الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ويل للكرم العديم الامانة!‏

ويل للكرم العديم الامانة!‏

الفصل السابع

ويل للكرم العديم الامانة!‏

اشعياء ٥:‏​١-‏٣٠

١،‏ ٢ ماذا يغرس ‹الحبيب›،‏ ولكن كيف يخيِّب المغروس الامل؟‏

‏«لا شيء تقريبا يضاهي هذا المثل من حيث جمال اسلوبه المميَّز وبراعته الفائقة في ايصال الافكار بفعّالية».‏ هذا ما يقوله احد المعلقين على الكتاب المقدس،‏ مشيرا الى الاعداد الافتتاحية من سفر اشعياء الاصحاح ٥ .‏ وكلمات اشعيا هي اكثر من مجرد عمل فني،‏ انها وصف مؤثر لعناية يهوه الحبية بشعبه.‏ وتحذِّرنا هذه الكلمات في الوقت نفسه من الامور التي لا ترضيه.‏

٢ يبدأ مثل اشعيا بما يلي:‏ ‏«لأُنشِدَنَّ عن حبيبي نشيد محبِّي ‏[‏‏«محبوبي»،‏ ي‌ج‏] لكرمه.‏ كان لحبيبي كرم على اكمة خصبة.‏ فنقبه ونقَّى حجارته وغرسه كرم سورق ‏[‏‏«كرمة حمراء مختارة»،‏ ع‌ج‏] وبنى برجا في وسطه ونقر فيه ايضا معصرة فانتظر ان يصنع عنبا فصنع عنبا رديئا».‏ —‏ اشعياء ٥:‏​١،‏ ٢‏؛‏ قارنوا مرقس ١٢:‏١ .‏

العناية بالكرم

٣،‏ ٤ اية عناية حبية يلقاها الكرم؟‏

٣ لا يُعرف هل انشد اشعيا هذا المثل فعليا امام سامعيه ام لا،‏ لكنه شدّ انتباههم دون شك.‏ فمعظمهم على الارجح يعرفون كيف تُغرس الكرمة،‏ ويستخدم اشعيا وصفا حيا وواقعيا.‏ فكما يفعل الكرَّامون اليوم،‏ لا يقوم صاحب الكرم بزرع بذار العنب بل يغرس ‹كرمة حمراء مختارة›،‏ فسيلة او قضيبا مقطوعا من كرمة اخرى نوعيتها ممتازة.‏ وهو يغرس كرمه «على اكمة خصبة» حيث ينمو الكرم وينجح.‏

٤ يلزم بذل جهد كبير لكي يعطي الكرم عنبا.‏ وإشعيا يقول عن صاحب الكرم انه ‹نقب ارضه ونقى حجارتها›،‏ وهذا عمل متعب ومُضنٍ جدا!‏ وربما يستعمل الحجارة الاكبر ‹ليبني برجا›.‏ وفي الماضي كان النواطير يستخدمون هذه الابراج لحراسة المزروعات من السارقين والحيوانات.‏ * ويبني ايضا جدرانا ليصنع مصاطب (‏جلالي)‏ الكرم.‏ (‏اشعياء ٥:‏٥‏)‏ وكان الهدف من ذلك الحؤول دون انجراف التربة الفوقية الهامة.‏

٥ ماذا يتوقع صاحب الكرم من كرمه،‏ ولكن على ماذا يحصل؟‏

٥ نظرا الى كل الجهد المبذول لحماية الكرم،‏ من الطبيعي ان يتوقع صاحب الكرم عنبا.‏ ولذلك ينقر معصرة فيه.‏ ولكن هل ينتج الكرم عنبا كما يأمل صاحبه؟‏ كلا،‏ فهو ينتج عنبا رديئا.‏

الكرم وصاحبه

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ مَن هو صاحب الكرم،‏ وماذا يمثِّل الكرم؟‏ (‏ب)‏ ايّ حكم يطالب به صاحب الكرم؟‏

