الفصل التاسع

ثقوا بيهوه في وجه الشدائد

اشعياء ٧:‏١–‏٨:‏١٨

١ لماذا يستفيد المسيحيون اليوم من فحص الاصحاحين ٧ و ٨ من سفر اشعياء‏؟‏

يعرض الاصحاحان ٧ و ٨ من سفر اشعياء حالتين شديدتَي التباين.‏ لقد كان اشعيا وآحاز ينتميان الى امة منتذرة ليهوه،‏ ولكليهما تعيين من اللّٰه:‏ الاول كنبي والآخر كملك على يهوذا،‏ وكلاهما واجها الخطر نفسه:‏ اجتياح قوى الاعداء المتفوقين ليهوذا.‏ لكنَّ اشعيا واجه الخطر وهو واثق بيهوه،‏ في حين استسلم آحاز للخوف.‏ فلماذا اختلف ردّ فعلهما؟‏ وبما ان المسيحيين اليوم محاطون ايضا بقوى معادية،‏ يحسن بهم ان يفحصوا هذين الاصحاحَين من سفر اشعياء ليعرفوا اية دروس يحتويانها.‏

اتخاذ القرار لازم

٢،‏ ٣ ايّ ملخص يقدمه اشعيا في كلماته الافتتاحية؟‏

^٢ كما ان الرسّام يحدِّد الشكل الذي ينوي رسمه بصنع بعض الخطوط الاولية،‏ كذلك يبدأ اشعيا روايته برسم بعض الخطوط العريضة لما يسم بداية ونهاية الاحداث التي سيرويها:‏ ‏«وحدث في ايام آحاز بن يوثام بن عُزِّيَّا ملك يهوذا ان رصين ملك ارام صعد مع فقح بن رمليا ملك اسرائيل الى اورشليم لمحاربتها فلم يقدر ان يحاربها».‏ —‏ اشعياء ٧:‏١ ‏.‏

^٣ انه القرن الثامن قبل الميلاد،‏ وقد خلف آحاز اباه يوثام على  عرش يهوذا.‏ لكنَّ يهوذا يجتاحها رصين ملك ارام وفقح ملك مملكة اسرائيل الشمالية،‏ وجيوشهما تهاجم بعنف.‏ وستحاصر اورشليم في النهاية،‏ لكنَّ الحصار سيفشل.‏ (‏٢ ملوك ١٦:‏​٥،‏ ٦؛‏ ٢ أخبار الايام ٢٨:‏​٥-‏٨‏)‏ ولماذا؟‏ سنعرف الجواب لاحقا.‏

٤ لماذا تمتلئ قلوب اشعيا وشعبه خوفا؟‏

^٤ في وقت سابق من هذه الحرب،‏ ‏«أُخبر بيت داود وقيل له قد حلت ارام في افرايم.‏ فرجف قلبه وقلوب شعبه كرجفان شجر الوعر قدام الريح».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏٢‏)‏ نعم،‏ يرتجف آحاز وشعبه خوفا عندما يعلمون ان الاراميين والاسرائيليين تحالفوا وأن جيوشهما معسكِرة في هذه اللحظة بأرض افرايم (‏اسرائيل)‏.‏ وهم يبعدون عن اورشليم مسيرة يومين او ثلاثة!‏

٥ بأية طريقة يماثل شعب اللّٰه اليوم اشعيا؟‏

^٥ يقول يهوه لإشعيا:‏ ‏«اخرج لملاقاة آحاز انت وشآرياشوب ابنك الى طرف قناة البركة العليا الى سكة حقل القصار».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏٣‏)‏ فكّروا في هذا!‏ ففي حين ينبغي للملك ان يبحث عن نبي يهوه ويطلب منه الارشاد،‏ يضطر النبي الى الذهاب ليجد الملك!‏ ومع ذلك،‏ يطيع اشعيا يهوه على الفور.‏ واليوم،‏ يخرج ايضا شعب اللّٰه بدون تردُّد ليجدوا الاشخاص الخائفين بسبب ضغوط هذا العالم.‏ (‏متى ٢٤:‏​٦،‏ ١٤‏)‏ فكم هو مبهج ان يتجاوب مئات الآلاف كل سنة مع زيارات هؤلاء الكارزين بالبشارة ويمسكوا بيد يهوه التي تحميهم!‏

