الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

بلايين من الأموات الآن سيحيون قريبا ثانية

بلايين من الأموات الآن سيحيون قريبا ثانية

الفصل ١٩

بلايين من الأموات الآن سيحيون قريبا ثانية

١-‏٣ (‏أ)‏ ماذا لن يُسمَح بأن تفعله الآثار المضرَّة لاغراق آدم نفسَه ونسلَه غير المولود في الخطية؟‏ (‏ب)‏ لكي تكون الحالة كذلك،‏ ماذا يجب فعله؟‏

ان ادارة الملكوت بين يدي يسوع المسيح وحكامه المعاونين الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ ستمنح حقا بركات عظيمة للناجين من «الضيقة العظيمة.‏» والآثار المضرَّة لاغراق آدم نفسَه ونسلَه غير المولود في الخطية لن يجري تذكُّرها آنذاك بطريقة مؤلمة عقليا وعاطفيا.‏ تعد كلمات النبي اشعياء الموحى بها:‏ «لا تُذكر الأولى ولا تخطر على بال.‏» —‏ اشعياء ٦٥:‏١٧‏.‏

٢ ولكي تكون الحالة كذلك،‏ يجب ان يُبطل تماما الألم والحزن الناتجان من الآثار المميتة للخطية.‏ وهذا يشمل اقامة بلايين الناس الأموات الآن الى الحياة.‏ لماذا؟‏

٣ اذا كنتم ستنجون من «الضيقة العظيمة،‏» فهل تكونون سعداء حقا اذ تعرفون ان الأصدقاء والأقرباء الأعزاء الذين ماتوا في السنين الماضية لا يزالون محرومين من الحياة وبركاتها؟‏ ألا يجلب لكم ذلك ألم القلب والعقل؟‏ فلازالة اية امكانية لمثل هذا الألم،‏ لا بد ان يقام الأموات.‏ ولن تُمحى كاملا الآثار المضرَّة للخطية إلّا اذا كان ممكنا ردّهم الى الحياة ومساعدتهم على بلوغ الكمال جسدا وعقلا.‏

٤ اي تأكيد تقدِّمه لنا الأسفار المقدسة من هذا القبيل؟‏

٤ تؤكِّد لنا الأسفار المقدسة ان الأموات عموما سيحيون ثانية.‏ وسيُعطَون فرصة الحصول على اكثر من مدة الحياة القصيرة التي انتهت عند موتهم.‏ فقد منح يهوه اللّٰه ابنه يسوع المسيح سلطة اقامتهم.‏ (‏يوحنا ٥:‏​٢٦-‏٢٨‏)‏ ومَنْح يسوع سلطة اقامة الأموات يتفق مع واقع الاشارة اليه نبويا في الكتاب المقدس بصفته «أبا ابديا.‏» (‏اشعياء ٩:‏٦‏)‏ فباقامة يسوع اولئك الراقدين في الموت الى الحياة،‏ يصير اباهم.‏ —‏ قارنوا المزمور ٤٥:‏١٦‏.‏

الاساس للايمان

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ لماذا الايمان بالقيامة معقول؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان يقوِّي ثقتنا بوعد اللّٰه بالقيامة؟‏

٥ بالنسبة الى مَن يسلِّم بوجود اللّٰه،‏ لا يجب ان تكون هنالك مشكلة في حيازة ايمان راسخ بالقيامة.‏ أفليس معقولا ان مَن ابدأ الحياة البشرية في الأصل هو حكيم ايضا كفاية ليردّ الحياة الى الأموات،‏ ليخلق من جديد البشر الأموات؟‏ لقد وعد يهوه اللّٰه شخصيا بأن الأموات سيحيون ثانية.‏ وأنجز ايضا اعمالا جبَّارة تقوِّي الثقة بهذا الوعد.‏

