الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الخلاص والابتهاج في ظل حكم المسيَّا

الخلاص والابتهاج في ظل حكم المسيَّا

الفصل الثالث عشر

الخلاص والابتهاج في ظل حكم المسيَّا

اشعياء ١١:‏١–‏١٢:‏٦

١ صفوا الحالة الروحية لشعب عهد اللّٰه في ايام اشعيا.‏

كانت الحالة الروحية لشعب عهد اللّٰه رديئة في ايام اشعيا.‏ حتى في ظل حكم الملوك الامناء،‏ مثل عُزِّيَّا ويوثام،‏ مارس كثيرون من الشعب عبادتهم على المرتفعات.‏ (‏٢ ملوك ١٥:‏​١-‏٤،‏ ٣٤،‏ ٣٥؛‏ ٢ أخبار الايام ٢٦:‏​١،‏ ٤‏)‏ وعندما ملكَ حزقيا،‏ اضطر الى استئصال كل ما له علاقة بعبادة بعل في الارض.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣١:‏١‏)‏ فلا عجب ان يحثّ يهوه شعبه على الرجوع اليه ويحذِّرهم من التأديب الآتي!‏

٢،‏ ٣ ايّ تشجيع يزوِّده يهوه للذين يرغبون في خدمته رغم انتشار عدم الامانة؟‏

٢ ولكن لم يكن الجميع متمرِّدين.‏ فقد كان ليهوه انبياء امناء،‏ ومن المرجح ان بعض اليهود اصغوا اليهم.‏ وكان عند يهوه كلام معزٍّ لهؤلاء.‏ فبعد وصف حوادث السلب المريعة التي كانت يهوذا ستعانيها خلال الغزو الاشوري،‏ أُوحي الى النبي اشعيا ان يدوِّن بعض اجمل الآيات في كامل الكتاب المقدس،‏ آيات تصف البركات التي ستأتي في ظل حكم المسيَّا.‏ * وتبيَّن ان بعض اوجه هذه البركات كان له اتمام مصغَّر عندما عاد اليهود من الاسر في بابل.‏ لكنَّ النبوة ككل لها اتمام رئيسي اليوم.‏ صحيح ان اشعيا واليهود الامناء الآخرين في ايامه لم يكونوا احياء عندما حلّت هذه البركات،‏ لكنهم تطلعوا اليها بإيمان،‏ وسيرون اتماما لكلمات اشعيا بعد القيامة.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٣٥ .‏

٣ يحتاج شعب يهوه اليوم ايضا الى التشجيع.‏ فجميعهم عرضة لتحدِّيات يسبِّبها الانهيار السريع للقيم الادبية في العالم،‏ المقاومة الشديدة لرسالة الملكوت،‏ والضعفات الشخصية.‏ لكنَّ كلمات اشعيا الرائعة عن المسيَّا وحكمه يمكن ان تقوِّي شعب اللّٰه وتساعدهم على مواجهة هذه التحدِّيات.‏

المسيَّا —‏ قائد قدير

٤،‏ ٥ بماذا تنبأ اشعيا عن مجيء المسيَّا،‏ وكيف طبَّق متى كلمات اشعيا كما يَظهر؟‏

٤ قبل زمن اشعيا بقرون،‏ اشار كتبة عبرانيون آخرون للكتاب المقدس الى مجيء المسيَّا،‏ القائد الحقيقي الذي يرسله يهوه الى اسرائيل.‏ (‏تكوين ٤٩:‏١٠؛‏ تثنية ١٨:‏١٨؛‏ مزمور ١١٨:‏​٢٢،‏ ٢٦‏)‏ ويضيف يهوه الآن،‏ بواسطة اشعيا،‏ تفاصيل اخرى.‏ يكتب اشعيا:‏ ‏«يخرج قضيب من جذع يسى وينبت ‏[‏‏«يثمر»،‏ ع‌ج‏] غصن من اصوله».‏ ‏(‏اشعياء ١١:‏١‏؛‏ قارنوا مزمور ١٣٢:‏١١ .‏)‏ تشير كلمتا «قضيب» و «غصن» الى ان المسيَّا سيكون متحدِّرا من يسى من خلال ابنه داود الذي مُسح بالدهن ملكا على اسرائيل.‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏١٣؛‏ ارميا ٢٣:‏٥؛‏ كشف ٢٢:‏١٦‏)‏ وعندما يأتي المسيَّا الحقيقي،‏ سينتج هذا ‹الغصن› من بيت داود ثمرا جيدا.‏

