الفصل ١٦
الاجتماع سويا لتقديم العبادة
١ أَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ نَالَهَا ٱلتَّلَامِيذُ عِنْدَمَا ٱجْتَمَعُوا مَعًا، وَلِمَ كَانَتْ فِي حِينِهَا؟
بُعَيْدَ قِيَامَةِ يَسُوعَ، ٱجْتَمَعَ ٱلتَّلَامِيذُ مَعًا لِيَتَبَادَلُوا ٱلتَّشْجِيعَ. فَأَوْصَدُوا ٱلْأَبْوَابَ خَوْفًا مِنْ أَعْدَائِهِمْ. لٰكِنَّ مَخَاوِفَهُمْ تَلَاشَتْ دُونَ شَكٍّ لَمَّا ظَهَرَ يَسُوعُ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «خُذُوا رُوحًا قُدُسًا». (اقرأ يوحنا ٢٠:١٩-٢٢.) وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، كَانُوا أَيْضًا مُجْتَمِعِينَ حِينَ سَكَبَ يَهْوَهُ عَلَيْهِمْ رُوحًا قُدُسًا. فَنَالُوا قُوَّةً مَا بَعْدَهَا قُوَّةٌ لِلنُّهُوضِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي يَكْمُنُ أَمَامَهُمْ. — اع ٢:١-٧.
٢ (أ) كَيْفَ يَمْنَحُنَا يَهْوَهُ ٱلْقُوَّةَ، وَلِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهَا؟ (ب) لِمَ تَرْتِيبُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ وَٱلْإِطَارَ « اَلْعِبَادَةُ ٱلْعَائِلِيَّةُ».)
٢ نُوَاجِهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ تَحَدِّيَاتٍ مُمَاثِلَةً لِمَا وَاجَهَهُ إِخْوَتُنَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. (١ بط ٥:٩) فَأَحْيَانًا يَقَعُ بَعْضُنَا فِي شَرَكِ خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ. وَأَحْيَانًا أُخْرَى تُعْوِزُنَا ٱلْقُوَّةُ مِنْ يَهْوَهَ لِنُثَابِرَ عَلَى عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. (اف ٦:١٠) فَأَيْنَ يَمْنَحُنَا يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلْقُوَّةَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ؟ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. فَنَحْنُ نَحْضُرُ حَالِيًّا ٱجْتِمَاعَيْنِ فِي ٱلْأُسْبُوعِ: اَلِٱجْتِمَاعَ ٱلْعَامَّ وَدَرْسَ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، وَٱجْتِمَاعَ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱجْتِمَاعَ ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. a وَنَتَمَتَّعُ أَيْضًا بِعَقْدِ أَرْبَعِ مُنَاسَبَاتٍ سَنَوِيَّةٍ: اَلْمَحْفِلِ ٱلسَّنَوِيِّ، ٱلْمَحْفِلَانِ ٱلدَّائِرِيَّانِ، وَذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ. فَلِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَحْضُرَ كُلَّ هٰذِهِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ؟ كَيْفَ تَغَيَّرَتِ ٱجْتِمَاعَاتُنَا بَيْنَ ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ؟ وَمَا هُوَ مَوْقِفُنَا حِيَالَهَا؟
لِمَ نَجْتَمِعُ سَوِيًّا؟
٣، ٤ مَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنْ شَعْبِهِ؟ أَوْضِحُوا.
٣ مُنْذُ قَدِيمِ ٱلزَّمَانِ وَيَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنْ شَعْبِهِ أَنْ يَجْتَمِعُوا مَعًا لِيُقَدِّمُوا لَهُ ٱلْعِبَادَةَ. فَفِي عَامِ ١٥١٣ قم، أَعْطَى شَرِيعَتَهُ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ وَفِيهَا نَصَّ عَلَى حِفْظِ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ مِنْ كُلِّ أُسْبُوعٍ، يَوْمٍ يُتِيحُ لِجَمِيعِ ٱلْعَائِلَاتِ أَنْ تَعْبُدَهُ وَتَتَعَلَّمَ مِنْ شَرِيعَتِهِ. (تث ٥:١٢؛ ٦:٤-٩) فَكَانَ حِينَ ٱلْتَزَمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِهٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ أَنْ تَقَوَّتِ ٱلْعَائِلَاتُ وَحَافَظَتِ ٱلْأُمَّةُ كَكُلٍّ عَلَى طَهَارَتِهَا ٱلرُّوحِيَّةِ وَعَلَاقَتِهَا بِٱللّٰهِ. أَمَّا عِنْدَمَا أَخْفَقُوا فِي تَطْبِيقِ ٱلشَّرِيعَةِ، بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلِٱجْتِمَاعُ مَعًا بِٱنْتِظَامٍ لِعِبَادَةِ يَهْوَهَ، فَكَانُوا يَخْسَرُونَ رِضَاهُ وَبَرَكَتَهُ. — لا ١٠:١١؛ ٢٦:٣١-٣٥؛ ٢ اخ ٣٦:٢٠، ٢١.
