الفصل ١٠
الملك يمحِّص اتباعه روحيا
١-٣ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ ٱكْتَشَفَ أَنَّ أَشْخَاصًا يُدَنِّسُونَ ٱلْهَيْكَلَ؟
اِحْتَرَمَ يَسُوعُ ٱلْهَيْكَلَ فِي أُورُشَلِيمَ ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا نَظَرًا لِمَا يُمَثِّلُهُ. فَٱلْهَيْكَلُ هُوَ مَرْكَزُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْعِبَادَةَ، عِبَادَةَ يَهْوَهَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْقُدُّوسِ، لَا تَكُونُ إِلَّا طَاهِرَةً نَقِيَّةً. تَخَيَّلْ إِذًا مَشَاعِرَ يَسُوعَ حِينَ دَخَلَ ٱلْهَيْكَلَ فِي ١٠ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ بم وَٱكْتَشَفَ أَنَّ أَشْخَاصًا يُدَنِّسُونَهُ. مَاذَا جَرَى بِٱلضَّبْطِ؟ — اقرأ متى ٢١:١٢، ١٣.
٢ فِي سَاحَةِ ٱلْأُمَمِ، رَاحَ ٱلتُّجَّارُ ٱلطَّمَّاعُونَ وَٱلصَّيَارِفَةُ يَسْتَغِلُّونَ ٱلْعُبَّادَ ٱلْآتِينَ لِيُقَرِّبُوا تَقْدِمَاتٍ لِيَهْوَهَ. a فَمَا كَانَ مِنْ يَسُوعَ إِلَّا أَنْ «طَرَدَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ». (قارن نحميا ١٣:٧-٩.) وَشَهَّرَ بِهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلْأَنَانِيِّينَ لِأَنَّهُمْ حَوَّلُوا بَيْتَ أَبِيهِ إِلَى «مَغَارَةِ لُصُوصٍ». وَهٰكَذَا أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱحْتِرَامَهُ لِلْهَيْكَلِ وَمَا يُمَثِّلُهُ. فَلَا تَهَاوُنَ أَلْبَتَّةَ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى نَقَاوَةِ عِبَادَةِ ٱللّٰهِ!
٣ بَعْدَ مُرُورِ قُرُونٍ، طَهَّرَ يَسُوعُ هَيْكَلًا آخَرَ إِثْرَ تَنْصِيبِهِ مَلِكًا مَسِيَّانِيًّا. وَهٰذَا ٱلْحَدَثُ يُعْنَى بِهِ جَمِيعُ ٱلرَّاغِبِينَ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ عِبَادَةً مَقْبُولَةً. فَعَنْ أَيِّ هَيْكَلٍ نَتَكَلَّمُ؟
تَطْهِيرُ «بَنِي لَاوِي»
٤، ٥ (أ) كَيْفَ طُهِّرَ وَمُحِّصَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩؟ (ب) هَلِ ٱنْتَهَى آنَذَاكَ تَمْحِيصُ وَتَطْهِيرُ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ أَوْضِحُوا.
٤ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي، أَتَى يَسُوعُ مَعَ أَبِيهِ بَعْدَ تَنْصِيبِهِ مَلِكًا عَامَ ١٩١٤ لِتَفَقُّدِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ، أَيْ تَرْتِيبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ. b نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، رَأَى ٱلْمَلِكُ أَنَّ «بَنِي لَاوِي»، أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، بِحَاجَةٍ إِلَى تَمْحِيصٍ وَتَطْهِيرٍ. (مل ٣:١-٣) وَعَلَيْهِ سَمَحَ يَهْوَهُ بِصِفَتِهِ ٱلْمُمَحِّصَ بِأَنْ يَمُرَّ شَعْبُهُ بِمِحَنٍ وَمَصَاعِبَ مُتَنَوِّعَةٍ مِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩. وَٱلشُّكْرُ لِيَهْوَهَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَمْسُوحِينَ خَرَجُوا مِنَ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ ٱلنَّارِيَّةِ شَعْبًا أَنْقَى يَرْغَبُ فِي دَعْمِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ!