٥ المسيَّا الموعود به هو يسوع.‏ وقد لمّح متى في انجيله الى الكلمات في اشعياء ١١:‏١ حين قال ان دعوة يسوع «ناصريًّا» تممت ما قيل بالانبياء.‏ فلأن يسوع تربى في بلدة الناصرة،‏ دعي ناصريًّا،‏ وهو اسم يرتبط كما يَظهر بالكلمة العبرانية المستعملة مقابل «غصن» في اشعياء ١١:‏١ .‏ * —‏ متى ٢:‏٢٣‏،‏ حاشية ع‌ج ‏(‏بالانكليزية)‏؛‏ لوقا ٢:‏​٣٩،‏ ٤٠ .‏

٦ ايّ نوع من الحكام هو المسيَّا حسب النبوة؟‏

٦ وأيّ نوع من الحكام سيكون المسيَّا؟‏ هل يكون مثل اشور المتوحش والعنيد الذي يدمر مملكة اسرائيل الشمالية ذات العشرة اسباط؟‏ طبعا لا.‏ يقول اشعيا عن المسيَّا:‏ ‏«يحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب.‏ ولذته تكون في مخافة الرب».‏ ‏(‏اشعياء ١١:‏​٢،‏ ٣ أ‏)‏ لا يُمسح المسيَّا بدهن بل بروح اللّٰه القدوس.‏ ويحدث ذلك عند معمودية يسوع،‏ حين يرى يوحنا المعمِّد روح اللّٰه القدوس نازلا على يسوع بهيئة حمامة.‏ (‏لوقا ٣:‏٢٢‏)‏ ان روح يهوه «يحل» على يسوع،‏ ويثبت يسوع حقيقة ذلك عندما يتصرف بحكمة وفهم ومشورة وقوة ومعرفة.‏ فما اروع هذه الصفات عند الحاكم!‏

٧ ايّ وعد قطعه يسوع لأتباعه الامناء؟‏

٧ يمكن لأتباع يسوع ايضا ان ينالوا الروح القدس.‏ فقد ذكر يسوع في احدى مواعظه:‏ «إن كنتم وأنتم اشرار تعرفون كيف تعطون اولادكم عطايا صالحة،‏ فكم بالاحرى الآب في السماء يعطي روحا قدسا للذين يسألونه!‏».‏ (‏لوقا ١١:‏١٣‏)‏ لذلك ينبغي ألا نتردد ابدا في طلب الروح القدس من اللّٰه،‏ ولا ينبغي ان نتوقف عن تنمية ثمره المفيد:‏ «المحبة،‏ الفرح،‏ السلام،‏ طول الاناة،‏ اللطف،‏ الصلاح،‏ الايمان،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس».‏ (‏غلاطية ٥:‏​٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ويعد يهوه باستجابة طلب أتباع يسوع «الحكمة التي من فوق»،‏ وذلك لمساعدتهم على مواجهة تحدِّيات الحياة بنجاح.‏ —‏ يعقوب ١:‏٥؛‏ ٣:‏١٧ .‏

٨ كيف يجد يسوع لذة في مخافة يهوه؟‏

٨ ما هي مخافة يهوه التي يعرب عنها المسيَّا؟‏ لا يعني ذلك طبعا ان اللّٰه يُرعب يسوع او ان يسوع يخاف من دينونته.‏ فالمسيَّا يشعر برهبة توقيرية نحو اللّٰه،‏ ومهابته اياه نابعة من المحبة.‏ والشخص الذي يخاف اللّٰه يرغب دائما في فعل «ما يرضيه»،‏ كما يفعل يسوع.‏ (‏يوحنا ٨:‏٢٩‏)‏ وبالقول والمثال،‏ يعلّم يسوع انه لا فرح اعظم من السير كل يوم في خوف سليم من يهوه.‏

