الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ماذا يمكن ان تتعلموا عن الخالق من كتاب؟‏

ماذا يمكن ان تتعلموا عن الخالق من كتاب؟‏

الفصل السابع

ماذا يمكن ان تتعلموا عن الخالق من كتاب؟‏

توافقون على الارجح ان الكتاب الشيِّق والغني بالمعلومات له قيمة كبيرة.‏ هكذا هو الكتاب المقدس.‏ ففيه تجدون قصص حياة تشدّ انتباهكم وترسم قيما ادبية سامية.‏ وتجدون ايضا امثالا حية لحقائق مهمة.‏ وقد قال كاتب من كتبته اشتهر بحكمته انه «طلب ان يجد كلمات مُسرة مكتوبة بالاستقامة كلمات حق».‏ —‏ جامعة ١٢:‏١٠‏.‏

ان الكتاب الذي نشير اليه باسم «الكتاب المقدس» هو مجموعة من ٦٦ سفرا كُتبت خلال فترة تزيد على ٥٠٠‏,١ سنة.‏ مثلا،‏ بين سنتَي ١٥١٣ و ١٤٧٣ ق‌م،‏ كتب موسى الاسفار الخمسة الاولى،‏ ابتداء من التكوين.‏ وكان يوحنا،‏ احد رسل يسوع،‏ آخر كتبة الكتاب المقدس.‏ وقد سجّل تاريخا لحياة يسوع (‏انجيل يوحنا)‏،‏ بالاضافة الى رسائل قصيرة وسفر الرؤيا الذي هو آخر سفر في معظم الكتب المقدسة.‏

خلال السنوات الـ‍ ٥٠٠‏,١ من موسى الى يوحنا،‏ اشترك نحو ٤٠ شخصا في كتابة الكتاب المقدس.‏ وكان هؤلاء الاشخاص رجالا مخلصين وأتقياء ارادوا ان يساعدوا غيرهم على التعلم عن خالقنا.‏ فمن كتاباتهم يمكن ان نفهم شخصية اللّٰه ونتعلم كيف نرضيه.‏ ويوضح لنا الكتاب المقدس ايضا لماذا يكثر الشر وكيف سيوضَع حد له.‏ فكتبة الكتاب المقدس اشاروا مسبقا الى الوقت الذي فيه يعيش الجنس البشري تحت توجيه مباشر اكثر لحكم اللّٰه،‏ ووصفوا بعض الاحوال المثيرة التي يمكننا التمتع بها آنذاك.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏​١٠،‏ ١١؛‏ اشعياء ٢:‏​٢-‏٤؛‏ ٦٥:‏​١٧-‏٢٥؛‏ رؤيا ٢١:‏​٣-‏٥‏.‏

تدركون على الارجح ان كثيرين يرفضون الكتاب المقدس لأنهم يعتبرونه كتابا قديما يعكس حكمة بشرية.‏ لكنَّ ملايين الاشخاص مقتنعون بأن اللّٰه هو مؤلفه الحقيقي وبأنه وجَّه افكار كتبته.‏ (‏٢ بطرس ١:‏​٢٠،‏ ٢١‏)‏ فكيف تعرفون ان ما سجّله كتبة الكتاب المقدس هو فعلا من اللّٰه؟‏

هنالك عدد من الادلة المختلفة التي تجمع على ذلك والتي يمكنكم التأمل فيها.‏ وكثيرون فعلوا ذلك قبلما استنتجوا أن الكتاب المقدس هو اكثر من مجرد كتاب بشري،‏ أنه من مصدر فوق الطبيعة البشرية.‏ فلنوضح ذلك بمناقشة دليل واحد فقط.‏ وبهذه الطريقة نتعلم اكثر عن خالق كوننا،‏ مصدر الحياة البشرية.‏

تنبؤات تحققت

كثيرون هم كتبة الكتاب المقدس الذين سجّلوا نبوات.‏ ولم يدَّعِ هؤلاء الكتبة ان الإنباء بالمستقبل كان بمقدرتهم الخاصة،‏ بل نسبوا الفضل الى الخالق.‏ مثلا،‏ قال اشعياء عن اللّٰه انه «مخبر منذ البدء بالاخير».‏ (‏اشعياء ١:‏١؛‏ ٤٢:‏​٨،‏ ٩؛‏ ٤٦:‏​٨-‏١١‏)‏ والقدرة على الإنباء بحوادث تقع بعد عقود او حتى قرون في المستقبل تجعل اله اشعياء فريدا؛‏ فهو ليس مجرد صنم كالاصنام التي عُبدت في الماضي وتُعبَد اليوم.‏ وتزوِّد النبوات دليلا مقنِعا على ان مؤلف الكتاب المقدس ليس بشرا.‏ فتأملوا كيف يؤكد سفر اشعياء ذلك.‏