٦ مَن هو صاحب الكرم،‏ وماذا يمثِّل الكرم؟‏ يشير صاحب الكرم الى الجواب عن هذا السؤال عندما يقول:‏ ‏«والآن يا سكان اورشليم ورجال يهوذا احكموا بيني وبين كرمي.‏ ماذا يُصنع ايضا لكرمي وأنا لم اصنعه له.‏ لماذا اذ انتظرت ان يصنع عنبا صنع عنبا رديئا.‏ فالآن اعرِّفكم ماذا اصنع بكرمي.‏ انزع سياجه فيصير للرعي.‏ اهدم جدرانه فيصير للدوس».‏ —‏ اشعياء ٥:‏​٣‏-‏٥ ‏.‏

٧ نعم،‏ يهوه هو صاحب الكرم.‏ وهو يضع نفسه،‏ اذا جاز التعبير،‏ في قاعة محكمة ويطلب ان يُحكم بينه وبين كرمه الذي خيَّب آماله.‏ فماذا يمثِّل الكرم؟‏ يوضح صاحبه:‏ ‏«كرم رب الجنود هو بيت اسرائيل وغرس لذته رجال يهوذا».‏ ‏—‏ اشعياء ٥:‏٧ أ.‏

٨ ما المميَّز في قول اشعيا عن يهوه انه «محبوبي»؟‏

٨ يدعو اشعيا يهوه،‏ صاحب الكرم،‏ بـ‍ «محبوبي».‏ (‏اشعياء ٥:‏١‏،‏ ي‌ج‏)‏ وما يمكّن اشعيا من التكلم عن اللّٰه بهذه الطريقة الحميمة هو علاقته الوثيقة به.‏ (‏قارنوا ايوب ٢٩:‏٤‏،‏ ع‌ج؛‏ مزمور ٢٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج.‏‏)‏ لكنَّ محبة النبي للّٰه لا تقارَن بمحبة اللّٰه ‹لكرمه›،‏ الامة التي ‹غرسها›.‏ —‏ قارنوا خروج ١٥:‏١٧؛‏ مزمور ٨٠:‏​٨،‏ ٩ .‏

٩ كيف عامل يهوه امته ككرم ثمين؟‏

٩ ‏«غرس» يهوه امته في ارض كنعان،‏ وأعطاهم شرائعه وفرائضه التي كانت كجدار يحميهم من التأثر بفساد الامم الاخرى.‏ (‏خروج ١٩:‏​٥،‏ ٦؛‏ مزمور ١٤٧:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ افسس ٢:‏١٤‏)‏ وأعطاهم يهوه ايضا قضاة وكهنة وأنبياء ليعلّموهم.‏ (‏٢ ملوك ١٧:‏١٣؛‏ ملاخي ٢:‏٧؛‏ اعمال ١٣:‏٢٠‏)‏ وعند حصول هجوم عسكري يهدِّد اسرائيل،‏ كان يهوه يقيم منقِذين.‏ (‏عبرانيين ١١:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ لذلك يهوه محقّ عندما يسأل:‏ «ماذا يُصنع ايضا لكرمي وأنا لم اصنعه له».‏

تحديد هوية كرم اللّٰه اليوم

١٠ ايّ مثل اعطاه يسوع عن كرم؟‏

١٠ ربما كان يسوع يفكر في كلمات اشعيا عندما ذكر مثل الفلاحين القتلة:‏ «كان انسان،‏ رب بيت،‏ غرس كرما،‏ وأقام حوله سياجا،‏ وحفر فيه معصرة خمر،‏ وشيَّد برجا،‏ وأجَّره لفلاحين،‏ وسافر».‏ لكنَّ الفلاحين خانوا صاحب الكرم،‏ حتى انهم قتلوا ابنه.‏ ثم اظهر يسوع ان هذا المثل يشمل اكثر من اسرائيل الحرفي عندما قال:‏ «ملكوت اللّٰه يؤخذ منكم [اسرائيل الجسدي] ويعطى لأمة تنتج ثماره».‏ —‏ متى ٢١:‏​٣٣-‏٤١،‏ ٤٣ .‏

