الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل يحتاج الأموات الى مساعدتكم؟‏

هل يحتاج الأموات الى مساعدتكم؟‏

الفصل ٧

هل يحتاج الأموات الى مساعدتكم؟‏

١-‏٣ ماذا يعتقد ملايين الناس في معظم آسيا وأجزاء من افريقيا انه يجب عليهم ان يفعلوا من اجل الأموات؟‏

‏«ان خدمة اولئك الأموات الآن كما لو انهم احياء،‏» يقول مثل صيني قديم،‏ «هي الانجاز الأسمى للورع البنوي الحقيقي.‏» فإذا كان الأموات موجودين حقا في حيِّز آخر ويستطيعون الاستفادة من خدمات اولئك الباقين على الأرض،‏ فسيكون امرا حبيا ان نُظهر الاهتمام بهم.‏

٢ طبعا،‏ يمارس اناس كثيرون حفظ التقاليد القديمة،‏ على الرغم من انهم ليسوا حقا راسخي الايمان بالوجود المستمر بعد الموت.‏ لكنَّ الآخرين مقتنعون بأن الأموات يحتاجون الى مساعدتهم.‏

٣ ويعتقد ملايين الناس في معظم آسيا وأجزاء من افريقيا انه يجب عليهم ان يؤدُّوا الاحترام طوال حياتهم للأسلاف الموتى.‏ فأمام ألواح الأسلاف التي لأنسبائهم الراحلين يحرقون البخور،‏ يصلُّون،‏ يضعون الزهور ويقدِّمون الطعام ايضا.‏ ويُعتقد ان مثل هذا التكريم سيساعد الأموات على التمتع بوجود سارّ في الحياة التالية ويمنعهم من الصيرورة ارواحا عدائية.‏

٤-‏٦ ماذا كانت الأحداث المهمة في اثناء الأيام الـ‍ ٤٨ الأولى من النوح على شخص بارز في الشرق؟‏

٤ وخصوصا في ما يتعلق بالنوح والمأتم يبذل الباقون على قيد الحياة جهودا مكلِّفة لمساعدة الراحلين.‏ تأملوا في الممارسات التقليدية التالية التي جرت في الشرق عند موت مستشار حكومي بارز:‏

٥ تولّى الكهنة البوذيون الشعائر.‏ وفُجِّرت الفِرقَيعات لطرد الأرواح الشريرة.‏ وأُحرق ورق الأرزّ الذي يحتوي على الصلوات،‏ معتقدين ان ذلك سيفيد روح الانسان الميت.‏ ووُضع الطعام،‏ الشراب والتبغ قرب الجثة لتتمكن الروح من انعاش نفسها كلما رغبت في ذلك.‏

٦ وبعدئذ وُضع الجثمان في تابوت بقي في احدى غرف بيت المأتم تسعة وأربعين يوما.‏ فلستة ايام ناح هناك الابن الاكبر.‏ وفي اليوم السابع عاد الى البيت لينام،‏ يستحم ويبدِّل ثيابه.‏ وتكررت دورة ايام النوح الستة ويوم الراحة بعد ذلك طوال فترة التسعة والأربعين يوما.‏ ودون ايّ توقف تقريبا في اثناء الفترة بكاملها،‏ فُجِّرت الفِرقَيعات،‏ فيما صوَّتت النايات الافرنجية،‏ الطبول والصنوج كل الوقت.‏

٧،‏ ٨ ماذا كانت الأحداث المهمة في اليوم الـ‍ ٤٩ من النوح؟‏

٧ وشهد اليوم التاسع والأربعون موكب المأتم المؤثِّر.‏ فعزفت الفرق الموسيقية.‏ وعلى طول الطريق فُجِّرت الفِرقَيعات المعلَّقة على اعمدة الهاتف،‏ سواري المصابيح والأشجار.‏ ووُضع الطعام،‏ الشراب والتبغ على طاولات المذبح،‏ والورق الذي يحتوي على الصلوات،‏ وكذلك عيدان البخور،‏ أُحرقت في المزارات الصغيرة المقامة على طول الطريق.‏ والعربات الجذَّابة من الورق،‏ رقائق الذهب والخيزران زادت غنى ألوان موكب المأتم.‏ وكثيرون من النائحين حملوا القناديل،‏ والقصد من قناديل كهذه هو انارة الطريق لروح الرجل الميت.‏ وبجانب المدفن،‏ أُحرقت العربات الجميلة التي تمثِّل قصورا،‏ طائرات،‏ سفنا،‏ جيوشا،‏ خدما وأشياء اخرى.‏