قاضٍ بار ورحيم

٩ ايّ مثال يرسمه يسوع للذين يُطلب منهم ان يقضوا في مسائل داخل الجماعة المسيحية؟‏

٩ ينبئ اشعيا بالمزيد عن صفات المسيَّا:‏ ‏«لا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه».‏ ‏(‏اشعياء ١١:‏٣ ب‏)‏ اذا اضطررتم الى المثول امام احدى المحاكم،‏ أفلا تكونون شاكرين على وجود قاضٍ كهذا؟‏ فكقاضٍ لكل الجنس البشري،‏ لا يتأثر المسيَّا بالحجج الباطلة،‏ الاساليب الماكرة المتبعة في المحاكم،‏ الشائعات،‏ او العوامل السطحية كالغنى.‏ فهو يكشف الخداع ولا يكتفي بالنظر الى المظاهر الخارجية السلبية،‏ بل يميِّز «انسان القلب الخفي»،‏ «الانسان غير الظاهر».‏ (‏١ بطرس ٣:‏٤‏،‏ حاشية ع‌ج ‏[بالانكليزية])‏ ومثال يسوع الممتاز هو نموذج يحتذي به جميع الذين يُطلب منهم ان يقضوا في مسائل داخل الجماعة المسيحية.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏​١-‏٤ .‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ بأية طريقة يقوِّم يسوع أتباعه؟‏ (‏ب)‏ ما هو حكم يسوع على الاشرار؟‏

١٠ وكيف ستؤثر صفات المسيَّا الممتازة في قراراته القضائية؟‏ يوضح اشعيا:‏ ‏«يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه.‏ ويكون البر منطقة متنيه والامانة منطقة حقويه».‏ —‏ اشعياء ١١:‏​٤،‏ ٥ ‏.‏

١١ عندما يحتاج أتباع يسوع الى التقويم،‏ يعطيهم اياه بطريقة تفيدهم الى اقصى حد،‏ وهو بذلك مثال رائع للشيوخ المسيحيين.‏ أما الذين يمارسون الشر فيجب ان يتوقعوا دينونة قاسية.‏ فعندما يحاسب اللّٰه نظام الاشياء هذا،‏ ‹سيضرب المسيَّا الارض› بصوت سلطته،‏ مُصدِرا حكما بالهلاك على كل الاشرار.‏ (‏مزمور ٢:‏٩‏؛‏ قارنوا كشف ١٩:‏١٥ .‏)‏ ولن يبقى اخيرا اناس اشرار يعكرون سلام الجنس البشري.‏ (‏مزمور ٣٧:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ ويسوع،‏ الذي متناه وحقواه ممنطَقة بالبر والامانة،‏ له القدرة على انجاز ذلك.‏ —‏ مزمور ٤٥:‏​٣-‏٧ .‏

احوال متغيرة على الارض

١٢ اية امور ربما تقلق اليهودي عندما يفكر في ترك بابل والعودة الى ارض الموعد؟‏

١٢ تخيَّلوا اسرائيليا علم لتوِّه بمرسوم كورش الذي يقضي بعودة اليهود الى اورشليم وإعادة بناء الهيكل.‏ فهل يترك الامان الذي ينعم به في بابل ويقوم بالرحلة الطويلة الى الموطن؟‏ لقد صارت الحقول المهجورة طوال غياب اسرائيل ٧٠ سنة مكسوة بالاعشاب الضارة.‏ والذئاب والنمور والاسود والدببة تطوف بحرية في تلك الحقول.‏ والاصلال ايضا اتخذت اجحارا لها هناك.‏ واليهود العائدون سيضطرون الى الاعتماد على الحيوانات الداجنة ليعيشوا،‏ فقطعان الغنم والبقر ستعطيهم الحليب والصوف واللحم،‏ والثيران ستُستخدم لجرّ المحراث.‏ فهل تقع هذه الحيوانات فريسة الضواري؟‏ هل تلدغ الافاعي الاولاد الصغار؟‏ وماذا عن خطر الوقوع ضحية كمين في طريق العودة؟‏

