ويل للكرم العديم الامانة!
الفصل السابع
ويل للكرم العديم الامانة!
١، ٢ ماذا يغرس ‹الحبيب›، ولكن كيف يخيِّب المغروس الامل؟
«لا شيء تقريبا يضاهي هذا المثل من حيث جمال اسلوبه المميَّز وبراعته الفائقة في ايصال الافكار بفعّالية». هذا ما يقوله احد المعلقين على الكتاب المقدس، مشيرا الى الاعداد الافتتاحية من سفر اشعياء الاصحاح ٥ . وكلمات اشعيا هي اكثر من مجرد عمل فني، انها وصف مؤثر لعناية يهوه الحبية بشعبه. وتحذِّرنا هذه الكلمات في الوقت نفسه من الامور التي لا ترضيه.
٢ يبدأ مثل اشعيا بما يلي: «لأُنشِدَنَّ عن حبيبي نشيد محبِّي [«محبوبي»، يج] لكرمه. كان لحبيبي كرم على اكمة خصبة. فنقبه ونقَّى حجارته وغرسه كرم سورق [«كرمة حمراء مختارة»، عج] وبنى برجا في وسطه ونقر فيه ايضا معصرة فانتظر ان يصنع عنبا فصنع عنبا رديئا». — اشعياء ٥:١، ٢؛ قارنوا مرقس ١٢:١ .
العناية بالكرم
٣، ٤ اية عناية حبية يلقاها الكرم؟
٣ لا يُعرف هل انشد اشعيا هذا المثل فعليا امام سامعيه ام لا، لكنه شدّ انتباههم دون شك. فمعظمهم على الارجح يعرفون كيف
تُغرس الكرمة، ويستخدم اشعيا وصفا حيا وواقعيا. فكما يفعل الكرَّامون اليوم، لا يقوم صاحب الكرم بزرع بذار العنب بل يغرس ‹كرمة حمراء مختارة›، فسيلة او قضيبا مقطوعا من كرمة اخرى نوعيتها ممتازة. وهو يغرس كرمه «على اكمة خصبة» حيث ينمو الكرم وينجح.٤ يلزم بذل جهد كبير لكي يعطي الكرم عنبا. وإشعيا يقول عن صاحب الكرم انه ‹نقب ارضه ونقى حجارتها›، وهذا عمل متعب ومُضنٍ جدا! وربما يستعمل الحجارة الاكبر ‹ليبني برجا›. وفي الماضي كان النواطير يستخدمون هذه الابراج لحراسة المزروعات من السارقين والحيوانات. * ويبني ايضا جدرانا ليصنع مصاطب (جلالي) الكرم. (اشعياء ٥:٥) وكان الهدف من ذلك الحؤول دون انجراف التربة الفوقية الهامة.
٥ ماذا يتوقع صاحب الكرم من كرمه، ولكن على ماذا يحصل؟
٥ نظرا الى كل الجهد المبذول لحماية الكرم، من الطبيعي ان يتوقع صاحب الكرم عنبا. ولذلك ينقر معصرة فيه. ولكن هل ينتج الكرم عنبا كما يأمل صاحبه؟ كلا، فهو ينتج عنبا رديئا.
الكرم وصاحبه
٦، ٧ (أ) مَن هو صاحب الكرم، وماذا يمثِّل الكرم؟ (ب) ايّ حكم يطالب به صاحب الكرم؟
٦ مَن هو صاحب الكرم، وماذا يمثِّل الكرم؟ يشير صاحب الكرم الى الجواب عن هذا السؤال عندما يقول: «والآن يا سكان اشعياء ٥:٣-٥ .
