو ١٨٤ ميلا؛‏ ٢٩٦ كلم)‏.‏ —‏ ١٤:‏​٣،‏ ٤،‏ ٦-‏٨،‏ ١٤،‏ ١٩،‏ ٢٠‏.‏

٢٢ (‏أ)‏ من يُشاهَدون بعد ذلك وهم يمجدون يهوه،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ اين تُسكب سبعة جامات غضب اللّٰه،‏ وأَيَّة تطورات تهز العالم تلي؟‏

٢٢ الملائكة الذين معهم السبع الضربات الاخيرة (‏١٥:‏​١–‏١٦:‏٢١‏)‏.‏ تبدأ الرؤيا العاشرة بلمحة اخرى الى البلاط السماوي.‏ فالغالبون على الوحش يمجدون يهوه،‏ «ملك (‏الابدية)‏،‏» على اعماله العظيمة والعجيبة.‏ ويخرج سبعة ملائكة من المقدس في السماء ويُعطَون سبعة جامات من ذهب مملوَّة من غضب اللّٰه.‏ فتُسكب الستة الاولى على الارض،‏ والبحر،‏ والانهار وينابيع المياه،‏ وأيضا على الشمس،‏ وعلى عرش الوحش،‏ وعلى نهر الفرات،‏ منشِّفة ماءه لفسح الطريق لـ‍ «الملوك الذين من مشرق الشمس.‏» وتَجمع عبارات شيطانية ‹ملوك العالم وكل المسكونة لقتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء› في هرمجدون.‏ ويُسكب الجام السابع على الهواء،‏ ووسط ظواهر طبيعية مرعبة،‏ تصير المدينة العظيمة ثلاثة اقسام،‏ وتسقط مدن الامم،‏ وتأخذ بابل ‹كأس خمر سخط غضب اللّٰه.‏› —‏ ١٥:‏٣؛‏ ١٦:‏​١٢،‏ ١٤،‏ ١٩‏.‏

٢٣ (‏أ)‏ كيف تُنفَّذ دينونة اللّٰه في بابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ أي اعلانات ورثاء يرافق سقوطها،‏ وأي تسبيح فرِح يدوِّي في كل انحاء السماء؟‏

٢٣ دينونة اللّٰه على بابل؛‏ عرس الخروف (‏١٧:‏​١–‏١٩:‏١٠‏)‏.‏ تبدأ الرؤيا الـ‍ ١١.‏ انظروا!‏ انها دينونة اللّٰه على «بابل العظيمة ام الزواني،‏» «التي زنى معها ملوك الارض.‏» انها سكرى من دم القديسين،‏ وهي تركب وحشا قرمزيا له سبعة رؤوس وعشرة قرون.‏ وهذا الوحش «كان وليس الآن وهو عتيد ان يصعد من (‏المهواة)‏.‏» وقرونه العشرة تحارب الخروف،‏ ولكنه يغلبها لأنه «رب الارباب وملك الملوك.‏» وتنقلب القرون العشرة على الزانية وتلتهمها،‏ ومع بداية الرؤيا الـ‍ ١٢،‏ يعلن ملاك آخر،‏ مجدُه ينير الارض:‏ «سقطت سقطت بابل العظيمة.‏» ويؤمَر شعبُ اللّٰه بأن يخرجوا منها،‏ لئلا يشتركوا في ضرباتها.‏ ويبكي عليها ملوك الارض وعظماؤها الآخرون،‏ قائلين:‏ «ويل ويل.‏ المدينة العظيمة بابل المدينة القوية.‏ لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك.‏» لقد خرب غناها.‏ وكما تُرمى رحى عظيمة في البحر،‏ هكذا بدفع رُميت بابل ولن توجد في ما بعد.‏ لقد انتُقم أخيرا لدم قديسي اللّٰه!‏ وأَربع مرات تدوِّي من السماء الدعوة:‏ «هللويا.‏» سبِّحوا ياه لأنه قد نفذ الدينونة في الزانية العظيمة!‏ سبِّحوا ياه لأن يهوه قد ابتدأ يملك.‏ افرحوا وتهللوا لأن «عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها»!‏ —‏ ١٧:‏​٢،‏ ٥،‏ ٨،‏ ١٤؛‏ ١٨:‏​٢،‏ ١٠؛‏ ١٩:‏​١،‏ ٣،‏ ٤،‏ ٦،‏ ٧‏.‏