٤ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي ٱلْمِثَالِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ. فَقَدْ كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ كُلَّ يَوْمِ سَبْتٍ. (لو ٤:١٦) وَبَعْدَ مَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ، وَاظَبَ تَلَامِيذُهُ عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ سَوِيًّا بِٱنْتِظَامٍ رَغْمَ أَنَّهُمْ مَا عَادُوا مُلْزَمِينَ بِشَرِيعَةِ ٱلسَّبْتِ. (اع ١:٦، ١٢-١٤؛ ٢:١-٤؛ رو ١٤:٥؛ كو ٢:١٣، ١٤) وَفِي تِلْكَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، ٱسْتَمَدَّ مَسِيحِيُّو ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْإِرْشَادَ وَٱلتَّشْجِيعَ وَقَدَّمُوا أَيْضًا ذَبَائِحَ تَسْبِيحٍ لِلّٰهِ مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَوَاتِ وَٱلتَّعْلِيقَاتِ وَٱلتَّرَانِيمِ. — كو ٣:١٦؛ عب ١٣:١٥.
٥ لِمَ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةَ وَٱلْمَحَافِلَ ٱلسَّنَوِيَّةَ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ « تَجَمُّعَاتٌ سَنَوِيَّةٌ تُوَحِّدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ».)
٥ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، حِينَمَا نَحْضُرُ ٱجْتِمَاعَاتِنَا ٱلْأُسْبُوعِيَّةَ وَمَحَافِلَنَا ٱلسَّنَوِيَّةَ، نُظْهِرُ دَعْمَنَا لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، نَنَالُ ٱلْقُوَّةَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَنُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ بِتَعَابِيرَ تَعْكِسُ إِيمَانَنَا. وَٱلْأَهَمُّ، يَتَسَنَّى لَنَا أَنْ نَعْبُدَ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ صَلَوَاتِنَا، تَعْلِيقَاتِنَا، وَإِنْشَادِنَا ٱلتَّرَانِيمَ. وَمَعَ أَنَّ ٱجْتِمَاعَاتِنَا ٱلْيَوْمَ تَخْتَلِفُ فِي تَنْظِيمِهَا عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ زَمَنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَمَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، فَهِيَ لَا تَقِلُّ عَنْهَا أَهَمِّيَّةً. فَلْنَرَ مَعًا كَيْفَ بَدَأْنَا نَجْتَمِعُ سَوِيًّا فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ.
اِجْتِمَاعَاتٌ أُسْبُوعِيَّةٌ تُحَرِّضُ عَلَى «ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ»
٦، ٧ (أ) مَا ٱلْهَدَفُ مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ (ب) كَيْفَ ٱخْتَلَفَتِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ بَيْنَ فَرِيقٍ وَآخَرَ؟
٦ عِنْدَمَا بَدَأَ ٱلْأَخُ تْشَارْلْز تَاز رَصِل يَبْحَثُ عَنِ ٱلْحَقِّ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، رَأَى ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعَ آخَرِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى ٱلْهَدَفِ عَيْنِهِ. كَتَبَ عَامَ ١٨٧٩: «نَظَّمْتُ بِصُحْبَةِ آخَرِينَ فِي بِيتْسْبُورْغ صَفًّا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَوَاظَبْنَا عَلَى عَقْدِهِ كُلَّ يَوْمِ أَحَدٍ بِهَدَفِ ٱلْبَحْثِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». كَمَا شَجَّعَتْ مَجَلَّةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ قُرَّاءَهَا عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا، فَصَارَتِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ بِحُلُولِ عَامِ ١٨٨١ تُعْقَدُ فِي بِيتْسْبُورْغ بِبِنْسِلْفَانْيَا كُلَّ أَحَدٍ وَأَرْبِعَاءَ. وَقَدْ ذَكَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٩٥ أَنَّ هَدَفَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ هُوَ ٱلْحَثُّ عَلَى «ٱلْمُعَاشَرَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَتَعْزِيزُ ٱلْمَحَبَّةِ» بَيْنَ ٱلْحَاضِرِينَ وَمَنْحُهُمُ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يُشَجِّعُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ. — اقرإ العبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
٧ وَلٰكِنْ طَوَالَ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، ٱخْتَلَفَ تَنْظِيمُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَعَدَدُ مَرَّاتِ عَقْدِهَا بَيْنَ فِرَقِ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ذَكَرَتْ رِسَالَةٌ مِنْ فَرِيقٍ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ نُشِرَتْ عَامَ ١٩١١: «نَحْنُ نَعْقِدُ كُلَّ أُسْبُوعٍ خَمْسَةَ ٱجْتِمَاعَاتٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ». فَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ مَرَّةً كُلَّ يَوْمِ إِثْنَيْنِ وَأَرْبِعَاءَ وَجُمْعَةٍ وَمَرَّتَيْنِ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ. بِٱلْمُقَابِلِ، ذَكَرَتْ رِسَالَةٌ مِنْ فَرِيقٍ فِي إِفْرِيقْيَا نُشِرَتْ عَامَ ١٩١٤: «نَحْنُ نَجْتَمِعُ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلشَّهْرِ، فَنَبْدَأُ يَوْمَ ٱلْجُمْعَةِ وَنَسْتَمِرُّ حَتَّى يَوْمِ ٱلْأَحَدِ». وَلٰكِنْ مَعَ تَوَالِي ٱلسِّنِينِ، تَبَلْوَرَ تَنْظِيمُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ إِلَى أَنْ رَاحَ يَنْدَرِجُ ضِمْنَ ٱلْإِطَارِ ٱلَّذِي نَعْرِفُهُ ٱلْيَوْمَ. فَلْنُلْقِ نَظْرَةً مُوجَزَةً عَلَى تَارِيخِ كُلِّ ٱجْتِمَاعٍ.
