الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه اللّٰه يرحم بقية

يهوه اللّٰه يرحم بقية

الفصل السادس

يهوه اللّٰه يرحم بقية

اشعياء ٤:‏​٢-‏٦

١،‏ ٢ بماذا ينبئ النبي اشعيا عن يهوذا وأورشليم؟‏

عاصفة هوجاء تهبُّ على منطقة كثيفة السكان.‏ وتكتسح الرياح القوية والامطار الغزيرة والفيضانات الجارفة الاراضي هناك،‏ فتدمر المنازل وتتلف المحاصيل وتوقع خسائر في الارواح.‏ ولكن بعد انقضاء العاصفة يسود الهدوء.‏ انه الوقت لكي يقوم الناجون بإعادة البناء ورد الامور الى ما كانت عليه.‏

٢ ينبئ النبي اشعيا بشيء مماثل يتعلق بيهوذا وأورشليم.‏ فغيوم الدينونة الالهية تتلبَّد منذرة بعاصفة مخيفة،‏ وذلك لسبب وجيه!‏ فذنب الامة يثقل.‏ وقد ملأ الحكام والشعب على السواء الارضَ ظلما ودما.‏ ويشهّر يهوه بواسطة اشعيا ذنب يهوذا ويحذِّر من انه سينفِّذ دينونته في تلك الامة المتمردة.‏ (‏اشعياء ٣:‏٢٥‏)‏ وستبقى ارض يهوذا خربة تماما في اثر هذه العاصفة.‏ وكم احزن ذلك اشعيا دون شك!‏

٣ ايّ امل تتحدث عنه الرسالة الملهمة في اشعياء ٤:‏​٢-‏٦‏؟‏

٣ ولكن يلوح بصيص من الامل.‏ فعاصفة دينونة يهوه البارة ستمرّ،‏ وستنجو بقية.‏ نعم،‏ ستلطّف الرحمة دينونة يهوه على يهوذا!‏ تتحدث رسالة اشعيا الملهمة،‏ المسجلة في اشعياء ٤:‏​٢-‏٦‏،‏ عن هذه الفترة المستقبلية السعيدة.‏ فالامر كما لو ان ضوء الشمس ينسلّ بين الغيوم،‏ وتتحول اهوال الدينونة المذكورة في اشعياء ٢:‏٦–‏٤:‏١‏،‏ بمشاهدها وضجيجها،‏ الى وصف جميل لأرض وشعب متجدِّدَين.‏

٤ لماذا ينبغي ان نناقش نبوة اشعيا المتعلقة برد بقية؟‏

٤ ان نبوة اشعيا،‏ المتعلقة برد بقية وبالامن الذي نعموا به لاحقا،‏ تتم ايضا في زمننا نحن الذين نعيش في «آخر الايام».‏ (‏اشعياء ٢:‏​٢-‏٤‏)‏ فلنناقش هذه الرسالة؛‏ فهي لا تحمل مغزى نبويا فحسب بل تعلّمنا ايضا عن رحمة يهوه وتُظهر لنا كيف يمكن ان نستفيد منها كأفراد.‏

‏«غصن الرب»‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كيف يصف اشعيا فترة السلام التي تلي العاصفة المقبلة؟‏ (‏ب)‏ ما معنى كلمة «غصن»،‏ وماذا تدل بشأن ارض يهوذا؟‏

٥ يتكلم اشعيا الآن بنغمة رقيقة وهو يفكر في فترة السلام التي ستلي العاصفة المقبلة.‏ يكتب:‏ ‏«في ذلك اليوم يكون غصن الرب بهاء ‏[‏‏«زينة»،‏ يس‏] ومجدا وثمر الارض فخرا وزينة ‏[‏‏«وبهجة»،‏ يس‏] للناجين من اسرائيل».‏ —‏ اشعياء ٤:‏٢ ‏.‏

٦ يتحدَّث اشعيا هنا عن الرد.‏ فالكلمة العبرانية المترجمة الى «غصن» تشير الى ‹ما يطلع [من نبات]،‏ ما يفرِّخ،‏ فرع›.‏ وهي ترتبط بالازدهار والوفرة والبركات من يهوه.‏ وهكذا يعطي اشعيا املا في معرض وصفه هذا،‏ فالدمار الوشيك لن يدوم الى الابد.‏ وببركة يهوه،‏ ستعود ارض يهوذا الى سابق ازدهارها وتعطي اثمارا وفيرة.‏ * —‏ لاويين ٢٦:‏​٣-‏٥ .‏

