الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

قضاء يهوه المقضي به على الامم

قضاء يهوه المقضي به على الامم

الفصل الخامس عشر

قضاء يهوه المقضي به على الامم

اشعياء ١٤:‏٢٤–‏١٩:‏٢٥

١ ايّ اعلان دينونة ضد اشور يكتبه اشعيا؟‏

يمكن ان يستخدم يهوه الامم ليؤدب شعبه على شرِّهم.‏ لكنه لا يعذر هذه الامم على وحشيتها غير الضرورية وكبريائها وعِدائها للعبادة الحقة.‏ لذلك يوحي الى اشعيا بأن يكتب مسبقا ‹وحيًا من جهة [«ضد»،‏ ع‌ج‏] بابل›.‏ (‏اشعياء ١٣:‏١‏)‏ لكنَّ بابل لا تشكّل خطرا في الوقت الحاضر.‏ فأشور هي التي تظلم شعب عهد اللّٰه في ايام اشعيا.‏ وهي تدمّر مملكة اسرائيل الشمالية وتخرب جزءا كبيرا من يهوذا.‏ لكنَّ انتصار اشور محدود.‏ يكتب اشعيا:‏ ‏«قد حلف رب الجنود قائلا انه كما قصدت يصير .‏ .‏ .‏ ان احطم اشور في ارضي وأدوسه على جبالي فيزول عنهم نيره ويزول عن كتفهم حمله».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏​٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وبعد وقت قصير من تفوُّه اشعيا بهذه النبوة،‏ يزول خطر اشور عن يهوذا.‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ في الازمنة القديمة،‏ على مَن يمدّ يهوه يده؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني القول ان يهوه يمدّ يده على «كل الامم»؟‏

٢ ولكن ماذا عن الامم الاخرى المعادية لشعب عهد اللّٰه؟‏ يجب ان تُدان هي ايضا.‏ يذكر اشعيا:‏ ‏«هذا هو القضاء المقضي به على كل الارض وهذه هي اليد الممدودة على كل الامم.‏ فإن رب الجنود قد قضى فمَن يبطِّل ويده هي الممدودة فمَن يردُّها».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏​٢٦،‏ ٢٧‏)‏ نجد احيانا ان كلمة «قضاء» يُعبَّر عنها بكلمة «مشورة»،‏ مما يُظهر ان «مشورة» يهوه هي اكثر من مجرد نصيحة.‏ انها تصميمه الاكيد وقراره المتَّخذ.‏ (‏ارميا ٤٩:‏​٢٠،‏ ٣٠‏)‏ و «يد» اللّٰه هي قوته الموضوعة موضع التطبيق.‏ وفي الاعداد الاخيرة من اشعياء الاصحاح ١٤ وفي الاصحاحات ١٥ الى ١٩‏،‏ يعلن يهوه مشورته او قضاءه ضد فلسطية،‏ موآب،‏ دمشق،‏ كوش،‏ ومصر.‏

٣ لكنَّ اشعيا يقول ان يد يهوه ممدودة على «كل الامم».‏ لذلك في حين ان نبوات اشعيا هذه تتم اولا في الازمنة القديمة،‏ فهي تنطبق ايضا من حيث المبدأ خلال «وقت النهاية»،‏ حين يمدّ يهوه يده على كل ممالك الارض.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤؛‏ ١٢:‏٩؛‏ روما ١٥:‏٤؛‏ كشف ١٩:‏​١١،‏ ١٩-‏٢١‏)‏ ويكشف الاله القادر على كل شيء،‏ يهوه،‏ مشورته او قضاءه مسبقا دون تردد.‏ ولا احد يقدر ان يرد يده الممدودة.‏ —‏ مزمور ٣٣:‏​١١‏،‏ ع‌ج؛‏ اشعياء ٤٦:‏١٠ .‏

‏‹ثعبان مُسمّ طيّار› على فلسطية

٤ ما هي بعض تفاصيل وحي يهوه ضد فلسطية؟‏

٤ يُلفَت الانتباه اولا الى الفلسطيين.‏ ‏«في سنة وفاة الملك آحاز كان هذا الوحي.‏ لا تفرحي يا جميع فلسطين ‏[‏‏«فلسطية»،‏ ع‌ج‏] لأن القضيب الضاربك انكسر فإنه من اصل الحية يخرج افعوان وثمرته تكون ثعبانا مُسمًّا طيّارا».‏ —‏ اشعياء ١٤:‏​٢٨،‏ ٢٩ ‏.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ بأيّ معنى كان عُزِّيَّا كحية بالنسبة الى الفلسطيين؟‏ (‏ب)‏ ماذا يكون حزقيا بالنسبة الى فلسطية؟‏

٥ كانت للملك عُزِّيَّا القوة الكافية لصدِّ الخطر الذي شكّلته فلسطية.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٦:‏​٦-‏٨‏)‏ فكان بالنسبة اليهم كحية،‏ ولم يكفّ قضيبه عن ضرب هذه الامة المعادية المجاورة.‏ وبعد موت عُزِّيَّا —‏ حين ‹انكسر القضيب› —‏ حكم يوثام الامين،‏ لكنَّ ‹الشعب كانوا يفسدون بعد›.‏ وبعد ذلك ملكَ آحاز.‏ فتغيَّر الوضع،‏ اذ شن الفلسطيون هجمات ناجحة على يهوذا.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٧:‏٢؛‏ ٢٨:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ أما الآن فالوضع يتغيَّر من جديد.‏ ففي سنة ٧٤٦ ق‌م،‏ يموت الملك آحاز ويعتلي العرش حزقيا الشاب.‏ وإذا شعر الفلسطيون ان الامور ستبقى في مصلحتهم،‏ فإنهم لَمخطئون.‏ فحزقيا عدو لدود.‏ وهذا المتحدِّر من عُزِّيَّا (‏‹الثمرة› من ‹اصله›)‏ هو ‹كثعبان مُسمّ طيّار›،‏ اذ يندفع بسرعة كبيرة الى الهجوم،‏ ويضرب كالبرق،‏ ويترك اثرا حارقا كما لو انه يحقن ضحاياه سمًّا.‏

