الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لمَن ستجلب القيامة الفوائد؟‏

لمَن ستجلب القيامة الفوائد؟‏

الفصل ٢٠

لمَن ستجلب القيامة الفوائد؟‏

١،‏ ٢ اية معلومات يحتويها الكتاب المقدس عن القيامة؟‏

تنشأ اسئلة عديدة عن قيامة الأموات.‏ مَن سيقامون؟‏ الأطفال؟‏ الأولاد؟‏ الأبرار والأشرار على السواء؟‏ وهل يتحد الذين كانوا متزوجين ثانية برفقاء زواجهم السابقين؟‏

٢ لا يناقش الكتاب المقدس كل تفصيل عن القيامة.‏ لكنه يحتوي على الوعد الرائع بأن الأموات سيقامون الى الحياة ويعطي تفاصيل كافية لتثبيت الايمان بهذا الوعد.‏ فهل يجب ان يمنعنا صمته عن بعض المسائل من تقدير صحة هذا الوعد؟‏

٣،‏ ٤ ماذا يمكن ان تساعدنا على فهمه الأمثلة المعطاة عن عدم توقُّعنا ان نزوَّد بكل تفصيل عن القيامة؟‏

٣ في تعاملاتنا مع رفقائنا البشر لا نتوقَّع ايضاح كل تفصيل،‏ أليس كذلك؟‏ مثلا،‏ اذا دُعيتم الى مأدبة،‏ لا تسألون صاحب الدعوة:‏ ‹اين سيجلس جميع الناس؟‏ هل انت مستعد لتطبخ طعاما لكل هذا العدد من الاشخاص؟‏ كيف يمكن ان اتيقَّن انه سيكون لديك ما يكفي من الآنية والصحون لتقديم الطعام؟‏› ألا يكون طرح مثل هذه الأسئلة اهانة؟‏ ولا احد يفكِّر في القول للمضيف:‏ ‹أَقنعني اولا بأنني سأقضي وقتا طيبا.‏› فنيل الدعوة ومعرفة مصدرها يجب ان يكونا كافيين ليثق المرء بأن الأمور ستكون على ما يرام.‏

٤ حقا،‏ لا احد يستحسن استدعاءه ليوضح او يبرهن كل عبارة يقولها.‏ لنفترض ان احد المعارف وصف اختبار انقاذه شخصا من الغرق.‏ فإذا كان صديقا محترما،‏ لا نسأله ان يثبت انه فعل في الواقع الأمور التي وصفها.‏ وطلب ذلك يُظهر النقص في الثقة والائتمان.‏ ولا يكون اساسا لبناء صداقة والمحافظة عليها.‏ فمن الواضح،‏ اذًا،‏ ان مَن لا يقبل وعد اللّٰه بالقيامة دون ايضاح كل تفصيل اولا لا يمكن ابدا ان يحسَب صديقا له.‏ فاللّٰه يقبل كأصدقاء له فقط اولئك الذين يمارسون الايمان،‏ الذين يثقون بكلمته.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ وهو يزوِّد الدليل الوافر الذي يتأسس عليه مثل هذا الايمان،‏ ولكنه لا يجبر الناس على الايمان بتزويد كل تفصيل والبرهان عليه بحيث يكون الايمان غير ضروري.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ على ماذا يعمل غياب بعض التفاصيل؟‏ (‏ب)‏ مثال مَن نريد ان نتجنب؟‏

٥ وهكذا فإن غياب بعض التفاصيل يعمل على امتحان الناس في ما يتعلق بما هم عليه في القلب.‏ فهنالك الذين ينظرون الى انفسهم وأفكارهم المفضَّلة نظرة رفيعة،‏ والذين يتبعون مسلك الاستقلال.‏ وهم لا يريدون ان يكونوا مسؤولين امام احد.‏ والايمان بالقيامة يتطلب منهم الاعتراف بالحاجة الى العيش بانسجام مع مشيئة اللّٰه.‏ لكنهم لا يريدون فعل ذلك.‏ وهكذا،‏ بسبب غياب بعض التفاصيل عن القيامة،‏ قد يجدون ما يعتبرونه مبرِّرا لعدم ايمانهم.‏ وهم يشبهون الى حد بعيد الصدوقيين في زمن خدمة يسوع الأرضية.‏ فقد رفض الصدوقيون الايمان بالقيامة وأشاروا الى ما ظنوا انه مشكلة مستعصية.‏ قالوا ليسوع:‏

