الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ١٨

تمويل عمل الملكوت

تمويل عمل الملكوت

مِحْوَرُ ٱلْفَصْلِ

لِمَاذَا نَدْعَمُ عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ مَادِّيًّا وَبِأَيَّةِ طَرَائِقَ؟‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ بِمَ أَجَابَ ٱلْأَخُ رَصِل قَسًّا سَأَلَ كَيْفَ يَتَدَبَّرُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شُؤُونَهُمُ ٱلْمَادِّيَّةَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟‏

 ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ جَاءَ قَسٌّ فِي ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْمُصْلَحَةِ إِلَى ٱلْأَخِ تْشَارْلْز ت.‏ رَصِل يَسْأَلُهُ كَيْفَ يَتَدَبَّرُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شُؤُونَهُمُ ٱلْمَادِّيَّةَ.‏ فَأَوْضَحَ لَهُ ٱلْأَخُ رَصِل:‏

 ‏«نَحْنُ لَا نَأْخُذُ لَمَّاتٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ».‏

 اَلْقَسُّ:‏ «وَكَيْفَ تَحْصُلُونَ عَلَى ٱلْمَالِ؟‏».‏

 رَصِل:‏ «اَلْحَقِيقَةُ بَسِيطَةٌ لٰكِنَّكَ لَنْ تُصَدِّقَهَا.‏ فَحِينَ يَحْضُرُ ٱلْمُهْتَمُّونَ ٱجْتِمَاعَاتِنَا،‏ لَا نُمَرِّرُ أَمَامَهُمْ صِينِيَّةَ لَمَّةٍ.‏ لٰكِنَّهُمْ يُلَاحِظُونَ أَنَّ هُنَالِكَ نَفَقَاتٍ.‏ فَيُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ:‏ ‹لِهٰذِهِ ٱلْقَاعَةِ مَصَارِيفُهَا .‏ .‏ .‏ فَكَيْفَ لَنَا أَنْ نُسَاهِمَ فِي تَغْطِيَةِ جُزْءٍ مِنْهَا؟‏›».‏

 فَمَا كَانَ مِنَ ٱلْقَسِّ إِلَّا أَنْ رَمَقَ ٱلْأَخَ رَصِل بِنَظْرَةِ شَكٍّ وَٱسْتِغْرَابٍ.‏

 تَابَعَ رَصِل:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلْحَقِيقَةُ بِكُلِّ صَرَاحَةٍ.‏ فَهُمْ يَسْأَلُونَنِي:‏ ‹كَيْفَ عَسَانَا نَدْعَمُ هٰذَا ٱلْعَمَلَ؟‏›.‏ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يَنْعَمُ بِٱلْبَرَكَةِ وَٱلْمَالِ،‏ يَنْدَفِعُ إِلَى ٱسْتِخْدَامِهِمَا فِي سَبِيلِ ٱلرَّبِّ.‏ وَلٰكِنْ إِذَا كَانَ فَقِيرَ ٱلْحَالِ،‏ فَلِمَ نُرْغِمُهُ عَلَى ٱلدَّفْعِ؟‏».‏ a

٢ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْأَخَ رَصِل كَانَ يَقُولُ «ٱلْحَقِيقَةَ» وَلَا شَيْءَ غَيْرَ ٱلْحَقِيقَةِ.‏ فَمُنْذُ ٱلْقِدَمِ،‏ يَدْعَمُ شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ بِٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلطَّوْعِيَّةِ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ،‏ سَنَسْتَعْرِضُ مَثَلَيْنِ عَلَى ذٰلِكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَنَطَّلِعُ عَلَى تَارِيخِنَا ٱلْعَصْرِيِّ فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ.‏ وَفِيمَا نَرَى كَيْفَ يُمَوَّلُ عَمَلُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ،‏ حَرِيٌّ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹كَيْفَ أُبَرْهِنُ أَنِّي أَدْعَمُ ٱلْمَلَكُوتَ؟‏›.‏

‏«كُلُّ ذِي قَلْبٍ رَاغِبٍ يُحْضِرُ تَقْدِمَةَ يَهْوَهَ»‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ أَيَّةُ ثِقَةٍ لَدَى يَهْوَهَ بِعُبَّادِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ دَعْمَهُمْ لِبِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ؟‏