٦ وهذا الوصف يلائم الملك الجديد.‏ فحزقيا هو مَن «ضرب الفلسطينيين [«الفلسطيين»،‏ ع‌ج‏] الى غزة وتخومها».‏ (‏٢ ملوك ١٨:‏٨‏)‏ وبحسب حوليات الملك الاشوري سنحاريب،‏ يخضع الفلسطيون لحزقيا.‏ ‏‹فالمساكين› ‏—‏ مملكة يهوذا التي جُعلت ضعيفة —‏ يتمتعون بالامان والوفرة المادية فيما تعاني فلسطية جوعا.‏ —‏ اقرأوا اشعياء ١٤:‏​٣٠،‏ ٣١ ‏.‏

٧ اية مجاهرة بالايمان يجب ان يصنعها حزقيا للسفراء الموجودين في اورشليم؟‏

٧ يبدو انه يوجد سفراء في يهوذا،‏ وربما يريدون اجراء تحالف ضد اشور.‏ فماذا ينبغي ان يقال لهم؟‏ ‏«بماذا يجاب رسل الامم».‏ هل ينبغي ان يطلب حزقيا الامان بواسطة التحالفات الاجنبية؟‏ كلا!‏ بل ينبغي ان يقول للرسل:‏ ‏«ان الرب اسَّس صهيون وبها يحتمي بائسو شعبه».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏٣٢‏)‏ فيجب ان يثق الملك ثقة كاملة بيهوه.‏ فأساس صهيون متين.‏ وستبقى المدينة ملاذا وفي مأمن من التهديد الاشوري.‏ —‏ مزمور ٤٦:‏​١-‏٧ .‏

٨ (‏أ)‏ كيف تكون بعض الامم اليوم مثل فلسطية؟‏ (‏ب)‏ كما فعل يهوه في الازمنة القديمة،‏ ماذا يفعل ليدعم شعبه اليوم؟‏

٨ وكفلسطية،‏ تقاوم بعض الامم اليوم عبّاد يهوه بوحشية.‏ فقد أُلقي شهود يهوه المسيحيون في السجون ومعسكرات الاعتقال.‏ وحُظر عملهم.‏ وقُتل عدد منهم.‏ ويستمر المقاومون في ‹مهاجمة نفس البار›.‏ (‏مزمور ٩٤:‏​٢١‏،‏ ي‌ج‏)‏ وقد تبدو هذه المجموعة المسيحية ‹مسكينة› و ‹بائسة› في نظر اعدائها.‏ لكنها تتمتع،‏ بدعم من يهوه،‏ بوفرة روحية فيما يتضوَّر اعداؤها جوعا.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏​١٣،‏ ١٤؛‏ عاموس ٨:‏١١‏)‏ وعندما يمدّ يهوه يده على الفلسطيين العصريين،‏ سيكون هؤلاء «المساكين» في امان.‏ اين؟‏ في اقترانهم بـ‍ «بيت اللّٰه» الذي يسوع حجر زاويته الاساسي الراسخ.‏ (‏افسس ٢:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ وسيكونون في حماية «اورشليم السماوية»،‏ ملكوت يهوه في السماء الذي ملكُه يسوع المسيح.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٢٢؛‏ كشف ١٤:‏١ .‏

موآب هلكت

٩ ضد مَن يُوجَّه الوحي التالي،‏ وكيف كان هذا الشعب في عداوة مع شعب اللّٰه؟‏

٩ الى شرقي البحر الميت تقع موآب،‏ امة اخرى مجاورة لإسرائيل.‏ والموآبيون،‏ بخلاف الفلسطيين،‏ انسباء لإسرائيل لأنهم متحدِّرون من لوط ابن اخي ابراهيم.‏ (‏تكوين ١٩:‏٣٧‏)‏ لكن رغم هذه العلاقة،‏ فإن تاريخ موآب مع اسرائيل حافل بالعداوة.‏ مثلا،‏ استأجر ملك موآب في ايام موسى النبيَّ بلعام على امل ان يلعن الاسرائيليين.‏ وعندما فشلت هذه الطريقة،‏ استخدمت موآب الفساد الادبي وعبادة البعل لإيقاع اسرائيل في الشرك.‏ (‏عدد ٢٢:‏​٤-‏٦؛‏ ٢٥:‏​١-‏٥‏)‏ فلا عجب ان يوحي يهوه الآن الى اشعيا بأن يكتب ‏‹وحيًا من جهة ‏[‏‏«ضد»،‏ ع‌ج‏] موآب›!‏ —‏ اشعياء ١٥:‏١أ‏.‏

١٠،‏ ١١ ماذا سيحلّ بموآب؟‏

١٠ ان نبوة اشعيا موجَّهة ضد مدن ومواقع عديدة في موآب،‏ بما فيها عار و قير (‏او قير حارسة)‏ وديبون.‏ ‏(‏اشعياء ١٥:‏١ب،‏ ٢أ‏)‏ وسينوح الموآبيون على اقراص زبيب قير حارسة،‏ التي ربما تكون من ابرز ما تنتجه هذه المدينة.‏ ‏(‏اشعيا ١٦:‏​٦،‏ ٧‏،‏ ي‌ج‏)‏ وستُكسر سبمة ويعزير الشهيرتان بزراعة الكرمة.‏ ‏(‏اشعياء ١٦:‏​٨-‏١٠‏)‏ أما عِجلَة شَليشِيَّة،‏ التي ربما يعني اسمها «عِجلة ثلاثية (‏عمرها ثلاث سنين)‏»،‏ فستكون كبقرة فتيّة قوية تُطلق صيحات ألم مثيرة للشفقة.‏ ‏(‏اشعيا ١٥:‏​٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ وسييبس عشب الارض فيما تمتلئ ‏«مياه ديمون» دما نتيجة مذبحة الموآبيين.‏ وستصير ‏«مياه نمريم .‏ .‏ .‏ خربة»،‏ إما بمعنى مجازي او بمعنى حرفي —‏ على الارجح لأن الاعداء يبنون سدودا على مجاريها.‏ —‏ اشعياء ١٥:‏​٦-‏٩ ‏.‏

