ماذا عن «آيات البرهان» على الثالوث؟
ماذا عن «آيات البرهان» على الثالوث؟
يقال ان بعض آيات الكتاب المقدس تقدِّم برهانا يؤيد الثالوث. ولكن عند قراءة مثل هذه الآيات يجب ان نذكر ان الدليل المؤسس على الكتاب المقدس وعلى التاريخ لا يؤيد الثالوث.
كل مرجع للكتاب المقدس يقدَّم كبرهان لا بد ان يجري فهمه في قرينة التعليم الثابت لكامل الكتاب المقدس. وفي اغلب الاحيان يتضح المعنى الحقيقي لآية كهذه من قرينة الآيات المحيطة.
ثلاثة في واحد
تقدِّم دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة ثلاثا من مثل «آيات البرهان» هذه ولكنها تعترف ايضا: «لا يجري تعليم عقيدة الثالوث الاقدس في العهد القديم. وفي العهد الجديد، اقدم دليل هو في رسائل بولس، وخصوصا ٢ كورنثوس ١٣:١٣ [العدد ١٤ في بعض الكتب المقدسة]، و ١ كورنثوس ١٢:٤-٦. وفي الاناجيل يوجد الدليل على الثالوث على نحو واضح فقط في صيغة المعمودية في متى ٢٨:١٩.»
في هذه الآيات تُدرَج «الاقانيم» الثلاثة كما يلي. كورنثوس الثانية ١٣:١٣ (١٤) تضع الثلاثة معا بهذه الطريقة: «نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة اللّٰه وشركة الروح القدس مع جميعكم.» وكورنثوس الاولى ١٢:٤-٦ تقول: «فأنواع مواهب موجودة ولكنَّ الروح واحد. وانواع خِدم موجودة ولكنَّ الرب واحد. وانواع اعمال موجودة ولكنَّ اللّٰه واحد الذي يعمل الكل في الكل.» ومتى ٢٨:١٩ تقول: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.»
فهل تقول هذه الآيات ان اللّٰه والمسيح والروح القدس يؤلفون ذاتا الهية ثالوثية، ان الثلاثة متساوون في الجوهر، القدرة، والسرمدية؟ كلا، لا تقول ذلك، كما ان إدراج اسماء ثلاثة اشخاص مثل طوم، دِك، وهاري، لا يعني انهم ثلاثة في واحد.
ان هذا النوع من المراجع، تعترف دائرة معارف مطبوعات الكتاب المقدس اللاهوتية والكنسية لمكلنتوك وسترونغ، «يبرهن فقط ان هنالك ذكرا لاسماء الاشخاص الثلاثة . . . ولكنه لا يبرهن بحد ذاته ان الثلاثة كلهم ينتمون بالضرورة الى الطبيعة الالهية، ويملكون كرامة الهية متساوية.»
وبالرغم من انه يؤيد الثالوث، يقول هذا المصدر عن ٢ كورنثوس ١٣:١٣ (١٤): «لا يمكننا بحق ان نستنتج انهم يملكون سلطة متساوية، او الطبيعة نفسها.» وعن متى ٢٨:١٨-٢٠ يقول: «ولكنّ هذه الآية، اذ تؤخذ بحد ذاتها، لا تبرهن على نحو حاسم على شخصية الاشخاص الثلاثة المذكورين او مساواتهم او ألوهيتهم.»
عندما اعتمد يسوع ذُكر ايضا اللّٰه ويسوع والروح القدس في القرينة نفسها. فيسوع «رأى روح اللّٰه نازلا مثل حمامة وآتيا عليه.» (متى ٣:١٦) ولكنّ ذلك لا يقول ان الثلاثة هم واحد. فابرهيم واسحق ويعقوب يجري ذكرهم معا مرات عديدة، ولكنّ ذلك لا يجعلهم واحدا. وبطرس ويعقوب ويوحنا تُذكر اسماؤهم معا، ولكنّ ذلك لا يجعلهم واحدا ايضا. وفضلا عن ذلك، نزل روح اللّٰه على يسوع عند معموديته، مظهرا ان يسوع لم يكن ممسوحا بالروح حتى ذلك الوقت. واذ يكون الامر كذلك، كيف يمكن ان يكون جزءا من ثالوث يكون فيه دائما واحدا مع الروح القدس؟
والمرجع الآخَر الذي يتكلم عن الثلاثة معا موجود في بعض ترجمات الكتاب المقدس الاقدم في ١ يوحنا . إلا ان العلماء يعترفون بأن هذه الكلمات لم تكن في الاصل في الكتاب المقدس ولكنها أُضيفت بعد ذلك بوقت طويل. ومعظم الترجمات العصرية تحذف بالصواب هذه الآية الزائفة. ٥:٧
و «آيات البرهان» الاخرى تعالج فقط العلاقة بين اثنين — الآب ويسوع. فدعونا نتأمل في بعضها.
