يد يهوه لم تقصُر
الفصل العشرون
يد يهوه لم تقصُر
١ ايّ وضع سائد في يهوذا، وماذا يتساءل كثيرون؟
تدَّعي امة يهوذا انها في علاقة عهد بيهوه. لكنَّ المشاكل تعمّ البلاد. كما ان العدل مفقود والجريمة والظلم متفشيان، والآمال بتحسُّن الاوضاع لا تتحقق. فثمة شيء خطير يجري. وكثيرون يتساءلون هل سيقوِّم يهوه الامور ام لا. هذه هي الحالة في ايام اشعيا. لكنَّ رواية اشعيا عن ايامه ليست مجرد تاريخ قديم. فكلماته تحتوي على تحذيرات نبوية موجَّهة الى كل مَن يدَّعي عبادة اللّٰه ولكنه يتجاهل شرائعه. وتمنح النبوة الملهمة المسجلة في سفر اشعياء الاصحاح ٥٩ تشجيعا لطيفا لجميع الذين يجاهدون ليخدموا يهوه رغم عيشهم في ازمنة صعبة وخطرة.
مبتعدون عن الاله الحقيقي
٢، ٣ لماذا لا يحمي يهوه يهوذا؟
٢ تخيلوا هذا: شعب عهد يهوه اصبح مرتدًّا! وهم يديرون ظهرهم لصانعهم، الامر الذي يبعدهم عن حِمى يده. وبسبب ذلك يعانون ضيقا شديدا. فهل يلومون يهوه ربما على الاوقات الصعبة التي يمرون بها؟ يقول لهم اشعيا: «ها ان يد الرب لم تقصُر عن ان تخلّص ولم تثقل اذنه عن ان تسمع. بل آثامكم صارت اشعياء ٥٩:١، ٢.
فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع». —٣ انها لَكلمات قوية، لكنها تعبِّر عن الحقيقة. فلا يزال يهوه اله الخلاص. وبصفته «سامع الصلاة»، يستمع الى صلوات خدامه الامناء. (مزمور ٦٥:٢) لكنه لا يبارك فاعلي الاثم. والشعب انفسهم هم المسؤولون عن ابتعادهم عن يهوه. فشرُّهم هو الذي يجعله يستر وجهه عنهم.
٤ اية تهم وُجهت الى يهوذا؟
٤ ان سجل يهوذا حافل فعلا بأشياء فظيعة. وتعدِّد نبوة اشعيا بعض التهم الموجهة اليهم: «ايديكم قد تنجست بالدم وأصابعكم بالاثم. شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر [«بالاثم»، يج]». (اشعياء ٥٩:٣) فالشعب يكذبون ويتفوَّهون بأمور اثيمة. وتشير عبارة «ايديكم قد تنجست بالدم» الى ان البعض ارتكبوا جرائم قتل. فيا للعار الذي يجلبه ذلك على اللّٰه، الذي لم تحرِّم شريعته القتل فحسب بل امرت ‹بعدم بغض الاخ في القلب›! (لاويين ١٩:١٧) ان جماح شر سكان يهوذا والنتيجة الحتمية لذلك ينبغي ان يذكّرا كل واحد منا اليوم بأهمية كبح الافكار والمشاعر الخاطئة. وإلا انتهى بنا الامر الى ارتكاب الاعمال الشريرة التي تفصلنا عن اللّٰه. — روما ١٢:٩؛ غلاطية ٥:١٥؛ يعقوب ١:١٤، ١٥.
٥ الى ايّ حد وصل فساد يهوذا؟
٥ لقد انتقلت عدوى الخطية الى كل الامة. تقول النبوة: «ليس مَن يدعو بالعدل [«بالبر»، يج] وليس مَن يحاكم بالحق. يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب. قد حبلوا بتعب وولدوا اثما». (اشعياء ٥٩:٤) لا احد ينطق بالبر. حتى في محاكم العدل، نادرا ما يمكن ايجاد شخص امين يمكن الوثوق به. لقد ادارت يهوذا ظهرها ليهوه واتكلت على تحالفاتها مع الامم وعلى اصنام لا حياة فيها. كل ذلك «باطل»، بلا اية قيمة. (اشعياء ٤٠:١٧، ٢٣؛ ٤١:٢٩) لذلك تدور مناقشات كثيرة، لكنَّ كل ذلك لا ينفع. فالخطط توضع، ولكنها لا تؤدي الا الى مزيد من الاتعاب والاثم.