٨ وفي حالة الأشخاص الأقل ثراء وشهرة يجري اتِّباع اجراءات مماثلة انما على نطاق اصغر بكثير.‏ مثلا،‏ تُحرق مواد ورقية اقل عددا وإتقانا.‏

٩ ما هو سبب حرق المواد الورقية؟‏

٩ والاعتقاد بالمطهر هو الأساس الذي يقوم عليه حرق كهذا للمواد الورقية.‏ فبعد موت الشخص يُعتقد ان الروح تطوف في المطهر طوال سنتين،‏ ولكنها تحتاج الى المساعدة لتدخل السماء.‏ والتقدمات المصنوعة في شكل مواد ورقية مصمَّمة لتُظهر ان الانسان الميت عاش حياة صالحة ويملك كل ما يلزم لتأدية وظيفته في العالم التالي.‏ وإذ تكون الحالة كذلك،‏ يعتقد كثيرون من الصينيين ان روحه ستتحرَّر من المطهر في وقت اسرع.‏

١٠-‏١٢ الأجوبة عن اية اسئلة توضح ما اذا كان الأموات يحتاجون الى مساعدتكم؟‏

١٠ فكيف تتجاوبون مع طقوس متقنة ومكلِّفة كهذه؟‏ هل تشتركون في ممارسات مماثلة؟‏ وإذا كان الأمر كذلك،‏ فلماذا؟‏

١١ اذا كنتم تعتقدون ان الأموات يحتاجون الى مساعدتكم،‏ فأيّ دليل قاطع لديكم على ان شيئا واعيا يبقى حيًّا بعد موت الجسد؟‏ وماذا يؤكد لكم ان الوسائل المستعملة لمساعدة الأموات فعَّالة؟‏ مثلا،‏ كيف يستطيع المرء ان يبرهن ان القناديل تنير الطريق للروح،‏ ان الفِرقَيعات تطرد الأرواح الشريرة وأن المواد الورقية المحروقة يمكن ان تساعد روح الراحلين على دخول النعيم السماوي؟‏ ايّ اساس هنالك للادِّعاء ان اشياء كهذه هي وسائل فعَّالة لمساعدة ارواح الأموات؟‏

١٢ فيما قد تكون الطقوس الدينية لمساعدة الأموات مختلفة تماما في منطقتكم،‏ هل يمكن لاحد ان يبرهن الى حد يمنحكم الاكتفاء ان ما يجري فعله يجلب نتائج مفيدة؟‏

١٣-‏١٥ (‏أ)‏ هل هنالك الكثير من العدل والانصاف في هذه الجهود لمساعدة الأموات؟‏ (‏ب)‏ اذا ادرك شخص ان الطقوس الدينية من اجل الأموات عديمة القيمة،‏ فأية اسئلة من المنطقي ان يتأمل فيها؟‏

١٣ ومما يستوجب الاهتمام ايضا ان تتأملوا في مقدار العدل والانصاف الموجودَين في هذه الجهود لمساعدة الأموات.‏ فأولئك الذين يملكون ثروة طائلة يستطيعون طبعا ان يشتروا عددا اكبر بكثير من الفِرقَيعات،‏ المواد الورقية او الأشياء الأخرى التي يُفترض انها تساعد الأموات.‏ اذًا،‏ ماذا عن الشخص الفقير؟‏ فمع انه ربما عاش حياة صالحة،‏ سيكون في وضع غير مؤات إن لم يفعل احد شيئا بعد موته.‏ وكذلك فان الشخص الفقير الذي يشتري اشياء لمساعدة الأموات يقع تحت عبء مالي كبير،‏ فيما يتأثَّر الشخص الغني قليلا فقط.‏

١٤ فكيف تشعرون حيال محاباة واضحة كهذه؟‏ هل تنجذبون الى اله يفضِّل الأغنياء على الفقراء دون اعتبار لما هم عليه كأشخاص؟‏ ان اله الكتاب المقدس لا يُظهر محاباة كهذه.‏ تقول عنه الأسفار المقدسة:‏ «ليس عند اللّٰه محاباة.‏» —‏ رومية ٢:‏١١‏.‏