٦ (‏أ)‏ اية رسالة مشجعة ينقلها النبي الى الملك آحاز؟‏ (‏ب)‏ ايّ وضع يوجد اليوم؟‏

 ^٦ يجد اشعيا آحاز خارج اسوار اورشليم حيث كان يتفقد مورد المدينة المائي استعدادا للحصار المتوقَّع.‏ فيسلّمه اشعيا رسالة يهوه:‏ ‏«احترز واهدأ.‏ لا تخف ولا يضعف قلبك من اجل ذنَبَي هاتين الشعلتين المدخنتين بحمو غضب رصين وأرام وابن رمليا».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏٤‏)‏ عندما اجتاح المهاجمان يهوذا قبلا،‏ كان غضبهما حاميا كلهيب نار.‏ لكنهما الآن مجرد ‹ذنَبَي شعلتين مدخنتين›.‏ لذلك لا يلزم ان يخاف آحاز من الملك الارامي رصين او من الملك الاسرائيلي فقح،‏ الذي هو ابن رمليا.‏ والوضع مماثل اليوم.‏ فطوال قرون يضطهد قادة العالم المسيحي المسيحيين الحقيقيين اضطهادا عنيفا.‏ لكنَّ العالم المسيحي يشبه الآن شعلة اكلتها النار كلها تقريبا.‏ فأيامه صارت معدودة.‏

٧ لماذا يعطي اسم اشعيا واسم ابنه سببا للامل؟‏

^٧ في ايام آحاز،‏ ليست رسالة اشعيا وحدها ما يعطي الامل للواثقين بيهوه بل ايضا معنى اسم اشعيا واسم ابنه.‏ صحيح ان يهوذا في خطر،‏ لكنَّ اسم اشعيا،‏ الذي يعني «خلاص يهوه»،‏ يشير الى ان يهوه سيزوِّد الخلاص.‏ ويأمر يهوه اشعيا بأن يأخذ ابنه شآرياشوب معه،‏ واسمه يعني «بقية ترجع».‏ فحتى عندما تسقط مملكة يهوذا اخيرا،‏ سيعيد اللّٰه برحمة بقية الى الارض.‏

اكثر من حرب بين امم

٨ لماذا الهجوم على اورشليم هو اكثر من حرب بين امم؟‏

^٨ يكشف يهوه بواسطة اشعيا استراتيجية عدوَّي يهوذا.‏ وهذا ما يخططان له:‏ ‏«نصعد على يهوذا ونقوِّضها ونستفتحها لأنفسنا ونملِّك في وسطها ملكا ابن طبئيل».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏​ ٥،‏ ٦‏)‏ يخطط التحالف الارامي-‏الاسرائيلي لاجتياح يهوذا واستبدال آحاز،‏ من نسل داود،‏ برجل من اختيارهما.‏ لذلك من الواضح ان الهجوم على اورشليم هو اكثر من حرب بين امم.‏ فقد صار صراعا بين يهوه والشيطان.‏ ولماذا؟‏ لأن يهوه اللّٰه صنع عهدا مع الملك داود،‏ مؤكدا له ان بنيه سيحكمون على شعب يهوه.‏ (‏٢ صموئيل ٧:‏​١١،‏ ١٦‏)‏ ويا له من انتصار للشيطان اذا تمكّن من إقامة سلالة ملكية اخرى على العرش في اورشليم!‏ حتى انه قد يحبط قصد يهوه ان يأتي وريث دائم،‏ «رئيس السلام»،‏ من سلالة داود.‏ —‏ اشعياء ٩:‏​٦،‏ ٧ .‏

تأكيدات يهوه الحبية

٩ ايّ تأكيدين ينبغي ان يتشجع بهما آحاز وكذلك المسيحيون اليوم؟‏

^٩ هل تنجح خطة ارام وإسرائيل؟‏ كلا.‏ يعلن يهوه:‏ ‏«لا تقوم لا تكون».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏٧‏)‏ ويقول يهوه بواسطة اشعيا انه بالاضافة الى فشل حصار اورشليم،‏ ‏«في مدة خمس وستين سنة ينكسر افرايم حتى لا يكون شعبا».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏٨‏)‏ نعم،‏ ففي مدة ٦٥ سنة لن توجد اسرائيل كشعب.‏ * وينبغي ان يتشجع آحاز بهذا التأكيد الذي يحدد فترة معينة.‏ وكذلك شعب اللّٰه اليوم يتقوون عندما يعلمون ان الوقت الباقي لعالم الشيطان يكاد ينفد.‏

١٠ (‏أ)‏ كيف يمكن للمسيحيين الحقيقيين اليوم ان يتمثلوا بيهوه؟‏ (‏ب)‏ ايّ عرض يقدّمه يهوه لآحاز؟‏