٢٤ (‏أ)‏ الى اي حد تكون حاسمة الحرب التي يشنها الخروف؟‏ (‏ب)‏ ماذا يحدث في خلال الالف سنة،‏ وماذا يلي عند نهايتها؟‏

٢٤ الخروف يحارب بالبر (‏١٩:‏​١١–‏٢٠:‏١٠‏)‏.‏ في الرؤيا الـ‍ ١٣،‏ يقود «ملك الملوك ورب الارباب» اجنادا سماوية في حرب بارة.‏ فيصير الملوك والاقوياء جيفا لطيور السماء،‏ ويُطرح الوحش والنبي الكذاب حيَّيْن الى بحيرة النار المتَّقدة بالكبريت.‏ (‏١٩:‏١٦‏)‏ واذ تبدأ الرؤيا الـ‍ ١٤،‏ يُشاهَد ملاك «نازلا من السماء معه مفتاح (‏المهواة)‏ وسلسلة عظيمة على يده.‏» فيُقبَض على «التنين الحية القديمة الذي هو ابليس والشيطان،‏» ويقيَّد الف سنة.‏ واما الذين لهم نصيب في القيامة الاولى فيصيرون ‹كهنة للّٰه والمسيح ويملكون معه الف سنة.‏› وفي ما بعد،‏ سيُحَلّ الشيطان ويخرج ليضلّ امم الارض،‏ لكنه سيُطرح،‏ مع الذين يتبعونه،‏ في بحيرة النار.‏ —‏ ٢٠:‏​١،‏ ٢،‏ ٦‏.‏

٢٥ اية رؤيا مثيرة تلي،‏ ومن سيرث الامور التي شُوهِدت؟‏

٢٥ يوم الدينونة ومجد اورشليم الجديدة (‏٢٠:‏​١١–‏٢٢:‏٥‏)‏.‏ وتلي ذلك الرؤيا الـ‍ ١٥ المثيرة.‏ فالاموات،‏ صغارا وكبارا،‏ يُدانون امام عرش اللّٰه الابيض العظيم.‏ ويُطرح الموت والهاوية في بحيرة النار،‏ التي تعني «الموت الثاني،‏» ويُطرح معهما اي شخص لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة.‏ وتنزل اورشليم الجديدة من السماء،‏ ويسكن اللّٰه مع الناس،‏ ماسحا كل دمعة من عيونهم.‏ فلا موت في ما بعد ولا حزن ولا صراخ ولا وجع!‏ ان اللّٰه ‹يصنع كل شيء جديدا،‏› وهو يؤكد وعده،‏ قائلا:‏ «اكتب فإن هذه الاقوال صادقة وامينة.‏» والذين يغلبون سيرثون هذه الامور،‏ وأما الخائفون والذين ينقصهم الايمان والفاسدون ادبيا او الذين يمارسون الارواحية او الصنمية فلن يرثوها.‏ —‏ ٢٠:‏١٤؛‏ ٢١:‏​١،‏ ٥‏.‏

٢٦ (‏أ)‏ اي وصف لأُورشليم الجديدة يُعطى؟‏ (‏ب)‏ اية امور داعمة للحياة تشاهَد في المدينة،‏ ومن اين يأتي نورها؟‏

٢٦ ثم يرى يوحنا،‏ في الرؤيا الـ‍ ١٦ والاخيرة،‏ «امرأة الخروف،‏» اورشليم الجديدة،‏ بأبوابها الـ‍ ١٢ واساساتها الـ‍ ١٢ التي تحمل اسماء الرسل الـ‍ ١٢.‏ انها مربَّعة،‏ وتتمثَّل عظمتها المهيبة باليشب والذهب واللؤلؤ الذي فيها.‏ ويهوه والخروف هما هيكل هذه المدينة،‏ وهما ايضا نورها.‏ ولا يُسمَح بدخولها إلا للمكتوبين في سفر حياة الخروف.‏ (‏٢١:‏٩‏)‏ ويخرج نهر صافٍ من ماء حياة من العرش جاريا في سوق المدينة،‏ وعلى جانبَيْه شجر حياة،‏ تنتج غلة جديدة كل شهر ولها اوراق للشفاء.‏ وسيكون عرش اللّٰه والخروف في المدينة،‏ وعبيد اللّٰه سينظرون وجهه.‏ و «(‏يهوه اللّٰه)‏ ينير عليهم وهم سيملكون الى ابد الآبدين.‏» —‏ ٢٢:‏٥‏.‏

