الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه يذلّ مدينة متعجرفة

يهوه يذلّ مدينة متعجرفة

الفصل الرابع عشر

يهوه يذلّ مدينة متعجرفة

اشعياء ١٣:‏١–‏١٤:‏٢٣

١ عن اية فترة مستقبلية يتحدث سفر اشعياء الآن؟‏

كُتب سفر اشعياء النبوي في القرن الثامن قبل الميلاد،‏ خلال الاجتياح الاشوري لأرض الموعد.‏ وكما رأينا في الاصحاحات السابقة من السفر،‏ ينبئ اشعيا بدقة لافتة للنظر بالمجرى الذي ستتخذه الاحداث.‏ لكنَّ الكلام في هذا السفر يتجاوز فترة الهيمنة الاشورية.‏ فهو ينبئ بعودة شعب عهد يهوه من سبيه في اراضٍ عديدة،‏ بما فيها شنعار حيث تقع بابل.‏ (‏اشعياء ١١:‏١١‏)‏ وفي اشعياء الاصحاح ١٣‏،‏ نجد نبوة لافتة للنظر يمهِّد اتمامها السبيل لتحقيق هذه العودة.‏ وتبدأ هذه النبوة بالكلمات التالية:‏ ‏«وحي من جهة بابل رآه اشعياء بن آموص».‏ —‏ اشعياء ١٣:‏١ ‏.‏

‏‹أضع التجبُّر›‏

٢ (‏أ)‏ كيف تنشأ علاقة وثيقة بين حزقيا وبابل؟‏ (‏ب)‏ ما هي ‹الراية› التي ستُقام؟‏

٢ تنشأ علاقة وثيقة بين يهوذا وبابل خلال مدى حياة اشعيا.‏ فالملك حزقيا يمرض مرضا خطيرا ثم يشفى.‏ فيأتي سفراء من بابل ليهنئوه بسلامته،‏ وربما يخططون سرًّا ان يجعلوا حزقيا حليفا لهم في حربهم ضد اشور.‏ فيريهم الملك حزقيا بعدم حكمة جميع كنوزه.‏ وبسبب ذلك يقول اشعيا لحزقيا انه بعد موت الملك،‏ ستؤخذ كل هذه الثروة الى بابل.‏ (‏اشعياء ٣٩:‏​١-‏٧‏)‏ ويتم ذلك سنة ٦٠٧ ق‌م عندما تُدمَّر اورشليم وتُسبى الامة.‏ لكنَّ شعب اللّٰه المختار لن يبقى الى الابد في بابل.‏ فيهوه ينبئ كيف سيمهِّد السبيل لإعادتهم الى موطنهم.‏ ويبدأ بالقول:‏ ‏«اقيموا راية على جبل اقرع.‏ ارفعوا صوتا اليهم.‏ اشيروا باليد ليدخلوا ابواب العتاة».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏٢‏)‏ ‏‹الراية› هي دولة عالمية صاعدة تنحّي بابل عن مقامها الرفيع.‏ وستُقام «على جبل اقرع»،‏ اي انها تُرى من بعيد ولا يحجبها شيء.‏ وهذه الدولة العالمية الجديدة،‏ التي تُدعى الى مهاجمة بابل،‏ ستدخل بالقوة «ابواب العتاة»،‏ ابواب هذه المدينة العظيمة،‏ وتحتلها.‏

٣ (‏أ)‏ مَن هم ‹المقدَّسون› الذين سيقيمهم يهوه؟‏ (‏ب)‏ بأيّ معنى تكون الجيوش الوثنية ‹مقدَّسة›؟‏

٣ يقول يهوه الآن:‏ ‏«انا اوصيت مقدَّسيَّ ودعوت ابطالي لأجل غضبي مفتخري عظمتي.‏ صوت جمهور على الجبال شبه قوم كثيرين.‏ صوت ضجيج ممالك امم مجتمعة.‏ رب الجنود يعرض جيش الحرب».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏​٣،‏ ٤‏)‏ فمَن هم هؤلاء ‹المقدَّسون› المعيَّنون لإخضاع بابل المتجبِّرة؟‏ انهم جيوش قومية متَّحدة،‏ «امم مجتمعة».‏ وهم ينحدرون من منطقة جبلية بعيدة ليحاربوا بابل.‏ ‏«يأتون من ارض بعيدة من اقصى السموات».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏٥‏)‏ وبأيّ معنى هم مقدَّسون؟‏ لا يعني ذلك طبعا ان عندهم صفة القداسة الالهية.‏ فهم جيوش وثنية لا تهمُّها خدمة يهوه.‏ لكنَّ كلمة «مقدَّس» في الاسفار العبرانية تعني «مفروز ليستخدمه اللّٰه».‏ فيمكن ليهوه ان يقدِّس جيوش الامم ويستخدم طموحها الاناني ليعبِّر عن غضبه.‏ وقد استخدم اشور بهذه الطريقة.‏ وهذا ما سيفعله مع بابل.‏ (‏اشعياء ١٠:‏٥؛‏ ارميا ٢٥:‏٩‏)‏ وسيستخدم امما اخرى لمعاقبة بابل.‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ ماذا ينبئ يهوه عن بابل؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان مهاجمو بابل سيواجهون؟‏