٦ كيف يماثل سجل العالم المسيحي سجل يهوذا؟
٦ هنالك تشابه مدهش في الاثم والعنف بين يهوذا والعالم المسيحي. (انظروا «اورشليم المرتدة — تشابُه مع العالم المسيحي» في الصفحة ٢٩٤.) فقد اندلعت حربان عالميتان ضاريتان شملتا دولا تدَّعي المسيحية. ولم يزل دين العالم المسيحي عاجزا حتى اليوم عن ايقاف التطهير العرقي والمذابح القبلية بين اعضائه. (٢ تيموثاوس ٣:٥) ومع ان يسوع علَّم أتباعه ان يثقوا بملكوت اللّٰه، تستمر دول العالم المسيحي في الاتكال على الترسانات الحربية والتحالفات السياسية لتحقيق الامن. (متى ٦:١٠) حتى ان معظم كبار منتجي الاسلحة في العالم موجودون ضمن دول العالم المسيحي! نعم، عندما يتكل العالم المسيحي على الجهود والمؤسسات البشرية لتحقيق مستقبل آمن، يكون اتكاله هو ايضا على «الباطل».
حصاد مُر
٧ لماذا لا تجلب مخططات يهوذا الا الضرر؟
٧ لا يمكن ان يتأسس مجتمع سليم على الصنمية والكذب. وبما ان اليهود غير الامناء يلجأون اليهما، فهم يحصدون الشقاء الذي زرعوه بأيديهم. نقرأ: «فقسوا بيض افعى ونسجوا خيوط العنكبوت. الآكل من بيضهم يموت والتي تُكسر تُخرج اشعياء ٥٩:٥) فمخططات يهوذا، من لحظة التفكير فيها الى تنفيذها، لا تنتج شيئا معتبَرا. ولا يؤدي تفكيرهم الخاطئ الا الى الشر، كما ان بيض الافعى السامة لا يفقس الا افاعي سامة. وبسبب ذلك تعاني الامة الامرَّين.
افعى». (٨ ما الذي يُظهر التفكير الخاطئ عند يهوذا؟
٨ ربما يلجأ بعض سكان يهوذا الى العنف لكي يحموا انفسهم، لكنهم سيفشلون. فالقوة الجسدية لا يمكن ان تحل محل الثقة بيهوه وأعمال البر، وهي لا تزود الحماية كما ان نسيج خيوط العنكبوت لا يمكن ان يُستخدم مكان القماش للحماية من الطقس العاصف. يعلن اشعيا: «خيوطهم لا تصير ثوبا ولا يكتسون بأعمالهم. اعمالهم اعمال اثم وفعل الظلم [«العنف»، عج] في ايديهم. ارجلهم الى الشر تجري وتسرع الى سفك الدم الزكي. افكارهم افكار اثم. في طرقهم اغتصاب وسحق». (اشعياء ٥٩:٦، ٧) ليس تفكير يهوذا صحيحا. فباللجوء الى العنف كمحاولة لحل مشاكلها، تُظهر موقفا لا ينسجم مع الشريعة الالهية. فلا يهمُّها ان كثيرين من ضحاياها ابرياء وأن بعضهم خدام حقيقيون للّٰه.
٩ لماذا لن يحصل قادة العالم المسيحي على السلام الحقيقي؟
٩ تذكّرنا هذه الكلمات الملهمة بسجل العالم المسيحي الحافل بسفك الدم. ولا شك ان يهوه سيحاسبه على تشويهه المريع للمسيحية! فكاليهود في ايام اشعيا، سار العالم المسيحي في طريق ملتو ادبيا لأن قادته رأوا انه الطريق العملي الوحيد. وفيما يتكلمون عن السلام، تمتلئ ايديهم ظلما. فيا لهذا النفاق! ولكن بما ان قادة العالم المسيحي يستخدمون هذا الاسلوب، فلن يحصلوا ابدا على اشعياء ٥٩:٨.