ان مقارنة محتويات سفر اشعياء بالمعلومات التاريخية تُظهر ان هذا السفر كُتب نحو سنة ٧٣٢ ق‌م.‏ سبق اشعياء وأخبر ان كارثة ستحلّ بسكان اورشليم ويهوذا لأنهم كانوا مذنبين بسفك الدم وعبادة الاصنام.‏ وتنبأ اشعياء بأن الارض ستُقفِر،‏ وأورشليم وهيكلها سيدمَّران،‏ والناجين سيؤخذون اسرى الى بابل.‏ لكنَّ اشعياء تنبأ ايضا بأن اللّٰه لن ينسى الامة المسبيّة.‏ فقد اخبر هذا السفر مسبقا بأن ملكا اجنبيا يدعى كورش سيغزو بابل ويحرِّر اليهود ليعودوا الى موطنهم.‏ وفي الواقع،‏ وصف اشعياء اللّٰه بأنه «القائل عن كورش راعيَّ فكل مسرتي يتمم ويقول عن اورشليم ستُبنى وللهيكل ستؤسَّس».‏ —‏ اشعياء ٢:‏٨؛‏ ٢٤:‏١؛‏ ٣٩:‏​٥-‏٧؛‏ ٤٣:‏١٤؛‏ ٤٤:‏​٢٤-‏٢٨؛‏ ٤٥:‏١‏.‏

في ايام اشعياء،‏ اي في القرن الثامن قبل الميلاد،‏ ربما بدت هذه التنبؤات غير قابلة للتصديق.‏ ففي ذلك الوقت لم تكن بابل قوة عسكرية كبيرة،‏ بل كانت خاضعة للقوة العالمية الفعلية في ذلك الوقت،‏ الامبراطورية الاشورية.‏ وفكرة إعتاق شعب مأسور واسترجاعه ارضَه بعد اخذه الى السبي في ارض بعيدة كانت غريبة هي ايضا.‏ كتب اشعياء:‏ «مَن سمع مثل هذا».‏ —‏ اشعياء ٦٦:‏٨‏.‏

ولكن ماذا نجد اذا تقدَّمنا في الزمن فترة قرنَين؟‏ يُظهر التاريخ اللاحق للشعب اليهودي القديم ان نبوة اشعياء تمَّت بالتفصيل.‏ فقد صارت بابل فعلا قوة جبارة،‏ ودمَّرت اورشليم.‏ واسم الملك الفارسي (‏كورش)‏،‏ غزوه اللاحق لبابل،‏ وعودة اليهود هي كلها وقائع يعترف التاريخ بصحتها.‏ لقد تحققت هذه التفاصيل النبوية بحذافيرها،‏ حتى ان النقاد في القرن الـ‍ ١٩ ادّعوا ان سفر اشعياء كان خدعة.‏ وقد قالوا في الواقع:‏ ‹كتب اشعياء الاصحاحات الاولى،‏ ولكن جاء كاتب بعده في زمن الملك كورش واختلق بقية السفر لكي يبدو وكأنه نبوة›.‏ قد يأتي شخص ويُطلق ادعاءات رافضة كهذه،‏ ولكن ماذا تقول الوقائع؟‏

تنبؤات حقيقية؟‏

ان التنبؤات في سفر اشعياء لا تقتصر على الحوادث المتعلقة بكورش والمسبيين اليهود.‏ فقد سبق اشعياء وأخبر ايضا عما ستؤول اليه بابل في النهاية،‏ وزوَّد سفره تفاصيل كثيرة عن مجيء مسيَّا،‏ او منقذ،‏ سيتألم ثم يتمجد.‏ فهل يمكننا ان نؤكد ان هذه الكلمات كُتبت قبل حدوثها بوقت طويل،‏ وهكذا تكون نبوات تنتظر الاتمام؟‏

تأملوا في هذه النقطة.‏ كتب اشعياء عما ستؤول اليه بابل:‏ «تصير بابل بهاءُ الممالك وزينة فخر الكلدانيين كتقليب اللّٰه سدوم وعمورة.‏ لا تُعمر الى الابد ولا تُسكن الى دور فدور».‏ (‏اشعياء ١٣:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ الاصحاح ٤٧‏)‏ فكيف تطوَّرت الامور؟‏