٧ بأية طريقة سيكون غصن يهوه ‹زينة ومجدا›؟‏

٧ يستخدم اشعيا تعابير حية ليصف ضخامة التحوُّل المستقبلي.‏ فغصن يهوه سيكون ‹زينة ومجدا›.‏ تذكّرنا كلمة «زينة» بجمال ارض الموعد حين اعطاها يهوه لإسرائيل قبل قرون.‏ فقد كانت جميلة جدا حتى انها اعتُبرت «زينة جميع الاراضي» او «دُرّة وسط كل الاراضي».‏ (‏حزقيال ٢٠:‏٦‏،‏ ي‌ج؛‏ الكتاب المقدس الاميركي الجديد ‏[بالانكليزية])‏ وهكذا تؤكد كلمات اشعيا للشعب ان ارض يهوذا ستُرَد الى سابق مجدها وجمالها.‏ نعم،‏ ستكون كدُرّة نفيسة على وجه الارض.‏

٨ مَن سيكونون حاضرين ليتمتعوا بجمال الارض المسترد،‏ وكيف يصف اشعيا مشاعرهم؟‏

٨ ولكن مَن سيكونون حاضرين هناك ليتمتعوا بجمال الارض المسترد؟‏ يكتب اشعيا:‏ ‹الناجون من اسرائيل›.‏ نعم،‏ سيبقى ناجون من الدمار المُذِلّ المنبإ به مسبقا.‏ (‏اشعياء ٣:‏​٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وستعود بقية من الناجين الى يهوذا وتشارك في عمل ردها.‏ وبالنسبة الى هؤلاء العائدين —‏ «الناجين» —‏ ستصير وفرة غلال ارضهم المستردة ‹فخرا وبهجة›.‏ (‏اشعياء ٤:‏٢‏)‏ والإذلال الذي رافق الدمار سيحل محله شعور متجدد بالاعتزاز.‏

٩ (‏أ)‏ اتماما لكلمات اشعيا،‏ ماذا حدث في سنة ٥٣٧ ق‌م؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان «الناجين» يشملون بعض المولودين في ارض السبي؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

٩ وإتماما لكلمات اشعيا،‏ اتت عاصفة الدينونة سنة ٦٠٧ ق‌م عندما دمر البابليون اورشليم ومات اسرائيليون كثيرون.‏ وقد نجا البعض وأُخذوا الى السبي في بابل،‏ ولكن لولا رحمة اللّٰه لَما نجا احد.‏ (‏نحميا ٩:‏٣١‏)‏ وأخيرا تُركت يهوذا في خراب تام.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏​١٧-‏٢١‏)‏ وفي سنة ٥٣٧ ق‌م،‏ سمح اله الرحمة «للناجين» بأن يعودوا الى يهوذا لرد العبادة الحقة.‏ * (‏عزرا ١:‏​١-‏٤؛‏ ٢:‏١‏)‏ والتوبة القلبية التي شعر بها هؤلاء المسبيون العائدون معبَّر عنها بأسلوب جميل في المزمور ١٣٧‏،‏ الذي كُتب على الارجح خلال الاسر او بعده بوقت قصير.‏ وقد قاموا في يهوذا بحرث الارض وبذر الحَب.‏ تخيلوا شعورهم وهم يرون بركة اللّٰه على جهودهم،‏ فيفرِّخ النبات وتطلع الاغصان وتصير الارض «كجنة عدن» الخصبة!‏ —‏ حزقيال ٣٦:‏​٣٤-‏٣٦ .‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ بأيّ معنى كان تلاميذ الكتاب المقدس اسرى في «بابل العظيمة» في اوائل القرن العشرين؟‏ (‏ب)‏ كيف بارك يهوه بقية الاسرائيليين الروحيين؟‏

