الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ٥

الملك يسلط الضوء على الملكوت

الملك يسلط الضوء على الملكوت

مِحْوَرُ ٱلْفَصْلِ

شَعْبُ ٱللّٰهِ يَفْهَمُ حَقَائِقَ أَسَاسِيَّةً عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ وَحُكَّامِهِ وَرَعَايَاهُ،‏ وَيُدْرِكُ مَا يَتَطَلَّبُهُ ٱلْوَلَاءُ

١،‏ ٢ كَيْفَ بَيَّنَ يَسُوعُ أَنَّهُ مُرْشِدٌ حَكِيمٌ؟‏

 تَخَيَّلْ نَفْسَكَ تَجُولُ مَعَ أَصْدِقَائِكَ فِي مَدِينَةٍ عَظِيمَةٍ أَخَّاذَةٍ بِرِفْقَةِ مُرْشِدٍ سِيَاحِيٍّ مَاهِرٍ.‏ إِنَّهَا ٱلْمَرَّةُ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي تَطَأُ أَقْدَامُكُمْ أَرْضَهَا،‏ فَتُلَازِمُونَ ٱلْمُرْشِدَ مُصْغِينَ إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ يَقُولُهَا.‏ وَلِشِدَّةِ حَمَاسَتِكُمْ تُمْطِرُونَهُ بِوَابِلٍ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ عَنْ مَعَالِمَ لَمْ تَرَوْهَا بَعْدُ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ يَلْزَمُ ٱلصَّمْتَ بِٱنْتِظَارِ ٱللَّحْظَةِ ٱلْمُؤَاتِيَةِ حِينَ تُصْبِحُ ٱلْمَعَالِمُ عَلَى مَرْأًى مِنْكُمْ.‏ وَشَيْئًا فَشَيْئًا،‏ يَزْدَادُ إِعْجَابُكُمْ بِحِكْمَتِهِ لِأَنَّهُ يُطْلِعُكُمْ عَلَى ٱلْمَعْلُومَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏

٢ اَلْفِكْرَةُ نَفْسُهَا تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ فَنَحْنُ نَسْتَكْشِفُ بِكُلِّ حَمَاسَةٍ أَعْظَمَ ٱلْمُدُنِ قَاطِبَةً،‏ «ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي لَهَا أَسَاسَاتٌ حَقِيقِيَّةٌ»:‏ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ.‏ (‏عب ١١:‏١٠‏)‏ وَحِينَ كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ أَرْشَدَ أَتْبَاعَهُ بِنَفْسِهِ وَعَمَّقَ مَعْرِفَتَهُمْ عَنْ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يُجِبْ عَنْ أَسْئِلَتِهِمْ كُلِّهَا كَاشِفًا لَهُمْ جَمِيعَ ٱلتَّفَاصِيلِ دُفْعَةً وَاحِدَةً.‏ فَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ أَحْكَمُ ٱلْمُرْشِدِينَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ،‏ فَلَمْ يُثَقِّلْ قَطُّ عَلَى تَلَامِيذِهِ بِمَعْلُومَاتٍ مَا كَانُوا قَادِرِينَ عَلَى ٱسْتِيعَابِهَا.‏ أَخْبَرَهُمْ ذَاتَ مَرَّةٍ:‏ «عِنْدِي بَعْدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا لَكُمْ،‏ وَلٰكِنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَتَحَمَّلُوهَا ٱلْآنَ».‏ —‏ يو ١٦:‏١٢‏.‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كَيْفَ يُوَاصِلُ يَسُوعُ تَعْلِيمَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟‏

٣ لَقَدْ تَفَوَّهَ يَسُوعُ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ.‏ وَمِنْ هُنَا يَنْشَأُ ٱلسُّؤَالُ:‏ كَيْفَ لَهُ أَنْ يُوَاصِلَ تَعْلِيمَ أَتْبَاعِهِ ٱلْأُمَنَاءِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ بَعْدَ مَوْتِهِ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي كَلِمَاتِهِ لِرُسُلِهِ:‏ «رُوحُ ٱلْحَقِّ .‏ .‏ .‏ يُرْشِدُكُمْ إِلَى ٱلْحَقِّ كُلِّهِ».‏ a (‏يو ١٦:‏١٣‏)‏ إِذًا يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِمُرْشِدٍ صَبُورٍ يَسْتَخْدِمُهُ يَسُوعُ لِيُعَلِّمَ أَتْبَاعَهُ ٱلْحَقَائِقَ ٱلضَّرُورِيَّةَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏

٤ وَفِي مَا يَلِي سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُرْشِدُ رُوحُ يَهْوَهَ ٱلْقُدُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ إِلَى مَعْرِفَةٍ أَعْمَقَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ لِنَتَنَاوَلْ بِدَايَةً كَيْفَ عَرَفْنَا مَتَى بَدَأَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يَحْكُمُ.‏ ثُمَّ لِنَتَأَمَّلْ فِي هُوِيَّةِ وَرَجَاءِ كُلٍّ مِنْ حُكَّامِ ٱلْمَلَكُوتِ وَرَعَايَاهُ.‏ وَأَخِيرًا لِنَرَ كَيْفَ تَوَضَّحَ لِأَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ مَا يَتَطَلَّبُهُ ٱلْوَلَاءُ لِلْمَلَكُوتِ.‏

حَقَائِقُ تَتَوَضَّحُ حَوْلَ سَنَةِ ١٩١٤

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَفْكَارٍ مَغْلُوطَةٍ تَبَنَّاهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْحَصَادِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ لَا تُزَعْزِعُ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ ٱلْمَغْلُوطَةُ ثِقَتَنَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يُرْشِدُ أَتْبَاعَهُ؟‏

٥ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي‏،‏ ظَلَّ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ طَوَالَ عُقُودٍ يُنَادُونَ بِأَنَّ نُبُوَّاتٍ بَارِزَةً سَتَتِمُّ عَامَ ١٩١٤.‏ لٰكِنَّهُمُ ٱعْتَقَدُوا آنَذَاكَ أَنَّ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ كَانَ قَدِ ٱبْتَدَأَ مُنْذُ عَامِ ١٨٧٤،‏ وَأَنَّهُ بَاشَرَ حُكْمَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ عَامَ ١٨٧٨،‏ وَأَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ لَنْ يَتَأَسَّسَ كَامِلًا حَتَّى تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (‏أُكْتُوبِر)‏ عَامَ ١٩١٤.‏ وَظَنُّوا أَيْضًا أَنَّ عَمَلَ ٱلْحَصَادِ سَيُنْجَزُ بَيْنَ عَامَيْ ١٨٧٤ وَ ١٩١٤ وَيَصِلُ إِلَى ذُرْوَتِهِ عِنْدَ تَجْمِيعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ فَهَلْ تُزَعْزِعُ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ ٱلْمَغْلُوطَةُ ثِقَتَنَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يُرْشِدُ هٰؤُلَاءِ ٱلْأُمَنَاءَ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

٦ فَكِّرْ مُجَدَّدًا فِي ٱلْمَثَلِ ٱلْوَارِدِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْفَصْلِ.‏ أَيُعْقَلُ أَنْ تَتَزَعْزَعَ ثِقَتُنَا فِي أَهْلِيَّةِ ٱلْمُرْشِدِ بِسَبَبِ لَهْفَةِ ٱلسُّيَّاحِ وَأَسْئِلَتِهِمِ ٱلْمُتَسَرِّعَةِ؟‏ قَطْعًا لَا!‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُحَاوِلُ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَحْيَانًا أَنْ يَفْهَمَ تَفَاصِيلَ عَنِ ٱلْقَصْدِ ٱلْإِلٰهِيِّ قَبْلَ أَنْ يَحِينَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُنَاسِبُ لِيُرْشِدَهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ إِلَى فَهْمِهَا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَا شَكَّ أَلْبَتَّةَ أَنَّ يَسُوعَ يُوَجِّهُهُمْ.‏ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ يَقْبَلُونَ ٱلتَّقْوِيمَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ وَيُعَدِّلُونَ نَظْرَتَهُمْ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ.‏ —‏ يع ٤:‏٦‏.‏

٧ أَيُّ نُورٍ رُوحِيٍّ أَشْرَقَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ بِفَضْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ؟‏

٧ وَفِي هٰذَا ٱلسِّيَاقِ،‏ أَشْرَقَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ نُورٌ رُوحِيٌّ مُتَزَايِدٌ بِفَضْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي تَلَتْ عَامَ ١٩١٩.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٩٧:‏١١‏.‏)‏ فَفِي عَامِ ١٩٢٥،‏ صَدَرَتْ مَقَالَةٌ مُهِمَّةٌ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِعُنْوَانِ «وِلَادَةُ ٱلْأُمَّةِ».‏ وَقَدَّمَتْ بَرَاهِينَ مُقْنِعَةً مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَدُلُّ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ وُلِدَ عَامَ ١٩١٤،‏ مُتَمِّمًا ٱلنُّبُوَّةَ فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ عَنِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ ٱلَّتِي تَلِدُ ٱبْنًا.‏ b كَمَا تَطَرَّقَتْ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ إِلَى ٱلِٱضْطِهَادَاتِ وَٱلْمَشَقَّاتِ ٱلَّتِي أَلَمَّتْ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ خِلَالَ سَنَوَاتِ ٱلْحَرْبِ.‏ وَقَالَتْ إِنَّ هٰذِهِ ٱلْمِحَنَ تَدُلُّ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ طُرِحَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ «وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ،‏ عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا».‏ —‏ رؤ ١٢:‏١٢‏.‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كَيْفَ ظَهَرَتْ أَهَمِّيَّةُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُ؟‏