٣ يَثِقُ يَهْوَهُ بِعُبَّادِهِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ فَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّهُمْ لَا يُفَوِّتُونَ أَيَّةَ فُرْصَةٍ لِلْعَطَاءِ طَوْعًا وَبِكُلِّ سُرُورٍ إِعْرَابًا عَنْ مَحَبَّتِهِمِ ٱلشَّدِيدَةِ لَهُ.‏ لِنَرَ مَثَلَيْنِ عَلَى ذٰلِكَ زَمَنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْقُدَمَاءِ.‏

٤ فَبَعْدَمَا أَخْرَجَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ مِصْرَ،‏ أَمَرَهُمْ بِبِنَاءِ خَيْمَةٍ نَقَّالَةٍ،‏ أَوْ مَسْكَنٍ،‏ لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَلْزَمَ هَيْكَلُهَا وَتَجْهِيزَاتُهَا مَوَارِدَ مَادِّيَّةً ضَخْمَةً.‏ فَأَوْصَى يَهْوَهُ مُوسَى أَنْ يُعْطِيَ ٱلشَّعْبَ ٱلْفُرْصَةَ لِيَدْعَمُوا هٰذَا ٱلْمَشْرُوعَ،‏ قَائِلًا:‏ «كُلُّ ذِي قَلْبٍ رَاغِبٍ يُحْضِرُ تَقْدِمَةَ يَهْوَهَ».‏ (‏خر ٣٥:‏٥‏)‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا لِتَوِّهِمْ مِنْ عُبُودِيَّةٍ مُسْتَبِدَّةٍ أَذَاقَتْهُمُ ٱلْأَمَرَّيْنِ؟‏ (‏خر ١:‏١٤‏)‏ لَقَدْ أَيَّدُوا هٰذَا ٱلتَّرْتِيبَ دُونَ قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ،‏ وَقَدَّمُوا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ ذَهَبًا وَفِضَّةً وَأَغْرَاضًا ثَمِينَةً أُخْرَى أَخَذُوا مُعْظَمَهَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ أَسْيَادِهِمِ ٱلْمِصْرِيِّينَ سَابِقًا.‏ (‏خر ١٢:‏​٣٥،‏ ٣٦‏)‏ حَتَّى إِنَّ عَطَايَاهُمْ فَاقَتِ ٱلْحَاجَةَ بِحَيْثُ لَزِمَ أَنْ ‹يَمْتَنِعُوا عَنْ جَلْبِ› ٱلْمَزِيدِ.‏ —‏ خر ٣٦:‏​٤-‏٧‏.‏

٥ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ حِينَ مَنَحَهُمْ دَاوُدُ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَتَبَرَّعُوا مِنْ أَجْلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ؟‏

٥ بَعْدَ نَحْوِ ٤٧٥ سَنَةً،‏ تَبَرَّعَ دَاوُدُ مِنْ ثَرْوَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ لِتَمْوِيلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ أَوَّلِ مَرْكَزٍ ثَابِتٍ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَفَسَحَ ٱلْمَجَالَ لِرُفَقَائِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَتَبَرَّعُوا هُمْ أَيْضًا،‏ سَائِلًا:‏ «مَنْ يَتَطَوَّعُ لِيَمْلَأَ يَدَهُ ٱلْيَوْمَ بِتَقْدِمَةٍ لِيَهْوَهَ؟‏».‏ فَتَجَاوَبَ ٱلشَّعْبُ وَ ‹قَدَّمُوا بِقَلْبٍ كَامِلٍ قَرَابِينَ طَوْعِيَّةً›.‏ (‏١ اخ ٢٩:‏​٣-‏٩‏)‏ وَإِذْ أَدْرَكَ دَاوُدُ مَصْدَرَ كُلِّ تِلْكَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ،‏ قَالَ لِيَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ:‏ «مِنْكَ ٱلْجَمِيعُ،‏ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ».‏ —‏ ١ اخ ٢٩:‏١٤‏.‏

٦ لِمَ ٱلْمَالُ لَازِمٌ لِإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ،‏ وَأَيُّ سُؤَالَيْنِ يَنْشَآ‌نِ؟‏

