الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ماذا يقول الكتاب المقدس عن اللّٰه ويسوع؟‏

ماذا يقول الكتاب المقدس عن اللّٰه ويسوع؟‏

ماذا يقول الكتاب المقدس عن اللّٰه ويسوع؟‏

اذا قرأ الناس الكتاب المقدس من اوله الى آخره دون ان تكون لديهم فكرة مسبقة عن الثالوث،‏ هل يتوصلون الى مثل هذه الفكرة من تلقاء انفسهم؟‏ كلا على الاطلاق.‏

وما يَظهر واضحا جدا للقارئ عديم المحاباة هو ان اللّٰه وحده هو الكلي القدرة،‏ الخالق،‏ المنفصل والمتميز عن ايّ شخص آخر،‏ وأن يسوع،‏ حتى في وجوده السابق لبشريته،‏ منفصل ومتميز ايضا،‏ كائن مخلوق،‏ ادنى من اللّٰه.‏

اللّٰه واحد،‏ لا ثلاثة

ان تعليم الكتاب المقدس بأن اللّٰه واحد يُدعى التوحيد.‏ ويشير ل.‏ ل.‏ پين،‏ استاذ التاريخ الكنسي،‏ الى ان التوحيد في شكله الانقى لا يسمح بثالوث:‏ «العهد القديم توحيدي تماما.‏ فاللّٰه كائن شخصي واحد.‏ والفكرة ان الثالوث يجب ان يوجد هناك .‏ .‏ .‏ لا اساس لها مطلقا.‏»‏

وهل كان هنالك ايّ تغيير عن التوحيد بعد مجيء يسوع الى الارض؟‏ يجيب پين:‏ «في هذه النقطة ليس هنالك تغيير بين العهد القديم والجديد.‏ فالتقليد التوحيدي مستمر.‏ كان يسوع يهوديا،‏ درَّبه والدان يهوديان في اسفار العهد القديم.‏ وتعليمه كان يهوديا حتى الصميم؛‏ انجيلا جديدا حقا،‏ ولكن ليس لاهوتا جديدا.‏ .‏ .‏ .‏ ولقد قبِل كمعتقد له الآية العظيمة للتوحيد اليهودي:‏ ‹اسمع يا اسرائيل.‏ الرب الهنا رب واحد.‏›»‏

هذه الكلمات موجودة في التثنية ٦:‏٤‏.‏ والكتاب المقدس الاورشليمي الجديد ‏(‏ك‌اج‏)‏ الكاثوليكي يقول هنا:‏ «اسمع،‏ يا اسرائيل:‏ يهوِه الهنا هو يهوِه الواحد،‏ الوحيد.‏»‏ * وفي قواعد اللغة لهذه الآية ليست للكلمة «واحد» مقيِّدات نحوية للمعنى بصيغة الجمع لتقترح انها تعني ايّ شيء غير فرد واحد.‏

والرسول المسيحي بولس لم يكن يشير الى ايّ تغيير في طبيعة اللّٰه ايضا،‏ حتى بعد مجيء يسوع الى الارض.‏ لقد كتب:‏ «اللّٰه واحد.‏» —‏ غلاطية ٣:‏٢٠‏؛‏ انظروا ايضا ١ كورنثوس ٨:‏٤-‏٦‏.‏

وآلاف المرات في كل الكتاب المقدس يجري التكلم عن اللّٰه بصفته شخصا واحدا.‏ فعندما يتكلم يكون ذلك كفرد واحد غير منقسم.‏ ولا يمكن ان يكون الكتاب المقدس اكثر وضوحا في ذلك.‏ وكما يقول اللّٰه:‏ «‏انا الرب هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لآخر.‏» (‏اشعياء ٤٢:‏٨‏)‏ «‏انا الرب الهك .‏ .‏ .‏ لا يكن لك آلهة اخرى امامي.‏‏» (‏الحروف المائلة لنا.‏)‏ —‏ خروج ٢٠:‏٢،‏ ٣‏.‏