١١ ايّ كرم روحي وُجد في القرن الاول،‏ ولكن ماذا حدث بعد موت الرسل؟‏

١١ لقد تبيَّن ان هذه ‹الامة› الجديدة هي «اسرائيل اللّٰه»،‏ امة روحية مؤلفة من مسيحيين ممسوحين يبلغ مجموع افرادها ٠٠٠‏,١٤٤ .‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦؛‏ ١ بطرس ٢:‏​٩،‏ ١٠؛‏ كشف ٧:‏​٣،‏ ٤‏)‏ وشبَّه يسوع هؤلاء التلاميذ بـ‍ «اغصان» تنمو في «الكرمة الحقة»،‏ التي هي يسوع نفسه.‏ ويُتوقع طبيعيا من هذه الاغصان ان تحمل ثمرا.‏ (‏يوحنا ١٥:‏​١-‏٥‏)‏ فيجب ان يُعربوا عن صفات شبيهة بصفات المسيح ويشتركوا في عمل الكرازة «ببشارة الملكوت».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ غلاطية ٥:‏​٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ولكن منذ موت الرسل الاثني عشر،‏ تبيَّن ان الاغلبية العظمى من الذين ادعوا انهم اغصان في «الكرمة الحقة» كانوا زائفين،‏ اذ انتجوا عنبا رديئا وليس ثمرا جيدا.‏ —‏ متى ١٣:‏​٢٤-‏٣٠،‏ ٣٨،‏ ٣٩ .‏

١٢ كيف تدين كلمات اشعيا العالم المسيحي،‏ وأيّ درس يتعلمه المسيحيون الحقيقيون؟‏

١٢ لذلك تنطبق ادانة اشعيا ليهوذا على العالم المسيحي اليوم.‏ وعندما يدرس المرء تاريخه —‏ حروبه وحملاته الصليبية ومحاكم تفتيشه —‏ يرى كم رديء هو الثمر الذي ينتجه!‏ ولكن يجب على الكرم الحقيقي من المسيحيين الممسوحين ورفقائهم ‹الجمع الكثير› ان يتنبه لكلمات اشعيا.‏ (‏كشف ٧:‏٩‏)‏ فإذا ارادوا ان يرضوا صاحب الكرم،‏ يجب عليهم ان ينتجوا ثمرا يرضيه،‏ سواء افراديا او جماعيا.‏

‏‹عنب رديء›‏

١٣ ماذا سيفعل يهوه بكرمه لأنه انتج ثمرا رديئا؟‏

١٣ لم يألُ يهوه جهدا في الاعتناء بكرمه وتعهُّده،‏ ولذلك من حقه ان يتوقَّع منه ان يصير ‹كرمة مشتهاة›!‏ (‏اشعياء ٢٧:‏٢‏)‏ ولكن بدلا من ان يأتي الكرم بثمر يُستفاد منه،‏ انتج «عنبا رديئا»،‏ وحرفيا «اشياء نتنة» او «حبّات عفِنة (‏فاسدة)‏».‏ (‏اشعياء ٥:‏٢‏؛‏ حاشية ع‌ج بالانكليزية؛‏ ارميا ٢:‏٢١‏)‏ لذلك يذكر يهوه انه سينزع ‹السياج› الواقي الذي وضعه حول الامة.‏ وستصير الامة «خرابا» وتُهجَر وتُصاب بالجفاف.‏ ‏(‏اقرأوا اشعياء ٥:‏٦ ‏.‏‏)‏ وكان موسى قد حذر الامة ان هذا ما ستعانيه اذا عصت شريعة اللّٰه.‏ —‏ تثنية ١١:‏١٧؛‏ ٢٨:‏​٦٣،‏ ٦٤؛‏ ٢٩:‏​٢٢،‏ ٢٣ .‏