«انا والآب واحد»
غالبا ما يُشار الى هذه الآية، في يوحنا ١٠:٣٠، لتأييد الثالوث رغم انه لا يجري ذكر اقنوم ثالث هنا. ولكنّ يسوع نفسه اظهر ما يعنيه بأنه «واحد» مع الآب. ففي يوحنا ١٧:٢١، ٢٢ صلَّى الى اللّٰه ان يكون جميع تلاميذه «واحدا كما انك انت ايها الآب فيَّ وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا . . . ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد.» فهل كان يسوع يصلّي ان يصير جميع تلاميذه كيانا واحدا؟ كلا، من الواضح ان يسوع كان يصلّي ان يكونوا متحدين في الفكر والقصد، كما كان هو واللّٰه. — انظروا ايضا ١ كورنثوس ١:١٠.
في ١ كورنثوس ٣:٦، ٨ يقول بولس: «انا غرست وأبلوس سقى . . . الغارس والساقي هما واحد.» فلم يعنِ بولس انه وأبلوس شخصان في واحد؛ لقد عنى انهما موحَّدان في القصد. والكلمة اليونانية التي استعملها بولس هنا التي تقابل «واحد» (هِن) هي محايدة، وحرفيا «(شيء) واحد،» اذ تشير الى الوحدانية في التعاون. انها الكلمة نفسها التي استعملها يسوع في يوحنا ١٠:٣٠ ليصف علاقته بأبيه. وهي ايضا الكلمة نفسها التي استعملها يسوع في يوحنا ١٧:٢١، ٢٢. لذلك عندما استعمل الكلمة «واحد» (هِن) في هذه الحالات كان يتكلم عن وحدة الفكر والقصد.
وفي ما يتعلق بيوحنا ١٠:٣٠ قال جون كالڤن (الذي كان ثالوثيا) في كتاب تعليق على الانجيل بحسب يوحنا: «استعمل القدماء هذه العبارة استعمالا خاطئا ليبرهنوا ان المسيح هو . . . من الجوهر نفسه مع الآب. لان المسيح لا يتكلم عن وحدة الجوهر بل عن الاتفاق الذي له مع الآب.»
وفي قرينة الآيات مباشرة بعد يوحنا ١٠:٣٠ احتج يسوع بقوة ان كلماته ليست ادعاء بأنه اللّٰه. وسأل اليهودَ الذين توصَّلوا الى هذا الاستنتاج على نحو خاطئ وأرادوا رجمه: «فالذي قدَّسه الآب وأرسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن اللّٰه.» (يوحنا ١٠:٣١-٣٦) كلا، ادَّعى يسوع انه، لا اللّٰه الابن، بل ابن اللّٰه.
«معادلا نفسه باللّٰه»؟
والآية الاخرى التي تقدَّم كتأييد للثالوث هي يوحنا ٥:١٨. وهي تقول ان اليهود (كما في يوحنا ١٠:٣١-٣٦) ارادوا ان يقتلوا يسوع لانه «قال ايضا ان اللّٰه ابوه معادلا نفسه باللّٰه.»
ولكن مَن قال ان يسوع يعادل نفسه باللّٰه؟ ليس يسوع. لقد دافع عن نفسه ضد هذه التهمة الباطلة في العدد التالي نفسه (١٩): «فأجاب يسوع وقال . . . لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآبَ يعمل.»
