الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«مختاري الذي سُرَّت به نفسي»‏

‏«مختاري الذي سُرَّت به نفسي»‏

الفصل الثالث

‏«مختاري الذي سُرَّت به نفسي»‏

اشعياء ٤٢:‏​١-‏٢٥

١،‏ ٢ لماذا يهمّ المسيحيين اليوم الاصحاح ٤٢ من سفر اشعياء؟‏

‏«انتم شهودي يقول الرب وعبدي الذي اخترته».‏ (‏اشعياء ٤٣:‏١٠‏)‏ هذه الكلمات التي تفوَّه بها يهوه،‏ والتي سجَّلها النبي اشعيا في القرن الثامن قبل الميلاد،‏ تُظهر ان شعب عهد يهوه قديما كانوا امة من الشهود.‏ وكانوا عبد اللّٰه المختار.‏ وبعد نحو ٦٠٠‏,٢ سنة،‏ في عام ١٩٣١،‏ اعلن المسيحيون الممسوحون جهارا ان هذه الكلمات تنطبق عليهم.‏ فتبنَّوا الاسم شهود يهوه ووافقوا من كل قلوبهم على تحمل المسؤوليات المرتبطة بكونهم العبد الارضي للّٰه.‏

٢ يريد شهود يهوه بكل إخلاص ان يرضوا اللّٰه.‏ لهذا السبب يهمُّهم كثيرا ما يقوله الاصحاح ٤٢ من سفر اشعياء،‏ لأنه يورد وصفًا لعبد يُسَرّ به يهوه ووصفًا آخر لعبد يرفضه.‏ والتأمل في هذه النبوة وفي إتمامها يبيِّن لنا ما الذي يؤدي الى نيل رضا اللّٰه وما الذي يؤدي الى عكس ذلك.‏

‏«وضعتُ روحي عليه»‏

٣ بماذا يتنبأ يهوه من خلال اشعيا عن «عبدي»؟‏

٣ يتنبأ يهوه،‏ من خلال اشعيا،‏ بمجيء عبد يختاره هو بنفسه:‏ ‏«هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سُرَّت به نفسي.‏ وضعت روحي عليه فيُخرج الحق ‏[‏‏«العدل»،‏ ع‌ج‏] للامم.‏ لا يصيح ولا يرفع ولا يُسمِع في الشارع صوته.‏ قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ.‏ الى الامان يُخرج الحق.‏ لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق ‏[‏‏«العدل»،‏ ع‌ج‏] في الارض وتنتظر الجزائر شريعته».‏ —‏ اشعياء ٤٢:‏​١‏-‏٤‏.‏

٤ مَن هو ‹المختار› المنبأ عنه،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

٤ مَن هو العبد المشار اليه هنا؟‏ لا تُترك المسألة بلا جواب.‏ فهذه الكلمات نجدها مقتبَسة في انجيل متى،‏ وهي تُطبَّق على يسوع المسيح.‏ (‏متى ١٢:‏​١٥-‏٢١‏)‏ اذًا يسوع هو العبد الحبيب،‏ ‹المختار›.‏ ومتى وضع يهوه روحه على يسوع؟‏ في سنة ٢٩ ب‌م،‏ عند معمودية يسوع.‏ يصف السجل الملهم تلك المعمودية ويذكر انه بعد صعود يسوع من الماء،‏ «انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة،‏ وأتى صوت من السماء:‏ ‹أنت ابني الحبيب؛‏ عنك رضيت›».‏ وبهذه الطريقة حدَّد يهوه هوية عبده الحبيب.‏ وخدمة يسوع اللاحقة والعجائب التي قام بها اثبتت ان روح يهوه كان عليه فعلا.‏ —‏ لوقا ٣:‏​٢١،‏ ٢٢؛‏ ٤:‏​١٤-‏٢١؛‏ متى ٣:‏​١٦،‏ ١٧‏.‏