اورشليم ورجال يهوذا احكموا بيني وبين كرمي. ماذا يُصنع ايضا لكرمي وأنا لم اصنعه له. لماذا اذ انتظرت ان يصنع عنبا صنع عنبا رديئا. فالآن اعرِّفكم ماذا اصنع بكرمي. انزع سياجه فيصير للرعي. اهدم جدرانه فيصير للدوس». —٧ نعم، يهوه هو صاحب الكرم. وهو يضع نفسه، اذا جاز التعبير، في قاعة محكمة ويطلب ان يُحكم بينه وبين كرمه الذي خيَّب آماله. فماذا يمثِّل الكرم؟ يوضح صاحبه: «كرم رب الجنود هو بيت اسرائيل وغرس لذته رجال يهوذا». — اشعياء ٥:٧ أ.
٨ ما المميَّز في قول اشعيا عن يهوه انه «محبوبي»؟
اشعياء ٥:١، يج) وما يمكّن اشعيا من التكلم عن اللّٰه بهذه الطريقة الحميمة هو علاقته الوثيقة به. (قارنوا ايوب ٢٩:٤، عج؛ مزمور ٢٥:١٤، عج.) لكنَّ محبة النبي للّٰه لا تقارَن بمحبة اللّٰه ‹لكرمه›، الامة التي ‹غرسها›. — قارنوا خروج ١٥:١٧؛ مزمور ٨٠:٨، ٩ .
٨ يدعو اشعيا يهوه، صاحب الكرم، بـ «محبوبي». (٩ كيف عامل يهوه امته ككرم ثمين؟
٩ «غرس» يهوه امته في ارض كنعان، وأعطاهم شرائعه وفرائضه التي كانت كجدار يحميهم من التأثر بفساد الامم الاخرى. (خروج ١٩:٥، ٦؛ مزمور ١٤٧:١٩، ٢٠؛ افسس ٢:١٤) وأعطاهم يهوه ايضا قضاة وكهنة وأنبياء ليعلّموهم. (٢ ملوك ١٧:١٣؛ ملاخي ٢:٧؛ اعمال ١٣:٢٠) وعند حصول هجوم عسكري يهدِّد اسرائيل، كان يهوه يقيم منقِذين. (عبرانيين ١١:٣٢، ٣٣) لذلك يهوه محقّ عندما يسأل: «ماذا يُصنع ايضا لكرمي وأنا لم اصنعه له».
تحديد هوية كرم اللّٰه اليوم
١٠ ايّ مثل اعطاه يسوع عن كرم؟
١٠ ربما كان يسوع يفكر في كلمات اشعيا عندما ذكر مثل الفلاحين القتلة: «كان انسان، رب بيت، غرس كرما، وأقام حوله سياجا، وحفر فيه معصرة خمر، وشيَّد برجا، وأجَّره لفلاحين، وسافر». لكنَّ الفلاحين خانوا صاحب الكرم، حتى انهم قتلوا ابنه. ثم اظهر يسوع ان هذا المثل يشمل اكثر من اسرائيل الحرفي عندما قال: «ملكوت اللّٰه يؤخذ منكم [اسرائيل الجسدي] ويعطى لأمة تنتج ثماره». — متى ٢١:٣٣-٤١، ٤٣ .
١١ ايّ كرم روحي وُجد في القرن الاول، ولكن ماذا حدث بعد موت الرسل؟
غلاطية ٦:١٦؛ ١ بطرس ٢:٩، ١٠؛ كشف ٧:٣، ٤) وشبَّه يسوع هؤلاء التلاميذ بـ «اغصان» تنمو في «الكرمة الحقة»، التي هي يسوع نفسه. ويُتوقع طبيعيا من هذه الاغصان ان تحمل ثمرا. (يوحنا ١٥:١-٥) فيجب ان يُعربوا عن صفات شبيهة بصفات المسيح ويشتركوا في عمل الكرازة «ببشارة الملكوت». (متى ٢٤:١٤؛ غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) ولكن منذ موت الرسل الاثني عشر، تبيَّن ان الاغلبية العظمى من الذين ادعوا انهم اغصان في «الكرمة الحقة» كانوا زائفين، اذ انتجوا عنبا رديئا وليس ثمرا جيدا. — متى ١٣:٢٤-٣٠، ٣٨، ٣٩ .