١٣ (‏أ)‏ ايّ وصف جميل يذكره اشعيا؟‏ (‏ب)‏ كيف نعرف ان السلام الذي يصفه اشعيا لا يتعلق فقط بالامان من خطر الحيوانات الوحشية؟‏

١٣ يصف اشعيا الآن بأسلوب جميل الاحوال التي سيجعلها اللّٰه تسود الارض.‏ يقول:‏ ‏«يسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمَّن معا وصبي صغير يسوقها.‏ والبقرة والدبة ترعيان.‏ تربض اولادهما معا والاسد كالبقر يأكل تبنا.‏ ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على جحر الافعوان.‏ لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر».‏ ‏(‏اشعياء ١١:‏​٦-‏٩‏)‏ ألا تمسُّ هذه الكلمات قلوبكم؟‏ لاحظوا ان السلام الموصوف هنا ناتج من معرفة يهوه.‏ لذلك فإن الامر لا يتعلق فقط بالامان من خطر الحيوانات الوحشية.‏ فمعرفة يهوه لن تغيِّر الحيوانات،‏ بل ستؤثر في الاشخاص.‏ لذلك لن يخاف الاسرائيليون،‏ سواء في طريق العودة او في ارضهم المستردة،‏ من الحيوانات الوحشية او البشر المتوحشين.‏ —‏ عزرا ٨:‏​٢١،‏ ٢٢؛‏ اشعياء ٣٥:‏​٨-‏١٠؛‏ ٦٥:‏٢٥ .‏

١٤ ما هو الإتمام الاكبر لإشعياء ١١:‏​٦-‏٩‏؟‏

١٤ لكنَّ هذه النبوة لها اتمام اكبر.‏ ففي سنة ١٩١٤ تُوِّج يسوع،‏ المسيَّا،‏ ملكا على جبل صهيون السماوي.‏ وفي سنة ١٩١٩ أُطلق سراح بقية «اسرائيل اللّٰه» من الاسر البابلي،‏ وشاركوا في رد العبادة الحقة.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ ومهَّد ذلك السبيل لإتمام عصري لنبوة اشعيا عن الفردوس.‏ ‹فالمعرفة الدقيقة›،‏ معرفة يهوه،‏ غيَّرت شخصية اناس.‏ (‏كولوسي ٣:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ والذين كانوا عنفاء صاروا مسالمين.‏ (‏روما ١٢:‏٢؛‏ افسس ٤:‏​١٧-‏٢٤‏)‏ وأثرت هذه التطوُّرات الى الآن في حياة الملايين لأن نبوة اشعيا صارت تشمل عددا سريع الازدياد من المسيحيين ذوي الرجاء الارضي.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ اشعياء ٦٠:‏٢٢‏)‏ وتعلّم هؤلاء ان ينتظروا الوقت الذي فيه تصير الارض من جديد فردوسا آمنا وسلميا،‏ حسب قصد اللّٰه الاصلي.‏ —‏ متى ٦:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣ .‏

١٥ هل من المنطقي توقُّع اتمام حرفي لكلمات اشعيا في العالم الجديد؟‏ اوضحوا.‏

١٥ هل تشهد نبوة اشعيا اتماما اضافيا،‏ وربما اكثر حرفية،‏ في هذا الفردوس المسترد؟‏ من المنطقي استنتاج ذلك.‏ فالنبوة تؤكد لجميع الذين سيعيشون في ظل حكم المسيَّا ما اكدته للاسرائيليين العائدين؛‏ فلن يتهددهم لا هم ولا اولادهم الخطر من ايّ مصدر —‏ سواء أكان بشريا ام حيوانيا.‏ وفي ظل حكم الملكوت المسيَّاني،‏ سيتمتع كل سكان الارض بأحوال سلمية مماثلة للأحوال التي تمتع بها آدم وحواء في عدن.‏ طبعا،‏ لا تكشف الاسفار المقدسة كل التفاصيل عما كانت عليه الحياة في عدن،‏ او عما ستكون عليه في الفردوس.‏ ولكن يمكننا ان نثق بأن كل شيء سيجري كما يجب في ظل الحكم الحبي والحكيم للملك يسوع المسيح.‏

