الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«ابتهجوا الى الابد في ما انا خالق»‏

‏«ابتهجوا الى الابد في ما انا خالق»‏

الفصل السادس والعشرون

‏«ابتهجوا الى الابد في ما انا خالق»‏

اشعياء ٦٥:‏​١-‏٢٥

١ اية كلمات مطَمئِنة كتبها الرسول بطرس،‏ وأيّ سؤال ينشأ؟‏

هل سنشهد يوما ما نهاية للآلام والمظالم؟‏ قبل اكثر من ٩٠٠‏,١ سنة،‏ كتب الرسول بطرس هذه الكلمات المطَمئِنة:‏ «ننتظر بحسب وعد [اللّٰه] سموات جديدة وأرضا جديدة،‏ فيها يسكن البر».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ وقد تطلَّع بطرس،‏ هو وكثيرون من خدام اللّٰه الامناء عبر العصور،‏ الى اليوم العظيم الذي فيه يزول الظلم والعنف والتعدّي على الشريعة ويسود البر.‏ فهل يمكننا ان نقول بكل ثقة ان هذا الوعد سيتم؟‏

٢ ايّ نبي تحدث قبلا عن ‹سموات جديدة وأرض جديدة›،‏ وما هي اتمامات هذه النبوة القديمة؟‏

٢ طبعا،‏ يمكننا ذلك!‏ فعندما تحدث بطرس عن ‹سموات جديدة وأرض جديدة›،‏ لم يأتِ بشيء جديد.‏ فقبل ذلك بنحو ٨٠٠ سنة،‏ تفوَّه يهوه بواسطة النبي اشعيا بكلمات مماثلة.‏ كان لهذا الوعد الابكر اتمام على نطاق مصغر سنة ٥٣٧ ق‌م حين أُطلق اليهود من الاسر البابلي وعادوا الى ارضهم.‏ ولكن لنبوة اشعيا اتمام عظيم اليوم،‏ ونحن نتطلع ايضا الى اتمام مثير اكثر في عالم اللّٰه الجديد المقبل.‏ والنبوة المبهجة التي ذكرها اشعيا تزود لمحة عن البركات التي يخبئها اللّٰه للذين يحبونه.‏

يهوه يناشد ‹شعبا متمردا›‏

٣ ايّ سؤال نجد جوابا عنه في اشعياء الاصحاح ٦٥‏؟‏

٣ تذكروا ان اشعياء ٦٣:‏١٥–‏٦٤:‏١٢ تتضمن صلاة اشعيا النبوية نيابة عن اليهود المسبيين في بابل.‏ وتوضح كلمات اشعيا ان كثيرين من اليهود لا يعبدون يهوه من كل النفس،‏ لكنَّ البعض تابوا ورجعوا اليه.‏ فهل يردّ يهوه الآن الامة من اجل تلك البقية النادمة؟‏ نجد الجواب في اشعياء الاصحاح ٦٥ .‏ ولكن قبل التفوُّه بالوعد المتعلق بإنقاذ القليلين الامناء،‏ يصف يهوه الدينونة التي تنتظر الكثيرين المجرَّدين من الايمان.‏

٤ (‏أ)‏ مَن سيطلب يهوه،‏ بالتباين مع شعبه العاصي؟‏ (‏ب)‏ كيف طبَّق الرسول بولس اشعياء ٦٥:‏١،‏ ٢‏؟‏

٤ لقد احتمل يهوه تمرد شعبه المستمر.‏ ولكن سيأتي الوقت الذي يتركهم فيه ليد اعدائهم ويجلب بلطفه آخرين الى رضاه.‏ يقول يهوه بواسطة اشعيا:‏ ‏«اصغيتُ الى الذين لم يسألوا.‏ وُجدت من الذين لم يطلبوني.‏ قلت هأنذا هأنذا لأمة لم تُسَمَّ باسمي».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏١‏)‏ انه لَأمر مؤسف ان يقال هذا عن شعب عهد يهوه:‏ ان افرادا من الامم سيأتون الى يهوه أما يهوذا المتمردة —‏ كأمة —‏ فسترفض فعل ذلك.‏ وليس اشعيا النبيَّ الوحيد الذي ينبئ بأن اللّٰه سيختار في النهاية شعبا لم يُعرف من قبل.‏ (‏هوشع ١:‏١٠؛‏ ٢:‏٢٣‏)‏ وقد اقتبس الرسول بولس كلمات اشعياء ٦٥:‏١،‏ ٢ من الترجمة السبعينية ليثبت ان اناسا من الامم ينالون «البر الذي يأتي من الإيمان» فيما يرفض اليهود الطبيعيون ذلك.‏ —‏ روما ٩:‏٣٠؛‏ ١٠:‏٢٠،‏ ٢١ .‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ عن اية رغبة شديدة عبَّر يهوه،‏ ولكن كيف تجاوب شعبه؟‏ (‏ب)‏ ماذا نتعلم من تعاملات يهوه مع يهوذا؟‏

٥ يوضح يهوه لماذا سيسمح بأن تحلّ الكارثة على شعبه:‏ ‏«بسطت يديَّ طول النهار الى شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء افكاره».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏٢‏)‏ يشير بسط اليدين الى دعوة او مناشدة.‏ وقد بسط يهوه يديه،‏ لا وقتا قصيرا،‏ بل طول النهار.‏ فهو يريد من كل قلبه ان ترجع يهوذا اليه.‏ لكنَّ هذا الشعب المتمرد لا يتجاوب.‏