١٤ ايّ ثمر يتوقعه يهوه من امته،‏ ولكن ماذا تُنتج؟‏

١٤ يتوقع يهوه من الامة ان تنتج ثمارا جيدة.‏ يذكر ميخا الذي عاصر اشعيا:‏ «ماذا يطلبه منك الرب إلا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك».‏ (‏ميخا ٦:‏٨؛‏ زكريا ٧:‏٩‏)‏ لكنَّ الامة لا تسمع لتحذير يهوه.‏ ‏«انتظر ‏[‏اللّٰه‏] حقا فإذا سفك دم ‏[‏‏«انتهاك للشريعة»،‏ ع‌ج‏] وعدلا فإذا صراخ».‏ ‏(‏اشعياء ٥:‏٧ ب‏)‏ كان موسى قد تنبأ بأن الامة العديمة الامانة ستنتج عنبا ساما من «كرمة سدوم».‏ (‏تثنية ٣٢:‏٣٢‏،‏ تف‏)‏ فمن المرجح ان خروج الامة على شريعة اللّٰه يشمل الفساد الادبي الجنسي،‏ بما في ذلك مضاجعة النظير.‏ (‏لاويين ١٨:‏٢٢‏)‏ وعبارة «انتهاك للشريعة» يمكن ان تُنقل ايضا الى «سفك دم».‏ ولا بد ان هذه المعاملة الوحشية جعلت المُساء اليهم ‹يصرخون›،‏ بحيث بلغ صراخهم مسامع غارس الكرم.‏ —‏ قارنوا ايوب ٣٤:‏٢٨ .‏

١٥،‏ ١٦ كيف يمكن للمسيحيين الحقيقيين ان يتجنبوا إنتاج الثمار الرديئة التي انتجتها اسرائيل؟‏

١٥ يهوه اللّٰه «يحب البر والعدل».‏ (‏مزمور ٣٣:‏٥‏)‏ وقد امر اليهود:‏ ‏«لا ترتكبوا جورا في القضاء.‏ لا تأخذوا بوجه مسكين ولا تحترم وجه كبير.‏ بالعدل تحكم لقريبك».‏ (‏لاويين ١٩:‏١٥‏)‏ لذلك يجب ألا نُظهر المحاباة في تعاملاتنا مع الآخرين،‏ ولا نسمح لأمور كالعِرق او العمر او الغنى او الفقر بأن تؤثر في نظرتنا الى الناس.‏ (‏يعقوب ٢:‏​١-‏٤‏)‏ ويجب خصوصا على الذين يخدمون في مراكز إشراف ان ‹لا يفعلوا شيئا بتحيُّز›،‏ بل يسمعوا وجهة نظر كلا الطرفين في اية قضية قبل اصدار الحكم.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٢١؛‏ امثال ١٨:‏١٣ .‏

١٦ بما ان المسيحيين يعيشون في عالم اثيم،‏ فليس صعبا ان يطوِّروا موقفا سلبيا من المقاييس الالهية او يتمردوا عليها.‏ ولكن يجب ان يكون المسيحيون الحقيقيون ‹مستعدين لإطاعة› شرائع اللّٰه.‏ (‏يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ ورغم الفساد الادبي الجنسي والعنف اللذين يتميز بهما «نظام الاشياء الشرير الحاضر»،‏ يلزمهم ان ‹يبقوا منتبهين بدقة كيف يسيرون،‏ لا كجهلاء بل كحكماء›.‏ (‏غلاطية ١:‏٤؛‏ افسس ٥:‏١٥‏)‏ وهم يرفضون تبنّي الافكار المتساهلة في الجنس؛‏ وعندما تنشأ الخلافات،‏ ينبغي ان يحلّوها بلا «غضب وسخط وصياح وكلام إهانة».‏ (‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ وبتنمية البر،‏ يجلب المسيحيون الحقيقيون الاكرام للّٰه ويحوزون رضاه.‏