٦ منح يهوه اللّٰه بعض خدامه الأمناء سلطة اقامة الأموات فعلا.‏ ففي صِرْفَة،‏ ليس بعيدا عن الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط،‏ اقام ايليا النبي الابن الوحيد لأرملة.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏​٢١-‏٢٣‏)‏ وأقام خليفته أليشع الابن الوحيد لامرأة مضيافة بارزة في شونَم،‏ في الجزء الشمالي من اسرائيل.‏ (‏٢ ملوك ٤:‏​٨،‏ ٣٢-‏٣٧‏)‏ وأقام يسوع المسيح ابنة يايرس،‏ واحد من رؤساء المجمع بالقرب من بحر الجليل؛‏ الابن الوحيد لأرملة في نايين،‏ الى الجنوب الغربي من بحر الجليل؛‏ وصديقه الحبيب لعازر،‏ الذي كان ميتا لأربعة ايام ومدفونا ليس بعيدا عن اورشليم.‏ (‏مرقس ٥:‏​٢٢،‏ ٣٥،‏ ٤١-‏٤٣؛‏ لوقا ٧:‏​١١-‏١٧؛‏ يوحنا ١١:‏​٣٨-‏٤٥‏)‏ وفي يافا،‏ على شاطئ البحر الأبيض المتوسط،‏ اقام الرسول بطرس غزالة (‏طابيثا)‏ من الأموات.‏ (‏اعمال ٩:‏​٣٦-‏٤٢‏)‏ والرسول بولس،‏ عند توقفه في المقاطعة الرومانية لآسيا،‏ اقام افتيخوس بعدما سقط ميتا من نافذة في الطبقة الثالثة.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏​٧-‏١٢‏.‏

٧-‏٩ (‏أ)‏ ما هي القيامة المسجَّلة الأجدر بالملاحظة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن اثبات قيامة يسوع دون ادنى شك؟‏ (‏ج)‏ كيف تأثَّر المسيحيون الأوائل بيقين قيامة يسوع؟‏

٧ والقيامة الأجدر بالملاحظة كانت تلك التي ليسوع المسيح نفسه.‏ وهذا الحدث التاريخي المشهود له جيدا يزوِّد البرهان الأقوى على ان هنالك قيامة.‏ وهذا ما اوضحه الرسول بولس لأولئك المجتمعين في اريوس باغوس في اثينا،‏ اليونان:‏ «[اللّٰه] مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل قد عيَّنه مقدِّما للجميع (‏ضمانا)‏ اذ اقامه من الأموات.‏» —‏ اعمال ١٧:‏٣١‏.‏

٨ كانت قيامة يسوع واقعا مثبتا دون ادنى شك.‏ فكان هنالك اكثر بكثير من شاهدَين او ثلاثة يمكن ان يشهدوا لها.‏ ففي احدى المناسبات ظهر يسوع المسيح المقام لأكثر من خمسمئة تلميذ.‏ وكانت قيامته مؤكَّدة جيدا حتى ان الرسول بولس تمكَّن من القول ان انكار القيامة يعني انكار الايمان المسيحي ككل.‏ كتب:‏ «فإن لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام.‏ وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم.‏ ونوجد نحن ايضا شهود زور للّٰه لأننا شهدنا من جهة اللّٰه انه اقام المسيح وهو لم يُقِمه إن كان الموتى لا يقومون.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​١٣-‏١٥‏.‏

٩ عرف المسيحيون الأوائل،‏ كالرسول بولس،‏ بالتأكيد ان يسوع أُقيم من الأموات.‏ واقتناعهم بأنهم سيكافأون بالقيامة كان قويا جدا حتى انهم كانوا على استعداد لمواجهة الاضطهاد العنيف،‏ وحتى الموت نفسه.‏

القيامة الى الحياة الروحانية

١٠ ماذا تُظهر قيامة يسوع المسيح؟‏

١٠ تُظهر قيامة يسوع المسيح ان اقامة الأموات لا تعني اعادة الجسد نفسه الى الحياة.‏ فقد أُقيم يسوع،‏ لا الى الحياة البشرية،‏ بل الى الحياة الروحانية.‏ وبالاشارة الى ذلك،‏ كتب الرسول بطرس:‏ «فإن المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البارّ من اجل الأثمة لكي يقرِّبنا الى اللّٰه مماتا في الجسد ولكن محيًى في الروح.‏» (‏١ بطرس ٣:‏١٨‏)‏ فعند قيامته نال يسوع جسما لا من لحم ودم،‏ بل جسما يصلح للحياة السماوية.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​٤٠،‏ ٥٠‏.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف أُقيم يسوع،‏ وماذا كان يجب فعله قبل ان يتمكَّن تلاميذه من رؤيته؟‏ (‏ب)‏ مَن سيحصل ايضا على قيامة كتلك التي ليسوع؟‏