٤ لم تصر بابل بعدُ الدولة العالمية المهيمنة.‏ لكنَّ يهوه،‏ من خلال الوحي الى اشعيا،‏ ينبئ بالوقت الذي ستشغل فيه هذا المنصب،‏ وهو يتنبأ بسقوطها.‏ يقول:‏ ‏«ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏٦‏)‏ نعم،‏ فتبجُّح بابل ستحلّ محله ولولة مفجعة.‏ ولماذا؟‏ بسبب «يوم الرب»،‏ اليوم الذي فيه ينفّذ يهوه دينونته فيها.‏

٥ ولكن كيف يمكن ان تخرب بابل؟‏ فعندما يحين وقت يهوه لحدوث ذلك،‏ سيَظهر ان المدينة محصَّنة جيدا.‏ فستواجه الجيوش الغازية اولا مشكلة الدفاعات الطبيعية التي يؤمِّنها نهر الفرات،‏ اذ انه يجري في وسط المدينة ويُستخدم لملء خندق دفاعي بالماء ولتزويد المدينة بمياه الشرب.‏ وهنالك ايضا اسوار بابل المزدوجة الضخمة التي يبدو انها لا تُخرَق.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ سيكون في المدينة مخزون كبير من الاطعمة.‏ فكتاب امثلة يومية من الكتاب المقدس ‏(‏بالانكليزية)‏ يقول ان نبونيد —‏ آخر ملوك بابل —‏ «تكبَّد عناء خزن المؤن في المدينة،‏ وقد قُدِّر ان [المواد الغذائية] فيها تكفي لإطعام السكان عشرين سنة».‏

٦ ايّ امر غير متوقع سيحدث عندما يقع الهجوم المنبأ به على بابل؟‏

٦ لكنَّ المظاهر قد تكون خدّاعة.‏ يقول اشعيا:‏ ‏«لذلك ترتخي كل الايادي ويذوب كل قلب انسان فيرتاعون.‏ تأخذهم اوجاع ومخاض يتلوون كوالدة.‏ يبهتون بعضهم الى بعض.‏ وجوههم وجوه لهيب».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏​٧،‏ ٨‏)‏ عندما تجتاح الجيوش الغازية المدينة،‏ ستتحول طمأنينة سكانها الى اوجاع مفاجئة وشديدة كالتي تحسّ بها المرأة حين تلد.‏ وستذوب قلوبهم خوفا وترتخي ايديهم لهول ما يحدث،‏ فيعجزون عن الدفاع عن المدينة.‏ كما ان وجوههم ‹ستلتهب› خوفا واضطرابا.‏ وسينظرون كل واحد الى الآخر مبهوتين،‏ غير مصدِّقين ان مدينتهم العظيمة ستسقط.‏

٧ ما هو «يوم الرب» القادم،‏ وماذا ستكون النتائج بالنسبة الى بابل؟‏

٧ لكنها ستسقط حتما.‏ فستواجه بابل يوم حساب،‏ «يوم الرب» الذي سيكون مؤلما بالفعل.‏ وسيعبِّر الديّان الاسمى عن غضبه ويدين سكان بابل الخطاة دينونة يستحقونها.‏ تقول النبوة:‏ ‏«هوذا يوم الرب قادم قاسيا بسخط وحمو غضب ليجعل الارض خرابا ويبيد منها خطاتها».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏٩‏)‏ ولبابل آمال قاتمة،‏ كما لو ان الشمس والقمر والنجوم لن تعطي ضوءها.‏ ‏«فإن نجوم السموات وجبابرتها لا تبرز نورها.‏ تظلم الشمس عند طلوعها والقمر لا يلمع بضو‏[‏ئه‏]‏‏».‏ —‏ اشعياء ١٣:‏١٠ ‏.‏

