نورٌ للامم
الفصل الثامن والعشرون
نورٌ للامم
١، ٢ ما هي اهمية الضوء، وأيّ نوع من الظلمة يغطي الارض اليوم؟
يهوه هو مصدر النور، «الجاعل الشمس للاضاءة نهارا وفرائض القمر والنجوم للاضاءة ليلا». (ارميا ٣١:٣٥) وهذا سبب كافٍ للاعتراف بأنه ينبوع الحياة، لأن النور يعني الحياة. فلو لم تكن الارض معرَّضة دائما لدفء الشمس وضوئها، لَكانت الحياة كما نعرفها مستحيلة. ولَكانت ارضنا كوكبا لا يمكن العيش فيه.
٢ لذلك يهمنا جدا ان نعرف ان يهوه انبأ بفترة ظلام لا نور في اشارة الى ايامنا. فقد كتب اشعيا بالوحي: «ها هي الظلمة تغطي الارض والظلام الدامس الامم». (اشعياء ٦٠:٢) طبعا، لا بد ان هذه الكلمات تشير الى ظلام روحي لا حرفي، لكنَّ ذلك لا يقلل من خطورتها. فالحياة لن تعود في النهاية ممكنة للذين لا ينعمون بنور روحي، تماما كما يحدث للذين لا يستفيدون من ضوء الشمس.
٣ في هذه الايام المظلمة، اين يمكن ان نجد النور؟
٣ في هذه الاوقات المظلمة، يجب ألا نتجاهل النور الروحي الذي يجعله يهوه متوفرا لنا. فمن المهم ان نعتمد على كلمة اللّٰه لتنير سبيلنا، قارئين الكتاب المقدس كل يوم اذا امكن. (مزمور ١١٩:١٠٥) وتزود الاجتماعات المسيحية فرصا لنا لتشجيع بعضنا بعضا على ملازمة «سبيل الصدّيقين». (امثال ٤:١٨؛ عبرانيين ١٠:٢٣-٢٥) والقوة التي نستمدها من الدرس الدؤوب للكتاب المقدس والمعاشرة المسيحية السليمة تحمينا من الغرق في ظلمة هذه «الايام الاخيرة»، التي ستبلغ ذروتها في «يوم سخط الرب» العظيم. (٢ تيموثاوس ٣:١؛ صفنيا ٢:٣) وهذا اليوم آتٍ سريعا! وإتيانه اكيد بقدر ما كان إتيان يوم مماثل على سكان اورشليم القديمة اكيدا.
يهوه «يعاقب»
٤، ٥ (أ) بأية طريقة يأتي يهوه على اورشليم؟ (ب) لماذا يمكننا الاستنتاج ان عددا قليلا نسبيا سينجون من دمار اورشليم سنة ٦٠٧ قم؟ (انظروا الحاشية.)
٤ في الاعداد الختامية من نبوة اشعيا المثيرة، يصف يهوه بأسلوب حي الاحداث التي ستسبق يوم سخطه. نقرأ: «هوذا الرب بالنار يأتي ومركباته كزوبعة ليرد بحموٍّ غضبَه وزجرَه بلهيب نار. لأن الرب بالنار يعاقب وبسيفه على كل بشر ويكثر قتلى الرب». — اشعياء ٦٦:١٥، ١٦ .
٥ ينبغي ان تساعد هذه الكلمات معاصري اشعيا على ادراك خطورة وضعهم. فقريبا سيأتي البابليون، ادوات يهوه لتنفيذ الحكم، على اورشليم فيما تثير مركباتهم سحبا من غبار كالزوبعة. وكم سيكون هذا المنظر مخيفا! فسيستخدم يهوه هؤلاء الغزاة لينفذ دينونته النارية في كل «بشر» من اليهود غير الامناء. وسيكون كما لو ان يهوه نفسه يحارب شعبه. فلن يقف شيء في طريق ‹حموّه›. وسيسقط يهود كثيرون «قتلى الرب». وفي سنة ٦٠٧ قم تشهد هذه النبوة الاتمام. *
٦ اية ممارسات شائنة تجري في يهوذا؟
اشعياء ٦٦:١٧) هل يقوم هؤلاء اليهود بتقديس وتطهير انفسهم لأنهم يعدّون انفسهم للعبادة النقية؟ الجواب بوضوح هو لا. فهم ينهمكون في طقوس تطهير وثنية في جنات خصوصية. وبعد ذلك يلتهمون بنهم لحم الخنزير وحيوانات اخرى تعتبرها الشريعة الموسوية نجسة. — لاويين ١١:٧، ٢١-٢٣ .