بهذا اظهر يسوع لليهود انه ليس معادلا للّٰه ولذلك لا يقدر ان يعمل من تلقاء نفسه. فهل يمكن ان نتخيَّل شخصا معادلا للّٰه الكلي القدرة يقول انه ‹لا يقدر ان يعمل من نفسه شيئا›؟ (قارنوا دانيال ٤:٣٤، ٣٥.) وعلى نحو مثير للاهتمام تُظهر قرينة يوحنا ٥:١٨ و ١٠:٣٠ على السواء ان يسوع دافع عن نفسه ضد التُّهم الباطلة من اليهود الذين، كالثالوثيين، كانوا يتوصَّلون الى استنتاجات خاطئة!
«متساويا مع اللّٰه»؟
في فيلبي ٢:٦ تقول ترجمة دواي الكاثوليكية (دي) للسنة ١٦٠٩ عن يسوع: «الذي اذ كان في شكل اللّٰه، فكَّر انه ليس سرقة ان يكون متساويا مع اللّٰه.» وترجمة الملك جيمس (مج) للسنة ١٦١١ تُقرأ بالطريقة نفسها تقريبا. وثمة عدد من مثل هاتين الترجمتين لا يزال البعض يستعملونه لتأييد الفكرة ان يسوع كان مساويا للّٰه. ولكن لاحظوا كيف تنقل ترجمات اخرى هذا العدد:
١٨٦٩: «الذي، اذ كان في شكل اللّٰه، لم يعدَّه شيئا يجب اختطافه ان يكون في مساواة مع اللّٰه.» العهد الجديد، بواسطة ج. ر. نويز.
١٩٦٥: «وهو — حقا من طبيعة الهية! — لم يجعل نفسه قط بثقة بالنفس مساويا للّٰه.» العهد الجديد، طبعة منقَّحة، بواسطة فريدريك پافلِن.
١٩٦٨: «الذي، بالرغم من كونه في شكل اللّٰه، لم يعتبر كونه مساويا للّٰه شيئا لجعله بطمع خاصته.» لا بيبيا كونكورداتا.
١٩٧٦: «كانت له دائما طبيعة اللّٰه، ولكنه لم يفكر ان يحاول بالقوة ان يصير متساويا مع اللّٰه.» الترجمة الانكليزية الحديثة.
١٩٨٤: «الذي، بالرغم من انه كان موجودا في شكل اللّٰه، لم يتأمل في اختلاس، اي ان يكون مساويا للّٰه.» ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة.
١٩٨٥: «الذي، اذ كان في شكل اللّٰه، لم يحسب المساواة مع اللّٰه شيئا يجب ان يُختطف.» الكتاب المقدس الاورشليمي الجديد.
ولكن يدَّعي البعض انه حتى هذه الترجمات الاكثر دقة تشير الى انه (١) كانت ليسوع من قبل مساواة ولكنه لم يرغب في التمسك بها او انه (٢) لم يكن يلزمه اختطاف المساواة لانها كانت له من قبل.
ومن هذا القبيل يقول رالف مارتن في رسالة بولس الى اهل فيلبي عن اليونانية الاصلية: «ولكن هنالك شك في ما اذا كان يمكن لمعنى الفعل ان ينزلق من معناه الحقيقي ‹يختلس،› ‹ينتزع بعنف،› الى ‹يتمسك ب.›» ومفسر العهد الجديد اليوناني يقول ايضا: «لا نستطيع ان نجد اية عبارة حيث ἁρπάζω [هارپازو] او ايّ من مشتقاتها لها معنى ‹الامتلاك،› ‹الاحتفاظ ب.› ويبدو بشكل ثابت انها تعني ‹يختلس،› ‹ينتزع بعنف.› وهكذا لا يجوز الانزلاق من المعنى الحقيقي ‹يختطف› الى معنى مختلف كليا، ‹يتمسك ب.›»
يَظهر مما تقدَّم ان مترجمي ترجمات مثل دواي والملك جيمس يعوِّجون القواعد لتأييد غايات الثالوثيين. وبعيدا عن القول ان يسوع فكَّر انه من اللائق ان يكون مساويا للّٰه، فان فيلبي ٢:٦ باليونانية، عندما تُقرأ بموضوعية، تُظهر العكس تماما، ان يسوع لم يفكر ان ذلك لائق.