السلام الحقيقي. فكما تمضي النبوة قائلة: «طريق السلام لم يعرفوه وليس في مسالكهم عدل. جعلوا لأنفسهم سبلا معْوَجَّة. كل مَن يسير فيها لا يعرف سلاما». —التيهان في ظلام روحي
١٠ بماذا يعترف اشعيا باسم يهوذا؟
١٠ لا يمكن ان يبارك يهوه طرق يهوذا الملتوية والمهلكة. (مزمور ١١:٥) لذلك يعترف اشعيا بذنب يهوذا، متكلما بلسان كامل الامة: «من اجل ذلك ابتعد الحق عنا ولم يدركنا العدل. ننتظر نورا فإذا ظلام. ضياء فنسير في ظلام دامس. نتلمس الحائط كعمي وكالذي بلا اعين نتجسس. قد عثرنا في الظهر كما في العتمة. في الضباب كموتى. نزأر كلنا كدُبَّة وكحمام هدرا نهدر». (اشعياء ٥٩:٩-١١ أ) لم يجعل اليهود كلمة اللّٰه سراجا لأرجلهم ونورا لسبيلهم. (مزمور ١١٩:١٠٥) لذلك تَسْوَدُّ الامور امامهم. حتى وقت الظهر يتلمسون طريقهم كما لو ان الظلام قد حلّ. انهم اشبه بالموتى. ومن شدة توقهم الى الراحة، يزأرون كدببة جائعة او جريحة. وبعضهم يهدر بطريقة تثير الشفقة، كالحمام المتوحِّد.
١١ لماذا آمال يهوذا بتحقيق العدل والخلاص هي دون جدوى؟
١١ يعرف اشعيا جيدا ان سبب مصيبة يهوذا هو العصيان على اللّٰه. يقول: «ننتظر عدلا وليس هو وخلاصا فيبتعد عنا. لأن معاصينا كثرت امامك وخطايانا تشهد علينا لأن معاصينا معنا وآثامنا نعرفها. تعدَّينا وكذبنا على الرب وحِدْنا من وراء الهنا. تكلمنا بالظلم والمعصية حبلنا ولهجنا من القلب بكلام الكذب». (اشعياء ٥٩:١١ب-١٣) بما ان سكان يهوذا لم يتوبوا، فلا تزال خطاياهم تُحتسب عليهم. لقد هجر العدل الارض لأن الشعب هجروا يهوه. وتبيَّن مرة بعد اخرى انهم كاذبون، حتى انهم ظلموا اخوتهم. فكم يوجد اشخاص مثلهم في العالم المسيحي اليوم! فلا يكتفي كثيرون بتجاهل العدل بل يضطهدون بشدة ايضا شهود يهوه الامناء الذين يطلبون فعل مشيئة اللّٰه.
يهوه ينفذ دينونته
١٢ ما هو موقف المسؤولين عن اجراء العدل في يهوذا؟
١٢ يبدو انه لا عدل ولا بر ولا حق في يهوذا. «ارتدَّ اشعياء ٥٩:١٤) خلف بوابات المدن في يهوذا، هنالك ساحات عامة يجتمع فيها الشيوخ للنظر في المسائل القضائية. (راعوث ٤:١، ٢، ١١) وينبغي ان يقضي هؤلاء الرجال بالبر ويُجروا العدل، ولا يقبلوا اية رشوة. (تثنية ١٦:١٨-٢٠) لكنهم يقضون بحسب افكارهم الانانية الخاصة. والاسوأ هو انهم يعتبرون كل مَن يحاول بإخلاص فعلَ الخير فريسة سهلة لهم. نقرأ: «صار الصدق معدوما والحائد عن الشر يُسلَب». — اشعياء ٥٩:١٥ أ.
الحق [«العدل»، عج] الى الوراء والعدل [«البر»، عج] يقف بعيدا. لأن الصدق [«الحق»، عج] سقط في الشارع [«الساحة العامة»، عج] والاستقامة لا تستطيع الدخول». (١٣ ماذا سيفعل يهوه بما ان قضاة يهوذا متقاعسون عن اداء واجباتهم؟
١٣ ان الذين لا يستنكرون هذا الانحراف الادبي ينسون ان اللّٰه ليس اعمى او جاهلا او عاجزا. يكتب اشعيا: «رأى الرب وساء في عينيه انه ليس عدل. فرأى انه ليس انسان وتحير من انه ليس شفيع. فخلّصت ذراعه لنفسه وبره هو عضده». (اشعياء ٥٩:١٥ب، ١٦) فبما ان القضاة المعيَّنين يتقاعسون عن اداء واجباتهم، فسيتدخل يهوه نفسه. وعندما يفعل ذلك، سيتخذ اجراء بارا وقويا.