٦ وهل يهوه مبرَّر ‹بمعاقبة› شعبه؟ طبعا هو مبرّر! فكثيرا ما رأينا، خلال مناقشتنا لسفر اشعياء، ان اليهود كانوا منغمسين جدا في العبادة الباطلة — رغم كونهم شعبا منتذرا ليهوه — ولم يكن يهوه غافلا عن اعمالهم. ونرى ذلك من جديد في الكلمات التالية للنبوة: «الذين يقدسون ويطهرون انفسهم في الجنات وراء واحد في الوسط آكلين لحم الخنزير والرجس والجُرَذ يفنون معا يقول الرب». (٧ كيف يماثل العالم المسيحي يهوذا الصنمية؟
٧ كم تثير هذه الحالة الاشمئزاز، اذ تحدث في امة تربطها بالاله الحقيقي الوحيد علاقة عهد! ولكن تأملوا في هذا: توجد اليوم حالة مماثلة مثيرة للاشمئزاز بين اديان العالم المسيحي. فهم ايضا يدَّعون انهم يخدمون اللّٰه، وكثيرون من قادتهم يتصنعون التقوى. لكنهم ينجسون انفسهم بالتعاليم والتقاليد الوثنية، مظهرين انهم في ظلام روحي. فما اشد هذه الظلمة! — متى ٦:٢٣؛ يوحنا ٣:١٩، ٢٠ .
«يرون مجدي»
٨ (أ) ماذا سيحل بيهوذا والعالم المسيحي على السواء؟ (ب) بأيّ معنى ‹سترى› الامم ‹مجد يهوه›؟
٨ هل يرى يهوه اعمال العالم المسيحي الشائنة وتعاليمهم الباطلة؟ اقرأوا كلمات يهوه التالية، كما سجلها اشعيا، واستنتجوا انتم بأنفسكم: «انا اجازي اعمالهم وأفكارهم. حدثَ لجمع كل الامم والالسنة فيأتون ويرون مجدي». (اشعياء ٦٦:١٨) فيهوه عالم بما يجري، وهو مستعد ليدين، ليس فقط اعمال مَن يدّعون انهم خدامه، بل ايضا افكارهم. تدّعي يهوذا انها تؤمن بيهوه، لكنَّ اعمالها الصنمية وممارساتها الوثنية تفضح كذبها. وكل ‹التطهير› الذي يقوم به مواطنوها بحسب الطقوس الوثنية لا يجدي نفعا. فالامة ستُقطع، وسيحدث ذلك على مرأى جيرانها عبدة الاصنام. ‹وسيرى› هؤلاء ‹مجد يهوه› بمعنى انهم سيشهدون الاحداث ويُجبَرون على الاعتراف بأن ما تكلم به يهوه قد صار. وكيف ينطبق كل ذلك على العالم المسيحي؟ عندما تأتي نهايته، سيُجبَر كثيرون من اصدقائه وشركائه السابقين في الاعمال التجارية على الوقوف جانبا والتفرج دون التمكن من فعل شيء فيما يتمم يهوه كلمته. — ارميا ٢٥:٣١-٣٣؛ كشف ١٧:١٥-١٨؛ ١٨:٩-١٩ .
٩ اية بشارة يعلنها يهوه؟
٩ هل يعني دمار اورشليم سنة ٦٠٧ قم انه لن يعود ليهوه شهود على الارض؟ كلا. فالذين حافظوا على استقامتهم على نحو بارز، كدانيال وأصحابه الثلاثة، سيستمرون في خدمة يهوه حتى خلال سبيهم في بابل. (دانيال ١:٦، ٧) نعم، لن تنقطع سلسلة شهود يهوه الامناء، وعند نهاية الـ ٧٠ سنة، سيغادر الرجال والنساء الامناء بابل ويعودون الى يهوذا ليردوا العبادة النقية هناك. وهذا ما يلمح اليه يهوه في الكلمات التالية: «اجعل فيهم آية وأرسل منهم ناجين الى الامم الى ترشيش وفول ولود النازعين في القوس الى توبال وياوان الى الجزائر البعيدة التي لم تسمع خبري ولا رأت مجدي فيخبرون بمجدي بين الامم». — اشعياء ٦٦:١٩ .