٨ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ أَدْرَكَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَفِي عَامِ ١٩٢٨،‏ رَاحَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُشَدِّدُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ هُوَ أَهَمُّ مِنْ خَلَاصِنَا ٱلشَّخْصِيِّ ٱلَّذِي بَاتَ مُمْكِنًا بِفَضْلِ ٱلْفِدْيَةِ.‏ فَلَا نَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقَدِّسُ ٱسْمَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَهُ وَيُتَمِّمُ جَمِيعَ مَقَاصِدِهِ لِلْبَشَرِ.‏

٩ وَٱلْآنَ لِنُنَاقِشِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ مَنْ سَيَحْكُمُ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ مَنْ هُمْ رَعَايَاهُ ٱلْأَرْضِيُّونَ؟‏ وَأَيُّ عَمَلٍ يَجِبُ أَنْ يَشْغَلَ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ؟‏

عَمَلُ ٱلْحَصَادِ يُرَكِّزُ عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ

١٠ مَاذَا أَدْرَكَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ عَنِ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤؟‏

١٠ أَدْرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ قَبْلَ عُقُودٍ مِنْ سَنَةِ ١٩١٤ أَنَّ ٠٠٠‏,١٤٤ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُمَنَاءِ سَيَحْكُمُونَ مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ c وَعَرَفَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هٰؤُلَاءِ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَدَدَ حَرْفِيٌّ وَأَنَّ تَجْمِيعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱبْتَدَأَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ.‏

١١ كَيْفَ أَدْرَكَ ٱلْأَعْضَاءُ ٱلْمُحْتَمَلُونَ فِي صَفِّ ٱلْعَرُوسِ أَيُّ تَعْيِينٍ مُوكَلٍ إِلَيْهِمْ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

١١ وَلٰكِنْ أَيُّ عَمَلٍ أُوكِلَ لِلْأَعْضَاءِ ٱلْمُحْتَمَلِينَ فِي صَفِّ ٱلْعَرُوسِ فِيمَا لَا يَزَالُونَ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏ أَدْرَكَ هٰؤُلَاءِ أَنَّ يَسُوعَ شَدَّدَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَرَبَطَهُ بِمَوْسِمِ حَصَادٍ.‏ (‏مت ٩:‏٣٧؛‏ يو ٤:‏٣٥‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ظَنُّوا لِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ مِثْلَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي أَنَّ ٱلْحَصَادَ سَيَدُومُ ٤٠ سَنَةً وَيَصِلُ إِلَى ذُرْوَتِهِ بِتَجْمِيعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْعَمَلَ ٱسْتَمَرَّ بَعْدَ ٱنْقِضَاءِ ٱلْأَرْبَعِينَ سَنَةً،‏ لَزِمَ أَنْ تَتَبَلْوَرَ نَظْرَتُهُمْ.‏ وَٱلْيَوْمَ بِتْنَا نُدْرِكُ أَنَّ مَوْسِمَ ٱلْحَصَادِ بَدَأَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ سَنَةَ ١٩١٤،‏ وَهُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُخَصَّصُ لِفَرْزِ ٱلْحِنْطَةِ عَنِ ٱلزِّوَانِ،‏ أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءِ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ.‏ عِنْدَئِذٍ آنَ ٱلْأَوَانُ لِلتَّرْكِيزِ عَلَى تَجْمِيعِ بَقِيَّةِ ٱلصَّفِّ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏

وَسَمَتْ سَنَةُ ١٩١٤ بِدَايَةَ مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.‏)‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ تَمَّ مَثَلَا يَسُوعَ عَنِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ وَٱلْوَزَنَاتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟‏

١٢ وَمِنْ سَنَةِ ١٩١٩ فَصَاعِدًا،‏ رَاحَ ٱلْمَسِيحُ يُوَجِّهُ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ كَيْ يُشَدِّدَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَى تَلَامِيذِهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ (‏مت ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَسَبَقَ لَهُ أَنْ بَيَّنَ أَيَّةُ صِفَاتٍ تَلْزَمُ أَتْبَاعَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ كي يُتَمِّمُوا مَسْؤُولِيَّةَ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَفِي مَثَلِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ،‏ بَيَّنَ ضَرُورَةَ أَنْ يَبْقَى ٱلْمَمْسُوحُونَ وَاعِينَ وَمُتَنَبِّهِينَ رُوحِيًّا.‏ لِمَاذَا؟‏ لِيُحَقِّقُوا هَدَفَهُمُ ٱلْأَهَمَّ،‏ أَلَا وَهُوَ ٱلْمُشَارَكَةُ فِي وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ ٱلْعَظِيمَةِ فِي ٱلسَّمَاءِ حِينَ يَتَّحِدُ ٱلْمَسِيحُ مَعَ عَرُوسِهِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنَ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤.‏ (‏رؤ ٢١:‏٢‏)‏ أَمَّا فِي مَثَلِ ٱلْوَزَنَاتِ فَعَلَّمَ يَسُوعُ أَنَّ خُدَّامَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَجْتَهِدُونَ فِي إِتْمَامِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ.‏ —‏ مت ٢٥:‏​١-‏٣٠‏.‏

١٣ وَبِٱلْفِعْلِ ظَلَّ ٱلْمَمْسُوحُونَ مُتَيَقِّظِينَ وَمُجْتَهِدِينَ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي.‏ وَهُمْ بِٱلتَّأْكِيدِ سَيَلْقَوْنَ مُكَافَأَةً عَلَى سَهَرِهِمْ وَتَيَقُّظِهِمْ هٰذَا.‏ وَلٰكِنْ هَلْ يَقْتَصِرُ عَمَلُ ٱلْحَصَادِ ٱلْعَظِيمُ عَلَى تَجْمِيعِ بَقِيَّةِ مُعَاوِنِي ٱلْمَسِيحِ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤؟‏

اَلْمَلَكُوتُ يَجْمَعُ رَعَايَاهُ ٱلْأَرْضِيِّينَ

١٤،‏ ١٥ مَا هِيَ ٱلْمَجْمُوعَاتُ ٱلْأَرْبَعُ ٱلَّتِي أَخْبَرَ عَنْهَا كِتَابُ اَلسِّرُّ ٱلْمُنْتَهِي؟‏

١٤ لَطَالَمَا ٱهْتَمَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱهْتِمَامًا شَدِيدًا بِهُوِيَّةِ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ› ٱلْمَذْكُورِ فِي ٱلرُّؤْيَا ٧:‏​٩-‏١٤‏.‏ إِلَّا أَنَّ مُعْظَمَ مَا قَالُوهُ عَنْ هٰذَا ٱلْجَمْعِ مُخْتَلِفٌ ٱخْتِلَافًا كَبِيرًا عَنِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْوَاضِحَةِ وَٱلْبَسِيطَةِ ٱلَّتِي نَعْرِفُهَا وَنُعِزُّهَا ٱلْيَوْمَ.‏ وَلَا نَسْتَغْرِبُ ذٰلِكَ لِأَنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَانَ بَعْدُ فِي نَظَرِ ٱلْمَسِيحِ لِيَكْشِفَ هُوِيَّةَ هٰذَا ٱلْفَرِيقِ ٱلْكَبِيرِ.‏

١٥ فَفِي عَامِ ١٩١٧ مَثَلًا،‏ أَخْبَرَ كِتَابُ اَلسِّرُّ ٱلْمُنْتَهِي عَنْ وُجُودِ «دَرَجَتَيْنِ أَوْ نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلْخَلَاصِ ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ وَدَرَجَتَيْنِ أَوْ نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلْخَلَاصِ ٱلْأَرْضِيِّ».‏ وَمِمَّنْ تَأَلَّفَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجْمُوعَاتُ ٱلْأَرْبَعُ عَلَى ٱخْتِلَافِ رَجَائِهَا؟‏ ضَمَّتِ ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلْأُولَى ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ ٱلَّذِينَ يَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ أَمَّا ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلثَّانِيَةُ فَتَأَلَّفَتْ مِنَ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ.‏ وَسَادَ ٱلِٱعْتِقَادُ آنَذَاكَ أَنَّ أَعْضَاءَ هٰذِهِ ٱلْمَجْمُوعَةِ مَسِيحِيُّونَ إِسْمِيُّونَ لَا يَزَالُونَ يَنْتَمُونَ إِلَى كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ وَقِيلَ إِنَّ هٰؤُلَاءِ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلْإِيمَانِ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ بِٱلْقَدْرِ ٱلْكَافِي لِيَتَّخِذُوا مَوْقِفًا إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ لِذَا كَانُوا سَيُعْطَوْنَ مَرَاتِبَ سَمَاوِيَّةً أَدْنَى.‏ أَمَّا عَلَى ٱلْأَرْضِ فَتَعِيشُ ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي ضَمَّتْ أَشْخَاصًا أُمَنَاءَ،‏ أَمْثَالَ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ،‏ عُرِفُوا بِٱلِٱسْمِ «ٱلْوُجَهَاءُ ٱلْقُدَامَى».‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَجْمُوعَةُ كَانَتْ سَتَحْكُمُ عَلَى ٱلْمَجْمُوعَةِ ٱلرَّابِعَةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنْ سَائِرِ ٱلْبَشَرِ.‏

