الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

سجل قديم عن الخلق —‏ هل ينال ثقتكم؟‏

سجل قديم عن الخلق —‏ هل ينال ثقتكم؟‏

الفصل السادس

سجل قديم عن الخلق —‏ هل ينال ثقتكم؟‏

‏«مَن يقدر ان يقول من اين اتت كل الاشياء،‏ وكيف حدث الخلق؟‏».‏ تجدون هذا السؤال في قصيدة «نشيد الخلق».‏ وقد نُظِمت باللغة السَّنسكريتية قبل اكثر من ٠٠٠‏,٣ سنة،‏ وهي جزء من كتاب هندوسي مقدس يدعى ريڠ ڤيدا.‏ حتى ان الشاعر كان يشك في ان تعرف الآلهة الهندوسية الكثيرة «كيف حدث الخلق»،‏ لأن «الآلهة نفسها وُجدت بعد الخلق».‏ —‏ إمالة الحروف لنا.‏

وتروي كتابات بابلية ومصرية اساطير مماثلة عن ولادة آلهتها في كون كان موجودا قبلا.‏ والنقطة الرئيسية هنا هي ان هذه الاساطير تعجز عن القول من اين اتى الكون اصلا.‏ لكنكم ستجدون سجلا واحدا عن الخلق يختلف عنها.‏ وهذا السجل،‏ اي الكتاب المقدس،‏ يُفتتح بالكلمات التالية:‏ «في البدء خلق اللّٰه السموات والارض».‏ —‏ تكوين ١:‏١‏.‏

كتب موسى هذه الكلمات البسيطة والمثيرة قبل نحو ٥٠٠‏,٣ سنة.‏ وهي تركّز على خالق،‏ هو اللّٰه،‏ يسمو فوق الكون المادي لأنه هو الذي صنعه وبالتالي وُجد قبله.‏ وهذا الكتاب نفسه يعلّم ان «اللّٰه روح»،‏ اي انه موجود في شكل لا تراه اعيننا.‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٤‏)‏ وربما صار وجودٌ من هذا النوع مقبولا اكثر اليوم،‏ لأن العلماء يتحدَّثون عن وجود نجوم نيوترونية شديدة وثقوب سوداء في الفضاء،‏ وهي اجسام غير مرئية تُكشَف بواسطة التأثيرات التي تنتجها.‏

لاحظوا ما يقوله الكتاب المقدس:‏ «[توجد] أجسام سماوية وأجسام ارضية.‏ لكنَّ مجد السماويات شيء ومجد الارضيات آخر».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏​٤٠،‏ ٤٤‏)‏ لا تشير الاجسام السماوية الى المادة الكونية غير المرئية التي يدرسها العلماء،‏ بل الى اجسام روحانية ذكية.‏ وقد تتساءلون:‏ ‹مَن غير الخالق يملك جسما روحانيا؟‏›.‏

مخلوقات سماوية غير منظورة

وفقا لسجل الكتاب المقدس،‏ لم يكن الحيِّز المنظور باكورة الخلق.‏ فهذا السجل القديم عن الخلق يخبر ان اول خطوة في عملية الخلق كانت الإتيان بكائن روحاني آخر،‏ الابن البكر،‏ الى الوجود.‏ لقد كان «بكر كل خليقة»،‏ او «بداءة خليقة اللّٰه».‏ (‏كولوسي ١:‏١٥؛‏ رؤيا ٣:‏١٤‏)‏ وهذا المخلوق الاول كان فريدا.‏

فقد كان الخليقة الوحيدة التي اوجدها اللّٰه مباشرة،‏ ووُهب حكمة عظيمة.‏ وفي الواقع،‏ كتب لاحقا ملك معروف بحكمته عن هذا الابن انه ‹صانع› استُخدم في كل الاعمال الخلقية اللاحقة.‏ (‏امثال ٨:‏​٢٢،‏ ٣٠‏؛‏ انظروا ايضا عبرانيين ١:‏​١،‏ ٢‏.‏)‏ وكتب عنه المعلّم المدعو بولس الذي عاش في القرن الاول:‏ «فيه خُلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يُرى وما لا يُرى».‏ —‏ كولوسي ١:‏١٦‏؛‏ قارنوا يوحنا ١:‏​١-‏٣‏.‏

وأية اشياء لا تُرى في السموات أوجدها الخالق بواسطة هذا الابن؟‏ في حين يتحدَّث الفلكيون عن بلايين النجوم والثقوب السوداء غير المرئية،‏ يشير الكتاب المقدس هنا الى مئات الملايين من المخلوقات الروحانية —‏ ذات الاجسام الروحانية.‏ وقد يسأل البعض:‏ ‹ما الداعي الى خلق كائنات ذكية وغير منظورة كهذه؟‏›.‏