١٥ والآن افترضوا ان شخصا ادرك ان الطقوس الدينية من اجل الأموات عديمة القيمة،‏ لا تنسجم البتة مع مشيئة الاله العديم المحاباة.‏ فهل يعقل ان ينهمك فيها لمجرد حفظ التقليد ولتجنب الكينونة مختلفا عن جيرانه؟‏ هل من المنطقي دعم الطقوس الدينية التي يعتبرها المرء باطلة؟‏ وهل من الصواب الموافقة على شيء يؤيد الأغنياء ويضع عبأً على الفقراء؟‏

اعتقاد العالم المسيحي بالمطهر

١٦-‏١٨ الى اي حد قوي هو الضمان المقدَّم بأن الشعائر الكاثوليكية التي يُقال انها تعين النفوس في المطهر ستجلب الفائدة؟‏

١٦ ان الاعتقاد ان الأموات يحتاجون الى المساعدة للخروج من المطهر لا يقتصر على الأديان غير المسيحية.‏ تذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة:‏

‏«يمكن مساعدة النفوس في المطهر بأعمال الورع،‏ كالصلاة،‏ الغفرانات،‏ الصدقات،‏ الصوم،‏ والذبائح.‏ .‏ .‏ .‏ وبينما لا يستطيع المرء ان يملي على اللّٰه ان يطبّق القيمة المرضية لأعماله على النفوس المسكينة،‏ فقد يرجو بالتأكيد ان يسمع اللّٰه تضرُّعاته ويساعد اعضاء الكنيسة المتألمين.‏»‏

١٧ والى ايّ حد قوي هو الضمان المقدَّم بأن مثل هذه الجهود ستجلب الفائدة؟‏ تتابع دائرة المعارف:‏

‏«لأن تطبيق هذه الأعمال الصالحة يعتمد على تضرُّع المرء الى اللّٰه،‏ ليس هنالك تأكيد ثابت ان صلوات المرء تساعد نفسا فردية في المطهر،‏ او اية واحدة منها،‏ في الوضع الحاضر الآن.‏ لكنَّ رحمة اللّٰه ومحبته للنفوس في المطهر،‏ التي هي الآن قريبة جدا منه،‏ تحملانه بالتأكيد على الاسراع في اطلاقها من مرحلة التطهير عندما يوجِّه المؤمنون على الأرض صلواتهم لهذا القصد.‏»‏

١٨ وهكذا لا يُعطى تأكيد حقيقي ان الامور التي يجري فعلها من اجل اولئك الذين يُعتقد انهم في المطهر تنجز في الواقع شيئا.‏ وليس هنالك اساس لاعطاء تأكيد كهذا،‏ لأن الكتاب المقدس لا يفعل ذلك.‏ حتى انه لا يحتوي على كلمة «مطهر.‏» تعترف دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة:‏ ‏«في التحليل الأخير،‏ ان العقيدة الكاثوليكية عن المطهر مؤسسة على التقليد لا الأسفار المقدسة.‏» —‏ المجلد ١١،‏ ص ١٠٣٤.‏

١٩ ماذا يجعل هذا التقليد الخصوصي رديئا؟‏

١٩ من المسلَّم به ان التقليد ليس بالضرورة رديئا.‏ لكنَّ هذا التقليد الخصوصي لا ينسجم مع كلمة اللّٰه.‏ فالأسفار المقدسة لا تعلِّم ان «النفس» تبقى حيَّة بعد موت الجسد.‏ فمن الواضح،‏ اذًا،‏ انه لا يمكن اخضاعها لمرحلة من التطهير في المطهر.‏ لذلك فإن كلمات يسوع المسيح للقادة الدينيين اليهود يمكن توجيهها على نحو ملائم الى الذين يعلِّمون عقيدة المطهر:‏ «ابطلتم وصية اللّٰه بسبب تقليدكم.‏ يا مراؤون حسنا تنبأ عنكم اشعياء قائلا.‏ يقترب اليَّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيدا.‏ وباطلا يعبدونني وهم يعلِّمون تعاليم هي وصايا الناس.‏» —‏ متى ١٥:‏​٦-‏٩‏.‏