١٠ (أ) بأيّ معنى يكون اليهود الامناء المحرَّرون من بابل آية؟ (ب) مَن هم اليوم آية؟
١٠ سيكون حشد الرجال والنساء الامناء، العائدين الى اورشليم سنة ٥٣٧ قم، آية مدهشة، دليلا على ان يهوه انقذ شعبه. فمَن كان يتخيل ان اليهود الاسرى سيتمكنون في يوم من الايام من استئناف العبادة النقية في هيكل يهوه؟! وبشكل مماثل، في القرن الاول، تمثّلت ‹الآيات والعجائب› بمسيحيين ممسوحين جرى اليهم الودعاء الذين يريدون ان يخدموا يهوه. (اشعياء ٨:١٨؛ عبرانيين ٢:١٣) والمسيحيون الممسوحون، المزدهرون في ارضهم الروحية المستردة، هم اليوم آية مدهشة في الارض. (اشعياء ٦٦:٨) انهم دليل حي على قدرة روح يهوه، اذ يجذبون الودعاء الذين تدفعهم قلوبهم الى خدمة يهوه.
١١ (أ) بعد الرد، كيف سيتعلم الافراد من الامم عن يهوه؟ (ب) كيف تمت زكريا ٨:٢٣ اتماما اوليا؟
١١ ولكن، بعد الرد سنة ٥٣٧ قم، كيف سيعرف يهوهَ الافرادُ من الامم الذين لم يسمعوا خبره؟ لن يرجع جميع اليهود الامناء الى اورشليم عند نهاية الاسر البابلي. فسيبقى البعض، كدانيال، استير ١:١؛ ٣:٨) ولا شك ان بعضهم اخبروا جيرانهم الوثنيين عن يهوه، لأن كثيرين من هؤلاء الامم تهوَّدوا. وهذا ما جرى كما يَظهر مع الخصي الحبشي الذي كرز له التلميذ فيلبس في القرن الاول. (اعمال ٨:٢٦-٤٠) كل ذلك حدث كإتمام اولي لكلمات النبي زكريا: «في تلك الايام يمسك عشرة رجال من جميع ألسنة الامم يتمسكون بذيل رجل يهودي قائلين نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم». (زكريا ٨:٢٣) نعم، لقد ارسل يهوه نوره الى الامم! — مزمور ٤٣:٣ .
في بابل. وسيتفرق آخرون الى زوايا الارض الاربع. فبحلول القرن الخامس قبل الميلاد، كان هنالك يهود في كل انحاء الامبراطورية الفارسية. (إحضار ‹تقدمة ليهوه›
١٢، ١٣ بأية طريقة سيُحضَر «اخوة» الى اورشليم ابتداء من سنة ٥٣٧ قم؟
١٢ بعد اعادة بناء اورشليم، ستكون المدينة وكهنوتها المسترد مركز العبادة النقية في نظر اليهود المنتشرين بعيدا جدا عن موطنهم. وسيقطع كثيرون منهم مسافات طويلة ليحضروا الاعياد السنوية هناك. يكتب اشعيا بالوحي: «يُحضِرون كلَّ اخوتكم من كل الامم تقدمةً للرب على خيل وبمركبات وبهوادج وبغال وهُجُن الى جبل قدسي اورشليم قال الرب كما يُحضِر بنو اسرائيل تقدمةً في اناء طاهر الى بيت الرب. وأتخذ ايضا منهم كهنة ولاويين». — اشعياء ٦٦:٢٠، ٢١ .
١٣ كان بعضٌ من هؤلاء ‹الاخوة من كل الامم› حاضرين يوم الخمسين حين سُكب الروح القدس على تلاميذ يسوع. يذكر السجل: «كان ساكنا في اورشليم يهود، رجال يخشون اللّٰه، من اعمال ٢:٥) فقد اتوا الى اورشليم ليقدموا العبادة حسب العادة اليهودية، ولكن عندما سمعوا البشارة عن يسوع المسيح، مارس كثيرون الايمان به واعتمدوا.