‏‹يُخرج العدل للامم›‏

٥ لماذا كان يلزم ان يبيَّن العدل في القرن الاول الميلادي؟‏

٥ كان على مختار يهوه ان «يُخرج»،‏ او يُبيِّن،‏ العدل الحقيقي،‏ ان «يبدي العدل للأمم».‏ (‏متى ١٢:‏١٨‏)‏ وكم كان ذلك ضروريا في القرن الاول الميلادي!‏ فقد علّم القادة الدينيون اليهود شكلا محرَّفا من العدل والبر.‏ وسعوا الى بلوغ البر باتِّباع قوانين صارمة كان الكثير منها من اختراعهم.‏ وكان عدلهم المتطرف في تطبيق الشريعة مجرَّدا من الرحمة والرأفة.‏

٦ بأية طرائق جعل يسوع العدل الحقيقي معروفا؟‏

٦ بالتباين،‏ بيَّن يسوع العدل من وجهة نظر اللّٰه.‏ فقد اظهر،‏ من خلال تعاليمه وطريقة عيشه،‏ ان العدل الحقيقي يتميَّز بالرأفة والرحمة.‏ تأملوا فقط في موعظته الشهيرة على الجبل.‏ (‏متى الاصحاحات ٥-‏٧‏)‏ فما اروع ذاك التوضيح للطريقة التي ينبغي ان يمارَس بها العدل والبر!‏ وعندما نقرأ روايات الاناجيل،‏ ألا نتأثر برأفة يسوع بالفقراء والمساكين؟‏ (‏متى ٢٠:‏٣٤؛‏ مرقس ١:‏٤١؛‏ ٦:‏٣٤؛‏ لوقا ٧:‏١٣‏)‏ كذلك حمل رسالته المعزِّية الى كثيرين ممَّن كانوا كقصب مرضوض التَوَت سُوقه من خشونة المعاملة،‏ او كانوا كفتيلة مدخنة تكاد تخمد آخر شرارة فيها.‏ لكنَّ يسوع لم يقصف «قصبة مرضوضة» ولم يطفئ «فتيلة خامدة»،‏ بل رفع بكلماته الحبية والمترئفة معنويات الاشخاص الودعاء.‏ —‏ متى ١١:‏​٢٨-‏٣٠‏.‏

٧ لماذا تقول النبوة ان يسوع ‹لا يصيح ولا يرفع صوته ولا يُسمِع في الشارع صوته›؟‏

٧ ولكن لماذا تقول النبوة ان يسوع ‹لا يصيح ولا يرفع صوته،‏ ولا يُسمِع في الشارع صوته›؟‏ لأنه لم يكن يلفت النظر الى نفسه كما فعل كثيرون في ايامه.‏ (‏متى ٦:‏٥‏)‏ فعندما شفى ابرص،‏ قال للرجل المُبرَإ:‏ «انظر ألا تقول لأحد شيئا».‏ (‏مرقس ١:‏​٤٠-‏٤٤‏)‏ فبدلا من ان يسعى الى نشر اخباره وجعل الناس يستنتجون امورا عنه على اساس المعلومات المتناقَلة،‏ كان يسوع يريد ان يميِّزوا هم بأنفسهم،‏ على اساس براهين قاطعة مباشرة،‏ انه فعلا المسيح،‏ عبد يهوه المعيَّن.‏

٨ (‏أ)‏ كيف اخرج يسوع ‹العدل للامم›؟‏ (‏ب)‏ ماذا نتعلم من مثَل يسوع عن السامري الصالح في ما يتعلق بالعدل؟‏