٦ يا للدرس المؤثر الذي نتعلمه من كلمات يهوه!‏ فهو يريد ان نقترب اليه لأنه اله محب.‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ وتُظهر هذه الكلمات ايضا ان يهوه متواضع.‏ (‏مزمور ١١٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وما زال باسطا يديه،‏ مجازيا،‏ مناشدا شعبه ان يرجعوا رغم ان تمردهم ‹احزنه›.‏ (‏مزمور ٧٨:‏٤٠،‏ ٤١‏)‏ ولا يتركهم ليد اعدائهم الا بعدما استمر يناشدهم قرونا عديدة.‏ حتى عندما يتركهم،‏ لا يغلق الباب امام الافراد المتواضعين منهم.‏

٧،‏ ٨ بأية طرائق اغاظ يهوهَ شعبُه المتمرد؟‏

٧ اثار اليهود المتمردون غضب يهوه مرارا بسلوكهم المخزي.‏ ويصف يهوه اعمالهم الشائنة قائلا:‏ ‏«شعب يغيظني بوجهي دائما يذبح في الجنات ويبخِّر على الآجر.‏ يجلس في القبور ويبيت في المدافن يأكل لحم الخنزير وفي آنيته مرق لحوم نجسة.‏ يقول قف عندك.‏ لا تدنُ مني لأني اقدس منك.‏ هؤلاء دخان في انفي نار متقدة كل النهار».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏​٣‏-‏٥‏)‏ هؤلاء الاشخاص المدَّعون التقوى يغيظون يهوه ‹بوجهه› —‏ كلمة يمكن ان تتضمن معنى الوقاحة وعدم الاحترام.‏ حتى انهم لا يحاولون إخفاء اعمالهم الكريهة.‏ أليس من الشائن خصوصا ارتكاب الخطايا في حضور الكائن الذي ينبغي ان يكرَّم ويطاع؟‏

٨ هؤلاء الخطاة ذوو البر الذاتي يقولون لليهود الآخرين:‏ ‹لا تدنوا مني،‏ لأني اقدس منكم›.‏ يا للرياء!‏ فهؤلاء «الاتقياء» يقدمون الذبائح ويحرقون البخور امام آلهة باطلة،‏ الامر الذي تدينه شريعة اللّٰه.‏ (‏خروج ٢٠:‏​٢-‏٦‏)‏ وهم يجلسون في المدافن،‏ الامر الذي ينجّسهم حسب الناموس.‏ (‏عدد ١٩:‏​١٤-‏١٦‏)‏ ويأكلون لحم حيوان نجس:‏ الخنزير.‏ * (‏لاويين ١١:‏٧‏)‏ ومع ذلك تجعلهم نشاطاتهم الدينية يشعرون بأنهم اقدس من اليهود الآخرين،‏ ولا يريدون ان يقترب منهم احد لكي لا يتقدَّس،‏ اذا جاز التعبير،‏ او يصير طاهرا بمجرد مرافقتهم.‏ لكنَّ اللّٰه،‏ الذي يتطلب «التعبد المطلق»،‏ لا ينظر ابدا الى الامور بهذا الشكل!‏ —‏ تثنية ٤:‏٢٤‏،‏ ع‌ج.‏

٩ كيف ينظر يهوه الى الخطاة ذوي البر الذاتي؟‏

٩ لا يعتبر يهوه ذوي البر الذاتي هؤلاء مقدَّسين،‏ بل يقول:‏ «هؤلاء دخان في انفي».‏ ان الكلمة العبرانية التي تقابل «انف» او «منخر» تُستعمل غالبا بشكل مجازي للاشارة الى الغضب.‏ ويرتبط الدخان ايضا باحتدام غضب يهوه.‏ (‏تثنية ٢٩:‏٢٠‏)‏ فالصنمية المثيرة للاشمئزاز التي وقع فيها شعب يهوه تثير غضبه الى اقصى حد.‏

١٠ كيف سيجازي يهوه سكان يهوذا على خطاياهم؟‏

١٠ تحقيقا للعدالة،‏ لا يمكن ان يترك يهوه هؤلاء الخطاة العمديين بلا عقاب.‏ يكتب اشعيا:‏ ‏«ها قد كُتب امامي.‏ لا اسكت بل اجازي.‏ اجازي في حضنهم.‏ آثامكم وآثام آبائكم معا قال الرب الذين بخَّروا على الجبال وعيَّروني على الآكام فأكيل عملهم الاول في حضنهم».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ لقد عيَّر هؤلاء اليهود يهوه بانغماسهم في العبادة الباطلة.‏ وجعلوا عبادة الاله الحقيقي تبدو كما لو انها ليست افضل من عبادة آلهة الامم حولهم.‏ وبسبب ‹آثامهم›،‏ التي تشمل الصنمية والارواحية،‏ سيجازيهم يهوه «في حضنهم».‏ كما يَظهر،‏ تشير كلمة «حضن»،‏ او حِجر،‏ الى طيّة متجمِّعة في اللباس الفوقاني تشكّل جَيبا يمكن ان يُفرِغ فيه الباعة كيلًا من المحصول.‏ (‏لوقا ٦:‏٣٨‏)‏ ان معنى ذلك واضح بالنسبة الى اليهود المرتدّين:‏ سيكيل يهوه ‹مجازاتهم›،‏ او عقابهم.‏ فسيحرص اله العدل ان ينالوا جزاءهم.‏ (‏مزمور ٧٩:‏١٢؛‏ ارميا ٣٢:‏١٨‏)‏ وبما ان يهوه لا يتغير،‏ يمكن ان نكون على ثقة من انه سيكيل،‏ في وقته المعين،‏ جزاء مماثلا ضد نظام الاشياء الشرير هذا.‏ —‏ ملاخي ٣:‏٦ .‏