٢٧ (‏أ)‏ اي تأكيد يُعطى ليوحنا في ما يتعلق بالنبوة؟‏ (‏ب)‏ بأي دعوة وتحذير ملحَّيْن تُختتم الرؤيا؟‏

٢٧ الخاتمة (‏٢٢:‏​٦-‏٢١‏)‏.‏ يُعطى التأكيد:‏ «هذه الاقوال امينة وصادقة.‏» حقا،‏ طوبى لجميع الذين يحفظون اقوال النبوة!‏ وحين يسمع يوحنا ويرى هذه الامور،‏ يخرُّ ليسجد للملاك،‏ الذي يذكِّره بأن يسجد للّٰه فقط.‏ ولا يجب ان تُختَم اقوال النبوة،‏ «لأن الوقت قريب.‏» طوبى للذين يدخلون المدينة،‏ لأن خارجا النجسين و «كل من يحب ويصنع كذبا.‏» ويذكر يسوع انه ارسل هو نفسه هذه الشهادة الى الجماعات بواسطة ملاكه،‏ وانه «اصل وذريَّة داود.‏ كوكب الصبح المنير.‏» «والروح والعروس يقولان تعال.‏ ومن يسمع فليقل تعال.‏ ومن يعطش فليأتِ.‏ ومن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجانا.‏» ولا يزدْ احد على اقوال هذه النبوة او يحذف منها،‏ لئلا يُحذَف نصيبه «من (‏اشجار)‏ الحياة ومن المدينة المقدسة.‏» —‏ ٢٢:‏​٦،‏ ١٠،‏ ١٥-‏١٧،‏ ١٩‏.‏

لماذا هو نافع

٢٨ بأَيَّة امثلة يمكننا الادراك ان سفر الرؤيا يختتم السجل الذي بُدِئَ به في الجزء الاول من الكتاب المقدس؟‏

٢٨ يا للخاتمة المجيدة التي يزوِّدها سفر الرؤيا لمجموعة الاسفار الـ‍ ٦٦ الموحى بها للكتاب المقدس!‏ فلا شيء مُغْفَل.‏ ولا قضايا معلَّقة.‏ فنحن نرى الآن بوضوح الخاتمة العظمى،‏ والبداية ايضا.‏ ان آخر جزء من الكتاب المقدس يختتم السجلَ الذي بُدِئَ به في الجزء الاول.‏ فكما وصفت التكوين ١:‏١ خلْق اللّٰه السموات والارض الماديتين،‏ كذلك تصف الرؤيا ٢١:‏​١-‏٤ سماء جديدة وارضا جديدة والبركات التي لا تُعدّ التي ستُجلب للجنس البشري،‏ كما جرى التنبؤ ايضا في اشعياء ٦٥:‏​١٧،‏ ١٨؛‏ ٦٦:‏٢٢‏؛‏ و ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏ وكما قيل للانسان الاول انه سيموت موتا اذا تمرَّد،‏ كذلك يضمن اللّٰه ضمانا اكيدا ان «الموت لا يكون في ما بعد» للطائعين.‏ (‏تكوين ٢:‏١٧؛‏ رؤيا ٢١:‏٤‏)‏ وعندما ظهرت الحية اولا بصفتها خدَّاعة الجنس البشري،‏ أنبأ اللّٰه مسبقا بسحق رأسها،‏ ويكشف سفر الرؤيا كيف تُطرح اخيرا الحية القديمة التي هي ابليس والشيطان الى الهلاك.‏ (‏تكوين ٣:‏​١-‏٥،‏ ١٥؛‏ رؤيا ٢٠:‏١٠‏)‏ وفي حين أُبعِد الانسان غير الطائع عن شجرة الحياة العدنية،‏ تَظهر شجر حياة رمزية «لشفاء الامم» من الجنس البشري الطائع.‏ (‏تكوين ٣:‏​٢٢-‏٢٤؛‏ رؤيا ٢٢:‏٢‏)‏ وكما كان يخرج نهر من عدن ليسقي الجنة،‏ كذلك فإن نهرا رمزيا،‏ معطيا للحياة وداعما لها،‏ يُصوَّر متدفقا من عرش اللّٰه.‏ ويناظر هذا رؤيا حزقيال الابكر،‏ ويذكِّر ايضا بكلمات يسوع عن «ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية.‏» (‏تكوين ٢:‏١٠؛‏ رؤيا ٢٢:‏​١،‏ ٢؛‏ حزقيال ٤٧:‏​١-‏١٢؛‏ يوحنا ٤:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ وبالتباين مع الإبعاد من حضرة اللّٰه،‏ كما أُبعد الرجل والمرأة الاولان،‏ سيرى الغالبون الامناء وجهه.‏ (‏تكوين ٣:‏٢٤؛‏ رؤيا ٢٢:‏٤‏)‏ انه لنافع التأمل في هذه الرؤى المثيرة لسفر الرؤيا!‏