٨ كان هذا العبد المختار سيُخرج ‹العدل للامم›.‏ وهذا ما فعله يسوع.‏ فبالاضافة الى التشديد على الطبيعة المترئفة للعدل الالهي،‏ علّم يسوع ان هذا العدل ينبغي ان يشمل جميع الناس.‏ ففي احدى المناسبات ذكّر يسوع رجلا متضلعا من الشريعة بأنه ينبغي ان يحب اللّٰهَ وقريبَه.‏ فسأل الرجل يسوع:‏ «مَن هو قريبي؟‏».‏ وربما توقع ان يجيب يسوع:‏ «اليهودي مثلك».‏ لكنَّ يسوع اخبره مَثَل السامري الصالح.‏ في هذا المثل يساعد سامري رجلا هاجمه لصوص بعدما رفض لاوي وكاهن مساعدته.‏ فاضطر السائل الى الاعتراف انه في تلك المناسبة كان السامري البغيض هو القريب،‏ وليس اللاوي او الكاهن.‏ عندئذ اختتم يسوع مثَله بهذه النصيحة:‏ «افعل أنت هكذا».‏ —‏ لوقا ١٠:‏​٢٥-‏٣٧؛‏ لاويين ١٩:‏١٨‏.‏

‏«لا يكل ولا ينكسر»‏

٩ كيف يؤثر فينا فهم جوهر العدل الحقيقي؟‏

٩ بما ان يسوع بيَّن جوهر العدل الحقيقي،‏ تعلّم تلاميذه الاعراب عن هذه الصفة.‏ وهذا ما يجب ان نفعله نحن ايضا.‏ اولا،‏ يلزم ان نعترف بمقاييس اللّٰه المتعلقة بالخير والشر،‏ لأنه يملك الحق في تحديد ما هو عادل وبار.‏ وفيما نجاهد لفعل الامور كما يريد يهوه،‏ يكشف سلوكنا المستقيم بوضوح ما هو العدل الحقيقي.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٢‏.‏

١٠ لماذا يستلزم الاعراب عن العدل المشاركة في العمل الكرازي والتعليمي؟‏

١٠ نعرب ايضا عن العدل الحقيقي حين ننخرط باجتهاد في العمل الكرازي والتعليمي.‏ فقد اعطانا يهوه فيضا من المعرفة المنقذة للحياة عنه وعن ابنه وعن مقاصده.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ لذلك ليس من الحق او العدل ان نُبقي هذه المعرفة لأنفسنا.‏ يقول سليمان:‏ «لا تمنع الخير عن اهله حين يكون في طاقة يدك ان تفعله».‏ (‏امثال ٣:‏٢٧‏)‏ فلنخبر جميع الناس ما نعرفه عن اللّٰه من كل قلبنا،‏ بصرف النظر عن خلفيتهم العرقية او القومية.‏ —‏ اعمال ١٠:‏​٣٤،‏ ٣٥‏.‏

١١ كيف ينبغي ان نعامل الآخرين،‏ تمثُّلا بيسوع؟‏

١١ كذلك يعامل المسيحي الحقيقي الآخرين كما عاملهم يسوع.‏ فكثيرون اليوم يواجهون مشاكل مثبِّطة ويحتاجون الى الرأفة والتشجيع.‏ حتى بعض المسيحيين المنتذرين قد تسحقهم ظروفهم،‏ فيصيرون كقصب مرضوض او فتائل مدخنة.‏ أفلا يحتاج هؤلاء الى دعمنا؟‏ (‏لوقا ٢٢:‏٣٢؛‏ اعمال ١١:‏٢٣‏)‏ فكم هو منعش ان نكون جزءا من معشر المسيحيين الحقيقيين الذين يحاولون التمثل بيسوع في ممارسة العدل!‏

١٢ لماذا يمكن ان نكون على ثقة بأن العدل للجميع سيتحقق قريبا؟‏

١٢ وهل يمكن ان يتحقق العدل للجميع؟‏ طبعا،‏ يمكن ذلك.‏ فمختار يهوه ‹لا يكل ولا ينكسر حتى يضع العدل في الارض›.‏ وقريبا جدا سيُنزل الملك المتوَّج،‏ المسيح يسوع المقام،‏ «الانتقام بمَن لا يعرفون اللّٰه».‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏​٦-‏٩؛‏ كشف ١٦:‏​١٤-‏١٦‏)‏ وسيحلّ ملكوت اللّٰه محل الحكم البشري.‏ وسيكثر العدل والبر.‏ (‏امثال ٢:‏​٢١،‏ ٢٢؛‏ اشعياء ١١:‏​٣-‏٥؛‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ وخدام يهوه في كل مكان —‏ حتى في الاماكن النائية،‏ «الجزائر» —‏ ينتظرون ذلك اليوم بفارغ الصبر.‏