٦ لَا مُوسَى وَلَا دَاوُدُ أَجْبَرَا شَعْبَ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْعَطَاءِ.‏ فَٱلشَّعْبُ تَكَرَّمُوا بِعَطَايَاهُمْ دُونَ إِكْرَاهٍ.‏ وَمَا ٱلْقَوْلُ ٱلْيَوْمَ؟‏ نَحْنُ نَعْرِفُ تَمَامَ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّ عَمَلَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ يَتَطَلَّبُ ٱلْمَالَ.‏ فَنَشْرُ وَتَوْزِيعُ ٱلْكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ،‏ بِنَاءُ وَصِيَانَةُ أَمَاكِنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَمَبَانِي ٱلْفُرُوعِ،‏ وَإِغَاثَةُ إِخْوَانِنَا ٱلْمَنْكُوبِينَ وَقْتَ ٱلْكَوَارِثِ،‏ كُلُّهَا أَعْمَالٌ تُكَلِّفُ مَبَالِغَ هَائِلَةً.‏ مِنْ هُنَا يَنْشَأُ سُؤَالَانِ هَامَّانِ:‏ كَيْفَ نَحْصُلُ عَلَى ٱلْمَوَارِدِ ٱلْمَالِيَّةِ ٱللَّازِمَةِ؟‏ وَهَلْ يَحْتَاجُ أَتْبَاعُ ٱلْمَلِكِ أَنْ يُحَرِّضَهُمْ أَحَدٌ عَلَى ٱلْعَطَاءِ؟‏

‏«لَنْ تَسْتَجْدِيَ أَوْ تَلْتَمِسَ يَوْمًا ٱلدَّعْمَ مِنَ ٱلْبَشَرِ»‏

٧،‏ ٨ لِمَاذَا لَا يَسْتَجْدِي شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْمَالَ؟‏

٧ رَفَضَ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱللُّجُوءَ إِلَى أَسَالِيبِ جَمْعِ ٱلْمَالِ ٱلشَّائِعَةِ بَيْنَ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ فَفِي مَقَالَةٍ عُنْوَانُهَا «هَلْ تَرْغَبُ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى ‹بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ›؟‏» ٱلصَّادِرَةِ فِي ٱلْعَدَدِ ٱلثَّانِي مِنَ ٱلْمَجَلَّةِ،‏ ذَكَرَ قَائِلًا:‏ «نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ دَاعِمُ ‹بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ›.‏ لِذَا فَهِيَ لَنْ تَسْتَجْدِيَ أَوْ تَلْتَمِسَ يَوْمًا ٱلدَّعْمَ مِنَ ٱلْبَشَرِ.‏ فَعِنْدَمَا يَكُفُّ ٱلَّذِي يَقُولُ:‏ ‹كُلُّ ذَهَبِ وَفِضَّةِ ٱلْجِبَالِ لِي› عَنْ تَزْوِيدِ ٱلْأَمْوَالِ ٱللَّازِمَةِ،‏ نَفْهَمُ أَنَّ ٱلْوَقْتَ حَانَ لِإِيقَافِ نَشْرِ ٱلْمَجَلَّةِ».‏ (‏حج ٢:‏​٧-‏٩‏)‏ وَهَا قَدْ مَرَّ أَكْثَرُ مِنْ ١٣٠ عَامًا وَ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَٱلْهَيْئَةُ ٱلَّتِي تُصْدِرُهَا مُسْتَمِرَّتَانِ فِي ٱلسَّيْرِ قُدُمًا بِكُلِّ قُوَّةٍ وَٱنْدِفَاعٍ!‏