^١٠ ربما يعبِّر وجه آحاز عن عدم التصديق،‏ لأن يهوه يقول بواسطة اشعيا:‏ ‏«إن لم تؤمنوا فلا تأمنوا».‏ لكنَّ يهوه بصبر ‏‹عاد فكلم  آحاز›.‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏​٩‏،‏ ١٠‏)‏ ويا لهذا المثال الرائع!‏ فاليوم،‏ مع ان كثيرين لا يتجاوبون فورا مع رسالة الملكوت،‏ ينبغي ان نتمثل بيهوه ‹بمعاودة الكلام› عندما نزورهم مرة بعد اخرى.‏ وبعد ذلك يقول يهوه لآحاز:‏ ‏«اطلب لنفسك آية من الرب الهك.‏ عمِّق طلبك او رفِّعه الى فوق».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏١١‏)‏ فبإمكان آحاز ان يطلب آية،‏ او علامة،‏ ويهوه يصنعها كضمانة انه سيحمي بيت داود.‏

١١ ايّ تأكيد نجده في استعمال يهوه كلمة ‏«الهك»؟‏

^١١ لاحظوا ان يهوه يقول:‏ ‹اطلب آية من الهك›.‏ ان يهوه لَإله لطيف حقا.‏ فقد كان آحاز يعبد آلهة باطلة ويقوم بممارسات وثنية تثير الاشمئزاز.‏ (‏٢ ملوك ١٦:‏​٣،‏ ٤‏)‏ ورغم هذا ورغم خوفه ايضا،‏ لا يزال يهوه يعتبر نفسه إلها لآحاز.‏ ويؤكد لنا ذلك ان يهوه لا يرفض البشر بتسرُّع.‏ فهو يرغب في مساعدة الذين يضلون او الذين يضعف ايمانهم.‏ فهل يعمل هذا التأكيد لمحبة اللّٰه على دفع آحاز الى الامساك بيد يهوه؟‏

من الشك الى العصيان

١٢ (‏أ)‏ ايّ موقف متعالٍ يعرب عنه آحاز؟‏ (‏ب)‏ بدلا من الالتفات الى يهوه،‏ ممَّن يطلب آحاز المساعدة؟‏

^١٢ يجيب آحاز بتحدٍّ:‏ ‏«لا اطلب ولا اجرب ‏[‏‏«امتحن»،‏ ع‌ج‏] الرب».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏١٢‏)‏ لا يطيع آحاز هنا كلمات الشريعة القائلة:‏ «لا تجربوا [«تمتحنوا»،‏ ع‌ج‏] الرب الهكم».‏ (‏تثنية ٦:‏١٦‏)‏ وقد اقتبس يسوع بعد قرون كلمات هذه الشريعة نفسها عندما اتى الشيطان ليجرِّبه.‏ (‏متى ٤:‏٧‏)‏ أما آحاز فيدعوه يهوه الى الرجوع الى العبادة الحقة ويعرض عليه ان يقوّي ايمانه بصنع آية.‏ لكنَّ آحاز يفضِّل طلب الحماية من مصدر آخر.‏ وربما في هذه المرحلة يرسل الملك مبلغا طائلا من المال الى اشور،‏ طالبا منها مساعدته ضد اعدائه  الشماليين.‏ (‏٢ ملوك ١٦:‏​٧،‏ ٨‏)‏ وفي هذا الوقت يطوِّق الجيش الارامي-‏الاسرائيلي اورشليم ويبدأ الحصار.‏

١٣ ايّ تحوُّل نلاحظه في العدد ١٣‏،‏ وماذا يعني؟‏

^١٣ يقول اشعيا وهو يفكر في عدم ايمان الملك:‏ ‏«اسمعوا يا بيت داود.‏ هل هو قليل عليكم ان تُضجروا الناس حتى تُضجروا الهي ايضا».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏١٣‏)‏ نعم،‏ يمكن ان يضجر يهوه من التحدِّي المتواصل.‏ ولاحظوا ايضا ان النبي يقول ‏«الهي» وليس ‏«الهكم».‏ وهذا تحوُّل خطير!‏ فعندما يرفض آحاز يهوه ويلتفت الى اشور،‏ تفوته فرصة جيدة ليستعيد علاقته باللّٰه.‏ فلا نُضَحِّ ابدا بعلاقتنا باللّٰه ونساير على حساب معتقداتنا المؤسسة على الاسفار المقدسة من اجل الحصول على فوائد وقتية!‏

آية عمانوئيل

١٤ كيف يُظهر يهوه إخلاصه لعهده مع داود؟‏

^١٤ يبقى يهوه مخلصا لعهده مع داود.‏ وبما انه عُرض اعطاء آية،‏ فآية ستُعطى!‏ يتابع اشعيا قائلا:‏ ‏«يعطيكم السيد نفسه آية.‏ ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل.‏ زبدا وعسلا يأكل متى عرف ان يرفض الشر ويختار الخير.‏ لأنه قبل ان يعرف الصبي ان يرفض الشر ويختار الخير تُخلى الارض التي انت خاشٍ من ملكيها».‏ —‏ اشعياء ٧:‏​١٤-‏١٦ ‏.‏