وقرينة الاعداد المحيطة (٣-٥، ٧، ٨) توضح كيف يجب فهم العدد ٦ . فقد جرى حث اهل فيلبي: «بتواضع حاسبين بعضكم البعض افضل من انفسهم.» ثم يستعمل بولس المسيح كمثال بارز لهذا الموقف: «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا.» ايّ «فكر»؟ أن ‹يفكِّر انه ليس سرقة ان يكون متساويا مع اللّٰه›؟ كلا، فذلك يكون مناقضا تماما للفكرة التي يجرى اثباتها! وبالاحرى فان يسوع، الذي ‹حسب اللّٰه افضل من نفسه،› لم يكن قط ‹ليختطف المساواة مع اللّٰه،› ولكنه عوض ذلك «وضع نفسه وأطاع حتى الموت.»
بالتأكيد، لا يمكن ان يكون ذلك تحدثا عن ايّ جزء من اللّٰه الكلي القدرة. لقد كان تحدثا عن يسوع المسيح، الذي اوضح كاملا فكرة بولس هنا — اي اهمية التواضع واطاعة الاسمى والخالق، يهوه اللّٰه.
«انا كائن»
في يوحنا ٨:٥٨ يورد عدد من الترجمات، مثلا الكتاب المقدس الاورشليمي، قول يسوع: «قبل ان يكون ابرهيم انا كائن.» فهل كان يسوع يعلِّم هنا، كما يزعم الثالوثيون، انه كان معروفا بلقب «انا كائن»؟ وكما يدَّعون، هل يعني ذلك انه كان يهوه الاسفار العبرانية، لان ترجمة الملك جيمس في خروج ٣:١٤ تقول: «قال اللّٰه لموسى، انا الذي انا كائن»؟
في خروج ٣:١٤ (مج) يُستعمل التعبير «انا كائن» كلقب للّٰه ليشير الى انه كان موجودا حقا وسيفعل ما وعد به. واسفار موسى الخمسة ومختارات من كتب الانبياء، تحرير الدكتور ج. ه. هيرتز، تقول عن التعبير: «بالنسبة الى الاسرائيليين في العبودية يكون المعنى، ‹بالرغم من انه لم يُظهِر بعدُ قدرته نحوكم، فانه سيفعل ذلك؛ انه سرمدي وبالتأكيد سيحرركم.› ومعظم العصريين يتبعون راشي [معلِّق فرنسي على الكتاب المقدس والتلمود] في ترجمة [خروج ٣:١٤] ‹سأكون ما سأكون.›»
ان التعبير في يوحنا ٨:٥٨ مختلف تماما عن ذاك المستعمل في خروج ٣:١٤. فيسوع لم يستعمله كاسم او لقب بل كوسيلة لايضاح وجوده السابق لبشريته. لذلك لاحظوا كيف تنقل بعض الترجمات الاخرى للكتاب المقدس يوحنا ٨:٥٨:
١٨٦٩: «من قبل ان يكون ابرهيم كنت انا.» العهد الجديد، بواسطة ج. ر. نويز.
١٩٣٥: «كنت موجودا قبل ان يولد ابرهيم!» الكتاب المقدس — ترجمة اميركية، بواسطة ج. م. پ. سميث و إ. ج. ڠودسپيد.
١٩٦٥: «قبل ان يولد ابرهيم كنت من قبلُ الذي انا هو.» العهد الجديد، بواسطة يورڠ تسينك.
١٩٨١: «كنت حيًّا قبل ان يولد ابرهيم!» الكتاب المقدس الانكليزي البسيط.
١٩٨٤: «قبل ان يأتي ابرهيم الى الوجود كنت انا.» ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة.
وهكذا فان الفكرة الحقيقية لليونانية المستعملة هنا هي ان «بكر» اللّٰه المخلوق، يسوع، كان قد وُجد قبل ان يولد ابرهيم بزمن طويل. — كولوسي ١:١٥؛ امثال ٨:٢٢، ٢٣، ٣٠؛ رؤيا ٣:١٤.
مرة اخرى تُظهر القرينة ان هذا هو الفهم الصحيح. وفي هذه المرة اراد اليهود ان يرجموا يسوع لسبب الادعاء انه ‹رأى ابرهيم› بالرغم من انه، كما قالوا، ليس له ٥٠ سنة بعد. (العدد ٥٧) وتجاوُب يسوع الطبيعي كان ان يقول الحق عن عمره. وهكذا قال لهم طبيعيا انه كان «حيًّا قبل ان يولد ابرهيم!» — الكتاب المقدس الانكليزي البسيط.