٥ وَهَلِ ٱنْتَهَى بِذٰلِكَ تَمْحِيصُ وَتَطْهِيرُ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ كَلَّا. فَخِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، ظَلَّ يَهْوَهُ يُسَاعِدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ كَيْ يَكُونُوا أَنْقِيَاءَ وَيَبْقَوْا فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ. وَفِي ٱلْفَصْلَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ، نَرَى كَيْفَ مَحَّصَهُمُ ٱللّٰهُ أَدَبِيًّا وَتَنْظِيمِيًّا. وَلٰكِنْ لِنُنَاقِشْ أَوَّلًا تَطْهِيرَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ. وَلَا شَكَّ أَنَّ إِيمَانَنَا سَيَقْوَى حِينَ نَرَى كَيْفَ عَمِلَ يَسُوعُ بِطَرَائِقَ ظَاهِرَةٍ لِلْعِيَانِ وَمِنْ وَرَاءِ ٱلْكَوَالِيسِ أَيْضًا لِيُسَاعِدَ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَكُونُوا أَطْهَارًا رُوحِيًّا.
«تَطَهَّرُوا»
٦ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا أَوَامِرُ يَهْوَهَ لِلْمَسْبِيِّينَ ٱلْيَهُودِ أَنْ نَفْهَمَ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلطَّهَارَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ؟
٦ مَا هِيَ ٱلطَّهَارَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ؟ لِإِيجَادِ ٱلْجَوَابِ، لِنَتَفَحَّصْ كَلِمَاتِ يَهْوَهَ ٱلنَّبَوِيَّةَ إِلَى ٱلْمَسْبِيِّينَ ٱلْيَهُودِ فِيمَا أَوْشَكُوا أَنْ يُغَادِرُوا بَابِلَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلسَّادِسِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ. (اقرأ اشعيا ٥٢:١١.) بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى، كَانَ هٰؤُلَاءِ عَائِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُعِيدُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ وَيَرُدُّوا ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ. (عز ١:٢-٤) غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ أَرَادَ أَنْ يَتْرُكَ شَعْبُهُ وَرَاءَهُ كُلَّ آثَارِ ٱلدِّيَانَةِ ٱلْبَابِلِيَّةِ. لَاحِظْ أَنَّهُ أَصْدَرَ عَدَدًا مِنَ ٱلْأَوَامِرِ قَائِلًا: «لَا تَمَسُّوا نَجِسًا. اُخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا، تَطَهَّرُوا». فَعِبَادَةُ يَهْوَهَ ٱلنَّقِيَّةُ يَجِبُ أَلَّا تُلَطَّخَ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. مَاذَا نَسْتَنْتِجُ إِذًا؟ تَشْمُلُ ٱلطَّهَارَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ ٱلِٱبْتِعَادَ عَنْ تَعَالِيمِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَمُمَارَسَاتِهِ.
٧ أَيَّ قَنَاةٍ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ لِيُسَاعِدَ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَكُونُوا أَطْهَارًا رُوحِيًّا؟
٧ وَفِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ، أَقَامَ يَسُوعُ بُعَيْدَ تَنْصِيبِهِ مَلِكًا قَنَاةً ظَاهِرَةً لِلْعِيَانِ سَاعَدَ أَتْبَاعَهُ مِنْ خِلَالِهَا أَنْ يَكُونُوا أَطْهَارًا رُوحِيًّا. هٰذِهِ ٱلْقَنَاةُ هِيَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ ٱلَّذِي أَقَامَهُ عَامَ ١٩١٩. (مت ٢٤:٤٥) صَحِيحٌ أَنَّ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ طَهَّرُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ قَبْلَ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، وَلٰكِنْ لَزِمَ أَنْ يَتَقَدَّمُوا أَكْثَرَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. لِذٰلِكَ نَوَّرَهُمُ ٱلْمَسِيحُ تَدْرِيجِيًّا مِنْ خِلَالِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ حَوْلَ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلطُّقُوسِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْوَاجِبِ عَلَيْهِمِ ٱلتَّحَرُّرُ مِنْهَا. (ام ٤:١٨) إِلَيْكَ فِي مَا يَلِي بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
هَلْ يَجُوزُ ٱلِٱحْتِفَالُ بِعِيدِ ٱلْمِيلَادِ؟