٨ أَيَّةُ مَوَاضِيعَ تَمَحْوَرَتْ حَوْلَهَا ٱلْخِطَابَاتُ ٱلْعَامَّةُ فِي ٱلْمَاضِي؟
٨ اَلِٱجْتِمَاعُ ٱلْعَامُّ. عَامَ ١٨٨٠، أَيْ بَعْدَ سَنَةٍ مِنِ ٱبْتِدَاءِ ٱلْأَخِ رَصِل بِإِصْدَارِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، ٱنْطَلَقَ فِي جَوْلَةٍ كِرَازِيَّةٍ سَائِرًا عَلَى خُطَى يَسُوعَ. (لو ٤:٤٣) وَخِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، وَضَعَ نَمُوذَجَ ٱلِٱجْتِمَاعِ ٱلْعَامِّ ٱلْمَعْرُوفِ فِي أَيَّامِنَا. فَقَدْ ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي إِعْلَانِهَا عَنْ رِحْلَتِهِ أَنَّهُ «يَرْغَبُ فِي عَقْدِ ٱجْتِمَاعَاتٍ عَامَّةٍ حَوْلَ ‹مَوَاضِيعَ تَخْتَصُّ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ›». وَعَامَ ١٩١١، بَعْدَمَا تَأَسَّسَتِ ٱلصُّفُوفُ (أَيِ ٱلْجَمَاعَاتُ) فِي عِدَّةِ بُلْدَانٍ، طُلِبَ مِنْ كُلِّ صَفٍّ أَنْ يُرْسِلَ خُطَبَاءَ أَكْفَاءً إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمُجَاوِرَةِ لِإِلْقَاءِ سِلْسِلَةٍ مِنْ سِتِّ مُحَاضَرَاتٍ تُنَاقِشُ مَوَاضِيعَ مُخْتَلِفَةً مِثْلَ ٱلدَّيْنُونَةِ وَٱلْفِدْيَةِ. وَفِي نِهَايَةِ كُلِّ مُحَاضَرَةٍ، كَانَ ٱلْإِخْوَةُ يُعْلِنُونَ عُنْوَانَ مُحَاضَرَةِ ٱلْأُسْبُوعِ ٱلْقَادِمِ وَٱسْمَ ٱلْخَطِيبِ ٱلَّذِي سَيُلْقِيهَا.
٩ كَيْفَ تَغَيَّرَ ٱلِٱجْتِمَاعُ ٱلْعَامُّ عَبْرَ ٱلسِّنِينَ، وَمَاذَا عَسَاكَ تَفْعَلُ لِتَدْعَمَ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ؟
٩ عَامَ ١٩٤٥، أَعْلَنَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ بَدْءِ حَمْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ لِعَقْدِ ٱجْتِمَاعَاتٍ عَامَّةٍ تُلْقَى فِيهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ ثَمَانِيَةِ خِطَابَاتٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَتَنَاوَلُ «ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْمُلِحَّةَ فِي ٱلْعَالَمِ». وَطَوَالَ عُقُودٍ كَثِيرَةٍ، قَدَّمَ ٱلْخُطَبَاءُ ٱلْمُعَيَّنُونَ مَوَاضِيعَ طَوَّرُوهَا هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ إِلَى جَانِبِ تِلْكَ ٱلَّتِي زَوَّدَهُمْ بِهَا ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ. وَلٰكِنْ عَامَ ١٩٨١، تَلَقَّوْا جَمِيعُهُمْ إِرْشَادَاتٍ تُوصِيهِمْ بِتَأْسِيسِ خِطَابَاتِهِمْ عَلَى ٱلْمَجَامِلِ ٱلْمُرْسَلَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ. b وَقَدْ ظَلَّ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلْمَجَامِلِ حَتَّى عَامِ ١٩٩٠ يَسْتَدْعِي مُشَارَكَةَ ٱلْحُضُورِ أَوْ تَقْدِيمَ ٱلتَّمْثِيلِيَّاتِ إِلَى أَنْ عُدِّلَتِ ٱلْإِرْشَادَاتُ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ وَبَاتَتِ ٱلْمُحَاضَرَاتُ ٱلْعَامَّةُ مُذَّاكَ خِطَابِيَّةً مَحْضًا. وَفِي كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ٢٠٠٨، أُجْرِيَ تَعْدِيلٌ آخَرُ ٱنْخَفَضَتْ بِمُوجَبِهِ مُدَّةُ ٱلْخِطَابِ ٱلْعَامِّ مِنْ ٤٥ إِلَى ٣٠ دَقِيقَةً. وَلٰكِنْ رَغْمَ كُلِّ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ، تَبْقَى ٱلْخِطَابَاتُ ٱلْعَامَّةُ ٱلْمُعَدَّةُ جَيِّدًا وَسِيلَةً لِبِنَاءِ إِيمَانِنَا بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَتَعْلِيمِنَا عَنْ أَوْجُهِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ. (١ تي ٤:١٣، ١٦) فَهَلْ تَدْعُو بِحَمَاسَةٍ زِيَارَاتِكَ ٱلْمُكَرَّرَةَ وَمَعَارِفَكَ غَيْرَ ٱلشُّهُودِ لِسَمَاعِ هٰذِهِ ٱلْمُحَاضَرَاتِ ٱلْهَامَّةِ ٱلْمَبْنِيَّةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٠-١٢ (أ) أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ تَنْظِيمِيَّةٍ أُجْرِيَتْ عَلَى دَرْسِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ؟ (ب) مَاذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ؟