٨ إِنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ لَا يَسْتَجْدُونَ ٱلْمَالَ إِطْلَاقًا.‏ فَهُمْ لَا يُمَرِّرُونَ صِينِيَّةَ لَمَّةٍ أَوْ يَبْعَثُونَ رَسَائِلَ طَلَبًا لِلصَّدَقَةِ وَٱلْإِحْسَانِ.‏ وَلَا يَرْعَوْنَ مُنَاسَبَاتٍ ٱجْتِمَاعِيَّةً لِكَسْبِ ٱلْمَالِ مِثْلَ ٱلْمَهْرَجَانَاتِ وَٱلْمَعَارِضِ وَمَآ‌دِبِ ٱلْعَشَاءِ.‏ بَلْ يَلْتَصِقُونَ بِمَا قَالَتْهُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مُنْذُ زَمَنٍ:‏ «لَيْسَ مِنَ ٱللَّائِقِ أَبَدًا أَنْ نَلْتَمِسَ ٱلْمَالَ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ ٱلرَّبِّ جَرْيًا عَلَى ٱلْعَادَةِ ٱلْمُتَّبَعَةِ .‏ .‏ .‏ فَنَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ ٱسْتِعْطَاءَ ٱلْمَالِ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ بِأَيِّ طَرِيقَةٍ كَانَتْ أَمْرٌ مَقِيتٌ وَغَيْرُ مَقْبُولٍ فِي نَظَرِهِ،‏ وَيَحْجُبُ بَرَكَتَهُ عَنِ ٱلْوَاهِبِينَ وَٱلْعَمَلِ ٱلْمُرَادِ إِنْجَازُهُ».‏ b

‏«لِيَفْعَلْ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا عَزَمَ فِي قَلْبِهِ»‏

٩،‏ ١٠ مَا هُوَ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلتَّبَرُّعِ طَوْعًا؟‏

٩ هَلْ نَحْتَاجُ نَحْنُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يُحَرِّضَنَا أَحَدٌ عَلَى ٱلْعَطَاءِ؟‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ تَمَامًا.‏ فَنَحْنُ نَسْتَخْدِمُ مَالَنَا وَمَوَارِدَنَا ٱلْأُخْرَى بِمِلْءِ إِرَادَتِنَا فِي دَعْمِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَلِمَ نَشْعُرُ بِٱنْدِفَاعٍ قَوِيٍّ إِلَى ٱلْعَطَاءِ؟‏ إِلَيْكَ ثَلَاثَةَ أَسْبَابٍ.‏

١٠ أَوَّلًا،‏ لِأَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَهَ وَنَرْغَبُ أَنْ نَعْمَلَ «مَا هُوَ مَرْضِيٌّ فِي نَظَرِهِ».‏ (‏١ يو ٣:‏٢٢‏)‏ فَهُوَ حَتْمًا يَنْظُرُ بِعَيْنِ ٱلرِّضَى إِلَى عُبَّادِهِ حِينَ يُجْزِلُونَ ٱلْعَطَاءَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ.‏ وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي كَلِمَاتِهِ عَنِ ٱلْعَطَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ٩:‏٧‏.‏)‏ فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يُعْطِي كَرْهًا أَوْ بِتَرَدُّدٍ،‏ بَلْ لِأَنَّهُ «عَزَمَ فِي قَلْبِهِ».‏ c وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ أَدْرَكَ وُجُودَ حَاجَةٍ مَا وَفَكَّرَ مَلِيًّا كَيْفَ عَسَاهُ يَسُدُّهَا.‏ وَشَخْصٌ كَهٰذَا عَزِيزٌ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي «يُحِبُّ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ».‏