١٥ ايّ سؤالين تجيب عنهما النبوة عن عمانوئيل؟‏

^١٥ هذه بشرى يفرح بها كل من يخشى ان يضع الغزاة حدا لسلالة الملوك الداوديين.‏ والاسم «عمانوئيل» يعني «اللّٰه معنا».‏ فاللّٰه مع يهوذا ولن يسمح لشيء بأن يبطل عهده مع داود.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ لا يُخبَر آحاز وشعبه ماذا سيفعل يهوه فحسب،‏ بل ايضا  متى سيفعله.‏ فقبل ان يصير الصبي عمانوئيل في سنّ تمكّنه من التمييز بين الخير والشر،‏ ستُدمَّر الامَّتان العدوَّتان.‏ وهذا ما يحدث!‏

١٦ لماذا ربما ترك يهوه هوية عمانوئيل في ايام آحاز غير محدَّدة؟‏

^١٦ لا يقول الكتاب المقدس ابن مَن يكون عمانوئيل.‏ ولكن بما ان عمانوئيل الصغير يُستخدم كآية وإشعيا يقول لاحقا انه هو وأولاده «آيات»،‏ فقد يكون عمانوئيل ابنا لهذا النبي.‏ (‏اشعياء ٨:‏١٨‏)‏ وربما يترك يهوه هوية عمانوئيل في ايام آحاز غير محدَّدة لكي لا يتحوَّل انتباه الاجيال اللاحقة عن عمانوئيل الاعظم.‏ فمَن هو هذا؟‏

١٧ (‏أ)‏ مَن هو عمانوئيل الاعظم،‏ وماذا عنت ولادته؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن لشعب اللّٰه ان يهتفوا اليوم:‏ «اللّٰه معنا»؟‏

^١٧ لا يَظهر الاسم عمانوئيل في الكتاب المقدس،‏ خارج سفر اشعياء،‏ الا مرة واحدة،‏ وذلك في متى ١:‏٢٣ .‏ فقد اوحى يهوه الى متى ان يطبِّق نبوة ولادة عمانوئيل على ولادة يسوع،‏ الوارث الشرعي لعرش داود.‏ (‏متى ١:‏​١٨-‏٢٣‏)‏ كانت ولادة عمانوئيل الاول آية،‏ او علامة،‏ تشير الى ان اللّٰه لم يتخلَّ عن بيت داود.‏ كذلك ايضا كانت ولادة يسوع،‏ عمانوئيل الاعظم،‏ آية تشير الى ان اللّٰه لم يتخلَّ عن الجنس البشري او عن عهد المُلك مع بيت داود.‏ (‏لوقا ١:‏​٣١-‏٣٣‏)‏ ولما صار ممثِّل يهوه الرئيسي بين البشر،‏ كان بإمكان متى ان يقول بحق:‏ «اللّٰه معنا».‏ واليوم يحكم يسوع كملك سماوي،‏ وهو مع جماعته التي على الارض.‏ (‏متى ٢٨:‏٢٠‏)‏ فلا شك ان شعب اللّٰه عندهم سبب اضافي ليهتفوا بجرأة:‏ «اللّٰه معنا!‏».‏

عواقب اخرى لعدم الامانة

١٨ (‏أ)‏ لماذا ترعب كلمات اشعيا التالية سامعيه؟‏ (‏ب)‏ ايّ تحوُّل في مجرى الاحداث سيقع قريبا؟‏

^١٨ مع ان كلمات اشعيا الاخيرة تجلب التعزية،‏ فهو يتابع التفوُّه  بأقوال ترعب سامعيه:‏ ‏«يجلب الرب عليك وعلى شعبك وعلى بيت ابيك اياما لم تأتِ منذ يوم اعتزال افرايم عن يهوذا اي ملك اشور».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏١٧‏)‏ نعم،‏ الكارثة آتية،‏ وعلى يد ملك اشور.‏ ولا بد ان فكرة الوقوع تحت سلطة الاشوريين المعروفين بوحشيتهم تقضُّ مضاجع آحاز وشعبه ليالي كثيرة.‏ ففكّر آحاز ان يصادق اشور لكي يتخلص من اسرائيل وأرام.‏ وهذا ما سيحصل،‏ اذ سيتجاوب ملك اشور مع طلب آحاز ويهاجم اخيرا اسرائيل وأرام.‏ (‏٢ ملوك ١٦:‏٩‏)‏ وربما لهذا السبب سيُجبر فقح ورصين على رفع حصارهما عن اورشليم.‏ وهكذا لا يقدر التحالف الارامي-‏الاسرائيلي ان يحتل اورشليم.‏ (‏اشعياء ٧:‏١‏)‏ لكنَّ اشعيا يخبر الآن مستمعيه المصدومين ان اشور،‏ التي يلقون رجاءهم عليها من اجل الحماية،‏ سوف تظلمهم!‏ —‏ قارنوا امثال ٢٩:‏٢٥ .‏