‏‹اجعله نورا للامم›‏

١٣ ماذا يتنبأ يهوه عن عبده المختار؟‏

١٣ يمضي اشعيا قائلا:‏ ‏«هكذا يقول اللّٰه الرب خالق السموات وناشرها باسط الارض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا».‏ ‏(‏اشعياء ٤٢:‏٥‏)‏ ما ابلغ هذا الوصف للخالق يهوه!‏ وهذا المذكّر بجبروت يهوه يقيم وزنا كبيرا لكلامه.‏ يقول يهوه:‏ ‏«انا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للامم لتفتح عيون العمي لتُخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة».‏ —‏ اشعياء ٤٢:‏​٦،‏ ٧‏.‏

١٤ (‏أ)‏ ماذا يعني ان يهوه يمسك بيد عبده الذي سُرَّ به؟‏ (‏ب)‏ ايّ دور يلعبه العبد المختار؟‏

١٤ ان خالق الكون العظيمَ،‏ معطي الحياة وداعمها،‏ يمسك بيد عبده المختار ويعد بمنحه الدعم الكامل والدائم.‏ وكم هذا مطمئن!‏ كذلك يحفظه يهوه ليجعله «عهدا للشعب».‏ والعهد هو ميثاق،‏ اتفاق،‏ تعهُّد رسمي.‏ وهو فريضة جازمة.‏ نعم،‏ جعل يهوه عبده «ضمانة للشعب».‏ —‏ ترجمة اميركية.‏

١٥،‏ ١٦ بأية طريقة كان يسوع «نورا للامم»؟‏

١٥ والعبد الموعود به،‏ بصفته «نورا للامم»،‏ يفتح «عيون العمي» ويحرِّر «الجالسين في الظلمة».‏ وهذا ما فعله يسوع.‏ فبشهادته للحق،‏ مجَّد اسمَ ابيه السماوي.‏ (‏يوحنا ١٧:‏​٤،‏ ٦‏)‏ وقد شهَّر الاباطيل الدينية،‏ كرز ببشارة الملكوت،‏ وفتح باب الحرية الروحية للواقعين في الاسر الديني.‏ (‏متى ١٥:‏​٣-‏٩؛‏ لوقا ٤:‏٤٣؛‏ يوحنا ١٨:‏٣٧‏)‏ وحذَّر من القيام بأعمال الظلمة وشهَّر الشيطان بصفته ‹ابا الكذب› و «حاكم هذا العالم».‏ —‏ يوحنا ٣:‏​١٩-‏٢١؛‏ ٨:‏٤٤؛‏ ١٦:‏١١‏.‏

١٦ وقال يسوع:‏ «أنا نور العالم».‏ (‏يوحنا ٨:‏١٢‏)‏ وقد تجلّى ذلك خصوصا عندما قدم حياته البشرية الكاملة فدية.‏ وهكذا مهَّد السبيل امام الذين يمارسون الايمان لينالوا غفران الخطايا وعلاقة مقبولة باللّٰه،‏ مع رجاء العيش الى الابد.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ ويسوع،‏ بمحافظته على التعبد الكامل للّٰه طوال حياته،‏ ايّد سلطان يهوه وأثبت ان ابليس كذاب.‏ لقد كان يسوع فعلا معطي البصر للعمي ومحرِّر المحبوسين في الظلمة الروحية.‏

١٧ بأية طرائق نكون حملة نور؟‏

١٧ قال يسوع لتلاميذه في الموعظة على الجبل:‏ «أنتم نور العالم».‏ (‏متى ٥:‏١٤‏)‏ أوَلسنا نحن ايضا حملة نور؟‏ فمن خلال طريقة عيشنا وعملنا الكرازي،‏ نملك امتياز توجيه الآخرين الى يهوه،‏ مصدر التنوُّر الحقيقي.‏ وتمثُّلا بيسوع،‏ نجعل اسم يهوه معروفا،‏ نؤيد سلطانه،‏ وننادي بأن ملكوته هو الرجاء الوحيد للجنس البشري.‏ وكحملة للنور،‏ نشهِّر ايضا الاباطيل الدينية،‏ نحذِّر من الاعمال النجسة للظلمة،‏ ونشهِّر الشرير الذي هو الشيطان.‏ —‏ اعمال ١:‏٨؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