١٦ مَاذَا كُشِفَ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ عَامَيْ ١٩٢٣ وَ ١٩٣٢؟‏

١٦ فَكَيْفَ أَرْشَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ لِيَفْهَمُوا ٱلْحَقَائِقَ ٱلَّتِي نَتَبَنَّاهَا وَنُعِزُّهَا ٱلْيَوْمَ؟‏ لَقَدْ وَجَّهَهُمْ تَدْرِيجِيًّا مِنْ خِلَالِ وَمَضَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ مِنَ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَفِي وَقْتٍ بَاكِرٍ،‏ تَحْدِيدًا عَامَ ١٩٢٣،‏ لَفَتَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى وُجُودِ فَرِيقٍ وَاحِدٍ لَا يَرْجُو ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ بَلْ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ.‏ ثُمَّ عَامَ ١٩٣٢،‏ تَحَدَّثَتِ ٱلْمَجَلَّةُ عَنْ يُونَادَابَ (‏يَهُونَادَابَ)‏ ٱلَّذِي ٱلْتَصَقَ بِيَاهُو،‏ مَلِكِ يَهْوَهَ ٱلْمَمْسُوحِ،‏ لِيَدْعَمَهُ فِي حَرْبِهِ عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ (‏٢ مل ١٠:‏​١٥-‏١٧‏)‏ وَأَخْبَرَتْ عَنْ وُجُودِ صَفٍّ عَصْرِيٍّ شَبِيهٍ بِيُونَادَابَ سَيُسَاعِدُهُ يَهْوَهُ أَنْ يَعْبُرَ «ضِيقَاتِ هَرْمَجِدُّونَ» لِيَعِيشَ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

١٧ (‏أ)‏ أَيُّ وَمْضَةٍ رُوحِيَّةٍ سَاطِعَةٍ أَبْرَقَتْ عَامَ ١٩٣٥؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْجَدِيدَةُ إِلَى ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ فِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ نُورٌ جَدِيدٌ يُسْعِدُ جَمْعًا كَثِيرًا‏».‏)‏

١٧ وَأَخِيرًا حَمَلَ عَامُ ١٩٣٥ وَمْضَةً رُوحِيَّةً سَاطِعَةً.‏ فَفِي مَحْفِلٍ عُقِدَ فِي ٱلْعَاصِمَةِ وَاشِنْطُن،‏ تَحَدَّدَتْ هُوِيَّةُ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ بِوَصْفِهِ صَفًّا أَرْضِيًّا هُوَ نَفْسُهُ صَفُّ ٱلْخِرَافِ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ.‏ (‏مت ٢٥:‏​٣٣-‏٤٠‏)‏ وَأُخْبِرَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ سَيَكُونُ بَيْنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› ٱلَّذِينَ قَصَدَهُمْ يَسُوعُ حِينَ قَالَ:‏ «لَا بُدَّ لِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا».‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْمَحْفِلِ،‏ تَوَجَّهَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد إِلَى ٱلْحَاضِرِينَ قَائِلًا:‏ «لِيَتَفَضَّلْ بِٱلْوُقُوفِ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ فَإِذَا بِأَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ ٱلْحَاضِرِينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ طَلَبِهِ وَيَقِفُونَ!‏ فَأَعْلَنَ رَذَرْفُورْد:‏ «هُوَذَا ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ!‏».‏ فَٱهْتَزَّتْ مَشَاعِرُ ٱلْكَثِيرِينَ حِينَ أَدْرَكُوا أَخِيرًا مَا رَجَاؤُهُمْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

١٨ عَلَامَ رَكَّزَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ فِي خِدْمَتِهِمْ،‏ وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟‏

١٨ وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ،‏ يُرْشِدُ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ لِيُرَكِّزُوا عَلَى تَجْمِيعِ أَعْضَاءٍ مُحْتَمَلِينَ يُؤَلِّفُونَ ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ ٱلَّذِي سَيَعْبُرُ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ سَلِيمًا مُعَافًى.‏ وَلٰكِنْ تَجْدُرُ ٱلْإِشَارَةُ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ لَمْ يَأْتِ بِنَتِيجَةٍ تُذْكَرُ فِي بِدَايَاتِهِ.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْأَخَ رَذَرْفُورْد قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ:‏ «يَبْدُو أَنَّ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› لَنْ يَكُونَ ٱسْمًا عَلَى مُسَمًى كَمَا تَوَقَّعْنَا».‏ فَهَلْ بَقِيَ ٱلْوَضْعُ عَلَى حَالِهِ؟‏ كَلَّا.‏ فَلَا يَخْفَى عَلَيْنَا أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ عَمَلَ ٱلْحَصَادِ بَرَكَةً عَظِيمَةً جِدًّا مُذَّاكَ.‏ وَتَحْتَ تَوْجِيهِ يَسُوعَ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ يُؤَلِّفُ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَرِفَاقُهُمْ مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ «رَعِيَّةً وَاحِدَةً» لَهَا «رَاعٍ وَاحِدٌ» إِتْمَامًا لِنُبُوَّةِ ٱلْمَسِيحِ.‏

مَا كَانَ بِإِمْكَانِ رَذَرْفُورْد أَنْ يَرَى كَمْ سَيَزْدَادُ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ (‏مِنَ ٱلشِّمَالِ إِلَى ٱلْيَمِينِ:‏ نَاثَان ه‍.‏ نُور،‏ جُوزِيف ف.‏ رَذَرْفُورْد،‏ وَهَايْدِن ك.‏ كُوفِنْغْتُن)‏

١٩ كَيْفَ نُشَارِكُ فِي زِيَادَةِ عَدَدِ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ؟‏

١٩ لَقَدْ أَدْرَكْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنَّ ٱلْأَغْلَبِيَّةَ ٱلسَّاحِقَةَ مِنَ ٱلْأُمَنَاءِ سَتَعِيشُ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي فِرْدَوْسٍ أَرْضِيٍّ تَحْتَ حُكْمِ يَسُوعَ وَمُعَاوِنِيهِ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤.‏ أَفَلَا تَفْرَحُ حِينَ تَرَى كَيْفَ أَرْشَدَ ٱلْمَسِيحُ شَعْبَ ٱللّٰهِ إِلَى هٰذَا ٱلرَّجَاءِ ٱلْوَاضِحِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏!‏ أَوَلَيْسَ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا أَنْ نُبَشِّرَ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ بِهٰذَا ٱلرَّجَاءِ؟‏!‏ لِنَبْذُلْ إِذًا مَا فِي وِسْعِنَا كَيْ يَنْمُوَ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَيَعْلُوَ هُتَافُ ٱلتَّسْبِيحِ لِٱسْمِ يَهْوَهَ!‏ —‏ اقرأ لوقا ١٠:‏٢‏.‏

لَا يَزَالُ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ يَنْمُو أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ

عَلَامَ يَشْتَمِلُ ٱلْوَلَاءُ لِلْمَلَكُوتِ؟‏

٢٠ أَيَّةُ عَنَاصِرَ تُؤَلِّفُ هَيْئَةَ ٱلشَّيْطَانِ،‏ وَكَيْفَ يُمْتَحَنُ وَلَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

٢٠ بَيْنَمَا وَاصَلَ شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلتَّعَلُّمَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ لَزِمَ أَيْضًا أَنْ يَفْهَمَ بِوُضُوحٍ مَا يَتَطَلَّبُهُ ٱلْوَلَاءُ لِهٰذِهِ ٱلْحُكُومَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢٢ أَنَّ هُنَاكَ هَيْئَتَيْنِ نَاشِطَتَيْنِ فِي ٱلْكَوْنِ:‏ هَيْئَةَ يَهْوَهَ وَهَيْئَةَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ عَنَاصِرَ تِجَارِيَّةٍ وَدِينِيَّةٍ وَسِيَاسِيَّةٍ.‏ وَعَلَى كُلِّ ٱلْأَوْلِيَاءِ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَمَلِكِهِ أَلَّا يُقِيمُوا عَلَاقَاتٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا مَعَ هَيْئَةِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ كَيْ لَا يَنْقُضُوا وَلَاءَهُمْ لِلّٰهِ.‏ (‏٢ كو ٦:‏١٧‏)‏ فَمَا ٱلْمَقْصُودُ بِذٰلِكَ؟‏