١١ وسيأتزر الموآبيون بمسح،‏ الذي هو لباس النوح.‏ وسيقرِّعون شعر رؤوسهم دليلا على الخزي والتفجُّع.‏ وستكون لحاهم ‏«مجزوزة» إعرابا عن الحزن والإذلال الشديدَين.‏ ‏(‏اشعياء ١٥:‏٢ب‏-‏٤‏)‏ وإشعيا نفسه،‏ المتأكد ان كلمات الدينونة هذه ستتم،‏ تنتابه انفعالات عميقة.‏ فأحشاؤه تضطرب شفقةً،‏ كأوتار العود المهتزة،‏ بسبب رسالة الويل الموجهة ضد موآب.‏ —‏ اشعياء ١٦:‏​١١،‏ ١٢ ‏.‏

١٢ كيف تمت كلمات اشعيا ضد موآب؟‏

١٢ ومتى ستتم هذه النبوة؟‏ قريبا.‏ ‏«هذا هو الكلام الذي كلم به الرب موآب منذ زمان.‏ والآن تكلم الرب قائلا في ثلاث سنين كسني الاجير يهان مجد موآب بكل الجمهور العظيم وتكون البقية قليلة صغيرة لا كبيرة».‏ ‏(‏اشعياء ١٦:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ وانسجاما مع ذلك،‏ تؤكد ادلة اثرية ان موآب عانت الامرَّين في القرن الثامن قبل الميلاد وخلت مواقع عديدة لها من سكانها.‏ وأتى تغلث فلاسر الثالث على ذكر سَلَمانو الموآبي بين الحكام الذين دفعوا الجزية له.‏ كما ان سنحاريب اخذ جزية من كمّوسونَدْبي ملك موآب.‏ وذكر الحاكمان الاشوريان آسرحدُّون وأشور بانيبال الملكَين الموآبيَّين موسوري و كَماشَلْتو بين الخاضعين لهما.‏ ومنذ قرون،‏ زال الموآبيون كشعب.‏ ومع انه اكتُشفت خرائب مدن يُعتقد انها موآبية،‏ لم يُنقب حتى الآن عن ادلة حسية كافية على وجود هذا العدو القوي لإسرائيل.‏

‏«موآب» العصرية تزول

١٣ اية هيئة اليوم يمكن تشبيهها بموآب؟‏

١٣ توجد اليوم هيئة عالمية مماثلة لموآب القديمة.‏ انها العالم المسيحي،‏ الجزء الرئيسي من «بابل العظيمة».‏ (‏كشف ١٧:‏٥‏)‏ لقد تحدَّرت موآب وإسرائيل من تارح ابي ابراهيم.‏ كذلك العالم المسيحي،‏ شأنه في ذلك شأن جماعة المسيحيين الممسوحين اليوم،‏ يدَّعي ان جذوره متأصلة في الجماعة المسيحية في القرن الاول.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ لكنَّ العالم المسيحي فاسد كما كانت موآب،‏ اذ يروِّج الفساد الروحي وعبادة آلهة غير الاله الحقيقي يهوه.‏ (‏يعقوب ٤:‏٤؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٢١‏)‏ ويقاوم قادة العالم المسيحي،‏ كصف،‏ الكارزين ببشارة الملكوت.‏ —‏ متى ٢٤:‏​٩،‏ ١٤ .‏

١٤ رغم قضاء يهوه ضد «موآب» العصرية،‏ ايّ امل هنالك عند افراد تلك الهيئة؟‏

١٤ لقد هلكت موآب في النهاية.‏ وهذا ما سيحلّ بالعالم المسيحي.‏ فيهوه سيستخدم نظيرا عصريا لأشور ويدمره.‏ (‏كشف ١٧:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ لكنَّ الموجودين في «موآب» العصرية عندهم امل.‏ فإشعيا يقول في وسط نبوته ضد موآب:‏ ‏«يُثبَّت الكرسي بالرحمة ويجلس عليه بالامانة في خيمة داود قاضٍ ويطلب الحق ويبادر بالعدل».‏ ‏(‏اشعياء ١٦:‏٥‏)‏ في سنة ١٩١٤،‏ ثبَّت يهوه كرسي يسوع،‏ الحاكم من سلالة الملك داود.‏ ومُلك يسوع هو تعبير عن رحمة يهوه،‏ وسيدوم الى الابد إتماما لعهد اللّٰه مع الملك داود.‏ (‏مزمور ٧٢:‏٢؛‏ ٨٥:‏​١٠،‏ ١١؛‏ ٨٩:‏​٣،‏ ٤؛‏ لوقا ١:‏٣٢‏)‏ وكثيرون من الودعاء تركوا «موآب» العصرية وخضعوا ليسوع لكي ينالوا الحياة.‏ (‏كشف ١٨:‏٤‏)‏ فكم هو معزٍّ ان يعرف هؤلاء ان يسوع ‹سيُبدي العدل للامم›.‏ —‏ متى ١٢:‏١٨؛‏ ارميا ٣٣:‏١٥ .‏

دمشق تصير رجمة ردم

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ اية خطوات عدائية تتخذها دمشق وإسرائيل ضد يهوذا،‏ وماذا يحصل لدمشق؟‏ (‏ب)‏ مَن يُشمل بالوحي ضد دمشق؟‏ (‏ج)‏ ماذا يتعلم المسيحيون اليوم من مثال اسرائيل؟‏