ثمن الجشع

١٧ ايّ سلوك شرير يُدان في ويل اشعيا الاول؟‏

١٧ يتوقف في العدد ٨ اقتباس اشعيا لكلمات يهوه.‏ ويتفوَّه شخصيا بأول ويل من ستة ويلات يدين بها بعض ‹العنب الرديء› المنتَج في يهوذا:‏ ‏«ويل للذين يصِلون بيتا ببيت ويقرنون حقلا بحقل حتى لم يبقَ موضع.‏ فصرتم تسكنون وحدكم في وسط الارض.‏ في اذنيَّ قال رب الجنود ألا ان بيوتا كثيرة تصير خرابا بيوتا كبيرة وحسنة بلا ساكن.‏ لأن عشرة فدادين كرم تصنع بثا واحدا وحومر بذار يصنع ايفة».‏ —‏ اشعياء ٥:‏​٨‏-‏١٠ ‏.‏

١٨،‏ ١٩ كيف يتجاهل معاصرو اشعيا شرائع يهوه المتعلقة بالاملاك،‏ وماذا ستكون النتيجة؟‏

١٨ في اسرائيل القديمة كانت كل الارض ليهوه في النهاية.‏ وكانت لكل عائلة ارض هي ميراث معطى من اللّٰه،‏ وكان بإمكانهم ان يؤجِّروها،‏ لكنها لا تباع «بَيعا دائما».‏ (‏لاويين ٢٥:‏٢٣‏،‏ جد‏)‏ وكانت هذه الشريعة تمنع حدوث تعسُّفات مثل الاحتكارات العقارية.‏ وحمت العائلات ايضا من الغرق في الفقر.‏ لكنَّ الجشع كان يدفع البعض في يهوذا الى انتهاك شرائع اللّٰه المتعلقة بالاملاك.‏ كتب ميخا:‏ «انهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها ويظلمون الرجل وبيته والانسان وميراثه».‏ (‏ميخا ٢:‏٢‏)‏ لكنَّ الامثال ٢٠:‏٢١ تحذِّر:‏ «رُبَّ مُلك معجِّل [«مقتنى بالجشع»،‏ ع‌ج‏] في اوله.‏ أما آخرته فلا تبارَك».‏

١٩ يعد يهوه بأن يجرِّد هؤلاء الجشعين من مكاسبهم غير الشرعية.‏ فالبيوت التي اغتصبوها ستصير «بلا ساكن».‏ والاراضي التي اشتهوها لن تُنتِج الا نسبة ضئيلة من طاقتها.‏ لا يُذكر تماما كيف ومتى ستتم هذه اللعنة.‏ ولكن من المحتمل انها تشير،‏ ولو جزئيا،‏ الى الاوضاع التي ستنجم عن السبي البابلي المستقبلي.‏ —‏ اشعياء ٢٧:‏١٠ .‏

٢٠ كيف يستطيع المسيحيون اليوم ان يتجنبوا تبنّي موقف الجشع الذي اعرب عنه البعض في اسرائيل؟‏

٢٠ يجب على المسيحيين اليوم ان يمقتوا الجشع الذي لا يُشبع كما اعرب عنه الاسرائيليون آنذاك.‏ (‏امثال ٢٧:‏٢٠‏)‏ فعندما تُعطى الامور المادية اهمية مبالغا فيها،‏ يصير سهلا ان يستخدم المرء وسائل منحطة ليكسب المال.‏ وقد يقع المرء بسهولة في شرك الصفقات التجارية المشبوهة او المشاريع غير الواقعية التي تعد بالغنى السريع.‏ «المستعجل الى الغنى لا يُبرأ».‏ (‏امثال ٢٨:‏٢٠‏)‏ فكم هو مهم ان نقنع بما عندنا!‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٨ .‏