العبادة النقية تُسترد بواسطة المسيَّا

١٦ ما الذي قام رايةً لشعب اللّٰه سنة ٥٣٧ ق‌م؟‏

١٦ تعرضت العبادة النقية للهجوم للمرة الاولى في عدن عندما نجح الشيطان في حمل آدم وحواء على عدم اطاعة يهوه.‏ ولم يتخلَّ الشيطان الى هذا اليوم عن هدفه:‏ إبعاد اكبر عدد ممكن من الناس عن اللّٰه.‏ لكنَّ يهوه لن يسمح ابدا بزوال العبادة النقية عن وجه الارض.‏ فاسمه مشمول بالامر،‏ وهو يهتم بأمر الذين يخدمونه.‏ لذلك يقطع هذا الوعد المثير بواسطة اشعيا:‏ ‏«يكون في ذلك اليوم ان اصل يسى القائم راية للشعوب اياه تطلب الامم ويكون محله مجدا».‏ ‏(‏اشعياء ١١:‏١٠‏)‏ وفي سنة ٥٣٧ ق‌م،‏ كانت اورشليم،‏ المدينة التي جعلها داود العاصمة،‏ راية تدعو بقية امينة من الشعب اليهودي المتشتِّت الى العودة وإعادة بناء الهيكل.‏

١٧ كيف ‹قام يسوع ليرأس الامم› في القرن الاول وفي ايامنا؟‏

١٧ لكنَّ النبوة تشير الى اكثر من هذا.‏ فهي تشير كما رأينا الى حكم المسيَّا،‏ القائد الحقيقي الوحيد لأناس من كل الامم.‏ وقد اقتبس الرسول بولس اشعياء ١١:‏١٠ ليُظهر ان اناسا من الامم في ايامه سيكون لهم مكان في الجماعة المسيحية.‏ كتب مقتبسا هذه الآية من الترجمة السبعينية:‏ ‏«يقول اشعيا ايضا:‏ ‹سيكون اصل يسى،‏ والقائم ليرأس الامم؛‏ عليه ستلقي الامم رجاءها›».‏ (‏روما ١٥:‏١٢‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ تمتد النبوة اكثر في الزمن؛‏ فهي تصل الى ايامنا،‏ حين يُعرب اناس من الامم عن محبتهم ليهوه بتأييد اخوة المسيَّا الممسوحين.‏ —‏ اشعياء ٦١:‏​٥-‏٩؛‏ متى ٢٥:‏​٣١-‏٤٠ .‏

١٨ كيف يكون يسوع نقطة تجمُّع في ايامنا؟‏

١٨ في الاتمام العصري،‏ بدأ «ذلك اليوم» —‏ الذي اشار اليه اشعيا —‏ عندما تُوِّج المسيَّا ملكا لملكوت اللّٰه السماوي سنة ١٩١٤ .‏ (‏لوقا ٢١:‏١٠؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٥؛‏ كشف ١٢:‏١٠‏)‏ ومنذ ذلك الحين صار يسوع المسيح راية واضحة،‏ نقطة تجمُّع،‏ لإسرائيل الروحي ولأناس من كل الامم ينتظرون حكومة بارة.‏ وتحت توجيه المسيَّا،‏ تُنشَر بشارة الملكوت في جميع الامم،‏ كما انبأ يسوع.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ ولهذه البشارة تأثير قوي.‏ فثمة «جمع كثير لم يستطع احد ان يعدَّه،‏ [وهو] من كل الامم»،‏ يخضع للمسيَّا بالانضمام الى البقية الممسوحة في العبادة النقية.‏ (‏كشف ٧:‏٩‏)‏ وبما ان كثيرين من الجدد يستمرون في التوافد ليقترنوا بالبقية في ‹بيت صلاة› يهوه الروحي،‏ فهم يضفون مجدا على «محل» المسيَّا،‏ هيكل اللّٰه الروحي العظيم.‏ —‏ اشعياء ٥٦:‏٧؛‏ حجي ٢:‏٧ .‏

