دروس حول عدم الامانة
الفصل الثامن عشر
دروس حول عدم الامانة
١ كيف هو الوضع على الارجح داخل مدينة قديمة محاصَرة؟
تخيلوا نفسكم في مدينة قديمة محاصَرة. العدو القوي والعديم الرحمة قائم خارج الاسوار. وتعلمون ان مدنا اخرى سقطت امامه، وأنه مصمِّم الآن على اجتياح مدينتكم ونهبها واغتصاب سكانها وقتلهم. وجيش العدو اقوى بكثير من ان يجابَه مباشرةً في معركة، فأملكم الوحيد هو ان تمنعه اسوار المدينة من الدخول. وعندما تنظرون من فوق الاسوار، ترى عيناكم ابراج حصار جلبها العدو، بالاضافة الى آلات حصار قادرة على رمي حجارة ثقيلة لسحق دفاعاتكم. كما ترون كِباشهم وسلالمهم، رماتهم ومركباتهم وحشود جندهم. فيا له من منظر مرعب!
٢ متى يحدث الحصار الموصوف في سفر اشعياء الاصحاح ٢٢؟
٢ نقرأ في سفر اشعياء الاصحاح ٢٢ عن حصار كهذا — حصار لأورشليم. ومتى يحدث ذلك؟ من الصعب تحديد حصار تمَّت فيه كل الاوجه الموصوفة. لذلك يتضح ان النبوة يجب ان تُفهم كوصف عام لكل حصار سيُضرَب على اورشليم، وهكذا تكون تحذيرا عاما لما يكمن في المستقبل.
٣ كيف يتجاوب سكان اورشليم مع الحصار الذي يصفه اشعيا؟
٣ وماذا يفعل سكان اورشليم في وجه الحصار الذي يصفه اشعيا؟ هل يصرخون الى يهوه لينقذهم لأنهم شعب عهد اللّٰه؟ كلا، فهم
يعربون عن موقف غير حكيم البتة، موقف مماثل لما نجده اليوم بين كثيرين ممَّن يدّعون انهم يعبدون اللّٰه.مدينة محاصَرة
٤ (أ) ما هو «وادي الرؤيا»، ولماذا يحمل المكان هذا الاسم؟ (ب) ما هي الحالة الروحية لسكان اورشليم؟
٤ في الاصحاح ال ٢١ من سفر اشعياء، استُهلت كلٌّ من رسائل الدينونة الثلاث بكلمة «وحي». (اشعياء ٢١:١، ١١، ١٣) ويُستهل الاصحاح ال ٢٢ بالطريقة نفسها: «وحي من جهة وادي الرؤيا. فما لكِ انك صعدت جميعا على السطوح». (اشعياء ٢٢:١) تشير عبارة «وادي الرؤيا» الى اورشليم. ومع ان هذه المدينة مرتفعة فهي تُدعى واديا، لأنها محاطة بجبال اعلى. ويرتبط ذكرها بـ «الرؤيا» لأن رؤى وإعلانات الهية كثيرة أُعطيت هناك. ولهذا السبب ينبغي ان ينتبه سكان المدينة لكلام يهوه. لكنهم تجاهلوه وضلوا في العبادة الباطلة. والعدو الذي يحاصر المدينة هو اداة دينونة اللّٰه على شعبه الضال. — تثنية ٢٨:٤٥، ٤٩، ٥٠، ٥٢.