شرك التسلية المشكوك فيها

٢١ اية خطايا يدينها اشعيا في ويله الثاني؟‏

٢١ يتفوَّه اشعيا الآن بالويل الثاني:‏ ‏«ويل للمبكرين صباحا يتبعون المسكر.‏ للمتأخرين في العتمة تلهبهم الخمر.‏ وصار العود والرباب والدف والناي والخمر ولائمهم وإلى فعل الرب لا ينظرون وعمل يديه لا يرون».‏ —‏ اشعياء ٥:‏١١،‏ ١٢ ‏.‏

٢٢ ماذا لا يُكبح في اسرائيل،‏ وبأية نتيجة للأمة؟‏

٢٢ يهوه هو «الاله السعيد»،‏ ولا يمنع عن خدامه الاستجمام الممارَس باعتدال.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١١‏)‏ لكنَّ هؤلاء الراكضين وراء المتعة يتعدَّون كل حدود!‏ يقول الكتاب المقدس ان «الذين يسكرون ففي الليل عادةً يسكرون».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٧‏)‏ لكنَّ هؤلاء المعربدين حسب النبوة يبدأون بالانغماس في الشرب من الفجر ويستمرون في السكر حتى المساء!‏ وهم يتصرفون كما لو ان اللّٰه غير موجود وأنه لن يحاسبهم على افعالهم.‏ لذلك يتنبأ اشعيا بمستقبل قاتم لهؤلاء.‏ ‏«لذلك سُبي شعبي لعدم المعرفة وتصير شرفاؤه رجال جوع وعامته يابسين من العطش».‏ ‏(‏اشعياء ٥:‏١٣‏)‏ وبسبب رفض العمل حسب المعرفة الصحيحة،‏ سيمضي شعب عهد اللّٰه —‏ مَن يستعلي ومَن يُحَطّ —‏ الى شيول.‏ —‏ اقرأوا اشعياء ٥:‏​١٤-‏١٧ ‏.‏

٢٣،‏ ٢٤ ايّ تحفُّظ واعتدال يُطلب من المسيحيين ان يُظهروه؟‏

٢٣ شكّل «القصف»،‏ او «الحفلات الصاخبة»،‏ مشكلة ايضا بين بعض المسيحيين في القرن الاول.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢١‏؛‏ باينتون ‏[بالانكليزية]؛‏ ٢ بطرس ٢:‏١٣‏)‏ لذلك ليس مدهشا ان بعض المسيحيين المنتذرين اليوم اظهروا ضعفا في التمييز في ما يتعلق بالتجمعات الاجتماعية.‏ فالاسراف في استهلاك المشروبات الكحولية جعل البعض صخّابين وعجّاجين.‏ (‏امثال ٢٠:‏١‏)‏ وارتكب البعض الفساد الادبي بسبب الافراط في شرب الخمر،‏ كما ان بعض التجمعات استمرت طوال الليل بحيث تَضاربت مع النشاطات المسيحية في اليوم التالي.‏

٢٤ لكنَّ المسيحيين المتَّزنين ينتجون ثمرا الهيا ويمارسون التحفُّظ والاعتدال عندما يختارون وسائل الاستجمام.‏ وهم ينتبهون لنصيحة بولس في روما ١٣:‏١٣‏:‏ «لنَسِرْ بلياقة كما في النهار،‏ لا في القصف وحفلات السكر».‏

بغض الخطية ومحبة الحق

٢٥،‏ ٢٦ ايّ تفكير شرير عند الاسرائيليين يشهّره اشعيا في الويلَين الثالث والرابع؟‏