١٠ دَرْسُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. عَامَ ١٩٢٢، خُصِّصَ ٱجْتِمَاعٌ مُنْتَظِمٌ لِدَرْسِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِنَاءً عَلَى تَوْصِيَةٍ مِنَ ٱلْخُدَّامِ ٱلْجَائِلِينَ، وَهُمْ إِخْوَةٌ أَرْسَلَتْهُمْ جَمْعِيَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ لِتَقْدِيمِ ٱلْخِطَابَاتِ وَأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. وَصَارَتْ دُرُوسُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُعْقَدُ بِدَايَةً فِي مُنْتَصَفِ ٱلْأُسْبُوعِ أَوْ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ.
١١ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، أَوَرَدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِ ١٥ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ١٩٣٢ إِرْشَادَاتٍ أُخْرَى حَوْلَ طَرِيقَةِ عَقْدِ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ. فَأَوْصَتْ أَنْ تُعْهَدَ إِدَارَتُهُ إِلَى أَخٍ وَفْقًا لِلنَّمُوذَجِ ٱلْمُتَّبَعِ فِي بَيْتَ إِيلَ. وَوَجَبَ أَنْ يَجْلِسَ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ فِي مُقَدَّمِ مَكَانِ ٱلِٱجْتِمَاعِ وَيَتَنَاوَبُوا عَلَى قِرَاءَةِ ٱلْفِقْرَاتِ. وَبِمَا أَنَّ مَقَالَاتِ ٱلدَّرْسِ آنَذَاكَ لَمْ تَتَضَمَّنْ أَسْئِلَةً مَطْبُوعَةً، طُلِبَ مِنَ ٱلْمُدِيرِ أَنْ يَحُثَّ ٱلْحُضُورَ عَلَى طَرْحِ أَسْئِلَةٍ حَوْلَ ٱلْمَوَادِّ قَيْدَ ٱلْمُنَاقَشَةِ، ثُمَّ يَدْعُوَ أَفْرَادًا بَيْنَهُمْ لِلْإِجَابَةِ عَنْهَا. وَإِذَا لَزِمَ تَوْضِيحٌ إِضَافِيٌّ، يُقَدِّمُ هُوَ شَرْحًا «مُخْتَصَرًا وَوَاضِحًا».
١٢ فِي ٱلْبِدَايَةِ، سُمِحَ لِكُلِّ جَمَاعَةٍ أَنْ تَخْتَارَ عَدَدًا مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُجْمِعُ ٱلْغَالِبِيَّةُ عَلَى دِرَاسَتِهِ. لٰكِنَّ عَدَدَ ١٥ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٩٣٣ مِنَ ٱلْمَجَلَّةِ أَوْعَزَ إِلَى كُلِّ ٱلْجَمَاعَاتِ أَنْ تَدْرُسَ ٱلْعَدَدَ ٱلصَّادِرَ مُؤَخَّرًا. وَعَامَ ١٩٣٧، أُوصِيَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ أَنْ تَعْقِدَ ٱلدَّرْسَ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ. أَمَّا ٱلتَّحْسِينَاتُ ٱلْإِضَافِيَّةُ ٱلَّتِي نَسَّقَتْ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ بِحَسَبِ ٱلنِّظَامِ ٱلْمَعْرُوفِ ٱلْيَوْمَ فَقَدْ صَدَرَتْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ ١ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٤٢. وَجَاءَ فِيهَا أَنَّ ٱلدَّرْسَ سَيَشْتَمِلُ عَلَى أَسْئِلَةٍ تَظْهَرُ فِي أَسْفَلِ كُلِّ صَفْحَةٍ مِنْهُ، وَأَنَّ ٱلْمُدِيرَ مُلْزَمٌ بِطَرْحِهَا عَلَى ٱلْحُضُورِ. ثُمَّ أَضَافَتْ أَنَّ مُدَّةَ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ سَاعَةٌ وَاحِدَةٌ. وَشَجَّعَتْ أَيْضًا ٱلْحَاضِرِينَ أَنْ يُجِيبُوا عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ «بِكَلِمَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ» لَا بِقِرَاءَةِ أَجْزَاءٍ مِنَ ٱلْفِقْرَاتِ. إِنَّ دَرْسَ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ كَانَ وَلَا يَزَالُ ٱلِٱجْتِمَاعَ ٱلرَّئِيسِيَّ ٱلَّذِي يَمُدُّنَا ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ مِنْ خِلَالِهِ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ. (مت ٢٤:٤٥) لِذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أَسْتَعِدُّ لِهٰذَا ٱلدَّرْسِ كُلَّ أُسْبُوعٍ؟ وَهَلْ أَسْعَى إِلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِيهِ إِنْ كَانَ ذٰلِكَ بِٱسْتِطَاعَتِي؟›.