‏«‏لأجل عبيدي»‏

١١ كيف يشير يهوه الى انه سينقذ بقية امينة؟‏

١١ هل سيرحم يهوه الاشخاص الامناء بين شعبه؟‏ يوضح اشعيا:‏ ‏«هكذا قال الرب.‏ كما ان السلاف ‏[‏‏«الخمرة»،‏ جد‏] يوجد في العنقود فيقول قائل لا تهلكه لأن فيه بركة.‏ هكذا اعمل لأجل عبيدي حتى لا اهلك الكل.‏ بل أُخرج من يعقوب نسلا ومن يهوذا وارثا لجبالي فيرثها مختاريَّ وتسكن عبيدي هناك».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ عندما يشبِّه يهوه شعبه بعنقود عنب،‏ يستخدم تشبيها يمكنهم فهمه بسهولة.‏ فالعنب وافر في الارض،‏ والخمر المستخرجة من العنب بركة للانسان.‏ (‏مزمور ١٠٤:‏١٥‏)‏ ربما يصف هذا التشبيه عنقود عنب بعض الحبّات فيه جيدة ولكن ليس كلها.‏ او ربما تشير الفكرة الى عنقود واحد جيد،‏ فيما العناقيد الاخرى رديئة او لم تنضج بعد.‏ في كلتا الحالتين،‏ لن يتلف الكرّام العنب الجيد.‏ وهكذا يطَمئِن يهوه شعبه انه لن يدمر الامة دمارا كليا بل سيبقي على بقية امينة.‏ ويذكر ان هذه البقية ذات الحظوة ستملك ‹جباله›،‏ اي اورشليم وأرض يهوذا،‏ هذه المنطقة الكثيرة المرتفعات التي يعتبرها يهوه له.‏

١٢ اية بركات تنتظر البقية الامينة؟‏

١٢ وأية بركات تنتظر هذه البقية الامينة؟‏ يوضح يهوه:‏ ‏«يكون شارون مرعى غنم ووادي عخور مربض بقر لشعبي الذين طلبوني».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏١٠‏)‏ تلعب الماشية دورا هاما في حياة يهود كثيرين،‏ وفي زمن السلم تساهم وفرة المراعي في خلق جو من الازدهار.‏ يشير يهوه الى موقعين في طرفَين من اطراف تلك البلاد ليصوِّر فكرة السلام والازدهار.‏ فإلى الغرب يقع سهل شارون،‏ المعروف بجماله وخصبه والممتد على طول ساحل البحر المتوسط.‏ أما وادي عخور فيشكّل جزءا من الحدود الشمالية الشرقية للارض.‏ (‏يشوع ١٥:‏٧‏)‏ وخلال السبي المقبل ستقفر هاتان المنطقتان،‏ شأنهما في ذلك شأن باقي الارض.‏ لكنَّ يهوه يعد بأنهما ستصيران بعد السبي مراعي رائعة لقطعان البقية العائدة.‏ —‏ اشعياء ٣٥:‏٢؛‏ هوشع ٢:‏١٥ .‏

الوثوق ‹بإله الحظ السعيد›‏

١٣،‏ ١٤ اية ممارسات تُظهر ان شعب اللّٰه تركوه،‏ وماذا سيحل بهم نتيجة ذلك؟‏

١٣ تتناول نبوة اشعيا الآن الاشخاص الذين تركوا يهوه واستمروا في ممارسة الصنمية.‏ تقول النبوة:‏ ‏«انتم الذين تركوا الرب ونسوا جبل قدسي ورتبوا للسعد الاكبر ‏[‏‏«اله الحظ السعيد»،‏ ع‌ج‏] مائدة وملأوا للسعد الاصغر ‏[‏‏«اله النصيب»،‏ ع‌ج‏] خمرا ممزوجة».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏١١‏)‏ ان اليهود المرتدّين،‏ بترتيبهم مائدة من الطعام والشراب امام «اله الحظ السعيد» و «اله النصيب»،‏ سقطوا في فخ الممارسات الصنمية للامم الوثنية.‏ * فماذا سيحل بكل مَن يثق بسذاجة بهذه الآلهة؟‏