١٠ وقد حدث في ايامنا رد مماثل.‏ ففي اوائل القرن العشرين،‏ وقع تلاميذ الكتاب المقدس،‏ كما كان شهود يهوه يُعرفون آنذاك،‏ في الاسر الروحي لـ‍ «بابل العظيمة»،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ (‏كشف ١٧:‏٥‏)‏ فمع ان تلاميذ الكتاب المقدس رفضوا تعاليم دينية باطلة كثيرة،‏ كانوا لا يزالون ملطخين ببعض الافكار والممارسات البابلية.‏ ونتيجة المقاومة التي حرَّض عليها رجال الدين،‏ سُجن البعض حرفيا.‏ وهكذا خربت ارضهم الروحية:‏ حالتهم الدينية او الروحية.‏

١١ لكنَّ يهوه رحم هذه البقية من الاسرائيليين الروحيين في ربيع سنة ١٩١٩ .‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ فقد رأى توبتهم ورغبتهم في عبادته بالحق،‏ لذلك جعلهم يُحرَّرون من السجن الحرفي،‏ والاهم،‏ من الاسر الروحي.‏ ورُدَّ هؤلاء ‹الناجون› الى ارضهم الروحية المعطاة من اللّٰه،‏ التي يفرِّخ نباتها وتطلع اغصانها بوفرة.‏ وكانت هذه الحالة الروحية جميلة جدا،‏ وقد جذبت ملايين آخرين ممَّن يخافون اللّٰه لكي ينضموا الى البقية في العبادة الحقة.‏

١٢ كيف تعظّم كلمات اشعيا رحمة يهوه نحو شعبه؟‏

١٢ ان كلمات اشعيا هنا تعظّم رحمة اللّٰه نحو شعبه.‏ فمع ان الاسرائيليين كأمة تمرَّدوا عليه،‏ رحم يهوه بقية تائبة.‏ ونحن نتعزى عندما نعرف انه حتى الذين يرتكبون خطأ خطيرا يمكن ان يأملوا الرجوع الى يهوه.‏ ولا يلزم ان يشعر التائبون بأنهم لا يستحقون رحمة يهوه،‏ لأنه لا يرفض القلب المنسحق.‏ (‏مزمور ٥١:‏١٧‏)‏ يؤكد لنا الكتاب المقدس:‏ «الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة.‏ كما يترأف الاب على البنين يترأف الرب على خائفيه».‏ (‏مزمور ١٠٣:‏​٨،‏ ١٣‏)‏ وإله رحيم كهذا يستحق منا طبعا كل تسبيح!‏

بقية تصير قدوسة في نظر يهوه

١٣ كما هو مسجل في اشعياء ٤:‏٣‏،‏ كيف يصف اشعيا البقية التي يرحمها يهوه؟‏

١٣ لقد عرفنا ان يهوه سيرحم بقية،‏ لكنَّ اشعيا يصفهم الآن بطريقة مفصلة اكثر.‏ يكتب:‏ ‏«يكون ان الذي يبقى في صهيون والذي يُترك في اورشليم يسمى قدوسا.‏ كل مَن كُتب للحياة في اورشليم».‏ —‏ اشعياء ٤:‏٣ ‏.‏

١٤ مَن هو «الذي يبقى» و «الذي يُترك»،‏ ولماذا يرحم يهوه هؤلاء؟‏

١٤ فمَن هو «الذي يبقى» و «الذي يُترك»؟‏ يشير ذلك الى الناجين المذكورين في العدد السابق،‏ المسبيين اليهود الذين يُسمح لهم بالعودة الى يهوذا.‏ ويُظهر اشعيا الآن لماذا سيرحمهم يهوه،‏ لأنهم سيكونون ‹قدوسين›.‏ تعني القداسة «طهارة او نقاوة دينية».‏ والشخص القدوس هو الطاهر قولا وعملا بحيث يبلغ مستوى مقاييس يهوه التي تحدد ما هو صحيح ولائق.‏ نعم،‏ سيرحم يهوه ‹القدوسين› في نظره،‏ وسيسمح بإعادتهم الى «مدينة القدس» اورشليم.‏ —‏ نحميا ١١:‏١ .‏

١٥ (‏أ)‏ بأية عادة يهودية تذكّرنا عبارة «كُتب للحياة في اورشليم»؟‏ (‏ب)‏ ايّ تحذير جدي تتضمنه كلمات اشعيا؟‏