١٣، ١٤ مَا هُوَ تَارِيخُ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْجَمَاعِيِّ، وَمَاذَا يُعْجِبُكَ فِي هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ؟
١٣ دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْجَمَاعِيُّ. بَعْدَ صُدُورِ عَدَدٍ مِنْ مُجَلَّدَاتِ اَلْفَجْرُ ٱلْأَلْفِيُّ فِي أَوَائِلِ تِسْعِينَاتِ ٱلْـ ١٨٠٠، ٱقْتَرَحَ ٱلْأَخُ ه. ن. رَان — أَحَدُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي مَدِينَةِ بَلْتِيمُور فِي وِلَايَةِ مَارِيلَنْدَ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ — تَأْسِيسَ «حَلَقَاتِ ٱلْفَجْرِ» لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فِي بَادِئِ ٱلْأَمْرِ، ٱجْتَمَعَتْ هٰذِهِ ٱلْحَلَقَاتُ عَلَى سَبِيلِ ٱلتَّجْرِبَةِ، فِي مَنَازِلِ ٱلْإِخْوَةِ أَغْلَبَ ٱلْأَحْيَانِ. وَلٰكِنْ بِحُلُولِ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ١٨٩٥، كَانَتْ «حَلَقَاتُ ٱلْفَجْرِ» قَدْ لَاقَتْ نَجَاحًا فِي ٱلْكَثِيرِ مِنْ مُدُنِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. لِذَا دَعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلصَّادِرَةُ فِي ذٰلِكَ ٱلشَّهْرِ كُلَّ تَلَامِيذِ ٱلْحَقِّ إِلَى عَقْدِ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ. وَأَوْصَتْ أَنْ يَكُونَ مُدِيرُهُ قَارِئًا جَيِّدًا. فَهُوَ كَانَ سَيَقْرَأُ كُلَّ جُمْلَةٍ ثُمَّ يَنْتَظِرُ تَعْلِيقَاتِ ٱلْحُضُورِ. وَبَعْدَ ٱلِٱنْتِهَاءِ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْفِقْرَةِ جُمْلَةً جُمْلَةً وَمُنَاقَشَتِهَا، يَفْتَحُ ٱلْآيَاتِ ٱلْمُشَارَ إِلَيْهَا وَيَقْرَأُهَا. وَفِي نِهَايَةِ ٱلْفَصْلِ، يُقَدِّمُ كُلٌّ مِنَ ٱلْحَاضِرِينَ مُرَاجَعَةً وَجِيزَةً لِلْمَوَادِّ.