٨ لماذا يحكم يهوه بسقوط بابل؟‏

٨ ولماذا ستلاقي هذه المدينة المتكبرة هذا المصير؟‏ يقول يهوه:‏ ‏«أعاقب المسكونة على شرها والمنافقين على اثمهم وأبطل تعظم المستكبرين وأضع تجبُّر العتاة».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏١١‏)‏ فسكْب يهوه جام غضبه سيكون عقابا على معاملة بابل الوحشية لشعب اللّٰه.‏ وستعاني هذه الارض كلها الامرَّين بسبب شر البابليين.‏ ولن يعود هؤلاء العتاة المتكبرون يجاهرون بتحدِّياتهم ليهوه!‏

٩ ماذا ينتظر بابل في يوم دينونة يهوه؟‏

٩ يقول يهوه:‏ ‏«أجعل الرجل اعز من الذهب الابريز والانسان اعز من ذهب اوفير».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏١٢‏)‏ نعم،‏ ستصير المدينة قفرا قليل السكان.‏ ويتابع يهوه:‏ ‏«لذلك ازلزل السموات وتتزعزع الارض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏١٣‏)‏ فستتزلزل «سموات» بابل،‏ اي آلهتها وإلاهاتها الكثيرة،‏ بسبب عجزها عن مساعدة المدينة في وقت شدتها.‏ و «الارض»،‏ الامبراطورية البابلية،‏ ستتزعزع من مكانها اذ لن يذكرها التاريخ إلا كإمبراطورية زالت كغيرها من الامبراطوريات.‏ ‏«ويكونون كظبي طريد وكغنم بلا مَن يجمعها.‏ يلتفتون كل واحد الى شعبه ويهربون كل واحد الى ارضه».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏١٤‏)‏ فكل مناصري بابل الاجانب سيهجرونها ويهربون،‏ وهم يأملون ان يقيموا علاقات جديدة بالدولة العالمية الغازية.‏ وستشعر بابل اخيرا بالعذاب الذي تشعر به المدن المجتاحة،‏ عذاب كالذي سبَّبته للكثير من المدن الاخرى في ايام مجدها:‏ ‏«كل مَن وُجد يُطعن وكل مَن انحاش يسقط بالسيف.‏ وتُحطَّم اطفالهم امام عيونهم وتُنهب بيوتهم وتُفضح نساؤهم».‏ —‏ اشعياء ١٣:‏​١٥،‏ ١٦ ‏.‏

اداة اللّٰه التدميرية

١٠ مَن سيستخدم يهوه ليهزم بابل؟‏

١٠ اية دولة سيستخدمها يهوه ليجعل بابل تسقط؟‏ يكشف يهوه الجواب قبل ٢٠٠ سنة من حدوث الامر.‏ ‏«هأنذا اهيِّج عليهم الماديين الذين لا يعتدّون بالفضة ولا يسرون بالذهب.‏ فتحطم القسيّ الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن.‏ لا تشفق عيونهم على الاولاد.‏ وتصير بابل بهاءُ الممالك وزينة فخر الكلدانيين كتقليب اللّٰه سدوم وعمورة».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏​١٧‏-‏١٩‏)‏ فستسقط بابل المهيبة،‏ والاداة التي سيستخدمها يهوه لتحقيق ذلك هي جيوش من منطقة مادي الجبلية البعيدة.‏ * وفي النهاية ستصير بابل خربة كمدينتي سدوم وعمورة المعروفتين بفسادهما الادبي الفاضح.‏ —‏ تكوين ١٣:‏١٣؛‏ ١٩:‏​١٣،‏ ٢٤ .‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ ماذا يجعل مادي دولة عالمية؟‏ (‏ب)‏ اية صفة غريبة تذكرها النبوة عن جيوش مادي؟‏

١١ ترزح بابل ومادي كلتاهما تحت النير الاشوري في ايام اشعيا.‏ وبعد قرن تقريبا،‏ في سنة ٦٣٢ ق‌م،‏ تتحالف مادي وبابل وتقلبان نينوى عاصمة اشور.‏ فيمهّد ذلك السبيل لصيرورة بابل الدولة العالمية المهيمنة.‏ لكنها لا تعرف ان مادي ستدمِّرها بعد ١٠٠ سنة تقريبا!‏ ومَن غير يهوه اللّٰه قادر ان يتنبأ بالامر جازما بحدوثه؟‏