كما ان درس الكون يجيب عن بعض الاسئلة المتعلقة بعلّة وجوده،‏ كذلك يزوِّدنا الكتاب المقدس بمعلومات مهمة متعلقة بمؤلفه.‏ مثلا،‏ يخبرنا الكتاب المقدس انه «الاله السعيد»،‏ الذي تعكس نواياه وأعماله صفة المحبة.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١١‏،‏ ع‌ج؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ لذلك يمكننا التوصل الى الاستنتاج المنطقي ان اللّٰه اراد ان تكون معه مجموعة من الكائنات الروحانية الذكية الاخرى بحيث تتمتع هي ايضا بالحياة.‏ وكان سيُعيَّن لكل واحد منها عمل مُرضٍ تستفيد منه ويساهم في تحقيق قصد الخالق.‏

لا شيء يوحي بأن هذه المخلوقات الروحانية كانت ستطيع اللّٰه كالآلات.‏ فقد وهبها اللّٰه الذكاء والارادة الحرة.‏ وتشير روايات الكتاب المقدس الى ان اللّٰه يشجِّع على حرية التفكير وحرية العمل —‏ واثقا انهما لن تشكلا ايّ خطر دائم على السلام والانسجام في الكون.‏ كتب بولس،‏ مستعملا اسم الخالق الشخصي كما هو موجود في الكتاب المقدس العبراني:‏ ‹يهوه هو الروح،‏ وحيث روح يهوه هنالك حرية›.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٣:‏١٧‏،‏ ع‌ج.‏

ما يُرى في السموات

ما هي الاشياء التي تُرى والتي خلقها اللّٰه بواسطة ابنه البكر؟‏ انها تشمل شمسنا وكل بلايين النجوم الاخرى والمواد التي يتألف منها الكون.‏ وهل يخبرنا الكتاب المقدس كيف اوجد اللّٰه كل هذه من لا شيء؟‏ لنعرف الجواب،‏ دعونا نفحص الكتاب المقدس على ضوء العلم الحديث.‏

في القرن الـ‍ ١٨،‏ قام العالِم انطوان-‏لوران لاڤوازييه بدراسة وزن المادة.‏ ولاحظ ان وزن الناتج،‏ بعد التفاعل الكيميائي،‏ يعادل الوزن المشترك للمقوِّمات الاصلية.‏ مثلا،‏ اذا احترق ورق بوجود الاكسجين،‏ يكون وزن الرماد والغازات الناتجة معادلا لوزن الورق والاكسجين في الاصل.‏ فاقترح لاڤوازييه قانونا هو قانون ‹حفظ الكتلة،‏ او المادة›.‏ وفي سنة ١٩١٠ اوضحت دائرة المعارف البريطانية ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «المادة لا يمكن ان تُخلق او تُدمَّر».‏ وبدا ذلك منطقيا،‏ على الاقل في ذلك الوقت.‏

لكنَّ انفجار قنبلة ذرية فوق مدينة هيروشيما اليابانية سنة ١٩٤٥ فضح علنا وجود خطإ في قانون لاڤوازييه.‏ فخلال انفجار كهذا لكتلة فوق الحَرِجة supercritical mass من اليورانيوم،‏ تتشكل انواع مختلفة من المادة،‏ لكنَّ كتلتها المشتركة تكون اقل من كتلة اليورانيوم الاصلي.‏ فما سبب هذا النقصان؟‏ لقد تحوَّل بعضٌ من كتلة اليورانيوم الى انفجار شديد للطاقة.‏

وتعرَّض قانون لاڤوازييه حول حفظ المادة لمشكلة اخرى نشأت سنة ١٩٥٢ عندما فُجِّر جهاز حراري نووي (‏قنبلة هيدروجينية)‏.‏ ففي ذلك الانفجار،‏ اتحدت ذرّات الهيدروجين وشكّلت الهليوم.‏ لكنَّ كتلة الهليوم الناتج كانت اقل من كتلة الهيدروجين الاصلي.‏ فقد تحوَّل جزء من كتلة الهيدروجين الى طاقة انفجارية،‏ انفجار مدمِّر اكثر بكثير من القنبلة التي أُطلقت فوق هيروشيما.‏

كما اثبت هذان النوعان من الانفجارات،‏ تمثِّل كميةٌ صغيرة من المادة كميةً كبيرة من الطاقة.‏ وهذا الرابط بين المادة والطاقة يفسّر قوة الشمس،‏ التي تُبقينا احياء وفي صحة جيدة.‏ أيّ رابط؟‏ قبل الانفجار الاول بـ‍ ٤٠ سنة،‏ اي في سنة ١٩٠٥،‏ توقَّع آينشتاين ان توجد علاقة بين المادة والطاقة.‏ وكثيرون يعرفون معادلته طا=ك‌سر٢ 2E=mc‏.‏ * وما إن صاغ آينشتاين تلك العلاقة حتى فسّر علماء آخرون كيف يمكن للشمس ان تشعّ باستمرار طوال بلايين السنين.‏ ففي داخل الشمس تحصل تفاعلات حرارية نووية متواصلة.‏ وبهذه الطريقة تحوِّل الشمس،‏ كل ثانية،‏ نحو ٥٦٤ مليون طن من الهيدروجين الى ٥٦٠ مليون طن من الهليوم.‏ وهذا يعني ان نحو ٤ ملايين طن من المادة يتحوَّل الى طاقة شمسية يصل جزء منها الى الارض ويدعم الحياة.‏

