الفصل ٢٠
عمل الاغاثة العالمي يُكرم اللّٰه
١، ٢ (أ) أَيُّ مِحْنَةٍ وَاجَهَتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ؟ (ب) كَيْفَ لَمَسَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ مَحَبَّةَ إِخْوَتِهِمْ؟
لِنَعُدْ إِلَى نَحْوِ ٱلْعَامِ ٤٦ بم وَلْنَزُرْ مِنْطَقَةَ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلْوَاقِعَةَ فِي بَرَاثِنِ ٱلْجُوعِ. اَلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ هُنَا مَغْلُوبٌ عَلَى أَمْرِهِمْ. فَهُمْ عَاجِزُونَ حَتَّى عَنْ شِرَاءِ ٱلْحِنْطَةِ ٱلَّتِي شَحَّتْ فِي ٱلسُّوقِ وَبَاتَتْ أَسْعَارُهَا جُنُونِيَّةً. اَلْجُوعُ يَنْهَشُهُمْ! فَمَا عَسَاهُمْ يَفْعَلُونَ؟ يُوشِكُ أَتْبَاعُ يَسُوعَ هٰؤُلَاءِ أَنْ يَلْمُسُوا ٱلْحِمَايَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ بِطَرِيقَةٍ لَمْ يَخْتَبِرْهَا قَبْلًا أَيُّ مَسِيحِيٍّ. إِلَيْكَ مَا يَحْدُثُ مَعَهُمْ.
٢ حِينَ يَعْلَمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ وَأُمَمِيٍّ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ بِمُعَانَاةِ إِخْوَتِهِمْ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْيَهُودِيَّةِ، يَتَأَثَّرُونَ كَثِيرًا وَيَهُبُّونَ إِلَى نَجْدَتِهِمْ. فَيَجْمَعُونَ ٱلْمَعُونَاتِ ثُمَّ يَخْتَارُونَ أَخَوَيْنِ قَدِيرَيْنِ هُمَا بَرْنَابَا وَشَاوُلُ لِإِيصَالِهَا إِلَى شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ. (اقرإ الاعمال ١١:٢٧-٣٠؛ ١٢:٢٥.) هَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ تَأَثَّرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُعْوِزُونَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِمَحَبَّةِ إِخْوَتِهِمْ فِي أَنْطَاكِيَةَ؟
٣ (أ) كَيْفَ يَحْتَذِي شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ بِمِثَالِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ فِي أَنْطَاكِيَةَ؟ أَعْطِ مِثَالًا. (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ « أَوَّلُ حَمْلَةِ إِغَاثَةٍ فِي أَيَّامِنَا».) (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ نُنَاقِشُهَا فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
٣ فِي تِلْكَ ٱلْحَادِثَةِ، وَضَعَ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ سَابِقَةً نَحْتَذِي بِهَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ. فَلِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، يُرْسِلُ مَسِيحِيُّونَ إِعَانَةً إِلَى إِخْوَتِهِمِ ٱلْعَائِشِينَ فِي مِنْطَقَةٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْعَالَمِ. وَعَلَى غِرَارِهِمْ، مَا إِنْ يَبْلُغُ مَسَامِعَنَا أَنَّ إِخْوَةً لَنَا فِي مِنْطَقَةٍ مَا يُعَانُونَ مِنْ كَارِثَةٍ أَوْ مِحْنَةٍ حَتَّى نَهُبَّ إِلَى نَجْدَتِهِمْ. a وَلِنَفْهَمَ مَا أَهَمِّيَّةُ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ سَائِرِ أَشْكَالِ خِدْمَتِنَا، لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلتَّالِيَةِ: لِمَ نَعْتَبِرُ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ شَكْلًا مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ؟ مَا ٱلْهَدَفُ مِنْهُ؟ وَأَيَّةُ فَوَائِدَ يَعُودُ بِهَا عَلَيْنَا؟
عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ «خِدْمَةٌ مُقَدَّسَةٌ»
٤ مَاذَا أَوْضَحَ بُولُسُ لِلْكُورِنْثِيِّينَ بِخُصُوصِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
٤ فِي رِسَالَةِ بُولُسَ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى ٱلْكُورِنْثِيِّينَ، أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُفَوَّضُونَ بِخِدْمَةٍ لَهَا وَجْهَانِ ٱثْنَانِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ مُوَجَّهَةٌ أَصْلًا إِلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ، تَنْطَبِقُ كَلِمَاتُهُ أَيْضًا عَلَى ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. (يو ١٠:١٦) أَوَّلًا، تَشْمُلُ خِدْمَتُنَا «خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ»، أَيْ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. (٢ كو ٥:١٨-٢٠؛ ١ تي ٢:٣-٦) أَمَّا ٱلْوَجْهُ ٱلثَّانِي فَيَتَمَثَّلُ فِي «ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ»، أَيْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلَّذِي نُبَادِرُ بِهِ تِجَاهَ إِخْوَتِنَا. (٢ كو ٨:٤) وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ كَلِمَةَ «خِدْمَةٍ» فِي كِلْتَا ٱلْعِبَارَتَيْنِ «خِدْمَةِ ٱلْمُصَالَحَةِ» وَ «ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ» تُنْقَلُ مِنْ إِحْدَى صِيَغِ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ دياكونيا. فَمَا أَبْعَادُ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟
٥ مَا أَبْعَادُ أَنْ يَعْتَبِرَ بُولُسُ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ شَكْلًا مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ؟
٥ حِينَ ٱسْتَعْمَلَ بُولُسُ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ نَفْسَهَا لِوَصْفِ كِلَا ٱلنَّشَاطَيْنِ، وَضَعَ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ فِي مَصَافِّ سَائِرِ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. قَالَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ: «هُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْخِدْمَاتِ، لٰكِنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ. وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ . . . لٰكِنَّ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ يُنْجِزُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْوَاحِدُ نَفْسُهُ». (١ كو ١٢:٤-٦، ١١) حَتَّى إِنَّهُ رَبَطَ بَيْنَ أَنْوَاعِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَ ‹ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ›. b (رو ١٢:١، ٦-٨) فَهَلْ مِنْ عَجَبٍ أَنَّهُ ٱسْتَحْسَنَ تَخْصِيصَ بَعْضٍ مِنْ وَقْتِهِ ‹لِخِدْمَةِ ٱلْقِدِّيسِينَ›؟ — رو ١٥:٢٥، ٢٦.
٦ (أ) لِمَ يُعَدُّ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ جُزْءًا مِنْ عِبَادَتِنَا حَسْبَمَا أَوْضَحَ بُولُسُ؟ (ب) كَيْفَ يَجْرِي عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْعَالَمِيُّ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « عِنْدَ حُلُولِ ٱلْكَارِثَةِ!».)
٦ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، سَاعَدَ بُولُسُ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ لِيُدْرِكُوا لِمَ يُعَدُّ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ جُزْءًا مِنْ خِدْمَتِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ لِيَهْوَهَ. فَحَلَّلَ ٱلْمَسْأَلَةَ كَمَا يَلِي: يُبَادِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى إِعَانَةِ إِخْوَتِهِمْ لِأَنَّهُمْ «مُذْعِنُونَ لِلْبِشَارَةِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ». (٢ كو ٩:١٣) وَبِٱلتَّالِي فَإِنَّ رَغْبَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَطْبِيقِ تَعَالِيمِ يَسُوعَ هِيَ مَا يَدْفَعُهُمْ إِلَى مُسَاعَدَةِ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، يَكُونُ إِحْسَانُهُمْ إِلَى إِخْوَتِهِمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ تَعْبِيرًا عَنْ «نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةِ». (٢ كو ٩:١٤؛ ١ بط ٤:١٠) وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ تَحَدَّثَ عَدَدُ آبَ (أُغُسْطُس) عَامَ ١٩٧٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ خِدْمَةِ ٱلْإِخْوَةِ وَقْتَ ٱلْحَاجَةِ ٱلَّتِي تَشْمُلُ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ، وَذَكَرَ: «لَا نَشُكَّ مُطْلَقًا أَنَّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يُولِيَانِ أَهَمِّيَّةً كُبْرَى لِهٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ». وَبِٱلْفِعْلِ فَإِنَّ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ شَكْلٌ قَيِّمٌ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. — رو ١٢:١، ٧؛ ٢ كو ٨:٧؛ عب ١٣:١٦.
أَهْدَافُ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ
٧، ٨ مَا أَوَّلُ أَهْدَافِ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ أَوْضِحُوا.