١٤ تَغَيَّرَ ٱسْمُ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ. فَقَدْ بَاتَ يُعْرَفُ بِٱسْمِ «اَلْحَلَقَاتُ ٱلْبِيرِيَّةُ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ»، إِشَارَةً إِلَى أَهْلِ بِيرِيَةَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ فَحَصُوا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ بِٱعْتِنَاءٍ. (اع ١٧:١١) وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، صَارَ ٱسْمُهُ «دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْجَمَاعِيُّ». وَيُدْعَى ٱلْيَوْمَ «دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْجَمَاعِيُّ»، وَهُوَ يُعْقَدُ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِحُضُورِ كَامِلِ ٱلْجَمَاعَةِ وَلَيْسَ عَلَى صَعِيدِ فِرَقٍ فِي ٱلْبُيُوتِ. أَمَّا ٱلْمَوَادُّ ٱلَّتِي تُدْرَسُ فِيهِ فَتَرَاوَحَتْ عَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ بَيْنَ ٱلْكُتُبِ وَٱلْكُرَّاسَاتِ وَمَقَالَاتٍ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَيْضًا. وَلَطَالَمَا شَجَّعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ كُلَّ ٱلْحُضُورِ عَلَى تَقْدِيمِ ٱلتَّعْلِيقَاتِ. فَهٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعُ يَلْعَبُ دَوْرًا فَاعِلًا فِي تَوْطِيدِ مَعْرِفَتِنَا بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهَلْ تَسْتَعِدُّ لَهُ دَوْمًا وَتُشَارِكُ فِيهِ قَدْرَ ٱسْتِطَاعَتِكَ؟
١٥ مَاذَا كَانَتِ ٱلْغَايَةُ مِنْ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ؟
١٥ مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ. يَقُولُ كَارِي بَارْبِر مُسْتَذْكِرًا ٱلْمَاضِيَ حِينَ خَدَمَ فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ فِي بْرُوكْلِين بِنْيُويُورْك: «يَوْمَ ٱلْإِثْنَيْنِ مَسَاءً ٱلْوَاقِعَ فِيهِ ١٦ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٤٢، دُعِيَ كُلُّ ٱلذُّكُورِ فِي عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ بِبْرُوكْلِين إِلَى ٱلِٱنْخِرَاطِ فِي مَا سُمِّيَ لَاحِقًا ‹مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ›». وَذَكَرَ ٱلْأَخُ بَارْبِرُ ٱلَّذِي أَصْبَحَ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ عُضْوًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ أَنَّ ٱلْمَدْرَسَةَ هِيَ «أَحَدُ أَبْرَزِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلَّتِي تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ يُوَجِّهُ شَعْبَهُ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ». وَقَدْ أَحْرَزَ مُقَرَّرُهَا نَجَاحًا بَاهِرًا فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ عَلَى رَفْعِ دَرَجَةِ مَهَارَتِهِمْ فِي ٱلتَّعْلِيمِ وَٱلْكِرَازَةِ. لِذَا بَدْءًا مِنْ سَنَةِ ١٩٤٣، شَرَعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ يُوَزِّعُونَ تَدْرِيجِيًّا عَلَى ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ كُرَّاسَ مَنْهَجٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. وَأَفَادَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِ ١ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ١٩٤٣ أَنَّ ٱلْغَايَةَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ مُسَاعَدَةُ شَعْبِ ٱللّٰهِ «عَلَى تَدْرِيبِ أَنْفُسِهِمْ كَيْ يَزِيدُوا مِنْ فَعَّالِيَّتِهِمْ فِي ٱلشَّهَادَةِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ». — ٢ تي ٢:١٥.
١٦، ١٧ هَلِ ٱقْتَصَرَ هَدَفُ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ عَلَى تَعْلِيمِ ٱلْمَهَارَاتِ ٱلتِّقْنِيَّةِ؟ أَوْضِحُوا.
١٦ فِي ٱلْبِدَايَةِ، وَجَدَ كَثِيرُونَ صُعُوبَةً بَالِغَةً فِي ٱلْخَطَابَةِ أَمَامَ حُضُورٍ كَبِيرٍ. وَهٰذَا مَا لَمَسَهُ كْلَايْتَن ج. وُودْوَرْثُ ٱلْأَصْغَرُ ٱلَّذِي سُجِنَ أَبُوهُ ظُلْمًا مَعَ ٱلْأَخِ رَذَرْفُورْد وَآخَرِينَ عَامَ ١٩١٨. يَتَذَكَّرُ مَشَاعِرَهُ حِينَ ٱشْتَرَكَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ عَامَ ١٩٤٣: «اِسْتَصْعَبْتُ جِدًّا تَقْدِيمَ ٱلْمَوَاضِيعِ. فَقَدْ شَعَرْتُ أَنَّ لِسَانِي لَا يُطَاوِعُنِي، وَجَفَّ رِيقِي مِنَ ٱلْخَوْفِ وَخَرَجَ صَوْتِي خَشِنًا غَلِيظًا وَعَالِيَ ٱلنَّبْرَةِ». وَلٰكِنْ فِيمَا تَحَسَّنَتْ مَقْدِرَاتُ كْلَايْتَن، حَظِيَ بِٱمْتِيَازَاتٍ جَمَّةٍ فِي مَجَالِ ٱلْخَطَابَةِ ٱلْعَامَّةِ. أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْمَدْرَسَةَ عَلَّمَتْهُ مَا يَفُوقُ ٱلْمَهَارَاتِ ٱلتِّقْنِيَّةَ قِيمَةً. فَقَدْ عَرَفَ أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ. يُعَلِّقُ قَائِلًا: «بِتُّ أُدْرِكُ أَنَّ ٱلْخَطِيبَ بِحَدِّ ذَاتِهِ لَيْسَ مُهِمًّا. فَمَتَى ٱسْتَعَدَّ جَيِّدًا وَوَضَعَ كُلَّ ثِقَتِهِ بِيَهْوَهَ، أَعَارَهُ ٱلْحُضُورُ بِسُرُورٍ آذَانًا صَاغِيَةً وَٱسْتَفَادُوا مِنْ خِطَابِهِ».