وما يثير الاهتمام ايضا هو ان العملية العكسية ممكنة.‏ توضح دائرة معارف الكتاب العالمي ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «تتحوَّل الطاقة الى مادة حين تتصادم الجُسيمات دون الذرّية عند سرعات عالية وتخلق جُسيمات جديدة وأثقل».‏ وينجز العلماء ذلك على نطاق مصغَّر باستعمال آلات ضخمة تدعى مسرِّعات الجُسيمات particle accelerators‏،‏ وفيها تتصادم الجُسيمات دون الذرّية عند سرعات هائلة،‏ وتخلق المادة.‏ يوضح الفيزيائي الدكتور كارلو روبيا،‏ الحائز جائزة نوبل:‏ «نحن نكرِّر احدى عجائب الكون:‏ تحويل الطاقة الى مادة».‏

قد يقول المرء:‏ ‹هذا صحيح،‏ ولكن ما علاقته بسجل الخلق الذي يمكنني قراءته في الكتاب المقدس؟‏›.‏ ليس الكتاب المقدس كتابا دراسيا علميا،‏ لكنه اثبت انه يجاري عصرنا ويتفق مع الحقائق العلمية.‏ والكتاب المقدس يشير من بدايته الى نهايته الى العالِم العظيم،‏ ذاك الذي خلق كل مادة في الكون.‏ (‏نحميا ٩:‏٦؛‏ اعمال ٤:‏٢٤؛‏ رؤيا ٤:‏١١‏)‏ وهو يُظهر بوضوح العلاقة بين الطاقة والمادة.‏

مثلا،‏ يدعو الكتاب المقدس قرّاءه الى هذا:‏ ‏«ارفعوا الى العلاء عيونكم وانظروا مَن خلق هذه.‏ مَن الذي يُخرج بعددٍ جندها يدعو كلها بأسماء.‏ لكثرة القوة [«الطاقة الدينامية»،‏ ع‌ج‏] وكونه شديد القدرة لا يُفقد احد».‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٢٦‏)‏ نعم،‏ يقول الكتاب المقدس ان مصدر الطاقة الدينامية الهائلة —‏ الخالق —‏ هو مَن اوجد الكون المادي.‏ ويتفق ذلك تماما مع التكنولوجيا الحديثة.‏ وهذا السبب وحده كافٍ لتستحق رواية الكتاب المقدس عن الخلق احترامنا العميق.‏

بعد خلق ما يُرى وما لا يُرى في السموات،‏ ركّز الخالق وابنه البكر على الارض.‏ فكيف تشكلت؟‏ قد يكون تنوُّع العناصر الكيميائية،‏ التي يتألف منها كوكبنا،‏ نتيجة مباشرة لتحويل اللّٰه الطاقة الدينامية غير المحدودة الى مادة،‏ الامر الذي يقول الفيزيائيون اليوم انه ممكن.‏ او ربما تكون الارض قد تشكلت،‏ كما يعتقد علماء كثيرون،‏ من مادة قُذِفت من انفجار مستعِر فائق supernova‏.‏ ولكن مَن يدري هل وُجدت بواسطة مجموعة من الطرائق،‏ بعضها ذكرناه وبعضها الآخر لم يكتشفه العلماء بعد؟‏!‏ مهما تكن الآلية،‏ فالخالق هو المصدر الدينامي للعناصر التي تتألف منها ارضنا،‏ بما فيها كل المعادن الضرورية لبقائنا احياء.‏

انتم تدركون ان تأسيس الارض كان سيتطلب اكثر بكثير من تأمين كل المواد بالنِّسب الصحيحة.‏ فكان لا بد ايضا ان يكون حجم الارض،‏ دورانها،‏ وبُعدها عن الشمس،‏ بالاضافة الى مَيل محورها والشكل شبه الدائري لمدارها حول الشمس،‏ مناسِبة تماما —‏ كما هي فعلا.‏ فمن الواضح ان الخالق شغَّل دورات طبيعية تجعل كوكبنا ملائما لدعم حياة غزيرة.‏ ولا غرابة ان تغمرنا الدهشة نتيجة معرفة كل ذلك.‏ ولكن تخيَّلوا رد فعل الابناء الروحانيين السماويين وهم يراقبون تشكيل الارض والحياة عليها.‏ فأحد اسفار الكتاب المقدس يقول انهم ‹ترنموا وهتفوا›.‏ —‏ ايوب ٣٨:‏​٤،‏ ٧‏.‏