١٩ ايّ تحذير تنطوي عليه هذه الرواية التاريخية للمسيحيين اليوم؟‏

^١٩ بالنسبة الى المسيحيين اليوم،‏ تنطوي هذه الرواية التاريخية الصحيحة على تحذير.‏ فعندما نتعرَّض لضغوط،‏ قد نُغرى بالمسايرة على حساب المبادئ المسيحية،‏ فنرفض عندئذ حماية يهوه.‏ لكنَّ هذا الامر ينمّ عن قصر نظر،‏ وهو عمل انتحاري ايضا،‏ كما يتبيَّن من كلمات اشعيا التالية.‏ فالنبي يتابع وصف ما سيفعله الغزو الاشوري بالارض وشعبها.‏

٢٠ مَن يمثِّل ‹الذباب› و ‹النحل›،‏ وماذا سيفعل؟‏

^٢٠ يقسم اشعيا اعلاناته الى اربعة اجزاء،‏ وكل جزء ينبئ بما سيحدث «في ذلك اليوم»،‏ اي يوم هجوم اشور على يهوذا.‏ ‏«يكون في ذلك اليوم ان الرب يصفر للذباب الذي في اقصى تُرَع مصر وللنحل الذي في ارض اشور فتأتي وتحل جميعها في الاودية  الخربة وفي شقوق الصخور وفي كل غاب الشوك وفي كل المراعي».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏​١٨،‏ ١٩‏)‏ ان جيوش مصر وأشور،‏ المشبَّهة بأسراب الذباب والنحل،‏ ستوجِّه انظارها الى ارض الموعد.‏ ولن يكون هذا اجتياحا عابرا.‏ ‹فالذباب› و ‹النحل› سيحلّ في الارض،‏ منتشرا في كل بقعة منها.‏

٢١ بأية طريقة سيكون الملك الاشوري كموسى للحلاقة؟‏

^٢١ ويتابع اشعيا:‏ ‏«في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر بملك اشور الرأس وشعر الرجلين وتنزع اللحية ايضا».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏٢٠‏)‏ لا يُذكر هنا الا اشور،‏ مصدر الخطر الرئيسي.‏ ان آحاز يستأجر الملك الاشوري ‹ليحلق› ارام وإسرائيل.‏ لكنَّ هذه ‹الموسى المستأجرة› من منطقة الفرات ستتحرك على «رأس» يهوذا وتحلقه تماما،‏ حتى انها ستنزع اللحية!‏

٢٢ اية امثلة يستخدمها اشعيا ليظهر عواقب الاجتياح الاشوري الوشيك؟‏

^٢٢ وماذا ستكون النتيجة؟‏ ‏«يكون في ذلك اليوم ان الانسان يربي عِجلة بقر وشاتين.‏ ويكون انه من كثرة صنعها اللبن يأكل زبدا فإن كل مَن أُبقي في الارض يأكل زبدا وعسلا».‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ بحلول الوقت الذي يكون الاشوريون فيه قد ‹حلقوا› الارض،‏ سيبقى اناس قليلون جدا حتى انه لن يلزم سوى عدد صغير من الحيوانات لتأمين الطعام.‏ وسيؤكل ‹الزبد والعسل› ولا شيء غيرهما،‏ فلن يكون هنالك خمر ولا خبز ولا اية اطعمة رئيسية اخرى.‏ وللتشديد على مدى الخراب،‏ يقول اشعيا ثلاث مرات ان الشوك والحسك سيمتدان حيث كانت الارض نافعة ومنتجة.‏ والذين يغامرون في الدخول الى المناطق الريفية سيحتاجون الى ‏‹سهام وقوس› ليحموا انفسهم من الحيوانات الكامنة بين  الآجام.‏ والحقول المنقوبة ستكون لدوس البقر والغنم.‏ ‏(‏اشعياء ٧:‏​٢٣-‏٢٥‏)‏ ويبدأ اتمام هذه النبوة في ايام آحاز.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٨:‏٢٠ .‏