١٥ بعد ذلك يكتب اشعيا ‏‹وحيًا من جهة ‏[‏‏«ضد»،‏ ع‌ج‏] دمشق›.‏ ‏(‏اقرأوا اشعياء ١٧:‏​١-‏٦ ‏.‏ ‏)‏ ان دمشق الواقعة الى شمال اسرائيل هي «رأس ارام».‏ (‏اشعياء ٧:‏٨‏)‏ وخلال مُلك آحاز ملك يهوذا،‏ يقوم رصين ملك دمشق المتحالف مع فقح ملك اسرائيل باجتياح يهوذا.‏ لكنَّ الملك الاشوري تغلث فلاسر الثالث،‏ بطلب من آحاز،‏ يهاجم دمشق ويحتلها ويسبي كثيرين من سكانها.‏ وهكذا لا تعود دمشق تشكّل خطرا على يهوذا.‏ —‏ ٢ ملوك ١٦:‏​٥-‏٩؛‏ ٢ أخبار الايام ٢٨:‏​٥،‏ ١٦ .‏

١٦ ربما بسبب تحالف اسرائيل مع دمشق،‏ يشتمل ايضا وحي يهوه ضد دمشق على تعابير دينونة موجَّهة الى المملكة الشمالية غير الامينة.‏ (‏اشعياء ١٧:‏​٣-‏٦‏)‏ فستصير اسرائيل كحقل في وقت الحصاد لم يبقَ فيه سوى القليل جدا من الحبوب،‏ او مثل زيتونة نُفض معظم حبِّها عن اغصانها.‏ (‏اشعياء ١٧:‏​٤-‏٦‏)‏ انها لَمثال يدفع المنتذرين ليهوه الى التفكير.‏ فهو يتوقع التعبُّد المطلق ولا يقبل إلا خدمة مقدسة من كل القلب.‏ وهو يكره الذين ينقلبون على اخوتهم.‏ —‏ خروج ٢٠:‏٥؛‏ اشعياء ١٧:‏​١٠،‏ ١١؛‏ متى ٢٤:‏​٤٨-‏٥٠ .‏

الثقة التامة بيهوه

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كيف يتجاوب البعض في اسرائيل مع اعلانات يهوه،‏ ولكن ما هو التجاوب العام؟‏ (‏ب)‏ لماذا الاحداث في ايام حزقيا تماثل احداث اليوم؟‏

١٧ يقول اشعيا الآن:‏ ‏«في ذلك اليوم يلتفت الانسان الى صانعه وتنظر عيناه الى قدوس اسرائيل.‏ ولا يلتفت الى المذابح صنعة يديه ولا ينظر الى ما صنعته اصابعه السواري والشمسات».‏ ‏(‏اشعياء ١٧:‏​٧،‏ ٨‏)‏ نعم،‏ يصغي البعض في اسرائيل الى تحذير يهوه.‏ مثلا،‏ عندما يرسل حزقيا دعوة الى سكان اسرائيل ليشاركوا يهوذا في الاحتفال بعيد الفصح،‏ يستجيب بعض الاسرائيليين ويسافرون جنوبا لينضمّوا الى اخوتهم في العبادة الحقة.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٠:‏​١-‏١٢‏)‏ لكنَّ معظم سكان اسرائيل يهزأون من المرسَلين الحاملين الدعوة.‏ فالبلد غارق في الارتداد حتى اذنه.‏ لذلك يتم قضاء يهوه ضده.‏ فيدمر اشور مدن اسرائيل وتصير الارض خربة والمراعي ماحلة.‏ —‏ اقرأوا اشعياء ١٧:‏​٩-‏١١ ‏.‏

١٨ وماذا عن اليوم؟‏ كانت اسرائيل امة مرتدة.‏ وتذكّرنا محاولة حزقيا مساعدة الافراد في تلك الامة على الرجوع الى العبادة الحقة بمحاولة المسيحيين الحقيقيين اليوم مساعدة الافراد في الهيئة المرتدة للعالم المسيحي.‏ فمنذ سنة ١٩١٩،‏ يعبر سعاة من «اسرائيل اللّٰه» في ارجاء العالم المسيحي ويدعون الناس الى مشاركتهم في العبادة النقية.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ ومعظمهم يرفضون.‏ وكثيرون يهزأون من حاملي الرسالة.‏ لكنَّ البعض يتجاوبون.‏ ويصل عدد هؤلاء الآن الى الملايين،‏ ويسرّهم ‹النظر الى قدوس اسرائيل› والتعلم منه.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٣‏)‏ وهم يهجرون العبادة عند المذابح غير المقدسة —‏ التعبُّد للآلهة البشرية الصنع والثقة بها —‏ ويلتفتون بتوق الى يهوه.‏ (‏مزمور ١٤٦:‏​٣،‏ ٤‏)‏ ويقول كل واحد منهم كما قال ميخا معاصر اشعيا:‏ «لكنني اراقب الرب اصبر لإله خلاصي.‏ يسمعني الهي».‏ —‏ ميخا ٧:‏٧ .‏

١٩ مَن سينتهر يهوه،‏ وماذا سيعني ذلك لهم؟‏

١٩ كم يختلف هؤلاء عن الاشخاص الذين يثقون بالانسان الفاني!‏ فموجات العنف والاضطرابات تعصف بالجنس البشري في هذه الايام الاخيرة.‏ و «بحر» البشرية المضطربة والمتمردة يَهيج سخطا وثورانا.‏ (‏اشعياء ٥٧:‏٢٠؛‏ كشف ٨:‏​٨،‏ ٩؛‏ ١٣:‏١‏)‏ و ‏‹سينتهر› يهوه هذه الحشود الكثيرة الضجيج.‏ فملكوته السماوي سيدمر كل الهيئات والافراد الذين يسبِّبون المشاكل،‏ و ‏‹سيهربون بعيدا كالجُل امام الزوبعة›.‏ —‏ اشعياء ١٧:‏​١٢،‏ ١٣؛‏ كشف ١٦:‏​١٤،‏ ١٦ .‏