فهم التكوين الاصحاح ١

يقدِّم الاصحاح الاول من الكتاب المقدس تفاصيل جزئية عن بعض الخطوات الهامة التي اتخذها اللّٰه لإعداد الارض ليتمتع البشر بها.‏ ولا يعرض هذا الاصحاح ادق التفاصيل؛‏ ففيما نقرأه،‏ لا ينبغي ان يحيِّرنا حذفه نقاطا محددة لم يكن ليفهمها القراء القدماء.‏ مثلا،‏ عندما كان موسى يكتب هذا الاصحاح،‏ لم يتحدث عن عمل الطحالب او البكتيريا المجهرية.‏ فالانسان لم يرَ اشكال الحياة هذه إلا بعد اختراع المجهر في القرن الـ‍ ١٦.‏ ولم يتحدث بالتحديد عن الدينوصورات،‏ التي استُدلَّ بواسطة الاحافير على وجودها في القرن الـ‍ ١٩.‏ بدلا من ذلك،‏ أوحي الى موسى ان يستعمل كلمات يفهمها الناس في ايامه،‏ لكنها كانت كلمات دقيقة في كل ما تقوله عن خلق الارض.‏

وفيما تقرأون التكوين الاصحاح ١‏،‏ من العدد ٣ فصاعدا،‏ ستلاحظون انه ينقسم الى ستة «ايام» خلقية.‏ ويدّعي البعض انها ايام حرفية مؤلفة من ٢٤ ساعة،‏ ويقصدون ان الكون بأسره والحياة على الارض خُلقا في اقل من اسبوع!‏ ولكن يمكنكم ان تكتشفوا بسهولة ان الكتاب المقدس لا يعلّم ذلك.‏ فقد كُتب سفر التكوين باللغة العبرانية.‏ وكلمة «يوم» في هذه اللغة تشير الى فترة زمنية.‏ ويمكن ان تكون إما فترة طويلة او يوما حرفيا مؤلفا من ٢٤ ساعة.‏ حتى ان كل «الايام» الستة في التكوين يُشار اليها كلها كفترة واحدة طويلة —‏ ‹يوم عمل الرب الارض والسموات›.‏ (‏تكوين ٢:‏٤‏؛‏ قارنوا ٢ بطرس ٣:‏٨‏.‏)‏ والحقيقة هي ان الكتاب المقدس يوضح ان «الايام»،‏ او العصور،‏ الخلقية تمتد آلاف السنين.‏

يمكن ان يلاحظ المرء ذلك مما يقوله الكتاب المقدس عن «اليوم» السابع.‏ فالكلام عن كل يوم من «الايام» الستة الاولى ينتهي بالقول:‏ ‹وكان مساء وصباح يوما واحدا›،‏ الى آخره.‏ لكنكم لن تجدوا هذا التعليق بعد الكلام عن «اليوم» السابع.‏ وفي القرن الاول بعد الميلاد،‏ اي بعد نحو ٠٠٠‏,٤ سنة في مجرى التاريخ،‏ ذكر الكتاب المقدس ان «يوم» الراحة السابع لا يزال مستمرا.‏ (‏عبرانيين ٤:‏​٤-‏٦‏)‏ اذًا كان «اليوم» السابع فترة تمتد آلاف السنين،‏ ومن المنطقي ان نستنتج الامر نفسه عن «الايام» الستة الاولى.‏

‏«اليومان» الاول والرابع

يبدو ان الارض أُثبتت في مدارها حول الشمس وكانت كرة مغمورة بالماء قبل ابتداء «الايام»،‏ او الفترات،‏ الستة من الاعمال الخلقية الخصوصية.‏ «[كانت] على وجه الغمر ظلمة».‏ (‏تكوين ١:‏٢‏)‏ فلا بد ان شيئا —‏ ربما مزيجا من بخار الماء وغازات اخرى وغبار بركاني —‏ كان يحُول دون بلوغ ضوء الشمس سطحَ الارض في تلك المرحلة الباكرة.‏ ويصف الكتاب المقدس الفترة الخلقية الاولى بهذه الطريقة:‏ «شرع اللّٰه يقول:‏ ‹ليكن نور›؛‏ وتدريجيا اتى النور الى الوجود»،‏ او بلغ سطح الارض.‏ —‏ تكوين ١:‏٣‏،‏ ترجمة ج.‏ و.‏ واتس.‏