١٤ يحذر يهوه هؤلاء بشكل مباشر قائلا:‏ ‏«اعيِّنكم للسيف ‏[‏‏«اجعل السيف نصيبكم»،‏ ع‌ج‏] وتجثون كلكم للذبح لأني دعوت فلم تجيبوا.‏ تكلمت فلم تسمعوا بل عملتم الشر في عينيَّ واخترتم ما لم اسر به».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏١٢‏)‏ يقول يهوه،‏ بتلاعب لفظي باسم اله النصيب باللغة العبرانية في الاصل،‏ ان الذين يعبدون هذا الاله الباطل ‹نصيبهم السيف›،‏ اي الهلاك.‏ ويهوه،‏ من خلال انبيائه،‏ دعا هؤلاء الاشخاص مرارا الى التوبة،‏ لكنهم تجاهلوه واختاروا بعناد ما يعرفون انه شر في عينيه.‏ فيا لهذا الازدراء باللّٰه!‏ وإتماما لتحذير اللّٰه،‏ ستعاني الامة كارثة عظيمة سنة ٦٠٧ ق‌م حين يسمح يهوه للبابليين بتدمير اورشليم وهيكلها.‏ وفي ذلك الوقت لن يحمي «اله الحظ السعيد» أتباعه في يهوذا وأورشليم.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٧ .‏

١٥ بأية طريقة ينتبه المسيحيون الحقيقيون اليوم للتحذير المسجل في اشعياء ٦٥:‏١١،‏ ١٢‏؟‏

١٥ واليوم ينتبه المسيحيون الحقيقيون للتحذير المسجل في اشعياء ٦٥:‏١١،‏ ١٢ .‏ فهم لا يؤمنون بـ‍ «الحظ السعيد»،‏ كما لو انه قوة فوق الطبيعة البشرية قادرة على منح النِّعَم.‏ ويتجنبون كل اشكال المقامرة،‏ رافضين تبديد ممتلكاتهم المادية لإرضاء «اله الحظ السعيد».‏ وهم مقتنعون بأن الذين يقفون حياتهم على خدمة هذا الاله سيخسرون في النهاية كل شيء،‏ لأن يهوه يقول لهؤلاء:‏ «اجعل السيف نصيبكم».‏

‏«هوذا عبيدي يفرحون»‏

١٦ بأية طرائق سيبارك يهوه خدامه الامناء،‏ ولكن ماذا سيحل بالذين تركوه؟‏

١٦ تتابع النبوة توبيخ تاركي يهوه بإجراء مقارنة بين ما ينتظر الذين يعبدون اللّٰه بإخلاص وما ينتظر الذين يعبدونه برياء:‏ ‏«هكذا قال السيد الرب.‏ هوذا عبيدي يأكلون وأنتم تجوعون.‏ هوذا عبيدي يشربون وأنتم تعطشون.‏ هوذا عبيدي يفرحون وأنتم تخزون.‏ هوذا عبيدي يترنمون من طيبة القلب وأنتم تصرخون من كآبة القلب ومن انكسار الروح تولولون».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ سيبارك يهوه خدامه الامناء.‏ وبقلوب مفعمة بالفرح،‏ سيندفعون الى الترنيم.‏ تشير كلمات الاكل والشرب والفرح الى ان يهوه سيشبع حاجات عبّاده بوفرة.‏ أما الذين اختاروا ترك يهوه فسيجوعون ويعطشون روحيا.‏ ولن تُشبَع حاجاتهم اطلاقا،‏ بل سيصرخون ويولولون بسبب الكرب والشدة اللذين سيحلان بهم.‏

١٧ لماذا يملك شعب اللّٰه اليوم سببا وجيها للترنم؟‏

١٧ تصف كلمات يهوه جيدا الحالة الروحية التي يعانيها اليوم مَن يكتفون بالادعاء انهم يخدمون اللّٰه.‏ فالعالم المسيحي،‏ بملايين أتباعه،‏ يعاني انكسارا روحيا،‏ فيما عبّاد يهوه يترنمون.‏ ولديهم سبب وجيه ليفرحوا.‏ فهم يأكلون روحيا حتى الشبع.‏ ويهوه يزوّدهم بوفرة من الطعام الروحي من خلال المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس والتجمعات المسيحية.‏ نعم،‏ ان الحقائق البناءة والوعود المعزية في كلمة اللّٰه تعطينا ‹قلبا طيبا›!‏

١٨ ماذا سيبقى من الذين تركوا يهوه،‏ وإلى ماذا يمكن ان يشير استعمال اسمهم في اللعن؟‏

١٨ يتابع يهوه كلامه الى الذين تركوه قائلا:‏ ‏«تُخلِفون اسمكم لعنة لمختاريَّ فيميتك السيد الرب ويسمي عبيده اسما آخر.‏ فالذي يتبرك في الارض يتبرك بإله الحق والذي يحلف في الارض يحلف بإله الحق لأن الضيقات الاولى قد نسيت ولأنها استترت عن عينيَّ».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فكل ما سيبقى من الذين تركوا يهوه هو اسمهم،‏ وهذا الاسم لن يُستعمل الا للَّعن.‏ وربما يعني ذلك ان الذين يريدون ان يُلزموا انفسهم بشيء بواسطة قسم،‏ سيقولون:‏ ‹اذا لم أفِ بهذا الوعد،‏ فليحل علي العقاب الذي حل بأولئك المرتدّين›.‏ وربما يعني ايضا ان اسمهم سيُستعمل كرمز الى معاقبة اللّٰه للاشرار،‏ كما هي الحال مع الاسمين سدوم وعمورة.‏

١٩ بأيّ معنى سيسمّى عبيد اللّٰه اسما آخر،‏ ولماذا ستكون عندهم ثقة بإله الامانة؟‏ (‏انظروا الحاشية ايضا.‏)‏