٧ مَا ٱلْهَدَفُ مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ أَيْضًا فِي رِسَالَةِ بُولُسَ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ. (اقرأ ٢ كورنثوس ٩:١١-١٥.) فَهُنَاكَ يُسَلِّطُ ٱلرَّسُولُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَهْدَافٍ رَئِيسِيَّةٍ نُحَقِّقُهَا بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي «هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَامَّةِ»، أَيْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ. لِنَسْتَعْرِضْهَا ٱلْوَاحِدَ تِلْوَ ٱلْآخَرِ.
٨ أَوَّلًا، يُمَجِّدُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ يَهْوَهَ. لَاحِظْ كَمْ مَرَّةً يَلْفِتُ بُولُسُ ٱنْتِبَاهَ إِخْوَتِهِ إِلَى يَهْوَهَ ٱللّٰهِ فِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلْخَمْسَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ أَعْلَاهُ. فَٱلرَّسُولُ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ‹شُكْرٍ لِلّٰهِ› وَيَتَحَدَّثُ عَنْ «تَعَابِيرِ شُكْرٍ كَثِيرَةٍ لِلّٰهِ». (العددان ١١ و ١٢) وَيُوضِحُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ «يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ» بِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ وَيُسَبِّحُونَ «نِعْمَةَ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةَ». (العددان ١٣ و ١٤) ثُمَّ يَخْتِمُ ٱلْمُنَاقَشَةَ عَنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ قَائِلًا: «شُكْرًا لِلّٰهِ». — العدد ١٥؛ ١ بط ٤:١١.
٩ كَيْفَ يُغَيِّرُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ تَفْكِيرَ ٱلْبَعْضِ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٩ وَفِي أَيَّامِنَا أَيْضًا، يَرَى خُدَّامُ ٱللّٰهِ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ فُرْصَةً لِيُمَجِّدُوا يَهْوَهَ وَيُزَيِّنُوا تَعْلِيمَهُ مَثَلُهُمْ مَثَلُ بُولُسَ. (١ كو ١٠:٣١؛ تي ٢:١٠) وَغَالِبًا مَا يُسَاهِمُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ فِي ٱسْتِئْصَالِ ٱلْمَفَاهِيمِ ٱلْخَاطِئَةِ عِنْدَ بَعْضِ ٱلْأَشْخَاصِ عَنْ يَهْوَهَ وَشُهُودِهِ. إِلَيْكَ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ ٱمْرَأَةٍ عَلَّقَتْ عَلَى بَابِ بَيْتِهَا لَافِتَةً تَقُولُ: «إِذَا كُنْتَ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ فَلَا تَقْرَعِ ٱلْبَابَ». فَبَعْدَمَا ضَرَبَ إِعْصَارٌ ٱلْمِنْطَقَةَ حَيْثُ تَعِيشُ، شَاهَدَتْ عُمَّالَ إِغَاثَةٍ يُرَمِّمُونَ بَيْتًا مُتَضَرِّرًا مُقَابِلَ بَيْتِهَا. فَظَلَّتْ عَلَى مَدَى أَيَّامٍ تُرَاقِبُ ٱلْعُمَّالَ ٱلْوِدِّيِّينَ، إِلَى أَنْ تَوَجَّهَتْ إِلَيْهِمْ لِتَعْرِفَ هُوِيَّتَهُمْ. وَحِينَ ٱكْتَشَفَتْ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ شُهُودٌ لِيَهْوَهَ، عَبَّرَتْ عَنْ إِعْجَابِهَا قَائِلَةً: «لَقَدْ أَسَأْتُ ٱلْحُكْمَ عَلَيْكُمْ». وَعَلَى ٱلْأَثَرِ، أَزَالَتِ ٱللَّافِتَةَ عَنْ بَابِ بَيْتِهَا.
١٠، ١١ (أ) اِرْوِ حَادِثَةً تُؤَكِّدُ أَنَّنَا نُحَقِّقُ ٱلْهَدَفَ ٱلثَّانِيَ مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ. (ب) أَيُّ مَطْبُوعَةٍ تُسَاعِدُ عُمَّالَ ٱلْإِغَاثَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « أَدَاةٌ جَدِيدَةٌ فِي يَدِ عُمَّالِ ٱلْإِغَاثَةِ».)