تُظهر الوقائع ان بابل كانت تعتمد لزمن طويل على شبكة ريّ معقدة مؤلفة من سدود وقنوات بين نهرَي دجلة والفرات.‏ ويبدو انه في سنة ١٤٠ ق‌م تقريبا،‏ تضرَّرت شبكة المياه هذه نتيجة الغزو الفَرْتيّ المدمِّر وأخذت تنهار.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ توضح دائرة المعارف الاميركية ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «صارت التربة مشبعة بالاملاح المعدنية،‏ وتكوَّنت قشرة من القلْي alkali على سطحها،‏ وهذا ما جعل استخدامها لأغراض زراعية مستحيلا».‏ وبعد نحو ٢٠٠ سنة كانت بابل لا تزال مدينة كثيرة السكان،‏ ولكن ليس لوقت طويل.‏ (‏قارنوا ١ بطرس ٥:‏١٣‏.‏)‏ فبحلول القرن الثالث بعد الميلاد،‏ تحدَّث المؤرخ ديو كاسيوس (‏نحو ١٥٠-‏٢٣٥ ب‌م)‏ عن شخص زار بابل ولم يجد شيئا سوى «تلال وحجارة وخرائب».‏ (‏LXVIII‏،‏ ٣٠)‏ والمهم في هذا هو ان اشعياء كان ميتا في ذلك الوقت،‏ وكان سفره الكامل متداوَلا قبل قرون.‏ وإذا زرتم بابل اليوم،‏ فلن تروا سوى خرائب لمدينة كانت لها امجادها في الماضي.‏ ومع ان مدنا قديمة مثل روما وأورشليم (‏القدس)‏ وأثينا لا تزال قائمة حتى يومنا هذا،‏ فقد صارت بابل قفرًا،‏ خالية من السكان،‏ ومجرد خراب؛‏ تماما كما اخبر اشعياء.‏ لقد تحققت النبوة.‏

لنركّز الآن على وصف اشعياء للمسيَّا الآتي.‏ فوفقا لإشعياء ٥٢:‏١٣‏،‏ كان عبد اللّٰه المميَّز هذا ‹سيتعالى ويتسامى جدا› في النهاية.‏ لكنَّ الاصحاح التالي (‏اشعياء ٥٣‏)‏ تنبأ قائلا ان المسيَّا،‏ وبشكل يدعو الى الاستغراب،‏ سيمرّ قبل تَسامِيه بتجربة مختلفة جدا.‏ وقد تدهشكم التفاصيل المسجلة في هذا الاصحاح المتعارَف على نطاق واسع على انه نبوة مسيَّانية.‏

يمكنكم ان تقرأوا هناك ان المسيَّا كان سيُحتقَر من قِبل ابناء بلده.‏ ولأن اشعياء كان متأكدا من ان ذلك سيحدث،‏ كتب كما لو ان الامر قد حصل:‏ ‹احتقره الناس وتجنَّبوه›.‏ (‏العدد ٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكانت اساءة المعاملة هذه غير مبرَّرة اطلاقا بسبب الخير الذي كان المسيَّا سيفعله للناس.‏ فقد وصف اشعياء اعمال الشفاء التي يقوم بها المسيَّا بالقول:‏ ‹امراضنا هو حملها›.‏ (‏العدد ٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ ومع ذلك،‏ كان المسيَّا سيحاكَم ويُدان ظلما،‏ ويبقى صامتا امام متَّهِميه.‏ (‏العددان ٧،‏ ٨‏)‏ وكان سيترك نفسه يُسلَّم ليُقتل مع مجرمين؛‏ وخلال عملية إعدامه،‏ كان جسده سيُثقَب.‏ (‏العددان ٥‏،‏ ع‌ج‏،‏ ١٢‏)‏ ومع انه يُقتل كمجرم،‏ كان سيُدفن كما لو انه انسان غني.‏ (‏العدد ٩‏)‏ وذكر اشعياء تكرارا ان ميتة المسيَّا الظالمة كانت ستملك قوة كفّارية،‏ مغطية خطايا البشر الآخرين.‏ —‏ الاعداد ٥‏،‏ ٨‏،‏ ١١،‏ ١٢ ‏.‏

كل هذه الامور حدثت.‏ فالروايات التاريخية التي سجلها معاصرو يسوع —‏ متى،‏ مرقس،‏ لوقا،‏ ويوحنا —‏ تؤكد ان ما سبق وأخبر به اشعياء حصل فعلا.‏ ووقع بعض الاحداث بعد موت يسوع،‏ لذلك لا يمكن ان يكون قد تحكّم فيها.‏ (‏متى ٨:‏​١٦،‏ ١٧؛‏ ٢٦:‏٦٧؛‏ ٢٧:‏​١٤،‏ ٣٩-‏٤٤،‏ ٥٧-‏٦٠؛‏ يوحنا ١٩:‏​١،‏ ٣٤‏)‏ والاتمام الكامل لنبوة اشعياء المسيَّانية كان له تأثير شديد في قراء الكتاب المقدس المخلصين على مرِّ القرون،‏ بمَن فيهم مَن لم يعترفوا قبلا بيسوع.‏ يلاحظ العالِم وليم ارْويك:‏ «كثيرون من اليهود،‏ حين دوَّنوا سبب اهتدائهم الى المسيحية،‏ اعترفوا بأن قراءة هذا الاصحاح [‏اشعياء ٥٣‏] هي التي زعزعت ثقتهم بعقيدتهم القديمة وبمعلميهم».‏ —‏ خادم يهوه ‏(‏بالانكليزية)‏.‏ *