١٩ كم سيكون الامر مختلفا بالنسبة الى عبيد اللّٰه!‏ فهؤلاء سيسمَّون اسما آخر.‏ ويشير ذلك الى حالة البركة والكرامة التي سيتمتعون بها في موطنهم.‏ ولن يطلب هؤلاء البركة من ايّ اله باطل او يحلفوا بأيّ صنم عديم الحياة.‏ بل عندما يتبركون او يحلفون،‏ سيكون ذلك باسم اله الامانة.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏١٦‏،‏ حاشية ع‌ج ‏[بالانكليزية])‏ وسيكون عند سكان الارض سبب وجيه للثقة كاملا باللّٰه،‏ لأنه يصدُق في وعوده.‏ * وحين ينعم اليهود بالامان في ارضهم،‏ سينسون تلك الضيقات الاولى.‏

‏«هأنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة»‏

٢٠ كيف تم وعد يهوه ‹بسموات جديدة وأرض جديدة› سنة ٥٣٧ ق‌م؟‏

٢٠ يتوسع يهوه الآن في وعده بتجديد الاوضاع بالنسبة الى بقية تائبة بعد عودتهم من السبي في بابل.‏ يقول يهوه بواسطة اشعيا:‏ ‏«هأنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة فلا تُذكر الاولى ولا تخطر على بال».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏١٧‏)‏ ووعْد يهوه بالرد سيتم حتما حتى انه يتحدث عن الرد المستقبلي كما لو انه يحدث الآن.‏ تمت هذه النبوة اولا سنة ٥٣٧ ق‌م حين رُدَّت البقية اليهودية الى اورشليم.‏ فممَّ تألفت ‹السموات الجديدة› في ذلك الوقت؟‏ لقد كانت ولايةَ زربابل المدعومة من رئيس الكهنة يشوع (‏يهوشع)‏ والتي كان مركزها اورشليم.‏ وشكلت البقية المستردة «ارضا جديدة»،‏ مجتمعا مطهرا خضع لهذا الحكم وساهم في اعادة تأسيس العبادة النقية في الارض.‏ (‏عزرا ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ وفرحُ هذا الرد حجب كل المعاناة السابقة؛‏ فالضيقات الاولى لم تكن لتخطر على بال.‏ —‏ مزمور ١٢٦:‏١،‏ ٢ .‏

٢١ اية سموات جديدة ظهرت سنة ١٩١٤؟‏

٢١ ولكن تذكروا ان بطرس ردد كلمات نبوة اشعيا وأظهر ان هنالك اتماما مستقبليا.‏ كتب الرسول:‏ «ننتظر بحسب وعده سموات جديدة وأرضا جديدة،‏ فيها يسكن البر».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ في سنة ١٩١٤،‏ ظهرت السموات الجديدة التي طال انتظارها.‏ والملكوت المسيَّاني الذي وُلد في تلك السنة يحكم من السماء عينها،‏ وقد اعطاه يهوه سلطانا على كل الارض.‏ (‏مزمور ٢:‏​٦-‏٨‏)‏ وحكومة الملكوت هذه،‏ برئاسة المسيح والحكام المعاونين الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤،‏ هي السموات الجديدة.‏ —‏ كشف ١٤:‏١ .‏

٢٢ ممَّن ستتألف الارض الجديدة،‏ وكيف يتهيأ اناس اليوم ليصيروا نواة هذا الترتيب؟‏

٢٢ وماذا عن الارض الجديدة؟‏ بحسب نموذج الاتمام القديم،‏ ستتألف الارض الجديدة من اشخاص يخضعون طوعا للحكومة السماوية الجديدة.‏ حتى في ايامنا هذه يخضع ملايين الاشخاص ذوي الميل الصائب لهذه الحكومة ويجاهدون ليتبعوا شرائعها المسجلة في الكتاب المقدس.‏ ويأتي هؤلاء من جميع الجنسيات واللغات والعروق،‏ ويعملون معا في خدمة مصالح الملك المتوَّج يسوع المسيح.‏ (‏ميخا ٤:‏​١-‏٤‏)‏ وبعد انقضاء نظام الاشياء الشرير،‏ سيشكّل هذا الفريق نواة ارض جديدة ستصير في النهاية مجتمعا عالميا من البشر الاتقياء الذين يرثون الحيّز الارضي لملكوت اللّٰه.‏ —‏ متى ٢٥:‏٣٤ .‏

٢٣ اية معلومات نجدها في سفر الكشف بشأن ‹سموات جديدة وأرض جديدة›،‏ وكيف ستتم هذه النبوة؟‏

٢٣ يصف سفر الكشف رؤيا رآها الرسول يوحنا عن يوم يهوه الآتي،‏ حين يزول نظام الاشياء هذا.‏ وبعد ذلك يُلقى الشيطان في المهواة.‏ (‏كشف ١٩:‏١١–‏٢٠:‏٣‏)‏ وبعد هذا الوصف،‏ يردد يوحنا كلمات اشعيا النبوية ويكتب:‏ «رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة».‏ وتتحدث الاعداد التالية لهذه الرؤيا المجيدة عن الوقت الذي فيه سيغير يهوه اللّٰه الاحوال على هذه الارض تغييرا جذريا وإلى الافضل.‏ (‏كشف ٢١:‏١،‏ ٣-‏٥‏)‏ فمن الواضح ان الوعد في سفر اشعياء ‹بسموات جديدة وأرض جديدة› سيشهد اتماما رائعا في عالم اللّٰه الجديد!‏ وفي ظل السموات الحكومية الجديدة،‏ سيتمتع مجتمع ارضي جديد بفردوس روحي وحرفي على السواء.‏ وكم هو معزٍّ الوعد بأن الامور ‹الاولى [المرض،‏ الالم،‏ والويلات الكثيرة الاخرى التي يواجهها البشر] لا تُذكر ولا تخطر على بال›!‏ فكل ما يمكن ان نتذكره في ذلك الوقت لن يؤلمنا او يحزّ في قلبنا في ما بعد،‏ كما يثقل كاهل كثيرين اليوم.‏