١١ كان ذلك الجسم الروحاني طبعا غير منظور للأعين البشرية.‏ لهذا السبب،‏ لكي يراه تلاميذه بعد قيامته،‏ كان على يسوع ان يتجسَّد.‏ وتلزم الملاحظة ان يسوع لم يُدفَن بثياب بل لُفَّ بأكفان من كتان.‏ وبعد قيامته بقيت الأكفان في القبر.‏ ولذلك،‏ كما كان على يسوع ان يجسِّم ثيابا،‏ اتخذ ايضا جسدا ليجعل نفسه منظورا لتلاميذه.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٥٣؛‏ يوحنا ١٩:‏٤٠؛‏ ٢٠:‏​٦،‏ ٧‏)‏ وهل ذلك غريب؟‏ لا،‏ فهذا تماما ما فعله الملائكة قبل هذا الوقت عندما ظهروا للبشر.‏ وواقع ان يسوع جسَّم جسدا لحميًّا يوضح لماذا لم يعرفه تلاميذه دائما في بادئ الأمر ولماذا تمكَّن من الظهور والاختفاء فجأة.‏ —‏ لوقا ٢٤:‏​١٥-‏٣١؛‏ يوحنا ٢٠:‏​١٣-‏١٦،‏ ٢٠‏.‏

١٢ لا ينال مثل هذه القيامة سوى الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الوارثين مع يسوع المسيح الذين يقترنون به في الحكم.‏ وإذ يناقش الكتاب المقدس هذه القيامة الى الحياة الروحانية،‏ يخبرنا:‏

‏«الذي تزرعه لا يُحيا إن لم يمت.‏ والذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجرَّدة ربما من حنطة او احد البواقي.‏ ولكنَّ اللّٰه يعطيها جسما كما اراد ولكل واحد من البزور جسمه.‏ .‏ .‏ .‏ هكذا ايضا قيامة الأموات.‏ يُزرع في فساد ويقام في عدم فساد.‏ يُزرع في هوان ويقام في مجد.‏ يُزرع في ضعف ويقام في قوة.‏ يُزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا.‏ يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني.‏ هكذا مكتوب ايضا.‏ صار آدم الانسان الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييا.‏ لكن ليس الروحاني اولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني.‏ الانسان الأول من الأرض ترابي.‏ الانسان الثاني الرب من السماء.‏ كما هو الترابي هكذا الترابيون ايضا.‏ وكما هو السماوي هكذا السماويون ايضا.‏ وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​٣٦-‏٤٩‏.‏

القيامة الى الحياة على الأرض

١٣-‏١٥ لماذا لن يحتاج اللّٰه ان يعيد جمع كل الذرَّات التي شكلت ذات مرة اجساد اولئك الذين سيقامون الى الحياة الأرضية؟‏

١٣ ولكن ماذا عن اولئك الذين،‏ بخلاف يسوع المسيح ورفقائه الحكام الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤،‏ سيقامون الى الحياة الأرضية؟‏ بما انهم ‹عادوا الى التراب،‏› فهل يضطر اللّٰه ان يعيد جمع كل الذرَّات التي شكلت ذات مرة اجسادهم لتكون اجسادهم مماثلة من كل ناحية لما كانت عليه لحظة الموت؟‏

١٤ كلا،‏ فهذا ببساطة غير ممكن.‏ ولمَ لا؟‏ اولا،‏ لأن هذا يعني انهم يعادون الى الحياة في حالة هي على شفير الموت.‏ والأشخاص الذين أُقيموا في الماضي لم يعادوا في حالة المرض نفسها التي سبقت موتهم.‏ وعلى الرغم من انهم لم يكونوا كاملين عند قيامتهم،‏ فقد كان لديهم جسد معافى وسليم على نحو معقول.‏

١٥ وفضلا عن ذلك،‏ ليس من المنطقي الاصرار ان الذرَّات نفسها تماما سيجري ضمُّها ثانية لتشكل جسدهم المسترد.‏ فبعد الموت،‏ وبعملية الاضمحلال،‏ يتحوَّل الجسم البشري الى مواد كيميائية عضوية اخرى.‏ وهذه قد تمتصها النباتات،‏ وقد يأكل الناس هذه النباتات او ثمرها.‏ وهكذا فإن العناصر الذرِّية التي كانت تؤلِّف الشخص الراحل يمكن ان تصير اخيرا في اناس آخرين.‏ فمن الواضح انه عند القيامة لا يمكن اعادة جمع الذرَّات نفسها في كل شخص يعاد من الأموات.‏

١٦ ماذا تعني القيامة للفرد؟‏

١٦ اذًا،‏ ماذا تعني القيامة للفرد؟‏ انها تعني اعادته الى الحياة بصفته الشخص نفسه.‏ وماذا يجعل الفرد ما هو عليه كشخص؟‏ هل المادة الكيميائية التي تؤلِّف جسده؟‏ كلا،‏ لأن الجزيئات في الجسم تُستبدل قانونيا.‏ اذًا،‏ ما يميِّزه حقا عن الناس الآخرين هو مظهره الجسدي العام،‏ صوته،‏ شخصيته،‏ اختباراته،‏ نموه العقلي وذاكرته.‏ وهكذا عندما يقيم يهوه اللّٰه،‏ بواسطة ابنه يسوع المسيح،‏ شخصا من الأموات،‏ من الواضح انه يزوِّد هذا الشخص جسدا بالميزات نفسها كما في السابق.‏ وستكون لدى الشخص المقام الذاكرة نفسها التي اكتسبها خلال حياته وسيكون لديه الوعي الكامل لهذه الذاكرة.‏ وسيكون الشخص قادرا على تحديد هويته،‏ وأولئك الذين عرفوه سيكونون ايضا قادرين على ذلك.‏