٢١ (‏أ)‏ كَيْفَ حَذَّرَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ شَعْبَ ٱللّٰهِ مِنْ فَسَادِ ٱلْعَالَمِ ٱلتِّجَارِيِّ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَشَفَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ» عَامَ ١٩٦٣؟‏

٢١ لَطَالَمَا فَضَحَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ مِنْ خِلَالِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فَسَادَ ٱلْعَالَمِ ٱلتِّجَارِيِّ وَحَذَّرَ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَلَّا يَنْجَرِفُوا مَعَ رُوحِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلْمُتَفَشِّيَةِ فِيهِ.‏ (‏مت ٦:‏٢٤‏)‏ كَمَا سَلَّطَتْ مَطْبُوعَاتُنَا ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلدِّينِيِّ مِنْ هَيْئَةِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ وَفِي عَامِ ١٩٦٣،‏ أَظْهَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِكُلِّ وُضُوحٍ فِي إِحْدَى ٱلْمَقَالَاتِ أَنَّ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ» لَا تُمَثِّلُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ فَحَسْبُ،‏ بَلْ كَامِلَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.‏ d وَهٰكَذَا أُعِينَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ وَٱلْحَضَارَاتِ عَلَى ‹ٱلْخُرُوجِ مِنْهَا›،‏ مُطَهِّرِينَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ كُلِّ مُمَارَسَاتِهَا ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ حَسْبَمَا نَرَى بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْفَصْلِ ١٠‏.‏ —‏ رؤ ١٨:‏​٢،‏ ٤‏.‏

٢٢ كَيْفَ فَهِمَ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْوَصِيَّةَ فِي رُومَا ١٣:‏١ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟‏

٢٢ وَمَا ٱلْقَوْلُ أَيْضًا فِي ٱلْجُزْءِ ٱلسِّيَاسِيِّ مِنْ هَيْئَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُشَارِكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي حُرُوبِهِ وَنِزَاعَاتِهِ ٱلدَّوْلِيَّةِ؟‏ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ فَهِمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عُمُومًا أَنَّ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ يَجِبُ أَلَّا يَقْتُلُوا أَحَدًا.‏ (‏مت ٢٦:‏٥٢‏)‏ لٰكِنَّ كَثِيرِينَ ٱعْتَبَرُوا أَنَّ ٱلْوَصِيَّةَ فِي رُومَا ١٣:‏١ بِٱلْخُضُوعِ «لِلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةِ» تُلْزِمُهُمُ ٱلِٱلْتِحَاقَ بِٱلْجَيْشِ،‏ لُبْسَ ٱلْبِزَّةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ،‏ وَحَمْلَ ٱلسِّلَاحِ.‏ أَمَّا حِينَ يُؤْمَرُونَ بِقَتْلِ ٱلْعَدُوِّ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يُطْلِقُوا ٱلرَّصَاصَ فِي ٱلْهَوَاءِ.‏

٢٣،‏ ٢٤ كَيْفَ كُنَّا نَفْهَمُ رُومَا ١٣:‏١ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ وَأَيُّ فَهْمٍ أَوْضَحَ تَوَصَّلَ إِلَيْهِ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ بِفَضْلِ إِرْشَادِ ٱلرُّوحِ؟‏

٢٣ وَلٰكِنْ مَعَ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ عَامَ ١٩٣٩،‏ نَشَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مُنَاقَشَةً مُعَمَّقَةً لِمَوْضُوعِ ٱلْحِيَادِ.‏ وَأَظْهَرَتْ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا يَشْتَرِكُوا نِهَائِيًّا فِي حُرُوبِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَنِزَاعَاتِهِ ٱلدَّوْلِيَّةِ.‏ فَجَاءَ هٰذَا ٱلْإِرْشَادُ فِي حِينِهِ لِيُجَنِّبَهُمْ ذَنْبَ سَفْكِ ٱلدَّمِ ٱلْمُرَوِّعَ ٱلَّذِي لَحِقَ بِشَتَّى ٱلْأُمَمِ فِي تِلْكَ ٱلْحَرْبِ.‏ غَيْرَ أَنَّ مَطْبُوعَاتِنَا بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٢٩ تَوَصَّلَتْ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ فِي رُومَا ١٣:‏١ لَا تُمَثِّلُ ٱلْحُكَّامَ ٱلدُّنْيَوِيِّينَ،‏ بَلْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ.‏ لِذَا لَزِمَ أَنْ يَتَبَلْوَرَ فَهْمُهُمْ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱللَّاحِقَةِ.‏