٢٩ (‏أ)‏ كيف يربط سفر الرؤيا معا النبوات التي تتعلق ببابل؟‏ (‏ب)‏ اية تناظرات يجب ملاحظتها بين رؤى الملكوت،‏ بالاضافة الى رؤى الوحوش،‏ في دانيال وفي سفر الرؤيا؟‏

٢٩ لاحظوا ايضا كيف يربط سفر الرؤيا معا النبوات التي تتعلق ببابل الشريرة.‏ لقد سبق فرأى اشعياء سقوط بابل الحرفية قبل وقت طويل من حدوثه،‏ وقد اعلن:‏ «سقطت سقطت بابل.‏» (‏اشعياء ٢١:‏٩‏)‏ وتنبأ ارميا ايضا على بابل.‏ (‏ارميا ٥١:‏​٦-‏١٢‏)‏ لكن سفر الرؤيا يتكلم رمزيا عن «بابل العظيمة ام الزواني ورجاسات الارض.‏» وهي ايضا يجب ان تُقلَب،‏ ويوحنا يرى ذلك في رؤيا،‏ معلنا:‏ «سقطت سقطت بابل العظيمة.‏» (‏رؤيا ١٧:‏٥؛‏ ١٨:‏٢‏)‏ وهل تذكرون رؤيا دانيال عن مملكة يقيمها اللّٰه ستسحق الممالك الاخرى وتثبت «الى الابد»؟‏ لاحظوا كيف يرتبط ذلك بالاعلان السماوي في سفر الرؤيا:‏ «قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك الى ابد الآبدين.‏» (‏دانيال ٢:‏٤٤؛‏ رؤيا ١١:‏١٥‏)‏ وكما وصفت رؤيا دانيال ‹مثل ابن انسان آتيا مع سحب السماء ليتسلَّم سلطانا ومجدا وملكوتا ابديا،‏› كذلك يحدِّد سفر الرؤيا هوية يسوع المسيح بأنه «رئيس ملوك الارض» وانه «يأتي مع السحاب،‏» ويقول انه «ستنظره كل عين.‏» (‏دانيال ٧:‏​١٣،‏ ١٤؛‏ رؤيا ١:‏​٥،‏ ٧‏)‏ وايضا،‏ هنالك بعض التناظرات لملاحظتها بين وحوش رؤى دانيال ووحوش سفر الرؤيا.‏ (‏دانيال ٧:‏​١-‏٨؛‏ رؤيا ١٣:‏​١-‏٣؛‏ ١٧:‏١٢‏)‏ ان سفر الرؤيا يزوِّد حقلا واسعا فعلا للدرس الذي يقوِّي الايمان.‏

٣٠ (‏أ)‏ اية نظرة مكتملة يعطيها سفر الرؤيا الى تقديس اسم يهوه بواسطة الملكوت؟‏ (‏ب)‏ علامَ يشدَّد في ما يتعلق بالقداسة،‏ وفي مَنْ يؤثر ذلك؟‏