٢٠ رغم ‹نهب› الامم للمسيحيين الحقيقيين،‏ بماذا يثقون؟‏

٢٠ وما هي النتيجة؟‏ يقول اشعيا:‏ ‏«في وقت المساء اذا رعب.‏ قبل الصبح ليسوا هم.‏ هذا نصيب ناهبينا وحظ سالبينا».‏ ‏(‏اشعياء ١٧:‏١٤‏)‏ كثيرون ينهبون شعب يهوه،‏ اذ يعاملونهم بقسوة وعدم احترام.‏ فلأن المسيحيين الحقيقيين ليسوا جزءا من اديان العالم السائدة —‏ ولا يريدون ان يكونوا جزءا منها —‏ ينظر اليهم النقّاد المتحيِّزون والمقاومون المتعصِّبون كفريسة سهلة.‏ لكنَّ شعب اللّٰه واثقون ان «الصبح»،‏ حين تنتهي كل ضيقاتهم،‏ يدنو بسرعة.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ١:‏​٦-‏٩؛‏ ١ بطرس ٥:‏​٦-‏١١ .‏

كوش تقدِّم هدية ليهوه

٢١،‏ ٢٢ اية امة تتلقى بعد ذلك اعلان دينونة،‏ وكيف تتم كلمات اشعيا الملهَمة؟‏

٢١ اشتركت كوش (‏الحبشة)‏،‏ الواقعة جنوب مصر،‏ مرتين على الاقل في حملة عسكرية ضد يهوذا.‏ (‏٢ أخبار الايام ١٢:‏​٢،‏ ٣؛‏ ١٤:‏​١،‏ ٩-‏١٥؛‏ ١٦:‏٨‏)‏ وينبئ اشعيا الآن بالدينونة على هذه الامة:‏ ‏«يا ارض حفيف الاجنحة التي في عبر انهار كوش».‏ ‏(‏اقرأوا اشعياء ١٨:‏​١-‏٦ ‏.‏‏)‏ * فقرار يهوه هو ان ‹تُقطع كوش وتُنزع وتُطرح›.‏

٢٢ يخبرنا التاريخ الدنيوي انه في اواخر القرن الثامن قبل الميلاد،‏ احتلت كوش مصر وحكمتها نحو ٦٠ سنة.‏ وقام الامبراطوران الاشوريان آسرحدُّون وأشور بانيبال بدورهما باجتياح مصر.‏ وبتدمير اشور بانيبال لمدينة طيبة،‏ أخضعت اشور مصر وأنهت الهيمنة الكوشية على وادي النيل.‏ (‏انظروا ايضا اشعياء ٢٠:‏​٣-‏٦ .‏)‏ وماذا عن الازمنة العصرية؟‏

٢٣ ايّ دور يلعبه النظير العصري لـ‍ «كوش»،‏ ولماذا يلاقي حتفه؟‏

٢٣ في نبوة دانيال عن «وقت النهاية»،‏ يقال عن «ملك الشمال» ان اللوبيين والكوشيين «عند خطواته»،‏ اي انهم يستجيبون لتوجيهه.‏ (‏دانيال ١١:‏​٤٠-‏٤٣‏)‏ وتُذكر كوش ايضا ضمن قوات «جوج ارض ماجوج».‏ (‏حزقيال ٣٨:‏​٢-‏٥،‏ ٨‏)‏ وقوات جوج،‏ بما فيها ملك الشمال،‏ تلاقي حتفها عندما تهاجم امة يهوه المقدسة.‏ وهكذا سيمدّ يهوه يده ايضا على النظير العصري لـ‍ «كوش» بسبب مقاومته لسلطان يهوه.‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏​٢١-‏٢٣؛‏ دانيال ١١:‏٤٥ .‏

٢٤ بأية طرائق يتلقى يهوه «هدايا» من الامم؟‏

٢٤ لكنَّ النبوة تقول ايضا:‏ ‏«في ذلك اليوم تُقدَّم هدية لرب الجنود من شعب طويل وأجرد ومن شعب مخوف منذ كان فصاعدا .‏ .‏ .‏ الى موضع اسم رب الجنود جبل صهيون».‏ ‏(‏اشعياء ١٨:‏٧‏)‏ مع ان الامم لا تعترف بسلطان يهوه،‏ فعلت احيانا امورا افادت شعب يهوه.‏ ففي بعض البلدان سنّت السلطات قوانين وأصدرت احكاما قضائية تعطي الحقوق الشرعية لعبّاد يهوه الامناء.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٩؛‏ كشف ١٢:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ وهنالك هدايا اخرى.‏ «لك تقدِّم ملوك هدايا.‏ .‏ .‏ .‏ يأتي شرفاء من مصر.‏ كوش تسرع بيديها [«بالهدايا»،‏ ع‌ج‏] الى اللّٰه».‏ (‏مزمور ٦٨:‏​٢٩-‏٣١‏)‏ واليوم،‏ ملايين «الكوشيين» العصريين الذين يتَّقون يهوه يقدِّمون «تقدمة» في شكل عبادة.‏ (‏ملاخي ١:‏١١‏)‏ وهم يشتركون في عمل ضخم:‏ الكرازة ببشارة الملكوت في كل الارض.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ كشف ١٤:‏​٦،‏ ٧‏)‏ فما احسن هذه الهدية التي نقدِّمها ليهوه!‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٥ .‏

قلب مصر يذوب

٢٥ ماذا يحلّ بمصر القديمة اتماما لإشعياء ١٩:‏​١-‏١١‏؟‏

٢٥ مصر هي الامة التي تجاور يهوذا جنوبا،‏ وهي عدو قديم لشعب عهد اللّٰه.‏ يسرد الاصحاح ١٩ من سفر اشعياء الاوضاع المضطربة في مصر في ايام اشعيا.‏ فمصر تشهد حربا اهلية،‏ ‹مدينة تحارب مدينة ومملكة تحارب مملكة›.‏ (‏اشعياء ١٩:‏​٢،‏ ١٣،‏ ١٤‏)‏ ويشير المؤرخون الى وجود سلالات متنافسة حكمت اجزاء مختلفة من البلد في الوقت نفسه.‏ لكنَّ حكمة مصر التي تبجَّحت بها،‏ مع ‹اوثانها وعازفيها›،‏ لا تنقذها من «يد مولى قاسٍ».‏ (‏اشعياء ١٩:‏​٣،‏ ٤‏)‏ فأشور وبابل وفارس واليونان وروما تحتل مصر بالتتابع.‏ وكل هذه الاحداث تتمم النبوات في اشعياء ١٩:‏​١-‏١١ .‏