ان عبارة «تدريجيا اتى» تعكس بدقة صيغةً للفعل العبراني المستعمل هنا تدل على عمل تقدُّمي يستغرق اكماله وقتا.‏ وكل مَن يجيد قراءة اللغة العبرانية يجد هذه الصيغة نحو ٤٠ مرة في التكوين الاصحاح ١‏،‏ وهذا مهم لفهم الاصحاح.‏ فما بدأه اللّٰه في المساء المجازي لإحدى الفترات،‏ او العصور،‏ الخلقية صار واضحا او ظاهرا تدريجيا بعد صباح ذلك «اليوم».‏ * ولم يكن ضروريا ايضا ان يكون ما ابتُدئ به في احدى الفترات قد انتهى كله عند بداية الفترة التالية.‏ لإيضاح ذلك،‏ بدأ النور يَظهر تدريجيا في «اليوم» الاول،‏ ولكن لم يكن ممكنا تمييز الشمس والقمر والنجوم حتى الفترة الخلقية الرابعة.‏ —‏ تكوين ١:‏​١٤-‏١٩‏.‏

‏«اليومان» الثاني والثالث

قبل ان يجعل الخالق اليابسة تَظهر في «اليوم» الخلقي الثالث،‏ قام برفع بعض المياه.‏ وبسبب ذلك صارت الارض محاطة بطبقة من بخار الماء.‏ * ولا يصف هذا السجل القديم العمليات المستخدمة لتحقيق ذلك،‏ ولا حاجة به ان يفعل.‏ عوضا عن ذلك،‏ يركّز الكتاب المقدس على وجود الجَلَد بين المياه العليا والمياه السطحية.‏ ودُعي هذا الجَلَد سماء.‏ وحتى اليوم لا يزال الناس يستعملون هذه الكلمة للاشارة الى الغلاف الجوّي حيث تحلّق الطيور والطائرات.‏ وفي الوقت المعيَّن،‏ ملأ اللّٰه جوّ السماء هذا بمزيج من الغازات الضرورية للحياة.‏

ولكن،‏ خلال «الايام» الخلقية،‏ انخفض مستوى المياه السطحية،‏ وهكذا ظهرت اليابسة.‏ فيبدو ان اللّٰه،‏ ربما باستخدام قوى جيولوجية لا تزال تحرِّك حتى الآن ألواح plates الارض،‏ رفع الحيود المحيطية لتشكيل القارات.‏ وبسبب ذلك ظهرت اليابسة فوق سطح الماء ووديان محيطية عميقة تحته،‏ وديان وضع علماء البحار في ايامنا خرائط لها وهم يدرسونها باندفاع شديد.‏ (‏قارنوا مزمور ١٠٤:‏​٨،‏ ٩‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏ ‏)‏ وبعدما تشكلت اليابسة،‏ حدث تطوُّر مدهش آخر.‏ يذكر السجل:‏ «قال اللّٰه لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض.‏ وكان كذلك».‏ —‏ تكوين ١:‏١١‏.‏

كما نوقش في الفصل السابق (‏«المصنوعات —‏ ماذا يقف وراءها؟‏»)‏،‏ التخليق الضوئي ضروري للنباتات.‏ فهنالك في الخلية النباتية الخضراء عدد من الاجزاء الاصغر التي تدعى «صانعات الكلوروفيل chloroplasts‏»،‏ والتي تتلقى الطاقة من ضوء الشمس.‏ «وهذه المصانع المجهرية»،‏ كما يوضح كتاب كوكب الارض ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ «تصنِّع السكر والنشاء .‏ .‏ .‏ ولم يصمِّم الانسان قط مصنعا فعّالا،‏ او ذا طلب على منتجاته،‏ اكثر من صانع الكلوروفيل».‏

نعم،‏ كانت الحياة الحيوانية المستقبلية ستعتمد على صانعات الكلوروفيل للعيش.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ لولا النباتات الخضراء لَكان جوّ الارض غنيا جدا بثاني اكسيد الكربون،‏ ولَمُتْنا من الحر والنقص في الاكسجين.‏ يقدِّم بعض الخبراء تفسيرات عجيبة لتطوُّر نوع الحياة الذي يعتمد على التخليق الضوئي.‏ فهم يقولون،‏ مثلا،‏ انه عندما بدأت عضويات وحيدة الخلية في الماء تفتقر الى الطعام،‏ «ابتكرت اخيرا بعض الخلايا الرائدة القليلة حلّا لها.‏ فقد توصلت الى التخليق الضوئي».‏ ولكن هل هذا حقا ما حدث؟‏ فالتخليق الضوئي معقد جدا حتى ان العلماء لا يزالون يحاولون حتى الآن سبر اغواره.‏ فهل تعتقدون ان حياةً ذاتية التكاثر قائمة على التخليق الضوئي نشأت من تلقاء نفسها وبشكل يتعذر تفسيره؟‏ او تجدون انه من المنطقي اكثر الاعتقاد انها وُجدت نتيجة عملية خلق ذكية وذات هدف،‏ كما يخبر التكوين؟‏