١٠ ثَانِيًا، عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ «يَسُدُّ عَوَزَ» إِخْوَانِنَا. (٢ كو ٩:١٢أ) لِمَاذَا نَنْدَفِعُ إِلَى سَدِّ حَاجَاتِ إِخْوَتِنَا ٱلطَّارِئَةِ وَٱلتَّخْفِيفِ عَنْهُمْ؟ لِأَنَّ أَعْضَاءَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ «جَسَدٌ وَاحِدٌ». «فَإِذَا تَأَلَّمَ عُضْوٌ، تَتَأَلَّمُ مَعَهُ سَائِرُ ٱلْأَعْضَاءِ». (١ كو ١٢:٢٠، ٢٦) وَعَلَيْهِ، تَدْفَعُ ٱلْمَوَدَّةُ ٱلْأَخَوِيَّةُ وَٱلْحَنَانُ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ أَنْ يُوقِفُوا أَعْمَالَهُمْ فَوْرًا وَيَحْمِلُوا عُدَّتَهُمْ وَيَتَوَجَّهُوا إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمَنْكُوبَةِ لِنَجْدَةِ إِخْوَانِهِمْ. (يع ٢:١٥، ١٦) فَبَعْدَمَا ضَرَبَ ٱلتُّسُونَامِي ٱلْيَابَانَ عَامَ ٢٠١١ مَثَلًا، أَرْسَلَ مَكْتَبُ ٱلْفَرْعِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ رِسَالَةً إِلَى لِجَانِ ٱلْبِنَاءِ ٱلْإِقْلِيمِيَّةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ سَأَلَ فِيهَا هَلْ يَتَوَفَّرُ «بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَكْفَاءِ» لِلْمُسَاعَدَةِ فِي إِعَادَةِ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ فِي غُضُونِ أَسَابِيعَ، تَقَدَّمَ نَحْوُ ٦٠٠ مُتَطَوِّعٍ وَقَبِلُوا أَنْ يُسَافِرُوا إِلَى ٱلْيَابَانِ عَلَى نَفَقَتِهِمْ! أَخْبَرَ مَكْتَبُ فَرْعِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ: «أَذْهَلَتْنَا رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْإِخْوَةِ». وَحِينَ سَأَلَ أَخٌ يَابَانِيٌّ أَحَدَ ٱلْعُمَّالِ ٱلْأَجَانِبِ عَمَّا دَفَعَهُ إِلَى ٱلْمَجِيءِ، أَجَابَ: «إِخْوَتُنَا فِي ٱلْيَابَانِ جُزْءٌ مِنْ ‹جَسَدِنَا›. فَكَيْفَ لَا نُحِسُّ بِآلَامِهِمْ وَمُعَانَاتِهِمْ؟!». وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يُخَاطِرُ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ بِحَيَاتِهِمْ لِيَقِفُوا إِلَى جَانِبِ إِخْوَانِهِمْ، مَدْفُوعِينَ بِمَحَبَّةٍ تَبْلُغُ حَدَّ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. c — ١ يو ٣:١٦.
١١ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ أَشْخَاصًا لَيْسُوا شُهُودًا يُعَبِّرُونَ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِعَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلَّذِي نَقُومُ بِهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَعْدَمَا حَلَّتْ كَارِثَةٌ بِوِلَايَةِ آرْكَانْسَاسَ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ عَامَ ٢٠١٣، نَشَرَتْ صَحِيفَةٌ تَقْرِيرًا عَنْ رَدَّةِ فِعْلِ ٱلشُّهُودِ ٱلسَّرِيعَةِ جَاءَ فِيهِ: «إِنَّ بِنْيَةَ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلتَّنْظِيمِيَّةَ جَعَلَتْ مِنْ خِدْمَاتِ مُتَطَوِّعِي ٱلْإِغَاثَةِ فَنًّا بِحَدِّ ذَاتِهَا».