١٤ (أ) ما هو موقف كثيرين اليوم؟ (ب) كيف يتهيأ يهوه للتدخل؟
١٤ هنالك حالة مماثلة اليوم. فنحن نعيش في عالم فقد فيه كثيرون «كل حس ادبي». (افسس ٤:١٩) وقليلون يؤمنون بأن يهوه سيتدخل ليزيل الشر من الارض. لكنَّ نبوة اشعيا تُظهر ان يهوه يراقب الشؤون البشرية عن كثب. وهو يُصدر الاحكام، وفي وقته المعيَّن يتخذ الاجراء الذي يتناسب مع هذه الاحكام. فهل احكامه عادلة؟ يُظهر اشعيا انها كذلك. ففي حالة امة يهوذا يكتب: «لبس [يهوه] البر كدرع وخوذة الخلاص على رأسه. ولبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء». (اشعياء ٥٩:١٧) تصوِّر هذه الكلمات النبوية يهوه كمحارب يتهيأ للقتال. وتفكيره مركّز على الخلاص الذي تزوده قضيته. وهو واثق من بره المطلق الذي لا شك فيه. وسيكون غيورا في تنفيذ احكامه بكل شجاعة. فلا بد ان الحق سيسود.
١٥ (أ) ماذا سيفعل المسيحيون الحقيقيون حين ينفِّذ يهوه دينونته؟ (ب) ماذا يمكن القول عن احكام يهوه؟
روما ١٢:١٩) حتى عندما يحسم يهوه الامور مع العالم المسيحي المرتد، لن يشترك عبّاده على الارض في تدميرهم. فهم يعرفون ان يهوه احتفظ لنفسه بالانتقام وأنه سيتخذ الاجراء الملائم في الوقت المناسب. تؤكد لنا النبوة: «حسب الاعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطا وأعداءه عقابا. جزاء يجازي الجزائر». (اشعياء ٥٩:١٨) فكما في ايام اشعيا، لن تكون احكام اللّٰه عادلة فحسب بل ايضا شاملة. فستبلغ حتى «الجزائر»، او الاماكن البعيدة. ولن يكون احد بعيدا او منعزلا اكثر من ان تدركه دينونة يهوه.
١٥ في بعض البلدان اليوم، يحاول اعداء الحق اعاقة عمل خدام يهوه بنشر دعاية كاذبة وافترائية. ان المسيحيين الحقيقيين لا يترددون في الدفاع عن الحق، لكنهم لا يسعون ابدا الى الانتقام شخصيا. (١٦ مَن سينجون من دينونة يهوه، وماذا سيتعلمون من نجاتهم؟
ملاخي ١:١١) نقرأ: «يخشون من المغرب اسم الرب ومن مشرق الشمس مجده فإنه يأتي كنهر منحصر تدفعه ريح [«روح»، عج] الرب». (اشعيا ٥٩:١٩، يج) فكالريح العاصفة التي تدفع امامها سيلا من المياه وتجرف كل ما في طريقها، سيزيل روح يهوه كل ما يعيق اتمام مشيئته. وروحه اشد من اية قوة يملكها الانسان. وعندما يستخدم روحه لتنفيذ دينونته في البشر والامم، سيلاقي نجاحا ساحقا وأكيدا.