١١ لقد تبيَّن ان هذه ‹الامة› الجديدة هي «اسرائيل اللّٰه»، امة روحية مؤلفة من مسيحيين ممسوحين يبلغ مجموع افرادها ٠٠٠,١٤٤ . (١٢ كيف تدين كلمات اشعيا العالم المسيحي، وأيّ درس يتعلمه المسيحيون الحقيقيون؟
١٢ لذلك تنطبق ادانة اشعيا ليهوذا على العالم المسيحي اليوم. وعندما يدرس المرء تاريخه — حروبه وحملاته الصليبية ومحاكم تفتيشه — يرى كم رديء هو الثمر الذي ينتجه! ولكن يجب على الكرم الحقيقي من المسيحيين الممسوحين ورفقائهم ‹الجمع الكثير› ان يتنبه لكلمات اشعيا. (كشف ٧:٩) فإذا ارادوا ان يرضوا صاحب الكرم، يجب عليهم ان ينتجوا ثمرا يرضيه، سواء افراديا او جماعيا.
‹عنب رديء›
١٣ ماذا سيفعل يهوه بكرمه لأنه انتج ثمرا رديئا؟
١٣ لم يألُ يهوه جهدا في الاعتناء بكرمه وتعهُّده، ولذلك من حقه اشعياء ٢٧:٢) ولكن بدلا من ان يأتي الكرم بثمر يُستفاد منه، انتج «عنبا رديئا»، وحرفيا «اشياء نتنة» او «حبّات عفِنة (فاسدة)». (اشعياء ٥:٢؛ حاشية عج بالانكليزية؛ ارميا ٢:٢١) لذلك يذكر يهوه انه سينزع ‹السياج› الواقي الذي وضعه حول الامة. وستصير الامة «خرابا» وتُهجَر وتُصاب بالجفاف. (اقرأوا اشعياء ٥:٦ .) وكان موسى قد حذر الامة ان هذا ما ستعانيه اذا عصت شريعة اللّٰه. — تثنية ١١:١٧؛ ٢٨:٦٣، ٦٤؛ ٢٩:٢٢، ٢٣ .
ان يتوقَّع منه ان يصير ‹كرمة مشتهاة›! (١٤ ايّ ثمر يتوقعه يهوه من امته، ولكن ماذا تُنتج؟
١٤ يتوقع يهوه من الامة ان تنتج ثمارا جيدة. يذكر ميخا الذي عاصر اشعيا: «ماذا يطلبه منك الرب إلا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك». (ميخا ٦:٨؛ زكريا ٧:٩) لكنَّ الامة لا تسمع لتحذير يهوه. «انتظر [اللّٰه] حقا فإذا سفك دم [«انتهاك للشريعة»، عج] وعدلا فإذا صراخ». (اشعياء ٥:٧ ب) كان موسى قد تنبأ بأن الامة العديمة الامانة ستنتج عنبا ساما من «كرمة سدوم». (تثنية ٣٢:٣٢، تف) فمن المرجح ان خروج الامة على شريعة اللّٰه يشمل الفساد الادبي الجنسي، بما في ذلك مضاجعة النظير. (لاويين ١٨:٢٢) وعبارة «انتهاك للشريعة» يمكن ان تُنقل ايضا الى «سفك دم». ولا بد ان هذه المعاملة الوحشية جعلت المُساء اليهم ‹يصرخون›، بحيث بلغ صراخهم مسامع غارس الكرم. — قارنوا ايوب ٣٤:٢٨ .