١٥ وهل تظل هذه البقية الامينة هناك؟‏ يعد اشعيا انهم ‹سيُكتبون للحياة في اورشليم›.‏ يذكّرنا ذلك بعادة اليهود ان يحفظوا سجلات دقيقة بعائلات اسرائيل وأسباطها.‏ ووجود اسم شخص مدوَّنا في سجل كان يعني انه حي،‏ لأن اسم الميت كان يُشطب.‏ ونقرأ في اماكن اخرى من الكتاب المقدس عن سجل،‏ او سفر (‏كتاب)‏،‏ مجازي يضم اسماء الذين يكافئهم يهوه بالحياة.‏ لكنَّ بقاء الاسماء في هذا السفر مشروط،‏ لأن يهوه قادر على ‹محو› الاسماء.‏ (‏خروج ٣٢:‏​٣٢،‏ ٣٣؛‏ مزمور ٦٩:‏٢٨‏)‏ لذلك تتضمن كلمات اشعيا تحذيرا جديا:‏ يُسمح للعائدين بأن يظلوا في الارض المستردة فقط اذا بقوا قدوسين في نظر اللّٰه.‏

١٦ (‏أ)‏ ماذا تطلب يهوه من الذين سمح لهم بالتوجُّه الى يهوذا سنة ٥٣٧ ق‌م؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان رحمة يهوه للبقية الممسوحة و ‹الخراف الاخر› لم تكن سدى؟‏

١٦ عندما عادت البقية الى اورشليم سنة ٥٣٧ ق‌م،‏ فعلت ذلك بدافع صائب:‏ رد العبادة الحقة.‏ وكل مَن كان ملوَّثا بممارسات دينية وثنية او بسلوك نجس سبق فحذَّر منه اشعيا بقوة لم يكن له الحق في العودة.‏ (‏اشعياء ١:‏​١٥-‏١٧‏)‏ فقط الذين اعتبرهم يهوه قدوسين رجعوا الى يهوذا.‏ (‏اشعياء ٣٥:‏٨‏)‏ والبقية الممسوحة ايضا،‏ منذ أُطلقت من الاسر الروحي سنة ١٩١٩،‏ تبذل كل ما في وسعها لتكون قدوسة في نظر اللّٰه.‏ وقد انضم اليها ملايين من ‹الخراف الاخر› الذين يرجون العيش الى الابد على الارض.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وقد تحرَّروا من التعاليم والممارسات البابلية.‏ ويحاولون افراديا ان يلتزموا بمقاييس اللّٰه الادبية السامية.‏ (‏١ بطرس ١:‏​١٤-‏١٦‏)‏ فرحمة يهوه لهم لم تكن سدى.‏

١٧ اسماء مَن يكتبها يهوه في «كتاب الحياة»،‏ وعلى ماذا يجب ان نصمِّم؟‏

١٧ تذكروا ان يهوه لاحظ مَن كانوا قدوسين في اسرائيل و ‹كتب اسماءهم للحياة›.‏ واليوم ايضا يلاحظ يهوه الجهود التي نبذلها لنكون اطهارا فكرا وجسدا فيما ‹نقرِّب اجسادنا ذبيحة حية مقدسة مقبولة عند اللّٰه›.‏ (‏روما ١٢:‏١‏)‏ وجميع الذين يتبعون مسلك الحياة هذا يسجّلهم اللّٰه في «كتاب الحياة»،‏ السجل المجازي الذي يضم اسماء مَن يُحتمل ان ينالوا الحياة الابدية،‏ سواء في السماء او على الارض.‏ (‏فيلبي ٤:‏٣؛‏ ملاخي ٣:‏١٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ فلنبذل قصارى جهدنا لنبقى قدوسين في عيني اللّٰه،‏ لأنه بهذه الطريقة فقط يمكن ان نُبقي اسماءنا في هذا ‹الكتاب› القيِّم.‏ —‏ كشف ٣:‏٥ .‏