حَتَّى ٱلصِّغَارُ بَيْنَنَا يُحِبُّونَ ٱلْعَطَاءَ (‏مُوزَمْبِيق)‏

١١ مَاذَا يَحْفِزُنَا إِلَى مَنْحِ يَهْوَهَ أَفْضَلَ عَطِيَّةٍ مُمْكِنَةٍ؟‏

١١ ثَانِيًا،‏ تُعَبِّرُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلْمَادِّيَّةُ عَنْ شُكْرِنَا لِيَهْوَهَ عَلَى بَرَكَاتِهِ ٱلْجَزِيلَةِ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مَبْدَإٍ فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ حَفَزَ ٱلْمَرْءَ عَلَى فَحْصِ قَلْبِهِ عِنْدَ ٱلْعَطَاءِ.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ١٦:‏​١٦،‏ ١٧‏.‏)‏ فَعِنْدَ حُضُورِ ٱلْأَعْيَادِ ٱلسَّنَوِيَّةِ ٱلثَّلَاثَةِ،‏ وَجَبَ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ إِسْرَائِيلِيٍّ أَنْ يَأْتِيَ «بِعَطِيَّةٍ عَلَى حَسَبِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ» ٱلَّتِي أَعْطَاهُ.‏ لِذَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ ٱلذَّهَابِ إِلَى تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَاتِ أَنْ يُحْصِيَ بَرَكَاتِهِ وَيَفْحَصَ قَلْبَهُ لِيَأْخُذَ مَعَهُ أَفْضَلَ عَطِيَّةٍ مُمْكِنَةٍ.‏ نَحْنُ أَيْضًا حِينَ نُفَكِّرُ كَمْ يُغْدِقُ يَهْوَهُ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتٍ نَنْدَفِعُ إِلَى مَنْحِهِ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا.‏ وَمَا نُقَدِّمُهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ،‏ بِمَا فِي ذٰلِكَ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلْمَادِّيَّةُ،‏ يَعْكِسُ تَقْدِيرَنَا ٱلْعَمِيقَ لِلنِّعَمِ ٱلَّتِي يُسْبِغُهَا عَلَيْنَا.‏ —‏ ٢ كو ٨:‏​١٢-‏١٥‏.‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ تُظْهِرُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلطَّوْعِيَّةُ مَحَبَّتَنَا لِلْمَلِكِ،‏ وَكَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَبَرَّعَ كُلٌّ مِنَّا؟‏

١٢ ثَالِثًا،‏ تُظْهِرُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلطَّوْعِيَّةُ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱلْمَلِكَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٤:‏٢٣‏.‏)‏ فَقَدْ ذَكَرَ:‏ «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلِمَتِي».‏ وَ «كَلِمَةُ» يَسُوعَ تَتَضَمَّنُ وَصِيَّتَهُ أَنْ نَكْرِزَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَنَحْنُ نَحْفَظُ هٰذِهِ ‹ٱلْكَلِمَةَ› حِينَ نَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا مِنْ وَقْتٍ وَطَاقَةٍ وَمَوَارِدَ مَادِّيَّةٍ فِي تَرْوِيجِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَبِذٰلِكَ نُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏

١٣ إِذًا،‏ كَرَعَايَا أَوْلِيَاءَ لِلْمَلَكُوتِ،‏ نَرْغَبُ مِنْ صَمِيمِ قُلُوبِنَا أَنْ نَدْعَمَهُ بِتَبَرُّعَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ وَلٰكِنْ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَبَرَّعَ كُلٌّ مِنَّا؟‏ هٰذَا قَرَارٌ شَخْصِيٌّ.‏ فَٱلْمُهِمُّ أَنْ نُعْطِيَ أَفْضَلَ مَا فِي ٱسْتِطَاعَتِنَا.‏ وَمَاذَا عَنِ ٱلْكَثِيرِ مِنْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ لَا يَمْلِكُونَ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ؟‏ (‏مت ١٩:‏​٢٣،‏ ٢٤؛‏ يع ٢:‏٥‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ حِينَ يَعْرِفُونَ أَنَّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ يُقَدِّرَانِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلنَّابِعَةَ مِنْ قَلْبٍ رَاغِبٍ،‏ مَهْمَا كَانَتْ زَهِيدَةً!‏ —‏ مر ١٢:‏​٤١-‏٤٤‏.‏

كَيْفَ نَحْصُلُ عَلَى ٱلْمَالِ؟‏

١٤ كَيْفَ وَزَّعَ شُهُودُ يَهْوَهَ مَطْبُوعَاتِهِمْ طَوَالَ سَنَوَاتٍ؟‏

١٤ اِعْتَادَ شُهُودُ يَهْوَهَ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ أَنْ يُوَزِّعُوا مَطْبُوعَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِقَاءَ مَبْلَغٍ مُتَوَاضِعٍ يُتِيحُ حَتَّى لِلْفُقَرَاءِ ٱلْحُصُولَ عَلَيْهَا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ إِذَا بَدَا صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ مُهْتَمًّا وَلَيْسَ فِي مَقْدُورِهِ أَنْ يَتَبَرَّعَ،‏ فَلَمْ يَتَأَخَّرِ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ عَنْ تَرْكِ ٱلْمَطْبُوعَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ.‏ فَمُنْيَةُ قَلْبِهِمْ كَانَتْ إِيصَالَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ إِلَى ٱلْأَشْخَاصِ ٱلطَّيِّبِي ٱلْقُلُوبِ ٱلَّذِينَ يَوَدُّونَ قِرَاءَتَهَا وَٱلِٱسْتِفَادَةَ مِنْهَا.‏