٢٤ وَبِٱلْفِعْلِ أَرْشَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ إِلَى فَهْمٍ أَوْضَحَ عَامَ ١٩٦٢.‏ فَنَشَرُوا مَقَالَاتٍ مُهِمَّةً تَنَاوَلَتْ رُومَا ١٣:‏​١-‏٧ فِي عَدَدَيْ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (‏نُوفَمْبِر)‏ وَ ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (‏دِيسَمْبِر)‏ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏ e وَهٰكَذَا فَهِمَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَبْدَأَ ٱلْخُضُوعِ ٱلنِّسْبِيِّ ٱلَّذِي كَشَفَ عَنْهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ:‏ «أَوْفُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ،‏ وَمَا لِلّٰهِ لِلّٰهِ».‏ (‏لو ٢٠:‏٢٥‏)‏ فَأَدْرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُذَّاكَ أَنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ هِيَ ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ،‏ وَعَرَفُوا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُلْزَمُونَ بِٱلْخُضُوعِ لَهَا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ يَبْقَى هٰذَا ٱلْخُضُوعُ نِسْبِيًّا.‏ فَعِنْدَمَا تَأْمُرُنَا ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ أَنْ نَعْصِيَ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ،‏ نُجِيبُ مِثْلَمَا أَجَابَ ٱلرُّسُلُ قَدِيمًا:‏ «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ».‏ (‏اع ٥:‏٢٩‏)‏ وَفِي ٱلْفَصْلَيْنِ ١٣ وَ ١٤‏،‏ سَنَرَى كَيْفَ بَدَأَ شَعْبُ ٱللّٰهِ بِتَطْبِيقِ مَبْدَإِ ٱلْحِيَادِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏

اِمْتِيَازٌ رَفِيعٌ أَنْ نُبَشِّرَ بِرَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ

٢٥ لِمَ تُقَدِّرُ إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي فَهْمِ ٱلْحَقَائِقِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

٢٥ خِتَامًا،‏ فَكِّرْ فِي كُلِّ ٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا نَحْنُ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ.‏ لَقَدْ تَعَلَّمْنَا مَتَى تَأَسَّسَ ٱلْمَلَكُوتُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَا أَهَمِّيَّتُهُ.‏ وَٱكْتَسَبْنَا فَهْمًا أَوْضَحَ لِلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ ٱلْمُتَاحَيْنِ لِلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ وَبِتْنَا نَعْرِفُ كَيْفَ نُبَرْهِنُ وَلَاءَنَا لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَنَخْضَعُ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ خُضُوعًا نِسْبِيًّا لِلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ.‏ وَٱلْآنَ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹كَيْفَ كَانَ لِي أَنْ أَعْرِفَ أَيًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ لَوْ لَمْ يُرْشِدْ يَسُوعُ عَبْدَهُ ٱلْأَمِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِيَفْهَمَهَا ثُمَّ يُعَلِّمَهَا بِدَوْرِهِ لِلْآخَرِينَ؟‏›.‏ أَوَلَيْسَتْ بَرَكَةً عَظِيمَةً إِذًا أَنْ يُرْشِدَنَا ٱلْمَسِيحُ وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏!‏

a إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «يُرْشِدُ» فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ تَعْنِي «يَدُلُّ عَلَى ٱلطَّرِيقِ» وَفْقًا لِأَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ.‏

b قَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ ٱعْتُقِدَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا تَدُلُّ عَلَى حَرْبٍ بَيْنَ ٱلدِّينِ ٱلْوَثَنِيِّ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ وَٱلْكَنِيسَةِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ.‏

c فِي حَزِيرَانَ (‏يُونْيُو)‏ عَامَ ١٨٨٠،‏ ٱعْتَبَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ سَيَكُونُونَ يَهُودًا طَبِيعِيِّينَ ٱهْتَدَوْا إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِحُلُولِ عَامِ ١٩١٤.‏ وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا نُشِرَ فِي ٱلْعَامِ نَفْسِهِ تَفْسِيرٌ أَقْرَبُ إِلَى ٱلْفَهْمِ ٱلَّذِي نَتَبَنَّاهُ ٱلْيَوْمَ.‏

d نُشِرَتْ ٱلْمَقَالَةُ بِٱلْعَرَبِيَّةِ سَنَةَ ١٩٦٤.‏

e نُشِرَتْ بِٱللُّغَةِ ٱلْعَرَبِيَّةِ فِي عَدَدَيْ حَزِيرَانَ وَتَمُّوزَ (‏يُونْيُو وَيُولْيُو)‏ ١٩٦٣ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