٥ لماذا يصعد الناس على سطوحهم على الارجح؟
٥ لاحظوا ان سكان اورشليم ‹صعدوا جميعا على سطوح› بيوتهم. ففي الازمنة القديمة، كانت سطوح بيوت الاسرائيليين مسطَّحة، والعائلات تجتمع غالبا هناك. لا يذكر اشعيا لماذا يصعدون في هذه المناسبة، لكنَّ كلماته تعبِّر عن استهجان. فمن المحتمل انهم صعدوا على السطوح ليتضرعوا الى آلهتهم الباطلة. فهذا ما اعتادوا فعله في السنوات التي سبقت دمار اورشليم سنة ٦٠٧ قم. —٦ (أ) ما هي الاحوال السائدة داخل اورشليم؟ (ب) لماذا يبتهج البعض، ولكن ماذا يخبئ المستقبل؟
٦ ويتابع اشعيا: «يا ملآنة من الجلبة المدينة العجَّاجة اشعياء ٢٢:٢) لقد تقاطرت جموع كثيرة على المدينة، وهي الآن في حالة جلبة. والناس في الشوارع يضجّون ويعتريهم الخوف. لكنَّ البعض مبتهجون، ربما لأنهم يشعرون بالامان او يظنون ان الخطر سحابة عابرة. * انما من الحماقة الابتهاج في مثل هذا الوقت. فكثيرون في المدينة سيموتون ميتة اعنف من الموت بحد السيف. فالامدادات الغذائية تنقطع عن المدينة المحاصَرة، والمخزون الاحتياطي داخلها يتضاءل تدريجيا. ويؤدي تضوُّر الناس جوعا وعيشهم في اماكن مكتظة الى تفشّي الاوبئة. وهكذا سيموت كثيرون في اورشليم بالمجاعة والوباء. ويحدث ذلك سنة ٦٠٧ قم وكذلك سنة ٧٠ بم. — ٢ ملوك ٢٥:٣؛ مراثي ارميا ٤:٩، ١٠. *
القرية المفتخرة [«المبتهجة»، يج]. قتلاك ليس هم قتلى السيف ولا موتى الحرب». (٧ ماذا يفعل حكام اورشليم خلال الحصار، وماذا يحل بهم؟
٧ وفي ظل هذه الازمة، اي مثال يرسمه حكام اورشليم؟ يجيب اشعيا: «جميع رؤسائك هربوا معا. أُسروا بالقسي [«دون حاجة الى قوس أُسروا»، عج]. كل الموجودين بك أُسروا معا. من بعيد فروا». (اشعياء ٢٢:٣) فالحكام والجبابرة يهربون ثم يُلقى القبض عليهم! حتى ان قوسا لا تُشَدّ ضدهم، بل يُعتقلون ويُؤخذون اسرى. يحدث ذلك سنة ٦٠٧ قم. فبعدما يُثغر سور اورشليم، يهرب الملك صدقيا ليلا مع جبابرته. وعندما يعلم العدو بذلك، يطاردهم ويدركهم في برية اريحا. عندئذ يتفرق الجبابرة. ويُؤخذ صدقيا فتُقلع عيناه ويقيَّد بسلسلتين من نحاس، ثم يُنقل الى بابل. (٢ ملوك ٢٥:٢-٧) فيا لها من عاقبة مأساوية لعدم امانته!
خوف عندما تحل الكارثة
٨ (أ) ما هو رد فعل اشعيا للنبوة التي تخبر بالكارثة على اورشليم؟ (ب) ماذا سيحدث في اورشليم؟
٨ تؤثر هذه النبوة تأثيرا عميقا في اشعيا. فيقول: «اقتصروا عني فأبكي بمرارة. لا تلحوا بتعزيتي عن خراب بنت شعبي». (اشعياء ٢٢:٤) حزن اشعيا على مصير موآب وبابل المنبإ به. (اشعياء ١٦:١١؛ ٢١:٣) ويشتد الآن خوفه ونُواحه عندما يتأمل في الكارثة الآتية على شعبه. ولا سبيل الى مؤاساته. ولماذا؟ لأن «للسيد رب الجنود في وادي الرؤيا يوم شغب ودوس وارتباك. نقْب سور وصراخ الى الجبل». (اشعياء ٢٢:٥) فسيعمّ اورشليم ارتباك شديد. وسيهيم الناس على وجوههم مذعورين. وعندما يبدأ العدو بثغر اسوار المدينة، سيرتفع «صراخ الى الجبل». فهل يعني ذلك ان سكان المدينة سيصرخون الى اللّٰه في هيكله المقدس على جبل المُريَّا؟ ربما، ولكن نظرا الى عدم امانتهم، يعني ذلك على الارجح ان صيحات الارتعاب ستتردد في الجبال المحيطة بالمدينة.
٩ صفوا الجيش الذي يهدّد اورشليم.
٩ وما نوع العدو الذي يهدد اورشليم؟ يخبرنا اشعيا قائلا: «عيلام قد حملت الجعبة بمركبات رجال فرسان. وقير قد كشفت المجن». (اشعياء ٢٢:٦) ان الاعداء مدجَّجون بالسلاح. فجِعاب رماتهم مليئة بالسهام. والمحاربون يعدّون تروسهم للمعركة. وهنالك مركبات وأحصنة مدرَّبة على الحرب. كما ان الجيش يشتمل على جنود من عيلام، الواقعة شماليّ ما يُعرف اليوم بالخليج العربي، وعلى جنود من قير المجاورة لعيلام على الارجح. يدل ذكر هاتين المنطقتين على بُعد المسافة التي يأتي منها الغزاة. ويدل ايضا على ان الرماة العيلاميين ربما كانوا في الجيش الذي هدَّد اورشليم في ايام حزقيا.