«الكلمة كان اللّٰه»
في يوحنا ١:١ تقول ترجمة الملك جيمس: «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند اللّٰه، والكلمة كان اللّٰه.» ويدَّعي الثالوثيون ان ذلك يعني ان «الكلمة» (باليونانية، هُو لوڠوس) الذي جاء الى الارض بصفته يسوع المسيح كان اللّٰه الكلي القدرة نفسه.
يوحنا ١:١ ليعني «الـ » اله فذلك «يناقض حينئذ الجزء السابق من الجملة،» الذي يقول ان الكلمة كان عند اللّٰه.
ولكن لاحظوا انه هنا مرة اخرى تضع القرينة الاساس للفهم الصحيح. فحتى ترجمة الملك جيمس تقول، «الكلمة كان عند اللّٰه.» (الحروف المائلة لنا.) والشخص الذي هو «عند» شخص آخَر لا يمكن ان يكون ذلك الشخص الآخَر نفسه. وبانسجام مع ذلك، تشير مجلة مطبوعات الكتاب المقدس، تحرير اليسوعي جوزف ا. فيتسماير، الى انه اذا تُرجم الجزء الاخير منلاحظوا ايضا كيف تنقل ترجمات اخرى هذا الجزء من الآية:
١٨٠٨: «والكلمة كان إلها.» العهد الجديد، في ترجمة محسَّنة، على اساس الترجمة الجديدة لرئيس الاساقفة نيوكم: بنص مصحَّح.
١٨٦٤: «وإلها كان الكلمة.» مؤكد اللسانين، قراءة ما بين السطور، بواسطة بنيامين ولسون.
١٩٢٨: «والكلمة كان كائنا إلهيا.» لا بيبل دي سنتنير، الانجيل بحسب يوحنا، بواسطة موريس ڠوڠيل.
١٩٣٥: «والكلمة كان إلهيا.» الكتاب المقدس — ترجمة اميركية، بواسطة ج. م. پ. سميث و إ. ج. ڠودسپيد.
١٩٤٦: «ومن نوع إلهي كان الكلمة.» العهد الجديد، بواسطة لودفيخ ثايم.
١٩٥٠: «والكلمة كان إلها.» ترجمة العالم الجديد للاسفار اليونانية المسيحية.
١٩٥٨: «والكلمة كان إلها.» العهد الجديد، بواسطة جيمس ل. تومانك.
١٩٧٥: «وإلها (او، من نوع إلهي) كان الكلمة.» الانجيل بحسب يوحنا، بواسطة سيڠفريد شولز.
١٩٧٨: «ونوعا شبيها بإله كان لوڠوس.» الانجيل بحسب يوحنا، بواسطة جوهانس شنايدر.
في يوحنا ١:١ يرد الاسم اليوناني ثيوس (اله) مرتين. في المرة الاولى يشير الى اللّٰه الكلي القدرة، الذي عنده كان الكلمة («والكلمة [لوڠوس] كان عند اللّٰه [صيغة من ثيوس]»). وثيوس الاول هذا تسبقه لفظة تون (الـ )، صيغة لاداة التعريف اليونانية تشير الى هوية متميزة، وفي هذه الحالة اللّٰه الكلي القدرة («والكلمة كان عند [الـ ] اله»).
ومن ناحية اخرى، ليست هنالك اداة قبل ثيوس الثاني في يوحنا ١:١. لذلك فان الترجمة الحرفية تُقرأ، «وإلها كان الكلمة.» ومع ذلك فقد رأينا ان ترجمات عديدة تنقل ثيوس الثاني هذا (اسم مسنَد) الى «إلهيا،» «شبيها بإله،» او «إلها.» فعلى ايّ اساس يفعلون ذلك؟
كانت للغة اليونانية الدارجة اداة تعريف («الـ »)، ولكن لم تكن لها اداة تنكير. لذلك عندما لا تأتي اداة التعريف قبل الاسم المسنَد يمكن ان يكون نكرة، اذ يتوقف ذلك على القرينة.