٢٥ استمعوا الآن الى ويلَي اشعيا الثالث والرابع:‏ ‏«ويل للجاذبين الاثم بحبال البطل والخطية كأنه برُبُط العجلة القائلين ليسرع ليعجِّل عمله لكي نرى وليقرب ويأتِ مقصد قدوس اسرائيل لنعلم.‏ ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين المُر حلوا والحلو مُرا».‏ —‏ اشعياء ٥:‏​١٨-‏٢٠ ‏.‏

٢٦ يا له من وصف حي لممارسي الخطية!‏ فهم متعلِّقون بالخطية كما تُربط الحيوانات التي تجرّ الاثقال بالعجلات.‏ وهؤلاء الخطاة لا يخافون من اقتراب ايّ يوم دينونة.‏ فهم يقولون باستهزاء:‏ «ليعجِّل [اللّٰه] عمله».‏ وبدلا من الخضوع لشريعة اللّٰه،‏ يحرِّفون الامور ويقولون ان ‹الشر خير والخير شر›.‏ —‏ قارنوا ارميا ٦:‏١٥؛‏ ٢ بطرس ٣:‏​٣-‏٧ .‏

٢٧ كيف يمكن للمسيحيين ان يتجنبوا تبنّي موقف الاسرائيليين؟‏

٢٧ ويجب ان يتجنب المسيحيون اليوم هذا الموقف في كل الظروف.‏ فهم يرفضون مثلا تبنّي نظرة العالم الى العهارة ومضاجعة النظير اللتين تُعتبران مقبولتين.‏ (‏افسس ٤:‏​١٨،‏ ١٩‏)‏ صحيح ان المسيحي قد ‹يؤخذ في زلة› تؤدي الى خطية خطيرة.‏ (‏غلاطية ٦:‏١‏)‏ لكنَّ الشيوخ في الجماعة مستعدون لمساعدة الذين سقطوا ويحتاجون الى العون.‏ (‏يعقوب ٥:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ والشفاء الروحي ممكن بمساعدة الصلاة والمشورة المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ وإلّا فهنالك خطر الصيرورة ‹عبدا للخطية›.‏ (‏يوحنا ٨:‏٣٤‏)‏ وبدلا من السخرية من اللّٰه وتجاهُل اقتراب يوم الدينونة،‏ يجاهد المسيحيون ليبقوا «بلا وصمة ولا شائبة» امام يهوه.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٤؛‏ غلاطية ٦:‏​٧،‏ ٨ .‏

٢٨ اية خطايا تُدان في ويلَي اشعيا الاخيرَين،‏ وكيف يتجنب المسيحيون اليوم هذه الخطايا؟‏

٢٨ وكم هو ملائم ان يضيف اشعيا هذين الويلَين الاخيرَين:‏ ‏«ويل للحكماء في اعين انفسهم والفهماء عند ذواتهم.‏ ويل للابطال على شرب الخمر ولذوي القدرة على مزج المسكر.‏ الذين يبررون الشرير من اجل الرشوة وأما حق الصدِّيقين فينزعونه منهم».‏ ‏(‏اشعياء ٥:‏​٢١‏-‏٢٣‏)‏ كانت هذه الكلمات موجَّهة دون شك الى القضاة في الارض.‏ ويتجنب شيوخ الجماعة اليوم الظهور ‹كحكماء في اعين انفسهم›.‏ فهم يقبلون بتواضع المشورة من الشيوخ الآخرين ويتقيَّدون بدقة بالارشادات التنظيمية.‏ (‏امثال ١:‏٥؛‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٣٣‏)‏ وهم معتدلون في استهلاك المشروبات الكحولية،‏ ولا يتناولونها ابدا قبل القيام بمسؤولياتهم الجماعية.‏ (‏هوشع ٤:‏١١‏)‏ ويتجنب الشيوخ ايضا حتى ترك الانطباع انهم محابون.‏ (‏يعقوب ٢:‏٩‏)‏ وكم هم مختلفون عن رجال دين العالم المسيحي!‏ فكثيرون منهم يتستَّرون على الخطاة الاثرياء وأصحاب النفوذ في وسطهم،‏ وهذا يخالف تماما تحذيرات الرسول بولس في روما ١:‏​١٨،‏ ٢٦،‏ ٢٧؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏​٩،‏ ١٠‏؛‏ و أفسس ٥:‏​٣-‏٥ .‏