٢٦ كيف سيتجاوب سكان «مصر» العصرية،‏ في الاتمام الاكبر،‏ مع اعمال دينونة يهوه؟‏

٢٦ ولكن غالبا ما ترمز مصر في الكتاب المقدس الى عالم الشيطان.‏ (‏حزقيال ٢٩:‏٣؛‏ يوئيل ٣:‏١٩؛‏ كشف ١١:‏٨‏)‏ فهل لوحي اشعيا ‏«من جهة ‏[‏‏«ضد»،‏ ع‌ج‏] مصر» اتمام اكبر؟‏ نعم بالتأكيد.‏ وينبغي لكلمات النبوة الافتتاحية ان تلفت نظر كل واحد:‏ ‏«هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها».‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏١‏)‏ فيهوه سيتحرك قريبا ضد هيئة الشيطان.‏ وفي ذلك الوقت سيُرى ان آلهة نظام الاشياء هذا لا قيمة لها.‏ (‏مزمور ٩٦:‏​٥‏،‏ ع‌ج؛‏ ٩٧:‏​٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ وسوف «يذوب قلب مصر» خوفا.‏ انبأ يسوع عن هذه الفترة:‏ «[يكون] كرب امم لا تدري اين المنفذ بسبب عجيج البحر وهيجانه،‏ في حين ان الناس يُغشى عليهم من الخوف وترقُّب ما يأتي على المسكونة».‏ —‏ لوقا ٢١:‏​٢٥،‏ ٢٦ .‏

٢٧ اية انقسامات داخلية أُنبئ بها عن «مصر»،‏ وكيف يتم ذلك اليوم؟‏

٢٧ يقول يهوه نبويا عن الوقت الذي يسبق تنفيذه الدينونة:‏ ‏«أهيِّج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد اخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة».‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏٢‏)‏ فمنذ تأسيس ملكوت اللّٰه سنة ١٩١٤،‏ تتميَّز «علامة حضور [يسوع]» بقيام امة على امة ومملكة على مملكة.‏ والمجازر القبلية،‏ الابادات الجماعية الدموية،‏ وما يدعى التطهير العرقي اودت بحياة الملايين في هذه الايام الاخيرة.‏ وكلما اقتربت النهاية زادت «الشدائد» سوءا.‏ —‏ متى ٢٤:‏​٣،‏ ٧،‏ ٨ .‏

٢٨ ماذا سيتمكن الدين الباطل من فعله لإنقاذ نظام الاشياء هذا في يوم الدينونة؟‏

٢٨ ‏«وتُهراق روح مصر داخلها وأفني مشورتها فيسألون الاوثان والعازفين وأصحاب التوابع والعرافين».‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏٣‏)‏ عندما مَثَل موسى امام فرعون،‏ خزي كهنة مصر لأنهم عجزوا عن مضارعة يهوه في قوته.‏ (‏خروج ٨:‏​١٨،‏ ١٩؛‏ اعمال ١٣:‏٨؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏٨‏)‏ كذلك في يوم الدينونة لن يتمكن الدين الباطل من انقاذ هذا النظام الفاسد.‏ (‏قارنوا اشعياء ٤٧:‏​١،‏ ١١-‏١٣ .‏)‏ وفي النهاية صارت مصر تحت سلطة ‏«مولى قاسٍ»،‏ اي اشور.‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏٤‏)‏ وذلك رمز الى المستقبل القاتم الذي ينتظر نظام الاشياء هذا.‏

٢٩ عندما يأتي يوم يهوه،‏ الى ايّ حد سيكون السياسيون نافعين؟‏

٢٩ ولكن ماذا عن القادة السياسيين؟‏ هل بإمكانهم المساعدة؟‏ ‏«ان رؤساء صوعن اغبياء.‏ حكماء مشيري فرعون مشورتهم بهيمية».‏ ‏(‏اقرأوا اشعياء ١٩:‏​٥-‏١١ ‏.‏‏)‏ يا لها من حماقة ان يعلّق المرء آماله على المشيرين البشر في يوم الدينونة!‏ حتى لو كانت كل معرفة العالم تحت تصرُّفهم،‏ تنقصهم الحكمة الالهية.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏١٩‏)‏ لقد رفضوا يهوه والتفتوا الى ما يدعى علما،‏ وإلى الفلسفة،‏ المال،‏ المتعة،‏ وغيرها من الآلهة البديلة.‏ وبسبب ذلك ليست عندهم معرفة لمقاصد اللّٰه.‏ وهم مخدوعون وضالّون،‏ وأعمالهم باطلة.‏ ‏(‏اقرأوا اشعياء ١٩:‏​١٢-‏١٥ ‏.‏‏)‏ ‏«خزي الحكماء ارتاعوا وأُخذوا.‏ ها قد رفضوا كلمة الرب فأية حكمة لهم».‏ —‏ ارميا ٨:‏٩ .‏

علامة وشهادة ليهوه

٣٠ بأية طريقة سوف «تكون ارض يهوذا رعبا لمصر»؟‏

٣٠ ولكن في حين ان قادة «مصر» ضعفاء،‏ ‏«كالنساء»،‏ يبقى هنالك بعض الافراد الذين يطلبون الحكمة الالهية.‏ فممسوحو يهوه ورفقاؤهم ‹يعلنون فضائل اللّٰه›.‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏١٦؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ وهم يفعلون ما في وسعهم ليحذِّروا الناس من الزوال المقبل لهيئة الشيطان.‏ يقول اشعيا عن هذه الحالة المستقبلية:‏ ‏«تكون ارض يهوذا رعبا لمصر.‏ كل مَن تذكرها يرتعب من امام قضاء رب الجنود الذي يقضي به عليها».‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏١٧‏)‏ فرسل يهوه الامناء يعلنون للناس الحق،‏ بما في ذلك الضربات التي انبأ بها يهوه.‏ (‏كشف ٨:‏​٧-‏١٢؛‏ ١٦:‏​٢-‏١٢‏)‏ وهذا ما يزعج قادة العالم الدينيين.‏