كل امة تحت السماء». (١٤، ١٥ (أ) كيف جمع المسيحيون الممسوحون المزيد من ‹اخوتهم› الروحيين بعد الحرب العالمية الاولى، وكيف أُحضر هؤلاء الى يهوه «تقدمة في اناء طاهر»؟ (ب) بأية طريقة اتخذ يهوه «منهم كهنة»؟ (ج) مَن هم بعض المسيحيين الممسوحين الذين اشتركوا في تجميع اخوتهم الروحيين؟ (انظروا الاطار في هذه الصفحة.)
١٤ وهل لهذه النبوة اتمام عصري؟ نعم، بالتأكيد. فبعد الحرب العالمية الاولى، فهم خدام يهوه الممسوحون من الاسفار المقدسة ان ملكوت اللّٰه تأسس في السماء سنة ١٩١٤ . وبالدرس الدقيق للكتاب المقدس، علموا انه سيجري تجميع «اخوة»، او ورثة اعمال ١:٨ .
اضافيين للملكوت. فذهب خدامٌ شجعان الى «اقصى الارض»، مستخدمين كل وسيلة نقل ممكنة بحثا عن اعضاء محتملين من البقية الممسوحة، ومعظم هؤلاء الاعضاء خرجوا من كنائس العالم المسيحي. وعندما وُجد هؤلاء، أُحضروا تقدمة ليهوه. —١٥ لم يتوقع الممسوحون الذين جُمعوا في تلك السنوات الباكرة ان يقبلهم يهوه كما كانوا عليه قبل تعرُّفهم بحق الكتاب المقدس. فاتخذوا الخطوات اللازمة ليطهّروا انفسهم من النجاسات الروحية والادبية، وهكذا يقدَّمون «تقدمة في اناء طاهر»، او كما ذكر الرسول بولس، «عذراء عفيفة الى المسيح». (٢ كورنثوس ١١:٢) وبالاضافة الى رفض الضلال العقائدي، لزم ان يتعلم الممسوحون كيف يحافظون على الحياد التام في شؤون هذا العالم السياسية. وفي سنة ١٩٣١، عندما طُهِّر خدام يهوه الى حد كافٍ، انعم يهوه عليهم بامتياز حمل اسمه كشهود له. (اشعياء ٤٣:١٠-١٢، عج) ولكن كيف يتخذ يهوه «منهم كهنة»؟ صار هؤلاء الممسوحون كمجموعة ‹كهنوتا ملكيا، امة مقدسة›، مقدمين ذبائح التسبيح للّٰه. — ١ بطرس ٢:٩؛ اشعياء ٥٤:١؛ عبرانيين ١٣:١٥ .
التجميع يتواصل
١٦، ١٧ مَن هم «نسلكم» بعد الحرب العالمية الاولى؟
١٦ يبلغ العدد الكامل لهذا ‹الكهنوت الملكي› ٠٠٠,١٤٤، وعلى مر الوقت اكتمل تجميعهم. (كشف ٧:١-٨؛ ١٤:١) فهل كان ذلك نهاية عمل التجميع؟ كلا. تمضي نبوة اشعيا قائلة: «كما ان السموات الجديدة والارض الجديدة التي انا صانع تثبت امامي يقول الرب هكذا يثبت نسلكم واسمكم». (اشعياء ٦٦:٢٢) في الاتمام الاولي لهذه الكلمات، سيبدأ اليهود العائدون من الاسر البابلي بتربية الاولاد. وهكذا تثبت البقية اليهودية المستردة، «الارض الجديدة»، في ظل ادارة يهودية جديدة، «السموات الجديدة». ولكن لهذه النبوة اتمام بارز جدا في ايامنا.
١٧ ان ‹النسل› الذي تجلبه امة الاخوة الروحيين هو ‹الجمع الكثير›، الذين يرجون العيش حياة ابدية على الارض. وهم يأتون «من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة»، ويقفون «امام العرش وأمام الحمل». وقد «غسلوا حُلَلهم وبيَّضوها بدم الحمل». (كشف ٧:٩-١٤؛ ٢٢:١٧) واليوم يبتعد ‹الجمع الكثير› عن الظلمة الروحية ويأتون الى النور الذي يزوده يهوه. ويمارسون الايمان بيسوع المسيح، ويجاهدون ليبقوا اطهارا روحيا وأدبيا كإخوتهم وأخواتهم الممسوحين. ويستمرون كمجموعة في الخدمة تحت توجيه المسيح، وهكذا ‹يثبتون› الى الابد! — مزمور ٣٧:١١، ٢٩ .