ربما لم ينتهِ ظهور انواع جديدة من الحياة النباتية في «اليوم» الخلقي الثالث.‏ حتى انه ربما استمر الى «اليوم» السادس،‏ حين «غرس [الخالق] جنة في عدن» وأنبت «من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للاكل».‏ (‏تكوين ٢:‏​٨،‏ ٩‏)‏ وكما ذُكر،‏ لا بد ان جوّ الارض كان قد صفا في «اليوم» الرابع،‏ وهكذا صار ضوء اكثر من الشمس والاجرام السماوية الاخرى يبلغ كوكب الارض.‏

‏«اليومان» الخامس والسادس

خلال «اليوم» الخلقي الخامس،‏ شرع الخالق يملأ المحيطات وجوّ السماء بنوع جديد من الحياة مختلف عن النبات:‏ «انفس حية».‏ ومن المثير للاهتمام ان علماء الأحياء،‏ بين امور اخرى،‏ يتحدثون عن عالَم النبات وعالَم الحيوان،‏ ويقسِّمونهما الى تصنيفات اصغر.‏ والكلمة العبرانية المترجمة الى «نفس» تعني «متنفِّس».‏ ويقول الكتاب المقدس ايضا ان «الانفس الحية» فيها دم.‏ لذلك يمكننا الاستنتاج ان المخلوقات التي لديها جهاز تنفُّسي وجهاز دوران circulatory ‏—‏ الكائنات المتنفِّسة في البحار والسماء —‏ بدأت تَظهر في الفترة الخلقية الخامسة.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٠‏،‏ ع‌ج؛‏ تكوين ٩:‏​٣،‏ ٤‏.‏

وفي «اليوم» السادس ركّز اللّٰه اكثر على اليابسة.‏ فخلق ‹البهائم والوحوش›،‏ وهاتان التسميتان للحيوانات كانتا مفهومتَين حينما خطّ موسى هذه الرواية.‏ (‏تكوين ١:‏٢٤‏)‏ اذًا صُنعت الثدييات التي تعيش على البَر في الفترة الخلقية السادسة.‏ ولكن ماذا عن البشر؟‏

يخبرنا السجل القديم ان الخالق اختار اخيرا ان يوجِد شكلا فريدا من الحياة على الارض.‏ فقال لابنه السماوي:‏ «نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.‏ فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض».‏ (‏تكوين ١:‏٢٦‏)‏ لذلك كان الانسان سيعكس الصورة الروحية لصانعه،‏ مُعرِبا عن صفاته.‏ وكان سيتمكن من استيعاب مقادير هائلة من المعرفة.‏ وهكذا كان البشر سيفوقون ايّ حيوان آخر ذكاءً.‏ وقد صُنع الانسان،‏ بخلاف الحيوانات ايضا،‏ بقدرة على التصرُّف وفقا لإرادته الحرة،‏ دون ان تتحكم فيه الغريزة في الدرجة الاولى.‏

يقوم العلماء في السنوات الاخيرة بأبحاث مكثَّفة حول المورِّثات (‏الجينات)‏ البشرية.‏ وبمقارنة نماذج وراثية بشرية من حول العالم،‏ وجدوا ادلة قاطعة على ان البشر جميعا لهم سَلَف مشترك،‏ مصدر مشترك لِدَنا DNA كل انسان عاش على الاطلاق،‏ ويشمل ذلك كل واحد منا.‏ وفي سنة ١٩٨٨ عرضت مجلة نيوزويك ‏(‏بالانكليزية)‏ نتائج هذه الابحاث في تقرير بعنوان «البحث عن آدم وحواء».‏ ارتكزت هذه الدراسات على نوع من دَنا الحُبَيبات الخيطية mitochondrial DNA‏،‏ مادة وراثية لا تنتقل إلا بواسطة الانثى.‏ وتقود تقارير في سنة ١٩٩٥ متعلقة بأبحاث حول الدَّنا الذكري الى الاستنتاج نفسه —‏ انه «كان هنالك ‹آدم› سَلَفيّ يحمل على الصِّبغي [‏Y‏] المادة الوراثية المشتركة بين كل رجل يعيش الآن على الارض»،‏ على حد قول مجلة تايم ‏(‏بالانكليزية)‏.‏ وسواء كانت هذه النتائج دقيقة في كل تفاصيلها او لا،‏ فهي توضح ان التاريخ الذي نجده في سفر التكوين له مصداقية كبيرة،‏ ان مؤلفه العظيم كان حاضرا آنذاك.‏