١٢ يقول يهوه في معرض تحديده هوية الاداة التدميرية التي يختارها ان جيوش مادي ‹لا تعتدّ بالفضة ولا تسر بالذهب›.‏ وما اغرب هذه الصفة عند الجنود المتمرِّسين بالقتال!‏ يقول عالم الكتاب المقدس ألبرت بارنز:‏ «قليلة هي الجيوش الغازية التي لم يهمَّها سلب الغنائم».‏ فهل تُظهر الجيوش المادية صحة كلمات يهوه في هذا الشأن؟‏ نعم.‏ تأملوا في هذا التعليق الموجود في ذا بايبل-‏وورك ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ الذي اعدّه ج.‏ ڠلنتْوورث بَتلر:‏ «بخلاف معظم الامم التي شنَّت حربا،‏ لم يعلِّق الماديون،‏ وخصوصا الفرس،‏ اهمية على الذهب بقدر ما اهتموا بالغزو والمجد».‏ * لذلك ليس عجيبا ان يقوم الحاكم الفارسي كورش،‏ عندما اطلق الاسرائيليين من الاسر البابلي،‏ بردّ آلاف الآنية الذهبية والفضية التي نهبها نبوخذنصر من هيكل اورشليم.‏ —‏ عزرا ١:‏​٧-‏١١ .‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ مع ان المحاربين الماديين والفرس لا يهمُّهم اخذ الغنائم،‏ الى ماذا يطمحون؟‏ (‏ب)‏ كيف يتغلب كورش على دفاعات بابل المتباهى بها؟‏

١٣ مع ان المحاربين الماديين والفرس قلما يهتمون بأخذ الغنائم،‏ فهذا لا يعني انهم غير طموحين.‏ فهم لا يريدون ان يبقوا في المرتبة الثانية بعد اية امة على المسرح العالمي.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يضع يهوه في قلوبهم ان ‹يخرِّبوا›.‏ (‏اشعياء ١٣:‏٦‏)‏ لذلك يعقدون العزم على احتلال بابل بقسيّهم القوية التي تُستعمل لإطلاق سهام ‹تحطِّم› جنود العدو،‏ ذرية الامهات البابليات.‏

١٤ ان كورش،‏ قائد الجيوش المادية والفارسية،‏ لا تردعه التحصينات البابلية.‏ ففي ليلة ٥/‏٦ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٥٣٩ ق‌م،‏ يأمر بتحويل مياه نهر الفرات.‏ وعندما يبدأ مستوى المياه بالانخفاض،‏ يشق الغزاة طريقهم خلسة الى داخل المدينة فيما يخوضون قعر النهر الذي صار ماؤه بمستوى الفخذين.‏ ويدخلون بابل على حين غفلة من سكانها،‏ فتسقط بابل.‏ (‏دانيال ٥:‏٣٠‏)‏ ويوحي يهوه اللّٰه الى اشعيا ان يتنبأ بهذه الاحداث،‏ مما لا يترك ايّ مجال للشك في انه يوجِّه الامور.‏

١٥ ايّ مستقبل ينتظر بابل؟‏

١٥ وما هو مدى دمار بابل؟‏ اصغوا الى وحي يهوه:‏ ‏«لا تُعمر الى الابد ولا تُسكن الى دور فدور.‏ ولا يخيم هناك اعرابي ولا يربض هناك رعاة.‏ بل تربض هناك وحوش القفر ويملأ البوم بيوتهم وتسكن هناك بنات النعام وترقص هناك معز الوحش وتصيح بنات آوى في قصورهم والذئاب في هياكل التنعم ووقتها قريب المجيء وأيامها لا تطول».‏ ‏(‏اشعياء ١٣:‏​٢٠-‏٢٢‏)‏ فمصير المدينة هو الدمار الشامل.‏

١٦ اية ثقة تمنحنا اياها الحالة الحاضرة لبابل؟‏

١٦ لم يحدث ذلك فورا سنة ٥٣٩ ق‌م.‏ ولكن من الواضح جدا اليوم ان كل ما انبأ به اشعيا بشأن بابل قد تحقق.‏ فبابل «هي الآن،‏ ومنذ عدة قرون،‏ خربة خرابا شاملا،‏ مجرد كومة خرائب»،‏ كما يقول احد المعلقين على الكتاب المقدس.‏ ثم يضيف:‏ «يستحيل ان ينظر المرء الى هذا المنظر دون ان يفكر في مدى دقة اتمام توقعات اشعيا وإرميا».‏ ومن الواضح انه لم يكن باستطاعة ايّ انسان في ايام اشعيا ان ينبئ بسقوط بابل وبصيرورتها خربة في النهاية.‏ فسقوط بابل امام الماديين والفرس حدث بعد ٢٠٠ سنة تقريبا من كتابة اشعيا لسفره!‏ وخرابها النهائي حدث بعد قرون.‏ أفَلا يقوّي ذلك ثقتنا بأن الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه الموحى بها؟‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ بما ان يهوه تمم النبوات في الماضي،‏ فلنا ثقة مطلقة بأن نبوات الكتاب المقدس التي لم تتم بعد ستتحقق في وقت اللّٰه المعين.‏