ولماذا كان جميع كتبة الكتاب المقدس الموحى اليهم من اللّٰه سيتكلمون عن اللّٰه بصفته شخصا واحدا لو كان فعلا ثلاثة اقانيم؟‏ ايّ قصد يخدمه ذلك إلا ان يُضل الناس؟‏ وبالتاكيد،‏ لو كان اللّٰه مكوَّنا من ثلاثة اقانيم لَجعَل كتبةَ الكتاب المقدس يوضحون ذلك جيدا بحيث لا يمكن ان يكون هنالك شك في ذلك.‏ وعلى الاقل،‏ لكان كتبة الاسفار اليونانية المسيحية،‏ الذين كان لهم اتصال شخصي بابن اللّٰه،‏ قد فعلوا ذلك.‏ ولكنهم لم يفعلوا.‏

وعوض ذلك،‏ فان ما جعله كتبة الكتاب المقدس فعلا واضحا جدا هو ان اللّٰه شخص واحد —‏ كائن فريد غير منقسم لا يساويه احد:‏ «انا الرب وليس آخَر.‏ لا اله سواي.‏» (‏اشعياء ٤٥:‏٥‏)‏ «اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض.‏» —‏ مزمور ٨٣:‏١٨‏.‏

ليس الها متعدِّدا

كان يسوع يدعو اللّٰه «الاله الحقيقي الوحيد.‏» (‏يوحنا ١٧:‏٣‏،‏ ع‌ج)‏ ولم يكن قط يشير الى اللّٰه كاله من اقانيم متعدِّدة.‏ لهذا السبب لا يوجد مكان في الكتاب المقدس يُدعى فيه احد كلي القدرة سوى يهوه.‏ وإلا لأبطل ذلك معنى الكلمة «كلي القدرة.‏» فلا يسوع ولا الروح القدس يُدعيان هكذا على الاطلاق،‏ لان يهوه وحده هو الاسمى.‏ يعلن في التكوين ١٧:‏١‏،‏ ع‌ج:‏ «انا اللّٰه الكلي القدرة.‏» وتقول خروج ١٨:‏١١‏:‏ «الرب اعظم من جميع الآلهة.‏»‏

في الاسفار العبرانية،‏ هنالك للكلمة إلوهاه ‏(‏إله)‏ صيغتان للجمع،‏ اي إلوهيم ‏(‏آلهة)‏ وإلوهِه ‏(‏آلهة لـ‍)‏.‏ وصيغتا الجمع هاتان تشيران عموما الى يهوه،‏ الحالة التي فيها تُترجمان بصيغة المفرد الى «اللّٰه.‏» فهل تشير صيغتا الجمع هاتان الى ثالوث؟‏ كلا،‏ ليس الامر كذلك.‏ وفي قاموس الكتاب المقدس يقول وليم سميث:‏ «الفكرة الخيالية ان [‏إلوهيم‏] اشارت الى ثالوث من الاقانيم في الذات الالهية قلما تجد الآن مؤيِّدا بين العلماء.‏ فذلك إما ما يدعوه النحويون جمع الجلالة،‏ او انه يشير الى تمام القوة الالهية،‏ مجموع القدرات التي يعرب عنها اللّٰه.‏»‏

وتقول المجلة الاميركية للغات وعلوم الادب الساميّة عن إلوهيم:‏ ‏«انها دون استثناء تقريبا تُعرَب مع مسنَد فعلي مفرد،‏ وتأخذ صفة نعتية مفردة.‏» ولايضاح ذلك،‏ يَظهر اللقب إلوهيم ٣٥ مرة وحده في رواية الخلق،‏ وفي كل مرة يكون الفعل الذي يصف ما قاله وفعله اللّٰه بصيغة المفرد.‏ (‏تكوين ١:‏١-‏٢:‏٤‏)‏ وهكذا تختتم هذه المطبوعة:‏ «[‏إلوهيم‏] يجب بالاحرى التفسير بأنها جمع توكيدي،‏ اذ تشير الى العظمة والجلالة.‏»‏