شعب متَّحد يخدم يهوه

١٩ في اية مناسبتين يردّ يهوه بقية من شعبه المتشتِّت في الارض؟‏

١٩ بعد ذلك يذكّر اشعيا الاسرائيليين بأن يهوه خلّصهم ذات مرة عندما واجهت الامة ظلم عدو قوي.‏ وهذا الجزء من تاريخ اسرائيل —‏ تحرير يهوه الامة من الاسر في مصر —‏ عزيز على قلوب جميع اليهود الامناء.‏ يكتب اشعيا:‏ ‏«يكون في ذلك اليوم ان السيد يعيد يده ثانية ليقتني بقية شعبه التي بقيت من اشور ومن مصر ومن فتروس ومن كوش ومن عيلام ومن شنعار ومن حماة ومن جزائر البحر.‏ ويرفع راية للامم ويجمع منفيي اسرائيل ويضم مشتَّتي يهوذا من اربعة اطراف الارض».‏ ‏(‏اشعياء ١١:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ فيهوه سيُخرِج بقية امينة من اسرائيل ويهوذا على السواء،‏ كما لو انه يمسكهم بيدهم،‏ من الامم التي تشتَّتوا فيها،‏ وسيعيدهم بأمان الى موطنهم.‏ يحدث ذلك بشكل مصغَّر سنة ٥٣٧ ق‌م.‏ لكنَّ الاتمام الرئيسي هو اتمام امجد!‏ ففي سنة ١٩١٤ اقام يهوه يسوعَ المسيح المتوَّج «رايةً للامم».‏ وابتداء من سنة ١٩١٩،‏ اخذ الباقون من «اسرائيل اللّٰه» يتقاطرون على هذه الراية وهم توّاقون الى المشاركة في العبادة النقية في ظل ملكوت اللّٰه.‏ وهذه الامة الروحية الفريدة تأتي «من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة».‏ —‏ كشف ٥:‏٩ .‏

٢٠ اية وحدة سيتمتع بها شعب اللّٰه عند عودتهم من بابل؟‏

٢٠ يصف اشعيا الآن وحدة الامة المستردة.‏ فيقول مشيرا الى المملكة الشمالية باسم افرايم والمملكة الجنوبية باسم يهوذا:‏ ‏«يزول حسد افرايم وينقرض المضايقون من يهوذا.‏ افرايم لا يحسد يهوذا ويهوذا لا يضايق افرايم.‏ وينقضّان على اكتاف الفلسطينيين ‏[‏‏«الفلسطيين»،‏ ع‌ج‏] غربا وينهبون بني المشرق معا.‏ يكون على ادوم وموآب امتداد يدهما وبنو عمون في طاعتهما».‏ ‏(‏اشعياء ١١:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ عندما يعود اليهود من بابل،‏ لن يكونوا منقسمين الى امتين.‏ فأعضاء من كل اسباط اسرائيل سيعودون الى ارضهم متَّحدين.‏ (‏عزرا ٦:‏١٧‏)‏ ولن يضايقوا بعضهم بعضا في ما بعد،‏ ولن يستاءوا واحدهم من الآخر.‏ وسيقفون كشعب متَّحد وقفة المنتصر في وجه اعدائه في الامم المحيطة.‏

٢١ كيف تكون وحدة شعب اللّٰه بارزة فعلا اليوم؟‏

٢١ وما يثير الاعجاب اكثر هو وحدة «اسرائيل اللّٰه».‏ فأسباط اسرائيل الروحي الـ‍ ١٢ الرمزية يتمتعون طوال ٠٠٠‏,٢ سنة تقريبا بوحدة نابعة من محبتهم للّٰه ولإخوتهم وأخواتهم الروحيين.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٤؛‏ كشف ٧:‏​٤-‏٨‏)‏ وشعب يهوه اليوم —‏ الاسرائيليون الروحيون وذوو الرجاء الارضي على السواء —‏ يتمتعون بسلام ووحدة عالمية في ظل حكم المسيَّا،‏ وهاتان الحالتان غير موجودتَين في كنائس العالم المسيحي.‏ ويشكّل شهود يهوه جبهة روحية متَّحدة في وجه جهود الشيطان الهادفة الى عرقلة عبادتهم.‏ وكشعب واحد،‏ يتمِّمون تفويض يسوع الذي اوصى بالكرازة والتعليم ببشارة ملكوت المسيَّا في جميع الامم.‏ —‏ متى ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠ .‏