‏‹يريحك من ألمك›‏

١٧،‏ ١٨ اية بركات لإسرائيل ستنتج من هزيمة بابل؟‏

١٧ سيكون سقوط بابل سبب راحة لإسرائيل.‏ فهذا يعني اطلاق سراحهم من الاسر ومنحهم فرصة العودة الى ارض الموعد.‏ لذلك يقول اشعيا الآن:‏ ‏«لأن الرب سيرحم يعقوب ويختار ايضا اسرائيل ويريحهم في ارضهم فتقترن بهم الغرباء وينضمون الى بيت يعقوب.‏ ويأخذهم شعوب ويأتون بهم الى موضعهم ويمتلكهم بيت اسرائيل في ارض الرب عبيدا وإماء ويسبون الذين سبوهم ويتسلطون على ظالميهم».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏​١،‏ ٢‏)‏ يشير «يعقوب» هنا الى اسرائيل ككل —‏ الاسباط الـ‍ ١٢ جميعا.‏ وسيرحم يهوه «يعقوب» بالسماح للامة بالعودة الى موطنها.‏ وسيرافقهم آلاف الاجانب،‏ وكثيرون منهم سيخدمون الاسرائيليين كخدام في الهيكل.‏ حتى ان بعض الاسرائيليين سيتسلطون على آسريهم السابقين.‏ *

١٨ انها نهاية عذاب العيش في الاسر.‏ فيهوه سوف ‏‹يريح ‏[‏شعبه‏] من تعبهم ‏[‏‏‹ألمهم›،‏ ي‌ج‏] ومن انزعاجهم ومن العبودية القاسية التي استُعبدوا بها›.‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏٣‏)‏ فبتخلُّص اسرائيل من الاثقال الجسدية التي تفرضها العبودية،‏ لن تعاني في ما بعد الالم والانزعاج الناجمين عن العيش بين عبّاد الآلهة الباطلة.‏ (‏عزرا ٣:‏١؛‏ اشعياء ٣٢:‏١٨‏)‏ يقول كتاب البلاد والشعوب في الكتاب المقدس ‏(‏بالانكليزية)‏ تعليقا على ذلك:‏ «كانت آلهة الانسان البابلي انعكاسا لشخصيته بكل جوانبها المنحطة.‏ فقد كانت جبانة وسكّيرة وحمقاء».‏ فكم هو مريح الهروب من هذه البيئة الدينية المنحلّة!‏

١٩ ماذا يلزم كي يغفر يهوه لإسرائيل،‏ وماذا نتعلم من ذلك؟‏

١٩ لكنَّ رحمة يهوه ليست دون قيد او شرط.‏ فيجب ان يعبِّر شعبه عن التوبة عن شرِّهم الذي دفع اللّٰه الى معاقبتهم بشدة.‏ (‏ارميا ٣:‏٢٥‏)‏ والاعتراف القلبي الصريح يجعل يهوه يغفر.‏ (‏انظروا نحميا ٩:‏​٦-‏٣٧؛‏ دانيال ٩:‏٥ .‏)‏ وينطبق المبدأ عينه اليوم.‏ فبما انه «ليس انسان لا يخطئ»،‏ نحتاج جميعنا الى رحمة يهوه.‏ (‏٢ أخبار ٦:‏٣٦‏)‏ ويدعونا يهوه،‏ الاله الرحيم،‏ الى الاعتراف له بخطايانا والتوبة والكفّ عن اتّباع ايّ مسلك خاطئ لكي نُشفى.‏ (‏تثنية ٤:‏٣١؛‏ اشعياء ١:‏١٨؛‏ يعقوب ٥:‏١٦‏)‏ ولا يساعدنا ذلك على نيل رضاه من جديد فحسب بل يجلب لنا التعزية ايضا.‏ —‏ مزمور ٥١:‏١؛‏ امثال ٢٨:‏١٣؛‏ ٢ كورنثوس ٢:‏٧ .‏