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ أَيُّ تَعْدِيلٍ أَجْرَتْهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٩٠؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُقَدَّمُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلِٱخْتِيَارِيَّةُ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «‏ عَلَامَ نُنْفِقُ تَبَرُّعَاتِنَا؟‏‏».‏)‏

١٥ وَلٰكِنْ عَامَ ١٩٩٠،‏ أَجْرَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ تَعْدِيلًا عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ.‏ فَبَدْءًا مِنْ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ،‏ وَزَّعَ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ كُلَّ ٱلْمَطْبُوعَاتِ دُونَ مُقَابِلٍ.‏ أَوْضَحَتْ رِسَالَةٌ تَسَلَّمَتْهَا كُلُّ ٱلْجَمَاعَاتِ هُنَاكَ:‏ «سَيَحْصُلُ ٱلنَّاشِرُونَ وَٱلْمُهْتَمُّونَ عَلَى ٱلْمَجَلَّاتِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ دُونَ أَنْ نَطْلُبَ مِنْهُمْ أَوْ نَقْتَرِحَ عَلَيْهِمْ تَقْدِيمَ تَبَرُّعٍ مُحَدَّدٍ كَشَرْطٍ لِنَيْلِهَا .‏ .‏ .‏ وَإِذَا رَغِبَ أَحَدٌ فِي ٱلتَّبَرُّعِ مُسَاهَمَةً مِنْهُ فِي نَفَقَاتِ عَمَلِنَا ٱلتَّعْلِيمِيِّ،‏ فَلَا مَانِعَ مِنْ ذٰلِكَ.‏ لٰكِنَّهُ سَيَحْصُلُ عَلَى ٱلْمَطْبُوعَاتِ سَوَاءٌ تَبَرَّعَ أَمْ لَا».‏ وَقَدْ سَاهَمَ هٰذَا ٱلتَّعْدِيلُ فِي تَوْضِيحِ طَبِيعَةِ عَمَلِنَا ٱلطَّوْعِيِّ وَٱلدِّينِيِّ وَبَرْهَنَ أَنَّنَا لَسْنَا «بَاعَةً جَائِلِينَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ».‏ (‏٢ كو ٢:‏١٧‏)‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ سَرَى تَرْتِيبُ ٱلتَّبَرُّعِ ٱلِٱخْتِيَارِيِّ فِي كُلِّ ٱلْفُرُوعِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏

١٦ وَكَيْفَ تُقَدَّمُ هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلِٱخْتِيَارِيَّةُ؟‏ تُوجَدُ فِي قَاعَاتِ مَلَكُوتِ شُهُودِ يَهْوَهَ صَنَادِيقُ تَبَرُّعَاتٍ لَا تَلْفِتُ ٱلْأَنْظَارَ.‏ فَيُمْكِنُ لِلْمَرْءِ أَنْ يَضَعَ ٱلْمَالَ فِيهَا أَوْ يُرْسِلَ ٱلْهِبَاتِ ٱلْمَالِيَّةَ مُبَاشَرَةً إِلَى إِحْدَى ٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلشَّرْعِيَّةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا شُهُودُ يَهْوَهَ.‏ وَفِي كُلِّ سَنَةٍ،‏ تَصْدُرُ مَقَالَةٌ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُعَدِّدُ طَرَائِقَ لِلتَّبَرُّعِ.‏

أَيْنَ نُنْفِقُ ٱلْمَالَ؟‏

١٧-‏١٩ كَيْفَ تُسْتَخْدَمُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلْمَالِيَّةُ فِي (‏أ)‏ تَمْوِيلِ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ،‏ (‏ب)‏ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ وَ (‏ج)‏ سَدِّ نَفَقَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١٧ تَمْوِيلُ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ تُغَطِّي ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلْمَالِيَّةُ مَصَارِيفَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلَّتِي تَشْمُلُ:‏ إِنْتَاجَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَتَوْزِيعَهَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ بِنَاءَ وَصِيَانَةَ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ وَبُيُوتِ إِيلَ،‏ وَعَقْدَ مُخْتَلِفِ ٱلْمَدَارِسِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ.‏ وَهِيَ تُنْفَقُ أَيْضًا عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ وَٱلْفَاتِحِينَ ٱلْخُصُوصِيِّينَ.‏ هٰذَا عَدَا عَنِ ٱلْأَمْوَالِ ٱللَّازِمَةِ لِإِغَاثَةِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ.‏ d