‏«يا معلِّم كتب لنا موسى إن مات لأحد أخ وله امرأة ومات بغير ولد يأخذ اخوه المرأة ويقيم نسلا لأخيه.‏ فكان سبعة اخوة.‏ وأخذ الأول امرأة ومات بغير ولد.‏ فأخذ الثاني المرأة ومات بغير ولد.‏ ثم اخذها الثالث وهكذا السبعة.‏ ولم يتركوا ولدا وماتوا.‏ وآخر الكل ماتت المرأة ايضا.‏ ففي القيامة لمَن منهم تكون زوجة.‏ لأنها كانت زوجة للسبعة.‏» —‏ لوقا ٢٠:‏​٢٨-‏٣٣‏.‏

٦ في الاجابة عن سؤالهم،‏ كشف يسوع المسيح الخطأ في تفكير الصدوقيين وشدَّد على يقين الوعد بالقيامة.‏ اجاب:‏

‏«ابناء هذا الدهر يزوِّجون ويزوَّجون.‏ ولكنَّ الذين حُسِبوا اهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات لا يزوِّجون ولا يزوَّجون.‏ .‏ .‏ .‏ وأما ان الموتى يقومون فقد دلَّ عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول.‏ الرب اله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب.‏ وليس هو اله اموات بل اله احياء لأن الجميع عنده احياء.‏» —‏ لوقا ٢٠:‏​٣٤-‏٣٨‏.‏

لماذا لا تقدِّم القيامة وعدا بالزواج

٧،‏ ٨ تذكُّر ايّ واقع سيساعدنا على تجنب التفكير ان القيامة دون زواج شيء غير مرغوب فيه؟‏

٧ استنادا الى جواب يسوع للصدوقيين،‏ قد يقلق البعض بشأن قوله انه لن يكون هنالك زواج بين المقامين من الأموات.‏ حتى انهم قد يفكِّرون ان القيامة دون زواج شيء غير مرغوب فيه،‏ وأنها لن تفيدهم.‏

٨ ولكن،‏ عندما نفكِّر في جواب يسوع،‏ يحسن بنا ان نتذكَّر اننا ناقصون.‏ فالأشياء التي نحبها ونكرهها تتحكم فيها الى حد بعيد الأمور التي اعتدناها.‏ ولذلك لا احد لديه حقا اساس للتيقن انه لن يحب التدابير المقبلة التي سيصنعها اللّٰه للمقامين.‏ ثم انه لم يجرِ تزويد كل التفاصيل.‏ وهذا كان حقا لطفا من جهة اللّٰه.‏ فكبشر ناقصين،‏ قد نتجاوب في بادئ الامر بشكل غير مؤات مع امور تملأ في الواقع حياتنا بالفرح في حالة الكمال.‏ وتفاصيل كهذه اذًا قد تكون فوق نطاق مقدرتنا الحاضرة على نيلها.‏ وقد اظهر يسوع المسيح الادراك والاعتبار لحدود البشر الناقصين،‏ كما يتضح مما قاله لتلاميذه في احدى المناسبات:‏ «ان لي امورا كثيرة ايضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن.‏» —‏ يوحنا ١٦:‏١٢‏.‏

٩ لماذا لن يتزوج الذين ينالون القيامة الى الحياة الروحانية الخالدة في السموات؟‏

٩ ان الذين سينالون القيامة الى الحياة الروحانية الخالدة في السموات ليست لديهم اية فكرة عما ستكون عليه.‏ ولا يمكنهم تشبيهها بأيّ شيء يعرفونه على الأرض.‏ فستكون اجسامهم مختلفة تماما.‏ وجميع الفوارق الجنسية الخاصة بالبشر ستكون امورا من الماضي بالنسبة اليهم.‏ لذلك لا يمكن ان يكون هنالك زواج بين المقامين الى الحياة الروحانية في السموات لأنهم كهيئة يصيرون جميعا «عروس» المسيح.‏

١٠ لماذا لن يتزوج ثانية اولئك الذين يعادون من الأموات ليعيشوا على الأرض برفقاء زواجهم السابقين؟‏