وتقول مجلة مطبوعات الكتاب المقدس ان التعابير «بمسنَد يأتي قبل الفعل دون اداة تعريف هي على نحو رئيسي وصفية في المعنى.» وكما تكتب المجلة، يشير ذلك الى ان لوڠوس يمكن تشبيهه بإله. وتقول ايضا عن يوحنا ١:١: «القوة الوصفية للمسنَد بارزة جدا حتى ان الاسم [ثيوس] لا يمكن اعتباره معرفة.»
لذلك تُبرز يوحنا ١:١ صفة الكلمة، انه كان «إلهيا،» «شبيها بإله،» «إلها،» ولكن ليس اللّٰه الكلي القدرة. وهذا ينسجم مع باقي الكتاب المقدس الذي يُظهر ان يسوع، الذي يُدعى هنا «الكلمة» في دوره كمتكلم عن اللّٰه، كان خاضعا طائعا مرسلا الى الارض من الاسمى منه، اللّٰه الكلي القدرة.
هنالك أعداد للكتاب المقدس كثيرة اخرى فيها جميع المترجمين تقريبا باللغات الاخرى يُدخلون على نحو ثابت اداة تنكير عند ترجمة الجمل اليونانية ذات التركيب نفسه. مثلا، في مرقس ٦:٤٩، عندما رأى التلاميذ يسوع ماشيا على الماء، تقول ترجمة الملك جيمس: «ظنوه روحا.» وفي اللغة اليونانية الدارجة ليست هنالك اداة تنكير قبل «روحا.» ولكنّ جميع الترجمات تقريبا باللغات الاخرى تضيف اداة تنكير كي تجعل الترجمة ملائمة للقرينة. وبالطريقة نفسها، بما ان يوحنا ١:١ تُظهر ان الكلمة كان عند اللّٰه، لا يمكن ان يكون اللّٰه، بل كان «إلها،» او «إلهيا.»
وجوزف هنري ثاير، لاهوتيٌّ وعالمٌ عمِل في الترجمة القانونية الاميركية اعلن ببساطة: «لوڠوس كان إلهيا، وليس الكائن الالهي نفسه.» واليسوعي جون ل. مكنزي كتب في مؤلَّفه قاموس الكتاب المقدس: «يو ١:١ يجب ان تُترجم بالتدقيق . . . ‹الكلمة كان كائنا إلهيا.›»
مخالفة قاعدة؟
ولكن يدَّعي البعض ان مثل هذه الترجمات تخالف قاعدة من قواعد النحو للغة اليونانية الدارجة نشرها العالم اليوناني إ. سي. كولويل قديما في سنة ١٩٣٣. لقد زعم ان الاسم المسنَد في اليونانية «تكون له اداة [التعريف] عندما يأتي بعد الفعل؛ ولا تكون له اداة [التعريف] عندما يأتي قبل الفعل.» وبذلك عنى ان الاسم المسنَد قبل الفعل يجب فهمه كما لو ان له اداة التعريف («الـ ») امامه. وفي يوحنا ١:١ يأتي الاسم الثاني (ثيوس)، المسنَد، قبل الفعل — «و [ثيوس] كان الكلمة.» وهكذا، ادَّعى كولويل، يجب ان تُقرأ يوحنا ١:١ «و [الـ ] إله كان الكلمة.»
ولكن تأملوا في مجرد مثالين موجودين في يوحنا ٨:٤٤. هنا يقول يسوع عن ابليس: «ذاك كان قتَّالا للناس» و «انه كذاب.» وكما في يوحنا ١:١ يأتي الاسمان المسنَدان («قتَّالا» و «كذاب») قبل الفعلين في اليونانية. وليست هنالك اداة تنكير امام ايّ من الاسمين لانه لم تكن هنالك اداة تنكير في اليونانية الدارجة. ولكنّ معظم الترجمات تُدخل اداة تنكير لان قواعد النحو اليونانية والقرينة يتطلبان ذلك. — انظروا ايضا مرقس ١١:٣٢؛ يوحنا ٤:١٩؛ ٦:٧٠؛ ٩:١٧؛ ١٠:١؛ ١٢:٦.