ذكر ارْويك هذه الكلمات في اواخر القرن الـ‍ ١٩،‏ حين كان البعض لا يزالون يشكون في ما اذا كان اشعياء الاصحاح ٥٣ من سفر اشعياء قد كُتب فعلا قبل قرون من ولادة يسوع.‏ لكنَّ الاشياء المكتشَفة منذ ذلك الوقت ازالت كل اساس للشك.‏ ففي سنة ١٩٤٧،‏ اكتشف راعٍ من البدو درجا قديما لكامل سفر اشعياء قرب البحر الميت.‏ وذكر خبراء بالكتابة القديمة ان تاريخ الدرج يعود الى ما بين سنتَي ١٢٥ و ١٠٠ ق‌م.‏ وفي سنة ١٩٩٠،‏ وعن طريق تحليل الكربون ١٤ للدرج،‏ ذُكر انه يعود الى ما بين سنتَي ٢٠٢ و ١٠٧ ق‌م.‏ نعم،‏ لقد كان درج اشعياء الشهير هذا قديما جدا عندما وُلد يسوع.‏ وماذا تكشف مقارنته بالكتب المقدسة العصرية؟‏

اذا زرتم مدينة القدس،‏ فبإمكانكم ان تروا جذاذات من ادراج البحر الميت.‏ يوضح تسجيل صوتي لعالِم الآثار الپروفسور ييڠل يادين:‏ «انقضت فترة لا تزيد على خمسمئة او ستمئة سنة بين التفوُّه بكلمات اشعياء ونسخ هذا الدرج في القرن الثاني قبل الميلاد.‏ والمدهش هو مدى تشابه هذا الدرج الاصلي الموجود في المتحف —‏ مع ان عمره اكثر من ٠٠٠‏,٢ سنة —‏ مع الكتاب المقدس الذي نقرأه اليوم إما بالعبرانية او في الترجمات المنقولة عن اللغة الاصلية».‏

من الواضح ان هذا الامر ينبغي ان يؤثر في نظرتنا.‏ نظرتنا الى ماذا؟‏ ينبغي ان يزيل اية شكوك انتقادية تجعل من اشعياء سفرا يدّعي التنبؤ بأمور سبق ان حدثت.‏ فهنالك الآن برهان علمي على ان نسخة من كتابات اشعياء صُنعت قبل اكثر من مئة سنة من ولادة يسوع وقبل وقت اطول بكثير من إقفار بابل.‏ لذلك كيف يمكن ان يُشَكّ في ان كتابات اشعياء تنبأت بالنتيجة النهائية لبابل وبآلام المسيَّا الظالمة،‏ وطريقة موته ومعاملته؟‏!‏ وتزيل الوقائع التاريخية ايّ اساس للمجادلة في ان اشعياء تنبأ بدقة بأسْر اليهود وإطلاقهم من بابل.‏ وهذه التنبؤات المتمَّمة تشكل مجرد دليل واحد من ادلة مختلفة كثيرة على ان المؤلف الحقيقي للكتاب المقدس هو الخالق وأن الكتاب المقدس هو «موحى به من اللّٰه».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

توجد ادلة كثيرة اخرى على ان الكتاب المقدس من تأليف الهي.‏ وهي تشمل دقة الكتاب المقدس في المسائل الفلكية والجيولوجية والطبية،‏ الانسجام الداخلي بين اسفاره التي كتبها عشرات الاشخاص طوال مئات كثيرة من السنين،‏ اتفاقه مع حقائق كثيرة في التاريخ الدنيوي وعلم الآثار،‏ وشريعته الادبية التي تفوقت على شرائع الامم المحيطة في تلك الازمنة والتي لا تزال تُعتبر شريعة بلا منازع.‏ وقد اقنعت هذه الادلة المختلفة،‏ وغيرها ايضا،‏ اعدادا لا تحصى من الاشخاص المجتهدين والمخلصين بأن الكتاب المقدس هو فعلا كتاب من عند خالقنا.‏ *