العوائق ستُذَلَّل

٢٢ كيف «يبيد الرب لسان بحر مصر» و «يهز يده على النهر»؟‏

٢٢ هنالك عوائق كثيرة،‏ حرفية ومجازية على السواء،‏ تقف في طريق عودة الاسرائيليين من السبي.‏ فكيف سيذلِّلونها؟‏ يقول اشعيا:‏ ‏«يبيد الرب لسان بحر مصر ويهز يده على النهر بقوة ريحه ويضربه الى سبع سَواقٍ ويجيز فيها بالاحذية».‏ ‏(‏اشعياء ١١:‏١٥‏)‏ فيهوه هو الذي سيزيل كل ما يمنع شعبه من العودة.‏ حتى لو كان العائق هائلا كلسان للبحر الاحمر (‏مثل خليج السويس)‏،‏ او يتعذر اجتيازه مثل نهر الفرات العظيم،‏ فسيجف بمعنى مجازي لكي يتمكن المرء من عبوره دون ان يضطر الى خلع حذائه!‏

٢٣ بأيّ معنى «تكون سكة .‏ .‏ .‏ من اشور»؟‏

٢٣ في ايام موسى،‏ هيّأ يهوه الطريق لتهرب اسرائيل من مصر وتتقدم الى ارض الموعد.‏ وسيفعل امرا مماثلا الآن:‏ ‏«تكون سكة لبقية شعبه التي بقيت من اشور كما كان لإسرائيل يوم صعوده من ارض مصر».‏ ‏(‏اشعياء ١١:‏١٦‏)‏ فسيقود يهوه المسبيين العائدين كما لو انهم يسيرون على سكة ممتدة من مكان سبيهم الى موطنهم.‏ وسيحاول المقاومون ايقافهم،‏ لكن الههم يهوه سيكون معهم.‏ وبشكل مماثل يتعرَّض المسيحيون الممسوحون ورفقاؤهم اليوم لهجوم عنيف،‏ لكنهم يسيرون قُدُما بشجاعة!‏ فقد خرجوا من اشور العصرية،‏ عالم الشيطان،‏ وهم يساعدون الغير على فعل الامر نفسه.‏ ويعلمون ان العبادة النقية ستنجح وتزدهر.‏ فهذا ليس عمل انسان،‏ بل عمل اللّٰه.‏

ابتهاج جزيل لرعايا المسيَّا!‏

٢٤،‏ ٢٥ بأية تعابير تسبيح وحمد سيهتف شعب يهوه؟‏

٢٤ يصف اشعيا الآن بأسلوب سارّ ابتهاج شعب يهوه بإتمام كلمته:‏ ‏«تقول في ذلك اليوم احمدك يا رب لأنه اذ غضبت عليَّ ارتد غضبك فتعزيني».‏ ‏(‏اشعياء ١٢:‏١‏)‏ صحيح ان تأديب يهوه لشعبه المتمرد شديد،‏ لكنه يحقق الهدف منه،‏ ألا وهو اعادة علاقتهم به الى سابق عهدها وردّ العبادة النقية.‏ ويؤكد يهوه لعبّاده الامناء انه سينقذهم في النهاية.‏ فلا عجب ان يعبِّروا عن تقديرهم له!‏

٢٥ وتتعزَّز ثقة الاسرائيليين العائدين بيهوه بشكل كامل،‏ فيهتفون:‏ ‏«هوذا اللّٰه خلاصي فأطمئن ولا ارتعب لأن ياه يهوه قوتي وترنيمتي ‏[‏‏«تسبيحي»،‏ جد‏] وقد صار لي خلاصا.‏ فتستقون مياها بفرح من ينابيع الخلاص».‏ ‏(‏اشعياء ١٢:‏​٢،‏ ٣‏)‏ فالعبّاد يهتفون ترنُّما بسبب الخلاص الآتي من «ياه يهوه».‏ وكلمة «ياه»،‏ التي هي اختصار للاسم يهوه،‏ تُستعمل في الكتاب المقدس للتعبير عن مشاعر التسبيح والحمد العميقة.‏ واستعمال عبارة «ياه يهوه» —‏ بذكر الاسم الالهي مرتين —‏ يرتقي بتسبيح اللّٰه الى مستوى اعلى ايضا.‏