١٨ (أ) كيف فعل اعضاء الجمع الكثير مثل اخوتهم الممسوحين؟ (ب) كيف يعبد الممسوحون ورفقاؤهم يهوه «من هلال الى هلال ومن سبت الى سبت»؟
١٨ يعرف هؤلاء الرجال والنساء المجتهدون، ذوو الرجاء الارضي، انه رغم اهمية البقاء اطهارا ادبيا وروحيا، يلزم شيء آخر لإرضاء يهوه. فعمل التجميع يتقدم بزخم، وهم يريدون ان يشاركوا فيه. ينبئ عنهم سفر الكشف: «هم امام عرش اللّٰه؛ ويؤدون له خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله». (كشف ٧:١٥) تذكِّرنا هذه الكلمات بالآية قبل الاخيرة في نبوة اشعيا: «يكون من هلال الى هلال ومن سبت الى سبت ان كل ذي جسد يأتي ليسجد امامي قال الرب». (اشعياء ٦٦:٢٣) وهذا ما يحدث اليوم. فمن «هلال الى هلال ومن سبت الى سبت» — اي بشكل منتظم، كل اسبوع من كل شهر — يلتقي المسيحيون الممسوحون ورفقاؤهم الجمع الكثير ليعبدوا يهوه. ويفعلون ذلك بحضور الاجتماعات المسيحية والاشتراك في الخدمة العامة وأمور اخرى. فهل انتم احد الذين ‹يأتون ليسجدوا امام يهوه› بانتظام؟ يجد شعب يهوه فرحا كبيرا في ذلك، ويتطلع اعضاء الجمع الكثير الى الوقت الذي فيه يخدم «كل ذي جسد» — جميع البشر الاحياء — يهوه «من هلال الى هلال ومن سبت الى سبت» الى الابد.
النهاية الاخيرة لأعداء اللّٰه
١٩، ٢٠ ماذا كانت جهنا في ازمنة الكتاب المقدس، وإلى ماذا ترمز؟
١٩ لا يزال هنالك عدد واحد من درسنا لنبوة اشعيا. يُختتم السفر بهذه الكلمات: «يخرجون ويرون جثث الناس الذين عصوا عليَّ لأن دودهم لا يموت ونارهم لا تُطفأ. ويكونون رذالة لكل ذي جسد». (اشعياء ٦٦:٢٤) ربما كان يسوع المسيح يفكر في هذه النبوة عندما شجع تلاميذه على تبسيط حياتهم وإعطاء الاولوية لمصالح الملكوت. قال: «إن اعثرتك عينك فألقِها عنك؛ خير لك ان تدخل ملكوت اللّٰه اعور من ان تكون لك عينان وتُرمى في جهنا، حيث يرقانهم لا يموت والنار لا تُطفأ». — مرقس ٩:٤٧، ٤٨؛ متى ٥:٢٩، ٣٠؛ ٦:٣٣ .
٢٠ ما هو هذا المكان المسمى جهنا؟ قبل عدة قرون، كتب العالم اليهودي داود كمحي: «هو مكان. . . متاخم لأورشليم، وهو مكان كريه، ويرمون فيه الاشياء النجسة والجثث. وأيضا كانت هناك نار دائمة لتحرق الاشياء النجسة وعظام الجثث. لذلك، تدعى دينونة الاشرار على سبيل المجاز جِهِينُّوم». فإذا كانت جهنا تُستعمل، كما يشير هذا العالم اليهودي، لرمي النفايات وجثث الذين لم يُعتبروا اهلا لأنْ يُدفنوا، تكون النار وسيلة ملائمة لإزالة هذه النفايات. وما لا تأكله النار يأكله الدود. فيا له من تشبيه ملائم للنهاية الاخيرة لأعداء اللّٰه! *
٢١ مَن يعتبرون آخر آية في سفر اشعياء خاتمة ايجابية، ولماذا؟
٢١ نظرا الى هذا الكلام عن الجثث والنار والدود، هل يمكن ناحوم ١:٩ .