وإلوهيم لا تعني «اقانيم» بل «آلهة.‏» وهكذا فان اولئك الذين يحتجون بأن هذه الكلمة تدل ضمنا على ثالوث يجعلون انفسهم مشرِكين،‏ عبّادا لاكثر من اله واحد.‏ ولماذا؟‏ لان ذلك يعني ان هنالك ثلاثة آلهة في الثالوث.‏ ولكنّ جميع مؤيدي الثالوث تقريبا يرفضون الفكرة ان الثالوث مؤلف من ثلاثة آلهة منفصلة.‏

والكتاب المقدس يستعمل ايضا الكلمتين إلوهيم وإلوهِه عند الاشارة الى عدد من الآلهة الوثنية الباطلة.‏ (‏خروج ١٢:‏١٢؛‏ ٢٠:‏٢٣‏)‏ ولكن في احيان اخرى يمكن ان يشير ذلك الى مجرد اله باطل واحد،‏ كما عندما اشار الفلسطينيون الى «داجون الههم [‏إلوهِه‏].‏» (‏قضاة ١٦:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وبعل يدعى ‹الها [‏إلوهيم‏].‏› (‏١ ملوك ١٨:‏٢٧‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يُستعمل التعبير للبشر.‏ (‏مزمور ٨٢:‏١،‏ ٦‏)‏ وقد قيل لموسى انه يجب ان يخدم ‹كإله [‏إلوهيم‏]› لهٰرون وفرعون.‏ —‏ خروج ٤:‏١٦؛‏ ٧:‏١‏.‏

من الواضح ان استعمال اللقبين إلوهيم وإلوهِه للآلهة الباطلة،‏ وحتى للبشر،‏ لم يكن يدل ضمنا على ان كلاًّ منهم هو عدد من الآلهة؛‏ ولا يعني ايضا تطبيق إلوهيم او إلوهِه على يهوه انه اكثر من شخص واحد،‏ وخصوصا عندما نتأمل في شهادة باقي الكتاب المقدس حول هذا الموضوع.‏

يسوع خليقة منفصلة

عندما كان على الارض كان يسوع انسانا،‏ رغم انه كان كاملا لان اللّٰه هو الذي نقل قوة حياة يسوع الى رحم مريم.‏ (‏متى ١:‏١٨-‏٢٥‏)‏ ولكنّ ذلك ليس الطريقة التي بها ابتدأ.‏ فهو نفسه اعلن انه «نزل من السماء.‏» (‏يوحنا ٣:‏١٣‏)‏ ولذلك كان طبيعيا جدا ان يقول في ما بعد لأتباعه:‏ «فإن رأيتم ابن الانسان [يسوع] صاعدا الى حيث كان اولا.‏» —‏ يوحنا ٦:‏٦٢‏.‏

وهكذا كان ليسوع وجود في السماء قبل المجيء الى الارض.‏ ولكن هل كان ذلك كواحد من الاقانيم في ذات الهية ثالوثية سرمدية قادرة على كل شيء؟‏ كلا،‏ لان الكتاب المقدس يعلن بوضوح انه في وجوده السابق لبشريته كان يسوع كائنا روحانيا مخلوقا،‏ تماما كما كانت الملائكة كائنات روحانية مخلوقة من اللّٰه.‏ فلا الملائكة ولا يسوع كانوا قد وُجدوا قبل خلقهم.‏