‏«مَثَل» على بابل

٢٠،‏ ٢١ كيف يفرح جيران بابل بسقوطها؟‏

٢٠ قبل اكثر من ١٠٠ سنة من ارتقاء بابل عرش الدول العالمية المتفوقة،‏ ينبئ اشعيا بتجاوب العالم مع سقوطها.‏ فهو يأمر نبويا الاسرائيليين المحرَّرين من الاسر فيها:‏ ‏«انك تنطق بهذا الهجو ‏[‏‏«المَثَل»،‏ ي‌ج‏] على ملك بابل وتقول.‏ كيف باد الظالم بادت المغطرسة.‏ قد كسر الرب عصا الاشرار قضيب المتسلطين الضارب الشعوب بسخط ضربة بلا فتور المتسلط بغضب على الامم باضطهاد بلا امساك».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏​٤‏-‏٦‏)‏ لقد اشتهرت بابل بأنها امة غازية وظالمة تجعل من الاحرار عبيدا.‏ فكم هو ملائم ان يُحتفل بسقوطها ‹بمَثَل› يتناول اولا السلالة الملكية البابلية —‏ ابتداء من نبوخذنصر حتى نبونيد وبيلشاصر —‏ التي حكمت ايام عزّ المدينة العظيمة!‏

٢١ وكم ستختلف الامور بعد سقوطها!‏ ‏«استراحت اطمأنت كل الارض.‏ هتفوا ترنما.‏ حتى السرو يفرح عليك وأرز لبنان قائلا منذ اضطجعت لم يصعد علينا قاطع».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏​٧،‏ ٨‏)‏ كان ملوك الامم المجاورة بالنسبة الى حكام بابل كأشجار يلزم قطعها واستخدامها لقضاء مآربهم الخاصة.‏ لكنَّ كل ذلك انتهى.‏ فلن يقطع القاطع البابلي اشجارا اخرى!‏

٢٢ كيف تعبِّر الهاوية بأسلوب شعري عن تأثرها بسقوط السلالة البابلية؟‏

٢٢ وسقوط بابل يثير دهشة كبيرة حتى ان المدفن يتفاعل مع الامر:‏ ‏«الهاوية من اسفل مهتزة لكَ لاستقبال قدومك منهضة لك الاخيلة جميع عظماء الارض.‏ اقامت كل ملوك الامم عن كراسيهم.‏ كلهم يجيبون ويقولون لك أأنت ايضا قد ضعفت نظيرنا وصرت مثلنا.‏ أُهبِطَ الى الهاوية فخرك رنة اعوادك.‏ تحتك تُفرَش الرِّمَّة ‏[‏‏«اليرقان»،‏ ع‌ج‏] وغطاؤك الدود».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏​٩‏-‏١١‏)‏ يا لها من صورة شعرية بليغة!‏ فالامر كما لو ان المدفن العام للجنس البشري يوقظ كل الملوك الذين ماتوا قبل السلالة البابلية لكي يستقبلوا الوافد الجديد.‏ وهم يستهزئون بالسلطة البابلية الحاكمة التي صارت الآن عاجزة تستلقي على فراش من اليرقان لا على اريكة باهظة الثمن،‏ ويغطيها الدود لا المنسوجات الغالية.‏

‏«كجثة مدوسة»‏

٢٣،‏ ٢٤ اية عجرفة فائقة يعرب عنها ملوك بابل؟‏

٢٣ يتابع اشعيا المَثَل قائلا:‏ ‏«كيف سقطتِ من السماء يا زُهَرة بنتَ الصبح.‏ كيف قُطعتَ الى الارض يا قاهر الامم».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏١٢‏)‏ ان الكبرياء الانانية تدفع ملوك بابل الى ترفيع انفسهم فوق مَن حولهم.‏ فكالنجم الذي يتألق في سماء الصباح الباكر،‏ يستخدمون نفوذهم وسلطتهم بطريقة متعجرفة.‏ واحد اسباب تفاخرهم هو احتلال نبوخذنصر لأورشليم،‏ الامر الذي عجزت اشور عنه.‏ ويصوِّر المَثَل السلالة البابلية المتكبِّرة وهي تقول:‏ ‏«أصعد الى السموات أرفع كرسيِّي فوق كواكب ‏[‏‏«نجوم»،‏ ع‌ج‏] اللّٰه وأجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال.‏ أصعد فوق مرتفعات السحاب.‏ أصير مثل العلي».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏​١٣‏،‏ ١٤‏)‏ فهل من كلام شائن اكثر من هذا؟‏