٨ (أ) مَاذَا عَرَفَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُنْذُ بِدَايَاتِهِمْ بِشَأْنِ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ لَمْ يُدْرِكْهُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ؟
٨ أَدْرَكَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُنْذُ بِدَايَاتِهِمْ أَنَّ جُذُورَ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ وَثَنِيَّةٌ وَأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يُولَدْ فِي ٢٥ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر). ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) مِنْ عَامِ ١٨٨١: «ضُمَّ مَلَايِينُ ٱلْوَثَنِيِّينَ إِلَى ٱلْكَنِيسَةِ. إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلتَّغْيِيرَ كَانَ ٱسْمِيًّا بِٱلْإِجْمَالِ. فَٱلْكَهَنَةُ ٱلْوَثَنِيُّونَ بَاتُوا كَهَنَةً مَسِيحِيِّينَ، وَٱلْأَعْيَادُ ٱلْوَثَنِيَّةُ أُطْلِقَتْ عَلَيْهَا أَسْمَاءٌ مَسِيحِيَّةٌ. وَعِيدُ ٱلْمِيلَادِ مِثَالٌ عَلَى ذٰلِكَ». وَعَامَ ١٨٨٣، فِي مَقَالَةٍ بِعُنْوَانِ «مَتَى وُلِدَ ٱلْمَسِيحُ؟»، بَرْهَنَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ وُلِدَ نَحْوَ أَوَائِلِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر). c مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يُدْرِكْ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ آنَذَاكَ ضَرُورَةَ ٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِعِيدِ ٱلْمِيلَادِ. حَتَّى إِنَّ أَعْضَاءً فِي عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ فِي بْرُوكْلِين ظَلُّوا يَحْتَفِلُونَ بِهِ. لٰكِنَّ ٱلْأُمُورَ أَخَذَتْ تَتَغَيَّرُ بَعْدَ عَامِ ١٩٢٦. لِمَاذَا؟
٩ أَيَّةُ وَقَائِعَ تَوَصَّلَ إِلَيْهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِشَأْنِ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ؟
٩ نَتِيجَةَ ٱلتَّعَمُّقِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ بِدِقَّةٍ وَٱنْتِبَاهٍ فَهِمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ أَصْلَ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْمُرْتَبِطَةَ بِهِ تُهِينُ ٱللّٰهَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ. وَقَدْ ذَكَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ «أَصْلُ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ» ٱلصَّادِرَةُ فِي اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ عَدَدِ ١٤ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٢٧ أَنَّ هٰذَا ٱلْعِيدَ ٱحْتِفَالٌ وَثَنِيٌّ يُرَكِّزُ عَلَى ٱلْمَلَذَّاتِ وَيَشْتَمِلُ عَلَى عِبَادَةِ ٱلْأَوْثَانِ. وَقَالَتِ ٱلْمَقَالَةُ بِكُلِّ وُضُوحٍ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَأْمُرْ بِهِ. ثُمَّ خَتَمَتْ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلصَّرِيحَةِ: «بِمَا أَنَّ ٱلْعَالَمَ وَٱلْجَسَدَ وَإِبْلِيسَ يُحَبِّذُونَ إِقَامَةَ هٰذَا ٱلْعِيدِ وَٱسْتِمْرَارِيَّتَهُ، فَهٰذَا دَلِيلٌ قَاطِعٌ وَدَامِغٌ يَرْدَعُ ٱلْمُنْتَذِرِينَ كَامِلًا لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ عَنِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِهِ». لَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ عَائِلَةَ بَيْتَ إِيلَ لَمْ تَحْتَفِلْ بِعِيدِ ٱلْمِيلَادِ مُجَدَّدًا، لَا تِلْكَ ٱلسَّنَةَ وَلَا فِي أَيِّ وَقْتٍ لَاحِقٍ.
١٠ (أ) أَيَّةُ مَوَادَّ عَمِيقَةٍ عَنْ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ قُدِّمَتْ فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٢٨؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ « أَصْلُ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ وَٱلْهَدَفُ مِنْهُ».) (ب) كَيْفَ تَنَبَّهَ شَعْبُ ٱللّٰهِ إِلَى أَعْيَادٍ وَٱحْتِفَالَاتٍ أُخْرَى يَنْبَغِي لَهُمْ تَجَنُّبُهَا؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « فَضْحُ أَعْيَادٍ أُخْرَى».)