١٢-١٤ (أ) مَا أَهَمِّيَّةُ تَحْقِيقِ ٱلْهَدَفِ ٱلثَّالِثِ مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ (ب) أَيَّةُ تَعْلِيقَاتٍ تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱسْتِئْنَافِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟
١٢ ثَالِثًا، نُسَاعِدُ ٱلْمُتَضَرِّرِينَ أَنْ يُعَاوِدُوا رُوتِينَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ. وَمَا أَهَمِّيَّةُ ذٰلِكَ؟ ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ مَنْ يَتَلَقَّوْنَ مُسَاعَدَةً يَنْدَفِعُونَ إِلَى تَأْدِيَةِ «تَعَابِيرِ شُكْرٍ كَثِيرَةٍ لِلّٰهِ». (٢ كو ٩:١٢ب) وَهَلْ مِنْ وَسِيلَةٍ أَفْضَلُ لِيَشْكُرَ هٰؤُلَاءِ يَهْوَهَ مِنْ مُعَاوَدَةِ رُوتِينِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ؟! (في ١:١٠) فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ، وَرَدَ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٤٥ مَا يَلِي: «رَتَّبَ بُولُسُ لِجَمْعِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ لِأَنَّهَا خَفَّفَتْ مَادِّيًّا عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُعْوِزِينَ . . . فَتَمَكَّنُوا بِٱلتَّالِي مِنْ تَكْثِيفِ نَشَاطِهِمْ فِي عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْإِلٰهِيِّ». وَٱلْيَوْمَ كَذٰلِكَ، لَا يَزَالُ لَدَيْنَا ٱلْهَدَفُ نَفْسُهُ. وَحِينَ يَسْتَأْنِفُ إِخْوَتُنَا عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ، لَا يُشَجِّعُونَ ٱلضَّحَايَا مِنْ حَوْلِهِمْ فَحَسْبُ، بَلْ يَتَشَجَّعُونَ هُمْ أَيْضًا. — اقرأ ٢ كورنثوس ١:٣، ٤.
١٣ تَأَمَّلْ فِي تَعْلِيقَاتِ بَعْضِ مَنْ تَلَقَّوُا ٱلْمُسَاعَدَةَ فِي حِينِهَا فَٱسْتَأْنَفُوا خِدْمَتَهُمْ وَتَقَوَّوْا بِفَضْلِهَا. عَبَّرَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ عَنْ مَشَاعِرِ عَائِلَتِهِ قَائِلًا: «كَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِأَنَّنَا شَارَكْنَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ! فَبَيْنَمَا حَاوَلْنَا تَعْزِيَةَ ٱلْآخَرِينَ، ٱرْتَحْنَا نَحْنُ وَلَوْ قَلِيلًا مِنْ هُمُومِنَا». وَرَوَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ تَجْرِبَتَهَا قَائِلَةً: «اَلتَّرْكِيزُ عَلَى ٱلنَّشَاطِ ٱلرُّوحِيِّ شَغَلَنِي عَنِ ٱلدَّمَارِ مِنْ حَوْلِي، فَشَعَرْتُ بِٱلْأَمَانِ». وَأَخْبَرَتْ أُخْتٌ أُخْرَى: «فِي حِينِ كَانَتِ ٱلْأُمُورُ خَارِجَةً عَنْ سَيْطَرَتِنَا، سَاعَدَتِ ٱلْكِرَازَةُ عَائِلَتَنَا أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْمُشْرِقِ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُنَا. فَٱلتَّحَدُّثُ مَعَ ٱلنَّاسِ عَنْ رَجَائِنَا بِٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ قَوَّى ثِقَتَنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا».
١٤ وَحُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ نَشَاطٌ رُوحِيٌّ آخَرُ يَحْسُنُ بِإِخْوَانِنَا ٱلْمَنْكُوبِينَ ٱسْتِئْنَافُهُ فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ. إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ كِيُوكُو، أُخْتٍ كَانَتْ فِي أَوَاخِرِ خَمْسِينَاتِهَا عِنْدَمَا ضَرَبَ ٱلتُّسُونَامِي ٱلْمِنْطَقَةَ حَيْثُ تَعِيشُ. فَبَعْدَمَا خَسِرَتْ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِهَا وَلَمْ تَخْرُجْ إِلَّا بِٱلثِّيَابِ ٱلَّتِي عَلَيْهَا، شَعَرَتْ بِٱلضَّيَاعِ وَتَسَاءَلَتْ كَيْفَ عَسَاهَا تُكْمِلُ حَيَاتَهَا. آنَذَاكَ أَخْبَرَهَا أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ أَنَّهُ يَنْوِي عَقْدَ ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعَ زَوْجَتِهِ فِي سَيَّارَتِهِ. تَرْوِي كِيُوكُو: «جَلَسْتُ مَعَ ٱلْأَخِ وَزَوْجَتِهِ وَأُخْتٍ أُخْرَى فِي ٱلسَّيَّارَةِ. كَانَ ٱلِٱجْتِمَاعُ بَسِيطًا، لٰكِنَّ نَتِيجَتَهُ مُذْهِلَةٌ! فَقَدْ نَسِيتُ أَمْرَ ٱلتُّسُونَامِي وَشَعَرْتُ بِرَاحَةِ ٱلْبَالِ. فَتَبَيَّنْتُ فِي ذٰلِكَ ٱلِٱجْتِمَاعِ تَأْثِيرَ ٱلْأُخُوَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ». وَقَالَتْ أُخْتٌ ثَانِيَةٌ عَنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلَّتِي حَضَرَتْهَا بَعْدَ حُلُولِ إِحْدَى ٱلْكَوَارِثِ: «كَانَتْ طَوْقَ ٱلنَّجَاةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ». — رو ١:١١، ١٢؛ ١٢:١٢.
عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ يَعُودُ بِفَوَائِدَ طَوِيلَةِ ٱلْأَمَدِ
١٥، ١٦ (أ) كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْكُورِنْثِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ مِنْ دَعْمِ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ أَيْضًا مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟
١٥ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِ بُولُسَ عَنْ إِرْسَالِ ٱلْإِعَانَاتِ، نَاقَشَ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْكُورِنْثِيُّونَ وَإِخْوَةٌ آخَرُونَ مِنْ مُسَاهَمَتِهِمْ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ. قَالَ: «بِٱلتَّضَرُّعِ مِنْ أَجْلِكُمْ هُمْ [أَيِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلَّذِينَ تَلَقَّوُا ٱلْمَعُونَةَ] مُشْتَاقُونَ إِلَيْكُمْ لِمَا عَلَيْكُمْ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةِ». (٢ كو ٩:١٤) إِذًا كَانَ كَرَمُ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ سَيُعَمِّقُ مَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ لَهُمْ وَيَدْفَعُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِمْ جَمِيعًا، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْكُورِنْثِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ.
١٦ فَكَيْفَ يَنْعَكِسُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ عَلَيْنَا ٱلْيَوْمَ؟ تَنَاوَلَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٤٥ كَلِمَاتِ بُولُسَ عَنْ فَوَائِدِ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ قَائِلَةً: «تَخَيَّلْ كَمْ تَتَوَطَّدُ وَحْدَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حِينَ يَتَبَرَّعُ ٱلْبَعْضُ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْمُكَرَّسِ لِيَسُدَّ حَاجَاتِ ٱلْبَعْضِ ٱلْآخَرِ». وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تُجَسِّدُ مَشَاعِرَ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ. ذَكَرَ شَيْخٌ مَدَّ يَدَ ٱلْعَوْنِ بَعْدَ أَحَدِ ٱلْفَيَضَانَاتِ: «اَلِٱشْتِرَاكُ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ قَرَّبَنِي مِنْ إِخْوَتِي أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى». وَقَالَتْ شَاهِدَةٌ شَعَرَتْ بِٱلِٱمْتِنَانِ بَعْدَمَا سَاعَدَهَا ٱلْإِخْوَةُ: «نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ أُخُوَّةً هِيَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ إِلَى ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلْأَرْضِيِّ». — اقرإ الامثال ١٧:١٧.
١٧ (أ) كَيْفَ تَنْطَبِقُ ٱلْكَلِمَاتُ فِي إِشَعْيَا ٤١:١٣ عَلَى عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ (ب) اُذْكُرْ أَمْثِلَةً تُظْهِرُ كَيْفَ يُكْرِمُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ يَهْوَهَ وَيُمَتِّنُ رِبَاطَ ٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ ٱلشُّهُودِ. (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ « مُتَطَوِّعُونَ يَهُبُّونَ لِنَجْدَةِ إِخْوَتِهِمْ».)