١٧ اذا اعيد خلق الشخص،‏ فلماذا يكون الشخص نفسه؟‏

١٧ ‏‹ولكن اذا اعيد خلق الشخص على هذا النحو،‏› قد يقول قائل،‏ ‹فهل يكون حقا الشخص نفسه؟‏ ألا يكون مجرد نسخة؟‏› كلا،‏ لأن هذا التفكير يغفل عن الواقع المذكور آنفا انه حتى في الحياة تخضع اجسادنا للتغيير باستمرار.‏ فقبل نحو سبع سنوات كانت الجزيئات التي تؤلِّف اجسادنا مختلفة عن الجزيئات التي تشكلها اليوم.‏ حتى اننا نختلف في المظهر فيما تمرّ السنون.‏ ومع ذلك،‏ ألا نملك بصمات الأصابع نفسها؟‏ ألسنا الأشخاص انفسهم؟‏ بلى،‏ بكل تأكيد.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ اية عملية مدهشة توضح ان الايمان بالقيامة معقول؟‏ (‏ب)‏ بحسب المزمور ١٣٩:‏١٦‏،‏ ماذا يكون يهوه اللّٰه قادرا على فعله؟‏

١٨ ان الذين تبدو لهم القيامة امرا يكاد لا يصدق يجب ان يتأمَّلوا في عملية مدهشة على نحو مماثل تحدث وقت الحمل البشري.‏ فالخلية الصغيرة جدا التي تتكوَّن باتحاد المني والبييضة تحتوي في داخلها على امكانية الصيرورة شخصا مختلفا عن ايّ شخص آخر عاش على الاطلاق.‏ وفي هذه الخلية توجد العوامل التي توجِّه بناء الفرد وتكوين الشخصية الأساسية التي يرثها عن والديه.‏ ثم،‏ طبعا،‏ تضاف اختبارات حياته في ما بعد الى هذه الشخصية.‏ وبطريقة مماثلة لما يحدث وقت الحمل،‏ ففي وقت القيامة او اعادة الخلق ستُردّ الى الشخص الراحل شخصيته وسجل حياته،‏ اذ تنطبع في كل خلية من جسده الخصائص التي تجعله مختلفا عن جميع الأشخاص الآخرين.‏ وستنطبع في قلبه،‏ عقله وجسده الصفات،‏ الميزات والقدرات المضافة التي طوَّرها خلال حياته السابقة.‏

١٩ ذكر المرنم الملهم في ما يتعلق بالخالق:‏ «رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كُتبت يوم تصوَّرَت اذ لم يكن واحد منها.‏» (‏مزمور ١٣٩:‏١٦‏)‏ ووفقا لذلك،‏ حالما تتكوَّن الاتحادات الوراثية وقت الحمل،‏ يكون يهوه اللّٰه قادرا على ملاحظة ميزات الطفل الأساسية وحيازة سجل لها.‏ اذًا،‏ من المنطقي تماما ان يكون قادرا على حيازة سجل دقيق يعيد به خلق الشخص الذي مات.‏

٢٠،‏ ٢١ لماذا يمكن ان نثق بذاكرة يهوه الكاملة؟‏

٢٠ يمكن ان نثق بذاكرة يهوه الكاملة.‏ فحتى البشر الناقصون،‏ بواسطة شريط ڤيديو،‏ يستطيعون ان يحفظوا ويصنعوا نسخا مرئية ومسموعة للأشخاص.‏ وأعظم بكثير هي قدرة اللّٰه على حفظ مثل هذه السجلات،‏ اذ يدعو كل الكواكب التي لا تحصى بأسماء!‏ —‏ مزمور ١٤٧:‏٤‏.‏