ما اروع الذروة التي بلغتها اعمال اللّٰه الخلقية حين جمع بعضا من عناصر الارض وصنع ابنه البشري الاول،‏ ابنا دعاه آدم!‏ (‏لوقا ٣:‏٣٨‏)‏ وتخبرنا الرواية التاريخية ان خالق الكرة الارضية والحياة عليها وضع الانسان الذي صنعه في منطقة شبيهة بجنة «ليعملها ويحفظها».‏ (‏تكوين ٢:‏١٥‏)‏ وربما كان الخالق في ذلك الوقت لا يزال يُنتِج بعض الانواع الحيوانية الجديدة.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «وجبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء.‏ فأحضرها الى آدم ليرى ماذا يدعوها.‏ وكل ما دعا به آدم ذات [«كل»،‏ ع‌ج‏] نفس حية فهو اسمها».‏ (‏تكوين ٢:‏١٩‏)‏ ولا يلمّح الكتاب المقدس ابدا الى ان الانسان الاول آدم هو مجرد شخصية خرافية،‏ بل الى انه شخص حقيقي —‏ انسان يفكّر ويشعر —‏ قادر على ايجاد الفرح في ذلك الموطن الفردوسي.‏ وكان كل يوم يتعلم اكثر عن الاشياء التي صنعها خالقه وعمّا يتميَّز به هذا الخالق —‏ من جهة صفاته وشخصيته.‏

وبعد فترة غير محدَّدة،‏ خلق اللّٰه المرأة الاولى لتكون زوجة آدم.‏ وأضاف اللّٰه ايضا الى حياتهما قصدا اعظم عندما ذكر هذا التعيين المهم:‏ «اثمروا واكثروا واملأوا الارض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض».‏ (‏تكوين ١:‏​٢٧،‏ ٢٨‏)‏ ولا شيء يغيِّر قصد الخالق المعلَن:‏ تحويل الارض كلها الى فردوس ملآن بشرا سعداء يعيشون في سلام واحدهم مع الآخر ومع الحيوانات.‏

ان الكون المادي،‏ بما فيه كوكبنا والحياة عليه،‏ يشهد فعلا على حكمة اللّٰه.‏ ومن الواضح انه رأى بحكمته ان بعض البشر،‏ على مرِّ الوقت،‏ يُحتمل ان يسلكوا بتمرُّد او استقلال عنه،‏ مع انه هو الخالق ومعطي الحياة.‏ وكان يمكن لهذا التمرُّد ان يعرقل العمل العظيم الهادف الى توسيع الفردوس حتى اقصاء الارض.‏ لذلك يقول السجل ان اللّٰه وضع امام آدم وحواء امتحانا بسيطا يذكِّرهما بضرورة الطاعة.‏ والعصيان،‏ كما قال اللّٰه،‏ كان سيؤدي الى خسارتهما الحياة التي اعطاهما اياها.‏ وكان من ألطاف الخالق انه حذَّر ابوينا الاولين من مغبة السلوك الخاطئ الذي يؤثر في سعادة كامل العرق البشري.‏ —‏ تكوين ٢:‏​١٦،‏ ١٧‏.‏

باختتام «اليوم» السادس،‏ كان الخالق قد انهى كل ما يلزم لإتمام قصده.‏ لذلك كان بإمكانه ان يقول بالصواب عن كل ما عمله انه «حسن جدا».‏ (‏تكوين ١:‏٣١‏)‏ وعند هذه النقطة يذكر الكتاب المقدس فترة زمنية مهمة اخرى،‏ اذ يقول ان اللّٰه «استراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل».‏ (‏تكوين ٢:‏٢‏)‏ ولكن بما ان الخالق «لا يكل ولا يعيا»،‏ فلماذا يُقال عنه انه استراح؟‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٢٨‏)‏ يشير ذلك الى توقفه عن القيام بأعمال الخليقة المادية؛‏ وعلاوة على ذلك،‏ لقد استراح عالِمًا ان لا شيء،‏ حتى ولا التمرُّد في السماء او على الارض،‏ قادر على إحباط قصده العظيم.‏ فبارك اللّٰه بثقة «اليوم» الخلقي السابع.‏ لذلك يمكن لمخلوقات اللّٰه الذكية والولية —‏ البشر والمخلوقات الروحانية غير المنظورة —‏ ان تتأكد انه بنهاية «اليوم» السابع،‏ سيعمّ السلام والسعادة الكون بأسره.‏