١٦ ان الذين يجاهدون لفعل البر يجازيهم يهوه جزاء بارا. وينبئ اشعيا انه من اقصاء الارض الى اقصائها — في كل ارجاء المعمورة — سينجو هؤلاء الاشخاص. ونيلهم الحماية من يهوه سيعمِّق جدا احترامهم وتوقيرهم له. (رجاء وبركة للتائبين
١٧ مَن هو فادي صهيون، ومتى يفدي صهيون؟
١٧ بحسب شريعة موسى، اذا باع اسرائيلي نفسه للعبودية، يمكن ان يقوم ولي بفكّه او فدائه. وقد سبق ان وُصف يهوه في السفر النبوي الذي كتبه اشعيا بأنه فادي الاشخاص التائبين. (اشعياء ٤٨:١٧) وهنا ايضا يوصَف بأنه فادي التائبين. يسجل اشعيا وعد يهوه القائل: «يأتي الفادي الى صهيون وإلى التائبين عن المعصية في يعقوب يقول الرب». (اشعياء ٥٩:٢٠) يتم هذا الوعد المطَمئن سنة ٥٣٧ قم. ولكن له اتمام اضافي. فالرسول بولس اقتبس هذه الكلمات من الترجمة السبعينية وطبقها على المسيحيين. كتب: «بهذه الطريقة سوف يخلُص جميع إسرائيل. كما هو مكتوب: ‹سيأتي المنقذ من صهيون ويرد ممارسات الكُفر عن يعقوب. وهذا هو العهد من قِبَلي معهم حين أنزع خطاياهم›». (روما ١١:٢٦، ٢٧) نعم، لنبوة اشعيا انطباق اوسع بكثير — انطباق يمتد الى ايامنا ويتعداها. كيف؟
١٨ متى وكيف اوجد يهوه «اسرائيل اللّٰه»؟
١٨ في القرن الاول، اعترفت بقية صغيرة من امة اسرائيل بيسوع على انه المسيَّا. (روما ٩:٢٧؛ ١١:٥) وفي يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، سكب يهوه روحه القدس على نحو ١٢٠ شخصا من هؤلاء المؤمنين وأدخلهم في عهده الجديد الذي وسيطه يسوع المسيح. (ارميا ٣١:٣١-٣٣؛ عبرانيين ٩:١٥) في ذلك اليوم اتى «اسرائيل اللّٰه» الى الوجود، امة جديدة يتميز اعضاؤها بولادتهم بواسطة روح اللّٰه لا بتحدُّرهم الجسدي من ابراهيم. (غلاطية ٦:١٦) وابتداء من كرنيليوس، صارت الامة الجديدة تشمل الامم غير المختونين. (اعمال ١٠:٢٤-٤٨؛ كشف ٥:٩، ١٠) وهكذا تبنَّاهم يهوه اللّٰه وجعلهم اولاده الروحيين، شركاء يسوع في الميراث. — روما ٨:١٦، ١٧.
١٩ ايّ عهد يقطعه يهوه مع اسرائيل اللّٰه؟
١٩ يقطع يهوه الآن عهدا مع اسرائيل اللّٰه. نقرأ: «اما انا فهذا عهدي معهم قال الرب. روحي الذي عليكَ وكلامي الذي وضعتُه في فمك لا يزول من فمك ولا من فم نسلك ولا من فم نسل نسلك قال الرب من الآن وإلى الابد». (اشعياء ٥٩:٢١) سواء انطبقت هذه الكلمات على اشعيا نفسه او لا، فقد تمَّت في يسوع بالتأكيد، اذ أُكِّد له ان ‹سيرى نسله›. (اشعياء ٥٣:١٠) لقد تفوَّه يسوع بكلمات تعلَّمها من يهوه، وكان روح يهوه عليه. (يوحنا ١:١٨؛ ٧:١٦) ومن الملائم ان ينال اخوته وشركاؤه في الميراث، اعضاء اسرائيل اللّٰه، روح يهوه القدس هم ايضا ويكرزوا برسالة تعلَّموها من ابيهم السماوي. فهم جميعا ‹اشخاص متعلمون من يهوه›. (اشعيا ٥٤:١٣، عج؛ لوقا ١٢:١٢؛ اعمال ٢:٣٨) وسواء بواسطة اشعيا او بواسطة يسوع، الذي يمثِّله اشعيا نبويا، يتعهد يهوه الآن ألا يستبدلهم بتاتا بل ان يستخدمهم كشهود له الى الابد. (اشعياء ٤٣:١٠) ولكن مَن هم ‹نسلهم› الذين يستفيدون ايضا من هذا العهد؟
٢٠ كيف تمَّ وعد يهوه لإبراهيم في القرن الاول؟
٢٠ في الماضي وعد يهوه ابراهيم قائلا: «يتبارك في نسلك جميع امم الارض». (تكوين ٢٢:١٨) وانسجاما مع ذلك، خرجت البقية الصغيرة من الاسرائيليين الطبيعيين، التي اعترفت بالمسيَّا، لتكرز بالبشارة عن المسيح في امم كثيرة. وابتداء من كرنيليوس «تَبارك» امميون كثيرون غير مختونين في يسوع، نسل ابراهيم. وصاروا جزءا من اسرائيل اللّٰه وجزءا ثانويا من نسل ابراهيم. انهم جزء من ‹امة يهوه المقدسة›، التي فُوِّض اليها ‹اعلان فضائل الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب›. — ١ بطرس ٢:٩؛ غلاطية ٣:٧-٩، ١٤، ٢٦-٢٩.