يمكن ان يساعدنا ذلك ايضا على التوصل الى استنتاجات صحيحة عن الخالق —‏ الامر الذي يساعدنا على معرفة صفاته.‏ ألا تشهد قدرته على النظر الى المستقبل انه يملك قدرات ادراكية لا يملكها البشر؟‏ فالبشر لا يعرفون ماذا سيحدث في المستقبل البعيد،‏ ولا يمكنهم التحكم فيه.‏ أما الخالق فيقدر على ذلك.‏ فبإمكانه ان يرى المستقبل ويرتِّب الامور بطريقة تُنفَّذ بواسطتها مشيئته.‏ لذلك وصف اشعياء الخالق بهذه الكلمات المناسبة:‏ «مخبر منذ البدء بالاخير ومنذ القديم بما لم يُفعل قائلا رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي».‏ —‏ اشعياء ٤٦:‏١٠؛‏ ٥٥:‏١١‏.‏

التعرُّف اكثر بالمؤلف

عندما نمتلك معرفة شخصية بفرد آخر،‏ يكون ذلك من خلال التحدُّث اليه ورؤية رد فعله في مختلف الظروف.‏ وكلتا الطريقتين ممكنتان للتعرُّف بالبشر الآخرين،‏ ولكن ماذا عن التعرُّف بالخالق؟‏ فلا يمكن ان نتحادث معه بطريقة مباشرة.‏ ولكن كما برهنّا،‏ يكشف الخالق الكثير عن نفسه في الكتاب المقدس —‏ سواء من خلال اقواله او من خلال اعماله.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يدعونا هذا الكتاب الفريد في الواقع الى تنمية علاقة بالخالق.‏ فهو يحثنا قائلا:‏ «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم».‏ —‏ يعقوب ٢:‏٢٣؛‏ ٤:‏٨‏.‏

تأملوا في احدى الخطوات الاساسية:‏ اذا كنتم تريدون مصادقة شخص،‏ يجب طبعا ان تعرفوا اسمه.‏ فما هو اسم الخالق،‏ وماذا يكشف اسمه عنه؟‏

ان الجزء العبراني من الكتاب المقدس (‏الذي يدعى غالبا «العهد القديم»)‏ يخبرنا بالاسم الفريد للخالق.‏ وهو يُمَثَّل في المخطوطات القديمة بأربعة احرف عبرانية ساكنة تقابلها بالعربية الاحرف ي ه‍ و ه‍.‏ ويَظهر اسم الخالق نحو ٠٠٠‏,٧ مرة،‏ اكثر بكثير من ايّ لقب مثل اللّٰه او الرب.‏ وطوال قرون كان قراء الكتاب المقدس العبراني يستعملون هذا الاسم الشخصي.‏ ولكن،‏ على مرِّ الوقت،‏ صار عند يهود كثيرين خوف خرافي من التلفظ بالاسم الالهي،‏ وهكذا لم يحفظوا طريقة التلفّظ به.‏

يذكر تعليق يهودي على سفر الخروج:‏ «ضاعت في النهاية طريقة اللفظ الاصلية؛‏ والمحاولات العصرية لمعرفتها من جديد ليست إلا تخمينات».‏ صحيح اننا لسنا متأكدين كيف تلفَّظ موسى بالاسم الالهي الموجود اصلا في الخروج ٣:‏١٦ والذي نجده في الخروج ٦:‏٣‏.‏ ولكن مَن بصراحة يشعر اليوم بأنه مجبر على التلفُّظ باسم موسى او اسم يسوع بالصوت والتنغيم انفسهما اللذين استُعملا حين سارا على الارض؟‏!‏ ومع ذلك لا نمتنع عن الاشارة الى موسى وإلى يسوع باسمهما.‏ فالفكرة هي انه بدلا من الاهتمام المفرط بالطريقة التي كان شعب قديم ناطق بلغة اخرى يستعملها للتلفّظ باسم اللّٰه،‏ لِمَ لا نستعمل طريقة اللفظ الشائعة في لغتنا؟‏!‏ مثلا،‏ اللفظة المستعملة بالعربية لفترة طويلة هي «يَهْوَه»،‏ وهي لفظة مقبولة على نطاق واسع.‏

ولكن يوجد شيء اهم من التفاصيل المتعلقة بطريقة التلفُّظ بالاسم.‏ وهذا الشيء هو معناه.‏ فهذا الاسم باللغة العبرانية هو في صيغة التَّعدِية السببية (‏كوزن فَعَّلَ)‏ للفعل هَوَه الذي يعني «يصير» او «يكون».‏ (‏تكوين ٢٧:‏٢٩‏،‏ ع‌ج؛‏ جامعة ١١:‏٣‏)‏ ويقترح دليل أوكسفورد الى الكتاب المقدس ‏(‏بالانكليزية)‏ هذا المعنى:‏ « ‹يسبِّب› او ‹سيسبِّب ان يكون› ».‏ وهكذا يمكننا القول ان اسم الخالق الشخصي يعني حرفيا «يسبِّب ان يصير» او «يُصَيِّر».‏ ولاحظوا انه لا يُشدَّد هنا على عمل الخالق في الماضي السحيق،‏ كما يفكّر البعض عندما يستعملون عبارة «العلّة الاولى»،‏ او «السبب الاول».‏ ولِمَ لا؟‏