١٥، ١٦ كيف يمكن للمسيحيين الحقيقيين ان يتجنبوا إنتاج الثمار الرديئة التي انتجتها اسرائيل؟
١٥ يهوه اللّٰه «يحب البر والعدل». (مزمور ٣٣:٥) وقد امر اليهود: «لا ترتكبوا جورا في القضاء. لا تأخذوا بوجه مسكين ولا تحترم وجه كبير. بالعدل تحكم لقريبك». (لاويين ١٩:١٥) لذلك يجب ألا نُظهر المحاباة في تعاملاتنا مع الآخرين، ولا نسمح لأمور كالعِرق او العمر او الغنى او الفقر بأن تؤثر في نظرتنا الى الناس. (يعقوب ٢:١-٤) ويجب خصوصا على الذين يخدمون في مراكز إشراف ان ‹لا يفعلوا شيئا بتحيُّز›، بل يسمعوا وجهة نظر كلا الطرفين في اية قضية قبل اصدار الحكم. — ١ تيموثاوس ٥:٢١؛ امثال ١٨:١٣ .
١٦ بما ان المسيحيين يعيشون في عالم اثيم، فليس صعبا ان يطوِّروا موقفا سلبيا من المقاييس الالهية او يتمردوا عليها. ولكن يجب ان يكون المسيحيون الحقيقيون ‹مستعدين لإطاعة› شرائع اللّٰه. (يعقوب ٣:١٧) ورغم الفساد الادبي الجنسي والعنف اللذين يتميز بهما «نظام الاشياء الشرير الحاضر»، يلزمهم ان ‹يبقوا منتبهين بدقة كيف يسيرون، لا كجهلاء بل كحكماء›. (غلاطية ١:٤؛ افسس ٥:١٥) وهم يرفضون تبنّي الافكار المتساهلة في الجنس؛ وعندما تنشأ الخلافات، ينبغي ان يحلّوها بلا «غضب وسخط وصياح وكلام إهانة». (افسس ٤:٣١) وبتنمية البر، يجلب المسيحيون الحقيقيون الاكرام للّٰه ويحوزون رضاه.
ثمن الجشع
١٧ ايّ سلوك شرير يُدان في ويل اشعيا الاول؟
١٧ يتوقف في العدد ٨ اقتباس اشعيا لكلمات يهوه. ويتفوَّه شخصيا بأول ويل من ستة ويلات يدين بها بعض ‹العنب الرديء› المنتَج في يهوذا: «ويل للذين يصِلون بيتا ببيت ويقرنون حقلا بحقل حتى لم يبقَ موضع. فصرتم تسكنون وحدكم في وسط الارض. في اذنيَّ قال رب الجنود ألا ان بيوتا كثيرة تصير خرابا بيوتا كبيرة وحسنة بلا ساكن. لأن عشرة فدادين كرم تصنع بثا واحدا وحومر بذار يصنع ايفة». — اشعياء ٥:٨-١٠ .
١٨، ١٩ كيف يتجاهل معاصرو اشعيا شرائع يهوه المتعلقة بالاملاك، وماذا ستكون النتيجة؟
١٨ في اسرائيل القديمة كانت كل الارض ليهوه في النهاية. وكانت لكل عائلة ارض هي ميراث معطى من اللّٰه، وكان بإمكانهم ان يؤجِّروها، لكنها لا تباع «بَيعا دائما». (لاويين ٢٥:٢٣، جد) وكانت هذه الشريعة تمنع حدوث تعسُّفات مثل الاحتكارات العقارية. وحمت العائلات ايضا من الغرق في الفقر. لكنَّ الجشع كان يدفع البعض في يهوذا الى انتهاك شرائع اللّٰه المتعلقة بالاملاك. كتب ميخا: «انهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها ويظلمون الرجل وبيته والانسان وميراثه». (ميخا ٢:٢) لكنَّ الامثال ٢٠:٢١ تحذِّر: «رُبَّ مُلك معجِّل [«مقتنى بالجشع»، عج] في اوله. أما آخرته فلا تبارَك».