وعد بالعناية

١٨،‏ ١٩ وفقا لإشعياء ٤:‏​٤،‏ ٥‏،‏ ايّ تطهير سيُجريه يهوه،‏ وكيف سيُنجَز؟‏

١٨ بعد ذلك يُظهر اشعيا كيف سيصير سكان الارض المستردة قدوسين وأية بركات تنتظرهم.‏ يقول:‏ ‏«اذا غسل السيد قذر بنات صهيون ونقى دم اورشليم من وسطها بروح القضاء وبروح الاحراق يخلق الرب على كل مكان من جبل صهيون وعلى محفلها سحابة نهارا ودخانا ولمعان نار ملتهبة ليلا.‏ لأن على كل مجد غطاء».‏ —‏ اشعياء ٤:‏​٤،‏ ٥ ‏.‏

١٩ سبق ان انتهر اشعيا «بنات صهيون» لأن فسادهن الادبي كان مخفيا تحت زينتهن المبهرجة.‏ وشهّر ايضا ذنب الشعب عموما بسفك الدم،‏ وحثهم على الاغتسال.‏ (‏اشعياء ١:‏​١٥،‏ ١٦؛‏ ٣:‏​١٦-‏٢٣‏)‏ لكنه هنا يتطلع الى الوقت الذي فيه ‹سيغسل اللّٰه القَذَر›،‏ او القذارة الادبية،‏ و ‹يطهّر لطخات الدماء›.‏ (‏اشعياء ٤:‏٤‏،‏ تف‏)‏ وكيف سيجري هذا التطهير؟‏ «بروح القضاء وبروح الاحراق».‏ فالدمار الآتي على اورشليم والسبي في بابل سينتجان من قضاء اللّٰه وغضبه الحارق على امة نجسة.‏ والبقية التي تنجو من هاتين الكارثتين وتعود الى موطنها ستكون قد أُذِلَّت ومُحِّصت.‏ ولهذا السبب سيكونون قدوسين في نظر يهوه ويُرحمون.‏ —‏ قارنوا ملاخي ٣:‏​٢،‏ ٣ .‏

٢٠ (‏أ)‏ بماذا تذكّر عبارات «سحابة» و «دخان» و «نار ملتهبة»؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يلزم ان يخاف المسبيون المطهَّرون؟‏

٢٠ يعد يهوه بواسطة اشعيا انه سيعتني بهذه البقية المطهَّرة.‏ فالعبارات «سحابة» و «دخان» و «نار ملتهبة» تذكّر بالطريقة التي اعتنى بها يهوه بالاسرائيليين بعد خروجهم من مصر.‏ فقد حماهم ‏‹عمود نار وسحاب› من المصريين الذين كانوا يطاردونهم،‏ وقادهم ايضا في البرية.‏ (‏خروج ١٣:‏​٢١،‏ ٢٢؛‏ ١٤:‏​١٩،‏ ٢٠،‏ ٢٤‏)‏ وعندما اظهر يهوه مجده في جبل سيناء،‏ كان الجبل «كله يدخّن».‏ (‏خروج ١٩:‏١٨‏)‏ لذلك لا يلزم ان يخاف المسبيون المطهَّرون.‏ فيهوه سيحميهم.‏ وسيكون معهم سواء اجتمعوا في بيوتهم او في محافل مقدسة.‏

٢١،‏ ٢٢ (‏أ)‏ لأيّ قصد كانت تُصنع مظلة او كوخ في اغلب الاحيان؟‏ (‏ب)‏ ايّ امل ارتسم امام البقية المطهَّرة؟‏

٢١ ويختتم اشعيا وصفه للحماية الالهية بالتركيز على الحياة اليومية.‏ يكتب:‏ ‏«تكون مظلة للفيء نهارا من الحر ولملجإ ولمخبإ من السيل ومن المطر».‏ ‏(‏اشعياء ٤:‏٦‏)‏ غالبا ما كان ضروريا جدا صنع مظلة او كوخ في كرم او حقل لاتِّقاء الشمس الحارقة في فصل الجفاف واتِّقاء البرد والعواصف في فصل الامطار.‏ —‏ قارنوا يونان ٤:‏٥ .‏

٢٢ وعندما يواجه اعضاء البقية المطهَّرة حر الاضطهاد اللاذع وعواصف المقاومة،‏ سيجدون ان يهوه هو ملجأ لهم ومصدر حماية وأمان.‏ (‏مزمور ٩١:‏​١،‏ ٢؛‏ ١٢١:‏٥‏)‏ وهكذا يرتسم امامهم امل جميل:‏ اذا تخلوا عن معتقداتهم وممارساتهم البابلية النجسة،‏ وأذعنوا لتطهير قضاء يهوه،‏ وسعوا الى البقاء قدوسين،‏ فسيبقون في امان كما لو انهم في «مظلة» الحماية الالهية.‏