١٠ ولكن ماذا عن الذين يعادون من الأموات ليعيشوا على الأرض؟‏ هل يتحدون ثانية برفقاء الزواج السابقين؟‏ ما من عبارة في الكتاب المقدس تشير الى ان الحالة ستكون كذلك.‏ فالأسفار المقدسة تُظهر بصورة جازمة ان الموت يفسخ الزواج.‏ تقول رومية ٧:‏​٢،‏ ٣‏:‏ «المرأة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحيّ.‏ ولكن إن مات الرجل فقد تحرَّرت من ناموس الرجل.‏ .‏ .‏ .‏ حتى انها ليست زانية إن صارت لرجل آخر.‏»‏

١١ كيف يجب ان يُنظر الى الزواج ثانية في الوقت الحاضر؟‏

١١ لذلك،‏ اذا اختار شخص ان يتزوج ثانية الآن،‏ لا يجب ان يقلق بشأن التأثير الذي يمكن ان يكون لذلك في الرفيق المقام في المستقبل.‏ فان لم تكن لديه موهبة العزوبة،‏ لا يلزمه ان يصارع للمحافظة عليها برجاء الاتحاد ثانية في الزواج برفيقه السابق في القيامة.‏ فمن المؤكَّد،‏ اذًا،‏ انه كان لطفا من جهة اللّٰه ان لا يتطلب ان تكون العلاقات الزوجية السابقة سارية المفعول وقت قيامة الشخص،‏ كما ظنَّ الصدوقيون خطأً.‏

١٢ اية فكرة يجب ان تعزِّينا؟‏

١٢ في حين اننا لا نعرف اين على الأرض او مع مَن سيعيش المقامون،‏ يمكننا التيقن انه مهما كان الترتيب الموجود فهو سيساهم في سعادة المقامين.‏ وعطايا اللّٰه،‏ بما فيها القيامة،‏ ستشبع تماما رغبات وحاجات البشر الطائعين.‏ فعطاياه كاملة،‏ لا عيب فيها.‏ (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ والعطايا السخية التي حصلنا عليها حتى الآن كتعابير عن محبته تقنعنا بذلك.‏

الأولاد والآخرون الذين سيقامون

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ هل هنالك آمال في عودة الأولاد الى الحياة؟‏ (‏ب)‏ اية امثلة هنالك من الماضي تدل ان الأولاد سيُرّدون الى الحياة؟‏

١٣ وماذا عن الأولاد الذين يموتون؟‏ هل يعودون هم ايضا الى الحياة عندما يسود البرّ هذه الأرض؟‏ لا شك ان هذا ما يريده الوالدون المحبون لكل الأولاد الذين ربما خسروهم في الموت.‏ وهنالك اساس راسخ للتأمل في مثل هذا الرجاء.‏

١٤ بين الذين أُخبر في الكتاب المقدس بأنهم أُقيموا كان هنالك اولاد.‏ فابنة يايرس،‏ التي عاشت في الجليل،‏ كان لها من العمر نحو اثنتي عشرة سنة؛‏ وقد اعادها يسوع الى الحياة.‏ (‏لوقا ٨:‏​٤٢،‏ ٥٤،‏ ٥٥‏)‏ والصبيَّان اللذان اقامهما من الأموات النبيان ايليا واليشع ربما كانا اكبر او اصغر سنا.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏​٢٠-‏٢٣؛‏ ٢ ملوك ٤:‏​٣٢-‏٣٧‏)‏ ونظرا الى هذه القيامات السابقة للأولاد،‏ أليس من الصواب التوقُّع ان قيامة للأولاد على نطاق واسع ستحدث اثناء ملك يسوع؟‏ بلى،‏ بكل تأكيد!‏ ويمكننا التيقن انه مهما كان قصد يهوه اللّٰه من هذا القبيل فسيكون الأمر العادل،‏ الحكيم والحبي لجميع ذوي العلاقة.‏

١٥ مَن سيقامون من الأموات؟‏

١٥ يكشف الكتاب المقدس ان الغالبية الساحقة للجنس البشري —‏ رجالا،‏ نساء وأولادا —‏ سيقامون من الأموات.‏ وكما اكَّد الرسول بولس في دفاعه امام الوالي فيلكس:‏ «لي رجاء باللّٰه .‏ .‏ .‏ انه سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثمة.‏» (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ ان «الأبرار» هم الذين عاشوا في رضى اللّٰه.‏ و «الأثمة» هم باقي الجنس البشري.‏ ولكن هل يعني ذلك ان كل فرد ميت ستكون له قيامة؟‏ كلا،‏ لا يعني الامر كذلك.‏