١٩ يعد يهوه بأن يجرِّد هؤلاء الجشعين من مكاسبهم غير الشرعية. فالبيوت التي اغتصبوها ستصير «بلا ساكن». والاراضي التي اشتهوها لن تُنتِج الا نسبة ضئيلة من طاقتها. لا يُذكر تماما كيف ومتى ستتم هذه اللعنة. ولكن من المحتمل انها تشير، ولو جزئيا، الى الاوضاع التي ستنجم عن السبي البابلي المستقبلي. — اشعياء ٢٧:١٠ .
٢٠ كيف يستطيع المسيحيون اليوم ان يتجنبوا تبنّي موقف الجشع الذي اعرب عنه البعض في اسرائيل؟
٢٠ يجب على المسيحيين اليوم ان يمقتوا الجشع الذي لا يُشبع امثال ٢٧:٢٠) فعندما تُعطى الامور المادية اهمية مبالغا فيها، يصير سهلا ان يستخدم المرء وسائل منحطة ليكسب المال. وقد يقع المرء بسهولة في شرك الصفقات التجارية المشبوهة او المشاريع غير الواقعية التي تعد بالغنى السريع. «المستعجل الى الغنى لا يُبرأ». (امثال ٢٨:٢٠) فكم هو مهم ان نقنع بما عندنا! — ١ تيموثاوس ٦:٨ .
كما اعرب عنه الاسرائيليون آنذاك. (شرك التسلية المشكوك فيها
٢١ اية خطايا يدينها اشعيا في ويله الثاني؟
٢١ يتفوَّه اشعيا الآن بالويل الثاني: «ويل للمبكرين صباحا يتبعون المسكر. للمتأخرين في العتمة تلهبهم الخمر. وصار العود والرباب والدف والناي والخمر ولائمهم وإلى فعل الرب لا ينظرون وعمل يديه لا يرون». — اشعياء ٥:١١، ١٢ .
٢٢ ماذا لا يُكبح في اسرائيل، وبأية نتيجة للأمة؟
٢٢ يهوه هو «الاله السعيد»، ولا يمنع عن خدامه الاستجمام الممارَس باعتدال. (١ تيموثاوس ١:١١) لكنَّ هؤلاء الراكضين وراء المتعة يتعدَّون كل حدود! يقول الكتاب المقدس ان «الذين يسكرون ففي الليل عادةً يسكرون». (١ تسالونيكي ٥:٧) لكنَّ هؤلاء المعربدين حسب النبوة يبدأون بالانغماس في الشرب من الفجر ويستمرون في السكر حتى المساء! وهم يتصرفون كما لو ان اللّٰه غير موجود وأنه لن يحاسبهم على افعالهم. لذلك يتنبأ اشعيا بمستقبل قاتم لهؤلاء. «لذلك سُبي شعبي لعدم المعرفة وتصير شرفاؤه رجال جوع وعامته يابسين من العطش». (اشعياء ٥:١٣) وبسبب رفض العمل حسب المعرفة الصحيحة، سيمضي شعب عهد اللّٰه — مَن يستعلي ومَن يُحَطّ — الى شيول. — اقرأوا اشعياء ٥:١٤-١٧ .
٢٣، ٢٤ ايّ تحفُّظ واعتدال يُطلب من المسيحيين ان يُظهروه؟
٢٣ شكّل «القصف»، او «الحفلات الصاخبة»، مشكلة ايضا بين بعض المسيحيين في القرن الاول. (غلاطية ٥:٢١؛ باينتون [بالانكليزية]؛ ٢ بطرس ٢:١٣) لذلك ليس مدهشا ان بعض المسيحيين المنتذرين اليوم اظهروا ضعفا في التمييز في ما يتعلق بالتجمعات الاجتماعية. فالاسراف في استهلاك المشروبات الكحولية جعل البعض صخّابين وعجّاجين. (امثال ٢٠:١) وارتكب البعض الفساد الادبي بسبب الافراط في شرب الخمر، كما ان بعض التجمعات استمرت طوال الليل بحيث تَضاربت مع النشاطات المسيحية في اليوم التالي.