‏«غنوا للرب اغنية جديدة»‏

١٨ ماذا يجعل يهوه شعبه يعرف؟‏

١٨ يلفت يهوه انتباهه الآن الى شعبه ويقول:‏ ‏«انا الرب ‏[‏‏«يهوه»،‏ ع‌ج‏] هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات.‏ هوذا الاوليات قد اتت والحديثات ‏[‏‏«وأخرى جديدة»،‏ تف‏] انا مخبر بها.‏ قبل ان تنبت أعلِمكم بها».‏ ‏(‏اشعياء ٤٢:‏​٨،‏ ٩‏)‏ هذه النبوة عن «عبدي» لم يتفوَّه بها ايٌّ من الآلهة العديمة القيمة،‏ بل تفوَّه بها الاله الحي الحقيقي الوحيد.‏ فكان لا بد ان تتحقق،‏ وهذا ما حدث.‏ ويهوه اللّٰه هو مبدع الاشياء الجديدة،‏ وهو يجعل شعبه يعرفها قبل وقوعها.‏ فكيف ينبغي ان نتجاوب مع ذلك؟‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ اية اغنية يجب ان تغنّى؟‏ (‏ب)‏ مَن يغنّون اليوم ترنيمة التسبيح ليهوه؟‏

١٩ يكتب اشعيا:‏ ‏«غنوا للرب اغنية جديدة تسبيحه من اقصى الارض.‏ ايها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر وسكانها.‏ لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار.‏ لتترنم سكان سالع.‏ من رؤوس الجبال ليهتفوا.‏ ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر».‏ —‏ اشعياء ٤٢:‏​١٠‏-‏١٢‏.‏

٢٠ يدعى سكان المدن،‏ والقرى في البراري،‏ والجزر،‏ حتى سكان «قيدار» او قاطنو الخيم في الصحاري —‏ اي الناس في كل مكان —‏ الى الغناء او ترنيم ترنيمة تسبيح ليهوه.‏ وكم هو مثير ان يتجاوب ملايين الاشخاص في ايامنا مع هذه المناشدة النبوية!‏ فقد اعتنقوا حق كلمة اللّٰه واعترفوا بيهوه الها لهم.‏ ويغني شعب يهوه هذه الاغنية الجديدة —‏ التي تنسب المجد الى يهوه —‏ في اكثر من ٢٣٠ بلدا.‏ فما اروع الترنيم ضمن هذه الجوقة التي تضم حضارات ولغات وعروقا كثيرة!‏

٢١ لماذا لن ينجح اعداء شعب اللّٰه في إسكات ترنيمة التسبيح ليهوه؟‏

٢١ وهل بإمكان المقاومين الوقوف في وجه يهوه وإسكات ترنيمة التسبيح هذه؟‏ مستحيل!‏ ‏«الرب كالجبار يخرج.‏ كرجل حروب يُنهض غيرته.‏ يهتف ويصرخ ويقوى على اعدائه».‏ ‏(‏اشعياء ٤٢:‏١٣‏)‏ فأية قوة تقدر ان تقف في وجه يهوه؟‏!‏ قبل نحو ٥٠٠‏,٣ سنة،‏ رنم النبي موسى وبنو اسرائيل:‏ «الرب رجل الحرب.‏ الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] اسمه.‏ مركبات فرعون وجيشه ألقاهما في البحر.‏ فغرق افضل جنوده المركبية في بحر سوف».‏ (‏خروج ١٥:‏​٣،‏ ٤‏)‏ لقد انتصر يهوه على اعظم قوة عسكرية في ذلك الوقت.‏ لذلك لا يمكن ان ينجح ايّ عدو لشعب اللّٰه حين يخرج يهوه كمحارب جبار.‏