محاولات دفاعية
١٠ ايّ تطور ليس في مصلحة المدينة؟
١٠ يصف اشعيا الآن الوضع المتطور: «تكون افضل اوديتك ملآنة مركبات والفرسان تصطف اصطفافا نحو الباب. ويكشف ستر يهوذا». (اشعياء ٢٢:٧، ٨ أ) تحتشد المركبات والاحصنة في السهول خارج مدينة اورشليم، وهي في وضع الاستعداد لمهاجمة ابواب المدينة. وما هو «ستر يهوذا» الذي يُكشف؟ من المرجح انه احد ابواب المدينة الذي ليس في مصلحة المدافعين ان يحتله العدو. * وعندما يُكشف هذا الستر الدفاعي، لا تعود المدينة منيعة امام مهاجميها.
١١، ١٢ اية اجراءات دفاعية يتخذها سكان اورشليم؟
١١ يركّز اشعيا الآن على المحاولات التي يقوم بها الشعب للدفاع عن انفسهم. وأول ما يتبادر الى ذهنهم هو الاسلحة! «فتنظر في ذلك اليوم الى اسلحة بيت الوعر. ورأيتم [«وترون»، يس] شقوق مدينة داود انها صارت كثيرة وجمعتم [«وتجمعون»، يس] مياه البركة السفلى». (اشعياء ٢٢:٨ب، ٩) فالاسلحة مخزونة في بيت الوعر. وهذا المستودع بناه سليمان. وبما انه بُني بخشب من ارز لبنان، فقد صار يُعرف باسم «بيت وعر لبنان». (١ ملوك ٧:٢-٥) وتُفحص الشقوق في السور. ويُجمع ايضا الماء — وهذا اجراء دفاعي مهم. فالشعب بحاجة الى الماء ليعيشوا. وبدونه لا تصمد اية مدينة. ولكن لاحظوا ان لا شيء يقال عن تطلعهم الى يهوه من اجل الانقاذ، بل هم يعتمدون على وسائلهم الخاصة. فلا نقع ابدا في الخطإ نفسه. — مزمور ١٢٧:١.
١٢ وماذا يمكن فعله حيال هذه الشقوق في سور المدينة؟ «عددتم بيوت اورشليم وهدمتم البيوت لتحصين السور». (اشعياء ٢٢:١٠) فيجري تقييم للبيوت ليُرى ايٌّ منها يمكن تدميره لتأمين المواد اللازمة لإصلاح الشقوق. وهذه محاولة لمنع العدو من احراز سيطرة كاملة على السور.
شعب عديم الايمان
١٣ كيف يحاول الشعب تأمين مخزون من المياه، ولكن مَن ينسون؟
١٣ «صنعتم خندقا بين السورين لمياه البركة العتيقة. لكن اشعياء ٢٢:١١) ان الجهود المبذولة لجمع المياه، المذكورة هنا وفي العدد ٩، تذكّرنا بما فعله الملك حزقيا ليحمي المدينة من الاشوريين الغزاة. (٢ أخبار الايام ٣٢:٢-٥) لكنَّ شعب المدينة في نبوة اشعيا هذه عديمو الايمان كليا. وهم، بخلاف حزقيا، لا يفكّرون ابدا في الخالق فيما يعملون على تقوية دفاعات المدينة.
لم تنظروا الى صانعه ولم تروا مصوِّره من قديم». (١٤ رغم رسالة يهوه التحذيرية، ايّ موقف غير حكيم يتخذه الشعب؟
١٤ ويتابع اشعيا: «دعا السيد رب الجنود في ذلك اليوم الى البكاء والنوح والقرعة والتنطق بالمسح فهوذا بهجة وفرح ذبح بقر ونحر غنم اكل لحم وشرب خمر. لنأكل ونشرب لأننا غدا نموت». (اشعياء ٢٢:١٢، ١٣) ان ضمير سكان اورشليم لا يؤنّبهم بسبب تمرّدهم على يهوه. فهم لا يبكون او يحلقون شعرهم او يلبسون المسح تعبيرا عن توبتهم. فلو يفعلون ذلك، يجنِّبهم يهوه على الارجح الاهوال الآتية. لكنهم يستسلمون للانغماس الشهواني في المتعة. وهذا الموقف موجود اليوم بين كثيرين ممَّن لا يؤمنون باللّٰه. فلأن لا رجاء لديهم، لا بقيامة الموتى ولا بالحياة في الارض الفردوسية في المستقبل، يعيشون حياة يُطلقون فيها العنان لأهوائهم، قائلين: «لنأكل ونشرب، لأننا غدا نموت». (١ كورنثوس ١٥:٣٢) فيا لبصيرتهم العمياء! يا ليتهم يثقون بيهوه، فيحرزون عندئذ رجاء ابديا! — مزمور ٤:٦-٨؛ امثال ١:٣٣.