الذين لن يقاموا

١٦،‏ ١٧ ايّ اشخاص لن يقاموا؟‏

١٦ حكم اللّٰه على البعض بأنهم لا يستحقون القيامة.‏ وعن الذين يرفضون في الوقت الحاضر الخضوع لحكم المسيح ويفشلون في فعل الأمور الصالحة ‹لاخوته› على الأرض يقول الكتاب المقدس:‏ «يمضي هؤلاء الى (‏قطع)‏ ابدي.‏» (‏متى ٢٥:‏٤٦‏)‏ وسيكابدون هذا القطع الأبدي عندما يهلك يسوع المسيح،‏ مع قواته الملائكية،‏ جميع مقاومي حكمه البارّ في «الضيقة العظيمة،‏» الوشيكة الآن.‏

١٧ أما عن الذين هم في الطريق لنيل ملكوت السموات الذين يتبرهن انهم غير امناء للّٰه،‏ فيجري اخبارنا:‏ «لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة ان تأكل المضادين.‏» —‏ عبرانيين ١٠:‏​٢٦،‏ ٢٧‏.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ اية صفوف من الناس لن يقاموا؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يمكننا القول ان افرادا معيَّنين،‏ غير مذكورين في الكتاب المقدس،‏ لن يقاموا من الأموات؟‏

١٨ وهنالك ايضا صفوف من الناس الذين يجري التكلُّم عنهم بأنهم يكابدون هلاكا ابديا.‏ وأشار يسوع المسيح الى ان الفريسيين والقادة الدينيين الآخرين غير التائبين لزمنه كصف قد اخطأوا ضد الروح القدس.‏ وقال عن مثل هذه الخطية:‏ «كل خطية وتجديف يُغفَر للناس.‏ وأما التجديف على الروح فلن يُغفَر للناس.‏ ومَن قال كلمة على ابن الانسان يُغفَر له.‏ وأما مَن قال على الروح القدس فلن يُغفَر له لا في هذا العالم ولا في الآتي.‏» (‏متى ١٢:‏​٣١،‏ ٣٢‏)‏ وإذ لا تكون هنالك مغفرة لمثل هذه الخطية،‏ فإن جميع المذنبين بانكار الظهورات الواضحة لروح اللّٰه يدفعون جزاء مثل هذه الخطية التي لا تغتفر ببقائهم امواتا الى الأبد.‏

١٩ عدا ما يقوله الكتاب المقدس بالتحديد عن الذين هلكوا الى الأبد،‏ لسنا في وضع يمكِّننا من القول ان افرادا معيَّنين لن يقاموا من الأموات.‏ لكنَّ واقع ان البعض لن يقاموا يجب ان يخدم كتحذير لنا لنتجنب مسلكا يقود الى عدم الرضى الالهي.‏

قيامة الدينونة

٢٠ (‏أ)‏ ماذا دفع اللّٰه الى وضع الأساس للقيامة؟‏ (‏ب)‏ لماذا سيخفق البعض في الفوز بالبركات التي كان يمكن ان تجلبها لهم القيامة؟‏

٢٠ وواقع ان غالبية الجنس البشري سيقامون من الأموات هو حقا لطف غير مستحق من جهة اللّٰه.‏ وهو امر ليس اللّٰه ملزما بفعله،‏ لكنَّ محبته ورأفته تجاه الجنس البشري دفعتاه الى وضع الأساس لذلك بتقديم ابنه فدية.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ أما ان يفشل ايّ من البشر في تقدير اقامته من الأموات بأمل الحياة الأبدية فهو امر يصعب تصوُّره.‏ ومع ذلك سيكون هنالك بعض الذين لن ينمُّوا علاقة كاملة،‏ مخلصة،‏ لا تنقطع بيهوه اللّٰه.‏ لذلك سيخفقون في الفوز بالبركات الدائمة التي تقدِّمها لهم العودة الى الحياة.‏

٢١،‏ ٢٢ ما هي الدينونة المضادة المذكورة في يوحنا ٥:‏٢٩‏؟‏

٢١ لفت يسوع المسيح الانتباه الى ذلك عندما تكلَّم عن «قيامة الدينونة» ووضعها في تباين مع «قيامة الحياة.‏» (‏يوحنا ٥:‏٢٩‏)‏ وواقع ان الحياة تُذكر هنا في تباين مع الدينونة يوضح ان دينونة مضادة هي مشمولة.‏ فما هي هذه الادانة؟‏