القول ان نبوة اشعيا المثيرة تُختتم بانطباع مخيف؟ لا شك ان هذا هو شعور اعداء اللّٰه. لكنَّ وصف اشعيا لهلاك الاشرار الابدي هو مصدر تشجيع كبير لأصدقاء اللّٰه. فشعب يهوه بحاجة الى التأكد ان اعداءهم لن يهيمنوا في ما بعد. وهؤلاء الاعداء، الذين سببوا لعبّاد اللّٰه الكثير من الالم وجلبوا الكثير من التعيير على اسمه، سيهلكون الى الابد. وعندئذ «لا يقوم الضيق مرتين». —٢٢، ٢٣ (أ) اشرحوا بعض الطرائق التي استفدتم بها من درسكم لسفر اشعياء. (ب) بعدما درستم سفر اشعياء، ما هو تصميمكم، وما هو رجاؤكم؟
٢٢ فيما نختم درسنا لسفر اشعياء، كم نحن شاكرون ان هذا السفر ليس مجرد تاريخ ولّى. بل يحمل رسالة لنا اليوم. فعندما نفكر في الاوقات المظلمة التي عاش فيها اشعيا، يمكننا ان نرى التشابهات بين تلك الفترة وأيامنا. فقد اتسمت ايام اشعيا باضطراب سياسي، رياء ديني، فساد قضائي، وظلم للامناء والفقراء، وهذا ما يميّز ايامنا ايضا. ولا بد ان اليهود الامناء في القرن السادس قبل الميلاد كانوا شاكرين على نبوة اشعيا، ونحن اليوم نتعزى بها عندما ندرسها.
٢٣ في هذه الازمنة الحرجة، التي فيها تغطي الظلمة الارض والظلام الدامس الامم، نحن جميعا شاكرون لأن يهوه زوَّد نورا بواسطة اشعيا لكل الجنس البشري! وهذا النور الروحي يعني الحياة الابدية لجميع الذين يقبلونه بكل قلوبهم، بصرف النظر عن اصلهم القومي او خلفيتهم العرقية. (اعمال ١٠:٣٤، ٣٥) فلنستمر في السلوك في نور كلمة اللّٰه، وقراءتها يوميا، والتأمل فيها، وإعزاز رسالتها. وسيؤدي ذلك الى بركة ابدية لنا وإلى تسبيح اسم يهوه القدوس!
[الحاشيتان]
^ الفقرة 5 بشأن الحالة التي سادت بعد سقوط اورشليم بيد البابليين، تتحدث ارميا ٥٢:١٥ عن ‹بعض من فقراء الشعب وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة›. (إمالة الحروف لنا) وتعليقا على ذلك، يقول بصيرة في الاسفار المقدسة، المجلد ١، الصفحة ٤١٥ (بالانكليزية): «تشير عبارة ‹الذين بقوا في المدينة› كما يَظهر الى ان اعدادا كبيرة من الناس ماتوا من المجاعة او المرض او النيران، او انهم قُتلوا في الحرب».
^ الفقرة 20 بما ان جثثا ميتة، لا اشخاصا احياء، يُلقَون في جهنا، لا يرمز هذا المكان الى العذاب الابدي.
[اسئلة الدرس]
[الاطار في الصفحة ٤٠٩]
تقدمات ليهوه من الممسوحين من كل الامم
في سنة ١٩٢٠، ترك خوان مونييز الولايات المتحدة وتوجَّه الى اسپانيا ثم الى الارجنتين، حيث نظَّم جماعات من الممسوحين. ومن سنة ١٩٢٣ فصاعدا، اضاء نور الحق على المستقيمي القلوب في افريقيا الغربية عندما شرع المرسَل وليَم ر. براون (المدعو عموما «بايبل براون») يكرز برسالة الملكوت في سيراليون وغانا وليبيريا وڠامبيا ونيجيريا. كما انه في السنة نفسها ذهب جورج يونڠ الكندي الى البرازيل، ثم سافر الى الارجنتين، كوستاريكا، پاناما، ڤنزويلا، حتى انه وصل الى الاتحاد السوڤياتي. وفي نفس الفترة تقريبا، ابحر أدوين سكينر من انكلترا الى الهند، حيث اشترك سنين كثيرة في عمل الحصاد.
[الصورة في الصفحة ٤١١]
كان بعض اليهود في يوم الخمسين ‹اخوة من كل الامم›
[صورة تغطي كامل الصفحة ٤١٣]