١٥ (أ) ما هي رسالة دينونة يهوه على اورشليم، ومَن يُجري احكامه؟ (ب) لماذا سيعاني العالم المسيحي مصيرا مماثلا لمصير اورشليم؟
١٥ ان سكان اورشليم المحاصَرة لن يذوقوا طعم الامن. يقول اشعيا: «اعلن في اذنيَّ رب الجنود لا يغفرَنَّ لكم هذا الاثم حتى اشعياء ٢٢:١٤) فلا مغفرة للشعب بسبب صلابة قلوبهم. فسيدركهم الموت لا محالة. وهذا امر اكيد، فالسيد يهوه الجنود هو الذي يتكلم. وفي اتمام كلمات اشعيا النبوية، تحل الكارثة مرتين بأورشليم غير الامينة. فتدمّرها جيوش بابل، وفي وقت لاحق جيوش روما. وستحل الكارثة ايضا بالعالم المسيحي غير الامين، الذي يدّعي اعضاؤه انهم يعبدون اللّٰه ولكنهم في الواقع ينكرونه بأعمالهم. (تيطس ١:١٦) وخطايا العالم المسيحي، بالاضافة الى خطايا اديان العالم الاخرى التي تهزأ بطرق اللّٰه البارة، «قد تراكمت حتى السماء». وضلالهم، كضلال اورشليم المرتدة، اعظم من ان يكفَّر عنه. — كشف ١٨:٥، ٨، ٢١.
تموتوا يقول السيد رب الجنود». (وكيل اناني
١٦، ١٧ (أ) مَن ينال الآن رسالة تحذيرية من يهوه، ولماذا؟ (ب) ماذا سيحلّ بشَبنا نتيجة طموحاته العالية؟
١٦ يحوِّل النبي الآن انتباهه من شعب غير امين الى فرد غير امين. يكتب اشعيا: «هكذا قال السيد رب الجنود. اذهب ادخل الى هذا جليس الملك [«ذلك الوكيل»، يج] الى شَبنا الذي على البيت. ما لك ههنا ومَن لك ههنا حتى نقرت لنفسك ههنا قبرا ايها الناقر في العلو قبره الناحت لنفسه في الصخر مسكنا». — اشعياء ٢٢:١٥، ١٦.
١٧ شَبنا هو ‹الوكيل على البيت›، وعلى الارجح بيت الملك حزقيا. وهو بذلك يتمتع بمكانة مرموقة، اذ انه الثاني بعد الملك. ويُتوقع منه الكثير ايضا. (١ كورنثوس ٤:٢) ولكن بدلا من الاهتمام اولا بشؤون الامة، يطلب شَبنا مجد نفسه. فهو يصنع قبرا فخما — كقبر ملك — وينقره عاليا في الصخر. لهذا يوحي يهوه، الذي يرى ذلك، الى اشعيا ان يحذّر هذا الوكيل غير الامين قائلا: «هوذا الرب يطرحك طرحا يا رجل ويغطيك تغطية يلفك لف لفيفة كالكرة الى ارض واسعة الطرفين. هناك تموت وهناك تكون مركبات مجدك يا خزي بيت سيدك. وأطردك من منصبك ومن مقامك يحطك». (اشعياء ٢٢:١٧-١٩) فشَبنا، بسبب انانيته، لن يحظى حتى بقبر عادي في اورشليم، بل سيُطرح ككرة ليموت في ارض بعيدة. وهذا تحذير لجميع الذين يؤتمَنون على سلطة بين شعب اللّٰه. فإساءة استعمال السلطة ستؤدي الى خسارتها وربما الى طرد الشخص نفسه.