١٧ عَامَ ١٩٥٩، فُتِحَ بَابُ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ أَمَامَ ٱلْأَخَوَاتِ. تُعَبِّرُ ٱلْأُخْتُ إِدْنَا بُووِرُ ٱلَّتِي سَمِعَتِ ٱلْإِعْلَانَ فِي ٱلْمَحْفِلِ، قَائِلَةً: «لَا أَنْسَى كَيْفَ عَمَّتِ ٱلْبَهْجَةُ وَٱلْحَمَاسَةُ بَيْنَ ٱلْأَخَوَاتِ. فَقَدْ أُتِيحَتْ لَهُنَّ ٱلْآنَ فُرَصٌ جَدِيدَةٌ». وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، ٱغْتَنَمَ إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ كَثِيرُونَ فُرْصَةَ ٱلٱِلْتِحَاقِ بِمَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ كَيْ يَتَعَلَّمُوا مِنْ يَهْوَهَ. وَلاَ نَزَالُ إِلَى ٱلْيَوْمِ نَسْتَفِيدُ مِنْ تَدْرِيبٍ مُمَاثِلٍ فِي ٱجْتِمَاعِ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ. — اقرأ اشعيا ٥٤:١٣.
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ نَنَالُ إِرْشَادَاتٍ عَمَلِيَّةً لِإِتْمَامِ خِدْمَتِنَا ٱلْيَوْمَ؟ (ب) لِمَ نُرَنِّمُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « تَرْنِيمُ ٱلْحَقِّ».)
١٨ اِجْتِمَاعُ ٱلْخِدْمَةِ. مُنْذُ عَامِ ١٩١٩، يُقِيمُ ٱلْإِخْوَةُ ٱجْتِمَاعَاتٍ لِتَنْظِيمِ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. وَلَمْ يَحْضُرْهَا آنَذَاكَ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ بَلِ ٱلْمَعْنِيُّونَ فَقَطْ بِتَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. وَلٰكِنْ بَدْءًا مِنْ سَنَةِ ١٩٢٣، عُقِدَ ٱجْتِمَاعُ ٱلْخِدْمَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي ٱلشَّهْرِ وَدُعِيَ إِلَيْهِ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلصَّفِّ أَوِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٢٨، كَانَتِ ٱلْهَيْئَةُ قَدْ شَجَّعَتِ ٱلْجَمَاعَاتِ عَلَى عَقْدِ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ كُلَّ أُسْبُوعٍ. وَعَامَ ١٩٣٥، حَثَّتْهُمْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنْ يُؤَسِّسُوا ٱلِٱجْتِمَاعَ عَلَى ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلصَّادِرَةِ فِي اَلْمُرْشِدُ (دُعِيَتْ لَاحِقًا اَلْمُخْبِرُ ثُمَّ خِدْمَتُنَا لِلْمَلَكُوتِ). وَسُرْعَانَ مَا أَصْبَحَ ٱجْتِمَاعُ ٱلْخِدْمَةِ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ بَرْنَامَجِ كُلِّ ٱلْجَمَاعَاتِ.
١٩ وَٱلْيَوْمَ، نَنَالُ إِرْشَادَاتٍ عَمَلِيَّةً لِإِتْمَامِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱجْتِمَاعِ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ. (مت ١٠:٥-١٣) فَإِذَا كُنْتَ مُؤَهَّلًا لِٱسْتِلَامِ نُسْخَةٍ مِنْ دَلِيلِ ٱلٱِجْتِمَاعِ، فَهَلْ تَتَمَعَّنُ فِيهِ وَتُطَبِّقُ ٱقْتِرَاحَاتِهِ أَثْنَاءَ ٱشْتِرَاكِكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
اَلِٱجْتِمَاعُ ٱلْأَهَمُّ فِي ٱلسَّنَةِ
٢٠-٢٢ (أ) لِمَ نُحْيِي ذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ؟ (ب) كَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ حُضُورِ ٱلذِّكْرَى كُلَّ سَنَةٍ؟
٢٠ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُحْيُوا ذِكْرَى مَوْتِهِ حَتَّى مَجِيئِهِ. وَٱلذِّكْرَى مُنَاسَبَةٌ سَنَوِيَّةٌ، مَثَلُهَا مَثَلُ عِيدِ ٱلْفِصْحِ قَدِيمًا. (١ كو ١١:٢٣-٢٦) إِنَّ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ يَسْتَقْطِبُ مَلَايِينَ ٱلْأَشْخَاصِ كُلَّ سَنَةٍ. وَهُوَ يُذَكِّرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱمْتِيَازِهِمْ أَنْ يَكُونُوا وَرَثَةً مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ. (رو ٨:١٧) وَيُوَلِّدُ فِي ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا لِمَلِكِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَيَحْفِزُهُمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لَهُ. — يو ١٠:١٦.