٣١ ماذا يجعل «لغة كنعان» يُنطق بها في مدن مصر (‏أ)‏ في الازمنة القديمة؟‏ (‏ب)‏ في الازمنة الحاضرة؟‏

٣١ وما هي النتيجة المدهشة لعمل المناداة هذا؟‏ ‏«في ذلك اليوم يكون في ارض مصر خمس مدن تتكلم بلغة كنعان وتحلف لرب الجنود يقال لإحداها مدينة الشمس ‏[‏‏«مدينة الدمار»،‏ ع‌ج‏]‏‏».‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏١٨‏)‏ في الماضي تمت النبوة كما يَظهر عندما صار يُنطق باللغة العبرانية في المدن المصرية من قِبل اليهود الذين هربوا اليها.‏ (‏ارميا ٢٤:‏​١،‏ ٨-‏١٠؛‏ ٤١:‏​١-‏٣؛‏ ٤٢:‏٩–‏٤٣:‏٧؛‏ ٤٤:‏١‏)‏ واليوم يوجد اناس في ارض «مصر» العصرية تعلّموا التكلم ‹باللغة النقية› لحق الكتاب المقدس.‏ (‏صفنيا ٣:‏​٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ وإحدى المدن الخمس الرمزية تدعى «مدينة الدمار»،‏ مما يعني ان جزءا من ‹اللغة النقية› يرتبط بتشهير و «دمار» هيئة الشيطان.‏

٣٢ (‏أ)‏ ايّ «مذبح» قائم في وسط ارض مصر؟‏ (‏ب)‏ كيف يكون الممسوحون مثل «عمود» عند تخم مصر؟‏

٣٢ بفضل عمل المناداة الذي يقوم به شعب يهوه،‏ سيُعرَّف باسمه العظيم بالتأكيد في نظام الاشياء هذا.‏ ‏«في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر وعمود للرب عند تخمها».‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏١٩‏)‏ تشير هذه الكلمات الى مركز المسيحيين الممسوحين الذين هم في علاقة عهد باللّٰه.‏ (‏مزمور ٥٠:‏٥‏)‏ ‹فكمذبح› يقدِّمون ذبائحهم،‏ و ‹كعمود الحق ودعامته› يشهدون ليهوه.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١٥؛‏ روما ١٢:‏١؛‏ عبرانيين ١٣:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ وهم ‹في وسط الارض›،‏ اذ انهم منتشرون —‏ مع رفقائهم ‹الخراف الاخر› —‏ في اكثر من ٢٣٠ بلدا وجزيرة.‏ لكنهم «ليسوا جزءا من العالم».‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ ١٧:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ انهم واقفون،‏ اذا جاز التعبير،‏ عند التخم بين هذا العالم وملكوت اللّٰه،‏ متأهبين لعبور هذا التخم ونيل مكافأتهم السماوية.‏

٣٣ بأية طرائق يكون الممسوحون «علامة وشهادة» في «مصر»؟‏

٣٣ ويتابع اشعيا قائلا:‏ ‏«فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في ارض مصر.‏ لأنهم يصرخون الى الرب بسبب المضايِقين فيرسل لهم مخلصا ومحاميا وينقذهم».‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏٢٠‏)‏ ان الممسوحين،‏ الذين هم ك‍ «علامة وشهادة»،‏ يأخذون القيادة في العمل الكرازي ويرفِّعون اسم يهوه في نظام الاشياء هذا.‏ (‏اشعياء ٨:‏١٨؛‏ عبرانيين ٢:‏١٣‏)‏ ويمكن سماع صراخ المظلومين في كل انحاء العالم،‏ لكنَّ الحكومات البشرية عموما عاجزة عن مساعدتهم.‏ أما يهوه فسيرسل مخلصا عظيما،‏ الملك يسوع المسيح،‏ ليحرِّر كل الودعاء.‏ وعندما تبلغ هذه الايام الاخيرة ذروتها في حرب هرمجدون،‏ سيجلب الراحة والبركات الابدية للبشر الاتقياء.‏ —‏ مزمور ٧٢:‏​٢،‏ ٤،‏ ٧،‏ ١٢-‏١٤ .‏

٣٤ (‏أ)‏ كيف سيعرف «المصريون» يهوه،‏ وأية ذبيحة وتقدمة سيقدمونهما له؟‏ (‏ب)‏ متى سيضرب يهوه «مصر»،‏ وأيّ شفاء سيتبع ذلك؟‏

٣٤ حتى ذلك الوقت،‏ يشاء اللّٰه ان يحصل شتى الناس على المعرفة الدقيقة ويخلُصوا.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٤‏)‏ لذلك يكتب اشعيا:‏ ‏«فيُعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرا ويوفون به.‏ ويضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم».‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ ان اناسا من كل امم عالم الشيطان،‏ افرادا ‹مصريين›،‏ يأتون الى معرفة يهوه ويقدمون له ذبيحة،‏ «ثمر شفاه تعلن اسمه جهرا».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ وينذرون حياتهم ليهوه،‏ ويوفون بنذرهم بالعيش حياة تتسم بالخدمة الولية.‏ وبعد ‹الضربة› التي سيوجِّهها يهوه الى نظام الاشياء هذا في هرمجدون،‏ سيستخدم ملكوته ليشفي الجنس البشري.‏ فخلال حكم يسوع الالفي،‏ سيُرفَّع الجنس البشري الى حالة كمال روحي وعقلي وأدبي وجسدي —‏ شفاء بكل ما للكلمة من معنى!‏ —‏ كشف ٢٢:‏​١،‏ ٢ .‏