١٨ مَن سيحلّ محل شَبنا، وماذا يعني اعطاء هذا الشخص ألبسة شَبنا الرسمية ومفتاح بيت داود؟
١٨ ولكن كيف سيُنحّى شَبنا عن منصبه؟ يوضح يهوه بواسطة اشعيا: «يكون في ذلك اليوم اني ادعو عبدي ألياقيم بن حلقيا وألبسه ثوبك وأشده بمنطقتك وأجعل سلطانك في يده اشعياء ٢٢:٢٠-٢٢) فسيحلّ ألياقيم محل شَبنا ويُعطى ألبسة الوكيل الرسمية مع مفتاح بيت داود. يستعمل الكتاب المقدس كلمة «مفتاح» رمزا الى السلطة او الحكم او النفوذ. (قارنوا متى ١٦:١٩.) وفي الازمنة القديمة كان يمكن اعطاء مستشار الملك، المؤتمَن على المفاتيح، مسؤولية الاشراف العام على الجناح الملكي، حتى انه كان يختار المرشحين لخدمة الملك. (قارنوا كشف ٣:٧، ٨.) وهذا ما يجعل مركز الوكيل مهما، وكل مَن يخدم في هذا المنصب يُتوقع منه الكثير. (لوقا ١٢:٤٨) وربما كان شَبنا مؤهلا لهذا المنصب، لكنَّ يهوه سيضع شخصا آخر مكانه بسبب عدم امانته.
فيكون ابا لسكان اورشليم ولبيت يهوذا. وأجعل مفتاح بيت داود على كتفه فيفتح وليس مَن يغلق ويغلق وليس مَن يفتح». (وتدان رمزيان
١٩، ٢٠ (أ) كيف سيكون ألياقيم بركة لشعبه؟ (ب) ماذا سيحلّ بالذين يستمرون في الاعتماد على شَبنا؟
١٩ وفي النهاية يستخدم يهوه اسلوبا مجازيا ليصف نقل السلطة من شَبنا الى ألياقيم. يذكر: «أثبِّته [ألياقيم] وتدا في موضع امين ويكون كرسي مجد لبيت ابيه. ويعلقون عليه كل مجد بيت ابيه الفروع والقضبان كل آنية صغيرة من آنية الطسوس الى آنية القناني جميعا. في ذلك اليوم يقول رب الجنود يزول الوتد [شَبنا] المثبت في موضع امين ويُقطع ويسقط. ويباد الثقل الذي عليه لأن الرب قد تكلم». — اشعياء ٢٢:٢٣-٢٥.
٢ تيموثاوس ٢:٢٠، ٢١) أما الوتد الثاني فيشير الى شَبنا. ومع انه يبدو في مأمن، فسيُنزع. وكل مَن يستمر في الاعتماد عليه سيسقط.
٢٠ الوتد الاول في هذه الاعداد هو ألياقيم. وسيصير «كرسي مجد» لبيت ابيه حلقيا. وبخلاف شَبنا، لن يجلب العار على بيت ابيه او يشوه سمعتهم. وسيكون ألياقيم سندا امينا لآنية البيت، اي للآخرين في خدمة الملك. (٢١ في الازمنة العصرية، مَن نُحِّيَ عن مركزه كشَبنا، ولماذا، ومَن حلّ محله؟
٢١ يذكّرنا ما حدث لشَبنا بأن الذين يقبلون امتيازات الخدمة، بين مَن يدّعون عبادة اللّٰه، ينبغي ان يستخدموا هذه الامتيازات لخدمة الغير ولجلب التسبيح ليهوه. وينبغي ألا يسيئوا استعمال مركزهم ليغتنوا او ليشتهروا. مثلا، ادّعى العالم ١ بطرس ٤:١٧؛ لوقا ١٢:٤٢-٤٤) وقد اظهر هذا الصف المركّب انه يستحق حمل ‹المفتاح› الملكي لبيت داود. و‹كوتد› يُعتمد عليه، اثبت انه سند تتكل عليه جميع ‹الآنية›، المسيحيين الممسوحين بمختلف مسؤولياتهم الذين يعتمدون عليه للحصول على الطعام الروحي. ومثل ‹النزيل في ابواب› اورشليم القديمة، يعتمد ‹الخراف الاخر› ايضا على هذا ‹الوتد›، ألياقيم العصري. — يوحنا ١٠:١٦؛ تثنية ٥:١٤.