٢٠-‏٢٢ (‏أ)‏ اي نوع من الصلوات يوصى به لمساعدة النفوس في المطهر؟‏ (‏ب)‏ اي نوع من الصلوات يشجع عليه الكتاب المقدس؟‏

٢٠ تأملوا ايضا في وسيلة مساعدة اولئك الذين هم في المطهر على ضوء ما يجري تعليمه في الأسفار المقدسة.‏ وكما يُذكر في دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة،‏ ان الصلاة هي احد اعمال الورع التي يُفترض انها تستطيع مساعدة النفوس في المطهر.‏ وفي ما يتعلق بصلوات كهذه،‏ يقول الكراس أَعينوا النفوس في المطهر ‏(‏اصدار الرهبنة البنيديكتية للعبادة الدائمة)‏:‏

‏«ان صلاة قصيرة ولكن حارَّة غالبا ما تكون ذات فائدة للنفوس المسكينة اعظم من الشكل المطوَّل للتعبد الذي يعوزه الانتباه.‏ ولا تحصى هي الصلوات الملحَّة القصيرة التي منحتها الكنيسة الغفرانات،‏ التي تنطبق جميعها على النفوس المسكينة.‏ .‏ .‏ .‏ وما اسهل ان نتمكن من مضاعفة هذه السهام المتقدة الصغيرة من الصلاة خلال النهار فيما نذهب من مهمة الى مهمة،‏ وحتى فيما تكون ايدينا مشغولة بعمل ما!‏ .‏ .‏ .‏ كم من النفوس في وسعنا ان نريح او نطلق من المطهر اذا قدَّمنا تكرارا خلال النهار هذه الصلاة القصيرة الممنوحة الغفران من الكنيسة من اجل الراحلين:‏ ‹امنحهم الراحة الأبدية،‏ يا رب،‏ ودع النور الدائم يضيء عليهم.‏ ليرقدوا بسلام.‏ آمين.‏› (‏غفران ٣٠٠ يوم كل مرة.‏ ‹كتيِّب عن الغفرانات،‏› ٥٨٢.‏)‏ وإذا كرَّرنا بتعبد حارٍّ اسماء ‹يسوع،‏ مريم،‏ يوسف› المقدسة يمكن نيل الغفران سبع سنوات كل مرة.‏»‏

٢١ ألا يبدو لكم غريبا ان يكون تكرار ثلاثة اسماء فعَّالا ثماني مرات اكثر من صلاة اطول بشكل ملحوظ؟‏ وهل تكرار الصلاة مرارا عديدة هو ما يرضي اللّٰه؟‏ قال يسوع المسيح عن هذا الامر:‏ «حينما تصلّون لا تكرِّروا الكلام باطلا كالأمم.‏ فإنهم يظنون انه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم.‏ فلا تتشبهوا بهم.‏» —‏ متى ٦:‏​٧،‏ ٨‏.‏

٢٢ فعوضا عن قولكم عبارات مستظهَرة مرارا وتكرارا،‏ يشجع الكتاب المقدس على العبارات الصادرة من القلب في الصلاة.‏

٢٣ اي دور يقوم به المال في ما يتعلق بعقيدة المطهر؟‏

٢٣ ولا يجب ان يُغفَل عن الدور الذي يقوم به المال في ما يتعلق بعقيدة المطهر.‏ طبعا،‏ قد يجري الاحتجاج بأن الاهتمام بكسب المال من اجل الكنيسة ليس السبب لهذا التعليم.‏ لكنَّ ذلك لا يغيِّر الواقع ان الهيئات الدينية المتمسكة بعقيدة المطهر تُسرُّ بتسلُّم التقدمات المادية.‏ فلا احد لامته الكنيسة في وقت من الأوقات على محاولة شراء وسيلة خروجه او خروج شخص آخر من المطهر.‏ ولا احد نصحته الكنيسة في وقت من الأوقات بأنه من الأفضل ان يستعمل مقتنياته المادية المحدودة من اجل ضرورات الحياة.‏ ولقرون كان الأغنياء والفقراء على السواء يملأون خزائن الهيئات الدينية راجين تقليل الوقت الذي يكونون فيه هم او احباؤهم في المطهر.‏ يلاحظ المؤلف كورلِس لامونت في كتابه وهم الخلود:‏