٢٤ يشبَّه ملوك سلالة داود الملكية في الكتاب المقدس بالنجوم.‏ (‏عدد ٢٤:‏​١٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ ومن مُلك داود فصاعدا،‏ حكمت هذه ‹النجوم› من جبل صهيون.‏ وبعدما بنى سليمان الهيكل في اورشليم،‏ صار الاسم صهيون ينطبق على كل المدينة.‏ وحسب عهد الشريعة،‏ لزم ان يسافر كل الذكور الاسرائيليين الى صهيون ثلاث مرات في السنة.‏ وهكذا صارت «جبل الاجتماع».‏ ونبوخذنصر،‏ بتصميمه على إخضاع ملوك يهوذا ثم إزاحتهم من هذا الجبل،‏ يُظهر ان في نيّته وضع نفسه فوق هذه ‹النجوم›.‏ وعوض ان ينسب الى يهوه الفضل في انتصاره عليهم،‏ يضع نفسه بتعجرف مكان يهوه.‏

٢٥،‏ ٢٦ كيف تلاقي السلالة البابلية نهاية مخزية؟‏

٢٥ يا للوضع المغاير الذي ينتظر السلالة البابلية المتكبرة!‏ فبابل لن ترتفع ابدا فوق نجوم اللّٰه،‏ بل كما يقول يهوه:‏ ‏«انحدرتَ الى الهاوية الى اسافل الجب.‏ الذين يرونك يتطلعون اليك يتأملون فيك.‏ أهذا هو الرجل الذي زلزل الارض وزعزع الممالك الذي جعل العالم كقفر وهدم مدنه الذي لم يطلق اسراه الى بيوتهم».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏​١٥‏-‏١٧‏)‏ فستنحدر السلالة الطموحة الى هادِس (‏شيول)‏،‏ كأيّ انسان آخر.‏

٢٦ فما هو مصير السلطة التي غزت ممالك ودمرت اراضي وقلبت مدنا بلا عدد؟‏ ما هو مصير الدولة العالمية التي اخذت اسرى ولم تسمح لهم قط بالعودة الى موطنهم؟‏ لن يُجرى للسلالة البابلية حتى دفن لائق!‏ يقول يهوه:‏ ‏«كل ملوك الامم بأجمعهم اضطجعوا بالكرامة كل واحد في بيته.‏ وأما انت فقد طُرحت من قبرك كغصن اشنع كلباس القتلى المضروبين بالسيف الهابطين الى حجارة الجب كجثة مدوسة.‏ لا تتحد بهم في القبر لأنك اخربت ارضك قتلت شعبك.‏ لا يسمى الى الابد نسل فاعلي الشر».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏​١٨-‏٢٠‏)‏ في العالم القديم،‏ كان من العار ان يُحرم الملك دفنا لائقا.‏ فماذا عن سلالة بابل الملكية؟‏ صحيح ان الملوك كأفراد يُدفنون بشكل مكرَّم على الارجح،‏ لكنَّ سلالة الملوك الامبراطورية التي تحدَّرت من نبوخذنصر تُطرح «كغصن اشنع».‏ فكما لو ان السلالة تُلقى في قبر لا علامة لوجوده،‏ كمجرد جندي من المشاة قُتل في المعركة.‏ فيا له من إذلال!‏

٢٧ بأية طريقة تعاني اجيال البابليين المستقبلية الامرَّين بسبب اثم آبائهم؟‏

٢٧ ينتهي المَثَل بهذه الاوامر الختامية الموجَّهة الى الغزاة الماديين والفرس:‏ ‏«هيئوا لبنيه قتلا بإثم آبائهم فلا يقوموا ولا يرثوا الارض ولا يملأوا وجه العالم مدنا».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏٢١‏)‏ فسقوط بابل سيدوم الى الابد،‏ وستُقتلع السلالة البابلية،‏ ولن تشهد ايّ انبعاث.‏ وهكذا ستعاني اجيال البابليين المستقبلية الامرَّين بسبب «اثم آبائهم».‏

٢٨ ماذا كان اصل خطية ملوك بابل،‏ وماذا نتعلم من ذلك؟‏

٢٨ ان الدينونة التي أُعلنت ضد السلالة البابلية هي درس قيِّم لنا.‏ فأصل خطية ملوك بابل كان طموحهم الذي لا يُشبَع.‏ (‏دانيال ٥:‏٢٣‏)‏ وكانت قلوبهم متعطشة الى السلطة.‏ فقد ارادوا ان يسيطروا على الآخرين.‏ (‏اشعياء ٤٧:‏​٥،‏ ٦‏)‏ وتاقوا بشدة الى نيل المجد من الناس،‏ الامر الذي هو من حق اللّٰه.‏ (‏كشف ٤:‏١١‏)‏ وهذا تحذير لأيّ شخص في مركز سلطة —‏ حتى في الجماعة المسيحية.‏ فالطموح والكبرياء الانانية صفتان لا يحتملهما يهوه،‏ سواء عند الافراد او عند الامم.‏