٢٤ لكنَّ المسيحيين المتَّزنين ينتجون ثمرا الهيا ويمارسون التحفُّظ والاعتدال عندما يختارون وسائل الاستجمام. وهم ينتبهون لنصيحة بولس في روما ١٣:١٣: «لنَسِرْ بلياقة كما في النهار، لا في القصف وحفلات السكر».
بغض الخطية ومحبة الحق
٢٥، ٢٦ ايّ تفكير شرير عند الاسرائيليين يشهّره اشعيا في الويلَين الثالث والرابع؟
٢٥ استمعوا الآن الى ويلَي اشعيا الثالث والرابع: «ويل للجاذبين الاثم بحبال البطل والخطية كأنه برُبُط العجلة القائلين ليسرع ليعجِّل عمله لكي نرى وليقرب ويأتِ مقصد قدوس اسرائيل لنعلم. ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين المُر حلوا والحلو مُرا». — اشعياء ٥:١٨-٢٠ .
ارميا ٦:١٥؛ ٢ بطرس ٣:٣-٧ .
٢٦ يا له من وصف حي لممارسي الخطية! فهم متعلِّقون بالخطية كما تُربط الحيوانات التي تجرّ الاثقال بالعجلات. وهؤلاء الخطاة لا يخافون من اقتراب ايّ يوم دينونة. فهم يقولون باستهزاء: «ليعجِّل [اللّٰه] عمله». وبدلا من الخضوع لشريعة اللّٰه، يحرِّفون الامور ويقولون ان ‹الشر خير والخير شر›. — قارنوا٢٧ كيف يمكن للمسيحيين ان يتجنبوا تبنّي موقف الاسرائيليين؟
٢٧ ويجب ان يتجنب المسيحيون اليوم هذا الموقف في كل الظروف. فهم يرفضون مثلا تبنّي نظرة العالم الى العهارة ومضاجعة النظير اللتين تُعتبران مقبولتين. (افسس ٤:١٨، ١٩) صحيح ان المسيحي قد ‹يؤخذ في زلة› تؤدي الى خطية خطيرة. (غلاطية ٦:١) لكنَّ الشيوخ في الجماعة مستعدون لمساعدة الذين سقطوا ويحتاجون الى العون. (يعقوب ٥:١٤، ١٥) والشفاء الروحي ممكن بمساعدة الصلاة والمشورة المؤسسة على الكتاب المقدس، وإلّا فهنالك خطر الصيرورة ‹عبدا للخطية›. (يوحنا ٨:٣٤) وبدلا من السخرية من اللّٰه وتجاهُل اقتراب يوم الدينونة، يجاهد المسيحيون ليبقوا «بلا وصمة ولا شائبة» امام يهوه. — ٢ بطرس ٣:١٤؛ غلاطية ٦:٧، ٨ .
٢٨ اية خطايا تُدان في ويلَي اشعيا الاخيرَين، وكيف يتجنب المسيحيون اليوم هذه الخطايا؟
٢٨ وكم هو ملائم ان يضيف اشعيا هذين الويلَين الاخيرَين: «ويل للحكماء في اعين انفسهم والفهماء عند ذواتهم. ويل للابطال على شرب الخمر ولذوي القدرة على مزج المسكر. الذين يبررون الشرير من اجل الرشوة وأما حق الصدِّيقين فينزعونه منهم». (اشعياء ٥:٢١-٢٣) كانت هذه الكلمات موجَّهة دون شك الى القضاة في الارض. ويتجنب شيوخ الجماعة اليوم الظهور ‹كحكماء في اعين انفسهم›. فهم يقبلون بتواضع المشورة من الشيوخ الآخرين ويتقيَّدون بدقة بالارشادات التنظيمية. (امثال ١:٥؛ ١ كورنثوس ١٤:٣٣) وهم معتدلون في استهلاك المشروبات الكحولية، ولا يتناولونها ابدا قبل القيام بمسؤولياتهم الجماعية. (هوشع ٤:١١) ويتجنب الشيوخ ايضا حتى ترك الانطباع انهم محابون. (يعقوب ٢:٩) وكم هم مختلفون عن رجال دين العالم المسيحي! فكثيرون منهم يتستَّرون على الخطاة الاثرياء وأصحاب النفوذ في وسطهم، وهذا يخالف تماما تحذيرات الرسول بولس في روما ١:١٨، ٢٦، ٢٧؛ ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠؛ و أفسس ٥:٣-٥ .