٢٤ لماذا سيفرح يهوه برد اورشليم،‏ وماذا لن يُسمع في ما بعد في شوارع تلك المدينة؟‏

٢٤ تمضي نبوة اشعيا قائلة:‏ ‏«افرحوا وابتهجوا الى الابد في ما انا خالق لأني هأنذا خالق اورشليم بهجة وشعبها فرَحا.‏ فأبتهج بأورشليم وأفرح بشعبي ولا يُسمع بعد فيها صوت بكاء ولا صوت صراخ».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ لن يفرح اليهود وحدهم بردِّهم الى ارضهم،‏ بل اللّٰه نفسه سيفرح ايضا لأنه سيجعل اورشليم زينة —‏ مركز العبادة الحقة على الارض من جديد.‏ ولن يُسمع في ما بعد صوت البكاء على المصيبة،‏ ذاك الصوت الذي تردد في شوارع المدينة قبل عقود.‏

٢٥،‏ ٢٦ (‏أ)‏ كيف يجعل يهوه اورشليم «بهجة» في ايامنا؟‏ (‏ب)‏ كيف سيستخدم يهوه اورشليم الجديدة،‏ ولماذا يمكننا اليوم ان نبتهج؟‏

٢٥ واليوم ايضا يجعل يهوه اورشليم «بهجة».‏ كيف؟‏ كما سبق ان رأينا،‏ ان السموات الجديدة،‏ التي ظهرت سنة ١٩١٤،‏ ستشمل في النهاية ٠٠٠‏,١٤٤ من الكهنة المعاونين الذين سيكون لهم دور في الحكومة السماوية.‏ ويوصف هؤلاء نبويا بـ‍ «اورشليم الجديدة».‏ (‏كشف ٢١:‏٢‏)‏ وعندما يذكر يهوه:‏ «هأنذا خالق اورشليم بهجة وشعبها فرَحا»،‏ يكون لذلك علاقة بأورشليم الجديدة.‏ فسيستخدم اللّٰه اورشليم الجديدة ليغدق بركات لا تحصى على الجنس البشري الطائع.‏ ولن يُسمع في ما بعد صوت البكاء او الصراخ،‏ لأن يهوه سيلبي ‹سؤل قلبنا›.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٣،‏ ٤ .‏

٢٦ نعم،‏ هنالك اسباب كثيرة لنبتهج اليوم!‏ فقريبا سيقدّس يهوه اسمه المجيد بإهلاك كل المقاومين.‏ (‏مزمور ٨٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وعندئذ ستُحكِم السموات الجديدة السيطرة على كل شيء.‏ فما اروع هذه الاسباب لنفرح ونبتهج في ما اللّٰه خالق!‏

الوعد بمستقبل آمن

٢٧ بأية طريقة يصف اشعيا الامان الذي سينعم به اليهود العائدون في ارضهم؟‏

٢٧ في الاتمام الاول،‏ كيف ستكون الحياة،‏ بالنسبة الى اليهود العائدين،‏ في ظل السموات الجديدة؟‏ يقول يهوه:‏ ‏«لا يكون بعد هناك طفل ايام ولا شيخ لم يكمل ايامه.‏ لأن الصبي يموت ابن مئة سنة والخاطئ يُلعن ابن مئة سنة».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏٢٠‏)‏ ما اجمل هذا الوصف للامان الذي سينعم به المسبيون العائدون في ارضهم المستردة!‏ فالطفل الذي يبلغ من العمر اياما قليلة فقط لن يموت ميتة مبكّرة.‏ ولن تكون هذه الميتة ايضا من نصيب الشيخ الذي لم يشبع اياما.‏ * فكم تُطَمئن كلمات اشعيا اليهود الذين سيعودون الى يهوذا!‏ فسيسكنون آمنين في ارضهم،‏ دون ان يخشوا من هجوم للأعداء فيه يُخطَف اطفالهم او يُقتل رجالهم.‏

٢٨ ماذا نتعلم من كلمات يهوه عن الحياة في العالم الجديد في ظل ملكوته؟‏

٢٨ ماذا تخبرنا كلمات يهوه عن الحياة في العالم الجديد القادم؟‏ في ظل ملكوت اللّٰه،‏ سيكون لكل طفل امل بمستقبل آمن.‏ ولن يأخذ الموت انسانا تقيا في ريعان عمره.‏ بل سيعيش البشر الطائعون في امن وسلام،‏ مما يمكّنهم من التمتع بالحياة.‏ وماذا عن الذين يختارون التمرد على اللّٰه؟‏ سيخسر هؤلاء امتياز الحياة.‏ حتى لو كان الخاطئ المتمرد «ابن مئة سنة»،‏ فسيموت.‏ وفي هذه الحالة،‏ سيكون مجرد «صبي» مقارنةً بما كان ممكنا ان يصير:‏ رجلا يعيش حياة لا نهاية لها.‏