١٠ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ، تَوَفَّرَتْ لِتَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَوَادُّ أَعْمَقُ تَتَنَاوَلُ مَوْضُوعَ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ. فَفِي ١٢ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٢٨، قَدَّمَ عُضْوٌ فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ يُدْعَى رِيتْشَارْد بَارْبِر خِطَابًا عَلَى ٱلرَّادِيُو كَشَفَ مِنْ خِلَالِهِ أُصُولَ هٰذَا ٱلْعِيدِ ٱلنَّجِسَةَ. وَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ شَعْبِ ٱللّٰهِ تِجَاهَ إِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْوَاضِحِ هٰذَا؟ يَسْتَرْجِعُ ٱلْأَخُ تْشَارْلْز بْرَانْدْلَايْنُ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي تَوَقَّفَ فِيهِ هُوَ وَعَائِلَتُهُ عَنِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلْعِيدِ، وَيَسْأَلُ: «هَلْ تَضَايَقْنَا مِنَ ٱلتَّخَلِّي عَنْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ ٱلْوَثَنِيَّةِ؟ قَطْعًا لَا! . . . فَكُنَّا كَمَنْ يَخْلَعُ عَنْهُ ثَوْبًا وَسِخًا وَيَرْمِيهِ بَعِيدًا». وَيَذْكُرُ ٱلْأَخُ هَنْرِي كَانْتْوِلُ ٱلَّذِي خَدَمَ نَاظِرًا جَائِلًا: «سَرَّنَا أَنْ نَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلتَّخَلِّي عَنْ شَيْءٍ لِنُبَرْهِنَ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ». نَعَمْ، كَانَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَوْلِيَاءُ مُسْتَعِدِّينَ لِإِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ وَتَرْكِ أَيِّ ٱحْتِفَالٍ تَرْجِعُ جُذُورُهُ إِلَى ٱلْعِبَادَاتِ ٱلدَّنِسَةِ. d — يو ١٥:١٩؛ ١٧:١٤.
١١ كَيْفَ نُظْهِرُ دَعْمَنَا لِلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ؟
١١ أَوَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْأُمَنَاءُ مِثَالًا رَائِعًا لِنَتْبَعَهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟! عَلَى ضَوْءِ ذٰلِكَ لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا: ‹كَيْفَ أَنْظُرُ إِلَى إِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ؟ هَلْ أَقْبَلُهُ بِٱمْتِنَانٍ وَأُطَبِّقُ مَا أَتَعَلَّمُهُ؟›. إِنَّ طَاعَتَنَا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ تُظْهِرُ تَأْيِيدَنَا لِلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ لِتَوْفِيرِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ. — اع ١٦:٤، ٥.
هَلْ يَجُوزُ ٱسْتِعْمَالُ ٱلصَّلِيبِ؟
١٢ مَا كَانَتْ نَظْرَةُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلصَّلِيبِ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ؟
١٢ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ، ٱعْتَبَرَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلصَّلِيبَ رَمْزًا مَسِيحِيًّا مَقْبُولًا. إِلَّا أَنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَمْ يُجِيزُوا تَقْدِيمَ ٱلْعِبَادَةِ لَهُ إِذْ أَدْرَكُوا أَنَّ ٱلصَّنَمِيَّةَ مُمَارَسَةٌ خَاطِئَةٌ. (١ كو ١٠:١٤؛ ١ يو ٥:٢١) فَمِنْ بِدَايَاتِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، تَحْدِيدًا عَامَ ١٨٨٣، ذَكَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ صَرَاحَةً أَنَّ «كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلصَّنَمِيَّةِ مَكْرَهَةٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ». مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَرَوْا قَدِيمًا مَانِعًا مِنَ ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ ٱسْتِعْمَالًا «مَقْبُولًا». عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ٱفْتَخَرُوا بِوَضْعِ دَبُّوسٍ عَلَى شَكْلِ صَلِيبٍ وَتَاجٍ كَعَلَامَةٍ فَارِقَةٍ تُعَرِّفُ بِهِمْ. وَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ، دَلَّتْ هٰذِهِ ٱلشَّارَةُ أَنَّهُمْ يَنَالُونَ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ إِنْ هُمْ حَافَظُوا عَلَى أَمَانَتِهِمْ حَتَّى ٱلْمَوْتِ. وَٱبْتِدَاءً مِنْ عَامِ ١٨٩١، بَاتَ هٰذَا ٱلرَّمْزُ يَظْهَرُ عَلَى غِلَافِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
١٣ أَيُّ نُورٍ رُوحِيٍّ تَلَقَّاهُ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ تَدْرِيجِيًّا عَنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ « اَلنُّورُ ٱلرُّوحِيُّ يَكْشِفُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ».)