٢١ (أ) ايّ «نسل» انتجه اسرائيل اللّٰه في الازمنة العصرية؟ (ب) كيف يتعزى ‹النسل› بالعهد الذي قطعه يهوه مع اسرائيل اللّٰه؟
٢١ يبدو اليوم ان كامل عدد اسرائيل اللّٰه قد جُمع. لكنَّ الامم لا مزمور ٣٧:١١، ٢٩) وهذا ‹النسل› متعلم ايضا من يهوه ومن طرقه. (اشعياء ٢:٢-٤) ومع انهم غير معتمدين بالروح القدس ولا يُعتبرون شركاء في العهد الجديد، يقوِّيهم روح يهوه القدس ليتغلبوا على كل العوائق التي يضعها الشيطان في طريق عملهم الكرازي. (اشعياء ٤٠:٢٨-٣١) انهم يُعدّون اليوم بالملايين، وهم يستمرون في الازدياد فيما ينتجون نسلهم الخاص. وعهد يهوه مع الممسوحين يعطي هذا ‹النسل› الثقة بأن يهوه سيستمر في استخدامهم هم ايضا كناطقين باسمه الى الابد. — كشف ٢١:٣، ٤، ٧.
تزال تُبارَك — وعلى نطاق واسع. كيف؟ الجواب هو ان اسرائيل اللّٰه عنده «نسل»، تلاميذ ليسوع يرجون العيش الى الابد على ارض فردوسية. (٢٢ ممَّ نحن على ثقة بشأن يهوه، وكيف ينبغي ان يؤثر ذلك فينا؟
٢٢ فلنحافظ جميعا على ايماننا بيهوه. انه يرغب في انقاذنا، وهو قادر على ذلك! ولن تقصُر يده ابدا؛ فسيقوم دائما بإنقاذ شعبه الامين. وجميع الذين يثقون به يُبقون كلامه الصالح في افواههم «من الآن وإلى الابد».
[اسئلة الدرس]
[الاطار في الصفحة ٢٩٤]
اورشليم المرتدة — تشابُه مع العالم المسيحي
تمثِّل اورشليم، عاصمة امة اللّٰه المختارة، هيئة اللّٰه السماوية المؤلفة من مخلوقات روحانية وكذلك مجموعة المسيحيين الممسوحين المقامين الى السماء كعروس المسيح. (غلاطية ٤:٢٥، ٢٦؛ كشف ٢١:٢) ولكن كثيرا ما خان سكان اورشليم يهوه، ووُصفت المدينة بالزانية والفاسقة. (حزقيال ١٦:٣، ١٥، ٣٠-٤٢) وفي هذه الحالة كانت اورشليم نموذجا ملائما للعالم المسيحي المرتد.
دعا يسوع اورشليم «قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين اليها». (لوقا ١٣:٣٤؛ متى ١٦:٢١) وكأورشليم الخائنة، يدَّعي العالم المسيحي انه يخدم الاله الحقيقي ولكنه مبتعد جدا عن طرقه البارة. ونحن على ثقة من ان يهوه سيدين العالم المسيحي بحسب المقاييس البارة نفسها التي دان بها اورشليم المرتدة.
[الصورة في الصفحة ٢٩٦]
ينبغي ان يقضي القاضي بالبر، يُجري العدل، ويرفض اية رشوة
[الصورة في الصفحة ٢٩٨]
كالنهر الفائض، ستزيل احكام يهوه كل العوائق امام تحقيق مشيئته
[الصورة في الصفحة ٣٠٢]
يتعهد يهوه ألا يخسر شعبه ابدا امتياز كونهم شهودا له