‏«سكتُّ مطوَّلا»‏

٢٢،‏ ٢٣ لماذا ‹يسكت يهوه مطوَّلا›؟‏

٢٢ يهوه اله عادل وغير محابٍ،‏ حتى عندما ينفذ الدينونة في اعدائه.‏ يقول:‏ ‏«سكتُّ مطوَّلا وصمتُّ وضبطتُ نفسي فالآن ائن كالتي تلد وأتنهد وألهث.‏ اخرِّب الجبال والتلال وأيبِّس كل عشبها وأجعل الانهار جُزرا وأجفف الغُدران».‏ —‏ اشعياء ٤٢:‏​١٤،‏ ١٥‏،‏ ي‌ج.‏

٢٣ قبل ان يتخذ يهوه ايّ اجراء قضائي،‏ يسمح بمرور الوقت لكي يتيح الفرصة لفاعلي السوء ان يرجعوا عن طرقهم الشريرة.‏ (‏ارميا ١٨:‏​٧-‏١٠؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ تأملوا في حالة البابليين،‏ الذين يدمرون اورشليم سنة ٦٠٧ ق‌م ويصيرون الدولة العالمية المهيمنة.‏ يسمح يهوه بذلك لكي يؤدب الاسرائيليين بسبب عدم امانتهم.‏ لكنَّ البابليين لا يفهمون ما هو مطلوب منهم.‏ لذلك يعاملون شعب اللّٰه بخشونة اكبر مما تتطلبه الدينونة الالهية.‏ (‏اشعياء ٤٧:‏​٦،‏ ٧؛‏ زكريا ١:‏١٥‏)‏ وكم يتألم الاله الحقيقي حين يرى معاناة شعبه!‏ لكنه يمتنع عن اتخاذ ايّ اجراء حتى وقته المعيَّن.‏ وعندئذ يجاهد —‏ كالمرأة التي تلد —‏ ليحرر شعب عهده ويُخرجهم كأمة مستقلة.‏ وليحقق ذلك،‏ يجفِّف ويخرِّب بابل ودفاعاتها سنة ٥٣٩ ق‌م.‏

٢٤ ايّ امل اعطاه يهوه لشعبه اسرائيل؟‏

٢٤ كم ابتهج شعب اللّٰه دون شك حين انفتحت امامهم ابواب العودة بعد قضاء سنين طويلة في السبي!‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ولا بد انهم فرحوا باختبار اتمام وعد يهوه:‏ ‏«أسيِّر العمي في طريق لم يعرفوها.‏ في مسالك لم يدروها امشّيهم.‏ اجعل الظلمة امامهم نورا والمعوجّات مستقيمة.‏ هذه الامور افعلها ولا اتركهم».‏ —‏ اشعياء ٤٢:‏١٦‏.‏

٢٥ (‏أ)‏ ممَّ يمكن ان يتيقن شعب اللّٰه اليوم؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينبغي ان يكون تصميمنا؟‏

٢٥ وكيف تنطبق هذه الكلمات اليوم؟‏ يسمح يهوه للامم منذ زمن طويل —‏ منذ قرون —‏ بأن تفعل ما يحلو لها.‏ لكنَّ وقته المعيَّن لتقويم الامور يدنو.‏ وقد اقام في الازمنة العصرية شعبا يشهد لاسمه.‏ ومهَّد الطريق امامهم ليعبدوه «بالروح والحق»،‏ مزيلا كل مقاومة ضدهم.‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٤‏)‏ فقد وعد قائلا:‏ «لا اتركهم»،‏ ووفى بوعده.‏ ولكن ماذا عن الذين يستمرون في عبادة الآلهة الباطلة؟‏ يقول يهوه:‏ ‏«قد ارتدّوا الى الوراء.‏ يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتن آلهتنا».‏ ‏(‏اشعياء ٤٢:‏١٧‏)‏ فكم هو مهم البقاء امناء ليهوه،‏ كما فعل مختاره!‏