كان يسوع،‏ في وجوده السابق لبشريته،‏ «بكر كل خليقة.‏» (‏كولوسي ١:‏١٥‏)‏ لقد كان «بداءة خليقة اللّٰه.‏» (‏رؤيا ٣:‏١٤‏)‏ والكلمة «بداءة» [باليونانية،‏ ارخي‏] لا يمكن بالصواب التفسير بأنها تعني ان يسوع ‹مبدئ› خليقة اللّٰه.‏ وفي كتاباته للكتاب المقدس يستعمل يوحنا صيغا عديدة للكلمة اليونانية ارخي اكثر من ٢٠ مرة،‏ وهذه دائما لها المعنى المشترك لـ‍ «بداءة.‏» نعم،‏ كان يسوع مخلوقا من اللّٰه بصفته بداءة خلائق اللّٰه غير المنظورة.‏

لاحظوا كم ترتبط هذه الاشارات الى اصل يسوع على نحو وثيق بالعبارات التي تفوَّهت بها «الحكمة» المجازية في سفر الامثال للكتاب المقدس:‏ «الرب (‏خلقني،‏ ك‌اج)‏ اول طريقه من قبل اعماله منذ القدم.‏ من قبل ان تقرَّرَت الجبال قبل التلال أُبدئتُ.‏ اذ لم يكن قد صنع الارض بعدُ ولا البراري ولا اول أعفار المسكونة.‏» (‏امثال ٨:‏١٢،‏ ٢٢،‏ ٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وبينما يُستعمل التعبير «حكمة» لتجسيم ذاك الذي خلقه اللّٰه يوافق معظم العلماء ان ذلك فعلا لغة مجازية عن يسوع كمخلوق روحاني قبل وجوده البشري.‏

وبصفته «الحكمة» في وجوده السابق لبشريته يمضي يسوع قائلا انه كان «عنده [اللّٰه] صانعا.‏» (‏امثال ٨:‏٣٠‏)‏ وبانسجام مع دوره كصانع تقول كولوسي ١:‏١٦ عن يسوع انه «به خلق اللّٰه كل شيء في السماء وعلى الارض.‏» —‏ الترجمة الانكليزية الحديثة ‏(‏ت‌اح‏)‏.‏

وهكذا كان بواسطة هذا الصانع،‏ مرافقه الاصغر،‏ اذا جاز التعبير،‏ انَّ اللّٰه الكلي القدرة خلق كل الاشياء الاخرى.‏ ويلخص الكتاب المقدس المسألة بهذه الطريقة:‏ «لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الاشياء .‏ .‏ .‏ ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء.‏» (‏الحروف المائلة لنا.‏)‏ —‏ ١ كورنثوس ٨:‏٦‏.‏

ودون شك،‏ كان لهذا الصانع انَّ اللّٰه قال:‏ «نعمل الانسان على صورتنا.‏» (‏تكوين ١:‏٢٦‏)‏ ويدَّعي البعض ان «نعمل» و «صورتنا» في هذه العبارة تشير الى ثالوث.‏ ولكن اذا قلتم،‏ ‹لنعمل شيئا لانفسنا،‏› لا يفهم احد عادةً ان ذلك يدل على ان عدة اشخاص هم مجتمعون كشخص واحد في داخلكم.‏ فأنتم ببساطة تعنون ان شخصين او اكثر سيعملون معا في امر ما.‏ وكذلك عندما استعمل اللّٰه «نعمل» و «صورتنا» كان ببساطة يخاطب شخصا آخر،‏ اول خليقة روحانية له،‏ الصانع،‏ يسوع قبل بشريته.‏

هل من الممكن ان يجرَّب اللّٰه؟‏

في متى ٤:‏١ يجري التحدث عن يسوع انه «يجرَّب من ابليس.‏» وبعد ان أرى يسوعَ «جميع ممالك العالم ومجدها» قال الشيطان:‏ «اعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي.‏» (‏متى ٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ فكان الشيطان يحاول جعل يسوع عديم الولاء للّٰه.‏