٢٦ مَن اليوم يجعلون تعاملات اللّٰه معروفة بين الامم؟‏

٢٦ لا يستطيع عبّاد يهوه الحقيقيون ان يكتموا فرحهم.‏ ينبئ اشعيا:‏ ‏«تقولون في ذلك اليوم احمدوا الرب ادعوا باسمه عرِّفوا بين الشعوب بأفعاله ذكِّروا بأن اسمه قد تعالى.‏ رنموا للرب لأنه قد صنع مفتخَرا.‏ ليكن هذا معروفا في كل الارض».‏ ‏(‏اشعياء ١٢:‏​٤،‏ ٥‏)‏ فمنذ سنة ١٩١٩،‏ يقوم المسيحيون الممسوحون —‏ بمساعدة رفقائهم ‹الخراف الاخر› لاحقا —‏ ‹بإعلان فضائل الذي دعاهم من الظلمة الى نوره العجيب›.‏ انهم «جنس مختار،‏ .‏ .‏ .‏ امة مقدسة» مفروزة لهذا القصد.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ ويعلن الممسوحون ان اسم يهوه القدوس قد تعالى،‏ ويشتركون في جعله معروفا في كل الارض.‏ وهم في طليعة عبّاد يهوه بالابتهاج بتدبير الخلاص الذي زوَّده يهوه.‏ فكما يذكر اشعيا:‏ ‏«صوِّتي واهتفي يا ساكنة صهيون لأن قدوس اسرائيل عظيم في وسطك»!‏ ‏(‏اشعياء ١٢:‏٦‏)‏ وقدوس اسرائيل هو يهوه اللّٰه نفسه.‏

تطلعوا الى المستقبل بثقة!‏

٢٧ اية ثقة يملكها المسيحيون فيما ينتظرون تحقُّق رجائهم؟‏

٢٧ لقد تقاطر الملايين اليوم على ‹راية الشعوب› —‏ يسوع المسيح المتوَّج في ملكوت اللّٰه.‏ وهم يبتهجون بأنهم رعايا ذلك الملكوت،‏ ويُفرحهم ان يعرفوا عن يهوه اللّٰه وابنه.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ كما انهم يجدون سعادة عظيمة في معشرهم المسيحي المتَّحد،‏ ويجاهدون ليحافظوا على السلام الذي يسم خدام يهوه الحقيقيين.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٣‏)‏ وهم مقتنعون بأن ياه يهوه هو اله يتمِّم وعوده،‏ لذلك لهم ثقة برجائهم ويسرُّهم كثيرا إخبار الآخرين به.‏ فليستمر كل عابد ليهوه في استخدام كل قوته ليخدم اللّٰه وليساعد الآخرين على فعل الامر عينه.‏ وليصغِ الجميع الى كلمات اشعيا وليبتهجوا بالخلاص بواسطة مسيَّا يهوه!‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 2‏ كلمة «مسيَّا» مشتقة من كلمة مَشيح العبرانية،‏ وتعني «الممسوح».‏ وهي تقابل الكلمة اليونانية خريستوس،‏ اي «المسيح».‏ —‏ متى ٢:‏٤‏،‏ حاشية ع‌ج ‏(‏بالانكليزية)‏.‏

^ ‎الفقرة 5‏ كلمة «غصن» تقابلها بالعبرانية نِصِر،‏ و «ناصري» تقابلها نُصري.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٥٨]‏

المسيَّا هو ‹قضيب› خارج من جذع يسى،‏ بواسطة الملك داود

‏[صورة تغطي كامل الصفحة ١٦٢]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٧٠]‏

اشعياء ١٢:‏​٤،‏ ٥‏،‏ كما تَظهر في ادراج البحر الميت (‏وقد أُبرز مكان ورود اسم اللّٰه)‏