٢١ لَقَدْ أَدْرَكَ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ أَهَمِّيَّةَ إِحْيَاءِ ذِكْرَى عَشَاءِ ٱلرَّبِّ، وَعَرَفُوا أَنَّ هٰذَا ٱلِٱحْتِفَالَ يُقَامُ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي ٱلسَّنَةِ. ذَكَرَ عَدَدُ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٨٨٠ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، ٱعْتَادَ كَثِيرُونَ مِنَّا هُنَا فِي بِيتْسْبُورْغ . . . أَنْ يَحْتَفِلُوا بِٱلْفِصْحِ [ٱلذِّكْرَى] وَيَتَنَاوَلُوا مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ إِلَى جَسَدِ ٱلرَّبِّ وَدَمِهِ». وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى صَارَتِ ٱلْمَحَافِلُ تُعْقَدُ بِٱلتَّزَامُنِ مَعَ ٱلذِّكْرَى. وَأَوَّلُ مَرَّةٍ يُوَثَّقُ فِيهَا مَحْفِلٌ بِٱلْأَرْقَامِ كَانَتْ عَامَ ١٨٨٩ حِينَ حَضَرَ ٢٢٥ شَخْصًا وَٱعْتَمَدَ ٢٢.
٢٢ وَٱلْيَوْمَ، نَحْنُ نَحْتَفِلُ بِذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ سَنَوِيًّا وَلٰكِنْ لَيْسَ ضِمْنَ بَرْنَامَجِ مَحْفِلٍ. وَنَدْعُو ٱلْجَمِيعَ أَيْنَمَا نَسْكُنُ إِلَى حُضُورِهَا مَعَنَا فِي قَاعَةِ مَلَكُوتٍ مَحَلِّيَّةٍ أَوْ مَكَانٍ مُسْتَأْجَرٍ لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ. فَعَامَ ٢٠١٣، أَحْيَا ٱلذِّكْرَى مَا يَرْبُو عَلَى ١٩ مَلْيُونَ شَخْصٍ. فَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ ثَمِينٍ أَنْ نَحْضُرَ هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةَ وَنُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَيْنَا فِي أَقْدَسِ لَيْلَةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَهَلْ تَتَحَمَّسُ لِدَعْوَةِ أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلنَّاسِ إِلَى حُضُورِ ٱلذِّكْرَى كُلَّ سَنَةٍ؟
مَا هُوَ مَوْقِفُنَا؟
٢٣ مَا نَظْرَتُكَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟
٢٣ لَا يَشْعُرُ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءُ أَنَّ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ بِٱلِٱجْتِمَاعِ سَوِيًّا هِيَ عِبْءٌ ثَقِيلٌ. (عب ١٠:٢٤، ٢٥؛ ١ يو ٥:٣) فَٱلْمَلِكُ دَاوُدُ مَثَلًا أَحَبَّ ٱلذَّهَابَ إِلَى بَيْتِ يَهْوَهَ لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ، وَلَا سِيَّمَا بِصُحْبَةِ أَشْخَاصٍ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ. (مز ٢٧:٤؛ ٣٥:١٨) يَسُوعُ أَيْضًا تَاقَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ، حَتَّى وَهُوَ فِي سِنٍّ صَغِيرَةٍ، إِلَى ٱلتَّوَاجُدِ فِي بَيْتِ أَبِيهِ ٱلْمُخَصَّصِ لِلْعِبَادَةِ. — لو ٢:٤١-٤٩.
إِنَّ رَغْبَتَنَا ٱلْعَمِيقَةَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا تَكْشِفُ كَمْ حَقِيقِيٌّ هُوَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ فِي نَظَرِنَا
٢٤ مَاذَا يُتِيحُ لَنَا حُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟
٢٤ حِينَ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، نُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ وَرَغْبَتِنَا فِي دَعْمِ وَتَقْوِيَةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَنُعَبِّرُ أَيْضًا عَنْ شَوْقِنَا إِلَى ٱلتَّعَلُّمِ كَيْفَ نَعِيشُ حَيَاتَنَا كَرَعَايَا لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. فَٱلِٱجْتِمَاعَاتُ وَٱلْمَحَافِلُ هِيَ ٱلْمَنْبَعُ ٱلْأَسَاسِيُّ لِنَيْلِ تَدْرِيبٍ كَهٰذَا. عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، تَصْقُلُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ مَهَارَاتِنَا ٱلْكِرَازِيَّةَ وَتُسَلِّحُنَا بِٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ لِلْمُثَابَرَةِ عَلَى أَحَدِ أَهَمِّ ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي يَتَوَلَّاهَا مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ: تَلْمَذَةِ ٱلنَّاسِ وَتَدْرِيبِهِمْ كَيْ يُصْبِحُوا أَتْبَاعًا لِلْمَلِكِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (اقرأ متى ٢٨:١٩، ٢٠.) لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ رَغْبَتَنَا ٱلْعَمِيقَةَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا تَكْشِفُ كَمْ حَقِيقِيٌّ هُوَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ فِي نَظَرِ كُلٍّ مِنَّا. فَلْنُعِزَّ دَوْمًا ٱمْتِيَازَ ٱجْتِمَاعِنَا سَوِيًّا!