ولكن ايّ امتحان للولاء يكون ذلك لو كان يسوع اللّٰه؟‏ هل يمكن ان يتمرد اللّٰه على نفسه؟‏ كلا،‏ ولكنّ الملائكة والبشر يمكن ان يتمردوا على اللّٰه وقد فعلوا ذلك.‏ فتجربة يسوع تكون ذات معنى فقط اذا كان هو،‏ لا اللّٰهَ،‏ بل فردا منفصلا له ارادته الحرة الخاصة،‏ فردا يمكن ان يكون عديم الولاء اذا اختار ذلك،‏ كملاك او انسان.‏

ومن ناحية اخرى،‏ من غير الممكن التخيُّل ان اللّٰه يمكن ان يخطئ ويكون عديم الولاء لنفسه.‏ «هو الصخر الكامل صنيعه .‏ .‏ .‏ اله امانة .‏ .‏ .‏ صدِّيق وعادل هو.‏» (‏تثنية ٣٢:‏٤‏)‏ فلو كان يسوع اللّٰه لما كان ممكنا ان يجرَّب.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٣‏.‏

لعدم كونه اللّٰه كان من الممكن ان يكون يسوع عديم الولاء.‏ ولكنه بقي امينا،‏ قائلا:‏ «اذهب يا شيطان.‏ لانه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.‏» —‏ متى ٤:‏١٠‏.‏

الى ايّ مدى كانت الفدية؟‏

ان احد الاسباب الرئيسية التي لاجلها جاء يسوع الى الارض له ايضا علاقة مباشرة بالثالوث.‏ يعلن الكتاب المقدس:‏ «يوجد اله واحد ووسيط واحد بين اللّٰه والناس الانسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية (‏معادلة،‏ ع‌ج)‏ لاجل الجميع.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٥،‏ ٦‏.‏

فيسوع،‏ لا اكثر ولا اقل من انسان كامل،‏ صار فدية عوَّضت تماما عما خسره آدم —‏ الحق في الحياة البشرية الكاملة على الارض.‏ ولذلك كان ممكنا ان يُدعى يسوع بالصواب «آدم الاخير» من قِبل الرسول بولس،‏ الذي قال في سياق الكلام نفسه:‏ «كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيُحيا الجميع.‏» (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٢،‏ ٤٥‏)‏ فحياة يسوع البشرية الكاملة كانت «فدية (‏معادلة،‏ ع‌ج)‏» تطلَّبها العدل الالهي —‏ لا اكثر ولا اقل.‏ والمبدأ الاساسي للعدل البشري ايضا هو ان الثمن المدفوع يجب ان يلائم الخطأ المقترف.‏

ولكن لو كان يسوع جزءا من ذات الهية لكان ثمن الفدية اعلى على نحو غير محدود مما تطلَّبته شريعة اللّٰه.‏ (‏خروج ٢١:‏٢٣-‏٢٥؛‏ لاويين ٢٤:‏١٩-‏٢١‏)‏ ومجرد انسان كامل،‏ آدم،‏ هو الذي اخطأ في عدن،‏ لا اللّٰه.‏ لذلك فان الفدية،‏ لنكون حقا على انسجام مع عدل اللّٰه،‏ لزم ان تكون بالتدقيق مساوية —‏ انسانا كاملا،‏ «آدم الاخير.‏» وهكذا عندما ارسل اللّٰه يسوع الى الارض فديةً جعل يسوعَ يكون ما يرضي العدل،‏ لا تجسُّدا،‏ لا انسانا الها،‏ بل انسانا كاملا،‏ «وُضع قليلا عن الملائكة.‏» (‏عبرانيين ٢:‏٩‏؛‏ قارنوا مزمور ٨:‏٥،‏ ٦‏.‏)‏ فكيف يمكن لايّ جزء من ذات الهية قادرة على كل شيء —‏ الآب،‏ الابن،‏ او الروح القدس —‏ ان يكون يوما ما ادنى من الملائكة؟‏