١٣ صَحِيحٌ أَنَّ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَعَزُّوا شَارَةَ ٱلصَّلِيبِ وَٱلتَّاجِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْأُمُورَ أَخَذَتْ تَتَغَيَّرُ مُنْذُ أَوَاخِرِ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي. فَقَدْ تَوَضَّحَتْ تَدْرِيجِيًّا نَظْرَتُهُمْ إِلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ. يَتَذَكَّرُ غْرَانْت سُوتِرُ ٱلَّذِي خَدَمَ لَاحِقًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ مَا حَدَثَ فِي مَحْفِلٍ عُقِدَ عَامَ ١٩٢٨ فِي دِيتْرُويْت بِوِلَايَةِ مِيشِيغَانَ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ. يُخْبِرُ: «أَظْهَرَ ٱلْمَحْفِلُ أَنَّ شَارَاتِ ٱلتَّاجِ وَٱلصَّلِيبِ غَيْرُ ضَرُورِيَّةٍ وَمَرْفُوضَةٌ أَيْضًا». وَعَلَى مَدَى ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلتَّالِيَةِ تَبَلْوَرَتِ ٱلْمَسْأَلَةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. فَبَاتَ جَلِيًّا أَنْ لَا مَكَانَ لِلصَّلِيبِ فِي عِبَادَةٍ نَقِيَّةٍ وَطَاهِرَةٍ رُوحِيًّا.
١٤ هَلْ تَجَاوَبَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي كَشَفَ ٱلْحَقِيقَةَ تَدْرِيجِيًّا عَنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ؟ أَوْضِحُوا.
١٤ فَهَلْ تَجَاوَبَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي أَضَاءَ تَدْرِيجِيًّا عَلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ؟ أَمْ إِنَّهُمْ تَمَسَّكُوا بِشَارَةِ ٱلصَّلِيبِ وَٱلتَّاجِ ٱلْعَزِيزَةِ عَلَيْهِمْ؟ تَتَذَكَّرُ لِيلَا رُوبِرْتْس، أُخْتٌ خَدَمَتْ يَهْوَهَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً: «تَخَلَّيْنَا عَنْهَا بِكُلِّ سُهُولَةٍ حِينَ أَدْرَكْنَا مَا تُمَثِّلُهُ». وَعَكَسَتْ أُخْتٌ أُخْرَى ٱسْمُهَا أُورْسُولَا سِيرِنْكُو رَأْيَ كَثِيرِينَ حِينَ قَالَتْ: «أَدْرَكْنَا أَنَّ مَا أَحْبَبْنَاهُ يَوْمًا مُعْتَبِرِينَهُ رَمْزًا لِمَوْتِ رَبِّنَا وَلِتَعَبُّدِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ هُوَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ رَمْزٌ وَثَنِيٌّ. وَٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْأَمْثَال ٤:١٨، شَعَرْنَا بِٱلِٱمْتِنَانِ لِأَنَّ طَرِيقَنَا يَزْدَادُ نُورًا». وَعَلَيْهِ لَا شَكَّ أَنَّ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَوْلِيَاءَ رَفَضُوا ٱلْمُشَارَكَةَ فِي مُمَارَسَاتٍ دِينِيَّةٍ بَاطِلَةٍ وَنَجِسَةٍ.
١٥، ١٦ كَيْفَ نُظْهِرُ تَصْمِيمَنَا عَلَى إِبْقَاءِ ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِ يَهْوَهَ ٱلرُّوحِيِّ طَاهِرَةً؟
١٥ وَمِنْ جِهَتِنَا، نَحْنُ نُشَاطِرُهُمُ ٱلتَّصْمِيمَ عَيْنَهُ. وَعَلَى غِرَارِهِمْ، نُمَيِّزُ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَسْتَخْدِمُ قَنَاةً ظَاهِرَةً لِلْعِيَانِ، أَلَا وَهِيَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ، لِيُسَاعِدَ شَعْبَهُ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أَطْهَارًا رُوحِيًّا. لِذَا نُطِيعُ بِلَا تَلَكُّؤٍ حِينَ يُنَبِّهُنَا ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ مِنْ خِلَالِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ إِلَى مُمَارَسَاتٍ أَوْ عَادَاتٍ أَوْ طُقُوسٍ مُدَنَّسَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. فَنَحْنُ مُصَمِّمُونَ، مَثَلُنَا مَثَلُ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْعَائِشِينَ فِي بِدَايَاتِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ، عَلَى إِبْقَاءِ ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِ يَهْوَهَ ٱلرُّوحِيِّ طَاهِرَةً نَقِيَّةً.