٢٢ لفهم ذلك قابلوا اولا حالة المقامين الى الحياة الأرضية بتلك التي للمقامين الى الحياة السماوية.‏ يقول الكتاب المقدس عن المشتركين في «القيامة الأولى»:‏ «مبارك ومقدس مَن له نصيب في القيامة الأولى.‏ هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم.‏» (‏رؤيا ٢٠:‏٦‏)‏ وإذ يقام الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الوارثون مع المسيح الى الحياة الخالدة في السموات،‏ لا يمكن ان يموتوا.‏ فولاؤهم للّٰه اكيد جدا حتى انه يستطيع ان يأتمنهم على حياة لا تفنى.‏ ولكنَّ الحال ليست كذلك مع جميع الذين سيقامون الى الحياة على الأرض.‏ فبعض هؤلاء المذكورين اخيرا سيصيرون عديمي الولاء للّٰه.‏ والدينونة المضادة الصادرة ضدهم بسبب عدم الأمانة ستكون «الموت الثاني،‏» الموت الذي ليس الشفاء من ‹سلطانه› ممكنا.‏

٢٣ ماذا كانت الحالة الادبية لرجال سدوم؟‏

٢٣ سيكون حقا امتيازا عظيما ان يُقام المرء على الارض في اثناء يوم دينونة يهوه العظيم.‏ ولكنَّ الكتاب المقدس يدلّ ان ذلك سيكون امتيازا لن يتمتع به الجميع.‏ تأملوا،‏ مثلا،‏ في اهل سدوم القديمة.‏ يقول الكتاب المقدس ان رجال سدوم طلبوا ان ينالوا علاقات جنسية ‹بالرجلين› اللذين كانا يزوران لوطا.‏ وتصرفهم الفاسد ادبيا كان متطرفا جدا حتى انهم عندما ضُربوا ايضا بالعمى بأعجوبة كانوا يرهقون انفسهم محاولين «ان يجدوا» باب البيت ليدخلوا ويضطجعوا مع زائرَي لوط.‏ —‏ تكوين ١٩:‏​٤-‏١١‏.‏

٢٤،‏ ٢٥ على ماذا تدل الاسفار المقدسة عن رجاء القيامة للاشخاص الاشرار في سدوم؟‏

٢٤ فهل يُقام اشخاص اشرار بشكل شنيع كهؤلاء في اثناء يوم الدينونة؟‏ تدلّ الاسفار المقدسة انهم كما يظهر لن يُقاموا.‏ مثلا،‏ ان احد تلاميذ يسوع الموحى اليهم،‏ يهوذا،‏ كتب اولا عن الملائكة الذين تركوا مسكنهم في السماء لينالوا علاقات ببنات الناس.‏ ثم اضاف:‏ «كما أنّ سدوم وعمورة والمدن التي حولهما اذ زنت (‏بإفراط)‏ على طريق مثلهما ومضت وراء جسد آخر جُعلت عبرة مكابدة عقاب نار ابدية.‏» (‏يهوذا ٦،‏ ٧؛‏ تكوين ٦:‏​١،‏ ٢‏)‏ نعم،‏ لسبب فسادهم الادبي المفرط عانى اهل سدوم والمدن المحيطة هلاكا لن يُقاموا منه كما يظهر ابدا.‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏​٤-‏٦،‏ ٩،‏ ١٠ أ.‏

٢٥ دلّ يسوع ايضا ان سكان سدوم ربما لا يُقامون.‏ فعندما تكلم عن كفرناحوم،‏ احدى المدن التي صنع فيها عجائب،‏ قال:‏ «لو صُنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك [كفرناحوم] لبقيت الى اليوم.‏ ولكن اقول لكم ان ارض سدوم تكون لها حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لك.‏» (‏متى ١١:‏​٢٢-‏٢٤‏)‏ وكان يسوع هنا يشدد على كون اهل كفرناحوم ملومين بالقول ان الحالة تكون اكثر احتمالا لسكان سدوم القدماء الذين،‏ في اذهان سامعيه الاسرائيليين،‏ كانوا غير مستحقين القيامة كليا في يوم الدينونة.‏

٢٦ لماذا ستكون الحالة في يوم الدينونة اسهل على «الابرار» مما على ايّ من «الاثمة»؟‏