ولزم كولويل ان يعترف بذلك في ما يتعلق بالاسم المسنَد، لانه قال: «يكون نكرة في هذه الحالة عندما تتطلب القرينة ذلك فقط.» فحتى هو يعترف بأنه عندما تتطلب القرينة ذلك يمكن للمترجمين ان يُدخلوا اداة تنكير امام الاسم في هذا النوع من تركيب الجمل.
وهل تتطلب القرينة اداة تنكير في يوحنا ١:١؟ نعم، لان شهادة الكتاب المقدس بكامله هي ان يسوع ليس اللّٰه الكلي القدرة. وهكذا، ليست قاعدة النحو المشكوك فيها لكولويل، بل القرينة يجب ان ترشد المترجم في مثل هذه الحالات. ويتضح من الترجمات الكثيرة التي تُدخل اداة تنكير في يوحنا ١:١ وفي اماكن اخرى ان الكثير من العلماء لا يوافقون على مثل هذه القاعدة الزائفة، وكذلك تفعل كلمة اللّٰه.
لا تعارض
وهل يتعارض القول ان يسوع المسيح هو «إله» مع تعليم الكتاب المقدس ان هنالك إلها واحدا فقط؟ كلا، لان الكتاب المقدس احيانا يستعمل هذا التعبير ليشير الى المخلوقات الجبارة. تقول مزمور ٨:٥: «تَنقُصه [الانسان] قليلا عن (أشباه الآلهة، عج) [بالعبرانية، إلوهيم]،» اي الملائكة. وفي دفاع يسوع ضد تهمة اليهود، بأنه ادَّعى انه اللّٰه، اشار الى ان الناموس يستعمل كلمة «آلهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة اللّٰه،» اي القضاة البشر. (يوحنا ١٠:٣٤، ٣٥؛ مزمور ٨٢:١-٦) وحتى الشيطان يُدعى «إله هذا الدهر» في ٢ كورنثوس ٤:٤.
ليسوع مركز اعلى بكثير من الملائكة او البشر الناقصين او الشيطان. وبما ان هؤلاء تجري الاشارة اليهم بصفتهم «آلهة،» جبابرة، يمكن بالتأكيد ان يكون يسوع «إلها،» وهو كذلك. ولسبب مركزه الفريد بالنسبة الى يهوه يكون يسوع «إلها قديرا.» — يوحنا ١:١؛ اشعياء ٩:٦.
ولكن ألا تشير «إلها قديرا» بحرفيها الاستهلاليين الكبيرين (في الانكليزية) الى ان يسوع هو بطريقة ما مساوٍ ليهوه اللّٰه؟ كلا، على الاطلاق. فاشعياء انما تنبأ بأن يكون ذلك احد الالقاب الاربعة التي كان يسوع سيُدعى بها، وفي اللغة الانكليزية تجري كتابة مثل هذه الالقاب بحروف استهلالية كبيرة. ومع ذلك، على الرغم من ان يسوع دُعي «قديرا،» يمكن ان يكون هنالك واحد فقط «قادر على كل شيء.» وأن يُدعى يهوه اللّٰه «القادرَ على كل شيء» يكون ذا مغزى زهيد إلا اذا كان يوجد آخرون يُدعون ايضا آلهة ولكنهم يشغلون مركزا اقل او ادنى.
تقول نشرة مكتبة جون رايلاندز في انكلترا انه، بحسب اللاهوتي الكاثوليكي كارل رانر، فيما تُستعمل ثيوس في آيات مثل يوحنا ١:١ في ما يتعلق بالمسيح «لا تُستعمل ‹ثيوس› في ايّ من هذه الحالات بطريقة تثبت هوية يسوع بأنه ذاك الذي في مكان آخر في العهد الجديد يُعتبر ‹هُو ثيوس،› اي الاله الاسمى.» وتضيف النشرة: «اذا اعتقد كتبة العهد الجديد انه من الحيوي ان يعترف المؤمنون بأن يسوع هو ‹اللّٰه،› هل يمكن تفسير الغياب التام تقريبا لمجرد شكل الاعتراف هذا في العهد الجديد؟»
ولكن ماذا عن قول الرسول توما، «ربي وإلهي،» ليسوع في يوحنا ٢٠:٢٨؟ بالنسبة الى توما كان يسوع مثل «إله،» وخصوصا في الظروف العجائبية التي اثارت هتافه. ويقترح بعض العلماء ان توما ربما هتف هتاف دهشة عاطفيا، مقولا ليسوع ولكن موجَّها الى اللّٰه. وفي ايّ من الحالتين، لم يعتقد توما ان يسوع هو اللّٰه الكلي القدرة، لانه وجميع الرسل الآخرين عرفوا ان يسوع لم يدَّع قط انه اللّٰه بل علَّم ان يهوه وحده هو «الاله الحقيقي الوحيد.» — يوحنا ١٧:٣، عج.