هل ينال سجل التكوين ثقتكم؟‏

ولكن هل يمكنكم ان تؤمنوا برواية الخلق هذه وبالآمال التي تقدِّمها؟‏ كما ذكرنا،‏ بدأت الابحاث الوراثية العصرية تتوصل الى الاستنتاج المشار اليه في الكتاب المقدس منذ زمن طويل.‏ وقد لفت ايضا نظر بعض العلماء تسلسل الاحداث المذكور في سفر التكوين.‏ مثلا،‏ علّق الجيولوجي الشهير والاس پرات قائلا:‏ «اذا دُعيتُ كجيولوجي لأشرح باختصار آراءنا الحديثة في اصل الارض ونشوء الحياة عليها لشعب بسيط من الرعاة،‏ كالقبائل التي وُجِّه اليها سفر التكوين،‏ اكاد لا استطيع ان افعل احسن من ان اتَّبع بدقة الكثير من لغة الاصحاح الاول من سفر التكوين».‏ ولاحظ ايضا ان التسلسل الموصوف في التكوين عن اصل المحيطات وبروز البَر،‏ بالاضافة الى ظهور الحياة البحرية والطيور والثدييات،‏ يطابق من حيث الجوهر تعاقُب الاقسام الرئيسية للزمن الجيولوجي.‏

تأملوا في هذا:‏ كيف رتَّب موسى —‏ قبل آلاف السنين —‏ هذا التسلسل بالشكل الصحيح لو لم يكن مصدر معلوماته من الخالق والمصمِّم نفسه؟‏

يذكر الكتاب المقدس:‏ «عن طريق الايمان،‏ ندرك ان الكون كله قد برز الى الوجود بكلمة امر من اللّٰه.‏ حتى ان عالمنا المنظور،‏ قد تكوَّن من امور غير منظورة!‏».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣‏،‏ تف ‏)‏ كثيرون ليسوا على استعداد لتقبُّل هذه الحقيقة،‏ اذ يفضِّلون الايمان بالصدفة او بعملية عمياء انتجت في زعمهم كوننا والحياة.‏ * ولكن،‏ كما رأينا،‏ توجد اسباب كثيرة ومتنوعة تدفعنا الى الايمان بأن الكون والحياة الارضية —‏ بما فيهما حياتنا نحن —‏ أتيا بفضل علّة اولى ذكية،‏ بفضل خالق،‏ هو اللّٰه.‏

يعترف الكتاب المقدس بصراحة ان «الايمان ليس للجميع».‏ (‏٢ تسالونيكي ٣:‏٢‏)‏ ومع ذلك،‏ لا يعني الايمان سرعة التصديق.‏ فالايمان قائم على حقيقة جوهرية.‏ وفي الفصل التالي،‏ سنتأمل في اسباب وجيهة ومقنعة اضافية تُظهر لنا لماذا يمكننا الوثوق بالكتاب المقدس وبالخالق العظيم الذي يهتمُّ بأمرنا شخصيا.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 18‏ الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربَّع سرعة الضوء.‏

^ ‎الفقرة 30‏ كان العبرانيون يحسبون بداية يومهم في المساء بحيث يمتد حتى غروب الشمس التالي.‏

^ ‎الفقرة 32‏ ربما استعمل الخالق عمليات طبيعية لرفع هذه المياه وإبقائها عاليا.‏ وقد انهمرت هذه المياه في ايام نوح.‏ (‏تكوين ١:‏​٦-‏٨؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٥؛‏ ٣:‏​٥،‏ ٦‏)‏ وهذا الحدث التاريخي ترك اثرا لا يُمحى في اذهان البشر الناجين والمتحدِّرين منهم،‏ كما يؤكد علماء الانسان.‏ ونجد ان هذا الحدث يَظهر في قصص الطوفان التي حفظتها شعوب حول الكرة الارضية.‏

^ ‎الفقرة 49‏ من اجل دراسة اوسع لتاريخ اشكال الحياة على الارض،‏ انظروا الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوُّر ام بالخَلق؟‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

‏[الصورة في الصفحة ٨٦]‏

الاقراص الغبارية،‏ كهذا القرص في مجرَّة 4261 NGC‏،‏ هي دليل على وجود ثقوب سوداء شديدة،‏ وهذه الثقوب لا يمكن رؤيتها.‏ ويخبر الكتاب المقدس عن وجود مخلوقات،‏ في حيِّز آخر،‏ شديدة هي ايضا،‏ ولكن لا يمكن رؤيتها

‏[الصورة في الصفحة ٨٩]‏

اكدت التجارب النظرية العلمية القائلة انه يمكن تحويل الكتلة الى طاقة والطاقة الى كتلة

‏[الصورة في الصفحة ٩٤]‏

الاعمال الخلقية من «اليوم» الاول الى «اليوم» الثالث اتاحت ظهور النبات بتنوُّع مذهل

‏[الصور في الصفحة ٩٩]‏

يصف الكتاب المقدس بدقة وبعبارات بسيطة الظهور المتسلسل لأشكال الحياة على الارض

‏[الصورة في الصفحة ١٠١]‏

‏«كجيولوجي .‏ .‏ .‏ اكاد لا استطيع ان افعل احسن من ان اتَّبع بدقة الكثير من لغة الاصحاح الاول من سفر التكوين».‏ —‏ والاس پرات