٢٩ (‏أ)‏ اية افراح سيتمتع بها شعب اللّٰه الطائع في ارض يهوذا المستردة؟‏ (‏ب)‏ لماذا تُعتبر الاشجار رمزا ملائما الى طول العمر؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

٢٩ يتابع يهوه وصفه للاحوال التي ستسود في ارض يهوذا المستردة:‏ ‏«يبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون اثمارها.‏ لا يبنون وآخر يسكن ولا يغرسون وآخر يأكل.‏ لأنه كأيام شجرة ايام شعبي ويستعمل مختاريَّ عمل ايديهم.‏» ‏(‏اشعياء ٦٥:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ بعد العودة الى ارض يهوذا المقفرة،‏ والخالية طبعا من البيوت والكروم،‏ سيتمتع شعب اللّٰه الطائع بفرح العيش في بيوتهم الخاصة والاكل من نتاج كرومهم الخاصة.‏ فسيبارك يهوه عملهم،‏ وستكون حياتهم مديدة —‏ كأيام شجرة —‏ يتمتعون خلالها بثمار عملهم.‏ *

٣٠ اية حالة سعيدة يتمتع بها خدام يهوه اليوم،‏ وبماذا سيتمتعون في العالم الجديد؟‏

٣٠ يحدث في ايامنا هذه اتمام لهذه النبوة.‏ فقد خرج شعب يهوه من الاسر الروحي سنة ١٩١٩ وبدأوا اعادة بناء «ارضهم»،‏ او حيّز نشاطهم وعبادتهم.‏ فبنوا الجماعات وقطفوا الثمار الروحية.‏ ونتيجةً لذلك يتمتع شعب يهوه،‏ حتى في هذا الوقت،‏ بفردوس روحي وسلام الهي.‏ ونحن على ثقة من ان هذا السلام سيستمر في الفردوس الحرفي.‏ وما سينجزه يهوه بواسطة ايدي عبّاده وقلوبهم المتجاوبة في العالم الجديد سيفوق حقا تصورنا.‏ فكم سيكون مفرحا ان تبنوا بيتكم الخاص وتسكنوا فيه!‏ وفي ظل حكم الملكوت،‏ لن تكون للعمل الممتع نهاية.‏ فكم هو جميل ان ‹تروا› دائما «خيرا» من ثمار عمل ايديكم!‏ (‏جامعة ٣:‏١٣‏)‏ وهل سيكون عندنا الوقت الكافي للتمتع بعمل ايدينا كاملا؟‏ نعم،‏ بالتأكيد!‏ فحياة البشر الامناء التي لا تنتهي ستكون «كأيام شجرة» —‏ بطول آلاف السنين وأكثر!‏

٣١،‏ ٣٢ (‏أ)‏ اية بركات سيتمتع بها المسبيون العائدون؟‏ (‏ب)‏ ايّ رجاء سينعم به البشر الامناء في العالم الجديد؟‏

٣١ يتابع يهوه وصفه البركات التي تنتظر المسبيين العائدين:‏ ‏«لا يتعبون باطلا ولا يلدون للرعب لأنهم نسل مباركي الرب وذريتهم معهم».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏٢٣‏)‏ سيبارك يهوه اليهود العائدين،‏ ولذلك لن يضيع عملهم سدى.‏ ولن ينجب الوالدون اولادا ليقاسوا موتا مبكّرا.‏ فالمسبيون سابقا لن يتمتعوا ببركات الرد وحدهم،‏ بل ستكون ذريتهم معهم.‏ وسيكون اللّٰه تواقا جدا الى تلبية حاجات شعبه حتى انه يعد:‏ ‏«يكون أني قبلما يدعون انا اجيب وفيما هم يتكلمون بعد انا اسمع».‏ —‏ اشعياء ٦٥:‏٢٤ ‏.‏

٣٢ وكيف سيتمم يهوه هذه الوعود في العالم الجديد القادم؟‏ ما علينا إلا ان ننتظر لنرى.‏ فيهوه لم يذكر كل التفاصيل،‏ ولكن بإمكاننا ان نثق بأن البشر الامناء لن ‹يتعبوا باطلا› في ما بعد.‏ والجمع الكثير الناجون من هرمجدون والاولاد الذين يمكن ان يولدوا لهم سينعمون برجاء العيش حياة هنيئة طويلة جدا —‏ حياة ابدية!‏ والذين يقامون من الموت ويختارون العيش بانسجام مع مقاييس اللّٰه سيجدون الفرح ايضا في العالم الجديد.‏ فسيسمع يهوه ويلبي حاجاتهم،‏ حتى انه سيعرف مسبقا ما هم بحاجة اليه.‏ نعم،‏ سيبسط يهوه يده ويشبع «رغبة كل مخلوق حي».‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏،‏ تف‏.‏

