الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل يجب ان تخافوا الأموات؟‏

هل يجب ان تخافوا الأموات؟‏

الفصل ٨

هل يجب ان تخافوا الأموات؟‏

١-‏٣ كيف يجري اظهار الخوف من الأموات في انحاء من المكسيك وأوروپا؟‏

لا ينظر كل شخص الى الأموات بصفتهم الأفراد الذين يحتاجون الى المساعدة.‏ فالشائع اكثر ايضا هو الاعتقاد ان الأحياء هم الذين يحتاجون الى المساعدة —‏ لوقايتهم من الأموات.‏ فغالبا ما يجري تجنب المقابر ليلا.‏ والغريب انه حتى الأنسباء والأصدقاء الذين كانوا محبوبين وهم احياء قد يُنظر اليهم بعد الموت كمصدر للرهبة والرعب.‏

٢ وبين الهنود الساكنين في تلال تشيياپاس الوسطى،‏ المكسيك،‏ يُحرق الفلفل الأحمر في يوم الدفن.‏ ويجري ذلك بأمل ان يطرد الدخان الكريه نفس الراحل خارج البيت.‏

٣ وفي بعض انحاء اوروپا يفتح الناس بسرعة جميع الأبواب والنوافذ حالما يحصل موت.‏ ويجري ذلك بقصد «تحرير» النفس.‏ ولكي لا يُلقى ايّ سحر على احد يضع عضو من العائلة يدَي الانسان الميت فوق قلبه ويغلق عينيه بقطعتَي نقود.‏

٤،‏ ٥ كيف يجري اظهار الخوف من الأموات في انحاء من منغوليا وأفريقيا؟‏

٤ وعندما يموت بوذي من منغوليا في خيمة،‏ لا يجري اخراج جثمانه من الفُتحة العادية.‏ فقد يجري صنع فُتحة اخرى في الخيمة،‏ وعندما يُنقل الجثمان،‏ تُغلق هذه الفُتحة.‏ او قد يجري وضع ستار من القش امام الباب العادي.‏ وبعد ان يُحمل الجثمان خارجا يُحرق الستار من القش.‏ والقصد من عمل كهذا هو منع روح الانسان الميت من العودة الى المسكن وإيذاء الأحياء.‏

٥ وفي انحاء عديدة من افريقيا عندما يصيب المرض عائلة،‏ عندما يموت ولد،‏ عندما يفشل عمل تجاري او يحصل ايّ نوع آخر من النكبات،‏ يستشير الرجل بسرعة كاهن الجوجو.‏ ويقول له الكاهن عادة ان عضوا ميتا في العائلة جرت مضايقته.‏ فيُستشار مهبط الوحي وتُفرض الذبائح.‏ ويتقاضى الكاهن مالا كثيرا مقابل ذلك ويحصل ايضا على لحم ايّ حيوان يُقدَّم ذبيحة.‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ لماذا لا ينبغي ان يخاف البشر من الاموات؟‏ (‏ب)‏ ماذا تقول الجامعة ٩:‏٦ عن حالة الاموات؟‏

٦ فهل ينبغي ان يمتلك البشر خوفا كهذا من الأموات بحيث ينفقون اموالا طائلة لحماية انفسهم؟‏

٧ يقول الكتاب المقدس عن الأموات:‏ «محبتهم وبغضتهم وحسدهم هلكت منذ زمان ولا نصيب لهم بعد الى الأبد في كل ما عُمِل تحت الشمس.‏» (‏جامعة ٩:‏٦‏)‏ لذلك لا يمكن ان يحصل لكم ايّ اذى من الأموات.‏ ولا احد يمكن ان يدحض عبارة الكتاب المقدس هذه.‏

٨،‏ ٩ ماذا يُظهر انه يمكن ان يكون هنالك مصدر آخر للبليّة (‏كالمرض او النكسات الاقتصادية)‏ والراحة الظاهرية من المحنة؟‏

٨ صحيح ان الناس قد ينسبون بعض الظواهر الى ارواح الأموات.‏ وقد يدَّعون انهم نالوا الراحة من المرض،‏ النكسات الاقتصادية وما شابه ذلك بعد تهدئة ارواح الأموات.‏ ولكن ألا يمكن ان يكون هنالك مصدر آخر لمثل هذه البليّة والراحة الظاهرية من المحنة؟‏

٩ أليس غريبا ألا يدرك الناس انهم ضايقوا نسيبا ميتا حتى يستشيروا كاهن الجوجو او احدا يشغل مركزا مماثلا؟‏ ولماذا تهدِّد «روح» الشخص الميت،‏ سواء كان الاب،‏ الأم،‏ الابن او الابنة،‏ سعادة وخير اولئك الذين كانوا في الماضي محبوبين جدا؟‏ وماذا يجعل «روح» الانسان الميت انتقامية في حين ان ذلك لم يكن مزية الانسان وهو حيّ؟‏ وبما ان ما يُنسب الى الراحل غالبا ما يكون مناقضا جدا لشخصية ذلك الشخص وهو حيّ،‏ أفلا يزوِّد ذلك دعما قويا للاستنتاج ان «ارواح» الأموات غير متورطة؟‏ بلى،‏ بكل تأكيد.‏ والكتاب المقدس في الواقع على صواب عندما يقول ان الأموات ‹لا نصيب لهم في كل ما يُعمل تحت الشمس.‏›‏