‏‹عبد اصم وأعمى›‏

٢٦،‏ ٢٧ كيف تُظهر اسرائيل انها ‹عبد اصم وأعمى›،‏ وبأية عواقب؟‏

٢٦ بقي يسوع المسيح،‏ عبد اللّٰه المختار،‏ امينا حتى الموت.‏ أما شعب يهوه،‏ اسرائيل،‏ فهم عبد غير امين،‏ اصم وأعمى بمعنى روحي.‏ يقول يهوه مخاطبا اياهم:‏ ‏«ايها الصم اسمعوا.‏ ايها العمي انظروا لتبصروا.‏ مَن هو اعمى إلا عبدي وأصم كرسولي الذي ارسله.‏ مَن هو اعمى كالكامل وأعمى كعبد الرب.‏ ناظر كثيرا ولا تلاحظ.‏ مفتوح الاذنين ولا يسمع.‏ الرب قد سُرَّ من اجل بره.‏ يعظّم الشريعة ويكرمها».‏ —‏ اشعياء ٤٢:‏​١٨‏-‏٢١‏.‏

٢٧ كم تخيِّب اسرائيل الآمال!‏ فشعبها يزلّ مرارا ويعبد آلهة الامم الشيطانية.‏ ومرة بعد اخرى يرسل يهوه رسله،‏ لكنَّ شعبه لا يسمع.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏​١٤-‏١٦‏)‏ ينبئ اشعيا بالعواقب قائلا:‏ ‏«لكنه شعب منهوب ومسلوب قد اصطيد في الحفر كله وفي بيوت الحبوس اختبأوا.‏ صاروا نهبا ولا منقذ وسلبا وليس مَن يقول رُدَّ.‏ مَن منكم يسمع هذا.‏ يصغى ويسمع لما بعد.‏ مَن دفع يعقوب الى السلب وإسرائيل الى الناهبين.‏ أليس الرب الذي اخطأنا اليه ولم يشاءوا ان يسلكوا في طرقه ولم يسمعوا لشريعته.‏ فسكب عليه حمو غضبه وشدة الحرب فأوقدته من كل ناحية ولم يعرف وأحرقته ولم يضع في قلبه».‏ —‏ اشعياء ٤٢:‏​٢٢‏-‏٢٥‏.‏

٢٨ (‏أ)‏ ماذا نتعلم من مثال سكان يهوذا؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نحصل على رضا يهوه؟‏

٢٨ بسبب عدم امانة السكان،‏ يسمح يهوه بأن تُنهب وتُسلب ارض يهوذا سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ ويحرق البابليون هيكل يهوه،‏ يدمرون اورشليم،‏ ويأخذون اليهود اسرى.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏​١٧-‏٢١‏)‏ فلننتبه لهذا المثال التحذيري،‏ ولا نُدِر لارشادات يهوه اذنا صمّاء او نتعامَ عمَّا تقوله كلمته المكتوبة.‏ بل لنسعَ الى الحصول على رضا يهوه بالتمثل بالمسيح يسوع،‏ العبد الذي سُرَّ به يهوه ورضي عنه.‏ وكيسوع،‏ لنجعل العدل الحقيقي معروفا بما نقوله ونفعله.‏ وهكذا نبقى بين شعب يهوه،‏ عاملين كحملة نور يسبِّحون الاله الحقيقي ويمجِّدونه.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ٣٣]‏

العدل الحقيقي مترئف ورحيم

‏[الصورة في الصفحة ٣٤]‏

في مثل السامري الصالح،‏ اظهر يسوع ان العدل الحقيقي يشمل كل الناس

‏[الصورتان في الصفحة ٣٦]‏

نمارس العدل الالهي حين نزوّد التشجيع ونُظهر اللطف

‏[الصور في الصفحة ٣٩]‏

نعرب عن العدل الالهي بعملنا الكرازي

‏[الصورة في الصفحة ٤٠]‏

جُعل العبد المختار «نورا للامم»‏