كيف يكون «الابن المولود الوحيد»؟‏

يدعو الكتاب المقدس يسوع «الابن المولود الوحيد» للّٰه.‏ (‏يوحنا ١:‏١٤؛‏ ٣:‏١٦،‏ ١٨؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٩‏،‏ ع‌ج)‏ ويقول الثالوثيون انه بما ان اللّٰه سرمدي،‏ كذلك فان ابن اللّٰه سرمدي.‏ ولكن كيف يمكن للشخص ان يكون ابنا وفي الوقت نفسه ان يكون قديما قدم ابيه؟‏

يدَّعي الثالوثيون انه في قضية يسوع ليس «المولود الوحيد» كنفس تعريف القاموس لكلمة «يلد،‏» الذي هو «ينسل كأب.‏» (‏قاموس وبستر الجامعي الجديد التاسع‏)‏ ويقولون انه في قضية يسوع يعني ذلك «معنى علاقة لا اصل لها،‏» نوعا من علاقة الابن الوحيد دون الولادة.‏ (‏قاموس ڤاين التفسيري لكلمات العهد القديم والجديد‏)‏ فهل يبدو ذلك منطقيا لكم؟‏ هل يمكن للرجل ان يصير ابا لابن دون ان يلده؟‏

وفضلا عن ذلك،‏ لماذا يستعمل الكتاب المقدس الكلمة اليونانية نفسها التي تقابل «المولود الوحيد» (‏كما يعترف ڤاين دون ايّ تفسير)‏ ليصف علاقة اسحق بابرهيم؟‏ تتحدث عبرانيين ١١:‏١٧‏،‏ ع‌ج،‏ عن اسحق بصفته ‹الابن المولود الوحيد› لابرهيم.‏ ولا يمكن ان يكون هنالك شك في انه،‏ في قضية اسحق،‏ كان هو المولود الوحيد بالمعنى الطبيعي،‏ لا مساويا في الزمن او المركز لابيه.‏

والكلمة اليونانية الاساسية التي تقابل «المولود الوحيد» التي استُعملت ليسوع واسحق هي مونوجينيس،‏ من مونوس،‏ التي تعني «وحيد،‏» وجينوماي،‏ كلمة جذرية تعني «يلد،‏» «ان يصير (‏يأتي الى الوجود)‏،‏» يقول الفهرس الابجدي الشامل لسترونڠ.‏ وهكذا يجري تعريف مونوجينيس بـ‍ «وليد وحيد،‏ مولود وحيد،‏ اي ولد وحيد.‏» —‏ معجم يوناني وانكليزي للعهد الجديد،‏ بواسطة إ.‏ روبنسون.‏

ويقول القاموس اللاهوتي للعهد الجديد،‏ حرَّره ڠيرهارد كيتل:‏ «[‏مونوجينيس‏] تعني ‹بتحدُّر وحيد،‏› اي دون اخوة او اخوات.‏» ويعلن هذا الكتاب ايضا انه في يوحنا ١:‏١٨؛‏ ٣:‏١٦،‏ ١٨‏؛‏ و ١ يوحنا ٤:‏٩‏،‏ «لا تقارَن علاقة يسوع فقط بتلك التي لولد وحيد بأبيه.‏ انها علاقة المولود الوحيد بالآب.‏»‏

وهكذا فان يسوع،‏ الابن المولود الوحيد،‏ كانت له بداية لحياته.‏ واللّٰه الكلي القدرة يمكن بالصواب ان يُدعى والده،‏ او اباه،‏ بنفس معنى ان ابًا ارضيًا،‏ كابرهيم،‏ يلد ابنا.‏ (‏عبرانيين ١١:‏١٧‏)‏ لذلك عندما يتكلم الكتاب المقدس عن اللّٰه بصفته ‹ابًا› ليسوع فهو يعني ما يقوله —‏ انهما شخصان منفصلان.‏ فاللّٰه هو الاكبر.‏ ويسوع هو الاصغر —‏ في الزمان،‏ المركز،‏ القدرة،‏ والمعرفة.‏