٢٣ لماذا بارك يهوه البقية الممسوحة ورفقاءهم؟‏

٢٣ لاحظوا ان التطهير يأتي اولا،‏ ثم تليه البركات.‏ وقد تبيَّنت صحة ذلك في ايامنا.‏ ففي سنة ١٩١٩ اذعنت البقية الممسوحة بتواضع لعملية تمحيصهم،‏ و «غسل» يهوه نجاستهم.‏ وبعد ذلك قبِل ايضا «جمع كثير» من الخراف الاخر ان يطهِّرهم يهوه.‏ (‏كشف ٧:‏٩‏)‏ وبتطهيرهم بوركت البقية ورفقاؤهم،‏ اذ يعتني بهم يهوه ويحميهم.‏ صحيح انه لا يبعد عنهم عجائبيا حر الاضطهاد وعواصف المقاومة،‏ لكنه يحميهم كما لو انه ينصب فوقهم ‹مظلة للفيء ولمخبإ من السيل›.‏ كيف؟‏

٢٤ كيف يَظهر ان يهوه بارك شعبه كهيئة؟‏

٢٤ تأملوا في هذا:‏ قامت بعض اقوى الحكومات في التاريخ بحظر عمل شهود يهوه الكرازي او حاولت القضاء عليهم كليا.‏ لكنَّ الشهود بقوا ثابتين واستمروا يكرزون دون توقف!‏ فلماذا عجزت امم جبارة عن ايقاف نشاط هذه المجموعة الصغيرة نسبيا من الناس الذين يبدون بلا حماية؟‏ لأن يهوه وضع خدامه الطاهرين في «مظلة» حماية لا يستطيع ايّ انسان ان ينقضها!‏

٢٥ ماذا يعني لنا افراديا وجود يهوه كحامٍ لنا؟‏

٢٥ وماذا عنا افراديا؟‏ اذا كان يهوه حامينا فهذا لا يعني اننا نعيش حياة خالية من المشاكل في نظام الاشياء هذا.‏ فكثيرون من المسيحيين الامناء يواجهون شدائد كالفقر والكوارث الطبيعية والحرب والمرض والموت.‏ ولكن لا ننسَ ابدا،‏ عندما تواجهنا ضيقات كهذه،‏ ان الهنا الى جانبنا.‏ وهو يحمينا روحيا،‏ مزوِّدا ايانا بما نحتاج اليه —‏ حتى «القدرة التي تفوق ما هو عادي» —‏ لنحتمل المحن بأمانة.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ فنحن في امان بوجوده معنا،‏ ولا يلزم ان نخاف.‏ وما دمنا نبذل قصارى جهدنا لنُبقي انفسنا قدوسين في نظره،‏ لا شيء ‹يقدر ان يفصلنا عن محبة اللّٰه›.‏ —‏ روما ٨:‏​٣٨،‏ ٣٩ .‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 6‏ يشير بعض العلماء الى ان عبارة «غصن الرب» هي اشارة الى المسيَّا الذي لن يَظهر الا بعد رد اورشليم.‏ وفي الترجومات الارامية،‏ تذكر اعادة صياغة لهذه العبارة:‏ «مسيَّا [مسيح] يهوه».‏ ومن المثير للاهتمام ان ارميا استعمل لاحقا الاسم العبراني نفسه (‏صِمَح‏)‏ عندما قال عن المسيَّا انه «غصن بر» أُقيم لداود.‏ —‏ ارميا ٢٣:‏٥؛‏ ٣٣:‏١٥ .‏

^ ‎الفقرة 9‏ شمل ‹الناجون› بعض الذين وُلدوا في ارض السبي.‏ ويمكن القول انهم ‹نجوا› لأنه لو لم ينجُ اسلافهم من الدمار لَما وُلدوا على الاطلاق.‏ —‏ عزرا ٩:‏​١٣-‏١٥‏؛‏ قارنوا عبرانيين ٧:‏​٩،‏ ١٠ .‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٦٣]‏

عاصفة الدينونة الالهية آتية على يهوذا