٢١ يمكن الفهم،‏ اذًا،‏ ان القيامة او اعادة الخلق امر ممكن لأن الفرد الراحل يعيش في ذاكرة اللّٰه.‏ وبسبب تذكُّره الكامل لأنماط الحياة وقصده ان يقيم الأموات،‏ يستطيع يهوه اللّٰه ان يعتبر رجال الايمان الراحلين كابراهيم،‏ اسحاق ويعقوب احياء.‏ وهذا ما لفت اليه يسوع المسيح انتباه الصدوقيين العديمي الايمان،‏ قائلا:‏ «وأما ان الموتى يقومون فقد دلَّ عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول.‏ الرب اله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب.‏ وليس هو اله اموات بل اله احياء لأن الجميع عنده احياء.‏» —‏ لوقا ٢٠:‏​٣٧،‏ ٣٨‏.‏

٢٢،‏ ٢٣ من اي شيء يحرِّرنا الايمان بقيامة الأموات؟‏

٢٢ هنالك حقا اساس كافٍ للايمان بالقيامة او اعادة الخلق.‏ صحيح ان البعض قد يرفضون الفكرة.‏ ولكن هل تكونون افضل حالا اذا اغمضتم عينيكم وعقلكم عن الدليل ورفضتم الايمان بالقيامة؟‏ هل يجعل ذلك فقدان قريب او صديق عزيز في الموت اسهل عليكم؟‏ وهل تكونون مستعدين بشكل افضل لمواجهة التوقُّع المروِّع لموتكم؟‏

٢٣ ان معرفة المرء ان هذه الحياة ليست كل ما هنالك تحرِّره من خوف القضاء عليها قبل الأوان بوسائل عنيفة.‏ وقد استغل الشيطان ابليس هذا الخوف في استعباد الناس،‏ دافعا اياهم بواسطة وكلائه الأرضيين الى اطاعة اوامره.‏ (‏متى ١٠:‏٢٨؛‏ عبرانيين ٢:‏١٤‏)‏ وإذ خاف كثيرون من امكانية اعدامهم،‏ فشلوا في اتِّباع ما يمليه عليهم ضميرهم واقترفوا بجبن جرائم ضد الانسانية،‏ كما حصل في معسكرات الاعتقال في المانيا النازية.‏

٢٤،‏ ٢٥ كيف يساعدنا الايمان بالقيامة؟‏

٢٤ لكنَّ الشخص الذي لديه ايمان قوي بالقيامة يتشدَّد في تصميمه على فعل ما هو صواب حتى لو عنى ذلك ربما الموت له.‏ وبالنسبة اليه فإن الحياة التي سيتمتع بها عند قيامته من الأموات هي اثمن بكثير من سنوات قليلة من الحياة الآن.‏ فهو لا يريد ان يعرِّض للخطر فرصة نيله الحياة الأبدية من اجل ما يكاد لا يدعى،‏ بالمقارنة،‏ اطالة لحياته.‏ وهو كرجال الأزمنة القديمة الذين يخبر عنهم سفر العبرانيين للكتاب المقدس:‏ «عُذِّبوا ولم يقبلوا النجاة (‏بفدية)‏ [مسايرة على ما هو صواب] لكي ينالوا قيامة افضل.‏» —‏ عبرانيين ١١:‏٣٥‏.‏

٢٥ من المؤكَّد ان الذين يثقون بوعد اللّٰه باقامة الأموات هم افضل حالا بكثير من الذين ليس لهم رجاء القيامة.‏ فيمكنهم ان يتطلعوا الى المستقبل دون خوف.‏

٢٦،‏ ٢٧ ماذا يكشف لنا دليل الكتاب المقدس،‏ وكيف يجب ان يؤثِّر ذلك فينا؟‏

٢٦ يُظهر دليل الكتاب المقدس ان هذا النظام سينتهي قريبا،‏ في هذا الجيل،‏ وسيُستبدل بادارة بارَّة بين يدي يسوع المسيح وحكامه المعاونين.‏ لهذا السبب فان بلايين من الأموات الآن سيحيون قريبا ثانية ويبدأون بالاستفادة من حكم الملكوت.‏ ويا لروعة ترحيب الناجين من «الضيقة» بالأموات!‏ فكِّروا في فرح التمكُّن ثانية من حيازة الرفقة المشجعة للأصدقاء الأعزاء والأنسباء الأحباء،‏ من سماع اصواتهم المألوفة ورؤيتهم في صحة جيدة.‏

٢٧ ايّ تأثير يجب ان يكون لذلك فيكم؟‏ ألا يجب ان يحثَّكم على شكر اللّٰه على رجاء القيامة البديع؟‏ ألا يجب ان يدفعكم شكركم الى فعل كل ما تستطيعون للتعلُّم عنه ثم لخدمته بأمانة؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٧٢]‏

أليس ممكنا لمن يجعل الطفل ينمو في رحم امه ان يقيم الأموات ايضا؟‏