٣٣ عندما يعود اليهود الى ارضهم،‏ بأيّ معنى ستكون الحيوانات في سلام؟‏

٣٣ وإلى ايّ حد سينتشر السلام والامن اللذان يعد بهما اللّٰه؟‏ يختم يهوه هذا الجزء من النبوة بالقول:‏ ‏«الذئب والحمل يرعيان معا والاسد يأكل التبن كالبقر.‏ اما الحية فالتراب طعامها.‏ لا يؤذون ولا يهلكون في كل جبل قدسي قال الرب ‏[‏‏«يهوه»،‏ ع‌ج‏]‏‏».‏ ‏(‏اشعياء ٦٥:‏٢٥‏)‏ عندما تعود البقية اليهودية الامينة الى ارضهم،‏ سيصيرون تحت رعاية يهوه.‏ وسيكون كما لو ان الاسد سيأكل التبن كالبقر،‏ لأن الاسد لن يؤذي اليهود ولا حيواناتهم الداجنة.‏ وهذا الوعد اكيد،‏ لأنه يُختتم بالكلمتين:‏ ‹قال يهوه›.‏ وكلامه يتحقق دائما!‏ —‏ اشعياء ٥٥:‏١٠،‏ ١١ .‏

٣٤ ما هو الاتمام المثير لكلمات يهوه في ايامنا وفي العالم الجديد؟‏

٣٤ لكلمات يهوه اتمام مثير بين العبّاد الحقيقيين اليوم.‏ فمنذ سنة ١٩١٩،‏ يبارك اللّٰه الارض الروحية لشعبه،‏ محوِّلا اياها الى فردوس روحي.‏ والذين يأتون الى هذا الفردوس الروحي يقومون بتغييرات كبيرة في حياتهم.‏ (‏افسس ٤:‏​٢٢-‏٢٤‏)‏ فبمساعدة الروح القدس،‏ كل مَن كانت لهم شخصيات وحشية ذات مرة —‏ اذ كانوا مثلا يستغلون رفيقهم الانسان او يسيئون معاملته —‏ احرزوا تقدما في تذليل الصفات غير المرغوبة.‏ وهكذا صاروا يتمتعون بالسلام ووحدة العبادة مع رفقائهم المؤمنين.‏ والبركات التي يتمتع بها اليوم شعب يهوه في فردوسهم الروحي ستمتد الى الفردوس الحرفي،‏ حيث سيرافق السلامَ السائد بين البشر سلامٌ مع الحيوانات.‏ ويمكننا ان نثق بأن التفويض الاصلي الى الجنس البشري سيتحقق في وقت اللّٰه المعيَّن:‏ «أخضعوا [الارض] وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض».‏ —‏ تكوين ١:‏٢٨ .‏

٣٥ لماذا عندنا اسباب كثيرة ‹لنبتهج الى الابد›؟‏

٣٥ كم نحن شاكرون على وعد يهوه بخلق ‹سموات جديدة وأرض جديد›!‏ لقد شهد هذا الوعد اتماما سنة ٥٣٧ ق‌م وله اتمام آخر اليوم.‏ ويشير هذان الاتمامان الى مستقبل مجيد ينتظر البشر الطائعين.‏ ومن لطف يهوه انه اعطانا،‏ من خلال نبوة اشعيا،‏ لمحة عما يخبئه للذين يحبونه.‏ نعم،‏ هنالك اسباب كثيرة تدفعنا الى الانتباه لكلمات يهوه:‏ «ابتهجوا الى الابد في ما انا خالق».‏ —‏ اشعياء ٦٥:‏١٨ .‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 8‏ يعتقد كثيرون ان هؤلاء الخطاة كانوا في المدافن يحاولون الاتصال بالاموات.‏ وربما كان لأكلهم لحم الخنازير ارتباط بعبادة الاصنام.‏

^ ‎الفقرة 13‏ تعليقا على هذه الآية،‏ يتحدث جيروم،‏ احد تراجمة الكتاب المقدس (‏وُلد في القرن الرابع الميلادي)‏،‏ عن عادة قديمة كان عبدة الاصنام يمارسونها في آخر يوم من آخر شهر في سنتهم.‏ كتب:‏ «كانوا يرتبون مائدة مفروشة بمختلف انواع الاطعمة مع كأس مملوءة خمرا حلوة كضمان للحظ السعيد في الخصب،‏ إما من اجل السنة السابقة او من اجل السنة المقبلة».‏

^ ‎الفقرة 19‏ بحسب اشعياء ٦٥:‏١٦ في النص الماسوري العبراني،‏ يهوه هو «اله الآمين».‏ وتعني كلمة «آمين» «ليكن كذلك» او «حتما»،‏ وهي تأكيد او ضمان ان الامر صحيح او سيتحقق لا محالة.‏ ويهوه،‏ بوفائه بكل ما يعد به،‏ يُظهر ان ما يقوله هو حق.‏

^ ‎الفقرة 27‏ تُنقل اشعياء ٦٥:‏٢٠ حسب ترجمة تفسيرية‏:‏ «لا يكون فيها بعدُ طفل لا يعيش سوى ايام قلائل،‏ او شيخ لا يستوفي ايامه».‏

^ ‎الفقرة 29‏ تُعتبر الاشجار رمزا ملائما الى طول العمر،‏ لأنها بين اكثر الاشياء الحية المعروفة التي تعمِّر طويلا.‏ مثلا،‏ تستمر شجرة الزيتون في انتاج الثمار طوال مئات السنين وقد تعيش حتى ألف سنة.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٣٨٩]‏

في عالم اللّٰه الجديد،‏ سيكون عندنا متسع من الوقت للتمتع بعمل ايدينا