لأن الاسم الالهي مرتبط بما يقصد الخالق ان يفعله.‏ وهنالك من حيث الاساس صيغتان فقط للأفعال العبرانية،‏ والصيغة المستعملة في حالة اسم الخالق «تشير الى اعمال .‏ .‏ .‏ في طور التقدُّم.‏ انها لا تعبِّر عن مجرد الاستمرار في عمل ما .‏ .‏ .‏ بل عن التقدُّم فيه من بدايته نحو اكتماله».‏ (‏وصف موجز للصيغ العبرانية ‏[بالانكليزية])‏ نعم،‏ فمن خلال اسمه يكشف يهوه عن نفسه أنه صاحب مقاصد.‏ وهكذا نتعلم انه —‏ بالعمل التقدُّمي —‏ يصير متمِّما للمواعيد.‏ ويشعر كثيرون بالراحة والاطمئنان حين يعلمون ان الخالق يعمل دائما على تحقيق مقاصده.‏

قصده —‏ قصدكم

في حين يعكس اسم اللّٰه فكرة القصد،‏ يلاقي اناس كثيرون صعوبة في رؤية قصد من وجودهم.‏ فهم يلاحظون الجنس البشري يتخبط في ازمة بعد اخرى —‏ الحروب،‏ الكوارث الطبيعية،‏ الامراض،‏ الفقر،‏ والجريمة.‏ حتى الاشخاص السعداء القليلون،‏ الذين يتمكنون بطريقة ما من تفادي هذه التأثيرات المدمِّرة،‏ يعترفون بأن شكوكا تنتابهم دائما بشأن المستقبل وبشأن معنى حياتهم.‏

يذكر الكتاب المقدس هذا التعليق:‏ «لقد أُخضع العالم المادي للإحباط،‏ ليس رغبةً منه في هذا،‏ بل بمشيئة الخالق،‏ الذي عند جعله كذلك اعطاه املا في ان يُنقَذ ذات يوم .‏ .‏ .‏ وأن يشترك في الحرية المجيدة لأولاد اللّٰه».‏ (‏رومية ٨:‏​٢٠،‏ ٢١‏،‏ رسائل العهد الجديد ‏[بالانكليزية]،‏ بقلم ج.‏ و.‏ سي.‏ واند)‏ تُظهر الرواية في التكوين انه في وقت من الاوقات،‏ كان البشر في سلام مع خالقهم.‏ ونتيجةً لسوء السلوك البشري،‏ تصرَّف اللّٰه بعدل وأخضع الجنس البشري لحالة ادت،‏ الى حد ما،‏ الى الإحباط.‏ فلنرَ كيف حدث هذا،‏ وماذا يخبرنا عن الخالق،‏ وماذا يمكننا توقعه للمستقبل.‏

بحسب ذلك التاريخ المكتوب،‏ الذي تبيَّن انه يمكن إثبات صحته بطرائق عديدة،‏ كان اول مخلوقَين بشريَّين يدعيان آدم وحواء.‏ ويُظهر السجل انهما لم يُتركا ليتلمّسا طريقهما بدون قصد او تعليمات عن مشيئة اللّٰه.‏ فكما يفعل ايّ اب بشري محب وعطوف مع ذريته،‏ اعطى الخالقُ البشرَ ارشادات نافعة.‏ فقال:‏ «اثمروا واكثروا واملأوا الارض وأخضِعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض».‏ —‏ تكوين ١:‏٢٨‏.‏

وهكذا كان للبشرَين الاولَين قصد ذو معنى في حياتهما.‏ وشمل ذلك اهتمامهما ببيئة الارض وملء الكرة الارضية بسكان يتحملون المسؤولية.‏ (‏قارنوا اشعياء ١١:‏٩‏.‏)‏ ولا يمكن لأحد ان يلوم الخالق بحق على الوضع الحالي لكوكبنا الملوَّث،‏ كما لو انه هو الذي اتاح للبشر ان يستغلوا الكرة الارضية ويخرِّبوها.‏ فكلمة «أخضِعوها» لم تُجِز الاستغلال،‏ بل تضمنت فكرة عمل وحفظ الارض التي اؤتمن البشر على ادارتها.‏ (‏تكوين ٢:‏١٥‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانوا سيتمتعون بمستقبل مديد ينجزون فيه هذا العمل ذا المعنى.‏ وإمكانية عدم موتهم تنسجم مع الواقع ان البشر يملكون طاقة دماغية تزيد كثيرا على ما يمكن استعماله كاملا في مدى حياة يبلغ ٧٠ او ٨٠ او حتى ١٠٠ سنة.‏ لقد صُنع الدماغ ليُستعمل الى زمن غير محدَّد.‏