٢٩ اية نهاية مفجعة تنتظر الكرم الاسرائيلي الذي غرسه يهوه؟‏

٢٩ يختتم اشعيا رسالته النبوية بوصف النهاية المفجعة للذين ‏«رذلوا شريعة» يهوه ولم ينتجوا ثمار البر.‏ ‏(‏اشعياء ٥:‏​٢٤،‏ ٢٥؛‏ هوشع ٩:‏١٦؛‏ ملاخي ٤:‏١‏)‏ يقول:‏ ‏«يرفع ‏[‏يهوه‏] راية لأمة بعيدة ويصفِّر لها من اقصى الارض فإذا بها مقبلة بسرعة وخفة».‏ —‏ اشعيا ٥:‏٢٦‏،‏ ي‌ج؛‏ تثنية ٢٨:‏٤٩؛‏ ارميا ٥:‏١٥ .‏

٣٠ مَن سيجمع «امة» ضد شعب يهوه،‏ وبأية نتيجة؟‏

٣٠ في الماضي كانت تُستخدم سارية في مكان مرتفع لتكون «راية»،‏ او نقطة تجمُّع،‏ للناس او الجيوش.‏ (‏قارنوا اشعياء ١٨:‏٣؛‏ ارميا ٥١:‏٢٧ .‏)‏ ويهوه نفسه سيجمع هذه ‹الامة› غير المذكورة بالاسم لتنفِّذ حكمه.‏ * و ‹سيصفِّر لها›،‏ اي سيلفت انتباهها الى شعبه العاصي حتى تأتي وتجتاحه.‏ ثم يصف النبي سرعة وهول الهجوم الذي يقوم به هؤلاء الغزاة كلبوة،‏ ‏‹فيمسكون الفريسة› التي هي امة اللّٰه و ‏«يستخلصونها» او يأخذونها الى السبي.‏ ‏(‏اقرأوا اشعياء ٥:‏​٢٧-‏٣٠ أ‏)‏ ويا لها من عاقبة محزنة لأرض شعب يهوه!‏ ‏«إن نُظر الى الارض فهوذا ظلام الضيق والنور قد اظلم بسُحُبها».‏ —‏ اشعياء ٥:‏٣٠ ب.‏

٣١ كيف يستطيع المسيحيون الحقيقيون تجنُّب العقاب الذي أُنزل بالكرم الاسرائيلي الذي غرسه يهوه؟‏

٣١ نعم،‏ لقد تبيَّن ان الكرم الذي غرسه اللّٰه بمحبة غير مثمر،‏ ولا يستحق إلا الإتلاف.‏ فيا للدرس العميق الذي تعلّمه كلمات اشعيا لكل الذين يخدمون يهوه اليوم!‏ فليثابروا على عدم انتاج ثمار غير ثمار البر،‏ تسبيحا ليهوه وخلاصا لهم!‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 4‏ يعتقد بعض العلماء ان المنشآت الوقتية والارخص،‏ كالمظال او الاكواخ،‏ كانت شائعة اكثر بكثير من الابراج الحجرية.‏ (‏اشعياء ١:‏٨‏)‏ لكنَّ وجود برج يشير الى ان صاحب الكرم يبذل جهودا كبيرة لإنجاح «كرمه».‏

^ ‎الفقرة 30‏ يقول اشعيا في نبوات اخرى ان بابل هي الامة التي ستنفِّذ حكم يهوه بتدمير يهوذا.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٨٣]‏

يتعلق الخاطئ بالخطية كما يُربط الحيوان الذي يجرّ الاثقال بالعجلة

‏[صورة تغطي كامل الصفحة ٨٥]‏