٣٠ يا للرؤيا المدهشة المتعدِّدة الاوجه التي يزوِّدها سفر الرؤيا في ما يتعلق بملكوت اللّٰه!‏ انها توضح ايضاحا جليًّا ما قاله الانبياء القدماء ويسوع وتلاميذه عن الملكوت.‏ فلدينا هٰهنا النظرة المكتملة الى تقديس اسم يهوه بواسطة الملكوت:‏ «قدوس قدوس قدوس (‏يهوه)‏ الاله القادر على كل شيء.‏» فهو مستحق ‹ان يأخذ المجد والكرامة والقدرة.‏› وهو،‏ في الحقيقة،‏ مَنْ ‹يأخذ قدرته العظيمة ويملك› بواسطة المسيح.‏ وكم يَظهر غيورا هذا الابن الملكي،‏ «ملك الملوك ورب الارباب،‏» وهو يضرب الامم ويدوس «معصرة خمر سخط وغضب اللّٰه القادر على كل شيء»!‏ واذ يتصعَّد محورُ الكتاب المقدس العظيم،‏ محورُ تبرئة يهوه،‏ نحو ذروته،‏ يشدَّد على ان اي شخص وشيء يشترك في مقاصد ملكوته،‏ لا بدَّ ان يكون مقدَّسا.‏ فالخروف،‏ يسوع المسيح،‏ الذي «له مفتاح داود،‏» يقال عنه انه قدوس،‏ وكذلك ملائكة السماء.‏ والذين لهم نصيب في القيامة الاولى يُقال انهم ‹مباركون ومقدسون،‏› ويؤكَّد انه لن يدخل مطلقا «شيء دنس ولا ما يصنع رجسا» الى «المدينة العظيمة اورشليم المقدسة.‏» وهكذا فان الذين اشتُروا بدم الخروف ليكونوا «لإِلهنا ملوكا وكهنة» لديهم تشجيع قوي ليحافظوا على القداسة امام يهوه.‏ و ‹الجمع الكثير› ايضا يجب ان ‹يغسلوا ثيابهم ويبيِّضوا ثيابهم في دم الخروف› لكي يؤدُّوا خدمة مقدسة.‏ —‏ رؤيا ٤:‏​٨،‏ ١١؛‏ ١١:‏١٧؛‏ ١٩:‏​١٥،‏ ١٦؛‏ ٣:‏٧؛‏ ١٤:‏١٠؛‏ ٢٠:‏٦؛‏ ٢١:‏​٢،‏ ١٠،‏ ٢٧؛‏ ٢٢:‏١٩؛‏ ٥:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ٧:‏​٩،‏ ١٤،‏ ١٥‏.‏

٣١ اية اوجه للملكوت يُلفت اليها انتباهنا فقط في سفر الرؤيا؟‏

٣١ ان رؤيا ملكوت اللّٰه الرائع والمقدس هذا تتبلور في اذهاننا اذ نلاحظ بعض الاوجه التي يُلفت اليها انتباهنا فقط في سفر الرؤيا.‏ فلدينا هٰهنا الرؤيا الكاملة لورثة الملكوت على جبل صهيون مع الخروف،‏ وهم يترنمون ترنيمة جديدة هم وحدهم يستطيعون ان يتعلَّموها.‏ وسفر الرؤيا هو وحده الذي يخبرنا بعدد الذين اشتُروا من الارض ليدخلوا الملكوت —‏ ٠٠٠‏,١٤٤ —‏ وان هذا العدد مختوم من الاسباط الرمزية الـ‍ ١٢ لاسرائيل الروحي.‏ وسفر الرؤيا هو وحده الذي يُظهِر ان هؤلاء ‹الكهنة والملوك،‏› الذين يشتركون مع المسيح في القيامة الاولى،‏ سيحكمون ايضا معه «الف سنة.‏» وسفر الرؤيا هو وحده الذي يعطينا المشهد المكتمل ‹للمدينة المقدسة اورشليم الجديدة،‏› مُظهِرا مجدها المتألق،‏ ويهوه والخروف بصفتهما هيكلها،‏ وابوابها الـ‍ ١٢ واساساتها،‏ والملوك الذين يحكمون فيها الى الابد بالنور الابدي الذي ينير به يهوه عليهم.‏ —‏ ١٤:‏​١،‏ ٣؛‏ ٧:‏​٤-‏٨؛‏ ٢٠:‏٦؛‏ ٢١:‏​٢،‏ ١٠-‏١٤،‏ ٢٢؛‏ ٢٢:‏٥‏.‏

٣٢ (‏أ)‏ كيف تلخِّص رؤيا ‹السماء الجديدة› و «المدينة المقدسة اورشليم الجديدة» كل ما سبق الانباء به في ما يتعلق بنسل الملكوت؟‏ (‏ب)‏ اية بركات يضمنها الملكوت للجنس البشري على الارض؟‏