١٦ وَخِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يَعْمَلُ ٱلْمَسِيحُ وَرَاءَ ٱلْكَوَالِيسِ أَيْضًا لِيَحْمِيَ جَمَاعَاتِ شَعْبِ يَهْوَهَ مِنْ أَفْرَادٍ قَدْ يُدَنِّسُونَهَا رُوحِيًّا. كَيْفَ؟ لِنَرَ فِي مَا يَلِي.
فَرْزُ «ٱلْأَشْرَارِ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَبْرَارِ»
١٧، ١٨ مَاذَا يَعْنِي فِي مَثَلِ ٱلشَّبَكَةِ ٱلْجَارِفَةِ (أ) إِلْقَاءُ ٱلشَّبَكَةِ ٱلْجَارِفَةِ؟ (ب) ‹تَجْمِيعُ سَمَكٍ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ›؟ (ج) جَمْعُ ٱلسَّمَكِ ٱلْجَيِّدِ فِي آنِيَةٍ؟ (د) إِلْقَاءُ ٱلسَّمَكِ ٱلرَّدِيءِ بَعِيدًا؟
١٧ يَسْهَرُ ٱلْمَلِكُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَلَى جَمَاعَاتِ شَعْبِ ٱللّٰهِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، يُنْجِزُ هُوَ وَٱلْمَلَائِكَةُ عَمَلِيَّةَ فَرْزٍ بِطَرَائِقَ نَجْهَلُهَا إِلَى حَدٍّ مَا. وَصَفَ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْعَمَلِيَّةَ فِي مَثَلِهِ عَنِ ‹ٱلشَّبَكَةِ ٱلْجَارِفَةِ›. (اقرأ متى ١٣:٤٧-٥٠.) فَلْنُفَنِّدْ فِي مَا يَلِي هٰذَا ٱلْمَثَلَ.
١٨ إِلْقَاءُ «شَبَكَةٍ جَارِفَةٍ فِي ٱلْبَحْرِ». تُمَثِّلُ ٱلشَّبَكَةُ ٱلْجَارِفَةُ ٱلْكِرَازَةَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ لِجُمُوعِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْمُشَبَّهَةِ بِبَحْرٍ. ‹تَجْمِيعُ سَمَكٍ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ›. تَجْذِبُ ٱلْبِشَارَةُ شَتَّى ٱلنَّاسِ. مِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُونَ لِيُصْبِحُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ، وَمِنْهُمْ كَثِيرُونَ يُظْهِرُونَ ٱلِٱهْتِمَامَ بَادِئَ ٱلْأَمْرِ، لٰكِنَّهُمْ لَا يَنْضَمُّونَ فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ. e جَمْعُ «ٱلْجَيِّدِ فِي آنِيَةٍ». تُمَثِّلُ ٱلْآنِيَةُ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. وَإِلَيْهَا يُجْمَعُ أَصْحَابُ ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ حَيْثُ يُتَاحُ لَهُمْ أَنْ يَعْبُدُوا يَهْوَهَ عِبَادَةً نَقِيَّةً. إِلْقَاءُ ٱلسَّمَكِ «ٱلرَّدِيءِ» بَعِيدًا. خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يَفْرِزُ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَلَائِكَةُ «ٱلْأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَبْرَارِ». f وَنَتِيجَةُ هٰذَا ٱلْفَرْزِ تَنْعَكِسُ عَلَى كُلِّ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ غَيْرُ مُهَيَّأَةٍ لِلْحَقِّ، بِسَبَبِ رَفْضِهِمْ مَثَلًا ٱلتَّخَلِّيَ عَنِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْبَاطِلَةِ. فَأَمْثَالُ هٰؤُلَاءِ يُمْنَعُونَ مِنْ تَدْنِيسِ ٱلْجَمَاعَاتِ. g
١٩ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ جُهُودِ ٱلْمَسِيحِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى طَهَارَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟
١٩ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، أَلَا نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ مَلِكَنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يَحْمِي مَنْ فِي عُهْدَتِهِ؟ أَوَلَا نَطْمَئِنُّ لِأَنَّ غَيْرَتَهُ عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ مَا زَالَتْ مُتَّقِدَةً كَمَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ حِينَ طَهَّرَ ٱلْهَيْكَلَ؟! أَوَلَسْنَا مُمْتَنِّينَ أَيْضًا لِأَنَّهُ يَعْمَلُ مِنْ أَجْلِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى طَهَارَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَنَقَاوَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟! فَلْنُظْهِرْ دَعْمَنَا إِذًا لِلْمَلِكِ وَمَلَكُوتِهِ بِتَجَنُّبِ كُلِّ صِلَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.