توقعات دقيقة

٢٣ (‏أ)‏ بماذا يؤمر اشعيا الآن؟‏ (‏ب)‏ كيف تؤكَّد آية اللوح؟‏

^٢٣ يتناول اشعيا من جديد الوضع الراهن.‏ ففيما لا تزال اورشليم محاصرة من قِبل التحالف الارامي-‏الاسرائيلي،‏ يخبر اشعيا:‏ ‏«وقال  لي الرب خذ لنفسك لوحا كبيرا واكتب عليه بقلم انسان .‏ .‏ .‏ مهير شلال حاش بز.‏ وأن أُشهد لنفسي شاهدين امينين اوريا الكاهن وزكريا بن يبرخيا».‏ ‏(‏اشعياء ٨:‏​١،‏ ٢‏)‏ يعني الاسم مهير شلال حاش بز «عجِّلي يا غنيمة!‏ لقد جاء مسرعا الى النهب».‏ ويطلب اشعيا من رجلين محترمين في المجتمع ان يشهدا على كتابته هذا الاسم على لوح كبير،‏ لكي يتمكنا لاحقا من التأكيد على صحة الوثيقة.‏ لكنَّ هذه الآية ستؤكدها آية اخرى ايضا.‏

٢٤ ايّ اثر ينبغي ان تتركه آية مهير شلال حاش بز في سكان يهوذا؟‏

^٢٤ يقول اشعيا:‏ ‏«فاقتربت الى النبية فحبلت وولدت ابنا.‏ فقال لي الرب ادعُ اسمه مهير شلال حاش بز.‏ لأنه قبل ان يعرف الصبي ان يدعو يا ابي ويا امي تُحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك اشور».‏ ‏(‏اشعياء ٨:‏​٣،‏ ٤‏)‏ ان اللوح الكبير والمولود الجديد هما آيتان،‏ او علامتان،‏ تشيران الى ان اشور ستنهب قريبا عدوَّي يهوذا:‏ ارام وإسرائيل.‏ ومتى قريبا؟‏ قبل ان يتمكن الصبي من التفوُّه بأول كلمتين يتعلمهما معظم الاطفال:‏ «ابي» و «امي».‏ وينبغي ان يبني هذا التوقع الدقيق ثقة الناس بيهوه؛‏ او قد يجعل البعض يستهزئون بإشعيا وما له من ابناء.‏ على اية حال،‏ ان كلمات اشعيا النبوية تتحقق.‏ —‏ ٢ ملوك ١٧:‏​١-‏٦ .‏

٢٥ اية تشابهات توجد بين ايام اشعيا وأيامنا؟‏

^٢٥ يمكن للمسيحيين ان يتعلموا من تحذيرات اشعيا المتكررة.‏ فقد كشف الرسول بولس لنا ان اشعيا يمثِّل في هذه الرواية التاريخية يسوع المسيح وأن ما لإشعيا من ابناء يرمزون الى تلاميذ يسوع الممسوحين.‏ (‏عبرانيين ٢:‏​١٠-‏١٣‏)‏ ويذكّر يسوع المسيحيين  الحقيقيين،‏ بواسطة أتباعه الممسوحين على الارض،‏ بالحاجة الى ‹البقاء مستيقظين› في هذه الازمنة الحرجة.‏ (‏لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦‏)‏ وفي الوقت نفسه يجري تحذير المقاومين غير التائبين من هلاكهم الوشيك،‏ مع ان هذه التحذيرات غالبا ما تلاقي الاستهزاء.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏​٣،‏ ٤‏)‏ وإتمام النبوات الزمنية في ايام اشعيا هو ضمانة تؤكد ان الاحداث التي يعيِّن اللّٰه وقوعها في ايامنا «ستأتي اتيانا ولا تتأخر».‏ —‏ حبقوق ٢:‏٣ .‏

‏«مياه» مدمِّرة

٢٦،‏ ٢٧ (‏أ)‏ اية احداث ينبئ بها اشعيا؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا تشير كلمات اشعيا بالنسبة الى خدام يهوه اليوم؟‏

^٢٦ يواصل اشعيا تحذيراته قائلا:‏ ‏«لأن هذا الشعب رذل مياه شيلوه الجارية بسكوت وسُر برصين وابن رمليا لذلك هوذا السيد يُصعد عليهم مياه النهر القوية والكثيرة ملك اشور وكل مجده فيصعد فوق جميع مجاريه ويجري فوق جميع شطوطه ويندفق الى يهوذا.‏ يفيض ويعبر.‏ يبلغ العنق ويكون بسط جناحيه ملء عرض بلادك يا عمانوئيل».‏ —‏ اشعياء ٨:‏​٥-‏٨ ‏.‏