ان يهوه اللّٰه،‏ بصفته منتج خليقته ومنظِّمها،‏ اعطى البشر بعض الحرية في طريقة انجازهم قصده نحو الارض والجنس البشري.‏ فلم يكن كثير المتطلَّبات ولم يفرض قيودا خانقة.‏ مثلا،‏ اعطى آدمَ تعيينا يحلم به كل عالِم بالحيوان:‏ دراسة الحيوانات وتسميتها.‏ وبعدما راقب آدم خصائصها اطلق عليها اسماء،‏ وكثير من هذه الاسماء يعرِّف بصفاتها.‏ (‏تكوين ٢:‏١٩‏)‏ وهذا مجرد مثال واحد يوضح كيف يمكن للبشر استخدام مواهبهم وقدراتهم بشكل ينسجم مع قصد اللّٰه.‏

انتم تدركون ان الخالق الحكيم لكل الكون لن يصعب عليه ضبط ايّ وضع يطرأ على الارض،‏ حتى لو اختار البشر مسلكا احمق او مضرّا.‏ ويخبرنا السجل التاريخي ان اللّٰه اوصى آدم وصية مقيِّدة واحدة فقط:‏ «من جميع شجر الجنة تأكل اكلا.‏ وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.‏ لأنك يوم تأكل منها موتا تموت».‏ —‏ تكوين ٢:‏​١٦،‏ ١٧‏.‏

تطلّبت هذه الوصية من الجنس البشري الاعتراف بحق اللّٰه في ان يُطاع.‏ لقد كان البشر،‏ من زمن آدم الى ايامنا،‏ مضطرين الى الخضوع لقانون الجاذبية والعيش كما يقتضي هذا القانون؛‏ ففعل العكس يُعتبر عملا احمق ومضرّا.‏ فلماذا يرفض البشر العيش وفق ما يقتضيه قانون آخر،‏ او وصية اخرى،‏ من الخالق المُحب؟‏!‏ وقد بيَّن الخالق عاقبة رفض قانونه،‏ لكنه ترك لآدم وحواء الخيار لكي يطيعاه بمحض ارادتهما.‏ وليس صعبا ان نرى في رواية التاريخ الباكر للانسان ان الخالق يتيح للبشر حرية الاختيار.‏ لكنه يريد ان تكون خليقته سعيدة الى اقصى حد،‏ وهذا يأتي كنتيجة طبيعية للعيش بانسجام مع القوانين النافعة التي يضعها.‏

ذكرنا في فصل سابق ان الخالق اوجد مخلوقات ذكية لا تُرى —‏ مخلوقات روحانية.‏ ويكشف تاريخ بدايات الانسان ان احد هذه الارواح استحوذت عليه فكرة اغتصاب مركز اللّٰه.‏ (‏قارنوا حزقيال ٢٨:‏​١٣-‏١٥‏.‏)‏ فأساء استعمال حرية الاختيار التي يمنحها اللّٰه واستمال البشرَين الاولَين الى فعل ما لا بد ان ندعوه تمرُّدًا سافِرًا.‏ وبالعصيان المباشر من خلال عمل تَحَدٍّ واحد —‏ اكْلهما من «شجرة معرفة الخير والشر» —‏ اعلن الزوجان الاولان استقلالهما عن حكم اللّٰه.‏ لكنَّ الاكثر من ذلك هو ان مسلكهما دلَّ على تأييدهما الادعاء ان الخالق يمنع الخير عن الانسان.‏ وكان الامر كما لو ان آدم وحواء يطالبان بأن يقرِّرا لأنفسهما ما هو خير وما هو شر —‏ مهما يكن رأي صانعهما في الموضوع.‏

كم هو جنون ان يقول الرجال والنساء ان قانون الجاذبية لا يعجبهم ويقرِّروا مخالفته!‏ كذلك لم يكن امرا منطقيا من جهة آدم وحواء ان يرفضا مقاييس الخالق الادبية.‏ وكما ان عواقب مضرّة تحلّ بمَن يتجاهل قانون الجاذبية،‏ ينبغي ان يتوقع البشر بالتأكيد عواقب سلبية لانتهاكهم شريعة اللّٰه الاساسية التي تتطلّب الطاعة له.‏