‏«ان الطقوس الدينية المرتبطة بالراحلين عنت ثروة غير محدودة للكنيسة.‏ وقد صح ذلك خصوصا في الدينَين الكاثوليكي الروماني والأرثوذكسي الشرقي حيث يجري التشديد كثيرا على القداديس،‏ الصلوات ومساعٍ حميدة اخرى لمصلحة الأموات،‏ المشرفين على الموت وجميع المهتمين بطريقة ما بحالتهم المستقبلية.‏

‏«منذ اوائل القرون الوسطى حصلت الكنيسة الكاثوليكية،‏ عن طريق منح الغفرانات فقط،‏ على مبالغ طائلة من الأغنياء والفقراء على السواء.‏ وهذه الغفرانات،‏ المعطاة مقابل دفعات من المال،‏ صدقات او انواع اخرى من التقدمات،‏ تزوِّد اعفاء نفس المرء او نفس نسيب او صديق راحل كليا او جزئيا من عقابها المقدَّر في المطهر.‏ .‏ .‏ .‏ وفي روسيا جمعت الكنيسة الأرثوذكسية ثروة ضخمة عن طريق شفاعات مماثلة من اجل الأموات.‏ وفضلا عن الدخل الثابت من العمال والفلاحين التوَّاقين الى تخفيف المجازاة الالهية،‏ فإن اعضاء كثيرين من النبلاء والطبقة العليا وهبوا مالا للأديرة والكنائس شرط ان تؤدَّى صلوات يومية من اجل نفوسهم الراحلة.‏»‏

٢٤ ماذا تكشف الأسفار المقدسة في ما يتعلق بما اذا كان اللّٰه مهتما بالمال؟‏

٢٤ فإذا كان صحيحا ان تقدمات مادية كهذه تفيد الأموات،‏ يعني ذلك ان اللّٰه مهتم بالمال.‏ ولكنه لا يحتاج الى مال احد او ممتلكاته المادية.‏ وإذ يتكلم بواسطة المرنم الملهم يعلن اللّٰه:‏ «لا آخذ من بيتك ثورا ولا من حظائرك اعتدة.‏ لأن لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال الألوف.‏ قد علمتُ كل طيور الجبال ووحوش البرية عندي.‏ إن جعتُ فلا اقول لك لأن لي المسكونة وملأها.‏» —‏ مزمور ٥٠:‏​٩-‏١٢‏.‏

٢٥ ماذا يقول المرنم الملهم عما يمكن ان تفعله الثروة للأموات؟‏

٢٥ حقا،‏ لا يستطيع كل الغنى في العالم ان يساعد انسانا ميتا.‏ حتى ان المال والممتلكات المادية لا تستطيع ان تنقذه من الموت.‏ وكما يقول الكتاب المقدس:‏ «الذين يتكلون على ثروتهم وبكثرة غناهم يفتخرون.‏ الأخ لن يفدي الانسان فداء ولا يُعطي اللّٰه كفارة عنه.‏ وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت الى الدهر.‏ حتى يحيا الى الأبد فلا يرى القبر.‏» —‏ مزمور ٤٩:‏​٦-‏٩‏.‏

٢٦ اية فكرة عن الأموات تحرِّرنا منها معرفة كلمة اللّٰه،‏ وكيف يمكن ان يساعدنا ذلك في موقفنا من الأحياء؟‏

٢٦ لا يمكن ان يكون هنالك شك في ان الجهود لمساعدة الأموات غير مؤسسة على الأسفار المقدسة.‏ والتعليم ان الأحياء يمكن ان يعينوا الأموات قد وضع عبأً ثقيلا على الناس.‏ لكنَّ معرفة كلمة اللّٰه تحرِّر المرء من هذه الفكرة الباطلة.‏ وهذا الامر يمكن ان يزوِّدنا الدافع الحقيقي الى بذل اقصى جهدنا فيما لا يزال اعضاء عائلتنا احياء لجعلهم يشعرون بالحاجة اليهم،‏ بأنهم محبوبون وبأنهم موضع تقدير.‏ فبعد موتهم يكون قد فات اوان تعويض المرء عن اعمال اللطف والاعتبار المهمَلة.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٦٤]‏

الشعائر الطاوية،‏ التي يُقال انها تطلق النفس من المطهر

‏[الصورة في الصفحة ٦٥]‏

الشعائر الكاثوليكية،‏ التي يُقال انها تعِين النفوس في المطهر