^٢٧ يرفض «هذا الشعب»،‏ مملكة اسرائيل الشمالية،‏ عهد يهوه مع داود.‏ (‏٢ ملوك ١٧:‏​١٦-‏١٨‏)‏ ويبدو لهم هذا العهد ضعيفا كمياه شيلوه الهزيلة،‏ مورد مياه اورشليم.‏ وهم يبتهجون بحربهم ضد يهوذا.‏ لكنَّ هذا الازدراء لن يمضي دون عقاب.‏ فيهوه سيسمح للاشوريين بأن ‹يفيضوا›،‏ او يكتسحوا ارام وإسرائيل كما سيسمح يهوه قريبا للجزء السياسي الحالي من العالم بأن يفيض على حيِّز الدين الباطل.‏ (‏كشف ١٧:‏١٦‏؛‏ قارنوا دانيال ٩:‏٢٦ .‏)‏ ثم يقول اشعيا ان ‹المياه›  المتعاظمة ‹ستندفق الى يهوذا› وتبلغ «العنق»،‏ اي اورشليم،‏ حيث يحكم رأس (‏او ملك)‏ يهوذا.‏ * وبشكل مماثل سيُطبِق جلادو الدين الباطل السياسيون في ايامنا على خدام يهوه،‏ ويحيطونهم الى «العنق».‏ (‏حزقيال ٣٨:‏​٢،‏ ١٠-‏١٦‏)‏ وماذا ستكون النتيجة؟‏ ماذا يحدث في ايام اشعيا؟‏ هل يندفع الاشوريون عبر اسوار المدينة ويجرفون شعب اللّٰه؟‏ كلا.‏ فاللّٰه معهم.‏

لا داعي الى الخوف،‏ لأن «اللّٰه معنا!‏»‏

٢٨ رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها اعداء يهوذا،‏ ماذا يؤكد يهوه لها؟‏

^٢٨ يحذّر اشعيا قائلا:‏ ‏«هِيجوا ايها الشعوب ‏[المقاومون لشعب عهد اللّٰه] وانكسروا وأصغي يا جميع اقاصي الارض.‏ احتزموا وانكسروا.‏ احتزموا وانكسروا.‏ تشاوروا مشورة فتبطل.‏ تكلموا كلمة فلا تقوم.‏ لأن اللّٰه معنا».‏ ‏(‏اشعياء ٨:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ تتحقق هذه الكلمات بعد سنوات،‏ خلال حكم حزقيا الابن الامين لآحاز.‏ فعندما يهدِّد الاشوريون اورشليم،‏ يضرب ملاك يهوه ٠٠٠‏,١٨٥ منهم.‏ لذلك من الواضح ان اللّٰه هو مع شعبه ومع سلالة داود الملكية.‏ (‏اشعياء ٣٧:‏​٣٣-‏٣٧‏)‏ وخلال معركة هرمجدون المقبلة،‏ لن يرسل يهوه عمانوئيل الاعظم ليكسِّر اعداءه فقط،‏ بل ايضا لينقذ جميع الواثقين به.‏ —‏ مزمور ٢:‏​٢،‏ ٩،‏ ١٢ .‏

٢٩ (‏أ)‏ كيف يختلف اليهود في ايام آحاز عن اليهود في ايام حزقيا؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمتنع خدام يهوه اليوم عن صنع تحالفات دينية وسياسية؟‏

^٢٩ بخلاف اليهود في ايام حزقيا،‏ يفتقر معاصرو آحاز الى الايمان بحماية يهوه.‏ فهم يفضّلون ان يصنعوا تحالفا،‏ او  ‏«فتنة ‏[‏‏«مؤامرة»،‏ تف‏]‏‏» مع الاشوريين ليحموهم من التحالف الارامي-‏الاسرائيلي.‏ لكنَّ ‏«يد» يهوه تحث اشعيا على التكلم ضد ‏«طريق هذا الشعب»،‏ او هذا الموقف السائد بينهم.‏ ويحذِّر قائلا:‏ ‏«لا تخافوا خوفه ولا ترهبوا.‏ قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم».‏ ‏(‏اشعياء ٨:‏​١١-‏١٣‏)‏ ولا يغيب ذلك عن بال خدام يهوه اليوم،‏ فيحترسون من التآمر مع المجالس الدينية والتحالفات السياسية او وضع ثقتهم فيها.‏ فخدام يهوه لهم ملء الثقة بقدرة اللّٰه على حمايتهم.‏ وإذا كان ‹الرب معنا،‏ فماذا يصنع بنا البشر؟‏›.‏ —‏ مزمور ١١٨:‏٦‏،‏ تف.‏