يخبرنا التاريخ ان يهوه اتخذ عندئذ اجراء.‏ ففي «اليوم» الذي رفض فيه آدم وحواء مشيئة الخالق،‏ بدأا ينحدران نحو الموت،‏ كما سبق اللّٰه وحذرهما.‏ (‏قارنوا ٢ بطرس ٣:‏٨‏.‏)‏ ويكشف ذلك عن وجه آخر لشخصية الخالق.‏ فهو اله عادل لا يتغاضى بضعف عن العصيان الفاضح.‏ انه يملك مقاييس حكيمة وعادلة،‏ وهو يلتزم بها.‏

وانسجاما مع صفاته البارزة،‏ اظهر اللّٰه الرحمة ولم يُنهِ الحياة البشرية على الفور.‏ ولماذا؟‏ كان ذلك بدافع الاهتمام بذرية آدم وحواء،‏ التي لم يكن قد حُبل بها بعد ولم تكن مسؤولة مباشرة عن مسلك سَلَفَيها الخاطئ.‏ واهتمام اللّٰه بالحياة التي كان سيُحبل بها يشهد لنا على شخصية الخالق.‏ فهو ليس قاضيا عديم الرحمة ومجردا من المشاعر،‏ بل نزيه وراغب في منح الجميع الفرصة،‏ وهو يُظهر الاحترام لقدسية الحياة البشرية.‏

لا يعني ذلك ان الاجيال البشرية اللاحقة كانت ستتمتع بالاحوال المبهجة نفسها التي كان الزوجان الاولان يتمتعان بها.‏ فبسماح الخالق لذرية آدم بالظهور على المسرح العالمي،‏ «أُخضع العالم المادي للإحباط».‏ لكنه لم يكن إحباطا او يأسا مُطبِقا.‏ تذكروا ان رومية ٨:‏٢٠،‏ ٢١ قالت ايضا ان الخالق «اعطاه املا في ان يُنقَذ ذات يوم».‏ وهذا امر ينبغي ان نعرف المزيد عنه.‏

هل من مكان نبحث فيه؟‏

ان العدو الذي قاد الزوجَين البشريَّين الاولَين الى التمرُّد يُسمى في الكتاب المقدس الشيطان ابليس،‏ الذي يعني «مقاوم» و «مفترٍ».‏ وفي الحكم الصادر على المحرِّض الرئيسي على التمرُّد،‏ وصمه اللّٰه كعدو لكنه وضع اساسا لشيء يعلّق عليه البشر في المستقبل آمالهم.‏ قال اللّٰه:‏ «أضع عداوة بينك [اشارة الى الشيطان] وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.‏ هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه».‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ من الواضح انه استُخدمت هنا لغة مجازية.‏ فما معنى القول ان ‹نسلا› سيأتي؟‏

تلقي اجزاء اخرى من الكتاب المقدس الضوء على هذا العدد المثير للاهتمام.‏ وهي تُظهر انه مرتبط بعمل يهوه وفق اسمه و ‹صيرورته› ما يلزم ان يصير ليتمِّم قصده نحو البشر على الارض.‏ وبفعله ذلك استخدم امة معيَّنة،‏ وتاريخ تعاملاته مع هذه الامة القديمة يؤلف جزءا كبيرا من الكتاب المقدس.‏ فلنتأمل باختصار في هذا التاريخ المهم.‏ وفيما نقوم بذلك،‏ يمكننا التعلم اكثر عن صفات الخالق.‏ نعم،‏ يمكننا تعلم امور قيِّمة كثيرة عنه بالاستمرار في فحص الكتاب الذي زوَّده لأجل الجنس البشري،‏ الكتاب المقدس.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 23‏ من اجل الحصول على تفاصيل عن اصل الكتاب المقدس،‏ انظروا كراسة كتاب لكل الناس وكتاب الكتاب المقدس —‏ كلمة اللّٰه أم الانسان؟‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠٧]‏

صارت بابل خرابا مُقفِرا بعد قرون من إنباء الكتاب المقدس بذلك،‏ ولا تزال كذلك حتى هذا اليوم

‏[الصورتان في الصفحة ١١٠]‏

هذا الدرج لإشعياء،‏ الذي نُسخ في القرن الثاني قبل الميلاد،‏ اكتُشف في كهف قرب البحر الميت.‏ وقد أخبر بالتفصيل عن حوادث وقعت بعد مئات السنين من كتابته

‏[الصورة في الصفحة ١١٥]‏

هذه الرسالة المكتوبة بالعبرانية القديمة على شقفة من خزف نُبِشت في لخيش.‏ ويَرِد اسم اللّٰه (‏انظروا السهمَين)‏ مرتين،‏ مما يُظهر ان اسم الخالق كان معروفا وشائع الاستعمال

‏[الصورة في الصفحة ١١٧]‏

صاغ اسحاق نيوتن قانون الجاذبية.‏ وقوانين الخالق منطقية،‏ والتعاون معها هو لمصلحتنا