٢٩ لأيّ شيء كان طموح وكبرياء الحكام البابليين انعكاسا؟‏

٢٩ كانت كبرياء الحكام البابليين انعكاسا لروح «اله نظام الاشياء هذا»،‏ الشيطان ابليس.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ فهو ايضا يتوق الى السلطة ويريد ان يضع نفسه فوق يهوه اللّٰه.‏ وكما في حالة ملك بابل والناس الذين اخضعهم،‏ ادى الطموح الشرير لدى الشيطان الى معاناة الجنس البشري البؤس والالم.‏

٣٠ اية بابل اخرى مذكورة في الكتاب المقدس،‏ وأية روح تعرب عنها؟‏

٣٠ وبالاضافة الى ذلك،‏ نقرأ في سفر الكشف عن بابل اخرى:‏ «بابل العظيمة».‏ (‏كشف ١٨:‏٢‏)‏ فهذه الهيئة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل،‏ اعربت ايضا عن روح متكبرة وظالمة ووحشية.‏ لذلك يجب ان تواجه هي ايضا ‹يوما للرب› وتُدمَّر في وقت اللّٰه المعين.‏ (‏اشعياء ١٣:‏٦‏)‏ ومنذ سنة ١٩١٩ تتردد الرسالة حول الارض:‏ «سقطت بابل العظيمة»!‏ (‏كشف ١٤:‏٨‏)‏ فقد سقطت عندما عجزت عن إبقاء شعب اللّٰه في الاسر.‏ وستُدمَّر قريبا دمارا شاملا.‏ لقد امر يهوه بشأن بابل القديمة:‏ «كافئوها نظير عملها.‏ افعلوا بها حسب كل ما فعلت.‏ لأنها بغت على الرب على قدوس اسرائيل».‏ (‏ارميا ٥٠:‏٢٩؛‏ يعقوب ٢:‏١٣‏)‏ وستنال بابل العظيمة دينونة مماثلة.‏

٣١ ماذا سيحلّ قريبا ببابل العظيمة؟‏

٣١ وهكذا لا تنطبق كلمات يهوه الاخيرة في هذه النبوة من سفر اشعياء على بابل القديمة فقط،‏ بل ايضا على بابل العظيمة:‏ ‏«أقوم عليهم .‏ .‏ .‏ وأقطع من بابل اسما وبقية ونسلا وذرية .‏ .‏ .‏ وأجعلها ميراثا للقنفذ وآجام مياه وأكنِّسها بمكنسة الهلاك».‏ ‏(‏اشعياء ١٤:‏​٢٢،‏ ٢٣‏)‏ تُظهر الخرائب المقفرة لبابل القديمة ما سيفعله يهوه قريبا ببابل العظيمة.‏ فيا لها من تعزية لمحبي العبادة الحقة!‏ ويا له من تشجيع لنا ان لا نسمح ابدا للصفات الشيطانية كالكبرياء او العجرفة او الوحشية بأن تنمو فينا!‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 10‏ لا يذكر اشعيا سوى الماديين بالاسم،‏ لكنَّ عددا من الامم سيتحالف ضد بابل —‏ مادي،‏ فارس،‏ عيلام،‏ وأمم صغيرة اخرى.‏ (‏ارميا ٥٠:‏٩؛‏ ٥١:‏​٢٤،‏ ٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وتشير الامم المجاورة الى الماديين والفرس على السواء بكلمة «مادي».‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانت مادي في ايام اشعيا الدولة الابرز.‏ ولم تبرز فارس إلا تحت حكم كورش.‏

^ ‎الفقرة 12‏ ولكن يبدو ان الماديين والفرس صاروا لاحقا يهتمون كثيرا بالرفاهية.‏ —‏ استير ١:‏​١-‏٧ .‏

^ ‎الفقرة 17‏ مثلا،‏ عُيِّن دانيال وزيرا في بابل في ايام الماديين والفرس.‏ وبعد ٦٠ سنة تقريبا،‏ صارت استير مليكة الملك الفارسي احشويروش،‏ ومردخاي الوزير الاكبر للامبراطورية الفارسية بكاملها.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٧٨]‏

ستصير بابل بعد سقوطها مأوى للمخلوقات الصحراوية

‏[الصور في الصفحة ١٨٦]‏

ستصير بابل العظيمة،‏ شأنها في ذلك شأن بابل القديمة،‏ كومة من الخرائب