عندما يتأمل المرء في ان يسوع لم يكن ابن اللّٰه الروحاني الوحيد المخلوق في السماء يتضح سبب استعمال التعبير «الابن المولود الوحيد» في قضيته.‏ فما لا يحصى من الكائنات الروحانية المخلوقة الاخرى،‏ الملائكة،‏ تُدعى ايضا «بني اللّٰه،‏» بالمعنى نفسه كما كان آدم،‏ لان قوة حياتهم هي من يهوه اللّٰه ينبوع،‏ او مصدر،‏ الحياة.‏ (‏ايوب ٣٨:‏٧؛‏ مزمور ٣٦:‏٩؛‏ لوقا ٣:‏٣٨‏)‏ ولكنّ هؤلاء جميعا خُلقوا بواسطة ‏«الابن المولود الوحيد،‏» الذي كان الشخص الوحيد المولود مباشرة من اللّٰه.‏ —‏ كولوسي ١:‏١٥-‏١٧‏.‏

هل كان يسوع يُعتبر اللّٰه؟‏

بينما يُدعى يسوع غالبا ابن اللّٰه في الكتاب المقدس لا احد في القرن الاول كان يعتقد على الاطلاق انه اللّٰه الابن.‏ وحتى الابالسة،‏ الذين ‹يؤمنون ان اللّٰه واحد،‏› عرفوا من اختبارهم في الحيِّز الروحي ان يسوع ليس اللّٰه.‏ لذلك خاطبوا يسوع على نحو صحيح بصفته «ابن اللّٰه» المنفصل.‏ (‏يعقوب ٢:‏١٩؛‏ متى ٨:‏٢٩‏)‏ وعندما مات يسوع كان الجنود الرومان الوثنيون الواقفون جانبا يعرفون ما يكفي ليقولوا ان ما كانوا قد سمعوه من أتباعه لا بد انه صحيح،‏ ليس ان يسوع كان اللّٰه بل «حقا كان هذا ابن اللّٰه.‏» —‏ متى ٢٧:‏٥٤‏.‏

لذلك تشير العبارة «ابن اللّٰه» الى يسوع بصفته كائنا مخلوقا منفصلا،‏ وليس جزءا من ثالوث.‏ وبصفته ابن اللّٰه لا يمكن ان يكون اللّٰه نفسه،‏ لان يوحنا ١:‏١٨ تقول:‏ «اللّٰه لم يره احد قط.‏»‏

والتلاميذ كانوا يعتبرون ان يسوع «وسيط واحد بين اللّٰه والناس،‏» لا اللّٰه نفسه.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٥‏)‏ وبما ان الوسيط بحسب التعريف هو شخص منفصل عن اولئك الذين تلزمهم الوساطة يكون تناقضا ان يكون يسوع كيانا واحدا مع ايّ من الفريقين اللذين يحاول مصالحتهما معا.‏ ويكون ذلك ادعاء بما ليس هو عليه.‏

ان الكتاب المقدس واضح وثابت في علاقة اللّٰه بيسوع.‏ فيهوه اللّٰه وحده هو الكلي القدرة.‏ وهو خلق مباشرة يسوع قبل بشريته.‏ لذلك كانت ليسوع بداية ولا يمكن ابدا ان يكون مساويا للّٰه في القدرة او السرمدية.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 7‏ يُنقل اسم اللّٰه الى «يهوِه» في بعض الترجمات،‏ و «يهوَه» في الاخرى.‏

‏[النبذة في الصفحة ١٤]‏

لكونه مخلوقا من اللّٰه فان يسوع في مركز ثانوي في الزمان،‏ القدرة،‏ والمعرفة

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

قال يسوع انه كان له وجود سابق لبشريته،‏ اذ خلقه اللّٰه بصفته بداءة خلائق اللّٰه غير المنظورة