١٧ وَبَعْدَمَا يَصِلُ عُمَّالُ ٱلْإِغَاثَةِ إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمَنْكُوبَةِ، يَلْمُسُ إِخْوَتُنَا ٱلْمُتَضَرِّرُونَ صِدْقَ ٱلْوَعْدِ ٱلْإِلٰهِيِّ ٱلتَّالِي: «أَنَا، يَهْوَهَ إِلٰهَكَ، ٱلْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، ٱلْقَائِلُ لَكَ: ‹لَا تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ›». (اش ٤١:١٣) ذَكَرَتْ أُخْتٌ نَجَتْ مِنْ إِحْدَى ٱلْكَوَارِثِ: «اِسْوَدَّتِ ٱلدُّنْيَا فِي عَيْنَيَّ حِينَمَا رَأَيْتُ ٱلدَّمَارَ. إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ مَدَّ يَدَهُ إِلَيَّ. حَقًّا يَعْجَزُ لِسَانِي عَنْ وَصْفِ مُسَاعَدَةِ إِخْوَتِي لِي!». وَبَعْدَمَا دَمَّرَتْ كَارِثَةٌ إِحْدَى ٱلْمَنَاطِقِ، كَتَبَ شَيْخَانِ بِٱسْمِ جَمَاعَتَيْهِمَا: «عَانَيْنَا ٱلْأَمَرَّيْنِ بِسَبَبِ ٱلزِّلْزَالِ، إِلَّا أَنَّنَا ٱخْتَبَرْنَا كَيْفَ يُعِينُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ إِخْوَتِنَا. فِي ٱلسَّابِقِ قَرَأْنَا عَنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ، أَمَّا ٱلْآنَ فَشَهِدْنَاهُ بِأُمِّ عَيْنِنَا».
كَيْفَ لَكَ أَنْ تُسَاعِدَ؟
١٨ كَيْفَ لَكَ أَنْ تُسَاعِدَ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ « عَمَلٌ حَدَّدَ مَسَارَ حَيَاتِهِ».)
١٨ هَلْ تَوَدُّ أَنْ تَتَذَوَّقَ ٱلْفَرَحَ ٱلنَّاجِمَ عَنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ ٱلْعُمَّالَ غَالِبًا مَا يُخْتَارُونَ مِمَّنْ يُشَارِكُونَ فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. لِذَا أَطْلِعْ شُيُوخَ جَمَاعَتِكَ عَلَى رَغْبَتِكَ فِي مَلْءِ ٱلطَّلَبِ لِهٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ. وَلَا تَنْسَ نَصِيحَةً قَدَّمَهَا شَيْخٌ لَهُ خِبْرَةٌ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ: «لَا تُسَافِرْ إِلَى مِنْطَقَةٍ مَنْكُوبَةٍ إِلَّا بَعْدَمَا تَتَلَقَّى دَعْوَةً رَسْمِيَّةً مِنْ لَجْنَةِ ٱلْإِغَاثَةِ». فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، يَسِيرُ ٱلْعَمَلُ بِشَكْلٍ مُنَظَّمٍ.
١٩ كَيْفَ يُتِيحُ لَنَا عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ أَنْ نُبَرْهِنَ أَنَّنَا تَلَامِيذُ حَقِيقِيُّونَ لِلْمَسِيحِ؟
١٩ لَا شَكَّ أَنَّ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ يُتِيحُ لَنَا فُرْصَةً فَرِيدَةً لِنُطِيعَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ أَنْ ‹يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا›. وَبِإِظْهَارِ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا تَلَامِيذُ حَقِيقِيُّونَ لِلْمَسِيحِ. (يو ١٣:٣٤، ٣٥) فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ نَجِدَ بَيْنَنَا عُمَّالًا طَوْعِيِّينَ كَثِيرِينَ يُمَجِّدُونَ يَهْوَهَ إِذْ يُعِينُونَ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءَ!
a صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلْفَصْلَ يَتَنَاوَلُ أَعْمَالَ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْهَادِفَةَ إِلَى مُسَاعَدَةِ إِخْوَانِنَا، إِلَّا أَنَّ جُهُودَنَا هٰذِهِ تُفِيدُ أَحْيَانًا كَثِيرَةً أَشْخَاصًا مِنْ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ. — غل ٦:١٠.
b اِسْتَخْدَمَ بُولُسُ صِيغَةَ ٱلْجَمْعِ مِنْ دياكونوس (خَادِمٍ) لِيَصِفَ ‹ٱلْخُدَّامَ ٱلْمُسَاعِدِينَ›. — ١ تي ٣:١٢.
c رَاجِعِ ٱلْمَقَالَةَ بِعُنْوَانِ «مُسَاعَدَةُ أَهْلِنَا فِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْبُوسْنَةِ» عَدَدَ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٩٤ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلصَّفَحَاتِ ٢٣-٢٧.