a وَجَبَ عَلَى ٱلزُّوَّارِ ٱلْيَهُودِ ٱسْتِخْدَامُ عُمْلَةٍ مُعَيَّنَةٍ لِدَفْعِ ضَرِيبَةِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلسَّنَوِيَّةِ. فَكَانَ ٱلصَّيَارِفَةُ يَطْلُبُونَ عُمُولَةً لِقَاءَ تَحْوِيلِ ٱلنُّقُودِ. كَمَا ٱحْتَاجَ ٱلزُّوَّارُ إِلَى شِرَاءِ ٱلْحَيَوَانَاتِ لِلتَّقْدِمَةِ. وَقَدْ دَعَا يَسُوعُ ٱلتُّجَّارَ ‹لُصُوصًا› رُبَّمَا لِأَنَّهُمْ تَقَاضَوْا أَسْعَارًا أَوْ أُجُورًا بَاهِظَةً مُقَابِلَ خِدْمَاتِهِمْ.
b يُقَدِّمُ شَعْبُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْعِبَادَةَ لَهُ فِي ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْعَظِيمِ.
c أَشَارَتْ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ أَنَّ وِلَادَةَ يَسُوعَ فِي ٱلشِّتَاءِ «لَا تَتَوَافَقُ مَعَ وُجُودِ رُعَاةٍ فِي ٱلْعَرَاءِ مَعَ قُطْعَانِهِمْ». — لو ٢:٨.
d فِي رِسَالَةٍ شَخْصِيَّةٍ مُؤَرَّخَةٍ فِي ١٤ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٢٧، كَتَبَ ٱلْأَخُ فْرِدِرِيك و. فْرَانْز: «لَنْ نَحْتَفِلَ بِعِيدِ ٱلْمِيلَادِ هٰذِهِ ٱلسَّنَةَ. فَقَدْ قَرَّرَتْ عَائِلَةُ بَيْتَ إِيلَ أَلَّا تُعَيِّدَ هٰذَا ٱلْعِيدَ مُجَدَّدًا». وَبَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، فِي رِسَالَةٍ مُؤَرَّخَةٍ فِي ٦ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٢٨، قَالَ: «يُطَهِّرُنَا ٱلرَّبُّ تَدْرِيجِيًّا مِنْ أَخْطَاءِ هَيْئَةِ إِبْلِيسَ ٱلْبَابِلِيَّةِ».
e تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا يَلِي: عَامَ ٢٠١٣، بَلَغَتْ ذُرْوَةُ ٱلنَّاشِرِينَ ٩٥٤,٩٦٥,٧ نَاشِرًا، فِيمَا حَضَرَ ٢٥٢,٢٤١,١٩ شَخْصًا ٱلِٱحْتِفَالَ ٱلسَّنَوِيَّ بِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ.
f إِنَّ فَرْزَ ٱلسَّمَكِ ٱلْجَيِّدِ مِنَ ٱلرَّدِيءِ لَيْسَ هُوَ نَفْسُهُ فَرْزَ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ. (مت ٢٥:٣١-٤٦) فَفَرْزُ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ، أَيْ دَيْنُونَتُهُمُ ٱلنِّهَائِيَّةُ، سَيَحْصُلُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْقَادِمِ. وَإِلَى أَنْ يَحِينَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ، بِإِمْكَانِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلسَّمَكِ ٱلرَّدِيءِ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى يَهْوَهَ وَيُجْمَعُوا إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمُمَثَّلَةِ بِآنِيَةٍ. — مل ٣:٧.
g فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، سَيُطْرَحُ ٱلسَّمَكُ ٱلرَّدِيءُ فِي أَتُونِ نَارٍ إِشَارَةً إِلَى هَلَاكِهِمْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.