٣٢ يمكن القول بحق ان هذه الرؤيا ‹للسماء الجديدة› و «المدينة المقدسة اورشليم الجديدة،‏» تلخِّص كل ما سبقت فأنبأت به الاسفار المقدسة منذ الازمنة القديمة في ما يتعلق بنسل الملكوت.‏ فابراهيم تطلَّع بشوق الى نسل ‹تتبارك بواسطته جميع قبائل الارض› والى «المدينة التي لها الاساسات التي صانعها وبارئها اللّٰه.‏» والآن في رؤيا سفر الرؤيا،‏ تُحدَّد لنا بوضوح هوية مدينة البركة هذه بأنها ‹السماء الجديدة› —‏ حكومة جديدة،‏ ملكوت اللّٰه،‏ مؤلفة من اورشليم الجديدة (‏عروس المسيح)‏ وعريسها.‏ ومعا سيديرون حكومة بارة على كل الارض.‏ ويعد يهوه الجنس البشري الامين بأنه يمكنهم ان يصيروا «له شعبا» في حالة سعيدة،‏ خالية من الخطية والموت،‏ كالحالة التي تمتع بها الانسان قبل التمرد في عدن.‏ وعلى سبيل التشديد،‏ يخبرنا سفر الرؤيا مرتين ان اللّٰه «سيمسح .‏ .‏ .‏ كل دمعة من عيونهم.‏» —‏ تكوين ١٢:‏٣؛‏ ٢٢:‏​١٥-‏١٨؛‏ عبرانيين ١١:‏١٠؛‏ رؤيا ٧:‏١٧؛‏ ٢١:‏​١-‏٤‏.‏

٣٣ (‏أ)‏ اية رؤيا شاملة رائعة يعطيها سفر الرؤيا عن المقاصد الالهية وهي متمَّمَة؟‏ (‏ب)‏ كيف تبيَّن ان «كل الكتاب هو موحى به من اللّٰه ونافع،‏» ولماذا الآن هو الوقت لدرس كلمة اللّٰه وإطاعتها؟‏

٣٣ فيا لها من خاتمة عظمى للاسفار المقدسة الموحى بها!‏ وما اروع «ما لا بد ان يكون عن قريب»!‏ (‏رؤيا ١:‏١‏)‏ فاسم يهوه،‏ «اله الانبياء القديسين» يتقدَّس.‏ (‏٢٢:‏٦‏)‏ والكتابات النبوية على مر ١٦ قرنا تَظهر متمَّمة،‏ وأعمال الايمان لآلاف السنين تُكافأ!‏ و «الحية القديمة» تموت،‏ وتهلك حشودها،‏ والشر لا يكون بعد.‏ (‏١٢:‏٩‏)‏ ويحكم ملكوت اللّٰه بصفته «سماء جديدة» لحمده.‏ وبركات ارض مستردَّة،‏ ملآنة ومخضَعة بحسب قصد يهوه المذكور في الاصحاح الاول من الكتاب المقدس،‏ تمتد الى ابدية مجيدة امام الجنس البشري.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ لقد تبيَّن ان كل الكتاب «هو موحى به من اللّٰه ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر.‏» وقد استخدمه يهوه ليقود رجال ايمان مقتدرين تماما ومجهَّزين كاملا الى ذلك اليوم الرائع.‏ لذلك،‏ الآن هو الوقت لدرس هذه الاسفار المقدسة لتقوية ايمانكم.‏ فأَطيعوا ما تأمر به بغية نيل بركة اللّٰه.‏ واتبعوها في الطريق المستقيم الذي يؤدي الى الحياة الابدية.‏ وبفعل ذلك،‏ يمكنكم انتم ايضا ان تقولوا،‏ بالثقة الاكيدة التي يُختتم بها السفر الاخير للكتاب المقدس:‏ «آمين.‏ تعال ايها الرب يسوع.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦؛‏ رؤيا ٢٢:‏٢٠‏.‏

٣٤ كيف يمكننا ان نمتلك الآن فرحا لا يضاهى،‏ ولماذا؟‏

٣٤ فيا للفرح الذي لا يضاهى الذي يمكننا ان نمتلكه الآن بالترحيب ‹(‏بملكوت)‏ ربنا ومسيحه،‏› النسل،‏ اذ يجلب تقديسا ابديا للاسم المنقطع النظير ‹ليهوه اللّٰه القادر على كل شيء›!‏ —‏ رؤيا ١١:‏​١٥،‏ ١٧‏.‏

‏[الحواشي]‏

a آباء ما قبل نيقية،‏ المجلد ١،‏ الصفحة ٢٤٠.‏

b التاريخ الكنسي،‏ اوسابيوس،‏ ٦:‏​٢٥،‏ ٩،‏ ١٠.‏

c آباء ما قبل نيقية،‏ المجلد ١،‏ الصفحتان ٥٥٩-‏٥٦٠.‏

d حياة القياصرة (‏دوميتيان،‏ ١٣،‏ ٢)‏.‏

‏[اسئلة الدرس]‏