المسيحي لزمن طويل انه وكيل معيَّن، انه الممثل الارضي ليسوع المسيح. ولكن كما جلب شَبنا العار على ابيه بطلبه مجد نفسه، كذلك جلب قادة العالم المسيحي العار على الخالق بتجميعهم الثروات وسعيهم وراء السلطة. لذلك عندما اتى وقت الدينونة ‹مبتدئا ببيت اللّٰه› سنة ١٩١٨، نحّى يهوه العالم المسيحي. وحُدّدت هوية وكيل آخر — «الوكيل الأمين الفطين» — وعُيِّن على بيت يسوع الارضي. (٢٢ (أ) لماذا كان استبدال شَبنا كوكيل في حينه؟ (ب) في الازمنة العصرية، لماذا كان تعيين «الوكيل الأمين الفطين» في حينه؟
غلاطية ٦:١٦) وكما في ايام حزقيا، سينتهي هذا الهجوم الى هلاك اعداء البر. أما الذين يستندون الى ‹الوتد في الموضع الامين›، الوكيل الامين، فسينجون كما نجا سكان اورشليم الامناء من الغزو الاشوري ليهوذا. فكم هو حكيم عدم التمسك ‹بالوتد› المرفوض: العالم المسيحي.
٢٢ حلّ الياقيم محل شَبنا عندما كان سنحاريب وقواته يهدّدون اورشليم. وبشكل مماثل، عُيِّن «الوكيل الأمين الفطين» ليخدم خلال وقت النهاية، وسيبلغ هذا الوقت نهايته عندما يتحرك الشيطان وقواته ليشنوا هجومهم الاخير على «اسرائيل اللّٰه» ورفقائهم الخراف الاخر. (٢٣ ماذا يحدث لشَبنا اخيرا، وماذا نتعلم من ذلك؟
٢٣ وماذا يحدث لشَبنا؟ لا يذكر السجل كيف تمت فيه النبوة المسجلة في اشعياء ٢٢:١٨. وعندما يرفّع نفسه وبعد ذلك يُذَلّ، يكون مشابها للعالم المسيحي، لكنه ربما تعلّم درسا من التأديب الذي ناله. وفي هذه الحالة يكون مختلفا جدا عن العالم المسيحي. وعندما يطالب ربشاقى الاشوري باستسلام اورشليم، يذهب ألياقيم، وكيل حزقيا الجديد، على رأس وفد مفاوض لملاقاته. لكننا نجد شَبنا (شبنة) معه بوصفه كاتبا عند الملك. فمن الواضح ان شَبنا لا يزال في خدمة الملك. (اشعياء ٣٦:٢، ٢٢) ويا له من درس حسن للذين يخسرون مراكز خدمة في هيئة يهوه! فبدلا من الامتعاض والاستياء، من الحكمة ان يستمروا في خدمة يهوه مهما كان الدور الذي يسمح لهم بالقيام به. (عبرانيين ١٢:٦) وبذلك ينجون من الكارثة التي ستحلّ بالعالم المسيحي، ويتمتعون بحظوة لدى اللّٰه وببركته طوال الابدية.
[الحواشي]
^ الفقرة 6 في سنة ٦٦ بم، ابتهج يهود كثيرون عندما انسحبت الجيوش الرومانية التي كانت تحاصر اورشليم.
^ الفقرة 6 بحسب المؤرخ يوسيفوس الذي عاش في القرن الاول، كانت المجاعة في اورشليم سنة ٧٠ بم شديدة جدا حتى ان الناس بدأوا يأكلون جلود الحيوانات والعشب والتبن. وذكر حالةً شَوَت فيها أمّ ابنها وأكلته.
^ الفقرة 10 او يمكن ان يشير «ستر يهوذا» الى شيء آخر يحمي المدينة، مثل الحصون التي تُخزن فيها الاسلحة ويقيم فيها الجنود.
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٣١]
عندما يهرب صدقيا، يُلقى القبض عليه وتُقلع عيناه
[الصورة في الصفحتين ٢٣٢ و ٢٣٣]
آمال قاتمة لليهود المحاصَرين في اورشليم
[الصورة في الصفحة ٢٣٩]
حزقيا يجعل ألياقيم «وتدا في موضع امين»
[الصورة في الصفحة ٢٤١]
كثيرون من قادة العالم المسيحي، كشَبنا، جلبوا العار على الخالق بتجميعهم الثروات
[الصورتان في الصفحة ٢٤٢]
في الازمنة العصرية، عُيِّن صف وكيل امين على بيت يسوع