١٨ بِنَاءُ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ تُسْتَخْدَمُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ فِي إِعَانَةِ ٱلْجَمَاعَاتِ عَلَى بِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ أَوْ تَجْدِيدِهَا.‏ وَكُلَّمَا تَوَفَّرَتْ هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱزْدَادَتْ إِمْكَانِيَّةُ مُسَاعَدَةِ جَمَاعَاتٍ أُخْرَى لَدَيْهَا هٰذِهِ ٱلْحَاجَةُ.‏ e

١٩ سَدُّ نَفَقَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ تُسْتَعْمَلُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ لِدَفْعِ ٱلنَّفَقَاتِ ٱلِٱعْتِيَادِيَّةِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَصِيَانَتِهَا.‏ وَقَدْ يُوصِي ٱلشُّيُوخُ بِإِرْسَالِ بَعْضِ ٱلْمَالِ إِلَى مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ ٱلْمَحَلِّيِّ دَعْمًا لِلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَالَاتِ،‏ يَجِبُ أَنْ تَتَبَنَّى ٱلْجَمَاعَةُ قَرَارًا بِٱلْمُوَافَقَةِ عَلَى ٱلتَّوْصِيَةِ قَبْلَ إِرْسَالِ ٱلْمَبْلَغِ.‏ وَكُلَّ شَهْرٍ،‏ يُعِدُّ ٱلْأَخُ ٱلْمَسْؤُولُ عَنِ ٱلْحِسَابَاتِ تَقْرِيرًا مَالِيًّا يُقْرَأُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏

٢٠ كَيْفَ نُكْرِمُ يَهْوَهَ ‹بِنَفَائِسِنَا›؟‏

٢٠ حِينَ نُفَكِّرُ فِي كُلِّ مَا يَلْزَمُ لِإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ لَا يَسَعُنَا إِلَّا أَنْ نَهُبَّ إِلَى ‹إِكْرَامِ يَهْوَهَ بِنَفَائِسِنَا›.‏ (‏ام ٣:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وَتَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلنَّفَائِسُ مَقْدِرَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلْفِكْرِيَّةَ وَٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي نَوَدُّ حَتْمًا أَنْ نُوَظِّفَهَا إِلَى أَقْصَى ٱلْحُدُودِ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ مُقْتَنَيَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةَ أَيْضًا جُزْءٌ مِنْ نَفَائِسِنَا.‏ فَلْنُصَمِّمْ أَلَّا نَتَوَانَى عَنِ ٱلْعَطَاءِ مَا دَامَ ذٰلِكَ فِي طَاقَةِ يَدِنَا.‏ فَمِنْ خِلَالِ تَبَرُّعَاتِنَا ٱلطَّوْعِيَّةِ نُكْرِمُ يَهْوَهَ وَنُبَرْهِنُ دَعْمَنَا لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏

a بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدُ ١٥ تَمُّوزَ (‏يُولْيُو)‏ ١٩١٥،‏ ٱلصَّفْحَتَانِ ٢١٨-‏٢١٩.‏

b بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدُ ١ آبَ (‏أُغُسْطُس)‏ ١٨٩٩،‏ ٱلصَّفْحَةُ ٢٠١.‏

c يَذْكُرُ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «عَزَمَ» تَحْمِلُ فِكْرَةَ «ٱلتَّصْمِيمِ ٱلْمُسْبَقِ».‏ وَيُضِيفُ:‏ «صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُوَلِّدُ ٱلْفَرَحَ تِلْقَائِيًّا،‏ وَلٰكِنْ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يُخَطِّطَ لَهُ وَيَنْتَظِمَ فِي فِعْلِهِ».‏ —‏ ١ كو ١٦:‏٢‏.‏

d لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنْ أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ،‏ ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٢٠‏.‏

e لِمَعْرِفَةِ تَفَاصِيلَ عَنْ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ١٩‏.‏