٢٦ فيجب علينا بالتأكيد ان نفعل كل ما نستطيع لنحيا حياتنا بحيث نستحق القيامة.‏ ولكن مع ذلك يمكن ان يُطرح السؤال:‏ هل يكون اصعب على بعض الاموات المقامين ان يتعلموا ويمارسوا البر مما على الآخرين؟‏ تأملوا:‏ ان الاشخاص «الابرار» كابراهيم واسحاق وأيوب ودبورة وراعوث ودانيال قبل موتهم كانوا جميعا يتطلعون الى مجيء المسيّا.‏ فكم سيسرهم في خلال يوم الدينونة ان يتعلموا عنه وأنه يسود في السماء!‏ ولذلك سيكون اسهل بكثير على هؤلاء الاشخاص «الابرار» ان يمارسوا البر آنذاك مما على ايّ من «الاثمة» الذين يُقامون.‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏.‏

٢٧،‏ ٢٨ لماذا سيفشل بعض المقامين في نيل الحياة الأبدية؟‏

٢٧ ان الذين يرفضون رفضا باتًّا احراز التقدُّم في طريق البرّ في ظل ملكوت المسيح سيكابدون دينونة «الموت الثاني» المضادة.‏ وفي بعض الحالات سيحدث ذلك قبل بلوغهم الكمال البشري.‏

٢٨ وعلاوة على ذلك،‏ فإن آخرين،‏ بعد جلبهم الى الكمال البشري،‏ سيفشلون بعدم تقدير في الاعراب عن تعبد الولاء ليهوه اللّٰه عند امتحانهم.‏ فبعد حكم المسيح الف سنة،‏ سيُطلق الشيطان ابليس زمانا يسيرا من حجزه في المهواة.‏ وكما هاجم سلطان اللّٰه لاغواء حواء،‏ التي اقنعت بعد ذلك آدم،‏ سيسعى ثانية الى حمل البشر الكاملين على التمرُّد على حكم اللّٰه.‏ وعن محاولة الشيطان ونتيجتها تقول الرؤيا ٢٠:‏​٧-‏١٠،‏ ١٤،‏ ١٥‏:‏

٢٩ (‏أ)‏ كيف يجري وصف الدينونة المضادة في الرؤيا ٢٠:‏​١٤،‏ ١٥‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني الطرح في «بحيرة النار»؟‏

٢٩ ‏«متى تمَّت الألف السنة يُحَلّ الشيطان من سجنه ويخرج ليضلَّ الأمم الذين في اربع زوايا الأرض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر.‏ فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند اللّٰه من السماء وأكلتهم.‏ وابليس الذي كان يضلُّهم طُرح في بحيرة النار والكبريت .‏ .‏ .‏ هذا هو الموت الثاني.‏ وكل مَن لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار.‏» وهذا يعني هلاكهم او فناءهم الأبدي.‏ وهكذا سينال هؤلاء الأشخاص غير الأمناء ما دعاه يسوع «قيامة الدينونة،‏» الدينونة المضادة.‏

٣٠ كيف سيدان الذين يرفضون الانضمام الى الشيطان في التمرُّد؟‏

٣٠ ومن ناحية اخرى،‏ فإن الذين يرفضون الانضمام الى الشيطان في التمرُّد سيُحكم بأنهم يستحقون الحياة الأبدية.‏ وسيفرحون الى الأبد بنيل الحياة كبشر كاملين،‏ اذ يحبون ويحَبون طوال الأبدية.‏ وقيامتهم سيتبرهن انها ‹قيامة حياة.‏›‏

٣١ ماذا يمكننا فعله الآن للحصول على الرجاء الرائع لاكثر بكثير من هذه الحياة الحاضرة؟‏

٣١ حتى في الوقت الحاضر يمكننا ان نبدأ بتطوير الصفات التي يبحث عنها اللّٰه في اولئك الذين يعترف بهم خداما مقبولين عنده.‏ فإذا اظهرنا اننا نقدِّر كل ما فعله،‏ وأحرزنا بداية جيدة في طريق البرّ،‏ يمكننا ان نحصل على الرجاء الرائع لاكثر بكثير من الحياة الحاضرة.‏ اجل،‏ يمكننا ان نحصل على حياة ابدية في الكمال،‏ حياة خالية من كل حزن وألم!‏

‏[اسئلة الدرس]‏