١٠ كيف يمكن للخوف من الأموات ان يؤذي الأحياء؟‏

١٠ تأملوا ايضا في التأثير المضرّ للخوف من الأموات في الأحياء.‏ فقد استُعبد كثيرون لكهنة الجوجو او غيرهم من القادة الدينيين الذين يدَّعون ان نجاحات او نكبات الرجل او المرأة تسيطر عليها عموما «ارواح» الأموات.‏ وقد عيَّن هؤلاء الرجال انفسهم كمَن يستطيعون تقويم الأمور مع الأموات الذين جرت مضايقتهم.‏ وإذ صدَّق كثيرون من الناس ادعاءاتهم،‏ انفقوا مالا كثيرا على طقوس باهظة الكلفة،‏ مالا كان يمكن استخدامه بطريقة اخرى من اجل الأمور الضرورية في الحياة.‏ وعلى الرغم من ان البعض يجزمون انه جرت مساعدتهم بالتأكيد بمثل هذه الطقوس،‏ هل انتج اختبارهم فرحا حقيقيا في داخلهم بالحصول على امتياز فعل شيء لرأب الصدع بينهم وبين حبيب ميت؟‏ وبالأحرى،‏ ألا يتصرفون الى حد بعيد كشخص جرى ابتزازه؟‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ لماذا لا يعقل ان يحاول شخص تضليل الأشخاص الأموات الذين لم يرغب قط في تضليلهم فيما كانوا احياء؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان تُضعِف محاولة تضليل الأموات ضمير المرء؟‏

١١ ثم تأملوا ايضا في أساليب التضليل التي تُستخدم تكرارا —‏ حرق فلفل احمر،‏ اخذ الراحل عبر فُتحة اخرى في الخيمة وما شابه ذلك —‏ لمنع «روح» الميت من الرجوع وإزعاج الأحياء.‏ فهل تريدون ان يجري تضليلكم بهذه الطريقة في مدى حياتكم؟‏ وهل يعقل ان يحاول شخص تضليل الأشخاص الأموات الذين لم يرغب قط في تضليلهم فيما كانوا احياء؟‏

١٢ ان الممارسة نفسها للجوء الى التضليل يمكن ان يكون لها ايضا تأثير رديء في الشخص.‏ فمتى وافق شخص على تضليل الأموات الذين يَنظر اليهم وكأنهم يستمرون في الوجود الواعي،‏ ألا يُضعِف ضميره الى حد محاولة تضليل الأحياء عندما يظهر ذلك مؤاتيا؟‏

١٣ لماذا لا يمكن ان يوافق اللّٰه ابدا على الممارسات التي نشأت بسبب خوف الناس من الأموات؟‏

١٣ ان مَن يحدِّد هويته في الكتاب المقدس بصفته الاله الحقيقي لا يمكن ان يوافق ابدا على الممارسات التي نشأت بسبب خوف الناس من الأموات.‏ ولمَ لا؟‏ لأن هذه الممارسات،‏ بالاضافة الى كونها مؤسسة على فكرة باطلة،‏ لا تنسجم البتة مع شخصيته،‏ طرقه وتعاملاته.‏ «ليس اللّٰه انسانا فيكذب.‏» (‏عدد ٢٣:‏١٩‏)‏ وهو لا يوافق على التضليل الذي يجري اللجوء اليه من اجل ربح اناني.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «رجل .‏ .‏ .‏ الغش يكرهه الرب.‏» —‏ مزمور ٥:‏٦‏.‏

١٤،‏ ١٥ لماذا لا ينبغي ان تخافوا الأموات؟‏

١٤ وبما ان الكتاب المقدس يكشف ان الأموات هم في حالة عدم وعي،‏ فلماذا تخافونهم؟‏ (‏مزمور ١٤٦:‏٤‏)‏ انهم لا يستطيعون ان يساعدوكم ولا ان يؤذوكم.‏ وأنتم تعرفون الآن من الكتاب المقدس ان «النفس» تموت وأن «الروح» ليس لها وجود واعٍ بمعزل عن الجسد.‏ ولذلك مهما كانت الظواهر التي انشأت الخوف من الأموات فلا بدّ ان تكون من مصدر آخر.‏ وبما ان الناس في بعض الحالات يدَّعون انهم ينالون شيئا من التحسن في مشاكلهم نتيجة للانهماك في اعمال تهدئة الأموات،‏ فإن هذا المصدر لا بدَّ ان يكون مصدرا يرغب في جلب راحة وقتية كهذه،‏ ولكن بدافع خاطئ.‏ فما هو هدفه؟‏ ابقاء الناس في عبودية وعمى عن الطريق الى حياة خالية من الخوف والرهبة.‏

١٥ فمن المهم ان نحدِّد هوية هذا المصدر.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٧١]‏

الخوف من الأموات يدفع كثيرين الى استشارة كهنة الجوجو