٣٠ ماذا سيكون مصير الذين لا يثقون بيهوه؟‏

^٣٠ ويمضي اشعيا مكرِّرا ان يهوه سيكون ‏«مقدِسا»،‏ او مصدر حماية،‏ للذين يثقون به.‏ أما الذين يرفضونه فسوف ‏«يعثر‏[‏ون‏] ‏.‏ .‏ .‏ ويسقطون فينكسرون ويعلَقون فيُلقطون»،‏ خمسة افعال قوية لا تترك مجالا للشك في مصير الذين لا يثقون بيهوه.‏ ‏(‏اشعياء ٨:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ وفي القرن الاول عثر ايضا الذين رفضوا يسوع وسقطوا.‏ (‏لوقا ٢٠:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ وهذا المصير ينتظر اليوم مَن لا يُظهرون الولاء للملك السماوي المتوَّج،‏ يسوع.‏ —‏ مزمور ٢:‏​٥-‏٩ .‏

٣١ كيف يمكن للمسيحيين الحقيقيين اليوم ان يقتدوا بمثال اشعيا ومَن يسمعون لتعليمه؟‏

^٣١ لا يعثر الجميع في ايام اشعيا.‏ يقول اشعيا:‏ ‏«صُرَّ الشهادة اختم الشريعة بتلاميذي.‏ فأصطبر للرب الساتر وجهه عن بيت يعقوب وأنتظره».‏ ‏(‏اشعياء ٨:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ فإشعيا والذين يسمعون لتعليمه لن يتركوا شريعة اللّٰه.‏ وسيواصلون ثقتهم بيهوه مع ان ابناء موطنهم المتمردين يرفضون فعل ذلك،‏ ولهذا السبب يستر يهوه وجهه عنهم.‏ فلنقتدِ بمثال الذين يثقون بيهوه ونصمِّم  نحن ايضا على التمسك بالعبادة النقية!‏ —‏ دانيال ١٢:‏​٤،‏ ٩؛‏ متى ٢٤:‏٤٥‏؛‏ قارنوا عبرانيين ٦:‏​١١،‏ ١٢ .‏

‏«آيات وعجائب»‏

٣٢ (‏أ)‏ مَن يخدمون اليوم ك‍ «آيات وعجائب»؟‏ (‏ب)‏ لماذا ينبغي ان يبرز المسيحيون كأشخاص مختلفين عن العالم حولهم؟‏

^٣٢ يصرِّح اشعيا الآن:‏ ‏«هأنذا والاولاد الذين اعطانيهم الرب آيات وعجائب في اسرائيل من عند رب الجنود الساكن في جبل صهيون».‏ ‏(‏اشعياء ٨:‏١٨‏)‏ نعم،‏ فإشعيا وشآرياشوب ومهير شلال حاش بز هم آيات،‏ او علامات،‏ لمقاصد يهوه نحو يهوذا.‏ واليوم يخدم يسوع وإخوته الممسوحون ايضا كآيات او علامات.‏ (‏عبرانيين ٢:‏​١١-‏١٣‏)‏ وينضم اليهم في عملهم «جمع كثير» من ‹الخراف الاخر›.‏ (‏كشف ٧:‏​٩،‏ ١٤؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وطبعا،‏ لا قيمة للعلامة اذا لم تبرز بشكل واضح في محيطها.‏ كذلك المسيحيون لا يتمِّمون تفويضهم كآيات وعلامات إلا اذا برزوا كأشخاص مختلفين عن هذا العالم،‏ معربين عن ملء الثقة بيهوه ومنادين بمقاصده بكل جرأة.‏

٣٣ (‏أ)‏ ماذا يصمِّم المسيحيون الحقيقيون على فعله؟‏ (‏ب)‏ لماذا سيتمكن المسيحيون الحقيقيون من الوقوف بثبات؟‏

^٣٣ فلنحفظ جميعا مقاييس اللّٰه لا مقاييس العالم.‏ ولنستمر في البروز كعلامات دون خوف،‏ مواصلين التفويض الذي أُعطي لإشعيا الاعظم،‏ يسوع المسيح:‏ ‹المناداة بسنة مقبولة وبيوم انتقام لإلهنا›.‏ (‏اشعياء ٦١:‏​١،‏ ٢؛‏ لوقا ٤:‏​١٧-‏٢١‏)‏ وعندما يندفع الفيضان الاشوري عبر الارض —‏ ولو بلغ اعناقنا —‏ لن يجرف المسيحيين الحقيقيين،‏ بل سنقف ثابتين لأن «اللّٰه معنا».‏

‏[الحاشيتان]‏

‏[اسئلة الدرس]‏

 ‏[الصورة في الصفحة ١٠٣]‏

اخذ اشعيا شآرياشوب معه عندما ذهب لينقل رسالة يهوه الى آحاز

‏[الصورة في الصفحة ١١١]‏

لماذا كتب اشعيا «مهير شلال حاش بز» على لوح كبير؟‏