‏«مبارَك شعبي»‏

٣٥،‏ ٣٦ إتماما لإشعياء ١٩:‏​٢٣-‏٢٥‏،‏ اية صِلات ربطت مصر وأشور وإسرائيل في الماضي؟‏

٣٥ بعد ذلك يتنبأ النبي بحدث لافت للنظر:‏ ‏«في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى اشور فيجيء الاشوريون الى مصر والمصريون الى اشور ويعبد المصريون مع الاشوريين.‏ في ذلك اليوم يكون اسرائيل ثُلثا ‏[‏‏«ثالثا»،‏ ي‌ج‏] لمصر ولأشور بركة في الارض بها يبارك رب الجنود قائلا مبارَك شعبي مصر وعمل يديَّ اشور وميراثي اسرائيل».‏ ‏(‏اشعياء ١٩:‏​٢٣-‏٢٥‏)‏ نعم،‏ فيوما ما ستربط بين مصر وأشور علاقات ودية.‏ كيف؟‏

٣٦ عندما انقذ يهوه شعبه من الامم في الماضي،‏ شقّ امامهم سككا او طرقا الى الحرية،‏ اذا جاز التعبير.‏ (‏اشعياء ١١:‏١٦؛‏ ٣٥:‏​٨-‏١٠؛‏ ٤٩:‏​١١-‏١٣؛‏ ارميا ٣١:‏٢١‏)‏ وقد شهدت هذه النبوة اتماما محدودا بعد هزيمة بابل حين عاد المسبيون من اشور ومصر،‏ ومن بابل ايضا،‏ الى ارض الموعد.‏ (‏اشعياء ١١:‏١١‏)‏ ولكن ماذا عن الازمنة العصرية؟‏

٣٧ كيف يعيش الملايين اليوم كما لو ان سكة تمتد بين «اشور» و «مصر»؟‏

٣٧ ان بقية الاسرائيليين الروحيين الممسوحين هم اليوم «بركة في الارض».‏ فهم يروِّجون العبادة الحقة ويعلنون رسالة الملكوت للناس في كل الامم.‏ وبعض هذه الامم يماثل اشور،‏ اذ له نزعة عسكرية متشددة.‏ ولأمم اخرى نزعة ليبرالية اكثر،‏ ربما مثل مصر التي كانت ذات مرة «ملك الجنوب» في نبوة دانيال.‏ (‏دانيال ١١:‏​٥،‏ ٨‏)‏ فملايين الافراد من الامم ذات النزعة العسكرية والامم الاكثر ليبرالية يسلكون طريق العبادة الحقة.‏ وهكذا يتَّحد اناس من كل الامم في ‹العبادة›.‏ ولا انقسامات قومية بينهم.‏ فهم يحبون بعضهم بعضا بحيث يمكن ان يقال فعلا ان ‹الاشوريين يجيئون الى مصر والمصريين الى اشور›.‏ فالامر كما لو ان سكة تمتد من احداهما الى الاخرى.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٧ .‏

٣٨ (‏أ)‏ كيف سيكون ‹اسرائيل ثالثا لمصر ولأشور›؟‏ (‏ب)‏ لماذا يقول يهوه:‏ «مبارَك شعبي»؟‏

٣٨ ولكن كيف يكون اسرائيل ‹ثالثا لمصر ولأشور›؟‏ في الفترات الباكرة من «وقت النهاية»،‏ كان معظم الذين يخدمون يهوه على الارض اعضاءً في «اسرائيل اللّٰه».‏ (‏دانيال ١٢:‏٩؛‏ غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ ومنذ ثلاثينات القرن العشرين،‏ يَظهر جمع كثير من ‹الخراف الاخر› ذوي الرجاء الارضي.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦ أ؛‏ كشف ٧:‏٩‏)‏ وهؤلاء الآتون من الامم —‏ التي تمثّلها مصر وأشور —‏ يجرون الى بيت عبادة يهوه ويدعون الآخرين الى الانضمام اليهم.‏ (‏اشعياء ٢:‏​٢-‏٤‏)‏ وهم يقومون بنفس العمل الكرازي الذي ينجزه اخوتهم الممسوحون،‏ ويحتملون امتحانات مماثلة،‏ ويعربون عن الامانة والاستقامة عينهما،‏ ويأكلون على المائدة الروحية ذاتها.‏ فالممسوحون و ‹الخراف الاخر› هم فعلا «رعية واحدة،‏ وراعٍ واحد».‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦ ب)‏ وهل يشك احد في ان يهوه،‏ الذي يرى غيرتهم واحتمالهم،‏ مسرور بنشاطهم؟‏ فلا عجب ان يباركهم قائلا:‏ «مبارَك شعبي»!‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 21‏ يقترح بعض العلماء ان عبارة «ارض حفيف الاجنحة» تشير الى الجراد الذي يطير احيانا في إثيوپيا.‏ ويشير آخرون الى ان الكلمة العبرانية صِلَصَل‏،‏ التي تقابل «حفيف»،‏ تشبه لفظًا الاسم الذي يُطلقه الغَلا (‏شعب حامي يعيش في إثيوپيا)‏ على ذبابة التسي تسي التي يدعونها صَلصَليا.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩١]‏

محاربون فلسطيون يهاجمون اعداءهم (‏نقش مصري من القرن الـ‍ ١٢ ق‌م)‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩٢]‏

نقش حجري لمحارب او اله موآبي،‏ (‏بين القرنين الـ‍ ١١ والـ‍ ٨ ق‌م)‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩٦]‏

محارب ارامي راكب على جمل (‏القرن التاسع قبل الميلاد)‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩٨]‏

‏«بحر» البشرية المتمردة يَهيج سخطا وثورانا

‏[الصورة في الصفحة ٢٠٣]‏

عجز كهنة مصر عن مضارعة يهوه في قوته