٢٩ اية نهاية مفجعة تنتظر الكرم الاسرائيلي الذي غرسه يهوه؟
٢٩ يختتم اشعيا رسالته النبوية بوصف النهاية المفجعة للذين اشعياء ٥:٢٤، ٢٥؛ هوشع ٩:١٦؛ ملاخي ٤:١) يقول: «يرفع [يهوه] راية لأمة بعيدة ويصفِّر لها من اقصى الارض فإذا بها مقبلة بسرعة وخفة». — اشعيا ٥:٢٦، يج؛ تثنية ٢٨:٤٩؛ ارميا ٥:١٥ .
«رذلوا شريعة» يهوه ولم ينتجوا ثمار البر. (٣٠ مَن سيجمع «امة» ضد شعب يهوه، وبأية نتيجة؟
٣٠ في الماضي كانت تُستخدم سارية في مكان مرتفع لتكون «راية»، او نقطة تجمُّع، للناس او الجيوش. (قارنوا اشعياء ١٨:٣؛ ارميا ٥١:٢٧ .) ويهوه نفسه سيجمع هذه ‹الامة› غير المذكورة بالاسم لتنفِّذ حكمه. * و ‹سيصفِّر لها›، اي سيلفت انتباهها الى شعبه العاصي حتى تأتي وتجتاحه. ثم يصف النبي سرعة وهول الهجوم الذي يقوم به هؤلاء الغزاة كلبوة، ‹فيمسكون الفريسة› التي هي امة اللّٰه و «يستخلصونها» او يأخذونها الى السبي. (اقرأوا اشعياء ٥:٢٧-٣٠ أ) ويا لها من عاقبة محزنة لأرض شعب يهوه! «إن نُظر الى الارض فهوذا ظلام الضيق والنور قد اظلم بسُحُبها». — اشعياء ٥:٣٠ ب.
٣١ كيف يستطيع المسيحيون الحقيقيون تجنُّب العقاب الذي أُنزل بالكرم الاسرائيلي الذي غرسه يهوه؟
٣١ نعم، لقد تبيَّن ان الكرم الذي غرسه اللّٰه بمحبة غير مثمر، ولا يستحق إلا الإتلاف. فيا للدرس العميق الذي تعلّمه كلمات اشعيا لكل الذين يخدمون يهوه اليوم! فليثابروا على عدم انتاج ثمار غير ثمار البر، تسبيحا ليهوه وخلاصا لهم!
[الحاشيتان]
^ الفقرة 4 يعتقد بعض العلماء ان المنشآت الوقتية والارخص، كالمظال او الاكواخ، كانت شائعة اكثر بكثير من الابراج الحجرية. (اشعياء ١:٨) لكنَّ وجود برج يشير الى ان صاحب الكرم يبذل جهودا كبيرة لإنجاح «كرمه».
^ الفقرة 30 يقول اشعيا في نبوات اخرى ان بابل هي الامة التي ستنفِّذ حكم يهوه بتدمير يهوذا.
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٨٣]
يتعلق الخاطئ بالخطية كما يُربط الحيوان الذي يجرّ الاثقال بالعجلة
[صورة تغطي كامل الصفحة ٨٥]