ومرة اخرى تساعدنا القرينة على فهم ذلك. فقبل ايام قليلة كان يسوع المقام قد قال لمريم المجدلية ان تقول للتلاميذ: «اني اصعد الى ابي وابيكم وإلهي وإلهكم.» (يوحنا ٢٠:١٧) فبالرغم من ان يسوع قد أُقيم روحا جبارا، كان يهوه لا يزال إلهه. ويسوع استمر في الاشارة اليه على هذا النحو حتى في السفر الاخير للكتاب المقدس، بعد ان تمجَّد. — رؤيا ١:٥، ٦؛ ٣:٢، ١٢.
بعد ثلاثة أعداد فقط من هتاف توما، في يوحنا ٢٠:٣١، يوضح الكتاب المقدس المسألة اكثر بالقول: «أما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن اللّٰه،» وليس انه اللّٰه الكلي القدرة. وعنى ذلك ‹ابنا› بطريقة حرفية، كما هي الحال مع اب وابن طبيعيين، لا مع جزء غامض من ذات الهية ثالوثية.
لا بد ان تنسجم مع الكتاب المقدس
يجري الادعاء ان عدة آيات اخرى تؤيد الثالوث. ولكنّ هذه مماثلة لتلك التي جرت مناقشتها آنفا بمعنى انها، عندما تُفحص باعتناء، لا تقدِّم ايّ تأييد فعلي. ومثل هذه الآيات انما توضح انه عند بحث ايّ تأييد مزعوم للثالوث لا بد للمرء ان يسأل: هل تنسجم الترجمة مع التعليم الثابت لكامل الكتاب المقدس — ان يهوه اللّٰه وحده هو الاسمى؟ إن لم يكن الامر كذلك، حينئذ لا بد ان تكون الترجمة خاطئة.
يلزمنا ايضا ان نتذكر انه حتى ولا «آية برهان» واحدة تقول ان اللّٰه ويسوع والروح القدس هم واحد في ذات الهية غامضة. ولا تقول آية واحدة في ايّ مكان في الكتاب المقدس ان الثلاثة كلهم متساوون في الجوهر، القدرة، والسرمدية. والكتاب المقدس ثابت في الاظهار ان اللّٰه الكلي القدرة، يهوه، هو الاسمى وحده، يسوع هو ابنه المخلوق، والروح القدس هو قوة اللّٰه الفعالة.
[النبذة في الصفحة ٢٤]
«استعمل القدماء [يوحنا ١٠:٣٠] استعمالا خاطئا ليبرهنوا ان المسيح هو . . . من الجوهر نفسه مع الآب.» — تعليق على الانجيل بحسب يوحنا، بواسطة جون كالڤن
[النبذة في الصفحة ٢٧]
الشخص الذي هو «عند» شخص آخَر لا يمكن ان يكون ذلك الشخص الآخَر ايضا
[النبذة في الصفحة ٢٨]
«لوڠوس كان إلهيا، وليس الكائن الالهي نفسه.» — جوزف هنري ثاير، عالم الكتاب المقدس
[الصورتان في الصفحتين ٢٤ و ٢٥]
صلَّى يسوع الى اللّٰه ان يكون جميع تلاميذه «واحدا،» كما انه وأباه «واحد»
[الصورة في الصفحة ٢٦]
اظهر يسوع لليهود انه ليس معادلا للّٰه، قائلا انه ‹لا يقدر ان يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل›
[الصور في الصفحة ٢٩]
بما ان الكتاب المقدس يدعو البشر، الملائكة، وحتى الشيطان، «آلهة،» او اقوياء، يمكن ان يدعى يسوع الارفع في السماء بلياقة «إلها»